صدر لمحمد خضر عدد من الكتب الإبداعية وشارك في عدد من الأمسيات الشعرية والملتقيات الإبداعية
- مؤقتا تحت غيمة 2002 من دار أزمنة - صندوق أقل من الضياع - دار فراديس - المشي بنصف سعادة- دار فراديس - تماما كما كنت أظن - دار التنوخي المغربية ورواية هي " السماء ليست في كل مكان " من الدار العربية للعلوم - ناشرون و نادي المدينة منذ أول تفاحة مجوعة شعرية 2013 لئلا ينتبه النسيان - مختارات من آفاق عربية 2016 عودة رأسي إلى مكانه الطبيعي - 2017 تحميض - 2019
كتاب خفيف و لطيف. تُنهيه في جلسة واحدة. هذا الكتاب كان رفيق إنتظاري لرحلة طويلة، لم أشعر حينها برتابة الإنتظار! في كُل صفحة من الكتاب صورة مُختزلة تحتفظ بها الذاكرة. الكتاب في نظري تاريخ مُختصر لحياة الكاتب و طفولته و مرتع صباه و بعض الذكريات التي ما زال يحتفظ بها. الكاتب يُحدثنا بأن الصور بتفاصيلها بما حوّته من تاريخ و ذكريات وهي كذلك. لغة محمد خضر لغة نثرية جميلة، يُجيد الكتابة بتلك الطريقة. كما أنه مُبدع في خلق النصوص الروائية. بعض صفحات الكتاب كانت أشبه بالسرد الروائي. تحميض يستحق ٥ نجمات و أكثر.
" لم أكن الذئب ولا القطيع.. ولا الرجل الذي يدعي وجود ذئبٍ ولا السواعد المغفلة التي هبّت لنجدته.. خرجت من الحكاية مبكرًا "
لربما كان هذا الاقتباس أجمل ما قرأت مؤخرًا! عدا ذلك، تمنيت لو أن الديوان سبر الصورة لدرجةٍ أعمق، لو أنه تعاطى مع هذه المفردة عبر أبعادٍ أكثر دهشة من الذاكرة المجردة وحدها. الذكريات لا تؤثر عميقًا إلا بأصحابها.
تحميض: " يجلس ولا يعرف أي جدوى للحنين الذي يمارس فوضاهُ في الرُّوح، لا يعرف سوى أنه يشم الآن رائحة الغرفة، ألعاب الشمع، شال الأمّ ، الحنّاء والعصيدة والريحان الذي كنت أظنه يتساقط مع المطر.. يشم ولا يعرف من المسؤول عن هذا أحياناً يشعر أنه لولاها لفقد الذاكرة ليبقى جزء غائر بلا معنى لتلاشى هذا الشيء الذي يضيء من بعيد ودّ لو أنه يشكر المصور.. حتى في اللحظات التي سجلت عنواين للقسوة والجراح....."
آخ كم لذيذ هذا النص ومدهش
� سألت الشاعر العزيز عن شعوره بعد كتابة هذا الكتاب وهذه إجابته:
"ربما تسألين هذا السؤال لأنك شعرت بكم من الحياة قد كتبت فيه ، هذا الكتاب الصغير كان مثل حلم شعرت أنني عملت واحدة من أجمل منجزاتي وأنني فعلياً حفظت جزءًا من الذاكرة العزيزة وكذلك وظفت محبتي للصورة وعالم التصوير"..
شكرا محمد خضر وشكرا للحظات التي استوقفتنا في قراءة الصور.. ولألبوم صورك الغنيّ. كما أن صورتك في غلاف الكتاب رائعة🌟
"لم أكن الذئب، ولا القطيع، ولا الرجل الذي يدعي وجود ذئبٍ، ولا السواعد المغفلة التي هبّت لنجدته، خرجت من الحكاية مبكراً".
بين صور راسخة في الذاكرة، وأخرى غائبة، وبين مشاهد تطرأ على ذهنك ومن ثم تختفي فجأة، وبين أعوام متلاحقة وأزمنة بعيدة كل البعد، وذكريات لا تتوقف عن الهطول، من كل تلك الزوايا ومن خلف أدوات التحميض يجيء "خضر" هذة المرة ناقلاً كل أشكال "علاقتنا مع الأشياء التي نراها لأول مرة" على حد تعبيره داخل برواز الصورة، وكيف أضحت صور رموز في عالم الفن مثل "طلال مداح" و"أنتونيو كوين" أو في ميادين الحياة الأخرى مثل "طه حسين" أيقونات ترتبط بها ذكرياتنا وتحتل مركزاً مهماً في ذاكرتنا، وكيف أن خيالنا قادر على أن يصنع صورة خاصة للشيطان قبل أن تشاهدها أعيننا على شاشة التلفاز أوالسينما، وكيف أن الشباك كان المساحة الأولى التي خلقت في داخلنا تصورنا عن التحليق في سماء الحرية خارج جدران الحيطان الأربعة، وكيف أن كل الأمور بإختلافها وحدة طبيعتها مرتبطة بشكل أو بأخر بصورة، صورة تحمل ذكرى مغلفة بالحنين وشكل الغياب وطابع الأمور في زمن راح وولى، يوم كانت كل الأشياء من حولنا تخفي في جعبتها بشائر للغد بخيره وشره، ونحن سائرون في مسارات الحياة نجمع صورة وراء الأخرى ونجعلها شاهده على عمرنا وكل ما أدركناه وما سندركه فيما يجيء ويغدو، وكأننا كنا نحاول من خلال ذلك أن نوقف الزمن لا لشيء إلا من أجل أن نستهلك كل لحظة حتى آخر رمق فيها.
لسبب أجهله وأنا أقرأ بين خواطر وصور "خضر" كنت أستحضر أغنية "علي عبدالكريم" التي تقول "راح الشتا وجانا شتا" في ذهني وسمعي.