إحدى العلامات البارزة في الأدب المصري في الثلاثين عاما الأخيرة. ولد بقرية البندرة قرب طنطا. انتقل في منتصف الخمسينات إلى القاهرة وبدأ الكتابة الأدبية في منتصف الستينات حينما سجن لمدة أربع سنوات لانتمائه لتنظيم يساري. عاش في المنفى ببرلين من عام 1974 إلى عام 1985 لاختلافه مع النظام ثم رجع إلى القاهرة حيث توفي عام 1990له خمس روايات، وأربع روايات قصيرة، وخمس مجموعات قصصية ومسرحية
تتجلى عبقرية عبدالحكيم قاسم في جمله الرشيقة التي تبطن في كلمات قليلة معاني عميقة مذهلة. ورغم إن عبارات قاسم قد تتراءى للبعض وكأنها بسيطة وسهلة، إلا أنها وكما يقولون السهل الممتنع.
لغة راقية، بسيطة وعميقة في نفس الوقت، وقدرة عظيمة على الوصف الدقيق للمشاهد لدرجة انك تشعر وكأنك ترى ما يسرده، بل وكأنك تعيش داخله وتشارك بنفسك في الحداث.
مجموعة رائعة من القصص القصيرة التي تنقل عالماً مصرياً أصيلاً من خلال الحياة في الريف والمدن الصغيرة وشخوصها المتفردة الملامح وذات الخصوصية المميزة التي تجعلها لا تتكرر في أي مكان آخر من العالم.
رغم أن أفكار أغلب القصص ليست مبتكرة، لكن اللغة الشاعرية العذبة لقاسم كان لها دور عظيم في حبي لهذه المجموعة.
والمجموعة تحمل عنوان (الأشواق والأسى) رغم أن لا يوجد بها قصة بهذا العنوان لكنه عنوان دال وشامل لكل قصص المجموعة، وإن كنت أرى أن التسمية الأدق هي (الحنين والأسى) فتتجلى حالتي الحنين إلى الماضي والأسى في الحاضر في كل قصص المجموعة ولأسباب مختلفة.
أهم ما يميز عبدالحكيم قاسم في كتاباتهُ هو لغتهُ الجميلة الرائعة لغة ثرية أيما ثراء فيستدل عما يعتمر في قلبه بعبارات جذلة رشيقة تفعل في قلبك الأفاعيل حتى وأنّ كانت القصة لا تحمل فلسفة أو حكمة كما ينبغي
أن كنت قد قرأت من قبل لعبدالحكيم قاسم ستعرف أنّ القرية ووصف القرية هى شغلهُ الشاغل وإنها درة كتاباتهُ، ففي هذا الكتاب يصف القرية بكافة الأشكال وبعبارات جمالية رقيقة، غير أن هذا السلوك في رأيي الشخصي أضر بالقصص بعض الشيء لأنه كان على حساب الحكمة أو الفلسفة التي يجب أن تكون في القصة حتى تُخلد في ذاكرة القارئ، فليس باللغة فقط تجد القصة لنفسها مكانًا في ذاكرتك
إجمالا مجموعة قصصية خفيفة وجميلة لا بأس بها أن تكون فاصلًا بين الكتب والروايات الدسمة
بعبارات جزلة رشيقة ، مبطنة بمعانٍ وتفاصيل مُجَسِّمَة لواقع الريف المصري ، ينسج الفذ - عبد الحكيم قاسم - تلك المجموعة لينقلك لعالم ستحيا فيه بكل حواسك حتى لتكاد تلمس شخوصه وتشم رائحة بيوتهم .
مراجعة المجموعة القصصية #الأشواقوالأسى #عبدالحكيمقاسم
مجموعة قصصية مناسبة للأجواء الراهنه حيث هناك الكثير من الاشواق والأسى والحنين للأشخاص والذكريات. في بداية المجموعة القصصية شعرت أنني اقرأ لخيري شلبي، ومع التقدم في القراءة قلت لنفسي من قال أن خيري شلبي لا ينافسه أحد في الكتابة عن الريف لم يقرأ هذه المجموعة القصصية بالطبع. استطاع عبد الحكيم على مدار قصصه عدا الأخيرة أن يضعني في حالات مختلفة من الشجن والأشواق والأسى في أسر ريفية مختلفة.
نقل هذا ببراعة وخصوصا في قصته الصندوق، لو أنه أراد أن يخلط الأشواق والأسى سويا ليخلق منها مخلوقا لتجسد في صورة هذه القصة بالنسبة لي، أن تضع ذكرياتك كلها في صندوق واحد هو كل ما تملك في هذه الحياة ثم فجأة تعبث به يد الصبية فيضيع وتضيع حياتك لكنك مجبر أن تستمر في عيشك فتعيش بلا روح بلا ذكريات.
ثم ينتقل إلى تخاريف أهل الريف وقصصهم الاسطورية لكن هذه القصة ليست أسطورة كاملة بل حولوا المجنى عليه الي جانب ووصموه بالعار وطردوه جانبا كعادة الجهال والأغبياء من أهل الريف خاصة في إصدار الأحكام على الأشخاص
ثم تسافر مع ام فقيرة إلى مولد السيد البدوي وتشعر بالقهر والفرحة في قصة ربما تناولها الكثيرين لكنه استطاع أن يجعلني أعيش معه الحكاية وكأنني اسمعها لأول مرة
تحدث أيضا عن سفر أبناء الريف لأسباب مختلفة وعن العمل في الحقول وعن هيبة الأب
ثم جاءت آخر قصة وهى أكثر قصة استوقفتني وكانت في المدينه على عكس باقي القصص الصراع النفسي الموجود في القصة عجيب، الصراع بين ما يحب وما يحلب له الراحة النفسية والسلام الداخلي وكثيرا ما يتعارض الاثنين، فأصيب البطل بالحمى وأصابه الجنون حتى كاد أن يقتل وتبدو عليه علامات الاعتلال في بداية القصة حتى وصل مداه في النهاية لا اعرف لماذا ذكرني بستيفين زفايغ في رسم الاعتلال النفسي والحمى التي تصيب الشخص، تلك الحمى غير المبررة في لحظتها لانها وببساطه ناتجه عن تراكمات خفية لا يشعر بها إلا من عاشها أو عايشها