تهدف هذه الورقة البحثية إلى تسليط الضوء على واقع القوّة الناعمة الأمريكية، وصلتها بظاهرة الهيمنة الواسعة التي كانت وما زالت تتمتع بها الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في إثر تراجع القوى الأوروبية التقليدية التي كانت تستأثر بحظوظ السيطرة على مقدرات العالم.
كما ترصد هذه الورقة المتغيرات الحاصلة في المناخ الدولي العام قب صعود المحافظين الجدد إلى سدة الحكم، ثم أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وتأثير هذه المتغيرات في النفوذ الأمريكي في الساحة الدولية ورؤية شعوب العالم، وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، لدور القوة الأمريكية ومدى مشروعيتها الأخلاقية والمعنوية.
وعلى الرغم من أن مصطلح القوة الناعمة يعد من المصطلحات المحدثة في مجال الحقل الأكاديمي والخطاب السياسي والإعلامي، إلا أنه قد شهد إنتشاراً واسع النطاق منذ أن صك الباحث والسياسي الأمريكي جوزيف ناي Joseph Nye هذه الكلمة بداية تسعينيات القرن المنصرم.
الجزء الذي أحسبه للكاتب هو تحليل التغير في السياسة الخارجية الأمريكية من عهد كلنتون إلى عهد بوش... من المقاربات إلى العصا بدون الجزرة. وربما بعض الإحصائات عن تنامي الكره أو عدم الثقة في المبادئ الأمريكية بعد الحرب على العراق و أفغانستان.
لم يركن الكاتب إلى التحليل الإحصائي و لا الرقمي في عرضه للنص. فمثلا عند عرض النشاط الأمريكي لدعم القوة الناعمة في الحرب الباردة لم يذكر أي تفاصيل تذكر اللهم إلا ذكر لأفلام هوليود بشكل عرضي. مع أن الكتاب يشير في المراجع لكتاب آخر مسترسل في الموضوع "الحرب الثقافية" ولكن لا يستدل إلا على وجوده. وكذا في ذكر عدد محدود من المنظمات على رأسها Freedom House. و ربما الأدوات الإعلامية الحرة و سوا. ربما لأني أنهيت كتاب فريد زكريا العالم بعد أمريكا فأبدو متحزيا ضد الكاتب الذي لم يبذل مجهودا أكثر في عرض تحليل واضح للقوة الصلبة أو الناعمة مقارنة بالدول الأخرى...
بحث سياسي على درجة ممتازة من الجودة... حلل فيه الكاتب وضع وتموضع الولايات المتحدة الأمريكية السياسي وأدواتها سواء أكانت قوة صلبة " عسكرية أو اقتصادية" أو ناعمة " اتحاد طيف من القوى الثقافية والفكرية و الدبلوماسية وغيرها"... حاول فيه الكاتب - وهو السياسي المعروف - تحليل شيء من استراتيجيات السياسة الأمريكية إلى جانب التوجهات التكتيكية التي تستخدمها القوى المختلفة داخل الجسد الأمريكي.. كما أشار إلى الوضع السياسي العالمي و تفاعل القوى الدولية حتى على المستوى الشعبي مع السياسة والإستراتيجيات الأمريكية، وحاول بشكل مختصر استشراف القادم في السياسة الأمريكية... بحث جيد واقعي بعيد عن الحمل الأيديولوجي أو المواقف المسبقة..
كتاب جيد انصح بقرأتة وخلاصة القول " يقصد الامريكان بدمقراطة الشرق الأوسط هنا ادخال الصناعة الديمقراطية الي المنطقة بما هي استخدام النخب المستنيرة علي مقاليد الامور وتشكيل رأي عام منسجم مع رؤية هذه النخبة المتناغمة برأيها مع الخيارات الامريكية بحيث تكون صناديق الاقتراع مصداقا لهذه الحالة التي تم ضبطها وتصنيعها مسبقا"