لم تنجح المحاولات، فتم الاتفاق على عمل مباراة ديكة في الحلبة إياها، ومن يخسرها مدين بتقبيل رأس الفائز، وإعطائه سمكتي سيف، وبدأت المصارعة بين الديكين الساخنين على شرف المعلمين الغاضبين، وكان أحدهما، والذي أجره المعلم غباشي من رجل يدعى عم فتحي، اعتاد آفة تربية الديكة من أجل صراعات الظل هذه، ديك ضخم، ومشهود له بالقوة والكفاءة وحسم الصراعات بالدم، وقد انتصر فعلًا على ديك المعلم أوطة، ليقبل بالهزيمة وهو يتميز من الغيظ، ويؤكد أن العالم لا يسير بالعدالة منذ عقود، قبل أن يقتل الديك في فورة غضب، فتجاوز المعلم غباشي الأمر بوقار المنتصرين، وعندما ذهب إليه عم فتحي وسأله عن الديك قال المعلم غباشي: � عاش بطل ومات شهيد.
كاتب مصري مقيم في القاهرة، صدرت أول رواياته؛ ٣٠ أبيب عن دار بتانة عام٢٠٢٢، ثم صدرت ثلاثيته؛ الصداقة كما رواها علي علي وعودة ثانية للابن الضال وجنازة البيض الحارة عن دار المرايا عام٢٠٢٣، وروايته أميرة البحار السبعة عام٢٠٢٤ عن دار المرايا أيضًا، عام ٢٠٢٥ صدرت روايته الواقعة الخاصة بأموات أهله عن دار تنمية والتي تعيد نشر أعماله منذ البداية.
بين فريحة وحزين: قيامة غير مكتملة للابن الضال، وفخ الوقوع في الكتابة المسيحية:
أعتقد إن الكتاب بعد ما بيخرج من إيد الكاتب مبيبقاش ملكه، بيبقى ملك القارئ، ولازم هيفسره وفق حاجات كتير يمكن الكاتب مكنش واخد باله منها؛ وفق مرجعيته وأفكاره وتوقعاته وموود قرايته والبيئة المحيطة وقت القراية وهكذا وهكذا. وهو دا اللي غالبا هيأثر كتير على رأيي في النوفيلا دي.
القصة العامة حلوة، وإن حسيت إنها مهلهلة شوية ومحتاجة تربيط أكتر، الانتقالات بين الجمل كانت لطيفة في الأول وبعدين في التلت الأخير قلبت هوجاء ومتسرعة، أعتقد كنت محتاج هدوء أكتر وتفاصيل أكتر في الحاجات المهمة زي ما ضيعنا وقت كتير في تفاصيل أولية مش مهمة بنفس القيمة. آخر فقرة ف آخر صفحة ساحرة، والرواية كلها مشحونة تعبيرات وتشبيهات غاية فب العبقرية والجمال، لكن بعد أغلب الشخصيات الثانوية اوي كان فيه جمل وصفية شقية بديعة، وإن كنت أعتقد إن نغمتها مكسورة وحسيتها مقطوعة من سياق خيالي أصلي أطول وأجمل في مخ الكاتب. ردود الشخصيات عبقرية، عبقرية حقيقي، وساخرة ولطيفة، حاجة تقترب من الماركيزية، لكن تختلف معاها إنها كلها حكيمة، على نقيض السخرية لمجرد السخرية أو السحر لمجرد السحر.
مشكلتي مع الكتاب بقا إن الكاتب كان عنده بيئة خصبة لميثولوجيا مسيحية يسقط منها وعنها وإليه، لكنه قرر -حسب مانا قريت بين سطور النص- إنه يخلط بين الابن الضال والمسيح، وإنه يقدملنا قصة نصها كدا، ونصها كدا، ودا اللي ضيع جمالها؛ التردد.
حمادة أوريو بيدور على أب، من غير ما هو ولا إحنا نعرف، ودي قصة تالتة خالص أعتقد إنها تاهت شوية في كمية التفاصيل والقصص الثانوية، ولما لقيه في الدكتور حزين، حزن عشان فرحته مكملتش هناك مع الفساد والسلطة، فدور عليه في عبدلله فريحة وهناك اتبسط في بساطة الحياة الخاوية، حلو، كلام جميل، رائع، قصة كلاسيكية عن "الابن الضال"، ليه استهلاك لمحات يسوعية بلا هدف؛ الميلاد بلا أب، ذكر القيامة، المشية بعد القتل في الشارع وعائشة لحقته ببق كولا (حسيتها قصة فيرونيكا أوي، هل الكاتب يعرفها أصلا ولا الاحتكام جه من وحدانية الصيغ الأدبية البشرية؟)، موته في قلب الشارع ومزار قيامته الديني، وتضحيته بنفسه (يبدو إن المقصود بالمسحنة أبو رق مش أوريو) من أجل أحبائه. مش عارف ممكن أكون بأفور أو بفسر بشكل مبالغ فيه، بس بالنسبالي لو كان دا مقصود -أو مش مقصود- فهو رقص ع السلم، لا جبنا قصة كلاسيكية لطيفة عن الخير والشر، ولا جبنا قصة جدالية كنائية رهيبة عن ماهية التأليه، مع رشات خفيفة من ذكريات قصة موت معلن، وأخف من خريف البطريرك.
المختصر: القصة حلوة؟ اه. مكتوبة حلو؟ جدا، بس محتاجة القليل من التحرير. فيها عيوب؟ رقصت ع السلم، لا اللابن الضال شافها ولا القيامة سمعتها.
وأفضّل عنها مفضلتي في نوفيلات الكاتب التلاتة؛ جنازة البيض الحارة.
في هذه الرواية القصيرة يستمر المشروع الأدبي لمحمد عبد الجواد في خلق عالمه الخاص من الواقعية السحرية التي تدور أحداثها في أغرب الأماكن غير المتوقعة ومع شخصيات آتية من القاع تتحول إلى أبطال لملاحم أسطورية. تفاصيل دقيقة شديدة الوضوح لأماكن وأشخاص لا يقدر على وصفها سوى كاتب تعمق كثيرا في ثنايا هذا العالم دون استعلاء أو فجاجة. أتمنى استمرارية هذا المشروع الذي يشبه في واقعيته كتابات إبراهيم أصلان.
أحسست أن الكاتب لم يتجاوز القصتين السابقتين ف خرج لنا حمادة اوريو بطل الرواية الثالثة مزيجا من بطليه السابقيْن، طمع احمد علي في النمو وزيادة النفوذ، وعدم القدرة على الحب التي امتاز بها شريف البيض من قبل كذلك دمج بين تيمات القصتين؛ كالصداقة الملحمية بين حمادة اوريو ومحمد أبو رق، ومثيلتها في الصداقة كما رواها علي علي والعودة من الموت الزائف كما في جنازة البيض الحارة
مقالي النهاردة بموقع الكتابة الثقافي عن رواية "عودة ثانية للابن الضال":
يمكنني أن أصف تلك الرواية بأنها مدهشة. أراها تميزت عن غيرها. فإن نظرنا للرواية مجملا وخاصة الافتتاحية الموسيقية لأغنية “ليل� حب� لأم كلثوم، والتي غلفت مقدمة الرواية الموصوفة وتمهيد وجود بطلها، قد نجد بشكل ما ملامح الطريق الذي ستسير عليه الرواية بكونه وصفا خالصًا قد يكون معتادًا لوصف البيئة الشعبية.
بتتابع سير الرواية وملاحظة استخدام الكاتب للجمل الطويلة نسبيا أو المتتابعة بالفواصل. بالإضافة للوصف التفصيلي لأصل انفعالات الشخصيات ووجودها في بعض الأحيان، تتضح أمامنا أهمية تلك الافتتاحية الموسيقية باعتبارها بوابة تضع لتلك البيئة وصفا مناسبا من جهة. وتسعى لتحليلها والكشف عن ما وراء حركاتها وانفعالات ناسها الموصوفة بالعشوائية والاضطراب من جهة أخرى. فكأننا نسمع من أول الرواية لآخرها سيمفونية قوية، تتفاوت أدواتها بين الصدارة وتغليف المشهد، وبين الخفوت وتكوين أثرا خفيفا لإعطاء نكهة خاصة مكملة، وبين محاولات عابثة ملاحظة من الظل، تسعى لصدارة مؤقتة لتظهر بشكل منفرد ولو لبضع دقائق.
وهنا يصل الكاتب سريعًا لمقصده برأيي، فقد أراد التحرر من الآلية التقليدية لرسم الصورة، ولو قليلا فقط. لأن التحدث عن الجو المحيط بالحواري والأزقة، يلزمه أحيانا أن يصفها كما هي عليه، فتصير شخصيات الكاتب مأسورة بذلك الجو. ليؤثر ذلك على تطويع الكاتب لفكرته، وفوق كل ذلك قد يشعر القارئ-وخصوصا إن كان من أبناء البيئة الشعبية-من وجود على الأغلب مكون مفقود في الرواية. وذلك لاختلاف المناطق عن بعضها ولو حتى في معاملات بسيطة، لكنها تضع العمل بلا روح
لذا كان اختياره لأم كلثوم تمهيدا جيدا جدا، لأن لها مردود شعبي قوي يوحد من خلاله تلك المناطق المختلفة، وينزع عنها اختلافاتها البسيطة. ومنه تظهر بروية وبساطة صورة عالية الدقة لصورة البيئة-كما كان الغلاف- تضح فيها الفلسفة المخفية وراء كل حركة-فنرى تغيير الكاتب للفظ “بلطجة� إلى “برمجة�- وكذلك المزجية الغريبة التي بها هويات متعددة -فنفهم ارتداع بطل الرواية حمادة أوريو عن مضايقة شخصية عائشة معن مثلما يفعل مع نساء الحي، لأنها فقط استجارت بالأولياء- لتصل إلى وجود مزيج بين العقائد في عقول الناس على الأغلب.
-هكذا تكلم نصر أوطة “صبغ� مغايرة لقوانين نيوتن�
يبدأ ظهور تلك الفلسفة، في وجود بطل الرواية “حماد� أوريو� والذي تحمل صفاته وملامحه النصيب الوافر من لقبه، لنراه مرهف الحس نال من تدليل أمه ما يكفي لكي يرغب في دفع ثمن ذلك بالمودة والأفعال الحسنة. وقد نال بذاك التدليل أيضا حرية، فينطلق مصفرا بأحلامه وشغفه. وذلك إشارة للإنسان في أول لقاءه بالدنيا بعيدا عن كنف أمه، مغمورا بأثر حنانها وإشفاقها عليه، فيظن أن الدنيا رحبة لتحمل شغفه وأحلامه، كما كانت شخصية أم حمادة أوريو صبورة في أن تحمله للمترو كل أسبوع، لإعجابه به واندهاشه.
إلا أن تلك الآثار الطيبة تتهاوى سريعا مع أول صدمة، وبمجرد “تهويشة� بسيطة تقلب الإنسان من النقيض إلى النقيض. خاصة وإن كان مفتقدا للمرونة التي تجعله يتكيف مع صدمات الدنيا. فنرى أثر الصفعة الخفيفة التي هوى بها مدرس العلوم على حمادة أوريو في جعله يرى الوجه الحقيقي لواقعه، وتمكنه من التقاط مقتضيات مكانه. بداية من تعامله مع زعيم عصابة العفاريت الزرق “إسلا� عكة� في إعطاءه شطائر المرتاديلا مقابل الحماية، مرورا بنصائحه مثل “الل� يصعب عليك يفقرك� أو “البن� آدم براس كلب لا يحترم سوى من يضربه عليها� إلى إقرار تاجر السمك المعلم “نص� أوطة� بأن الحياة ليست عادلة. ليتفهم أن واقعه الجامد والقاسي يلزمه على الأقل أن يخفي ذاته البريئة، حتى لا يقع بين من يريده مثلا ليفهم دنياه حق الفهم “يتخذ� تسلية يعني�.
ولأنه كان مدركا وفاهما لطبيعة بيئته، فإنه بنفس القدر يفهم ذاته جيدا. ليعرف أنه بسبب طبيعة جسمه وخاصة يديه الموصوفة بيد عذراء، لا يستطيع مهما بلغ من جرأة عقد مواجهة مباشرة مع عقباته. فيطوع بذكاء صراعه كما طوع قانون نيوتن الثالث “لك� فعل رد فعل مساوٍ في المقدار ومضاد في الاتجاه� ليصير “لك� فعل رد فعل مساوٍ في الاتجاه�. أي يسحب نفسه من إعلانه أنه طرفا لأي صراع. ويصير بحركاته وخفته ظلا لا يعرفه أحد أو على أشد الأحوال ينسوه سريعا. والثابت-بحسب قول المعلم شكري القصاص- أنه لا يملك شيئا فلا تخشى شيئا. فيتقبله البعض بعد روية وتفكير، مستغلين مرونته -ومرونة آخرين مثله- مثل الديكة تماما حرة تجابه بلا تفكير، وغطاء لا بأس به متجهة في صراعات أكبر منها.
ملاحظة: بتتابع الحبكة، ممكن أن نلاحظ تتطور تلك النظرية “كون� ظلا� وتدرجها من مجرد لعبة شوارع إلى مركزا ذا أهمية. لكن حين نقترب من نهايتها وكذلك نهاية رحلة بطل الرواية “حماد� أوريو � نرى رؤية أشمل، تحاول أن تنصف تلك التجربة الضائعة “كم� قال حمادة: حاسس اني أوريو وسط ساندوتشات كبدة� مضيفة إليها علامة مقدسة تترابط مع مستهل الرواية، فتعطيه قيمة تجعله لا ينسى تجربته، حين يقع مثل الباقون في حكايات تافهة هزلية حسبما يشير الراوي.
-المجتمع وعلاقاته الملتبسة “كوكتيل� وعن ذكر فكرة التعلق بالقداسة، فقد أتت بملازمتها بطل الرواية من البداية “فكر� العودة من الموت� إلى نهايتها، مجمعة لعالم ذا مزيج ملتبس. ربما لأنه يجمع بين مادتين لهما علاقة لو بسيطة كالفكرة ونقيضها، أو لكونه يضع علاقات بين صور مختلفة بالكلية عن بعضها البعض. تساهم الأمور الإيمانية المقدسة -القضاء والقدر- والتعلق بها في تثبيتها على حالها، والقبول بها، وإقناع ذوات الشخصيات بها، بخلق اختيار بديل -يشترط أن يكون سيئا أو مستحيلا- تجعل النفس ترضى وتظن أن لها طبيعة الاختيار، فتختار بسهولة قدرها كما تنزع القشرة من لب “الترمس� فكان مقبولا وجود شخصية “أسماء� بصورتها الشعبية مقترنة بوجود زوجها العالم بالطاقة الذرية، وكذلك وجود حمادة أوريو بشقاوته مقترنا بوجود أسماء بطيبتها المعروفة، لتصل إلى وصف اضطراب الأم “الحاج� هدى� من دعائها على ابنها الضال إلى دعائها له.
يتطور ذلك التعلق أحيانا، من الاكتفاء بالتشبع بالرضا إلى محاولات السعي إلى الإقتناع وتفسير المشهد على حسب وجهات النظر، لنكتشف بنهاية الرواية ومن خلال شخصية “محم� أبو رِق� الصديق المقلد لأوريو بإتقان، تنافسا في نقطة ذروة الصراع “مشه� قتل أوريو� بين روايتين إحداهما شعبية صرفة نتيجة اختلاط العقائد نسبيا في تلك البيئة، فتجعل من أوريو-بحسب العقيدة المسيحية- مسيحا يصلب ساعيا للخلاص ثم يقوم مبعوثا من الموت بمسحة كرامة ولي من أولياء الله، والأخرى وهي الاقرب للواقع، تبناها الراوي بأن أبو رق تقدم فاديا أوريو ليموت بدلا منه. فتقترب من وجهة نظري من الآية الكريمة-بحسب العقيدة الإسلامية- � ولكن شُبه لهم�. ورغم ذلك، فإن ذاك الروايتان المتنافسان، تتلاقى في مبدأ واحد وهو الحاجة للخلاص من الآثام ونزعها، شيء أشبه بولادة جديدة، يعيد فيها المرء ذاته الضالة، حتى ولو باختلاق معجزة.
ĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶ الرواية صادرة مؤخرًا عن دار المرايا
امبارح فتحت رواية عودة ثانية للابن الضال على أبجد، فجأة لقيتني خلصتها، أحياناً كنت بقف بين السرد المتماسك دا وأقول أكيد الكاتب كتبها على نفس واحد بدأ فيها وسابها بس لما خلصت، البناء محكم، ومفيش خيط بيفلت نهائي، ومفيش كلام كتير يتوهك، حقيقي أنا سعيدة إني قرأت الرواية دي.
#سفريات2024 #عودةثانيةللابنالضال من جديد مع مشروع"محمد عبدالجواد الأدبي"، نوفيلا تنتمي لأدب الواقعية السحرية الممتعة للغاية
بياخد الكاتب للقاع، ل "حمادة أوريو" اليل رجع من الموت بمشهد أسطوري وبشخصية جديدة تماماً ولكن مع ثبات مبدأ"الغاية تبرر الوسيلة، علاقات متشعبة بأذيال السلطة و عفاريت الحارة، أسطورة متحركة
مبهورة لتاني مرة بالتفاصيل، الكاتب قدر ف نوفيلا 75 صفحة يخلق عالم متكامل بشخصياته وعلاقاته وتشعباته، قدر يربط كل الشخصيات ويحكي تاريخها بتركيز مبهر، نهاية منطقية
حكاية حلوة فعلاً، أ.محمد حكاء بارع، قادر طول الوقت يحكي لك وياخدك معاه جوة عالمه وانت متسلطن بالمعنى الكلمة نوفيلا عظيمة، كانت رفيق الطريق للإسماعيلية رابع يوم العيد، تحمل الكثير من الذكريات وتوقيعات الغاليات"روضة-كاميليا-سارة عواد-عبير" #قراءاتحرة #قراءاتيونيو #كتابلجلسةواحدة 1/33
أفضل الأجزاء الثلاثة، وأقربهم إليّ.. واقعية سحرية كما يقول الكتاب.. وفيها من روح رواية" قصة موت معلن" لأب الواقعية السحرية؛ الجد ماركيز، ولكن بمعالجة ذكية، تجعل من الرواية حالة خاصة لا مجرد تكرار أو تقليد..
ثاني قراءة للكاتب بعد الصداقة كما رواها علي علي، وبقفل الرواية وانا متعجب، ازاي جت في باله قصة زي ديه، بالنهاية الغريبة بكل حاجة.
يمكن الرواية بدأت في الأول بقصة ممكن اتكررت كثير، بس شخصية حمادة نفسها غريبة وطبعا خلق العالم اللي هو فيه والأحداث المتسارعة شدتني طول الرواية، عشان تيجي النهاية وتسيبني مذهول زي ما عملت معايا الرواية الأولى.
اعتقد أني بدأت أقع في حب روايات الكاتب وأسلوبه الغريب اللي بيتركني سعيد بعد رواياته مهما كانت النهاية مأساوية.
ريفيو عودة الابن عودة ثانية ل *ينفع أديها اكتر من 5 نجوم؟* تحفااااااة، احلام العصاري عندما تلبس ثوب لغة انيق خلاب عذب. حاسة فيه مجاز ما في حتة ما مش شايفاه، على الأقل حسيت بمجاز المدرسة والقدس، وعبثية السلطة، وتخبط أوريو عندما ادرك ترامي أطراف العالم خارج حدود حارته، بعد ما افتتح اول فرع من بلبن (•̀ᴗ�-�)✧�
إما أن تتزوج الفتاة من نسخة أبيها، أو نسخته المضادة، لا خيار ثالث.
هكذا قالت أسماء أوريو إما أن تكون بندول متحرك متطرف، أو بندول وسطي مستقر، لا خيار ثالث. هكذا قلت أنا. إما أن تكون دوريان جراي أو لوحته، لا خيار ثالث. إما أن تكون حمادة أوريو أو حمادة فريعة، لا خيار ثالث. هكذا قال الكاتب ولم تصدق على مقولته الحياة.
الاسطورة الشعبية عند محمد عبدالجواد، مزيج مبهر بين الواقع والخيال الاسطوري الملهم ميثولوجيا شعبية ابنة بيئة نعيش فيها ونفهما تصل في نهاية الحكاية الى قمة الجبل بعد أن تبدأ بالقاع الطيني المعبأ بأكياس قمامة ومزلقان سكة حديد عفن الرائحة تختص صورة عملاقة لنصف اله مجنون يرسل بامناء شرطة في كل النواحي الرواية القصيرة وجدت فيها انعكاسات لقصة المسيح الذي سيُنقذ في آخر لحظة ويرفع ليعود في زمان اخر لينشأ واقع افضل لنكتشف أن هذا الواقع لن يحدث وان الحل دائما في أن تكون برمجي لا أن تكون عيسى المسيح ابن عم عبدالله فريحة
� حكاية جميلة عن انحراف لابن صايع ثم بلطجي وحارس لاحد النافذين الذين تصادم معه في النهاية وحدث ما لا بد منه. الحكاية جميلة ومصرية وشعبية جدا. كلمة (بورمجي) ما فهمتها الا بعد الشيخ قوقل (كتبت برمجي). اسلوب الكاتب جميل وقصته جميلة ولكن تحتاج الجمل والصور ان تبتعد عن بعضها البعض قليلا حتى تاخذ حقها في الوجود في النص. قصبرة وممتعة (٧٥) صفحة.
ثلاثية عبد الجواد مبهرة لأقصى حد! لعل أقربها لقلبي هي العودة الثانية للإبن الضال فقد بدت لي وكأنها ملحمة إغريقية بنكهة شعبية مصرية مع مسحة من واقعية أمريكا الاتينية السحرية. مشهد الخليل اللي بيخادع الموت ويحل محل صديقه في نهاية القصة مشهد مميز ومكتوب بإتقان يثير الحسد الحقيقة.
لا أنقض على المتن مباشرة بداية سأقف عند غلاف رواية عودة ثانية للابن الضال الغلاف جعلنى أنكب على وجهي تماماً من الحنين .. هل الصورة التقطت من شوارع السلخانة الخلفية ؟ أم بشارع من شوارع الحسينية الجانبية خلف أطلال المعبد اليهودي بالمنصورة ؟ دفئ الشارع والملامح المصرية الخالصة بلا نِزاع في غلاف عودة ثانية للابن الضال وضعني في حاله ما أنا مُقدم عليه من تفاصيل بإحساس عالِ وحنين مُتقد أنا أسير ومَدين نفسياً لكل ما يذكرني بالمنصورة للأبد .. الغلاف المختار بحرفية وعناية لصورة ملتقطة غير اعتياديه يُشعرك بالإندماج الفوري مع السطور بين غلافي الرواية .
طفولة حمادة أوريو كيف سأعتذر لمينا إبراهيم نخلة ميخائيل ؟! فوضي ما يعيشه أبناء المدارس الإبتدائية خاصة أبناء الثمانينيات وجيل السنوات الأولي لمطلع التسعينيات ملئ بالحكايات .. والأستاذ محمد عبد الجواد وضع يده في سطوره بإجتماع حماده أوريو والذين معه من عصابة العفاريت الزُرق في إجتماعات دَورة المياه على جُرح شديد الإغارة بنفسي .. أولاً أتسأل ما علاقة فكرة دور المياه أو كما تسمى " المشربية " بالتخطيط لجرائم صغية في عقول أطفال الإبتدائية .. في الثالث الإبتدائي كانت دورة المياه ومن أمامها المشربية مقر لي أنا وعدد من الرفاق لإتخاذ قرار بأن نُجبر صديقنا " مينا إبراهيم نخلة " على دخول الإسلام ضربنا مينا على رأسه في حَنفية المشربية ، خِيطت رأسه بغرزيتن .. أغلقنا عليه صنابير المياه جميعها في كُل الفُسح " الصغيرة والكبيرة " لمنعه من ملئ " زمزميته " .. لماذا كل الجرائم تُرتكب وتُخطط عِند المشربية !! لَمس أستاذ محمد عبد الجواد الُجرح الغائر حينما شَرح نفسية حمادة أوريو صغيراً وعلاقته بالأستاذ رضا .. عَرف تماماً خبايا العصابات البدائية الصغيرة وأين تجتمع وأين تبدء جريمتها تخطيطاً وتنفيذاً .. ونفسياً أرخ لحالة التعقيد والغل الصغير والحقد المتنامي في النفس من ممارسات تبدو إعتباطية في العموم لكن أثرها النفسي حامي الوطيس لسنوات .. على كلِ أعتذرت لمينا إعتذارا سخيفاً في الثاني الإعدادي عن سخافات الإبتدائي لكنه تخطاه بريبه .. دورة المياه وعصابة العفاريت الزرق .. أعادت لي واحدة من أفظع سوئاتي ولو بيدي الأمر لركضت وزحفت أميالاً لأجد مينا إبراهيم لإعتذر له عن جريمة المشربية بحقه منذ 21 عاماً مضت .. هذه واحدة من مأثر رواية عودة ثانية للإبن الضال " حاسب طفولتك كي تتخلص شيئاً ما من ثقل جرائم الصغر ولو للحظات "
حمادة أوريو مراهقاً وميتاً
متلازمه إختيار أسماء الشهرة الشعبية في الأحياء والشوارع المصرية خَط لها الأستاذ محمد عبد الجواد خَطاً درامياً روائياً يتغلغل بك دون مبالغة أو تركيز مُلح يُشتت إنتباهك عن الفكرة الأصلية حمادة أوريو وحكاية اسم أوريو أتت على مهلِ بلا إستعجال دون حِده لم تقلل من حده إثاره الإسم ولم تعطه أكبر من حجه في مجتمع عاشق لإسماء الشهرة الغرائبية .. إسلام عَكه ، محمد أبورق ، محمود معاشات ، نصر أوطه وغيرهم .. من حرفية أستاذ محمد عبد الجواد في الوصف وإختيار الأسماء انه يُعيط تفسير لقب الشهرة حيناً ويمنعه حيناً ليحافظ على إيقاع الشخصية النفسي داخلك وأنت تقرأ .. وبهذا يُير في ذهنك تساؤلات عِده عن شهرة شخصيات مروا في حياتك فجعلنى أتذكر كِبار مبرمجي المنصورة ولفظ برمجي كان جديداً علي ولا أعرف هل صدر هذا الفظ بعد أن تركت مصر منذ 11 عاما تقريباً أم أنه كان حكراً على أبناء القاهرة ولم ألتقطه أنا طوال مكوثي في مصر .. لكنه كان ضمن الإضافات الجديدة لفظياً لي .. أسماء الشهرة التي يبرع فيها أستاذ محمد عبد الجواد ليس فقط في عودة ثانية للابن الضال بل في كل ما يكتب وينشر وأخص الواقعة الخاصة بميتين أهله بالحب والذكر .. تذكرت " الهِشكة أنوشه ، البكش ، وليد النينجا ، الياباني ، أبو القمصان ، محمد سرنجه ، خالد منكش " كل هؤلاء كان لي طَرف من صداقتهم في المراهقة وأعوام الجامعة وكلهم من كبار البرمجية الأجلاء العِظام في المنصورة وكثير من أيامي دارت في رِحابهم .. لكنني لم أجرئ يوماً في البحث عن سبب أسمائ شهرتهم إلا قليلاً وبأسئلة عابره ليست مركزه .. في ظني أن أسماء الشهرة في الشوارع والاحياء الشعبية في مصر لابد لها من قاموس جامع لأشهر وأغرب الأسماء والأقدر على ذلك هو أستاذ محمد عبد الجواد حِرفي الوصف لأسماء الشهرة وما خلفها من حكايات .
عقاب عودة ثانية للابن الضال أستاذ محمد عبد الجواد قاسي في صنع حرفة التكثيف القاتل مكانياً ونفسياً مع الشخصيات .. في عودة ثانية للابن الضال .. جردتني الحكاية من ذكرياتي .. وصف الأماكن يلقي مرارا في المنصورة وشوارعها رغم أن الأحداث تدور في بنت المعز القاهرة .. لكن الوصف للحالة المكانية بمشاعر مكثفة غير مباشرة .. كان في كل وصف يلومني أستاذ محمد عبد الجواد عقاباً أنني لم أرى المنصورة ولم أشرحها بالشكل الكافي عَملت طويلاَ في شارع الأوبرج أو شارع السوق الملئ بالصنايعية والتجار ، خٌضت كثيرا في حواري السلخانة والشيخ حسانين والعباسي وشارع المختلط والسكة الجديدة بين أقدم المباني والشوارع التاريخية للمنصورة لكنني لم أعط المكان ولا الشوارع حقها النفسي تماماً .. وبدأت ذاكرتي مع أعوام الغربة الطويلة تتفتت .. فيعاندني أستاذ محمد عبد الجواد كتابة كي أتذكر المنصورة حبيبتي الكائنة في قلبي بلا منازع يعقابني بجال وصف المكان وأجوائه وإضائته فَتروح رٌوحي الي السلخانة ، والمختلط وعزبة عقل وعزبة الشال ، والجلاء وشارع أداب هذا السَحل المتعمد في جمال الوصف المكاني في رواية ما وخاصة في رواية كما رواية عودة ثانية للابن الضال هو جرس إنذار ، تهديد بالعقاب إن تجاهلت حالة المكان من حولك .. وَثق ، صور ، أكتب ، أملئ نفسك بمكانك ، شوارعك ، حواريك من حولك والأهم حكايا القابعين في هذه الأماكن .. حمادة أوريو كانت عقاب لعاق مثلي لمدينتة الأثيرة في قلبه المنصورة وليس من دونها مدينة مهما عبرت في هذا العالم .. استحق العقاب النفسي الشديد الذي خلفته رواية عودة ثانية للابن الضال فيّ نفسياً لأنني لم أعطي شخصيات برمجيه مروا طويلاً في حياتي ولا شوارع كثيرة ركضت فيها دون اهتمام .. ولم أكن أعلم غيباً أن عقاباً أتِ لي في 2023 أتياً من شخصية حمادة أوريو وشوارع القاهرة .. شكرا على تفاصيل عودة ثانية للابن الضال .. مَرجع الحكاية الشعبية لطبقة من أبناء مصر خاصة من رُواد السنة الأولى من التسعينيات أمثالي ..
جميلة رغم العالم الغريب اللي عيشته فيها... يمكن فتحت لي عيوني على عالم بعيد جدا عني، بس استمتعت الصراحة.. وللمرة المليون باعترض على وجود ألفاظ خارجة مالهاش أي معنى ولا لازمة ومن غيرها كانت الرواية تكمل عادي برضه..