"فالحياة لا توهب لنا مرتين، لذلك ينبغي لنا، كلما ساء مجرى حياتنا، وفي أيِّ مرحلة من مراحل العمر، أن نوجِّه الدفَّة، متى كنا قادرين على ذلك، نحو مجارٍ أكثر هدوءاً وأمناً مثلما يفعل البحار الحاذق، حتى إذا بلغنا الشاطئ الأخير، غادرنا سفينة الحياة سعداء، ولو بثُمالة الحب، غير آسفين على ما فاتنا. إن من يقاربني في السن يتمنَّى، في أعماقه، لو أن العمر يعود به بضع سنوات إلى الوراء لأن نفسه تصبو إلى تحقيق رغبة أو رغبات، قديمة أو طارئة، لا يسمح له عمره الراهن بتحقيقها، أو لا يجرؤ على تحقيقها، فينطوي على ذاته حسيراً. لا أراني، في ما أنا عليه، بحاجة إلى التمني، ليس لأن التمني رأس مال المقاليس فحسب، وإنما، أيضاً، لأن ما تهبني إياه هذه العلاقة المتأخرة، أجمل وأغنى مما يحلم به الآخرون، فلا لوم عليَّ، إذن، إذا هتفت في سرّي، وفي العلن، أوكي ندى."
أبو حيان، جواد صيداوي ( 1932م)، من مواليد مدينة النبطية، أديب وكاتب وروائي لبناني، وأول من نال إجازة في الأدب العربي في مدينته في العام 1955 ميلادي.
تلقى علومه الأولى في النبطية، والتحق بدار المعلّمين الإبتدائي ودار المعلّمين العليا، تخرج في الدفعات الأولى من معهد المعلمين العالي أستاذاً ثانوياً. علّم في مختلف المراحل الدراسيّة ومارس التعليم الثانوي حيث كانت له اليد الطولى في السعي إلى تأسيس أول ثانوية رسمية في النبطية التي تولى إدارتها. أُرسل من قبل الدولة اللبنانية إلى تونس مبعوثاً رسمياً مع مجموعة من أساتذة التعليم الثانوي في مهمة تعريب التعليم بعد غلبة اللغة الفرنسية هناك لعقود طويلة.
في العام 1955 نال إجازة في الأدب العربي، وتابع دراساته العليا فنال دبلوماً في التربية وآخر في التخطيط التربوي في العام 1958، واصل الدراسات العليا في السوربون إلا أنه لم يتقدم لمناقشة بحثه في الدكتوراه.
تأثّر بالأدب الفرنسي، وانتسب للحزب الشيوعي اللبناني، إلا أنه لم يتبوأّأ مناصب قيادية فيه. في بداية الحرب الأهلية اللبنانية سافر إلى باريس وعمل هناك بالسفارة السعودية مسؤولاً عن قسم الصحافة والإعلام. عاد إلى لبنان في العام 1988 وتفرّغ للكتابة الروائية والأدبية.
كتب الشعر الحرّ والقصص القصيرة ونشرها في العديد من الصحف والمجلات المحلية والعربية، إلا أن شعره لم يُجمع في ديوان.
له ما يربو على 13 رواية، بالإضافة إلى ترجمات وكتب أخرى. * رواياته المنشورة: - (البحث عن بداية) - هي أول مجموعة قصصية ينشرها عام 1984 - وأعاد طباعتها عام 1990 - دار الجديد. - (سقف المدينة) - رواية- 1988 - دار الفارابي. - (العودة على متن الرحيل) - 1996 - دار الجديد - (أجنحة التيه - الوكر) - سيرته الذاتية بأسلوب روائي - 1993 - دار الآداب. - (أجنحة التيه - الإقلاع) - رواية -1994 - دار الآداب. - (أجنحة التيه - تونس) - رواية - 1994 - دار الآداب. - (جمانة) - رواية - 1996 - دار الجديد. - (مطاردة) - رواية - دار الفارابي - 1997 - (أسنان المشط) - رواية - 2001 - دار الفارابي - (فساتين هندومة) - رواية دار الفارابي - 2004 - (صرنا على الليسته) - رواية - 2002 - دار الفارابي - (ثمالة حب) - 2006 - رواية - دار الفارابي - 2006 - (أروقة الذاكرة) - تحت الطبع
ترجمت رواياته أجنحة التيه إلى الفرنسية والإنكليزية.
* الترجمات: - الخيميائي - رواية لباولو كويليو - ترجمها جودا صيداوي للعربية - شركة المطبوعات للتوزيع والنشر - 2008. - الشيطان والآنسة بريم - رواية لپاولو كويليو - ترجمها جواد صيداوي للعربية - شركة المطبوعات للتوزيع والنشر - 2001. - تبحرين اختطاف الرهبان - رواية لمحمد بلحي - ترجمها جواد صيداوي - دار الفارابي - 2002
* كتب أخرى: - (الطغاة في التاريخ) - دراسة تاريخية - 1997 - دار الجديد. - (ليلى المعنى) - حوار مع الشاعر صلاح ستيتية - 1990 - دار الفارابي. - جعفر محسن الامين، سيرة وعامليات - تقديم - دار الفارابي - 2004. - الأمثال العامية في جبل عامل - تأليف جعفر محسن الأمين - تقديم جواد صيدواي. --- المصدر عن حياة الكاتب:
لا أذكر تفاصيل القصه فقرأتها قبل أربعة أعوام أو يزيدون.. كل ما أذكره انني كنت فعلا في حالة "ثمالة حب" فأحببت القصه لتشابه حالنا..
"فالحياة لا توهب لنا مرتين، لذلك ينبغي لنا، كلما ساء مجرى حياتنا، وفي أيِّ مرحلة من مراحل العمر، أن نوجِّه الدفَّة، متى كنا قادرين على ذلك، نحو مجارٍ أكثر هدوءاً وأمناً مثلما يفعل البحار الحاذق، حتى إذا بلغنا الشاطئ الأخير، غادرنا سفينة الحياة سعداء، ولو بثُمالة الحب، غير آسفين على ما فاتنا. إن من يقاربني في السن يتمنَّى، في أعماقه، لو أن العمر يعود به بضع سنوات إلى الوراء لأن نفسه تصبو إلى تحقيق رغبة أو رغبات، قديمة أو طارئة، لا يسمح له عمره الراهن بتحقيقها، أو لا يجرؤ على تحقيقها، فينطوي على ذاته حسيراً. لا أراني، في ما أنا عليه، بحاجة إلى التمني، ليس لأن التمني رأس مال المقاليس فحسب، وإنما، أيضاً، لأن ما تهبني إياه هذه العلاقة المتأخرة، أجمل وأغنى مما يحلم به الآخرون، فلا لوم عليَّ، إذن، إذا هتفت في سرّي، وفي العلن"