هذا هو الجزء الثاني من مذكرات ابن القرية والكُتاب، وملامح سيرته ومسيرته، غفر الله له.
وقد حفزني حسن استقبال الناس للجزء الأول، وحفاوتهم به: أن أبادر بكتابة الجزء الثاني، الذي أقدمه للقراء اليوم. وهو يتضمن مرحلة، أو مراحل مهمة من حياتي: مرحلة تخصص التدريس، ومرحلة السجن الحربي، ومرحلة مابعد الخروج من السجن الحربي، ومافيها من رحلات بحث لها أثرها في حياتي.
وسيرى القارئ الكريم كيف وفقنا الله سبحانه، لنواجه الحياة بوردها وشوكها، سعدنا بالورد وحمدنا الله عليه، وصبرنا على الشوك، واحتسبنا ما اصابنا من أذاه عند الله، الذي لا يضيع عنده عمل عامل، ولا يظلم مثقال ذرة.
أخى القارئ، هذه سيرتي عرضتها عليك كما وقعت بدون تكلف، فما رأيته من خير وفضل وحسن عمل، فهو من صنع الله لي، فالحمد لله الذي هداني لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
وما وجدت فيها من قصور أو تقصير، أو شرود عن الحق، فهو مني ومن الشيطان، والله ورسوله برىء منه، ولا أقول إلا ما قالت امرأة العزيز: )وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٥٣﴾( يوسف : 53
ولد الدكتور/ يوسف القرضاوي في إحدى قرى جمهورية مصر العربية، قرية صفت تراب مركز المحلة الكبرى، محافظة الغربية، في 9/9/1926م وأتم حفظ القرآن الكريم، وأتقن أحكام تجويده، وهو دون العاشرة من عمره. التحق بمعاهد الأزهر الشريف، فأتم فيها دراسته الابتدائية والثانوية. ثم التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ومنها حصل على العالية سنة 52-1953م. ثم حصل على العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية سنة 1954م . وفي سنة 1958حصل على دبلوم معهد الدراسات العربية العالية في اللغة والأدب. وفي سنة 1960م حصل على الدراسة التمهيدية العليا المعادلة للماجستير في شعبة علوم القرآن والسنة من كلية أصول الدين. وفي سنة 1973م حصل على (الدكتوراة) بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من نفس الكلية، عن: "الزكاة وأثرها في حل المشاكل الاجتماعية".
الدكتور يوسف من أوائل الكتاب الذين قرأت لهم كقراءة جادة وقد استمتعت جدا بكتاباته فهو يكتب بروح الأب وبمناجاة العبد مع ربه ,,كم هو حزين وقت الحزن وكأني أراه يبكي ودموعه تتقاطر على صفحات كتابه . كتابه حي وكأنك ترى الأحداث مشاهدة, ربما لا أحسن نقد من أحب لاكن بعد قراءة بعض كتبه لم يتبق في ذاكرتي إلا الجميل من الذكريات وخاصة عند سرد قصائدة .رسالة للقراء اقرأو له كبشر وإلتمسو إنسانيته
قصة مليئة بالأحداث المتنوعة المتعددة لم يمر يوم من ساعة البدء في قراءة هذا الجزء بدون أن اقرأ ما يتيسر من الكتاب نجد هنا أحداث الثورة و الاعتقالات التي تمت فيها و ماذا دار في أحداث تاريخية مثل حادث المنشية و بداية عمل الشيخ في الأزهر والأوقاف وزواجه و بداية سفره لقطر و العديد من الأحداث الهامة الاخرى الآن بدأت في الجزء الثالث من هذه المذكرات الرائعة
يصحبنا الامام في هذا الجزء حاكيا كواليس اعتقاله وبؤس السجن الحربي واهواله ثم الافراج ورحلة البحث عن عمل وزوجة واعارته لقطر ويحكي عن بدايات ايامه فيها وعن التقدم السريع الذي حصل, يوزن رجالات المرحلة بكل تجرد ويبث ما تيسر من شعره في صفحات الكتاب وشئ من فتاويه.
يستكمل في هذا الجزء، دراسته ما بعد الجامعية، اعتقاله، البحث عن عمل، ثم زواجه، انتدابه في قطر، وإدارته للمعهد الديني فيها، تعرفه على منطقة الخليج... والحزء الثاني كالأول، شاهد على العصر، وتقرير تاريخي عن المنطقة، سواءً في مصر أو الخليج وما جاورها من المناطق العربية. ٤٩٢ صفحة