هادي العلوي، ( 1933 - 27 سبتمبر 1998، مفكر شيوعي عراقي إهتم بالتراث العربي وقرأه قراءة ماركسية. كان مهتما بالحضارة الصينية أيضا.
توفي عام 1998 في دمشق التي دفن فيها. من مؤلفاته
* شخصيات غير قلقة في الاسلام * موسوعة معرفية في مجالات سياسية وإجتماعية * من تاريخ التعذيب في الإسلام * الإغتيال السياسي في الاسلام * ديوان الهجاء * المرئي واللامرئي في الأدب والسياسة * فصول عن المرأة * المعجم العربي الجديد المقدمة * شخصيات غير قلقة في الإسلام * كتاب التاو * خلاصات في السياسة والفكر السياسي في الإسلام * فصول من تاريخ الإسلام السياسي * المعجم العربي المعاصر: قاموس الانسان والمجتمع
كان كتاب جميل الصراحة وتطرق الكاتب في سرديته لتحليل بعض المواقف التاريخية خاصتا بين الحضارة الشرقية -الإسلامية والصينية- والحضارة الغربية...واستقرء الكاتب المستقبل السياسي في العراق وبعض الدولة العربية وصدقت تنبأته بشكل كبير..رحم الله هذا المفكر العبقري
هي مجموعة مقالات مختلفة يقع غالبها تحت السياسة والاجتماع والقليل من الأدب.
هادي كان مندفع كعادته فيها لعله نابع من الوضع السيء الذي يمر به العراق آن ذاك، وهو الذي لم يكن في أحسن حال. اندفاعه أدّى به إلى الكيل بمكيالين كما في مقالة (هدف الماسونية) وتأييده لعمليات الاعدام التي طالت الماسونيين في إيران دون محاكمة أو محاكمة سريعة وصورية متناسيًا أن نفس هذه الاعدامات طالت رفاقه من اليساريين والتقدميين مما أدى إلى استئثار الإسلاميين في إيران بالسلطة. لكن عدو عدوي صديقي
مع تغيّر الأوضاع العالمية الآن والسياسات الخارجية للدول أجد أنه لم يعد لخطاب هادي العلوي أهمية الآن. الحركات المشاعية اندثرت، أو فلنقل ليس لها ذلك الحضور على المشهد السياسي والاجتماعي وهم بدورهم ابتعدوا عن المشهد الثقافي.
شخصيًا أعتقد من الخطأ شيطنة الغرب كليًا مثلما يتخذ هادي هذا المنهج في سائر مقالاته، الانفتاح مع الآخر دون الانسلاخ الكلي عن الهوية بمفهومها الأعم من ثقافة ودين وتراث .. هو أساس التعايش حتى لو عارضه العلوي واعتبره الهدف الشيطاني للماسونية العالمية.
تبقى القراءة له مثار جدل واصطدام بالنسبة لي، هو مطلب ومتعة أبحث عنها.
لا ازايد اذا قلت بأن المرئي واللامرئي من أهم الكتب التي يجب للفرد العربي قرائتها، وليس العربي فقط بل الشرقي في ظل مشروع غربنة الحضارات، وتشويه الهويات من الاسلامية الى الصينية، تعرض الكاتب في نقد موضوعي للتطبيقات الشيوعية والعلمانية والاسلامية. والتأدلج لصالح عقيدة معينه دون نقدها فيكون فرق شاسع بين الصفعون والمثقف، وحتى في ظل الدولة الوطنية يجب ان لا يخسر المثقف وعيه المعارض عند الشعور بأي انزلاق أو سلب للحقوق فيدافع عن الاستبداد بإسم الأيدلوجا.
والمعارضة للدولة الوطنية أما العداء فهو للدولة اللاوطنية او المستعمرة او التابعة للاستعمار كالدول العربية عدا سوريا التي لازالت تقاوم اليوم مشروع غربنة الشرق الأوسط الى جانب الجنوب اللبناني ضد الإرهاب الديني المدفوع. اما دول الخليج فهي "رأسمالية كولنيالية -تابعة-".
ولطالما خدمت الثقافة الدولة وعارضت الثورات التي تطالب بإستقلالها بإسم السلام العالمي، وهو ليس سلام بل استسلام للقيود الغربية التي تفرضها على العالم. "الغرب يشن حربا على جميع الحضارات". وهذا واقع على خلاف ما يقول د.علي الديري في كتابه خارج الطائفة: "الإمبريالية عدو وهمي" واذا كان وهميا لماذا لا تزال المستعمرات والقواعد الأمريكية في أرض الوطن؟
هذا الكتاب نقدي لا مساير لاي ثقافة. وهادي ينتمي للثقافة الميتة بمصادرها الصينية والماركسية والإسلامية التي قتلتها الثقافة الحديثة بمفهومها الغربي الاستشراقي-الأوربي- المعادي للشرق. فهو -الكاتب- ينتمي للمصادر الأمهات فيجعل المادي متروحن، والروحي متمودد. فحتى رجال الدين في نظر هادي يجهلون الكثير من تراثهم، أو يعرفونه ويخفونه لصالح الطائفة فيكون ماديا لا روحيا. وقد حرمت الفلسفة الاسلامية من التدريس في الحوزات الجعفرية والهيئات السنية، لأن ابن عربي يشكل خطر على العقل الديني والطائفي خصوصا.
يوضح هادي كيف يقع رجل الدين في خدمة المشروع الغربي لا شعوريا كما يوضح في مقالتين في الكتاب "الظاهرة الطائفية في العراق: كشف الجذور وتفكيك المصادرات" ومقالة اخرى ينقد فيها الاحزاب اليسارية التي تخلت عن مبادئ ماركس الاجتماعية "الفساد مله واحدة: شيوعيون يحاربون الشيوعية واسلاميون يحاربون الإسلام"