مع بداية هذا القرن الجديد - القرن الحادي والعشرين - فإنه يبدو أن "العربي" أصبح هو "التائه" - وهو صدى بالمقلوب لتعبير شاع قبل ذلك قرونا عن "اليهودي التائه". وفي قرن سبق - وهو القرن العشرون - فإنه ذلك "اليهودي التائه" وجد لنفسه مكانا حط فيه رحله، وحصن موقعه - وفي نفس الوقت فإن "العربي" اختلطت عليه الأمور.... وبدا وكأنه ضيع عالمه وفيه تراثه ومستقبله... ثم إنه إرتحل بحاضره تائه بين الحقيقة والوهم. وبين الرؤية والسراب... وبين الحلم والعجز. وهكذا بدأ القرن الحادي والعشرون واليهودي الذي كان "تائها" متحصنا في المشروع الصهيوني على أرض فلسطين في حين أن العربي الذي كان راسخا في الطبيعة والتاريخ أصبح هو الشارد في التيه : قد يعرف من أين.. !! لكنه لا يعرف إلى أين ....!!!
أبرز الصحفيين العرب والمصريين في القرن العشرين. من الصحفيين العرب القلائل الذين شهدوا وشاركوا في صياغة السياسة العربية خصوصاً في مصر. قام بتحرير كتاب فلسفة الثورة الذي صدر للرئيس جمال عبد الناصر. عين وزيراً للإرشاد القومي ولأنه تربطه بالرئيس جمال عبد الناصر صداقة نادرة في التاريخ بين رجل دولة وبين صحفي ـ يعرف تمسكه بمهنة الصحافة - فإن المرسوم الذى عينه وزيراً للإرشاد القومي نص في نفس الوقت على إستمراره فى عمله الصحفى كرئيس لتحرير الأهرام.
بقي رئيساً لتحرير جريدة الأهرام لمدة 17 سنة وفي تلك الفترة وصلت الأهرام إلى أن تصبح واحدة من الصحف العشرة الأولى في العالم. رأس محمد حسنين هيكل مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم - الجريدة والمؤسسة الصحفية - ومجلة روز اليوسف. أنشأ مجموعة المراكز المتخصصة للأهرام: مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ـ مركز الدراسات الصحفية ـ مركز توثيق تاريخ مصر المعاصر. إعتزل الكتابة المنتظمة والعمل الصحافي بعد أن أتم عامه الثمانين ومع ذلك فإنه لا يزال يساهم في إلقاء الضوء بالتحليل والدراسة على تاريخ العرب المعاصر وثيق الصلة بالواقع الراهن مستخدماً منبراً جديداً وهو التلفاز حيث يعرض تجربة حياته فى برنامج أسبوعى بعنوان مع هيكل في قناة الجزيرة الفضائية.
الكاتب الصحفي الوحيد الذي تجد فى نهاية كتبه ملحق كامل بصور الوثائق. الكاتب السياسي الوحيد الذي يكتب بأسلوب أدبى ممتع دون الإخلال بالموضوع لأنه خبير بخفايا النفس البشرية. قال عنه أنتوني ناتنج - وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطانية فى وزارة أنتوني إيدن - ضمن برنامج أخرجته هيئة الاذاعة البريطانية : عندما كان قرب القمة كان الكل يهتمون بما يعرفه وعندما إبتعد عن القمة تحول اهتمام الكل إلى ما يفكر فيه. ساند الكاتب نجيب محفوظ عند مهاجمة روايته أولاد حارتنا.
تتزاحم الكلمات لوصف كتاب ومن ورائه كاتب بهذا الحجم.......أقام هيكل الحجة على حكامنا , وأخذ يسطر بكلماته المستقبل وكأنه يعلم من ضروب الغيب ما لا نعلم , ومن هذا الكتاب اتضح لى ما قيمة هذا الرجل المخدرم سياسيا , وصاحب الرؤية الثاقبة والنظرة المستقبلية النافذة ,......هذا الكتاب بالفعل هو ثروة بغض النظر عن مقدمته التى أراها غير مناسبة
كتاب آخر رائع جداً لمحمد هيكل يتحدث فيه عن الشخص العربي وحقوقه المهضومه وغيرها من المشاكل والقضايا المتعلقة به. كتاب ممتاز جداً واعتقد ان كل عربي ينبغي عليه قراءة هذا الكتاب الجميل.
هذا كان أول كتاب قرأته للاستاذ هيكل وكانت الصدمة التي بدأ بها كتابه هذا قوية ومؤلمة رغم انها واضحة وماثلة أمامنا ، هذا غير المفاجآت التي عمر بها الكتاب مثل الحديث عن نادي السافاري ، وقوله :«مع بداية هذا القرن الجديد –القر� الحادي والعشرين� فإنه يبدو أن العربي أصبح هو التائه، وهو صدى بالمقلوب لتعبير شاع قبل ذلك قرونا عن اليهودي التائه. وفي قرن سبق –وه� القرن العشرون� فإن ذلك اليهودي التائه وجد لنفسه مكانا حط فيه رحله، وحصَّن موقعه.وفي الوقت ذاته فإن العربي اختلطت عليه الأمور.. وبدا وكأنه ضيع عالمه وفيه تراثه ومستقبله.. ثم إنه ارتحل بحاضره تائها بين الحقيقة والوهم، وبين الرؤية والسراب.. وبين الحلم والعجز. وهكذا بدأ القرن الحادي والعشرون وقد بات اليهودي –الذ� كان تائها� متحصنا في المشروع الصهيوني على أرض فلسطين، في حين أن العربي الذي كان راسخا في الطبيعة والتاريخ أصبح هو الشارد في التيه: قد يعرف من أين.. لكنه لا يعرف إلى أين!» ،
وجدت كتاب "العربي التائه" لمحمد حسنين هيكل مزعجاً !!. الكتاب يخصص مساحة كبيرة للغاية - عشرة فصول كاملة - لإعادة سرد قصة "العملية هيبرون" للكاتب أليكس جوردون. هذا ليس مجرد إشارة عابرة، بل هو تكرار كامل .
ما الهدف من هذا؟ إذا كان هيكل يريد توضيح كيف يمكن أن تستلهم الرواية من الواقع، كان يمكنه فعل ذلك بإشارة بسيطة أو ملخص قصير. بدلاً من ذلك، يثقل القارئ بإعادة سرد طويلة لكتاب آخر. يبدو الأمر كما لو أنه يحاول جعل الرواية أكثر تصديقاً من خلال الحجم الهائل للنص، وهو أمر غير ضروري وسخيف.
بالإضافة إلى ذلك، يخصص هيكل جزءاً كبيراً من الكتاب للحديث عن نشأة الفرانكفونية. هذا التركيز محير بالنظر إلى عنوان الكتاب "العربي التائه"
هذا التركيز على قصة خيالية والفرانكفونية هو تشتيت كبير عما يجب أن يتناوله الكتاب حسب العنوان. إذا كان هناك عنوان مناسب لهذا الكتاب، فقد يكون "الكاتب التائه"، ليعكس كيف يبدو هيكل ضائعاً في سرده. بدلاً من التركيز على رؤى ذات معنى عن العالم العربي، يقوم بتشويش الأمور بمحتوى غير ذي صلة.
كقارئ، لا أحتاج إلى هيكل ليشير إلى أن الرواية يمكن أن تستلهم من الأحداث الحقيقية، خاصة ليس باستخدام عشرة فصول للقيام بذلك. إذا كنت أرغب في قراءة كتاب جوردون، لكنت اخترته بنفسي. هذا النهج ليس فقط محبطًا بل يشعر بأنه إهدار غير محترم لوقت القارئ.
هل أنت من المؤمنين بالقوميات؟ سواءً كنت كذلك أم لا، هذا الكتاب يضع قضايا كثيرة تهمك من منطلق القومية، شخصيًا أرى هذا التوجه يقتل أبعادًا كثيرة لقضايانا عندما نبلورها في البعد القومي فقط، لكن تجربة الكتاب كانت ضرورية جدًا لأتفهم هذا التوجه القومي
مفيد وغير ضروري أن تقرأه إن اطّلعت على أي شيء من أعمال هيكل الأُخرى. الكتاب عشوائي نوعًا ما، لأنه تجميعة مقالات متقاربة في موضوعاتها إلى حدّ ما. أوّله أحسن من آخره.
بالرغم من أن هيكل يخلط بين الحقائق التاريخية و اعمال الدعاية و البروباجندا التي كان واحدا من المسؤلين عنها و بالتالي لا يمكن اعتبار تأريخه كاملا و إنما هي رؤية للتاريخ من زاوية واحدة لكن الكتاب مفيد وأنصح بقراءته