What do you think?
Rate this book
16 pages
First published January 1, 1999
نبوءة شاعر
حدث يوما
أن ثار الناس
على الملك
.في مدينة قديمة
.كان ملكًا ظالمًا
¯يكتاتور�
كما نقول نحن
في لغتنا
,في هذه الأيام
هجمت جموع الشعب
:في لحظة واحدة
فلاحون بظهور محنية
نفعت في حمل الأشخاص )
(الذين تسلقوا الأسوار
و عمال مناجم
كانوا الأقدر)
(على تحمل غبار الزحف
و متشردون
حين قُتلوا لم يكن لهم أهل)
يعكرون فرحة النصر
(ببكائم
و عاطلون عن العمل
كأنهم كانوا يدخرون قوّتهم)
(طول السنين الماضية
اللصوص
ثاروا بشرف
رغم أن أيديهم
كان يمكن أن تمتد بسهولة
لجيوب الثوار
,في الزحام
و المجانين
كسروا أبواب البيمارستانات
و تعالت حناجرهم
بهتافات هيستيرية
إذ أصبح جنونهم
لأول مرة
محل احترام حقيقي
فقط
مرضى الجذام
انتهزوا الفرصة
و قبّلوا الناس
بشفاه متآكلة
لكن
لا أحد دفعهم بعيدًا
,و لا بصق قبلاتهم
متسولة
برجل مقطوعة
مكومة جنب حائط
:صرخت فيهم و هي تغالب الدموع
!إيه يا أولادي�
ألست ابنة هذا البلد؟
�.تخافون أن أوسخكم؟
فتسابق ثلاثة شبان
(!أي روح)
.لحملها فوق الأكتاف
ربطتْ خرقة
لئلا تكون عالة
في عكازها
شاء الله أن تكون الراية الوحيدة
التي فشل في إسقاطها
!رماة السهام
مرت الثورة على حديقة
.فجرفت معها الأشجار
غير أن الأشجار
و هي تسير معهم
كانت تغني
بعصافيرا
.أغنيات لأجل الحرية
كانت ثورة مثل وحش
عانى سنوات طويلة
.من الجوع
أكلت
في طريقها
.كلابًا و قططًا
أكلت أطفالاً
حاولوا تقليد آبائهم
,بسيوف خشبية
أكلت ناسًا منها
حين اختل توازنهم
,و سقطوا تحت الأقدام
العجائز الطاعنون في السن
هم الذين امتنعوا عن المشاركة
,في ذلك اليوم
:كانوا يبتسمون و يقولون
!الملك�
نحن أيضًا كنا شنقناه
على شجرة ضخمة
�.في حديقة قصره
كان المشهد هو نفسه.
كأن الزمن لم يمر.
حتى أن عجائز منهم
:اختلط عليهم الأمر
هل هم الذين يتفرجون في الشبابيك
بأيدٍ مرتعشة
أم الذين يصرعون الحراس
ناك
في مقدمة الصفوف؟