هو الشيخ العلامة الزاهد الورع الفقيه الأصولي المفسر عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر بن حمد آل سعدي من نواصر من بني عمرو أحد البطون الكبار من قبيلة بني تميم. ومساكن بعض بني عمرو بن تميم في بلدة قفار إحدى القرى المجاورة لمدينة حائل عاصمة المقاطعة الشمالية من نجد، قدمت أسرة آل سعدي من بلدة المستجدة أحد البلدان المجاورة لمدينة حائل إلى عنيزة حوالى عام 1120هـ أما نسبه من قبل والدته فأمه من آل عثيمين، وآل عثيمين من آل مقبل من آل زاخر البطن الثاني من الوهبة، نسبة إلى محمد بن علوي بن وهيب ومحمد هذا هو الجد الجامع لبطون الوهبة جميعاً وآل عثيمين كانوا في بلدة أشيقر الموطن الأول لجميع الوهبة ونزحوا منها إلى شقراء فجاء جد آل عثيمين وسكن عنيزة وهو سليمان آل عثيمين وهو جد المترجم له من أمه.
كتاب قيم، سلس، سهل القراءة، وضع الشيخ فيه حصيلة علمه وحوى فوائدا جمة. لن تكون نفس الشخص بعد أن تقرأه. نافع لرمضان وغيره. وقد قام الشيخ د. عبد الرزاق البدر بشرحه والشرح صوتي.
كم من الآيات تمر على مسامعنا فنحس كأنها المرة الأولى التي نعي حقيقة معناها ..و هذا الأمر -و إن كان في ظاهره خير كثير- ففي ثناياه ما يكشف حجم الهوة التي تفصلنا عن كتاب ربنا.. فكم و كم من الآيات التي لم تصل قلوبنا بعد و كم كم نأينا و تجافينا. .
استفحت بهذا الكلام للشجون التي أثارها في هذا الكتاب اللذيذ الذي تتجسد فيه "المواهب الربانية" على عبده الصالح ذي السعد العظيم ابن السعدي.. فعن حجم الخشوع الذي تتوذقه في حروفها لا تسأل و عن الامتنان لله و الفرح بما أعطى قل لي لأحدثك.. بل دونك الكتاب عذبا فراتا سائغا شرابه فانهل منه و انظر ماذا تجد في نفسك..
أحمد الله جلت قدرته أن وفقني لمطالعة هذه السفر النفيس الذي يصل قلب القارئ بأنوار كتاب الله جل وعلا .. الشيخ ابن سعدي عالم رباني تتحسس في كلامه دماء ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله برحمته الواسعة .. اللهم اجمعنا بهم جميعا في جناتك..
من اجمل ماقرأت فى الكتاب ما معنى لطف الله؟ يالطيف الطف بنا يارب يا لطيًفا بالعباد, لطيفا لما يشاء الطف بنا في جميع الأمور..
ما معنى: لطف الله بعبده, ولطفه لعبده الذين تتعلق به آمال العباد, ويسألونه من ربهم? وهو أحد معنيي مقتضى اسمه اللطيف
ولنذكر بعض أمثلته وأنواعه; ليتضح: فاعلم أن اللطف الذي يطلبه العباد من الله بلسان المقال ولسان الحال هو من الرحمة, بل هو رحمة خاصة; فالرحمة التي تصل العبد من حيث لا يشعر بها أو لا يشعر بأسبابها هي اللطف فإذا قال العبد: يا لطيف الطف بي أو لي وأسألك لطفك; فمعناه: تولني ولاية خاصة, بها تصلح أحوالي الظاهرة والباطنة, وبها تندفع عني جميع المكروهات: من الأمور الداخلية والأمور الخارجية , فالأمور الداخلية لطف بالعبد والأمور الخارجية لطف للعبد فإذا يسر الله عبده وسهل طريق الخير وأعانه عليه فقد لطف به, وإذا قيض الله له أسبابا خارجية غير داخلة تحت قدرة العبد, فيها صلاحه فقد لطف له.
ولهذا لما تنقلت بيوسف عليه الصلاة والسلام تلك الأحوال, وتطورت به الأطوار من رؤياه وحسد إخوته له وسعيهم في إبعاده جدا, واختصاصهم بأبيهم, ثم محنته بالنسوة, ثم بالسجن, ثم بالخروج منه بسبب رؤيا الملك العظيمة وانفراده بتعبيرها, وتبوئه من الأرض حيث يشاء, وحصول ما حصل على أبيه من الابتلاء والامتحان, ثم حصل بعد ذلك الاجتماع السار, وإزالة الأكدار وصلاح حالة الجميع, والاجتباء العظيم ليوسف عرف عليه الصلاة والسلام أن هذه الأشياء وغيره لطف الله لهم به,فاعترف بهذه النعمة فقال: ( إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء ۚ إِنَّه هوَ الْعَلِيم الْحَكِيم (100)
أي: لطفه تعالى خاص لمن يشاء من عباده ممن يعلمه تعالى محلا لذلك, وأهلا له, فلا يضعه إلا في محله, والله أعلم حيث يضع فضله, فإذا رأيت الله تعالى قد يسر العبد لليسر وسهل له طريق الخير, وذلل له صعابه وفتح له أبوابه ونهج له طرقه ومهد له أسبابه وجنبه العسر فقد لطف به, ومن لطفه بعباده المؤمنين أنه يتولاهم بلطفه فيخرجهم من الظلمات إلى النور, من ظلمات الجهل والكفر والبدع والمعاصي إلى نور العلم والإيمان والطاعة.
ومن لطفه: أنه يرحمهم من طاعة أنفسهم الأمارة بالسوء, التي هذا طبعها وديدنها; فيوفقهم لنهي النفس عن الهوى, ويصرف عنهم السوء والفحشاء, فتوجد أسباب الفتنة, وجواذب المعاصي, وشهوات الغي; فيرسل الله عليها برهاَن لطفه, ونور إيمانهم الذي من به عليهم; فيدعونها مطمئنين لذلك .
ومن لطفه بعباده: أنه يقدر أرزاَقهم بحسب علمه بمصلحتهم لا بحسب مراداتهم, فقد يريدون شيًئا وغيره أصلح; فيقدر لهم الأصلح وإن كرهوه; لطفا بهم وبراً وإحساناً (اللَّه لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزق مَن يَشَاء ۖ وَهوَ الْقَوِيّ الْعَزِيز) (ولَوْ بَسَطَ اللَّه الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِنْ ينَزِّل بِقَدَرٍ مَا يَشَاء إِنَّه بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (27)
ِ ومن لطفه بهم: أنه يقّدر عليهم أنواع المصائب, وضروب المحن والابتلاء بالأمر والنهي الشاق; رحمة بهم ولطفا, وسوًقا إلى كمالهم وكمال نعيمهم: (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهوا شَيْئًا وَهوَ خَيْرٌ لَّكمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تحِبّوا شَيْئًا وَهوَ شَرٌّ لَّكمْ ۗ وَاللَّه يَعْلَم وَأَنتمْ لَا تَعْلَمونَ (216)
ومن لطيف لطفه بعبده إذ اّهله للمراتب العالية, والمنازل السامية −الت� ِلا تدرك إلا بالأسباب العظام التي لا يدركها إلا أرباب الهمِم العالية, والعزائِم السامية� أن يقدر له في ابتداء أمره بعَض الأسباب المحتملة المناسبة للأسباب التي اهل لها; ليتدرج من الأدنى إلى الأعلى, ولتتمرن نفسه, ويصير له ملكة من جنس ذلك الأمر, وهذا كما قَّدر لموسى ومحمد وغيرهما من الأنبياء −صلوا� الله وسلامه عليهم� في ابتداء أمرهم رعاية الغنم; ليتدرجوا من رعاية الحيوان البهيم وإصلاحه إلى رعاية بني آدم ودعوتهم وإصلاحهم.وكذلك يذيق عبَده حلاوة بعض الطاعات; فينجذب ويرغب, ويصير له ملكة قوية بعد ذلك على طاعات أجل منها وأعلى, ولم تكن تحصل بتلك الإرادة السابقة, ِحتى وصل إلى هذه الإرادة والرغبة التامة.
ومن لطفه بعبده: أن يقدر له أن يتربى في ولاية أهل الصلاح والعلم والإيمان, وبين أهل الخير; ليكتسب من أدبهم وتأديبهم, ولينشأ على صلاحهم وإصلاحهم, كما امتن الله على مريم في قوله تعالى: (فَتَقَبَّلَهَا رَبّهَا بِقَبولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ) آل عمران: ٣٧ إلى آخر قصتها. ومن ذلك: إذا نشأ بين أبوين صالحين, وأقارب أتقياء, أو في بلد صلاح,أو وّفقه الله لمقارنة أهل الخير وصحبتهم, أو لتربية العلماء الربانيين; فإن هذا من أعظم لطفه بعبده, فإن صلاح العبد موقوف على أسباب كثيرة: منها, بل من أكثرها وأعظمها نفعا, هذه الحالة, ومن ذلك إذا نشأ العبد في بلد أهله على مذهب أهل السنة والجماعة فإن هذا لطف له. وكذلك: إذا قدر الله أن يكون مشايخه الذين يستفيد منهم −الأحيا� منهم والأموات� أهل سنة وتقى; فإن هذا من اللطف الرباني
ومن لطف الله بعبده: أن يجعل رزقه حلالا في راحة وقناعة, يحصل بهً المقصود ولا يشغله عما خلق له من العبادة والعلم والعمل, بل يعينه على ذلك ويفرغه, ويريح خاطره وأعضاءه, ولهذا من لطف الله تعالى لعبده أنه ربما طمحت نفسه لسبب من الأسباب الدنيوية التي يظن فيها إدراك بغيته, فيعلمَ الله تعالى أنها تضره وتصّده عما ينفعه; فيحول بينه وبينها, فيظل العبدكارها ولم يدر أن ربه قد لطف به: حيث أبقى له الأمر النافع: وصرف عنه الأمر الضار, ولهذا كان الرضى بالقضاء في مثل هذه الأشياء من أعلى المنازل.
ومن لطف الله بعبده −إذ� قدر له طاعة جليلة لا تنال إلا بأعوان�: أن يقدر له أعوانا عليها ومساعدين على حملها, قال موسى عليه السلام: (وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي (29) هَارونَ أَخِي (30) اشْددْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْه فِي أَمْرِي (32) كَيْ نسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كنتَ بِنَا بَصِيرًا) (35)
وكذالك امتن على عيسى بقوله ( وَإِذْ أَوْحَيْت إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنوا بِي وَبِرَسولِي قَالوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مسْلِمونَ (111)
وامتن على سيد الخلق بقوله (هوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمؤْمِنِينَ (62 وهذا لطف لعبده خارج عن قدرته.
ومن لطف الله بالهاديين اذ قيض الله من يهتدي بهداهم ويقبل إرشادهم; فتتضاعف بذلك الخيرات والأجور التي لا يدركها العبد بمجرد فعله, بل هي مشروطة بأمر خارجي.
من لطف الله بعبده: أن يعطي عبده −م� الأولاد والأموال والأزواج� ما به تقر عينه في الدنيا, ويحصل له به السرور, ثم يبتليه ببعض ذلك, ويأخذه ويعوضه عليه الأجر العظيم إذا صبر واحتسب, فنعمة الله عليه بأخذه على هذا الوجه أعظم من نعمته عليه في وجوده, وقضاء مجرد وطره الدنيوي منه. وهذا أيضا خير وأجر خارج عن أحوال العبد بنفسه, بل هو لطف من الله له, قيض له أسبابا أعاضه عليها الثواب الجزيل, والأجر الجميل.
ً ومن لطف الله بعبده: أن يبتليه ببعض المصائب, فيوفقه للقيام بوظيفة الصبر فيها; فينيله درجات عالية لا يدركها بعمله, وقد يشدد عليه الابتلاء بذلك,كما فعل بأيوب عليه السلام, ويوجد في قلبه حلاوة روح الرجاء ,وتأميل الرحمة,وكشف الضر,فيخفف ألمه,وتنشط نفسه,ولهذا من لطف الله بالمؤمنين: أن جعل في قلوبهم احتساب الأجر; فخّفت مصائبهم, وهان ما يلقون من المشاق في حصول مرضاته.
ومن لطف الله بعبده المؤمن الضعيف: أن يعافيه من أسباب الابتلاء التي تضعف إيماَنه, و تنقص إيقانه, كما أن من لطفه بالمؤمن القوي: تهيئَة أسباب ِالابتلاء والامتحان ويعينه عليها, ويحملها عنه ويزدا�� بذلك إيمانه, ويعظم أجره, فسبحان اللطيف في ابتلائه وعافيته, وعطائه ومنعه.
ومن لطف الله بعبده: أن يسعى لكمال نفسه مع أقرب طريق يوصله إلى ذلك, مع وجود غيرها من الطرق التي تبعد عليه, فييسر عليه التعّلم من كتاب أو معلٍم يكون حصول المقصود به أقرب وأسهل, وكذلك ييسره لعبادة يفعلها بحالة اليسر والسهولة, وعدم التعويق عن غيرها مما ينفعه, فهذا من اللطف.
ومن لطف الله بعبده: قدر الواردات الكثيرة, والأشغال المتنوعة,والتدبيرات والتعلقات الداخلة والخارجة, التي لو قسمت على أمة من الناس لعجزت قواهم عليها, أن يمن عليه بخلق واسع, وصدر متسع, وقلب منشرحٍ بحيث يعطي كَّل فرد من أفرادها نظرا ثاقبا, وتدبيرا تاما, وهو غير مكترث ولا منزعج لكثرتها وتفاوتها, بل قد أعانه الله تعالى عليها,ولَطف به فيها,ولَطف له في تسهيل أسبابها وطرقها.
وإذا أردت أن تعرف هذا الأمر فانظر إلى حالة المصطفى صلى االله عليه وسلم, الذي بعثه الله بصلاح الدارين, وحصول السعادتين, وبعثه مكملا لنفسه ومكملا لأمة عظيمة هي خير الأمم, ومع هذا مكنه الله ببعض عمره الشريف في نحو ثلث عمره أن يقوم بأمر الله كله على كثرته وتنوعه, وأن يقِيم لأمته جميع دينهم, ويعلمهم جميع أصوله وفروعه, و يخرج الله به أمة كبيرة من الظلمات إلى النور, ويحصل به من المصالح والمنافع, والخير والسعادة −للخا� والعام- مالا تقوم به أمه من الخلق
ومن لطف الله تعالى بعبده: أن يجعل ما يبتليه به من المعاصي سببا لرحمته, فيفتح له عند وقوع ذلك باب التوبة والتضرع, والابتهال إلى ربه, وازدراء نفسه واحتقارها, وزوال العجب والكبر من قلبه ما هو خير له من كثير من الطاعات.
ومن لطفه بعبده الحبيب عنده: إذا مالت نفسه مع شهوات النفس الضارة, واسترسلت في ذلك; أن ينغصها عليه ويكدرها, فلا يكاد يتناول منها شيئا إلا مقروًنا بالمكدرات, محشوا بالغصص; لئلا يميل معها كل اَلميل
كما أن من لطفه به أن يلذذ له التقربات, ويحلي له الطاعات; ليميل إليها كل الميل.
ومن لطيف لطف الله بعبده: أن يأجره على أعمال لم يعملها بل عزم عليها, فيعزم على قربة من القرب ثم تنحل عزيمته لسبب من الأسباب فلا يفعلها, فيحصل له أجرها, فانظر كيف لطف الله به! فأوقعها في قلبه, وأدارها فيضميره, وقد علم تعالى أنه لا يفعلها; سوقا لبره لعبده وإحسانه بكل طريق.
وألطف من ذلك: أن يقيض لعبده طاعًة أ َخرى غير التي عزم عليها, هي أنفع له منها; فيدع العبد الطاعة التي ترضي ربه لطاعة أخرى هي أرضى الله منها, َّفتحصل له المفعولة بالفعل والمعزوم عليها بالنية, وإذا كان من يهاجر إلى الله ورسوله,ثم يدركه الموت قبل حصول مقصوده قدوقع أجره على الله−م� أن قطع الموت بغير اختياره� فكيف بمن قَطعت عليه نيَته الفاضلة طاعٌة قد عزم ِ على فعلها? !وربما أدارا الله في ضمير عبده عدةطاعات,كل طاعة لو انفردت لفعلها العبد; لكمال رغبته, ولا يمكن فعل شيء منها إلا بتفويت الأخرى فيوفقه للموازنة بينها, وإيثار أفضلها فعلا مع رجاء حصولها جميعها عزما ونية وألطف من هذا: أن يقدر تعالى لعبده ويبتليه بوجود أسباب المعصية,ويوفر له دواعيها, وهو تعالى يعلم أنه لا يفعلها; ليكون تركه لتلك المعصية التي توَفرت أسباب فعلها من أكبر الطاعات, كما لطف بيوسف عليه السلام في مراودة المرأة, وأحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال:إني أخاف الله .
ومن لطف الله بعبده: أن يقدر خيرا وإحسانا من عبده, و يجريه على يد عبده الآخر, ويجعله طريقا إلى وصوله للمستحق, فيثيب االله الأول والآخر.
ومن لطف الله بعبده: أن يجري بشيء من ماله شيئا من المنافع وخيرا لغيره; فيثيبه من حيث لا يحتسب, فمن غرس غرسا, أو زرع زرعا فأصابت منه روح من الأرواِح المحترمة شيًئا آجر الله صاحبه ًوهو لا يدري! خصوصا إذا كانت عنده نية حسنة, و عقد مع ربه عقدا في أنه مهما َترتب على ماله شيء من النفع, فأسألك يا رب أن تأجرني, وتجعله قربة لي عندك, وكذلك لو كان له بهائم انتفع بدرها وركوبها والحمل عليها, أو مساكن انتفع بسكناها ولو شيئا قليلا ,أوما عون ونحوه انتفع به, أوعين شرب منها,وغيرذلك−ككتا� انتفع به فيتعلم شيء منه,أومصحف قرئ فيه−والل� ذو الفضل العظيم.
ومن لطف الله بعبده: أن يفتح له بابا من أبواب الخير لم يكن له على بال, وليس ذلك لقلة رغبته فيه, وإنما هو غفلة منه, وذهول عن ذلك الطريق, فلم يشعر إلا وقد وجد في قلبه الداعي إليه, واللافت إليه; ففرح بذلك, وعرف أنها من ألطاف سيد هو طرقها لتيقيض وصولها إليه;فصرف لها ضميره,ووجه إليها فكره, وأدرك منها ما شاء الله وفتح .
� من كتاب المواهب الربانية في الآيات القرانية للسعدي رحمه الله
. . لعلك أن عرفت بأن مؤلف هذا الكتاب صغير الحجم وعظيم الفائدة هو الشيخ عبدالرحمن السعدي وهو مؤلف لعدد من كتب تفسير القرآن الكريم لعل اشهرها كتابه ( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان) أقبلت عليه بكل جوارحك، وقد جاء كتابه المواهب الربانية رديفاً لهذا التفسير... سطر الشيخ رحمه الله به الفوائد التي لامست قلبه خلال قراءته للقرآن الكريم.
ماذا بعد القراءة؟ " ان الله جعل في قلوب المؤمنين احتساب الاجر لتخف مصائبهم، ويهون عليهم ما يلقون في حصول مرضاته".
كتاب عدة جلسات للتفكر و التأمل في معاني آيات الله ولكن الكتاب غير كامل من نظري فهو تعديلات لكتاب آخر حيث أن معنى التفسير لا يكون شاملاً و متضمناً لتمام المعنى بل يأخد الشيخ منه ما ناسب الموضوع المختار و يتحدث فيه.
عرفت الشيخ العلامة " عبد الرحمن بن ناصر السعدي " من خلال كتابه " تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمان " وكان من أحب كتب التفسير إلي وأقربها لقلبي .. ثمّ قادني القدر هذه الأيام للوقوف على كتابه " المواهب الربانية من الآيات القرآنية " وقدْ شدّني في الكتاب بعض الفتوحات الإلهية التي فتح بها الله على الشيخ في تدبر بعض الآيات واستنباط المعاني منها.. هَذا الكتاب، يمثل وقفات تدبّر شخصية للشيخ وقد راقني كثيرًا تفصيله وإطالة وقوفه وتدبره لاسم الله " اللطيف " 💛
كتاب المواهب الربانية في الآيات القرآنية للشيخ عبد الرحمن السعدي مؤلف تفسير القرآن المعروف ب(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)، وهو من أشهر التفاسير، وبعد تأليفه لهذا التفسير بثلاث سنوات قام بتأليف هذا الكتاب الذي احتوى على الكثير من التأملات في الآيات القرآنية والتي لم تًذكر في التفسير. كتاب صغير الحجم لكنه احتوى على الكثير من الفوائد واللطائف التي تدعو إلى تدبر آيات القرآن الكريم والتأمل والتفكر فيها.. فوائد هامة فتح الله بها على الشيخ الجليل لينفع بها ويشاركها للقارئ في هذا الكتاب..رحمه الله وجزاه الله خير الجزاء.. والجهد الذي قام به الاستاذ عمر المقبل في تصحيح وإخراج الكتاب يستحق كل التقدير لاهتمامه بهذا الكتاب و،شره بهذه الصورة المميزة. وأختم بإحدى الفوائد من الكتاب: (لولا فضل الله ورحمته لما شرع لعباده الأحكام، ولولا فضله ورحمته لما فصلها وبينها، ولولا فضله ورحمته وأن الله تواب حكيم لما وضح ما يحتاج إليه العباد ويسره غاية التيسير، ولولا فضله ورحمته لما شرع أسباب التوبة والمغفرة، ولما تاب على التائبين، ولولا فضله ورحمته لما زكى منهم من أحد أبدا، ولكن الله يزكي من يشاء، والله سميع عليم، كما فصل ذلك في صدر سورة النور.).
رسالة نفيسة انتهى منها الشيخ السعدي رحمه الله بعد تفسيره المشهور، اشتملت على فوائد ولطائف عظيمة وتأملات للشيخ، هي خلاصة قراءته المتأملة في القرآن الكريم التي بدأها مع بداية شهر رمضان المبارك، وانتهى منها في الثامن والعشرين منه.قال الشيخ في نهاية رسالته : هذه الفوائد المذكورة في هذه الرسالة قد كانت تعرض لي كثيراً أثناء القرا��ة لكتاب الله، فأتهاون بها ولم أقيدها، فيضيع شيء كثير، فلما كان أول يوم من هذا الشهر المبارك أوقع في قلبي أن أقيد ما يمر علىّ من الفوائد والمعاني المتضحة، التي لا أعلم أنها وقعت لي قبل ذلك، فعملت على هذا النمط، حتى كان الانتهاء إلى لطف الله، كما كان الابتداء بلطف الله بهذه الرسالة اللطيفة. وكانت تأملاته بصفة عامة، وحديثه عن اسم الله اللطيف بصفة خاصة رائعة، لا يصل إليها إلا مَن آتاه الله الحكمة مثله رحمه الله، ولا يدركها إلا أصحاب العقول الزاكية، جعلنا الله منهم.
كتاب جميل ينثر فيه الشيخ السعدي رحمه الله تأملاته لكتاب الله بعد تفسيره له، ويتوقف عند آياته بتدبر المعاني ليكرمنا بالفوائد واللطائف التي استخرجها من بعض الآيات المختارة. - نقاط إيجابية في الكتاب.. - فيه فوائد عديدة. - لا يقتصر الشرح على تفسير الآيات فقط بل يشمل أيضاً تدبر لمعانيها واستخراج الفوائد منها. - شرح جميل لاسم الله اللطيف بشكل عميق. - "بعض الملاحظات" رغم جمالية الكتاب والروحانية الكبيرة فيه والفوائد المكتسبة منه، إلا إن القارئ البسيط الذي لا يمتلك علم وقاعدة شرعية كافية ، سيجد صعوبة نوعاً ما في فهم التفاسير والمصطلحات الشرعية بالشكل السليم. - بشكل عام الكتاب جميل، وجزى الله الشيخ السعدي ومن اعتنى بالكتاب خير الجزاء.
مليء باللطائف القرآنية النفيسة. بيّن المعتني به (د. عمر المقبل) في مقدمته أن ٨٠٪ من الفوائد في هذا الكتاب لم تذكر في التفيسر ولا مختصره. وقال "لقد أعطى العلامة السعدي رحمه الله -في كتابه هذا- درسًا عمليًا لطلتب العلم وشداته أن دأب العالم الاستمرار في التعلم والتعليم، والتأمل والتدبر لنصوص الوحيين، وأنه لا يتوقف لرحلة الطلب ما دام في الروح بقية."
هذه درر نفيسة انتخبها المؤلف _رحمه الله_ أثناء قراءته لكتاب الله عزوجل والتدبر فيه،فقيدها فكونت سفرا مبارك فيها فوائد جليلة ناتجة عن فهم وتدبر كلام الله العزيز.
سبحان من أعطاه وعلمه .. رب افتح علينا وعلمنا ما ينفعنا ويقرّبنا إليك .. الكتاب بفوائده الجمّة جميل جدًا جدًا جدًا يذهب بك في عالم آخر من التدبر والتفكر ..
كتاب مليء بالفوائد القرآنية و الومضات الربانية لبعض الآيات، مناسب جدا لهذا الشهر الكريم رمضان شهر القرآن، جزى الله مركز تدبر للدراسات والاستشارات على هذه السلسة من كتب خاصة بالقران الكريم.