ما هو أكبر رقم في الدنيا؟ نفرض أنك أجبت عن هذا السؤال وقلت : إنه واحد وأمامه مليون مليون صفر، والجواب ليس صحيحًا؛ لأن أي رقم من الممكن أن يضاف إليه واحد أو صفر أو ملايين الأصفار، إذن لايوجد أكبر رقم؛ لأنه سوف يكون هناك ما هو أكبر منه فلا نهاية للأرقام .. ولانهاية للكلام أيضًا، فكل كلام مهما طال ومهما كان كثيرًا وعميقًا؛ فهناك دائمًا كلام آخر يقال أكثر عددًا وأكثر عمقًا وجمالاً ووضوحًا .. والكاتب دائمًا عنده الذي يقوله والذي يستطيع أن يضيفه فلا خوف من أن ينتهي الكلام ولا خوف من أن يجف نهر المعرفة وتمسك سماء الفكر أمطارها ..!
أنيس محمد منصور كاتب صحفي وفيلسوف وأديب مصري. اشتهر بالكتابة الفلسفية عبر ما ألفه من إصدارت، جمع فيها إلى جانب الأسلوب الفلسفي الأسلوب الأدبي الحديث. كانت بداية أنيس منصور العلمية مع كتاب الله تعالى، حيث حفظ القرآن الكريم في سن صغيرة في كتاب القرية وكان له في ذلك الكتاب حكايات عديدة حكى عن بعضها في كتابه عاشوا في حياتي. كان الأول في دراسته الثانوية على كل طلبة مصر حينها، ثم التحق في كلية الآداب في جامعة القاهرة برغبته الشخصية، دخل قسم الفلسفة الذي تفوق فيه وحصل على ليسانس آداب عام 1947، عمل أستاذاً في القسم ذاته، لكن في جامعة عين شمس لفترة، ثم تفرغ للكتابة والعمل الصحافي في مؤسسة أخبار اليوم.
آثر أن يتفرغ للكتابة مؤلفاً وكاتباً صحفياً، وترأس العديد من مناصب التحرير لعدد من الصحف والمجلات، إذ صحب هذا المشوار الصحفي اهتمامه بالكتابة الصحفية. وحافظ على كتابة مقال يومي تميز ببساطة أسلوبه استطاع من خلاله أن يصل بأعمق الأفكار وأكثرها تعقيدًا إلى البسطاء. ظل يعمل في أخبار اليوم حتى تركها في عام 1976 ليكون رئيساً لمجلس إدارة دار المعارف، وثم أصدر مجلة الكواكب. وعاصر فترة جمال عبد الناصر وكان صديقاً مقرباً له ثم أصبح صديقاً للرئيس السادات ورافقه في زيارته إلى القدس عام 1977 . تعلم أنيس منصور لغات عدة منها: الإنكليزية والألمانية والإيطالية واللاتينية والفرنسية والروسية، وهو ما مكنه من الاطلاع على ثقافات عديدة، ترجم عنها عددًا كبيرًا من الكتب الفكرية والمسرحيات، كما سافر إلى العديد من بلدان العالم، ألف العديد من كتب الرحلات ما جعله أحد رواد هذا الأدب منها: حول العالم في 200 يوم، اليمن ذلك المجهول، أنت في اليابان وبلاد أخرى.
حصل في حياته على الكثير من الجوائز الأدبية من مصر وخارجها ومن أبرزها الدكتوراه الفخرية من جامعة المنصورة وجائزة الفارس الذهبي من التلفزيون المصري وجائزة الدولة التشجيعية في مصر في مجال الأدب. كما له تمثال بمدينة المنصورة يعكس مدى فخر بلده به. توفي صباح يوم الجمعة الموافق 21 أكتوبر 2011 عن عمر ناهز 87 عاماً بمستشفى الصفا بعد تدهور حالته الصحية على إثر إصابته بإلتهاب رئوي وإقيمت الجنازة يوم السبت بمسجد عمر مكرم بعد صلاة الظهر. وتم دفنه بمدافن الاسرة بمصر الجديدة بعد تشييع جثمانه.
ذكرياته في مهرجان الجنادرية ومواقفه ف ايران والكويت والبرتغال والهند وذكرياته مع الأطباء : أنور المفت وفيليب المنقبادي وعدلي الشيخ ... إلخ وكالعادة مقال عن الأميرة ديانا وعن الرئيس السادات ومارلين مونرو ومقولات عن الزواج والرجل والمرأة و المرض والكراهية
وسعدت عندما حكى تجربته مع الاستماع لشرائط القارئ الشيخ أحمد العجمي وانهمار دموعه أثناءها وعده قارئه المفضل فهو قارئي المفضل أنا ايضا
الكتاب ده كان أول حاجة أقراها لأنيس منصور، فكانت قرائته بالنسبالي إكتشاف لشخصيته ولفكره أكتر منها إكتشاف لمحتوى الكتاب نفسه. عنوان الكتاب أكتر شئ شدني وإتعلمت منه فعلاً فكرة إنه "لا خوف من أن ينتهي الكلام"، عشان دايماً في حاجة تتقال.
اسلوب الكتابة ماعجبنيش قوي، أو يمكن عشان أنا مش متعودة أقرا لغة عربية كتير، بس ماحستش إني مشدودة للكتب قوي وفيه أوقات في النص كنت باحس فيها إني زهقانة وعايزاه يخلص.
مش عارفة أصنف الكتاب قوي، ودي أحلى حاجة فيه، فهو محتواه ماينفعش يتحط تحت تصنيف واحد وإنما هو بس "كلام"، وده عجبني جداً. فكان مليان معلومات ثقافية وقصص تاريخية وتجارب شخصية وخواطر وغيرهم. وبرغم إن مش كل المواضيع عجبتني، بس فيه منهم أثر فيا جدا وفيه منهم زودني بمعلومات كتير ماكُنتش أعرف عنها قبل كده. حسيت بخبرة أنيس منصور الواسعة في الكتاب ده، وبقد إيه إستغل حياته كويس، وعنده قصص عجيبة كتير بسبب سفره كتير ومعرفته بدوائر من الناس كبيرة. وعجبني بجد إن أي خاطرة تجيله كان بيكتبها بغض النظر عن هي ليها علاقة بمواضيع الكتاب أو لأ، ولو إن في بعض الأوقات كنت باحس بلغبطة بالذات إنه كان بيكتب عن مواضيع بعدين بعد ما تخلص ألاقيه بعدها بكام صفحة ذكرها تاني. بس في الأكتر عاجبني الـ"spontaneity" بتاعته.
ماعجبنيش وجهة نظره في المرأة في بعض الكلام، خاصةً إنه خصص موضوع كامل عن "الزوجة" وقد إيه هي بتتعب الراجل في حياته وبتكون سبب في المشاكل الزوجية كلها وبتاع. حسيت إنه واخد مننا موقف كده.
عجبني جداً موضوع كان كتبه عن "ما هو الحب؟"، لأن فيه حاجات وصفها بطرق حلوة جداً بالذات في حب الأم لأولادها. وعجبني كمان جزء كان مخصصه للكتابة عن علاقاته ببعض الدكاترة اللي منهم كانوا بيعالجوه واللي منهم كانوا أصحابه، لأنه إتكلم عن كل حاجة جميلة فيهم رغم إنهم معظمهم ماتوا ومش هايقروا الكلام ده. الكتابة عن الناس عموماً بتشدني، حتى لو ماعرفهُمش شخصياً، لأنها في الغالب بتكون بتعكس أجزاء من شخصية الكاتب أكتر من المكتوب عنه. جزء تقديره للصداقات ومعرفته بالناس ده كان واضح جداً في الكتاب وكان بيبسطني. :)
وأخيراً، أكتر جزء عجبني في الكتاب هو نصيحة قالها؛ "اقعد في البيت ولا تخرج منه"، لأن معظم أمثلة المخترعين كانوا من النوع ده. ومع إني مش شايفة إن النصيحة دي صح ١٠٠٪ بس أنا أصلاً كائن "بيتوتي" شوية فأسعدني إن ده برضه ما زال له مميزاته.
تواضع أنيس جداً بوصفه محدودية حياته في باكورة الكتاب : لا أحداث في حياتي فأنا أنتقل من كتاب إلى كتاب وهذه رحلتي اليومية هو نفسه الذي ١- شهد ثورة بركان استرومبولي في إيطاليا ٢- تعطل هاتفه في أكبر مصنع للألمنيوم في البحرين بسبب المدى المغناطيسي ٣- أقام له الهنود تمثيليات ظناً منه بأنه مخرج ٤- داوته صُدفةً الهندية لاكشمي ناريانا في الهند بحبوب طبّبته وماتت دون أن يستزيد منها ٥- أفطر في منتصف الليل في الفلبين بسبب التعنّت الإسلامي المقيت ٦- أرسله السادات رسولاً هدد به اليهود ٧- تاه في الديجور ليلة كاملةً رفقة سعد الدين وهبة ونور الشريف وصلاح السعدني وجلال معوض في شوارع الرياض المقفرة ٨- أمر صدام حسين بخطفه أينما وجد ٩- عرضت عليه الوزارة فرفضها فباهاه وزيراً كان من الممكن أن يكون زميله ١٠- جلس في صالون العقاد ، قابل عبدالله الفيصل ، أقرض ريتا هيوارت وزوجها ٢٥ قرشاً ، خادع بريجيت باردو متضامناً معها في سلك الحيوان ، ناقش جيمي كارتر عن خلافاته الزوجية ، حبسه الأمير عبدالله الجابر الصباح في قاعة محكمة كمقلب ، تعشى لحم الغزال في خيمة بدوية مع أعتى رواد الفضاء ، أخطأ في كلمة برتغالية فنشرت عليه نكتة في الصفحة الأولى في الجريدة أضحكت الشعب البرتغالي كله يذكرني أنيس بالأحداث التي أمر بها في حياتي باستثناء أنني لم أقابل كل تلك الشخصيات الكثيفة ، سعيه للمغامرة ، تشممه للمعرفة ، فضّه للاكتشافات وارتحاله حول العالم والشعوب يوجب عليك أن تدعو بصحته حتى وهو في القبر .