النظرات كتاب قصصي أدبي للأديب المصري مصطفى لطفي المنفلوطي و يتألف من ثلاثة أجزاء يشمل العديد من القصص الموضوعة والمنقولة والتي شرع في نشرها عام 1907 في بعض الجرائد المحلية.
هو مصطفى لطفي بن محمد لطفي بن محمد حسن لطفي أديب مصري من أم تركية قام بالكثير من الترجمة والاقتباس من بعض روايات الأدب الفرنسي الشهيرة بأسلوب أدبي فذ ,و صياغة عربية في غاية الجمال و الروعة.لم يحظ بإجادة اللغة الفرنسية لذلك استعان بصاحب له كان يترجم الروايات و من ثم يقوم هو بصياغتها و صقلها في قالب أدبي رائع . كتاباه النظرات والعبرات يعتبران من أبلغ ما كتب بالعربية في العصر الحديث.
ولد مصطفى لطفي المنفلوطي في منفلوط إحدى مدن محافظة أسيوط في سنة 1289 هـ الموافق 1876م ونشأ في بيت كريم توارث أهله قضاء الشريعة ونقابة الصوفية قرابة مائتى عام ونهج المنفلوطى سبيل آبائه في الثقافة والتحق بكتاب القرية كالعادة المتبعة في البلاد آنذاك فحفظ القرآن الكريم كله وهو دون الحادية عشرة ثم أرسله أبوه إلى الأزهر بالقاهرة تحت رعاية رفاق له من أهل بلده وقد أتيحت له فرصة الدراسة على يد الشيخ محمد عبده وبعد وفاة أستاذه رجع المنفلوطى إلى بلده حيث مكث عامين متفرغا لدراسة كتب الأدب القديم فقرأ لابن المقفع والجاحظ والمتنبي و أبى العلاء المعري وكون لنفسه أسلوبا خاصا يعتمد على شعوره وحساسية نفسه.
المنفلوطي من الأدباء الذين كان لطريقتهم الإنشائية أثر في الجيل الحاضر، كان يميل إلى مطالعة الكتب الأدبية كثيراً، ولزم الشيخ محمد عبده فأفاد منه. وسجن بسببه ستة أشهر لقصيدة قالها تعريضاً بالخديوي عباس حلمي وكان على خلاف مع محمد عبده، ونشر في جريدة المؤيد عدة مقالات تحت عنوان النظرات، وولي أعمالاً كتابية في وزارة المعارف ووزارة الحقانية وأمانة سر الجمعية التشريعية، وأخيراً في أمانة سر المجلس النيابي.
للمنفلوطى أعمال أدبية كثيرة اختلف فيها الرأى وتدابر حولها القول وقد بدأت أعمال المنفلوطى تتبدى للناس من خلال ما كان ينشره في بعض المجلات الإقليمية كمجلة الفلاح والهلال والجامعة والعمدة وغيرها ثم انتقل إلى أكبر الصحف وهي المؤيد وكتب مقالات بعنوان نظرات جمعت في كتاب تحت نفس الاسم على ثلاثة أجزاء.
هو دائما نفس الشعور الذي يخالجني عند قراءة كتابات المنفلوطي.. " كيف يطوع الكلمات بهذا الأسلوب المنقطع النظير .. أم أنها من تخور طوعا أمام قلمه! " رغم أنني استمتعت بقصص الجزء الأول أكثر.. لكن من الاجحاف منح المنفلوطي أقل من 4 نجمات.. سحر البيان!
ومازال المنفلوطي يبهرني بأسلوبه العذب، أحببت مواضيع الجزء الثاني أكثر من سابقه، كنت اتفق معه كثيراً، تعجبني فلسفته ونظرته للأمور، وكلماته .. كلما رجعت اليها تبدو لي وكأني أقرأها للمرة الأولى.. من وجهة نظري لا يكون الكاتب قد بلغ ذروته في الكتابة إلا عندما تقرأ نفس النص ثم تشعر بنفس حلاوته وبنفس اللذة وبنفس الإندهاش .. كل ما سأكتبه في هذه المراجعة سيغدو كلاماً مكرراً، رأيي في نظرات المنفلوطي كاملاً في الجزء الأول من هذا الكتاب، فيه مراجعة وافية لأكثر ما يعجبني في أسلوبه وما لا يعجبني فيه ..
.. .. .. في حديثه عن الخيام ورباعياته، في هذا الجزء قال في وصفه "يتنقل من عبرة بليغة، إلى عظة بديعة، ومن خيال جميل إلى تشبيه رقيق، ومن وصف ناطق إلى تمثيل صادق، حتى أصبحت أعتقد أن هذه النفس التي تشتمل عليها بردة هذا الشاعر الجليل مرآة صافية قد تمثل فيها هذا الكون بأرضه وسمائه، وليله ونهاره، وناطقه وصامته، وصادحه وباغمه ..." وكنت أجد في ذلك الوصف وكأن المنفلوطي يصف نفسه كما أراه ..
بودي لو أضع الكثير من اقتباسات هذا الكتاب الرائع ولكن الوقت لم يكن يسعفني، وأكتفي بأن أقول أقرأه إن كنت تحب البيان وتهتم بالأسلوب، فهذا الكتاب لا شك هو رائعة من روائع الأدب العربي .. . . ** إن كنت تريد أن تجد المنفلوطي بشخصه وآراءه وأفكاره فأنصحك بقراءة النظرات فلن تجده في الروايات المترجمة أو حتى في القصص التي يؤلفها هو بقدر ما ستجده هنا **
ملاحظة: رأيي في المنفلوطي بشكل عام وفي كتابه "النظرات" بشكل خاص ستجده في الجزء الأول لهذا الكتاب.
و ما زِلنا في رحلة النظرات مع الأديب مصطفى لطفي المنفلوطي...
أيضاً وقفات جميلة و معاني عميقه لها مغزى و معنى رائع في بعض القِصَص و بعض القصص فيها آفات و هَفوات و لا بد أنّها كانَت من غير ِقصدِ الكاتب أو سقطَت أثناء تعبيرُه لبَعض اللّحظات . في هذه الجُزء بعض القِصص شدّتني و بعضُها كانَ يطوف حولَه المَلَل و لكِن لا أنكُر أنّ اسلوب كتابتُه و إختياره للمفردات العربيّة أضافَ المعنى الحقيقي و الأدبي للقصّة .
المنفلوطي ..... وهذا الجزء من النظرات.... كتاب أدبي رفيع، ما يميز المنفلوطي باعتقادي أن صاحب بلاغة يفهمها الأديب والبسيط ومن بينهما.... وهو لا يسعى في كتاباته للصور البديعة والتعابير الغريبة.... بقدر ما يسعى لإبكاء القارئ..... بالفعل .... أديب الدموع....
وددت أن أزور هذا الرجل مرة فأسأله كيف يخط هذه الخطوط ليلًا فتخضع له نفسي الشاعرة متأثرة بجهد قلمه خضوع الأفلاك لنجم الشمس، فإذ أرى روحي قد فقدت جزءًا منها معه أو اكتسبت فلذةً منه.
هذا الرجل ليس بكاتب ولا أديب، هو فنان ريشته عقله ولوحته الإنسان، فيرسم الإنسان للإنسان ويجعله يتذوق ما فقده عبر دروب الحياة الحافلة الخالية، حافلة بعدمٍ استضاء بضوء الحداثة السخيفة، خالية من كل ما يجعل الإنسان إنسانًا.
له في كل لون مذاق، وفي كل مجال كلمة، والفقرة الواحدة منه تزن أطنانًا مقابل مما نقرأه من أعمال العصر الهشة الخاوية.
وتستمر الرحلة مع المنفلوطي في الجزء الثاني من النظرات، لعل بعض المواضيع مكررة او مبتذلة لكن قوة الاسلوب والأفكار التي يضمنها مقالاته وقصصه، سواء اتفقنا معها او اختلفنا، تأكد على أن هذا الرجل هو علامة بارزة في الأدب العربي، وشخص متفرد في ابداعه.. ويستحق أن يكون معلم للأجيال.. وأن ينظر النقاد في فلسفته الاخلاقية ويعيدوا نشر هذه الفلسفة بين الناس، لعلنا نرتقي بعض الشيء.. لا أقول ان كل أفكاره صالحة لزماننا، بل حتى عشر ما يصلح منها قادر على خلق مجتمع أفضل..
"الآن أمضي في بياني، فقد شرحتُ الكلمة الغامِضة. و ما كنتُ لأمضي قبل أن أشرحها لأننا ما اجتمعنا هنا إلا لننطِقٙ بالصّٙوابِ من القولِ، و الرائع من الحكمة."
كيفٙ تكونُ للهاوية أشعّٙةٌ؟ أجل، إن في الكون هوىً طيبة مباركة و هي التي تجذبُ الشّٙر إليها و تطويه في جوفها"
"يعيشُ المرءُ بين سعادتينِ من حاضره و مستقبله. أما الأولى فيكفلها العدل، و أما الثانية فيحرسها الرجاءُ و الأملُ"
"وكثيرا ما قتل الخوفُ من سخط الناس والكلفُ برضاهم ذكاء الأذكياء، و أطفأ عقول العقلاء. و كم رأينا من ذكيٍّ يظل طول حياته خاملا متلففا لا يجرؤ على إظهار أثرٍ من آثار فطنتهِ و ذكائه مخافة هزء الناس و سخريتهم، و عاقل لا يمنعه من الإقدام على إصلاح شأن أمته و تقويمها إلا سخط الساخطين و نقمة الناقمين!!"
"و أينٙ ملكة التمييز التي وهبكم الله إياها لتميزوا بها بين درجات الناس و منازلهم؟ و هل بلغ التفوت بينكم في عقولكم و أذواقكم أن يكون الرجل الواحد في نظر بعضكم خير الناس و في نظر البعض الآخر شر الناس؟"
"أتُريد أن تستحيل قامتي إلى قوسٍ من كثرة الإنحناء ، و أن تتهدل أجفاني من كثرة الاطراق و الإغضاء و أن تجتمع فوق ركبتي طبقة سميكة من كثرة السجود و الجثي بين يدي العظماء؟ أتريد أن يكون لي لسانان: لسانٌ كاذب أمدح به ذلك الذي اصطنعني و اجتباني و لسانٌ أعدد به عيوبه و سيئاته، و أن يكون لي وجهان: وجه راض عنه لأنه يذود عني و يحميني ووجه ساخط عليه لأنه يستعبدني و يسترقّني؟ أتريد أن أقضي حياتي كلها واقفا وسط دائرة واحدة أثب فيها و أظفرُ و أتطاول بعنقي ليتوهم الناس أني طويل و ما أنا بطويل أو أتخذ لي بوقا ضخما أنفخ فيه ليتوهم السامعون أني جهوري الصوت و ما أنا إلا نافخ في بوق؟"
"إنّٙ الصداقة الباردة المتفككة التي يسعى ورائها الناسُ أشبه شيء بالياقة الإيطالية اللينة التي تتهدل حول العنق فيتهدل العنق معها، فهي و إن كانت لينةً مريحة إلا أنها رخوة مُهلهلة ليست لها مسكة و لا قوامٌ!"
يظهر فى الجزء الثانى بوضوح مدى تجنب المنفلوطى لدروب السياسة .ونقده للصحافين والادباء الذين يسعون للشهرة على حساب دور الصحافة بالمجتمع واثر الادب على الفرد
عزيزي صاحب النظرات أعرف أن ابتداء كلامي ��كلمة عزيزي فيه شيء من التبجح أو لنقل الألفة المبالغ فيها بالنسبة لرجل غريب لا يربطني به شيء سوى قراءة كلماته، ولكن ما كشفت به عن نفسك في ثنايا كلامك و ما عرفته عنك من نظراتك تلك وما وصلني وانتقل من وجدانك لوحداني ومن عقلك لعقلي عن نظرتك و فلسفتك في الحياة و هدفك من عيشك وما حملته نفسي من آلامك و شعورك وإنصافك ودعمك للبائسين والأشقياء والمساكين وقليلي الحيلة و شفقتك وتحاملك على الأقوياء المتجبرين المترفين الفاقدين أي مظهر من مظاهر الإحسان تجاه غيرهم في الحياة و ما كسبه قاموسي اللغوي من ألفاظك ومعانيك وأساليبك كل هذا وأكثر جعلني أحسب أن مناداتي لك بعزيزي هو أقل كلمة تستطيع أن تصف مكانتك التي احتلتها مني. كنت ما أود كتابته حقا هو مراجعة بعد قراءة نظراتك بأجزائها الثلاثة ولكن بسبب ما ذكرته في بداية كلامي وجدت أن ما يليق أن أكتبه هو خطاب شخصي _ وإن كان لن يصل إليك_ يصف ما يختلج في صدري بعد قراءة نظراتك. كنت أطلق على نفسي نظيرة القوم _ لغرور في نفسي_ بعد رواية قرأتها للعزيزة الغالية جدا أيضا رضوى عاشور ولكن الآن لا يستحق هذا اللقب غيرك فأنت نظير القوم ولا ناظر غيرك يصلح لذلك. فلن نجد ناظرا يحث الناس على الأعمال الفضلى ليس من باب المسئولية الاجتماعية والواجب الأخلاقي فحسب بل من باب الإحسان والبر والرقي الإنساني أيضا. لن نجد ناظرا تنهمر دموعه أنهارا على الآم البؤساء والأشقياء المظلومين في الحياة بصدق مثلك. لن نجد ناظرا باحثا عن الجمال في دروب الفن والأدب خاصة حريصا على نشره وبث آثاره في نفوس الخلائق ثم تترجم في أفعال الإحسان والبر والرحمة مثلك. عزيزى صاحب النظرات،الباحث عن الفضيلة، ناصر الطيبين والمظلومين وعديمي الحيلة، الباحث عن معنى المجد و الشرف الإنساني الحقيقين ليس المزيفين كالذين يعتقدهما أغلب الناس، بالتأكيد كل هذه الألقاب محقة في وصفك، أتعلم أني حينما أمر على مقالة كان سبب كتابتها سؤال أحد القراء لك واستشارته لك واستفتاءك في مسألة من مسائل الحياة والفضيلة كنت أغبط هذا السائل على إمكانية تواصله معك وهذا السبب الأول لكتابة هذا الخطاب. شكرا لك على هذا الإرث النفيس الذي تركته لنا_ فما أحوجنا له_ وختاما طيب الله أثرك ورفع قدرك والسلام.
و يستمر ابداع المنفلوطي في جزئه الثاني من النظرات ولازالت تعترني الدهشة لما قراءته الكتاب في جزئه الثاني وجدته افضل من جزئه الاول فيطغى عليه اسلوب الفلسفي . كتاب عبارة عن مجموعة مقالات فتجدها احيانا في شكل قصص لتتعض منها و تجعلك تقف وقفة تأمل . و اشد مقالة وقعت على نفسي " اللقيطة". و كذلك تنوع في مقالات فتناول فيها عددا من المواضيع الاجتماعية معبرا في بعضها عن اراءه و افكاره ,اتفقت مع بعضها و اختلفت مع العض الاخر.
مما اقتبست الجهل غشاء سميك يغشى العقل و العلم نار متأججة تلامس ذلك الغشاء فتحرقه رويدا رويدا.فلايزال العقل يتألم لحرارتها مادام الغشاء بينه و بينها,حتى اذا اتت عليه انكشف له الغطاء فرأى النار نورا,والألم لذة و سرورا.
اكثر الناس يعيشوف في نفوس الناس اكثر مما يعيشون في نفوس أنفسهم أي انهم لا يتحركون ولا يسكنون ولايأخذون ولا يدعون إلا لان الناس هكذا تريد.
الجزء الثاني(٣٠٨ص): نجح المنفلوطي بالحفاظ عليّ كقارئة، مررت بسرعة لهذا الجزء فغمرني شعور أشبه بكوني في جلسة جدّ حكيم مُستكين في عقر داره مُمسِكا مسبحته آخِذا يُحدثني عن مواضيع شتى لِيختصر علي الطريق ...طريق الحياة بشقائها وفرحها، لا أجزعُ للأول ولا أتوقعُ دوام الثاني ..كان الأستاذ والمُعلّم وكنت الطالبة المستمعة بجد وانتباه . _ مشكلتي الوحيدة مع هذا الجزء غير شؤمه، هي المرأة ... المنفلوطي داعم لها نعم ويعترف بظلم الرجل لها ولاسيما في مجتمعاتنا الشرقية ..لكن تصويره وتفسيره ينم عن جهل تام بكل ما يخصها ..نعم قد آخذ بالإعتبار الحقبة التي عاشها وأستسيغ نعثها بالضعف وغير ذلك ..لكن الأمر بالنسبة لي قد تجاوز بعد ذلك مايمكن أن أتقبّله..كامرأة وكعاقلة ...
باختصار المنفلوطي روعة يجذبك حديثه زادنتني كتاباته عمقا في التفكير وبالنسبة لكتاب النظرات بأجزائه الثلاثة يُستحسن قراءة مواضيعه بشكل منفصل حتى تعم الفائدة يوميا ..
"أتدري لِمَ عجز كُتَّاب هذه الأُمةِ عن إصْلاحها؟ لأنهم يظنون أنهم لا يزالون حتى اليوم تلاميذَ في المدارسِ، وأنهم جالسون بين أيدي أساتذة اللغة يتلقَّوْن عنهم دُروسَ البيان، فترى الواحِدَ منهم يكتبُ وهمُّه المالئُ قلبَهُ أن يُعجِبَ اللغويين، أو يَروقَ المنشئين، أو يُطرِبَ الأُدباء، أو يُضْحِكَ الظرفاء، ولا يدخل في باب أغراضهِ ومقاصده أن يَتَفَقَّدَ المسلك الذي يريد أن يسلكَهُ إلى قُلوبِ الناسِ الذين يقولون إنه يعظهم، أو ينصح لهم، أو يهذبهم، أو يثقفهم؛ ليعلمَ كيف ينفُذُ إلى نُفوسِهم، وكيف يهجمُ على قُلوبهم، وكيف يملك ناصية عقولهم، فيعدل بها عن ضلالها إلى هُداها."
"كلَّ يوم نرى الموت، ولا نزال نعُدُّ الموت غريبًا، هيهاتَ! لا غرابة في الموت، ولكن الغريبَ موتُ الغريب."
�"لا مجدَ إلَّا مجدُ العِلْمِ، ولا شَرفَ إلا شرفُ التقوى، ولا عظمةَ إلَّا عظمةُ الآخِذِينَ بيدِ الإنسانية البائسة رحمةً بها وحنانًا عليها."
"أطلب مطلبًا واحدًا لا أَرَى في عُقولِ الناسِ وأفهامهم ما يَحُولُ بينهم وبين تصوّره وإدراكه: أَنْ يُهَذِّبُوا قليلًا من هذه المصطلحات التي أَنِسُوا بها، والعناوين التي جَمدوا عليها، فلا يُسَمُّونَ المنافق تَقِيًّا، ولا المخادِعَ وطنيًّا، ولا المتمجِّدَ ماجدًا، ولا البخيلَ غنيًّا، ولا المفْلُوكَ مجرمًا، ولا المتوحِّش متمدينًا، حتى لا ينزع محسنٌ عن إحسانه، ولا يستمرَّ مسيءٌ في إساءته."
❞إنك� لا تستطيعون أن تكونوا رجالًا عادلين في أحكامكم وآرائكم إِلَّا إذا أَصْلَحْتُمْ نُفوسَكُم قبل ذلك، وتعلَّمتم كيف تستطيعون أن تَتَجَرَّدُوا عن أهوائكم وأغراضكم قبل أن تُمْسِكُوا بأقلامكم.�
❞مَن� عَجَزَتْ حوادثُ الدهر وعِبَرُ الأيامِ عن أن تَرُدَّ عليه ضَالَّةَ عقلِهِ وتهديه السبيلَ إلى نفسِه فلن تنفعَهُ كلمةُ كاتبٍ، ولا موعظةُ خاطِبٍ.�
❞كأنَ� قضاءً حتمًا على الإنسان أن يبغضَ كُلَّ صُورةٍ غير الصورةِ التي يراها كُلَّ يومٍ في مِرْآتهِ.�
❞أَسْمَجَ وَجْهًا ولا أَصْلَبَ خدًّا من جَهَلَةِ المتكبرين.�
"ما أكثرَ هُمومَ الدنيا وما أطولَ أَحْزَانَها! لا يفيق المرءُ فيها من هَمٍّ إلا إلى همٍّ، ولا يرتاح من فَاجِعَةٍ إلَّا إلى مثلها، ولا يزال بَنُوهَا يترجَّحُونَ ما بين صحةٍ ومرض، وفقرٍ وغنى، وعزٍّ وذلٍّ، وسعادةٍ وشقاء، فإذا صَحَّ لكل مهمومٍ أن يكره حياته، وكل محزون أن يقتل نفسه، خَلَتِ الدنيا من أهلها، واستحال المقام فيها، بل استحالَ الوفود إليها، وتبدَّلت سُنَّةُ الله في خَلْقِهِ."
"الأملُ هو السدُّ المنيع الذي يَعْتَرِضُ في سَبِيلِ اليأسِ، ويقف دونه أن يتسرَّبَ إلى القُلوبِ، ولو تسرَّب إليها لَزَهِدَ النَّاسُ العيش في هذه الحياة الحسيّة التي لا قِيمَةَ لها في أنظارهم، ولا لذَّة لها في نفوسهم، ولَطَلَبُوا الفِرَارَ منها إلى الموتِ تسليًا بالتَّغَيُّرِ والانتقالِ، وتلذُّذًا بالتَّحَوُّلِ من حَالٍ إلى حال."
"جعلتُ قاعدتي في الاختيار جمال الأسلوب أولًا، وجمال المعنى ثانيًا، فربما أختارُ ما حَسُنَ لَفْظُهُ وتَوَسَّطَ معناه، وقد أختار ما توسَطَ لفظهُ وسَمَا معناه، كما صنعت في بعض مختاراتِ قِسْمِ المنثور من الباب الأول، وهوبابُ الفصاحَةِ والبيان، ولكنني لا أختار بحالٍ ما كان معناه ساميًا ونظمه فاسدًا، أَمَّا الجيد فَقَاعِدَتُهُ عندي ما يأتي : 《ك� كلام صحيح النظم والنسق إذا قرأَه القارئُ وَجَدَ في نفسِهِ الأَثَرَ الذي أراده الكاتب منه من حيث لا يجد فيه مسحةً تدل على أن صاحبهُ يحاول أن يكون فيه بليغاً فهو بليغ�."
"ينطق العربيُّ بما يعلم، ويقول ما يفهم، ويصوّر ما يرى، ويُحَدِّثُ عَمَّا تمثَّل في نفسهِ حديثًا صادقًا لا تكلُّف فيه ولا تعمُّل؛ لأن كُلَّ ما هو مُحِيطٌ بهِ من هواء وماء، وأرض وسماء، وطعام وشراب، ومرافق وأدوات، على الفطرة السليمة الخالصة، فأَحْرى أن يكون شِعْرُه كذلك."
"أصبح الشعر على عهد ابن حجة، وابن الفارض، وابن مليك، والصفدي، والسراج، والجزار، والحِلّي، وأمثالهم، أشبهَ شيء بتلك الآنية الفضية -أو الصينية- التي يضعها المترفون في زوايا مجالسهم، وعلى أطراف موائدهم، ظَهْرًا زاهيًا، وبَطْنًا خاويًا."
"أنا لا أستطيعُ أن أتصورَ الفرق بين رَجُلٍ يمدُّ يده إلى خزينةٍ من خزائنِ بيتي فيسرق مالي، وبين آخَرَ يمدُّ لِسَانَهُ أو قَلَمَهُ إلى شَرَفِي فيستلبه، كلاهما مجرمٌ فاتك."
"لن تستطيعَ أن تكون صحافيًّا رابحًا إلا إذا كنتَ صحافيًّا كاذبًا."
"من ذا الذي يحفِلُ بفكرةٍ يعلم أنها لم تُخالِطْ قَلْبَ الكاتِبِ، ولم تمتزج بأجزاءِ نفسه، ولم تلتئم مع ما يُعْرَفُ له من أخلاقه."
"لن يخدم الأُمَّةَ مِثْل الغَنِيِّ عنها الذي لا يُبالي بها رَضِيَتْ أم سَخِطَتْ، قامَتْ أم قعدتْ."
"الكُتَّابُ في مصر ثلاثة: جاهِلٌ لا يميِّز بين ما ينفع أمته وما يضرُّها وعاقلٌ يهابُ مُصَادَرَةَ الرأْيِ العام في مَأْلُوفَاتِهِ ومعهوداته، فيسكت مغلوبًا على أمره ومنافقٌ يعرفُ الحقيقةَ ويعبث بها، فمن أيِّ واحد من هؤلاء الثلاثة تستفيد الأمة رشدها وهداها؟"
"إن كان الغرضُ من نَصْبِ التمثالِ للرجل العظيم تخليدَ ذِكْرِهِ واستبقاءَ صُورَتِهِ مرتسمةً في أذهانِ الأجيال المستقبلة حتى لا تنساه، فإن جميع رجال الإسلامِ - من عُلماءِ الدين إلى علماء الفنون - لا تزال محفوظةً بين الجوانح مآثرُهُم ومفاخرُهُم، مذكورةً على الأَلْسِنَةِ أسماؤهُم وألقابهم، ولا نعرف لِوَاحِدٍ منهم صورةَ مرسومة أو تمثالا قائمًا."
"لولا زهرة الأمل التي يتعهّدها الدين بالسُّقْيَا في قلبِ المؤمن، فيستروحُ منها ما يُرَوِّحُ عن قَلْبِهِ، ويُسَرِّي عن نفسه، ويقينُه أن هناك حَوْلًا أكبرَ مِنْ حَوْلِهِ، وطَوْلًا أعظمَ من طَوْلِه، وإلها قادرًا يُقَرِّبُ إليه ما يريد مِمَّا ضاق به ذَرْعُهُ."
"لهذه المعبودات الوهمية في نفوسِ المتعبدين سلطانًا قاهرًا على نفوسهم يُقَاوِمُ أهواءَ الشَّرِّ فيها، ويطهِّرها من كثيرٍ من الرذائل التي تَعْيَا بها القوانين الشرعية والوضعية، كالخيانةِ والكَذِبِ، والحقدِ والحسَدِ، وسفكِ الدماءِ، واغتيالِ الأموال، وغير ذلك من الشرورِ الإنسانية التي لا تَنْزَجِرُ النفسُ عنها ما لم يكن منها لها زَاجِرٌ، والتي فَشَتِ اليومَ بين أكثر المتعلمين الذين أخذوا العلم مجرَّدًا عن التربية الصحيحة."
"عَلَّنِي أَجِدُ في البعد عن مثارات الأماني ومباعث الآمال راحة اليأس، فاليأس خير دواء لأمراض الرجاء."
"أن هذه الحياة الحافلة بِصُنوفِ الشقاءِ وأنواعِ الآلام، والتي لا يفيقُ المرءُ فيها من غَمْرَةٍ إلَّا إلى غَمْرَة، ولا يَئِلُ من عَثْرَةٍ إلَّا إلى عثرة، لا يعين عليها إلا عقيدةٌ راسخةٌ يلوذُ بها الحائِرُ كلما عثرتْ خُطواته، وتداركت عثراته، ويستروحُ من أعطافها رائحةَ الجَنَّة كلَّما ضاق ذَرْعُهُ باحتمالِ جحيم العذاب."
"مَثَلُ المتعلِّمِ غير المتأدِّب كَمَثَلِ شَجَرَةٍ عاريةٍ لا تُورِقُ ولا تُثْمِرُ، قد انتصبتْ للناسِ في مُلْتَقَى الطرق تعترضُ الرائحَ وتصدُّ سَبِيلَ الغادِي، فلا الناسُ بِظِلِّها يستظلون، ولا هُمْ من شَرِّهَا نَاجُون."
"لا يُشترطُ في قيادةِ الجُموعِ أن يكون القائدُ مفرطًا في الذكاء أو العقل أو الدهاء، بل يكفيه من ذلك كُلِّهِ شَيْءٌ من العِلْمِ بأذواقِ أَتْبَاعِه ومُيولِهم، وسُبُل الوصول إلى قلوبهم، لا يزيد على عِلْمِ التَّاجِرِ بأذواقِ زبائنه ورغباتهم."
"لا سبيل للإنسان إلى الخَلاصِ من الاندفاع في تيار الجماعات وضلالها -مهما كان ذكيًّا أو مفكرًا- إلَّا إذا حَبَسَ نَفْسَهُ عن الانضمامِ إليها، أو كان له من عزيمةِ الرأي، وقُوَّةِ النفسِ ما يمكّنه من تربية نَفْسِهِ على طبيعة له، فيحضرها شاهدًا كغائبٍ، ومجتمعًا كمنفرد."
"السببُ في شَقاءِ الإنسان أنه دائمًا يزهدُ في سَعَادَةِ يومه، ويلهو عنها بما يتطلَّع إليه من سَعَادَةِ غَدِهِ، فإذا جاء غَدُهُ اعْتَقَدَ أن أَمْسَهُ كان خيرًا من يومه، فهو لا ينفكُّ شقيًّا في حاضره وماضيه!"
"لم أرَ فيما رأيتُ مِنَ الآراءِ في قَدِيمِ الأدبِ وحديثه أغربَ من رأي الذين يُفَرِّقونَ في أحكامهم بين اللَّفْظِ والمعنى، ويصفون كُلًّا منهما بصفةٍ تختلف عن صفة الآخر، فيقولون: «ما أَجْمَلَ أُسْلُوبَ هذه القصيدة لولا أن معانيها رديئة!»، أو «ما أَبْدَعَ معاني هذه القطعة وإن كان أسلوبها قبيحًا!»، كأنما يُخَيَّلُ إليهم أن اللَّفْظَ وِعَاءٌ، وأن المعنى سَائِلٌ من السَّوائِلِ يملأ ذلك الوعاء، فتارة يكون خمرًا، وتارة يكون خَلًّا، ويكون حينًا صافيًا، وأخرى كَدِرًا، وما علموا أنهما متَّحدان ممتزجان امتزاجَ الشمسِ بشعاعها والخمر بنشوتها، فكما لا يجوز أن نقول: «ما أَجْمَلَ الشَّمْسَ وأقبح شعاعها، ولا ما أَعْذَبَ الخمرة وأمرَّ نشوتها!» كذلك لا يجوز أن نَصِفَ اللَّفْظَ بالجمالِ، والمعنى بالقُبْحِ أو نعكس ذلك. وَلْيَعْلَمِ النَّاشِئُ المتأدِّبُ أنه ليس لِلَّفْظِ كِيانٌ مُسْتَقِلٌّ بنفسِه، فَجَمالُه جَمَالُ معناه، وقُبْحُه قُبْحُه، وأنَّ القِطَعَ الأدبيةَ التي نَصِفُ أُسْلُوبَهَا بالجمالِ إنّما نَصِفُ بذلك مَعانِيَها وأَغْرَاضَها، وأن الذين يزعُمونَ من الشُّعَراءِ أو الكُتَّابِ أن أساليبهم الغامضة الركيكة المضطربة تشتملُ على معانٍ شريفةٍ عالية، كَاذِبُونَ في زَعْمِهِمْ أو وَاهِمُونَ."
يقول المنفلوطي -رحمه الله- في هذا الكتاب: "يخيّل إليّ أنَّ الكتَّاب في هذا العصر يكتبون لأنفسهم أكثر مما يكتبون للناسِ، وأن كتابتهم أشبه شيء بالأحاديث النفسية التي تتلجلج في صدر الإنسان حينما يخلو بنفسه، ويأنس بوحدته، فإني لا أكاد أرى بينهم من يحكم وضع فمه على أذن السامع، وينفث في روعه ما يريد أن ينفث من خواطر قلبه، وخوالج نفسه." في كل مرة أقلّب بصري في هذا الكتاب، وأتوقف عند هذا الاقتباس، أتساءل لو كان حيًّا ماذا عساه يقول عن أغلب الكتّاب اليوم؟ مما أعجبني أيضًا من هذا الجزء: "لو كشف للإنسان عن سريرة الإنسان لرأى منها ما يرى الأعمى من غرائب هذا الكون وعجائبه حين تدركه رحمة اللّٰه بعد طول محنته فيرتد بصيرًا."
"رويدًا يا مولاي القاضي، ليس لك أن تكون قاضيًا في قضيتي! فكلانا سارق وكلانا خائن، الخائن لا يقضي على الخائن، واللص لا يصلح أن يكون قاضيًا بين اللصوص".
-" العقل قوة يقتدر بها المرء على ضبط نفسه عن شهواتها، فموقفه أمامها موقف واحد، فأما أن يغلبها جميعًا أو تغلبه جميعها".
-� "ما أكثر هموم الدنيا، وما أطول أحزانها، لا يفيق المرء فيها من همٍّ إلا إلى هم، ولا يرتاح من فاجعة إلا إلى مثلها، ولا يزال بنوها يترجحون فيها ما بين صحة ومرض، وفقر وغنى، وعز وذل، وسعادة وشقاء، فإذا صح لكل مهموم أن يمقت حياته، ولكل محزون أن يقتل نفسه، خلت الدنيا من أهلها، واستحال المقام فيها، بل استحال الوفود إليها، وتبدلت سنة الله في خلقه، ولن تجد لسنة الله تبديلا" -" ذرة هائمة في مجاهل الأكوان".
-"فَاغفِر لِي جَزَعِي وحُزنِي، فَكثيرٌ عليّ أن لَا أَجزعُ".
- "كنتُ أشعرُ قبل اليوم كأن قلبي في صحراء هذه الحياة وحيد موحش لا يعرف القلوب، أو يعرفها ثم ينكرها، فلما أحببت رأيت بجانبه قلبًا يؤنسه ويزيل وحشته، فوجدت بين جوانحي من اللذة والغبطة ما لو قسم على القلوب جميعًا ما خالطها حزن ولا مسّها ألم".
الحياة الذاتية(لا يجب ان تعيش لارضاء الآخرين) العبرات (العبرات على موت مصطفى كامل) دمعة على الإسلام(المقامات شرك) السياسة (يعلم الله أني أبغض السياسة وأهلها بغض للكذب والغش والخيانة والغدر) خداع العنواين (العنوان لا يدل على الكتاب) الاغراق ( الاغراق فى الزم و المدح يتوه الحقيقة) اللقيطة (لا تحاسب الشخص على ماضيه، قصة حزينة) الصندوق (مال المقام يعطى للاغنياء) الغناء العربى (فأدناها النثر، وأوسطها الشعر، وأعالها الغناء) التوبة (التوبة بالافعال وليس فقط الاقوال) الحسد (لا توجد نعمة بلا حاسد و الا انها ليس نعمة) الوفاء (الرجل الذى يريد طلاق زوجته لانها عمياء) خبايا الزاويه (يجب تحذير الأولاد فى المدارس) جامعة الاسلامية (المسلم اول قبل كل شئ) القمار (ينظر للفوز و يتغافل عن الاف خسارة) الشعر (كل فن له جماله) المرقص (مرأة الحقيقة) الصحافة (ان كنت تريد ان تكتب الحقيقة فتزود بمالك و لا تأمل ان تحصل على المال من هذه الوظيفه) مدرسة الغرام (قل الخياء بتقليد العرب للغرب) أمس و الغد (جمود العادات) الوقف عند مقاله البعث
،النظرات بجزئه الثاني استمرارٌ لسحرِ و جمال الجزء الأول! ، فلا يكاد ينقص عنه في شيء في اختلاف المواضيع و تنوعها و قوة الحجج و منطقها المقنع. قراءتُك لبعض السطور قد تأخذُ بروحِك الى عالمٍ آخر لِما وُفِقَ له المنفلوطي من نَظمِ الكلامِ بوصفٍ آسرٍ دقيق وجُملٍ ساحرة تستجلبُ خيالك فتصِل بذلك لمقصوده بلغته الواضحة المعبرة ، و من الأمورِ اللافتة استخدام النصوص الأدبية لسردِ بعض الأحداث التاريخية بأسلوبٍ شيق يخاطب عقلَ القارئ مع عرضٍ و توضيح لأهم الدروس المستفادة مع اراء الكاتب في بعض الأحيان.
و نظراً لعدد فصوله و تباين مواضيعها و لتحصيل أكبر فائدةٍ بالتمعّن في سطوره أقترح الاكتفاء بفصلٍ واحدٍ كل يوم للتمعّن بموضوعه و ترتيب جمله فترى فرقاً في تفكيرك و نظِمِ مفرداتك وتنسيقها.
- مقالة الزهرة الذابلة: أتمنى أن هذا الطفل لم يكن قد قرأ هذا الرثاء المحطم للآمال، القاتل للحياة، والمتعارض مع تعاليم الإسلام.
- الخطبة الصامتة: تعظيمه لسعد زغلول.
- يوم الحساب: تعظيمه لمحمد عبده وقاسم أمين.
- الضمير: كلام سيء يخالف مفهوم الأخلاق في الإسلام. فهو يدعو لاتباع الضمير وعدم اتباع الخوف من الجنة والنار. وهذه الدعوة لاتباع الضمير ضعيفة جداً، ولا أعتقد أن لها مكان في فلسفة الأخلاق، فمتى كان الضمير معيار للأخلاق؟ وهو الذي يختلف بين المرء وأخيه. وماذا لو تلوث الضمير بالهوى والشهوات؟
- تأبين فولتير: عظمه بشكل مبالغ فيه، وكأنه عاش حياته مسلماً وأفناها دفاعاً عن الإسلام.
فضلت الجزء الثاني عن الأول ولكن هذا لا ينقص من قدر جزئه الأول - يجمع المنفلوطي مواضيع مختلفة وينظر لها بنظرة من نظراته ،يطرق باب كل موضوع ويعرضه من مناحي مختلفة ،ولا يختص بشيء معين في كتاباته ،ستجد موضوعات متنوعه منها الاجتماعية والسياسية والتاريخية وفي كل منها كان متقناً إلى حد كبير وما يكسب كتابات المنفلوطي رونقها قوة اللغة وفصاحتها وما ينثره من وقت لآخر في كتاباته عن نصائح لمن أراد ان يكتب شيء من البيان واستمتعت بالكتاب بأجزائه وانصح به لمن يريد تهذيب لغته واكسابها الاسلوب الرصين مع اخذ عبرة وخبرة من كل موضوعات الكتاب والسلام
تم الإنتهاء من المرة الأولى لقرائتي للنظرات٢، وأقول الأولى لأن النظرات تستحق أن يعاد قرائتها مئات المرات.
النظرات: هي مجموعة مقالات كتبها المنفلوطي في جريدة المؤيد، منها ما يتعلق بالسياسة والأدب والآداب العامة والاجتماعيات...
يسأل العامة في قضايا اجتماعية فيقول: أين الفضيلة؟ أين الشرف؟ أين الوفاء؟ أين احترام المرأة؟
ويرد على كل من قال "يا صاحب النظرات"، فيقول أحدهم: يا صاحب النظرات لماذا يحكم المجتمع على المرأة الفاسقة حكمًا صارمًا، ولا يحكم على الرجل الفاسق مع أن جريمتهم واحدة؟