عمر أبو ريشة (10 أبريل 1910 � 15 يوليو 1990) شاعر سوري ولد في منبج في سوريا، وتلقى تعليمه الابتدائي في حلب، وأتم دراسته الثانوية في الجامعة الأمريكية ببيروت ،ثم أرسله والده إلى إنجلترا عام (1930م)، ليدرس الكيمياء الصناعية. يعتبر عمر أبو ريشة من كبار شعراء وأدباء العصر الحديث وله مكانة مرموقة في ديوان الشعر العربي وهو الإنسان الشاعر الأديب الدبلوماسي الذي حمل في عقله وقلبه الحب والعاطفة للوطن وللإنسان وللتاريخ السوري والعربي وعبر في اعمالة وشعره بأرقى وأبدع الصور والكلمات والمعاني.
رويدك َ لا تسفحنَّ الخيالَ ببيداء ليسَ بها سامرُ الخيال - يا سيدي - من أجمل ما يميز الشاعر (لولا جنة الخيال لبقيناا أسرى في جحيم الواقع)
كان كتاب خفيف لطيف سلسل جداً في القراءة لما أشعر بالملل وانا بصحبته ولكن أيضاً لم أكن على ذلك القدر من الاستمتاع
لا شك بأنه شاعر قدير ولكني قرئت الكثير من السلبيه بين سطوره الكثير من الاستسلام والرضوخ للأمر الواقع وتقبله بكل أوجهه وهذا شي " من وجهة نظري" لا يليق بشاعر بالذات ففكرتي عنهم بأنهم يملكون ريشة يرسمون فيها الأحرف لتبدو بشكل مختلف عن ما عرفناه و خضناه ، ريشة قادرة على رسم صور عديدة للمشاعر والثورات التي خالطها وعايشها الشاعر على جميع اصعدة حياته ولكن شاعرنا هنا اكتفى بالجلوس على الجانب المحايد للحياة ومراقبة الأحداث تجري والايام تمضي بهدوء والدعاء ان تبقى ثابتة ، لأن اي خروج عن المألوف يؤرق جفنة ويقض مضجعه ويثير شجونه واحزانه بصراحة ( لم أرى شاعراً على هذا القدر من الحزن ) من قبل
عرفتُ الله بك بعد الضلال ... فدلّ البديعُ على المُبدعِ ❤️
أنا لستُ بالغريبة عن قصائد أبو ريشة ، فأبياته تشكلّ جزءاً من ذاكرتي المدرسية ، ولا داعي لأن أتغنى بقضاياه الإنسانية وشعره الحماسي .. لكن ، أكثر ما لفتَ انتباهي في الديوان هو هذا الرُقي في المشاهد الشعرية وأناقة المفردات ، وفلسفته في الوداع والرحيل ، حيثُ تعرفتُ على جانب من أسلوب وشخصية أبو ريشة لم تكن جلية لي في شِعره السياسي ..
لك ما أردت فلن أسائل ، كيف انتهت أعراس بابل ؟ حسبي مررتُ بخاطر النعمى هنيهات قلائل ... كم قلتها : «لك ما حييت» !! وكم ختمت بها الرسائل !! أنا ما حقدتُ على الشفاه ، ولا عتبتُ على الأنامل .. لك ما أردت ، فلن أغير ما أردت ، ولن أحاول إني رميتُ بمنجلي ، وتركتُ للطير السنابل ...
أجمل ما فيه بالنسبة لي .. يـا شـعب لا تشك الشقاء ولا تطل فيه نواحك لـو لم تكن بيديك مجــروحاً لضـمدنا جراحك أنـت انتقيت رجال أمـرك وارتقبت بهم صلاحك فـإذا بـهم يـرخون فوق خسيس دنياهم وشاحك كـم مـرة خفروا عهودك واستقوا برضاك راحك أيسيل صدرك من جراحتهم وتعطيهم سلاحـك ؟! لهفي عليك أهكذا تـطوي عـلى ذل جناحك لو لم تُبح لهواك علـياءَ الحياة لما استباحك !
الشاعر عمر أبو ريشة، هذا الإسم الذي لازمنا منذ الطفولة وكان لزامًا علينا حفظ بعض قصائده أو أعني أبياتٍ منها لم يخطُر ببالي قط؛ قراءة ديوان كامل له لكن منذ بداية ديوانه وأن أجد شعره مُلتهبًا مُستعرًا فيما يخص القضايا الوطنية بالذات ولربما هذا ما وجدت قمة تألقه به فعندما يذكر القدس بقصائده تتحول الكلمات إلى نيران تلتهم الأوراق وكذلك العراق و لبنان وسوريا وجدته قد أنصف نفسه جدًا بقصائد العشق والغرام.
ويبقى اسم عمر أبو ريشة بارزًا على ساحة الأدباء المعاصرين أو أدباء الشعر الحديث حيثُ كُتبَ الشعر في العصر الحديث أي الفترة الزمنية التي تحمل طبيعة الحياة الحديثة وتحمل الأغراض الشعرية الحديثة وهو نتاج ما بعد التطور الحضاري الذي قلب العالم رأسًا على عقب وقد اشتهر في هذا العصر شعراء كبار استطاعوا أن يضعوا تجاربهم الشعرية في تاريخ الأدب كعلامات فارقة في هذا التاريخ الحافل بالنتاجات الشعرية العربية العتيقة، من أشهر شعراء العصر الحديث: محمود درويش وبدر شاكر السيّاب ونازك الملائكة وأحمد شوقي ونزار قبّاني والجواهري وحافظ ابراهيم ومطران وعمر أبو ريشة من أبرز ما فيه ديوانه هو الباب الأول والمعنوّن تحت بند (هموم)مُذيّل بعام ١٩٤٨ وقد أنشد بعد النكبة هذه القصيدة والتي مطلعها:
أمتي، هل لك بين الأمم منبر للسيف أو للقلم أتلقّاكِ وطرفي مطرقٌ خجلاً من أمسك المنصرم ويكاد الدمع يهمي عابثاً ببقايا كبرياء الألم! أين دنياك التي أوحت إلى وتري كل يتيم النغم كم تخطّيتُ على أصدائه ملعب العز ومغنى الشمم وتهاديتُ كأني ساحبٌ مئزري فوق جباه الأنجمِ أمتي كم غصةٍ داميةٍ خنقت نجوى علاك في فمي ........ أيها الجندي يا كبش الفدا يا شعاع الأمل المبتسمِ ما عرفتَ البخل بالروح إذا طلبتها غصص المجد الظمي بوركَ الجرح الذي تحمله شرفًا تحت ظلال العلمِ
أي قارئ لهذا الديوان سيلتمس الكثير من جماليات أسلوب عمر أولًا بعده عن التكلّف، فقرب الكلمة للقلب رغم بساطتها هو أشبه بختمه الدامغ وثانيًا تأثير الغربة جلي في قصائده ومن ثمّ ظهور انتمائه لكل الوطن العربي ف رغم أنّه سوري لكنه سافر وارتحل وتغرّب كثيرًا حتى أنّه توفي بالرياض عام ١٩٩٠ وثالثًا تركيزه على المقارنة بين ما كان عليه العرب في الماضي من قوّة وسيطرة وما آل إليه حالهم اليوم من ضعف و وهن وهذا ما أوجع قلب الشاعر وأوجع قصائده فبدت وكأنها نائحة
وضمن باب (هموم) جاءت قصيدة بعنوان "هكذا" راق لي منها بيتين صفحة ٢٦: قال يا حسناءُ ما شئتِ اطلبي فكلانا بالغوالي مولع أختكِ الشقراء مدّت كفّها فاكتسى من كل نجمٍ إصبع!
حقيقةً بعض قصائده يتجلى بشكل عجيب في الإستعارات والتشبيهات.
وقصيدته (بنات الشاعر) صفحة ٦٧ كانت كذلك من أروع ما في ديوانه.
وقصيدة (الغربة) صفحة ٧٩ يقول في مطلعها: ياغربتي لا تطلقي أسري لم يبقَ لي في العمرِ ما يُغري طالعتني أيام كنتُ الشذا يحلم في أكمامه الخضرِ كم سلوةٍ ناجيتها فانثنت ترمقني بالنظرِ الشرزِ سيري بتابوتي إلى قبرهِ وانتصبي بومًا على القبرِ
** بعضُ القصائد كنت أشعرُ بتقاربٍ بين عمر وجبران وغادة السمّان ولا علاقة ل بومِ غادة بالموضوع! لكن على مايبدو بأنّ ثلاثتهم طغى عليهم جانب الحزن والقارئ بعد عدّة قراءات لنفس الكاتب يستطيع أن يرسم صورة ذهنية حوله.
و في الباب الثاني والمعنون باسم (صور) جاءت قصيدة "نسر" ص١٥٨ يصف بها نسرًا يقف على كومة من الصخور ويقول: أصبح السفحُ ملعباً للنسورِ فاغضبي ياذرى الجبال وثوري إن للجرح صيحةً فابعثيها في سماع الدُّنى فحيح سعيرِ واطرحي الكبرياء شلواً مدّى تحت أقدام دهرك السكيرِ لملمي ياذرى الجبال بقايا النسر وارمي بها صدورَ العصور إنّه لم يعد يكحّل جفنَ النجم تيهًا بريشه المنثورِ
كذلك من ابداعاته وتجلياته قصيدة "عناد" صفحة ١٨٤ وهي فرار الشاعر من الواقع.
تحت باب (هي) وردت قصيدة بعنوان "إقرأيها" صفحة ٢٠٥: إنها حجرتي لقد صدئ النسيانُ فيها وشاخ فيها السكوت ادخلي بالشموع فهي من الظلمة وكرٌ في صدرها منحوت وانقلي الخطو باتّئادٍ فقد يجفلُ منكِ الغبارُ والعنكبوت
جاءت قصيدة ببيتين فقط بعنوان "جميلٌ منكِ" صفحة ٢٧٠ مُذيّلة بعام ١٩٦٣: حكايةُ حبّنا ختمت فما أشجى وما أقسى جميلٌ منكِ أن تعفي وأجملُ منه أن أنسى
وراقت لي جدًا قصيدة "حسبي" رغم صغر أبياتها، صفحة ٣٣٧ أيضًا تحت باب (هي) ومُذيلة بعام ١٩٤٣: لكِ ما أردتِ، فلن أسائل كيف انتهت أعراسُ بابل حسبي مررت بخاطر النعمى هنيهاتٍ قلائل كم قلتها: لكَ ما حييت وكم ختمتِ بها الرسائل! أنا ما حقدتُ على الشفاه ولا عتبتُ على الأنامل لكِ ما أردتِ، فلن أُغيّر ما أردتِ ولن أحاول إني رميتُ بمنجلي وتركتُ للطير السنابل
وبذات الباب تألّق جدًا بقصيدة طويلة بعنوان "عاصفة" صفحة ٣٤٤ عام ١٩٣٧: أيهزُّ الصباحُ مضجعكِ المخضّل طيبًا فما يرى منكِ شيَّا!؟ ما لكفيّ ترجفان؟ وما للدمعِ يهمي بالرغمِ من مُقلتيَّا! إنهضي إنهضي فلستُ أطيقُ الحسن تذوي أزهارُه في يديَّا! أنتِ أولى بالعيشِ مني فسيري واتركيني أطوي الحياةً شقيَّا!
لا بُد من ذكر تألّق الكاتب الشديد في قصائده المعنونة ب "هي".
بعض الدواوين كانت مميزة كلها جدًا وبعضها مميّز ببعض قصائده وجاءت مقسمة على ٧ أبواب: _ هموم ويضم ٢٠ قصيدة _ صور ويضم ١٣ قصيدة _ شجون ويضم ٧ قصائد _ هي ويضم ٧١ قصيدة ومنها الكثير قطع قصير _ آلام ويضم ٧ قصائد _ مواكب ويضم ١١ قصيدة _ أوبريت ويضم ٣ قصائد.
عن الشاعر: عمر أبو ريشة هو شاعر سوري ولد في مدينة منبج شمال سوريا عام ١٩١٠ وقد ولد في بيت معظمه من الشعراء ومن أشهر أعماله : ديوان بيت وبيان،ديوان نساء، ديوان كاجوارد، غنيت في مأتمي، أمرك يا رب مسرحية تاج محل، مسرحية علي، مسرحية سمير أميس، مسرحية الطوفان وقد حصل أبو ريشة رحمه الله على العديد من الأوسمة من البرازيل، والأرجنتين، والنمسا، ولبنان، وسوريا، وقد توفي في الرياض عام ١٩٩٠ ونقل جثمانه ليدفن في حلب .
عنوان الكتاب: ديوان عمر أبو ريشة "شعر" اسم المؤلّف: عمر أبو ريشة الطبعة العربية الأولى : ١٩٩٨ الناشر: دار العودة- بيروت عدد الصفحات: ٦٣٩ التقييم: ٥ /٥ خمس نجمات القراءة: الكترونية.
شعر قوي جداً جزل قريب المعاني سريع الوصول .. لكن عمراً على بيانه كان محصوراً بقضايا محددة على ما يبدو (القومية - المرأة - الرثاء والتأبين) والكثير ثم الكثير من ذكر المسيح حتى شككت باسم الكاتب وديانته ..! إلى أن قرأت قصيدتين في مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم والافتخار به فاطمأن قلبي .. � ديوان لطيف لا بأس به
هذا الأنسان رقيق .. عمر أبو ريشة هو من أفضل أفضل الشعراء المعاصرين
ومن قصائدة المرعبة قصيدة مظلومة
لعوبٌ لو عرفناها لما كنا ظلمناها فكم مرت ليالينا على تجريح ذكراها فما برزت لنا إلا وضحكتها وأصداها توزعها هنا وهنا وتغمرنا بعدواها فقلنا ترف الأيام أعطاها وألهاها *** وأمسِ نديُّنا الحافلُ بالأطياف حياها وقامت بيننا سكرى وفي يديها حُميَّاها وقالت ما لهذي الكأس ولى سحرُ رياها وما لأمرها أمسى على شفتي أحلاها .. متى تغرق أيامي وأحلامي فأنساها وجازتنا مقهقهةً وهازئةً بدنياها عرفنا كيف بنت الدمع لا يبتلُّ جفناها
كان لي فسحة شعرية مع شعر أبو ريشة، شاعر البيت الأخير، من الشعراء الذين اشتهروا بأن قصيدتهم لا تقرأ إلا كبنية واحدة وصولا للبيت الأخير والذ غالبا ما يكون الأجمل كمفتاح لتذوق جمال القصيدة بمجملها
اجملها ديوان المواكب حبه للقدس عميق ولأمته وفخره بها
اقتبس
يا نجي الخلود تلك سرايك على كل ربوة غناء حملت صبوة الشام وفضتها اريجاً على فم الزوراء وشجتها غرناطة فشفت منها فؤاد الصبية الحسناء
يا عروس الصحراء ما نبت المجد على غير راحة الصحراء فأعيدي مجد العروبة واسقي من سناه محاجر الغبراء
**
رب شاد على الظما اسلم الروح وروى الاجيال نبع بيانه
انما ينفض الغبار ويبقى الجوهر الحر في صفا لمعانه
****
يا تثني البراق في ليلة الاسراء والوحي ممسك بعنانه
***
الهوى الدنيوي والهدف العلوي في النفس لا يلتقيان
*
كأنها في طهرها اطهر من ان تخجلا
*
فردي الي الذهول الذي تطير له الروح مستبشره فتلقاه اكرم من دمعة المتاب ومن بسمة المغفرة!
*
فيا غربة الاحرار ما اطول السرى وملء غيابات الدروب غياهب
**
مالي اراك تطيل في تأمل الطرف الرحيم اتخالني اهذي؟ وفخري صحوة القلب الكليم اشرب! ولا تترك جراح السر تقوى في رميمي!
لا تسأليني ما ترجوه اغنيتي بعض الطيور تغني وهي تحتضر
خنقت بالدمعة الخرساء اكثره واقتل الدمع ما لا يلمح البصر
****
عيني ما تتأملان واي دنيا تجلوان
ياشهيد الجهاد ياصرخة الهول كلما لاح للكفاح صريخ تحمل الحملة القوية والإيمان فكأن الحياة لم تلق فيها هبةً في يديك كانت ولما إذا الخيل حمحمت في الساح صحت لبيك ياصريخ الكفاح أقوى في قلبك المفراح مايروّي تعطش الملتاح رامها المجد عفتها بسماح
**
وسلوا القدس هل غفا الشرق عنها أهتاف خلف البحار بصهيونٍ ومن الهاتف الملح؟ أحرٌّ ؟ أين ميثاقه؟ أتنحسر الرحمة يالذل العهود في فم من أو طوى دونها شبا مُرّانه وحدب على بناء كيانه أين صدق الأحرار من بهتانهِ في دفتيه عن عدوانه ؟ أجرى على عزّها دما فرسانه
****
ياراقداً في حمى النعمى ومضجعه نجيُّك اليوم من أزرى الزمان به جناحه بعدما طال المطاف به يمشي الهوينا على صحراء رحلته كانت له في هضاب الشرق ألوية يسائل القدر المحموم في خجل مازال يندىعليه العشب والزهر وردّه عن مدى آفاقه الكِبَرُ مخضّب من شظاياالشهب منكسر وصحبه الليل والأشباح والسهر نَسْج الكرامة معقود بها الظفر عنها فيغضي على استحيائه القدر
****
لي بعدُ ياربّ من دنياي أمنيةٌ أردت أختم فيها العمر مقتحما وأن أصلِّي وكف القدس تحمل لي ماكان أكرمها في العمر أمنية تقتات بالوعد منها كلّ أشجاني أحقادَ حطين في مضمارها الثاني رضاك في المسجدالأقصىوترعاني ماكنت أحسبها تمضي وتنساني
*** تتساءلين ... على مَ يحيا هؤلاء الأشقياء ..! المتعبون ودربهم قفرٌ ومرماهم هباء الذاهلون الواجمون أمام نعش الكبرياء! الصابرون على الجراح المطرقون على الحياء ! أنستْهُمُ الأيامُ ، ما ضحك الحياة ومالبكاء أزرتْ بدنياهم ، ولم تترك لهم فيها رجاء تتساءلين .. وكيف أعلمُ مايرون على البقاء ؟! إمضي لشأنكِ .. أسكتي .. أنا واحدٌ من هؤلاء !
أمضي ويُذهلني طلابي = عني ، وعن دنيا شبابي أمضي ! ويسألني الربيع = ولاأجيب متى إيابي أمضي !وماروَّت فمي = كأسي ولاأفنت شرابي ! بيني وبين الموت ميعادٌ = أحثُّ له ركابي عبِقٌ بأنفاس النعيم = السمح والمجد اللبابِ أسري على إيمائه = والحقد يسري في إهابي هذي الربوع ربوع آبائي = وأجدادي الغضابِ ماكنّ مغدى للثعالبِ = أو مراحًا للذئابِ عطِّر ، فداك العمر ، يا = ميعاد من جرحي ترابي فلسوف تُركزُ فيه أعلامي = وتحرسها حرابي وجراحي
***
رُبّ ضاقت ملاعبي = في الدروب المقيدة أنا عمرٌ مخضَّبٌ = وأمانٍ مشرَّدة ونشيدٌ خنقتُ في = كبريائي تنهده ربَّ مازلتُ ضاربًا = من زماني تمرِّده صغُر اليأس لن يرى = بين جفنيّ مقصده بسماتي سخيَّةٌ = وجراحي مضمَّدة
*
أمجنّح الحرف الحرون ومرقص الوتر الحنون على أنامل ساحر! الذكريات على الزحام تدافعت فكأنهن لديك سرب ضرائر فلأيها تومي براحة تائب ولأيها ترنو بمقلة غافر! غامرت في طرق الحياة ولم تزل طرق الحياة حوافزاً لمغامر
**
قالت مللتك، اذهب. لست نادمة على فراقك.. إن الحب ليس لنا! سقيتك المرّ من كأسي شفيت بها حقدي عليك وما لي عن شقاك غنى لن أشتهي بعد هذا اليوم أمنية لقد حملت إليها النعش والكفنا تركت حجرتها والدفء منسرحاً والعطر منسكباً والعمر مرتهنا ولم أكد أجتلي دربي على حدسٍ وأستلين عليه المركب الخشنا حتى سمعت ورائي رجع زفرتها حتى لمست حيالي قدّها اللدنا نسيت مابي.. هزتني فجاءتها وفجرت من حناني كل ما كمنا وصحت.. يا فتنتي! ما تفعلين هنا؟ البرد يؤذيك عودي. لن أعود أنا!
**** ناداك تحناني فما أسمعكْ فاذهب فداك الشوق قلبي معك سرنا معاً حيناً وخلفتني وحدي على الدرب الذي ضيّعك أرنو إلى الدنيا وآفاقها فما أراها جاوزت مضجعك حسبي منها موعد في المسا أفهم فيه سرّ ما استودعك
الأعمال الشعرية الكاملة - عمر أبو ريشة واحد من أعلى القامات الشعرية العربية الحديثة. للتحميل: مقتطفات من أجمل قصائد الديوان:
- في الطائرة: "وثبت تستقرب النجم مجالا وتهادت تسحب الذيل اختيالا وحيالي غادة تلعب في شعرها المائج غنجا ودلالا..." للاستماع إلى إلقاء الشاعر لها:
- أمتي: أمتي كم صنم مجدته لم يكن يحمل طهر الصنم لايلام الذئب في عدوانه إن يك الراعي عدوَّ الغنم فاحبسي الشكوى فلولاك لما كان في الحكم عبيدُ الدرهم للاستماع إلى إلقاء الشاعر لها:
- قالت مللتك: "يا فتنتي ما تفعلين هنا؟ البرد يؤذيك عودي، لن أعود أنا." للاستماع إلى إلقاء الشاعر:
"شاعر لو شكا الحياة لكانت سروات الملوك من ندمانه فالعبي يا عواصف الدهر ما شئتِ فلن تجرحيه في وجدانه ربَّ شادٍ على الظما اسلم الروح و روى الأجيال نبع بيانه."