يتميز التاريخ الإسلامي بميزة خاصة عن بقية تاريخ الأمم، إذ أن كل شيء مهما بلغ من شأن يظل دائماً مرتبطاً بنقطة البداية التي انطلقت منها أولاً. ونقطة البداية في التاريخ الإسلامي مرتبطة بحياة نبي الإسلام وسيرته، فسيرة النبي صلى الله عليه وسلم هي المدخل الطبيعي لدراسة تاريخ الإسلام، وبقدر ما يحيط الدارس علماً بهذه السيرة، ويفهم أسرارها وأخبارها بقدر ما يستطيع أن يفهم التاريخ الإسلامي في جميع مراحله في كل زمان ومكان. وأضرب مثلاً لتوضيح هذا الأمر: فشخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم الفذة لا تقاس بالإنجازات التي تمت في عصره فقط، ولكن بما نتج عن هذه الإنجازات وما تحقق بعده، بقيام الفتوحات الكبرى التي تمت في عهد الخلفاء، وتأسيس دولة الإسلام العظمى الممتدة من حدود الصين شرقاً إلى جبال فرنسا غرباً. ولقد كان أثر هذا أو مازال كبيراً للعناية على البشر وحضارتهم وثقافتهم وأوضاعهم الاجتماعية والعقدية والسياسية والحربية.لقد بنى النبي محمد صلى الله عليه وسلم أمة جديدة، فتربية محمد صلى الله عليه وسلم تظهر جلية في أستاذيته حين أخرج العرب الممزقين الفارقين في ظلال الجهل، وعبادة غير الله، إلى نور التوحيد الذي جمعهم به بعد تمزق، ووحدهم به بعد تفرق. وإن الدارس والمتعرف على الإسلام وتاريخه وحضارته بشكل علمي ونزيه، سيلاحظ التأثير البالع لمحمد عليه الصلاة في كل خلجة وحركة تمت من تاريخ المسلمين وسيسلم بداهة أن المحرض الأساس المسبب لكل حادث في هذا التاريخ هو الإسلام، وأن كل شيء قام بعد قيام الإسلام، إنما قام باسمه وبسببه. وما دامت سيرة محمد صلى الله عليه وسلم مفتاحاً للتاريخ الإسلامي فهي من أجدر العلوم بالاهتمام والتوثيق لتقديمها في أنصع صورة وأجملها... في وقت كثرت فيه الدعوات الأرضية، واشتد فيه الظلام، وحتى يجد الإنسان في سيرة هذا النبي السلوك المثالي الذي تتساقط عنده دعاوى المغرضين والزائفين، ولعله يجد فيها الصورة المشرقة الحية للإنسانية الحقة، وليجد فيها الصورة المشرقة للإنسان الذي يمارس إنسانيته بكل أبعادها، ويتفاعل مع الواقع بكل معطياته... وإذا كانت هذه الدراسة للسيرة ضرورية للإنسان بشكل عام، فإنها أشد ضرورة للإنسان المسلم الحائر بين القيم التي تغزو عقله وفكره ومجتمعه وبين قيم الإسلام، لأن السيرة إنما هي تجسيد حي لتعاليم الإسلام كما أرادها الله أن تطبق في عالم الواقع... من أجل كل ما سبق ذكره كانت هذه الدراسة التوثيقية عن سيرته صلى الله عليه وسلم من خلال مصدر رئيسي من مصادر السيرة هذا المصدر هو كتب الحديث ومصنفاته التي عرضت جوانب كبيرة من سيرته العطرة صلى الله عليه وسلم. ومنهجها يقوم على ما يلي: أولاً: ترتيب الأحداث التاريخية للسيرة النبوية على منهج إمام المغازي ابن إسحاق لها في مغازيه. ثانياً: ترتيب الأحداث التاريخية تحت عناوين جانبية تسهل على القارئ الوصول إلى ما يريد بسرعة وسهولة. ثالثاً: الاعتماد في نقل نص الحديث التاريخي لفظ الحديث الأكثر فائدة والأجمع للمعاني الغزيرة من خلال انتقاء هذا اللفظ من روايات الحديث الكثيرة، رابعاً: تخريج كافة الأحاديث المذكورة في الدراسة، وهي تزيد على التسعمائة حديث...
إن قراءة السيرة من خلال الروايات الصحيحة ينبغي أن تكون شعار المرحلة الحالية، بل وكل مرحلة.. ذلك أن مهمة من يحملون على عاتقهم بعث الأمة وإعادتها إلى الصدارة والتمكين أن يعرفوا منهج رسول الله في بناء الأمة وبعثها، وهو منهج يتضرر كثيرا ويتشوه كثيرا إذا قرئت السيرة وفيها الضعيف والموضوع.. فتختل الصورة بدخول ما ليس منها فيها، ويتشوه المنهج والاستدلال.
فرق عظيم بين أن تعرف سيرته عليه الصلاة والسلام وأن تجهلها، ليس لمعرفة ثقافية تقرأ فيها قصصًا فحسب، بل هي أحداث ووقائع حقيقية ترسم أسلوب حياة كامل التفاصيل..
الكتاب فيه تجميع للأحاديث الصحيحة الواردة في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، بترتيب زمني، احتجت إلى أن أعود إلى شروحات بعض الأحاديث لكي أفهمها، وقرأت عن سياق بعضها الآخر، لأن الكاتب لم يقدم رأيه أو شرحه في الأحاديث لكن بشكل عام الشروح متوفرة.
أنصح بقراءة كتاب (اليوم النبوي) بعد الفراغ من قراءة هذا الكتاب
الكتاب يعرض سرد زمنى جميل للسيرة مستنداً الى الأحاديث الصحيحة فقط لا غير مع ذكر الروايات المختلفة الصحيحة و التوضيح عند اختلاف الروايات أصحاب المغازى و السير، يفسر بعض معانى الكلمات الصعبة فى الأحاديث و لكن ليس كل الكلمات الصعبة فقد وجدت كثير من الأحاديث غير مفسر معانى كلماتها الغريبة على ثقافة لغتنا المعاصرة ، كان سيصبح الكتاب افضل اذا تم اضافة شرح و توضيح لمقصد الحديث وشرحه حتى يسهل فهم السيرة بشكل أفضل
اذا تجاوزنا عن العنوان، الذي فيه خطأ منهجي وهو تطبيق منهج المحدثين على روايات السيرة، وهو منهج متاخر مخالف لما كان عليه الأئمة قديما، فأقول: الكتاب ضعيف، يجزّئ الحديث الواحد إلى عدة أجزاء تجعل تصور الحادثة صورة واحدة أمرا صعبا. تخريجه للأحاديث مخلّ أحيانا.
رحلة بدأها رجل الاسلام الاول محمد -صلى الله عليه وسلم- من اعماق مكة المكرمة وفي وقت كثر فيه الكفر وعبادة الاصنام والتفرقة بين العرب ، ظهر محمد رسول من الله برسالته السماوية وديانته الفذه الصحيحة -الإسلام- ليسقط ما قد سبق من اديان، ليظهر كلمة الله العليا ويسقط ما دونها، ليجمع شمل العرب والمسلمين تحت حكم الله وحكم رسالته، إن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- فعل ما لم يفعله غيرُه من الانبياء والرسل،صبر وصمد وطرد وهاجر الهجرة النبوية، وبعدها حارب وغزى ورفع كلمة الله. إن هذا الكتاب يسرد سيرة محمد -صلى الله عليه وسلم-من المهد الى اللحد، بدايةً من اسمه و نسبه، الى ظهور علامات النبوة، الى الجهر بالدعوة الاسلامية، الى الهجرة النبوية ، ثم الغزوات والفتوحات، ومن ثم نهاية حياته - صلى الله عليه وسلم- كيف تصرف الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما علم بأنه نبي، كيف جهر بالدعوة وصبر وصابر، كيف كان مع اهل بيته وزوجاته، كيف كان مع اصحابه، كيف كان مع اعدائه. هنا ستجد (محمد الانسان، محمد النبي، محمد المحارب، محمد الصادق، محمد الحاكم، محمد المعجزة، هنا كل محمد).
لم يكن هذا أول كتاب اقرأه في السيرة فقد قرأت الرحيق المختوم وغيره من كتب السيرة المشهورة لكن هذا الكتاب هو الأقرب إلى قلبي؛ حيث حرص مؤلفه على جمع صحيح الأحاديث والروايات ثم رتبها ترتيبا زمنيا وقد وجدت فيه عدة نصوص لم يسبق لي أن قرأتها أو سمعت بها مما زاد اغتباطي وفرحي بهذا الكتاب وأعتبره من الكتب الأساسية التي من الضروري وجودها في مكتبة كل مسلم الله صل وسلم على سيد الخلق سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
سيرته صلى الله عليه وسلم هى أجمل ما يمكن أن تقرأ فى كل موقف ومع كل حديث تستشعر عظمته صلى الله عليه وسلم وينير قلبك بالإيمان وتحمد الله على أنه أرسل رسوله بالهدى فاهتدينا به وانقذنا الله به من الضلال الكتاب هو عرض لسيرته العطرة من خلال الأحاديث الصحيحة