ولد عام 1318 هـ في بلدة فساطو _ حيث كان والده قائم مقام هناك في منظقة الجبل. وتعلم في نالوت ثم في مصراتة وفيها درس الفرنسيبة وأخيرا رحل مع عائلته إلى الأسكندرية زمن الحرب العالمية الأولى واقام فيها وفيها قال الشعر ثم عاد إلى بنغازي وغادرها إلى تركيا وأخيرا استقر في بنغازي عام 1946 حتى وفاته عام 1961.
قال رفيق الشعر وهو في العشرين، ولم ينقطع عنه حتى اسكته القدر وهو في الثالثة و الستين، فقدم رفيق في هذه الفترة للأدب العربي: عضارة قلب، وتجارة نفس،و احساسات إنسان، وتعكس جهاد شعب، وكفاح أمة، في تراث خالد قلما نجده لشاعر سواه، إلا لمن كان منهم في مستواه. من أبطال الأدب وعباقرة الشعراء.
أفخر بإبن بلادي شاعر الوطن الرائع أحمد رفيق المهدوي رحمة الله عليه.
انا لم اقرأ الأجزاء كلهـا ولكن عندي كتاب الفترتان الاولى والثانية, في البداية تقرأ مجموعة من مقالات شاعرنا التي نشرها في بعض المجلات, الكثير منها مضحك وممتع وتجذبك فيه حس الفكاهة والشخصية المرحة لرفيق, انا اعجبتني كثيراً مقالة "كله من رمضان" والحادثة التي حصلت معه لان سبحان الله بعض الليبيين حالات مثل الشخص الذي تعرّض له شاعرنا الحبيب, بعد المقالات بدأت في الشعر منه رثاء ومنه هجاء ولكنه بليـــغ في المعنى, وجميـــل على وقع الأذن والوزن, من فرح وحزن, من جد وهزل, وسأقتبس لكم أروع ما قرأت له هنا:
قالوا تكلم قلت لا حتى أرى ما في القضية من طبيخ يطبخ *** اني اخاف بأن اكون كزامر للصم أو في غير نار أنفخ *** قلبي يحدثني بأن ممثلا خلف الستائر للحقائق يمسخ *** اما الذي هو في الحقيقة واقع وطن يباع وأمة تتفسخ *** ماذا تقول وما تراني قائلاً انا ساكت لكن قلبي يصرخ *** أبكي على شعب يسير أمره متزعمون وجاهلون وأفرخ *** أني لأعجب كيف كل الناس لم يتفطنـــوا لمدجل يتشيـخ *** افلا يخاف الله في أوطانه ان فاته ان الزمان يؤرخ ***