في هذا العصر برزت مشكلة توجيه الإنسان، واحتلت مكان الصدارة بين الأمور التي يمتاز بها. فإن كانوا يسمون هذا العصر عصر البخار والكهرباء، والذرة والفضاء، فإن ما تنبه إليه هذا العصر من سنن توجيه البشر أهم من كل ما سبق، ولا قيمة لما سبق إن لم ينجح الإنسان في التوجيه الصحيح للإنسان. والذي جعل ابن خلدون تحيل مكان الصدارة بين العلماء العالميين هو تنبهه إلى السنن، القوانين، التي تجعل البشر يرتقعون في مستوى العمران (الحضارات والنهضة) أو ينخفضون والهدف الذي يرمي إليه المؤلف من هذا البحث هو أن يتبين للقارئ أن البشر يمكنهم باستخدام السنن المتعلقة بتغيير النفس من دفع أو خفض مستوى الأفراد والمجتمعات حسب الهدف الذي يرمي إليه الإنسان الذي يقوم بهذه المهمة.
جودت بن سعيد بن محمد مفكر سوري شركسي ولد بقرية بئر عجم التابعة للجولان في سوريا عام 1931م. وهو مفكر إسلامي معاصر، يعتبر امتدادًا لمدرسة المفكرين الإسلاميين الكبيرين، الأستاذ مالك بن نبي ومن قبله محمد إقبال.
يعرف جودت سعيد بأنه داعية اللاعنف في العالم الإسلامي أو غاندي العالم العربي. وقد عبر عن سعادته بهذا الوصف في مناسبات عدة، وكان أول ما كتبه في مطلع الستينيات كتابه: "مذهب ابن آدم الأول، أو مشكلة العنف في العمل الإسلامي"، وهو يناقش مبدأ اللاعنف وعلاقته الجذرية بالإسلام، لكن يمكن للبعض أن يرى أن القصد من وراء الامتناع عن استخدام العنف أو القوة هو في واقع الأمر اللجوء إلى العقل والتفكير. لذلك كانت دعوته إلى اللاعنف دعوة للعقل في أساسها.
كتاب صغير الحجم لكنه خطير في محتواه، عظيم في فكرته، ممتاز في عرضها. الكتاب بداية بقلم أخت جودت سعيد: ليلى سعيد. وهنا أشيد بمقدمة الكتاب وخاتمته وفيهم كلام جميل من الشيخ عن اقتناعه بأهمية دور النساء وتحديدا أخواته في مسيرته، وكلام ماتع من أخته صاحبة الكتاب في الخاتمة عن صبره عليها ودوره في تطورها الفكري.
الكتاب مبني على قول الله عز وجل في سورة النحل: " وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ ۖ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ۙ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (76)" وفيه تحليل عظيم لمعنى الآية وأثر الفاعلية والكلالة في حياة الفرد والاسرة والمجتمع "وفصل المجتمع كان من أمتع فصول الكتيب" أعجبتني جدا عرض الفكرة وتحليلها ووالبرهنة عليها. وأدعو بشدة لقراءة هذا الكتيب الماتع.
هذه نهاية الرحلة لهذا اليوم، كانت البداية بهذا الكتيب: والذي منه خلصت بترشيحين مهمين، كتابنا هذا والكتاب الآخر ثم الكتاب الثالث ل د. محمد موسى الشريف وترابطهم في موضوعاتهم جميل ولطيف. أنصح بقراءتهم كلهم.
الكتاب على صغره وقصره فيه عمق، فإنه بتفسيره لآية "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ ۖ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ۙ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿٧٦﴾" قد اختصر للقارئ حقيقة فعالية أو لا فعالية الإنسان.
فالفاعلية بتعريفه: قدرة الإنسان على استعمال وسائله الأولية، واستخراج أقصى ما يمكن أن يستخرج منها من النتائج.
فذكر حقيقة أن بإمكان الإنسان توجيه سنن التغيير إذا ما كان فعالا مدركا لحقائق الفاعلية وشروطها، فهذا هو هدف الكتاب الذي أكده في المقدمة، كما يجب علي ذكر أنه لم يحصر حديثه عن الفرد فحسب، بل فاعلية الفرد على مستوى نفسه، وأسرته، ومجتمعه، والعالم!
بشكل عام، تعجبني وتشدني الكتب التي يستشهد فيها المؤلف بأفكار وأقوال كتاب ومفكرين آخرين، وهذا ماوجدته في هذا الكتاب.
هناك ملاحظة، الخاتمة كتبت بقلم أخت جودت سعيد، ليلى سعيد، ولم أفهم حقيقة أهي من دونت ملاحظات الأستاذ ونشرته باسمه أم أنه هو من كتبه وترك الخاتمة لها.
تعرف ذلك الشعور الذي يدفعك أحيانا بعد قراءة كتاب مميز وذا أثر ملهم, أن تذهب لكل من يهمك أمره وتحبه وترشح له ذلك الكتاب؟ بل وتعزم على إعادة قراءة ذلك الكتاب مجددا ومراقبة أثره في شتى مناحي حياتك. تلك التجربة نادرة بالنسبة لي ولكنني أظل ممتنة لها دائما, لا ينسى المرء كتابا أحبه أبدا..
على أي حال كانت تجربة قراءتي للكتاب من تلك المرات النادرة, وسأعود لقراءته بإذن الله مرات عدة خاصة حين يعتري المرء شعور إحباط ويثبط ذاته عن العمل النافع. :")
سأضع اقتباس هنا ليكون تحفيزا لي كلما عدت لقراءة المراجعة أو الكتاب.
ومما ورد في هذا أيضا: اليومَ شيء وغدا مثله.. من نُخب العلم التي تُلتقط يحصّل المرءُ بها حكمةً... وإنما السيل اجتماع النقطْ
جزء صغير فيه نظرة إسلامية عن موضوع الفعالية، والفارق بين الإنسان الَكلّ (أي غير الفعال) والإنسان الفعال وأثر تلك الفعالية على الفرد نفسه وعلى الأسرة والمجتمع وهو مفيد، يُقرأ في جلسة أو جلستين
فكر جودت سعيد مختلف عن من قرأت لهم من قبل يتكلم في كتابه هذا عن المؤمن الايجابي الذي يطمح الى التغيير للافضل و يقارنه بمن رضي بالحياة الدنيا و لا يستطيع تجاوز الواقع
ياله من مفكر عظيم يبدي رأيه بلا خوف و ينتهج نهجا لم يقدر عليه كثير ، قلة هم من لا يخافون من ردود الافعال، رحم الله جودت سعيد ، لن يأتي مثله علي ما ظن ، اما عن الكتاب فهو واضح من عنوانه ، كوضوح فكر صاحبه ، مذا يحدث عندما يسخر الانسان طاقته لنفع نفسه ؟ ، ماذا يحدث عندما ييأس الانسان عن فعل اي شيء ؟ ، لن تجد الا تلك الاجابات المقنعه عند جودت سعيد ، متاثرا بالطبع باستاذه مالك بن نبي الذي استقي منه الكثير و يذكرني هذا الكتاب بطريقه مفكر اخر و هو علي الوردي ، هو جمع بين اسلوبهما علي ما اعتقد ، البحث الاكاديمي من مالك بن نبي ، و السلاسة من علي الوردي ، مسيره حافله يؤكدها هذا الكتاب ذو الستون صفحه ، لا تستعجب من قلة عدد صفحاتة ، من يخرج كتابا يتحدث فيه عن طبيعة الانسان ، و علافتها بسنن الله في خلقه في مثل تلك الصفحات فيدل ذلك علي خبرة واسعة من الكاتب ، ارح بالك و اقراء هذا الكتاب فلن تجد له مثيلا .
الإنسان كلًا و عدلًا.. "فعَّال" أم "لافعَّال"؟ هكذا وضعتنى سبعون صفحة أمام مرأة فى غرفةٍ يكثر بها المصابيح، فلا مناص من المواجهة.
بطريقة ما فكرنى بسؤال د. عبد الرحمن ذاكر الهاشمى، من أنا ولماذا أنا هنا؟ ولفت نظرى كمان استحسانه واهتمامه بدور المرأة متمثلة فى أخته فى الكتاب.
وحقيقى الكتاب فى المجمل بيوجه spot light على كلمتين هما "الإسلام لا يقتصر فقط على الشعائر". فالمسلم الذى يخالط الناس و يصبر على أذاهم خير من المسلم الذى لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم.
كتاب صغير فى عدد صفحاته، ثقيلٌ على النفس و ثري فى محتواه.
و المسلمون ينقسمون إلى قسمين قسم أصابه اليأس من أن يوجد في الإسلام شيء يمكن أن يكون العالم في حاجة إليه فهو معرض عن الإسلام و متطلع إلى غيره ليستفرد منه ما يكمل به نفسه و قسم آخر إعتاد أن يحفظ كلمات في مدح الإسلام و ينسب إليه كل الصفات الجيدة دون أن يتمكن من أن يحل بهذا الإسلام الذي يمدحه مشكلاته البيتية فضلا عن مشكلات العالم بل ينعكس عجزه الداخلي بصورة أكبر في المستوى العالمي و هذا دليل على أن مايغدقه للإسلام من مدائح إنما هو تعويض سيء عن عجزه في أن يحول مبادئ الإسلام إلى حقائق واقعية ☹️☹️
الإنسان حين يكون كلاً وحين يكون عدلاً - جودت سعيد وليلي سعيد
بدأته الثلاثاء ۳ ذو الحجة ۱٤٤۲ هـ، وأنهيته السبت ۲۸ ذو الحجة ۱٤٤۲ هـ
هذا كتاب يجب أن يكون في مكتبة كل مسلم، رفيقا له بعد القرآن والسنة، ويجب أن يكون جزءاً أساسياً من كل حركة عمل إسلامي. ولو كانت مكتبة الأسرة قائمة الآن، ولو كان القائمون عليها أو حكام المسلمين مخلصين للإسلام وللعمل الإسلامي وللأمة، لوجب أن يعمموا هذا الكتاب في المدارس.
هناك فرق بين ان يكون الانسان كلاًّ بلا فعالية او عدلاً أينما توجه يأتي بكل خير،،،،فلن يشق على الانسان الفعّال ان يسأل يوم القيامة عن عمره فيما افناه ،لان الزمن عنده لحظات تنبض بالحيوية لا لحظات خامدة ميتة،،،
و الإيمان بخالق السنن لن يؤدي الى تسخير سنن هذا الكون الى المؤمن الا اذا أدركها و علمها و استخدمها بفعالية،،،كفرد و أسرة و مجتمع،،،
فلن تحل مشكلات العالم قبل حل مشكلات مجتمعك و قبل ذلك مشكلات بيتك و قبل كل ذلك مشكلاتك انت!!!
فالبعض بنتظر من هذا الدين ما دام منزلا من عند الله ان يعمل في حياة البشر بطريقة سحرية خارقة غامضة الأسباب و دون اعتبار لطاقات البشر او طاقاتهم الفطرية،،،و نسي ان الانسان هو الفعل المحرك لهذا الكون،،،
لهذا الانسان قادر على ان يصنع التاريخ عدلا و على صراط مستقيم،،،اذا وثق بروح الله معولا على رجائه و لم يأمن مكر الله مستندا على خوفه بادئا من واجباته الصغيرة،،،الى ان يرى الكون عدلا و على صراطا مستقيم،،،،
على الرغم من صغر الكتاب وقلة عدد صفحاته إلا أنه طرح أفكارا ربما تبدو مكررة لكن بطريقة عميقة وأسقط الآيات على الواقع ودعم ذلك باقتباسات لكتاب آخرين " من أكثر الكتب المنشطة المحفزة بواقعية "
ينطلق الكتاب بالحديث عن الفاعلية من آية : وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ ۖ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ۙ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (76) ثم يتحدث عن الفاعلية على مستوى الفرد وضرب مثال المال والوقت والفاعلية على مستوى العالم وهي طرح المشاكل في المستوى العالمي
ويتكلم أيضا عن شروط الفاعلية وجهد الإنسان في صنع التاريخ والمبرر للعمل وأهمية شعور الإنسان بأنه حامل رسالة
هذه هي القراءة الثانية لجودت سعيد , وللمرة الثانية يهبني شعور " الدهشة " أثناء القراءة , أن تكون واقعيا محافظا على شعلة الأمل التى في داخلك ! هذا وحده يستحق الدهشة
أعجبني حديثه عن تدخل الإنسان في صنع التاريخ وربط ذلك بقصص من القرآن الكريم , وفصل المبرر الذى يجيب فيه بكل سلاسة عن سؤال " هل لحياتي معنى " ؟ أيضا حديثه عن الرجاء والخوف وعن المثل الأعلى .. في الحقيقة جميع الأفكار المطروحة في هذا الكتاب مميزة وتستحق القراءة
وفي الخاتمة تحدثت أخته عنه وعن تشجيعه لها وتعليقه أمله عليها بأن تكون مسلمة فعالة ولم أستوعب في الحقيقة إن كانت هي من كتبت هذه الأفكار أم فقط جمعتها وكتبت الخاتمة
كتابٌ قليل عدد الصفحات عظيمُ المضمون ويحملُ بداخله نظرة عمقية لقولهِ تعالى{وضرَبَ اللّهُ مثلاً رَجُلَيْنِ أحدُهُما أبْكَمُ لا يَقْدِرُ على شيءٍ وهُوَ كَلٌّ على مَولاهُ أينَمَا يُوجِّهْهُ لا يَأتِ بخيْرٍ،هل يَسْتَوي هُوَ وَمَنْ يأْمُرُ بالعدلِ وهُوَ عَلَى صِراطٍ مُستَقِيمٍ} والكتاب كلّه يدور حول هذه الآية فيسقط عليها مفهوم الفعالية لدى الإنسان المتمثلة بكلمة (العدل) الذي يعتبر أساس كل خير واللافعالية المتمثلة بكلمة (الكَلّ) أي العالة والعبء على من يتولاه ويبدأ بعرض الفكرة البديهية للآية وهي عدم تساوي هذا مع ذاك ثم يبين في الفصل الأول الفعالية على مستوى الفرد،الأسرة،المجتمع ثم العالم ويذكر شروطها في الفصل الثاني إضافةً إلى الأفكار التي تُسهم في إعطاء الفعالية للإنسان
ويبين أن فعالية الإنسان مرتبطة بتوتره فهي تكون في أقصى مداها كلما كان يقينه صادقاً بما يطلبه كالجنة مثلاً أو الرزق أو بما يبتعد عنه ويهرب منه كالشر ومما أعجبني ووجدته ينطبق حرفياً على عقول هذه الأمة قوله "إن البعض ينتظر من هذا الدين أن يعمل في حياة البشر بطريقة سحرية خارقة غامضة الأسباب ودون أي اعتبار لطبيعة البشر ولطاقاتهم الفطرية" كما أنه قسّم المسلمين لقسمين الأول يائس من الحياة لا يجتهد لفعل شيء بسبب اقتناعه بعجزه عن التغيير وقسم آخر بلغ به الاتكال على الدين إلى الأمل المبالغ فيه وأيضاً دون أن يتحرك أو يأخذ مكاناً فاعلاً في المجتمع الكتاب رائع حقاً ولو أردت اقتباس درره لوجدتم الصفحات بأكملها منسوخة هنا
This entire review has been hidden because of spoilers.
قال بعض السلف: إذا سمعت المثل في القرآن فلم أفهمه بكيت على نفسي لأن الله تعالى يقول :وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِۖوَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ومن هذا المنطلق اتخذ الكاتب من القرآن الكريم المثل الذي ضربه الله تعالى في قوله : وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ ۖ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ۙ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ وبعيداً عن التفاسير المعروفة لهذا المثل القرآني وأسباب نزوله، قام بتدبر جديد في معناه ليصل إلى فهم مختلف للمثل القرآني وهو أنه يدل بشكل دقيق وواضح على اللافعّالية والفعّالية،أي الإنسان حين يكون كَلّاً وحين يكون عدلاً . وذهب الكاتب إلى أن كلمة كَل الواردة في المثل القرآني هي بمعنى اللافعّالية بل تزيد عليها بأنها تتضمن العبء مع اللافعّالية وهي بذلك منتهى اللافعّالية. والكلمة الثانية الدالة على فعّالية الإنسان هي العدل بل تزيد عليها في أنها فعّالية في الحق دائماً أي أنه - هذا الإنسان العدل - عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ لا يحيد عنه أبداً. في الحالتين تظهر بلاغة المعنى القرآني. ومن منطلق فهم معنى الفعّالية بيّن مستوياتها المختلفة وهي الفرد، الأسرة، المجتمع، والعالم، ثم بيّن حقائقها وشروطها.
ويهدف إلى بيان أن البشر يمكنهم باستخدام سنن تغيير النفس والمجتمع، رفع أو خفض مستوى الأفراد والمجتمعات. ويشرح فكرة الفعّالية ويبيّن أهم شروطها: - أن نبحث عن أسباب الأحداث، ونعترف بجهد الإنسان فيها. - أن يتحرك الإنسان بين حدّي الرجاء والخوف، من أجل خير يجلبه أو شر يدفعه. - أن يبدأ الفرد المسلم بأداء الواجبات، فالواجبات المتواضعة، هي التي تصنع التاريخ، إذا قام كل فرد بأدائها.
"الفعالية: استخلاص أحسن النتائج من الوسائل المتاحة للإنسان"
"حين يفقد الإنسان شيئاً يستحق أن يبذل نفسه من أجله فقد فقد أساس الفاعلية و غرق في أساس الكلالة و الوهن، سواءًا كان هذا الذي يبذل نفسه من أجله حقيقة يستحق ذلك أو لا يستحق إذ المهم أن تحدث لديه القناعة في أنه يستحق"
"إذا أردت إبطال جهد الإنسان و إيقافه عن أي عمل ما عليك إلا أن تقنعه بعدم جدوى هذا العمل"
"من شروط الفعالية حدوث شعور للإنسان أنه يملك مايمكن أن يقدمه للآخرين، و هم بحاجة إليه"
(سنريهم آيَاتِنَا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) "الاستخدام الصحيح لهاتين الوسيلتين: الآفاق (الكون و أحداثه) الأنفس (القوى الواعية في الإنسان - استخدام العقل) هو الذي يعطي الفعالية في النهاية"
"صنع الأسباب يكون بالاختيار لا بالحتم؛ و لكن حدوث النتائج حتم . فبهذا الشكل صار الإنسان مسيطراً على الحتم"
هذا الكتاب جزء من سلسلة (سنن تغيير النفس والمجتمع ) في محاولة من الكاتب للإسهام في معالجة تأثير المسلمين في ذاكرة الأجيال الجديدة للمساهمة الإيجابية في تغيير أحداث الحياة . قال الله تعالى :" ضرب الله مثلا رجلين أحدهما ابكم لايقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لايأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم " آية 16/17 من سورة النحل كل (بفتح الكاف) في القرآن تعادل مصطلح السلبية واللافاعلية ، وكلمة العدل في القرآن تماثل مصطلح الفاعلية . تظهر الفاعلية والافاعلية قي جميع جوانب الحياة. معنى المثل الذي ضربه الله عز وجل في القرآن هو عدم المساواة بين شخصين : شخص عاجز لا يصلح تكليفه بمهمة ، وشخص آخر نشيط وفعال أذا وجه لأمر يؤديه على أكمل وجه .
اعتقدت أن الكتاب يناقش فكرة بديهية، أحد أسباب قرائتي كانت الخمول و فقدان الأمل، عدم رؤية الجدوى من أي عمل، الا أنه على صغر حجم الكتاب الا أنه فكرته وصلت، تناقش الكاتبة آية في سورة النحل و معنى الفاعلية و انعدامها، تحدث بداية عن الفاعلية على مستوى الفرد ثم الأسرة ثم المجتمع، تحدث أيضا عن طريقة فهم التاريخ،