لا يمكن لمن بدأ في قراءة هذه الرواية الا أن يكملها ,أسلوب الكاتب مشوق . الا أن نهاية الرواية حزينة جدا و لكنها واقعية من أجمل ما قرأت عن فترة الثمانينيات في سوريا
قرأت هذه الرواية حين كان عمري 14 عاما.. وأذكر أنني بكيت كثيرا وأعدت قراءتها مرات ومرات لما تحمله من معان إنسانية لاقت صدى لدى فتاة في عمر مرهف.. اليوم وأنا أرى سورية بهذا الوضع أجد أن مأساة طاحون الشياطين زهيدة أمام الواقع.. لك الله يا سورية يا بلد الشام
بدأت قراءة الرواية وشعور الخوف يتملكني فأنا أعرف أو لربما كلنا نعرف ماذا يعني حكم الخنازير في سورية وما الذي أوصلونا إليه . الرواية أسلوبها رائع وشيق رغم شعور الحزن الذي يسيطر عليك طيلة قراءتك للرواية ، ولا أبالغ إذا قلت بأنك قادر على قراءة تاريخ سورية بين السطور . لم أستغرق وقتًا لتصديق ما جاء في الرواية فأنا واحدة من هذا الشعب الذي ما زال يدفع ثمن طلبه لأعظم حقوقه في ظل حكم الخنازير . الرواية أبكتني وحمدت الله على بكائي هذا.. ففي ظل كل ما رأينا ونرى يكاد القلب يعتاد هذه الأوجاع وعلينا أن لا نعتادها لكي لا ننسى .
توثيق روائي للجو العام مابعد مجزرة حماة 1980 التي راح ضحيتها أربعون ألف شهيد.. وداد وسلوى وفردوس والزاكي وكل ضحايا نظام الأسد..انعموا بالسلام في قبوركم فقد هلت الحرية وسقط الدكتاتور !
ما ثمن الحرية ؟ الروح ما الروح بلا كرامة ؟ وجودٌ ميت
طاحون الشياطين أو مزرعة طاحون الشياطين الرواية التي ما أن تقرأها حتى تأخذك فصولها لتقف بك والدهشة على حافة الاشتعال، لا تعلم أتبكي أم تضحك من فرط الحزن الذي يعيش وتعيشه حروف هذه الخالدة، ليست مجرد رواية أو سرد لأحداث حُبكت بقلم محترف، بل هي ذاكرة مظلمة تُضيئها وجوهُ أربعون ألف قمراً في سماءٍ واحدة، ولكن ونحن الآن وفي هذه اللحظة لماذا نسينا وجوه مئات الآلاف من الأقمار السماوية، لماذا نغض أبصار قلوبنا ومسامع مشاعرها ونحن نرى أجنحة الأطفال وهي ترفرف صاعدة واستغاثات النسوة وهي تختفى شيئا فشيئا، ودمع شيخ لو أغتسلنا منه لأصبحنا طاهرين من رؤوسنا الى أخمص أقدامنا! آه لحماه من قبل وللشام من بعدُ وآه لعروبتنا الملطخة بالذل والهوان.
رحم الله الملاك أبنة من وقف لها المجد ولم يقعد، أبنة الألف رجل: خديجة، وغفر الله لصاحب الوجه المضيء والمشرق عزة وكرامة الوجه الذي زكته السماء ولصاحبه رمز الصداقة والوفاء.
غاب شريف الراس ولكن تزال أصالة الدكتور أحمد لم تغب عن سماء الشام الغالي لا تزال ترفرف عاليا حيث أرواح الأبرياء، ولا تزال شهامة العظيم رضوان تحملها الريح، تلف بها شوارع حمص الأبية وحماة الفداء!