هو كتاب في تراجم الرجال متخصص في طبقة معينة وهم الشعراء وقد قسمهم إلى قسمين :
القسم الأول : في الشعراء الجاهليين ووضعهم في عشر طبقات وأصحاب المراثي وشعراء القرى العربية .
والقسم الثاني : وهم الشعراء الإسلاميين ووضعهم أيضا في عشرة طبقات يذكر أسماء الشعراء وأنسابهم وأخبارهم وشيئا من أشعارهم ومروياتهم الشعرية وفي آخر الكتاب فهارس عامة للكتاب ما عدا الأشعار
وقال محمد بن سلام الجمحى في كتابه : ذكرنا العرب وأشعارها والمشهورين المعروفين من شعرائها وفرسانها وأشرافها وأيامها إذ كان لا يحاط بشعر قبيلة واحدة من قبائل العرب وكذلك فرسانها وساداتها وأيامها فاقتصرنا من ذلك على ما لا يجهله عالم ولا يستغنى عن علمه ناظر فى أمر العرب فبدأنا بالشعر وفى الشعر مصنوع مفتعل موضوع كثير لا خير فيه ولا حجة فى عربية ولا أدب يستفاد ولا معنى يستخرج ولا مثل يضرب ولا مديح رائع ولا هجاء مقذع ولا فخر معجب ولا نسيب مستطرف وقد تداوله قوم من كتاب إلى كتاب لم يأخذوه عن أهل البادية ولم يعرضوه على العلماء وليس لأحد إذا أجمع أهل العلم والرواية الصحيحة على إبطال شئ منه أن يقبل من صحيفة ولا يروى عن صحفى وقد اختلف العلماء بعد في بعض الشعر كما اختلفت في سائر الأشياء فأما ما اتفقوا عليه فليس لأحد أن يخرج منه وللشعر صناعة وثقافة يعرفها أهل العلم كسائر أصناف العلم والصناعات منها ما تثقفه العين ومنها ما تثقفه الأذن ومنها ما تثقفه اليد ومنها ما يثقفه اللسان من ذلك اللؤلؤ والياقوت لا تعرفه بصفة ولا وزن دون المعاينة ممن يبصره ومن ذلك الجهبذة بالدينار والدرهم لا تعرف جودتهما بلون ولا مس ولا طراز ولا وسم ولا صفة ويعرفه الناقد عند المعاينة فيعرف بهرجها وزائفها وستوقها ومفرغها ومنه البصر بغريب النخل والبصر بأنواع المتاع وضروبه واختلاف بلاده
وكان الشعر فى الجاهلية عند العرب ديوان علمهم ومنتهى حكمهم به يأخذون وإليه يصيرون قال ابن سلام قال ابن عون عن ابن سيرين قال قال عمر بن الخطاب كان الشعر علم قوم لم يكن لهم علم أصح منه فجاء الإسلام فتشاغلت عنه العرب وتشاغلوا بالجهاد وغزو فارس والروم ولهت عن الشعر وروايته
بعد قرونٍ طويلة قال الكثير من المستشرقين بمثل قول ابن سلام في قضية رد الشعر الجاهلي، وهو أكثر ما يلفت في أول الكتاب اوذلك من قديم قول النقاد العرب بعدم مصداقية كل ماوصلنا من الشعر الجاهلي ورد ذلك لكذب الرواة ومحاولة إبراز بعض أبناء قبيلتهم على بقية القبائل. ناهيك عن رده لكل ما وصلنا من شعر منسوب لقوم عاد وتمود ولآدم ولأقوام بائدة وأقوام تفصلنا عنهم قرون طويلة جدًا، ومن يرغب في مزيد من التوضيح عليه بكتاب (في الشعر الجاهلي : د. طه حسين) فقد خصصه لهذا الموضوع.
هذا الكتاب سيحبه المهتمين بالشعر الجاهلي والإسلامي لعناية ابن سلام بترتيب هؤلاء الشعراء وفق تلك الحقب الأدبية لطبقات حسب مكانة كل شعر وعظم شاعريته.
أنصح بنسخة "دار الكتب العلمية" لوجود تمهيد مهم لـ(جوزف هل) الناشر الألماني لإحدى النسخ في القرن الماضي، وأنصح كذلك نسخ] الكاتب الأديب والباحث (محمود شاكر) حسب ما قرأت، وأعتذر في حال وجود ماهو أعظم منهما وقد جهلت بها.
رابط قراءة مقاربة "في الشعر الجاهلي : طه حسين" هنا :
هو كتاب في تراجم الرجال متخصص في طبقة معينة وهم الشعراء وقد قسمهم إلى قسمين :
القسم الأول : في الشعراء الجاهليين ووضعهم في عشر طبقات وأصحاب المراثي وشعراء القرى العربية .
والقسم الثاني : وهم الشعراء الإسلاميين ووضعهم أيضا في عشرة طبقات يذكر أسماء الشعراء وأنسابهم وأخبارهم وشيئا من أشعارهم ومروياتهم الشعرية وفي آخر الكتاب فهارس عامة للكتاب ما عدا الأشعار
وقال محمد بن سلام الجمحى في كتابه : ذكرنا العرب وأشعارها والمشهورين المعروفين من شعرائها وفرسانها وأشرافها وأيامها إذ كان لا يحاط بشعر قبيلة واحدة من قبائل العرب وكذلك فرسانها وساداتها وأيامها فاقتصرنا من ذلك على ما لا يجهله عالم ولا يستغنى عن علمه ناظر فى أمر العرب فبدأنا بالشعر وفى الشعر مصنوع مفتعل موضوع كثير لا خير فيه ولا حجة فى عربية ولا أدب يستفاد ولا معنى يستخرج ولا مثل يضرب ولا مديح رائع ولا هجاء مقذع ولا فخر معجب ولا نسيب مستطرف وقد تداوله قوم من كتاب إلى كتاب لم يأخذوه عن أهل البادية ولم يعرضوه على العلماء وليس لأحد إذا أجمع أهل العلم والرواية الصحيحة على إبطال شئ منه أن يقبل من صحيفة ولا يروى عن صحفى وقد اختلف العلماء بعد في بعض الشعر كما اختلفت في سائر الأشياء فأما ما اتفقوا عليه فليس لأحد أن يخرج منه وللشعر صناعة وثقافة يعرفها أهل العلم كسائر أصناف العلم والصناعات منها ما تثقفه العين ومنها ما تثقفه الأذن ومنها ما تثقفه اليد ومنها ما يثقفه اللسان من ذلك اللؤلؤ والياقوت لا تعرفه بصفة ولا وزن دون المعاينة ممن يبصره ومن ذلك الجهبذة بالدينار والدرهم لا تعرف جودتهما بلون ولا مس ولا طراز ولا وسم ولا صفة ويعرفه الناقد عند المعاينة فيعرف بهرجها وزائفها وستوقها ومفرغها ومنه البصر بغريب النخل والبصر بأنواع المتاع وضروبه واختلاف بلاده
وكان الشعر فى الجاهلية عند العرب ديوان علمهم ومنتهى حكمهم به يأخذون وإليه يصيرون قال ابن سلام قال ابن عون عن ابن سيرين قال قال عمر بن الخطاب كان الشعر علم قوم لم يكن لهم علم أصح منه فجاء الإسلام فتشاغلت عنه العرب وتشاغلوا بالجهاد وغزو فارس والروم ولهت عن الشعر وروايته
ومما يدل على ذهاب الشعر وسقوطه قلة ما بقى بأيدى الرواة المصححين لطرفة وعبيد اللذين صح لهما قصائد بقدر عشر
من أهم القضايا في هذا الكتاب: إثارته للشك في بعض المروي من الشعر الجاهلي، ونظريته في انتحال هذه الأشعار وتفسيره، وتحديده للأسباب التي دعت إلى هذا الانتحال مثل: الرغبة في التَّمَيُّز والإغراب عند القصاص، والرواية عن الصحف وعدم تمحيص الرواية، والعصبيات القبليه
طبقات فحول الشعراء... من أول الكتب في نقد الشعر العربي. خصص ابن سلام كتابه لترجمة الشعراء والتعريف بهم؛ فالهدف من الكتاب نقد الشعر، كما قسم الشعراء إلى طبقات؛ للمفاضلة بين الشعراء وفق مقاييس معينة، تتمثل في معيار الكثرة أحيانًا، وأحيانًا أخرى تبعًا لمعيار الجودة، والمعيار الأخير هو معيار تعدد الأغراض.
في مقدمة الكتاب تحدث عن أربع قضايا، وهم: 1. الشعر الموضوع (الشعر المكذوب) أو انتحال الشعر. وهو أن يكتب أحدهم قصيدة، ثم ينسبها إلى غيره، كما كان يفعل خلف الأحمر، وحماد الراوية. 2. ضياع الشعر؛ بسبب الحروب والغارات بين القبائل والأحياء. 3. أثر البيئة في قريحة الشعر أي تأثير البيئة، فشعراء البادية يختلفون عن شعراء المدن والقرى. 4. تصنيف الشعراء وفقًا لكثرة الشعر، وجودة الشعر وإن لم يؤكد ذلك صراحة.
وقد جعل الشعراء مجموعات بحسب العصر (الزمان)، والبيئة (المكان)، والدين.
أما عن منهجه في كتابه: فقد اختار عدد من فحول الشعراء، وفاضل بينهم، ووضعهم في طبقات متمايزة، وصنّف الشعراء إلى طبقات: بدأ بطبقات فحول الجاهلية وعددهم 40 شاعرًا، جعلهم في 10 طبقات، في كل طبقة 4 شعراء. ثم طبقة أصحاب المراثي وهم الشعراء الذين بكوا مَن مات من معارفهم، وعددهم 4 شعراء. ثم طبقة شعراء القرى العربية: فبدأ بشعراء المدينة وعددهم 5 شعراء (لم يلتزم بالعدد الذي حدده بكب طبقة 4 شعراء). ثم شعراء مكة وعددهم 7 شعراء وشعراء الطائف وعددهم 4 شعراء ثم شعراء البحرين وعددهم 4 شعراء.
ثم طبقة شعراء يهود وعددهم 4 شعراء. وأخيرًا طبقات فحول الإسلام وعددهم 40 شاعرًا، جعلهم في 10 طبقات، في كل طبقة 4 شعراء.
معايير الجودة التي اعتمد عليها ابن سلام: 1. آراء العلماء. 2. جودة التشبيه. 3. الابتكار والإبداع أي السبق.
والفحل هنا بمعنى الذكر القوي من الحيوان، مثل الإبل، واختص كتابه بالشعراء الأقوياء والمبدعون في إبداع الشغر أو كما سماهم الفحول.
خصص ابن سلام كتابه لتقسيم الشعراء لأن مهنة الشعر حينذاك كانت صنعة من لا صنعة له، فالكل يقول الشعر بدون معايير أو أسس يسيرون عليها.
تميز محمد بن سلام رحمه الله في هذا الكتاب الرائع بطريقته الخاصة، فقد قسم الكتاب إلى قسمين أساسيين: طبقات فحول الشعراء، والتي قسمها إلى 10 طبقات وقسم فيها من يراهم من فحول الشعراء بين الجاهليين والإسلاميين، وفي كل طبقة 4 شعراء، ثم أعقب هذه الطبقات العشر بطبقات أفحل شعراء البلدان كالمدينة ومكة والطائف والبحرين، ثم أعقبها بطقات شعراء المراثي، وهم أفحل الشعراء في غرض المراثي، كتمم بن نويرة، والخنساء رضي الله عنها وغيرهم. القسم الثاني جعله في الشعراء الإسلاميين، وقسمه إلى 10 طبقات أيضاً وفي كل طبقة أشعر الشعراء فيه، وجعل في هذه الطبقات الشعراء الذين عرفوا في الإسلام، كأمثال جرير والفرزدق وغيرهم. سلك ابن سلام في هذا الكتاب الجمع بين اختياراته الشعرية لشعر هؤلاء الشعراء، وذائقته الشعرية والأدبية العالية، والنقد الأدبي العالي، معتمداً في هذا على ما يرويه عن شيوخه وعلماء الأمة من أهل هذا الشأن والمعرفة فيه، ولم يخل الكتاب من ذكر بعض القصص والحكايا والانساب. الكتاب في غاية الإتقان والجمال، وقد زانه عمل الشيخ المحقق الأديب العالم: محمود محمد شاكر، بتعليقاته واحكامه، وعمل الشيخ في هذا الكتاب عمل جبار، فقد وجد معاناة شديدة في المخطوط حيث أن فيه من الخرم والإضاعة ما حداه أن يسلك مسلكاً جديداً عارضه فيه علماء زمانه ونقاده، وهو أن يوصل ما انقطع ويتم ما انخرم من الكتاب بما وجد في بطون الكتب من الرواية عن ابن سلام من كتاب الطبقات كالاغاني وغيرها، وقد اعتمد في هذا الأمر بما وجده رواية صريحة عن ابن سلام في كتابه الطبقات، فقد روا الأصفهاني في كتابه الأغاني كتاب الطبقات لابن سلام بسنده عن ابن اخت ابن سلام، واجتهد الشيخ في إتمام الخروم بما وجده من هذه النصوص بحسب سياق الكتاب والتراجم، بما ظهر له، وقد قدم الشيخ بمقدمة في غاية النفاسة في صدر الكتاب شرح فيها منهجه وطريقته وحجته لهذا الفعل. والكتاب قرأته بعد أن قرأت كتاب "الشعر والشعراء" لابن قتيبة بتحقيق الشيخ المحدث: أحمد محمد شاكر، ويتضح للقارئ التبيان بين الكتابين في المنهج والطريقة، فلكل واحد منهما طريقته في تقييم الشعر والاختيار من هذه القصائد والأبيات، والنقد والنظر.
This entire review has been hidden because of spoilers.
أهمّ كُتُب النقد، يعرض فيه ابنُ سلام رحمه الله تراجمَ الشعراء وشعرِهم وما قيل فيه، وقد قسّم الشعراءَ بمعيارَين: ١- الإحسان. ٢- الجامع؛ كالقرية أو القبيلة أو الغرض. فجعل في شعراء الجاهلية؛ عشر طبقات بمعيار الإحسان، وخمس طبقات بمعيار الجامع الذي يجمعهم. وجعل في شعراء الإسلام؛ عشر طبقات، منها ستّ طبقات بمعيار الإحسان، وأربع طبقات بمعيار الجامع. وقد حققه محمود شاكر رحمه الله وشرحه، وفي شرحه فوائد جمة.
كتابٌ ظريف لطيف يُعنى بتعريف شخصيات الشعراء ويعطي نبذة عن أشعارهم دون التفصيل، فإبن سلام كان ينكر قصائد يتداولونها الناس ويقول أنها منحولة يعني موضوعه لاحقاً، وكذلك يشير أن القصائد المروية عن محمد بن إسحاق مولى آل مخرمة إنما كلها موضوعه فلا يأخذ بها، وفي الكتاب مقدمة قيمة للمستشرق جوزف هل.
ولم يعجبني في الكتاب أنه مصور من طبعة بريل - ليدن ١٩١٣ لصعوبة قراءة الخط، ف لو كان الناشر قام بإعادة صف وترتيب النص وتغيير الخط لكان أفضل وأجدى للقارئ.