What do you think?
Rate this book
غوغول: سيرة نفس ممزقة
«حتى الذي لا يخاف فهو يخاف من السخرية»
هذا ما قاله الكاتب الروسي العظيم غوغول ذات يوم، لهذا فعلى الرغم من كونه سعى على الدوام ليكون قريباً من القياصرة.. وساعياً لنيل أعطياتهم، لكن موهبته العظيمة منعته من أن يخون رسالته الأدبية فقدم أدباً ساخراً خالداً جر عليه الغضب الرسمي، وتردد صداه في الإمبراطورية الروسية والعالم ضد الظلم بكل أشكاله، مما جعله يتشرد ويعيش حياته وهو يهذي حد الجنون.. يسبب ما تركته أعماله من آثار مدوية في مجتمعه، لكن حفر اسمه في قلب شعبه إلى الأبد.
في هذا الكتاب الساحر يروي ترويا بأسلوبه السلس والطافح بالتشويق والدقة حياة شخصية لن ينساها الأدب العالمي، إنه أشبه برواية عذبة تقدم لنا حياة غوغول صاحب الروائع التي عرفها قارئنا العربي من قبل: «المفتش العام»، «المعطف»، «الأنف»، «خطوبة» وغيرها.. وصاحب العمل الكبير الخالد «نفوس ميتة».
غوغول أكبر من أي تعريف وأية إشادة، ويكفيه أن الناقد بيلنسكي قال عنه: «غوغول يقف في المكان الذي خلفه بوشكين» أما ديستييفسكي فقد توج كاتبنا بكلمته التي أضفت هالة معلم الأجيال عليه عندما قال: «كلنا خرجنا من معطف غوغول»
حياة غنية ومضطربة وصلت إلى حافة الجنون، وعطاء متنوع قلما تعرف الآداب مثله في العمق والتعبير عن حركة الحياة والتاريخ، كل ذلك في إطار من أدب ساخر رفيع يزلزل الخطأ أينما وجد، في سخرية تملأ قلبك بالمتعة، لكنها المتعة التي تقطر دماً ودموعاً بعد ذلك، فغوغول نفسه قال: «السخرية أكثر الأشياء جدية».
لهذه المعاني جميعها تفخر الهيئة العامة السورية للكتاب بتقديم هذا العمل النفيس ضمن رسالة تطمح إلى ترسيخ قيم الأدب الخالد... وتكريماً لواحد من الأدباء الذين صنعوا ضمير البشرية.
هذا ما قاله الكاتب الروسي العظيم غوغول ذات يوم، لهذا فعلى الرغم من كونه سعى على الدوام ليكون قريباً من القياصرة.. وساعياً لنيل أعطياتهم، لكن موهبته العظيمة منعته من أن يخون رسالته الأدبية فقدم أدباً ساخراً خالداً جر عليه الغضب الرسمي، وتردد صداه في الإمبراطورية الروسية والعالم ضد الظلم بكل أشكاله، مما جعله يتشرد ويعيش حياته وهو يهذي حد الجنون.. يسبب ما تركته أعماله من آثار مدوية في مجتمعه، لكن حفر اسمه في قلب شعبه إلى الأبد.
في هذا الكتاب الساحر يروي ترويا بأسلوبه السلس والطافح بالتشويق والدقة حياة شخصية لن ينساها الأدب العالمي، إنه أشبه برواية عذبة تقدم لنا حياة غوغول صاحب الروائع التي عرفها قارئنا العربي من قبل: «المفتش العام»، «المعطف»، «الأنف»، «خطوبة» وغيرها.. وصاحب العمل الكبير الخالد «نفوس ميتة».
غوغول أكبر من أي تعريف وأية إشادة، ويكفيه أن الناقد بيلنسكي قال عنه: «غوغول يقف في المكان الذي خلفه بوشكين» أما ديستييفسكي فقد توج كاتبنا بكلمته التي أضفت هالة معلم الأجيال عليه عندما قال: «كلنا خرجنا من معطف غوغول»
حياة غنية ومضطربة وصلت إلى حافة الجنون، وعطاء متنوع قلما تعرف الآداب مثله في العمق والتعبير عن حركة الحياة والتاريخ، كل ذلك في إطار من أدب ساخر رفيع يزلزل الخطأ أينما وجد، في سخرية تملأ قلبك بالمتعة، لكنها المتعة التي تقطر دماً ودموعاً بعد ذلك، فغوغول نفسه قال: «السخرية أكثر الأشياء جدية».
لهذه المعاني جميعها تفخر الهيئة العامة السورية للكتاب بتقديم هذا العمل النفيس ضمن رسالة تطمح إلى ترسيخ قيم الأدب الخالد... وتكريماً لواحد من الأدباء الذين صنعوا ضمير البشرية.
590 pages, Paperback
First published January 1, 1971
3 people are currently reading
428 people want to read
About the author
Henri Troyat
387books262followersTroyat was a French author, biographer, historian and novelist.
Troyat was born Levon Aslan Torossian in Moscow to parents of Armenian descent. His family fled Russia in anticipation of the revolution. After a long exodus taking them to the Caucasus on to Crimea and later by sea to Constantinople and then Venice, the family finally settled in Paris in 1920, where young Troyat was schooled and later earned a law degree. The stirring and tragic events of this flight across half of Europe are vividly recounted by Troyat in 'Tant que la terre durera'.
Troyat received his first literary award, Le prix du roman populaire, at the age of twenty-four, and by twenty-seven, he was awarded the Prix Goncourt.
Troyat published more than 100 books, novels and biographies, among them those of Anton Chekhov, Catherine the Great, Rasputin, Ivan the Terrible and Leo Tolstoy.
Troyat's best-known work is La neige en deuil, which was adapted as an English-language film in 1956 under the title The Mountain.
He was elected as a member of the Académie française in 1959. At the time of his death, Troyat was the longest serving member of the Academy.
From
Troyat was born Levon Aslan Torossian in Moscow to parents of Armenian descent. His family fled Russia in anticipation of the revolution. After a long exodus taking them to the Caucasus on to Crimea and later by sea to Constantinople and then Venice, the family finally settled in Paris in 1920, where young Troyat was schooled and later earned a law degree. The stirring and tragic events of this flight across half of Europe are vividly recounted by Troyat in 'Tant que la terre durera'.
Troyat received his first literary award, Le prix du roman populaire, at the age of twenty-four, and by twenty-seven, he was awarded the Prix Goncourt.
Troyat published more than 100 books, novels and biographies, among them those of Anton Chekhov, Catherine the Great, Rasputin, Ivan the Terrible and Leo Tolstoy.
Troyat's best-known work is La neige en deuil, which was adapted as an English-language film in 1956 under the title The Mountain.
He was elected as a member of the Académie française in 1959. At the time of his death, Troyat was the longest serving member of the Academy.
From
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 10 of 10 reviews
November 9, 2016
غوغول، سيرة نفس ممزقة
كيف لم اقرأ لترويا من قبل؟ أي كاتب سير هذا؟ أي براعة في تحويل حياة غوغول إلى ما يشبه القصيدة، من أجمل وأكمل السير الذاتية التي قرأتها في حياتي، أكثر من خمسمئة صفحة لم أشعر بالملل ولا للحظة واحدة.
اعتمد ترويا على مراسلات غوغول ومراسلات ومذكرات كل من عاصروه ليبني لنا سيرة ذاتية تكشف لنا شخصية مؤلف (المعطف) و(الأنفس الميتة)، كل ذلك التردد والضياع والذي تحول مع الوقت إلى شعور بالعظمة ومن ثم الشعور والتصرف كشهيد، غوغول إنسان محير، قد تكرهه وأنت تقرأ سيرته، إهماله لأمه وأخواته وغيابه عنهن خارج روسيا متنقلاً بين ألمانيا وإيطاليا وفرنسا، تسوله للمال من أصدقائه والمعجبين منه وتحوله إلى عبء دائم عليهم، الرسائل الوعظية التي شغل سنواته الأخيرة بكتابتها لكل معارفه، ستشعر باستغراب شديد، كيف يمكن لشخص مثل هذا أن يكتب المعطف أو الأنفس الميتة بسخريتها العالية! تشعر وأنت تقرأ هذه السيرة أن غوغول الذي كان يصطاد شخصيته من المجتمع من حوله، كان سيصطاد شخصيته هو وسيخلدها في أحد أعماله لو قيض له أن ينتبه لها، يكشف لنا كتاب ترويا كذلك الأوضاع السياسية والثقافية الروسية، علاقات غوغول بالمثقفين والشعراء الروس العظام مثل بوشكين وليرمنتوف وغيرهم في تلك الفترة الذهبية والتي ولدت فيها كل عبقريات الأدب الروسي العملاقة.
كيف لم اقرأ لترويا من قبل؟ أي كاتب سير هذا؟ أي براعة في تحويل حياة غوغول إلى ما يشبه القصيدة، من أجمل وأكمل السير الذاتية التي قرأتها في حياتي، أكثر من خمسمئة صفحة لم أشعر بالملل ولا للحظة واحدة.
اعتمد ترويا على مراسلات غوغول ومراسلات ومذكرات كل من عاصروه ليبني لنا سيرة ذاتية تكشف لنا شخصية مؤلف (المعطف) و(الأنفس الميتة)، كل ذلك التردد والضياع والذي تحول مع الوقت إلى شعور بالعظمة ومن ثم الشعور والتصرف كشهيد، غوغول إنسان محير، قد تكرهه وأنت تقرأ سيرته، إهماله لأمه وأخواته وغيابه عنهن خارج روسيا متنقلاً بين ألمانيا وإيطاليا وفرنسا، تسوله للمال من أصدقائه والمعجبين منه وتحوله إلى عبء دائم عليهم، الرسائل الوعظية التي شغل سنواته الأخيرة بكتابتها لكل معارفه، ستشعر باستغراب شديد، كيف يمكن لشخص مثل هذا أن يكتب المعطف أو الأنفس الميتة بسخريتها العالية! تشعر وأنت تقرأ هذه السيرة أن غوغول الذي كان يصطاد شخصيته من المجتمع من حوله، كان سيصطاد شخصيته هو وسيخلدها في أحد أعماله لو قيض له أن ينتبه لها، يكشف لنا كتاب ترويا كذلك الأوضاع السياسية والثقافية الروسية، علاقات غوغول بالمثقفين والشعراء الروس العظام مثل بوشكين وليرمنتوف وغيرهم في تلك الفترة الذهبية والتي ولدت فيها كل عبقريات الأدب الروسي العملاقة.
April 18, 2015
المشكلة معي هي أني أتعلق بالكاتب الذي أحب كتبه بشكل هوَسي،أرغب في أن يكون سعيدا وبخير.. أرغب أن أعرف انه نال أخيرا الراحة التي يستحقها كجزاء للمتعة والدهشة التي أهدانا إياها..
لذلك فكرة قراءة هذه السيرة بعد انهائي لقراءة كتبه المترجمة للعربية فورا كانت سيئة،كانت معلوماتي صفر عن هذا المبدع صاحب "المعطف "..لذلك تفاجأت بالتشتت والحيرة والغربة والضياع والنهاية الفاجعة المفصّلة في الفصل الأخير.. كان أمر قاسي جداا،بدا الأمر كأني فقدت صديقا للتوّ!
هنري ترويا مدهش يكتب بحب، ويسرد أدق التفاصيل بصورة أدبية ساحرة..
لذلك فكرة قراءة هذه السيرة بعد انهائي لقراءة كتبه المترجمة للعربية فورا كانت سيئة،كانت معلوماتي صفر عن هذا المبدع صاحب "المعطف "..لذلك تفاجأت بالتشتت والحيرة والغربة والضياع والنهاية الفاجعة المفصّلة في الفصل الأخير.. كان أمر قاسي جداا،بدا الأمر كأني فقدت صديقا للتوّ!
هنري ترويا مدهش يكتب بحب، ويسرد أدق التفاصيل بصورة أدبية ساحرة..
August 2, 2013
Henri Troyat portraits a detailed account of the life of the full-time writer in the nineteenth century, showing Gogol financially struggling, searching for inspiration in travel, tormented by fame. Troyat view of Gogol as an unpleasant, reclusive, unsettling human being corresponded with my notion of what makes a genius.
January 28, 2022
لا جدال في كون هنري ترويا كاتب سيرٍ غيرية ممتاز، لكن حياة غوغول صدمتني جداً، ليت أني بقيت على وهج ما كتبه، دون أقرأ تفاصيل حياته، لقد خفتَ هذا الوهج كثيراً في داخلي، وذاب ذلك الصرح المهيب في نفسي، كان غوغول مدللاً، دلالاً جعله في منأى عن والدته وأخواته، كان متسولاً من أصدقائه ، كان مريضاً مرضاً عقلياً غامضاً، ظهرت نتيجته إبان وفاته، مع ضغط مرضه البدني الذي لازمه طوال حياته، لكن مع ذلك ذاب الجسد وبقي توهج الروح التي ما زالت تشع حتى الآن.
August 13, 2016
واحدٌ من أجمل كتب السير، يستهلكك هذا الكتاب بما يحويه من معلومات صادمة عن حياة غوغول، يستهلكك غوغول ذاته، المتقلّب والطفيلي والأناني، والمتزمت دينياً، والموهوب، والمغررو، والإنسان الذي يرى أنه المسيح عائداً من جديد، وعلى هذا العالم كله أن ينصت لما يقوله، رأى الكثيرون فيه الأب الحقيقي للأدب الروسي الحديث، الأب الذي خرج من معطفه جميع الأدباء الروس كما يقول معاصره دوستويفسكي، ورغم هذا فإن سيرة الرجل تبدو من أسوأ السير وحياته من أسوأ الحيوات التي قد يعيشها إنسان، فقد عاش حياةً مضطربةً وحوى في داخله الكثير مما يتناقض مع أخلاقيات الناس في زمانه، فغوغول كان يرى أن على العالم أن يتوقف تماماً كي يصلحه هو بمواعظه وخطبه الدينية، وإرشاداته للآخرين، فما أن تلتمع في ذهنه فكرة معينة تصلح كخطبة وعظ حتى يرسلها لكل من يعرفهم، باعتبارها خلاصاً لحياتهم، غير أنه هو لم يدرك ما هو خلاصه، فلا الدين صار خلاصاً لغوغول ولا الأدب ولا الرغبة بالكتابة، فقد عانى من هوسه بالفضيلة أكثر مما عانى من ضائقته المالية التي رافقته طوال حياته ودمّرت أخلاقياته تماماً.
أتذكر رواية الجوع لهامسون النرويجي، وكيف أن البطل بسبب جوعه يبدأ بالتخلي عن كرامته الإنسانية ليسكت هذا الجوع، كذلك فعل غوغول تخلى عن كل شيءٍ بدءاً بأهله مروراً بكرامته وانتهاءاً بأدبه من أجل تجاوز هذه الضائقة التي رافقته حتى قبره، لعله من الجيد أنه عوّض أهله بعد موته بعائدات كتبه.
تظهر صورةٌ خفيةٌ في الكتاب وهي صورة غوغول العاشق للنساء، العاشق لكل الملذات، والخائف من الاقتراب منها، الإنسان الذي يعاني من هوس الفضيلة والخوف من العقاب الأخروي، هو ما يجعله يبقي على مسافة واسعة جداً من النساء، المسافة التي ما أن تتقلص حتى يجتاح العذاب الروحي فيحوّله إلى إنسانٍ راكعٍ طلباً للغفران على جنايةٍ لم يرتكبها.
علاقته بالأدباء كانت مريبة، فصراع التيارات داخل روسيا القيصرية أدخله في صراعٍ داخلي حول علاقته بأصدقائه، وبالرغم من كونه مؤيداً لروسيا القيصرية وللنظام الاجتماعي القائم فيها آنذاك على العكس من أغلب كتاب روسيا، إلا أن علاقته بهم ظلت جيدة، باستثناء اهتزازها بعد نشره كتاب المقاطع المختارة والذي تضمن رؤيته للعالم والحياة وروسيا والأسرة، كان يرى أن بوشكين هو مثله الأعلى، ووالده الروحي وأعظم من أنجبت روسيا من الأدباء، لا يمكن لأحدٍ أن يتجاوز بوشكين، لذا اختلت حياته بعد مقتل بوشكين.
كان قريباً من الموت وبعيداً عنه في ذات الوقت، فحالة توهم المرض التي عانى منها طيلة حياته جعلته يقترب من الموت لفتراتٍ طويلة، حتى في علاقته بالأمير فايلجورسكي والذي مات بين يدي غوغول في إيطاليا، صبغت شكل الموت في مخيلة غوغول، حتى أنه آثر أن يموت كما مات ذلك الإنسان، لعلها قصة الحب التي انتشرت سيرتها بين الاثنين ولم يلقِ هنري ترويا لها بالاً، غير أن غوغول عاش ذات المعاناة التي عاشها صديقه ليموت بطريقةٍ تشبهه، موتاً حزيناً موتاً يشبه موت شجرة، حيث تذوي بشكلس بطيء حتى تسقط للأبد، بالرغم من هذا الموت الذي اختاره غوغول فإنه كان يخافه، كان يخاف فكرة يوم القيامة والتي ظلت تلاحقه منذ الطفولة، مذ سمع من أمه وصفاً للآخرة، ذات الأمر أرعبه في آخر حياته غير أنه هذه المرة لم يستطع المقاومة، كان يخاف من فكرة القبر، من فكرة أن يكون مدفوناً تحت التراب، من ضيق النفس، ومن انعدامه داخل جسده.
اعتمد غوغول في أدبه على حياته الشخصية وعلى الآخرين، فكان يطلب منهم تزويده بالأفكار كما هو حال روايته الأشهر نفوس ميتة والتي كان لبوشكين الإسهام الأكبر في قصتها، وكذلك عمله الأول أمسيات في مزرعة حيث ساعدته أمه وشقيقاته في جمع أغلب تلك الحكايات التي أعاد صياغتها وكتابتها ليخلّد أوكرانيا بلده الأم وفولكورها الشعبي، كذلك هو حال مسرحيته الأشهر المفتش العام والتي كتبها متبنياً فكرةً لأصدقائه عن سكان الريف الروسي والإدارة في تلك المناطق وطبيعة الملّاك، أما بالنسبة لقصة الأنف فكانت ذاتيةً تلك التي اعتمدها من شكله الخارجي والذي كان محل تندرٍ لزملائه في المرسة حيث كانوا ينادونه بالقزم الغامض.
سيرة غوغول مربكة جداً، ذلك التناقض العجيب والمتطرف في حياته يجعل القارئ في حيرةٍ من أمره بين حبه لهذا الغوغول وكراهيته، غير أن القارئ لا بد ويتعاطف معه في لحظات رحيله خاصةً طريقته في السير نحو الموت كما لو كان موتاً اختيارياً، حتى أن أصدقاءه رأوا في طريقة حياته بأواخر حياته انتحاراً بطيئاً يسعى إليه غوغول المهووس بمواعظ القسس المحيطين به.
/
استطرادات بعضها من مصادر أخرى:
يعتبر غوغول مؤسس الاتجاه الطبيعي في الأدب الروسي، وهو الاتجاه الذي يحاول تصوير الحياة الروسية بواقعيتها ونقدها والسخرية منها، وهو المذهب الذي بدأه قبله بوشكين وليرمنتوف غير أنهما لم يستطيعا تحديد ملامحه كما فعل غوغول، فالأخير أسهم بشكلٍ مباشر في نقد الحياة الروسية والسخرية منها ورغم أنه لم يكن راغباً في هذا الأمر بداخله، حيث يعتبر أدبه ساخراً من أجل الوصول إلى تطور أفضل تحت حكم القيصر، حيث كان يرى نفسه خادماً لله والقيصر في إنتاجاته الأدبية وعلى روسيا انتظار هذا النتاج.
في ذات الوقت حاول غوغول من خلال أعماله المسرحية تغيير مفهوم المسرح الروسي والذي كان ميلودرامياً خطابياً إلى مسرح حركي يعبّر عن الحياة بشكل صادق وساخر، فالمسرح يجب ألا يكون فكاهياً بل هادفاً ساخراً وناقداًة، فقد كان ضد الكوميديا وضد جميع أشكال الابتذال والجمود في الحركة المسرحية، لذا حوّل شخصياته المسرحية إلى فاعلين في النص من خلال الحركة والمساءلة الذاتية وإبراز صفات الإنسان الداخلية وصراعه النفسي، لذا كان كثيراً ما يحتج على أداء الممثلين للمسرحية في سان بطرسبرج وموسكو،؛ وذلك لجمود الممثلين غير أنه أظهر بعض الرضا بعد أكثر من عشر سنوات على تمثيلها.
من بين ما فعله غوغول في الأدب الروسي، كانت قصة المعطف والتي خرجت جميع أعمال الأدباء الروس منها، حيث أبرز شخص أكاكي أكافييتش المضطهدة والتي علقت كل أحلامها وآمالها على هذا المعطف الذي تريد اشترائه، فالشخصية تبدو إيجابيةً من أجل الوصول إلى هذا الهدف غير أن أكاكي سرعان ما يموت بعد أن تمت سرقة المعطف وسخرية الجميع من مطالبه باستعادته، وتبرز في خاتمة القصة أفكار غوغول عن أن أعمال الإنسان السيئة تطارده وتحرمه من الراحة، فأكاكي يتحول إلى شخصية شبحية تطارد الساخرين منه، لأن هذه الشخصيات تخلت عن المثل والأخلاقيات العليا التي ينتقد غوغول في كل أعماله غيابها.
أتذكر رواية الجوع لهامسون النرويجي، وكيف أن البطل بسبب جوعه يبدأ بالتخلي عن كرامته الإنسانية ليسكت هذا الجوع، كذلك فعل غوغول تخلى عن كل شيءٍ بدءاً بأهله مروراً بكرامته وانتهاءاً بأدبه من أجل تجاوز هذه الضائقة التي رافقته حتى قبره، لعله من الجيد أنه عوّض أهله بعد موته بعائدات كتبه.
تظهر صورةٌ خفيةٌ في الكتاب وهي صورة غوغول العاشق للنساء، العاشق لكل الملذات، والخائف من الاقتراب منها، الإنسان الذي يعاني من هوس الفضيلة والخوف من العقاب الأخروي، هو ما يجعله يبقي على مسافة واسعة جداً من النساء، المسافة التي ما أن تتقلص حتى يجتاح العذاب الروحي فيحوّله إلى إنسانٍ راكعٍ طلباً للغفران على جنايةٍ لم يرتكبها.
علاقته بالأدباء كانت مريبة، فصراع التيارات داخل روسيا القيصرية أدخله في صراعٍ داخلي حول علاقته بأصدقائه، وبالرغم من كونه مؤيداً لروسيا القيصرية وللنظام الاجتماعي القائم فيها آنذاك على العكس من أغلب كتاب روسيا، إلا أن علاقته بهم ظلت جيدة، باستثناء اهتزازها بعد نشره كتاب المقاطع المختارة والذي تضمن رؤيته للعالم والحياة وروسيا والأسرة، كان يرى أن بوشكين هو مثله الأعلى، ووالده الروحي وأعظم من أنجبت روسيا من الأدباء، لا يمكن لأحدٍ أن يتجاوز بوشكين، لذا اختلت حياته بعد مقتل بوشكين.
كان قريباً من الموت وبعيداً عنه في ذات الوقت، فحالة توهم المرض التي عانى منها طيلة حياته جعلته يقترب من الموت لفتراتٍ طويلة، حتى في علاقته بالأمير فايلجورسكي والذي مات بين يدي غوغول في إيطاليا، صبغت شكل الموت في مخيلة غوغول، حتى أنه آثر أن يموت كما مات ذلك الإنسان، لعلها قصة الحب التي انتشرت سيرتها بين الاثنين ولم يلقِ هنري ترويا لها بالاً، غير أن غوغول عاش ذات المعاناة التي عاشها صديقه ليموت بطريقةٍ تشبهه، موتاً حزيناً موتاً يشبه موت شجرة، حيث تذوي بشكلس بطيء حتى تسقط للأبد، بالرغم من هذا الموت الذي اختاره غوغول فإنه كان يخافه، كان يخاف فكرة يوم القيامة والتي ظلت تلاحقه منذ الطفولة، مذ سمع من أمه وصفاً للآخرة، ذات الأمر أرعبه في آخر حياته غير أنه هذه المرة لم يستطع المقاومة، كان يخاف من فكرة القبر، من فكرة أن يكون مدفوناً تحت التراب، من ضيق النفس، ومن انعدامه داخل جسده.
اعتمد غوغول في أدبه على حياته الشخصية وعلى الآخرين، فكان يطلب منهم تزويده بالأفكار كما هو حال روايته الأشهر نفوس ميتة والتي كان لبوشكين الإسهام الأكبر في قصتها، وكذلك عمله الأول أمسيات في مزرعة حيث ساعدته أمه وشقيقاته في جمع أغلب تلك الحكايات التي أعاد صياغتها وكتابتها ليخلّد أوكرانيا بلده الأم وفولكورها الشعبي، كذلك هو حال مسرحيته الأشهر المفتش العام والتي كتبها متبنياً فكرةً لأصدقائه عن سكان الريف الروسي والإدارة في تلك المناطق وطبيعة الملّاك، أما بالنسبة لقصة الأنف فكانت ذاتيةً تلك التي اعتمدها من شكله الخارجي والذي كان محل تندرٍ لزملائه في المرسة حيث كانوا ينادونه بالقزم الغامض.
سيرة غوغول مربكة جداً، ذلك التناقض العجيب والمتطرف في حياته يجعل القارئ في حيرةٍ من أمره بين حبه لهذا الغوغول وكراهيته، غير أن القارئ لا بد ويتعاطف معه في لحظات رحيله خاصةً طريقته في السير نحو الموت كما لو كان موتاً اختيارياً، حتى أن أصدقاءه رأوا في طريقة حياته بأواخر حياته انتحاراً بطيئاً يسعى إليه غوغول المهووس بمواعظ القسس المحيطين به.
/
استطرادات بعضها من مصادر أخرى:
يعتبر غوغول مؤسس الاتجاه الطبيعي في الأدب الروسي، وهو الاتجاه الذي يحاول تصوير الحياة الروسية بواقعيتها ونقدها والسخرية منها، وهو المذهب الذي بدأه قبله بوشكين وليرمنتوف غير أنهما لم يستطيعا تحديد ملامحه كما فعل غوغول، فالأخير أسهم بشكلٍ مباشر في نقد الحياة الروسية والسخرية منها ورغم أنه لم يكن راغباً في هذا الأمر بداخله، حيث يعتبر أدبه ساخراً من أجل الوصول إلى تطور أفضل تحت حكم القيصر، حيث كان يرى نفسه خادماً لله والقيصر في إنتاجاته الأدبية وعلى روسيا انتظار هذا النتاج.
في ذات الوقت حاول غوغول من خلال أعماله المسرحية تغيير مفهوم المسرح الروسي والذي كان ميلودرامياً خطابياً إلى مسرح حركي يعبّر عن الحياة بشكل صادق وساخر، فالمسرح يجب ألا يكون فكاهياً بل هادفاً ساخراً وناقداًة، فقد كان ضد الكوميديا وضد جميع أشكال الابتذال والجمود في الحركة المسرحية، لذا حوّل شخصياته المسرحية إلى فاعلين في النص من خلال الحركة والمساءلة الذاتية وإبراز صفات الإنسان الداخلية وصراعه النفسي، لذا كان كثيراً ما يحتج على أداء الممثلين للمسرحية في سان بطرسبرج وموسكو،؛ وذلك لجمود الممثلين غير أنه أظهر بعض الرضا بعد أكثر من عشر سنوات على تمثيلها.
من بين ما فعله غوغول في الأدب الروسي، كانت قصة المعطف والتي خرجت جميع أعمال الأدباء الروس منها، حيث أبرز شخص أكاكي أكافييتش المضطهدة والتي علقت كل أحلامها وآمالها على هذا المعطف الذي تريد اشترائه، فالشخصية تبدو إيجابيةً من أجل الوصول إلى هذا الهدف غير أن أكاكي سرعان ما يموت بعد أن تمت سرقة المعطف وسخرية الجميع من مطالبه باستعادته، وتبرز في خاتمة القصة أفكار غوغول عن أن أعمال الإنسان السيئة تطارده وتحرمه من الراحة، فأكاكي يتحول إلى شخصية شبحية تطارد الساخرين منه، لأن هذه الشخصيات تخلت عن المثل والأخلاقيات العليا التي ينتقد غوغول في كل أعماله غيابها.
September 18, 2020
Henri Troyat is a marvel. I never dreamt that this hefty tome would prove so riveting. Gogol (I can't say his name without the image of a frock-coat floating around in my consciousness), whom I like to think of Russia's very own Charles Dickens, was indeed a 'divided soul'. On the surface he was completely unremarkable; beneath the surface he was complex and a little bit mad, as manifested in his work. Who knew?
July 20, 2018
هل وراء كل كتاب جميل كاتب لايخلو من العيوب ؟!
كنت من محبين كتب غوغول وما زلت ولكن اصبت بالذهول من شخصية الكاتب الاستهتاريه عديمة المسؤولية
تحقيق رغباتة على حساب من حوله كثير الكذب يخفي الحقائق بدون سبب مقنع لا اعلم ما الاسباب والدواع وراء هذه الشخصيه الغامضه
July 15, 2018
كتاب ممل ، ربما توقيت القراءة هو السبب ، قد أعيد قراءته فيما بعد .
August 29, 2023
Muhteşem bir biyografi. Hacimli görünümü korkutmasın. Son derece rahat okunuyor. Gogol' ün hayatını okumak, onun tüm eserlerine ayrı bir anlam katıyor.
June 3, 2015
I never get tired of reading books about the half-insane, utterly bizarre Gogol, who was so pedestrian in his daily life and such a genius in his fiction.
Displaying 1 - 10 of 10 reviews
Can't find what you're looking for?
Get help and learn more about the design.