What do you think?
Rate this book
دين الفطرة
لم أختر اعتباطًا النص الذي يحمل في الأصل عنوان � عقيدة قس من جبال السافوا � لنقله إلى العربية. يخضع هذا الاحتيار لخطةٍ نقدية ذكرتها في مناسبات عدة . سبق لي أن قلت أن الفكر الغربي لم يقترب من تمثل الفكر الإسلامي إلا مرة واحدة ، وذلك أواسط القرن الثامن عشر الميلادي ، قبل ذلك التاريخ كان الحاجزُ المعتقدَ الديني وبعده كان المانع سدَّ الاستعمار.
ما الفائدة إذن لنا ، قراء العربية من نقل نص جان � جاك روسو ؟ المفيد بالنسبة لنا هو القايام بتجربة ذهنية معينة تساعدنا على فهم كتاب روسو وكتابات إسلامية شبيهة به.
فيرسم روسو لنفسه هنا ، عقيدة بسيطة ، بينة ، صادقة ، توفق بين العقل والوجدان ، تضمن للفرد الطمأنينة وللمجتمع الوحدة والاستقرار.
رابط التحميل
http://www.4shared.com/office/jtY5XYb...
ما الفائدة إذن لنا ، قراء العربية من نقل نص جان � جاك روسو ؟ المفيد بالنسبة لنا هو القايام بتجربة ذهنية معينة تساعدنا على فهم كتاب روسو وكتابات إسلامية شبيهة به.
فيرسم روسو لنفسه هنا ، عقيدة بسيطة ، بينة ، صادقة ، توفق بين العقل والوجدان ، تضمن للفرد الطمأنينة وللمجتمع الوحدة والاستقرار.
رابط التحميل
http://www.4shared.com/office/jtY5XYb...
134 pages, Paperback
First published January 1, 1761
227 people are currently reading
6,365 people want to read
About the author
Jean-Jacques Rousseau
4,423books2,823followersGenevan philosopher and writer Jean Jacques Rousseau held that society usually corrupts the essentially good individual; his works include
The Social Contract
and
É
(both 1762).
This important figure in the history contributed to political and moral psychology and influenced later thinkers. Own firmly negative view saw the post-hoc rationalizers of self-interest, apologists for various forms of tyranny, as playing a role in the modern alienation from natural impulse of humanity to compassion. The concern to find a way of preserving human freedom in a world of increasingly dependence for the satisfaction of their needs dominates work. This concerns a material dimension and a more important psychological dimensions. Rousseau a fact that in the modern world, humans come to derive their very sense of self from the opinions as corrosive of freedom and destructive of authenticity. In maturity, he principally explores the first political route, aimed at constructing institutions that allow for the co-existence of equal sovereign citizens in a community; the second route to achieving and protecting freedom, a project for child development and education, fosters autonomy and avoids the development of the most destructive forms of self-interest. Rousseau thinks or the possible co-existence of humans in relations of equality and freedom despite his consistent and overwhelming pessimism that humanity will escape from a dystopia of alienation, oppression, and unfreedom. In addition to contributions, Rousseau acted as a composer, a music theorist, the pioneer of modern autobiography, a novelist, and a botanist. Appreciation of the wonders of nature and his stress on the importance of emotion made Rousseau an influence on and anticipator of the romantic movement. To a very large extent, the interests and concerns that mark his work also inform these other activities, and contributions of Rousseau in ostensibly other fields often serve to illuminate his commitments and arguments.
This important figure in the history contributed to political and moral psychology and influenced later thinkers. Own firmly negative view saw the post-hoc rationalizers of self-interest, apologists for various forms of tyranny, as playing a role in the modern alienation from natural impulse of humanity to compassion. The concern to find a way of preserving human freedom in a world of increasingly dependence for the satisfaction of their needs dominates work. This concerns a material dimension and a more important psychological dimensions. Rousseau a fact that in the modern world, humans come to derive their very sense of self from the opinions as corrosive of freedom and destructive of authenticity. In maturity, he principally explores the first political route, aimed at constructing institutions that allow for the co-existence of equal sovereign citizens in a community; the second route to achieving and protecting freedom, a project for child development and education, fosters autonomy and avoids the development of the most destructive forms of self-interest. Rousseau thinks or the possible co-existence of humans in relations of equality and freedom despite his consistent and overwhelming pessimism that humanity will escape from a dystopia of alienation, oppression, and unfreedom. In addition to contributions, Rousseau acted as a composer, a music theorist, the pioneer of modern autobiography, a novelist, and a botanist. Appreciation of the wonders of nature and his stress on the importance of emotion made Rousseau an influence on and anticipator of the romantic movement. To a very large extent, the interests and concerns that mark his work also inform these other activities, and contributions of Rousseau in ostensibly other fields often serve to illuminate his commitments and arguments.
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 30 of 621 reviews
October 10, 2014
من أجمل ما قرأت في حياتي
كتاب فلسفي، وعلى رغم بساطته إلا أنه يحمل من الأفكار العديد والعديد
لم أصدق أبدًا أن يصدر مثل هذا الكلام عن فيلسوف أوربي تنويري
ولولا إسم روسو المطبوع على غلافه
لقلت أن الكتاب من تأليف أحد فلاسفة الإسلام
الغزالي مثلًا
فالتشابهات بينهما عديدة
ابتداءًا بالتشكيك في الحواس
واعتماد الوجدان والقلب كوسيلة للوصول لليقين
وصولًا بأدلتهم على وجود الله
مع الوضع في الاعتبار طبعًا وجود فروق بينهما
كخفة نزعة التكفير بالتأكيد
والاعتماد بشكل أكبر على العقل.
تحدث روسو هنا عن عدة أفكار مهمة كانت ومازالت تثير الجدل
كالكلام عن الله، والضمير، العالم، والأخلاق، المادة، مدى جدوى الفلسفة، نقص الإنسان وكمال الله، الحركة والسكون والمحرك والمتحرك، الإنسان
كتاب بسيط جدًا
أعتبره من أفضل وأجمل ما قرأت هذا العام.
***
مقتطفات :
أكبر استخفاف بالرب ليس بالغفلة عنه، بل بالتفكير فيه بما لا يليق.
***
كيف يمكن للإنسان أن يتخذ الشك عقيدة ويلتزم بها عن حسن نية ؟ هذا ما لا أستطيع فهمه . هؤلاء الفلاسفة الشكاكون إما لا وجود لهم وإما هم أشقى سكان الأرض . الارتياب في أمور تهمنا معرفتها وضع شاق بالنسبة للعقل البشري . لا يتحمله طويلا
يلزمه الاختيار , فيفضل أن يخطئ على ألا يؤمن
***
“رُح� أتأمل وضع بني آدم البئيسين، يسبحون في بحر هائل من الآراء لا دليل لهم ولا مشير. تتقاذفهم أهواؤهم الهائجة، لا معين لهم سوى ملاح غير مجرب، يجهل الطريق، لا يعرف من أين أتى وأين يتجه. كنت أسرّ لنفسي: أتوخى الحق، أبحث عنه ولا أتبيّنه. ليرشدني إليه مرشد وسأتعلق به طول حياتي. لماذا يحتجب الحق عن قلب متشوق إليه متحمس لعبادته ؟�
***
“انز� من قلب الإنسان حب الجمال تسلب الحياة روعتها وجاذبيتها.�
***
“وم� يحز في قلبي عند الانزلاق ،هو أني أعلم أنني كنت قادرا على الصمود�
***
“القم� يريح ضميرنا ويجعلنا نشعر أننا دائماً على حق. يسرّنا أن نفحم أناساً لا يجرؤون على رفع صوتهم !� .
كتاب فلسفي، وعلى رغم بساطته إلا أنه يحمل من الأفكار العديد والعديد
لم أصدق أبدًا أن يصدر مثل هذا الكلام عن فيلسوف أوربي تنويري
ولولا إسم روسو المطبوع على غلافه
لقلت أن الكتاب من تأليف أحد فلاسفة الإسلام
الغزالي مثلًا
فالتشابهات بينهما عديدة
ابتداءًا بالتشكيك في الحواس
واعتماد الوجدان والقلب كوسيلة للوصول لليقين
وصولًا بأدلتهم على وجود الله
مع الوضع في الاعتبار طبعًا وجود فروق بينهما
كخفة نزعة التكفير بالتأكيد
والاعتماد بشكل أكبر على العقل.
تحدث روسو هنا عن عدة أفكار مهمة كانت ومازالت تثير الجدل
كالكلام عن الله، والضمير، العالم، والأخلاق، المادة، مدى جدوى الفلسفة، نقص الإنسان وكمال الله، الحركة والسكون والمحرك والمتحرك، الإنسان
كتاب بسيط جدًا
أعتبره من أفضل وأجمل ما قرأت هذا العام.
***
مقتطفات :
أكبر استخفاف بالرب ليس بالغفلة عنه، بل بالتفكير فيه بما لا يليق.
***
كيف يمكن للإنسان أن يتخذ الشك عقيدة ويلتزم بها عن حسن نية ؟ هذا ما لا أستطيع فهمه . هؤلاء الفلاسفة الشكاكون إما لا وجود لهم وإما هم أشقى سكان الأرض . الارتياب في أمور تهمنا معرفتها وضع شاق بالنسبة للعقل البشري . لا يتحمله طويلا
يلزمه الاختيار , فيفضل أن يخطئ على ألا يؤمن
***
“رُح� أتأمل وضع بني آدم البئيسين، يسبحون في بحر هائل من الآراء لا دليل لهم ولا مشير. تتقاذفهم أهواؤهم الهائجة، لا معين لهم سوى ملاح غير مجرب، يجهل الطريق، لا يعرف من أين أتى وأين يتجه. كنت أسرّ لنفسي: أتوخى الحق، أبحث عنه ولا أتبيّنه. ليرشدني إليه مرشد وسأتعلق به طول حياتي. لماذا يحتجب الحق عن قلب متشوق إليه متحمس لعبادته ؟�
***
“انز� من قلب الإنسان حب الجمال تسلب الحياة روعتها وجاذبيتها.�
***
“وم� يحز في قلبي عند الانزلاق ،هو أني أعلم أنني كنت قادرا على الصمود�
***
“القم� يريح ضميرنا ويجعلنا نشعر أننا دائماً على حق. يسرّنا أن نفحم أناساً لا يجرؤون على رفع صوتهم !� .
May 20, 2013
ممتنة لكل دقيقة قضيتها في قراءة وجدان هذا القس من جبل السافوا. شعرت بأنه يلخص جميع هواجسي وأسئلتي ويحسمها بطريقة مريحة متبعا منهجا في غاية البساطة والجمال. كتاب جديييير بالقراءة
March 30, 2012
باغتَ الجمال وسرقهُ كلَّه!
هذا منهج فكريّ إنسانيّ رائع في مخاطبة العقل وإقناعه بعيدًا عن أساليب الوعظ البالية، إنه دعوة لإعمال العقل والضمير/الوجدان
ربما كان الإلحاد "موضة" قديمة، لكن الكاتب بأسلوبه الجميل جعل كتابه متجاوزا فكرة الرد، جعله عرضا لأسلوبه في التفكير والاستنتاج
يبدو روسو ناقما على المسيحية -التي أرى كثرة النقمة عليها نتيجة تحريفها عن أصلها وهو ما أظنه سبب نقمته عليها حتى ولو لم يؤمن بفكرة تحريفها-، ولا يُلام، فعصر القمع والدماء جعله مشابها لبعض العلمانيين في رفضها، لكنه لم يتمالك رد فعله وعممه على جميع الأديان وشكك في صدق النبوّة، وعدالة الخالق -تعالى عن ذلك- لو أجبرنا على اتباع نبيّ لم نره ولم نر معجزاته! والغريب هنا أنه رغم هدوئه واتزانه ومطالبته بالبحث عن جميع الأقوال، لم يقرأ جيدا -كما أستشف- في الإسلام من أهله، وربما لم يقرأ رواية عيسى عليه السلام في القرآن، فهو أتى في ذكر الكتب على التوراة والإنجيل ولم يذكر القرآن وهذا سبب اعتقادٍ آخر.
رغم هذا كله، لا يفرض رأيه، ولا يدعي صحته، بل يذكرك مرارا أنه ربما كان عقل غيره أصلح واستطاع فهم ماهية النبوة والإيمان بها، وهو الشيء الذي لم يستطعه، هذا مايجعلني أحترم رأيه وأُعجب بطريقته
فهو لم يدَّعِ الحق المطلق ولا الجزئي، ولم يضع عقلهُ في مرتبة أعلى من مخالفيه، بل افترض طبيعة علوهم، وصحة عقولهم وفهمهم، الأمر الذي يجعله مُنفتحا وقابلا لأي رأي ولأي مخالف
يرتقي بك الكتاب في منتصفه إلى الإيمان العميق بالله، إلى الاستسلام والانقياد له، يمنحك الطمأنينة وشرف محبة ومخافة الله، يُشعرك بصغرك، يذكّرك بحدودك التي خُلقت دون تجاوزها
إجمالا، أبهرني الكتاب فكرًا ولغة
هذا منهج فكريّ إنسانيّ رائع في مخاطبة العقل وإقناعه بعيدًا عن أساليب الوعظ البالية، إنه دعوة لإعمال العقل والضمير/الوجدان
ربما كان الإلحاد "موضة" قديمة، لكن الكاتب بأسلوبه الجميل جعل كتابه متجاوزا فكرة الرد، جعله عرضا لأسلوبه في التفكير والاستنتاج
يبدو روسو ناقما على المسيحية -التي أرى كثرة النقمة عليها نتيجة تحريفها عن أصلها وهو ما أظنه سبب نقمته عليها حتى ولو لم يؤمن بفكرة تحريفها-، ولا يُلام، فعصر القمع والدماء جعله مشابها لبعض العلمانيين في رفضها، لكنه لم يتمالك رد فعله وعممه على جميع الأديان وشكك في صدق النبوّة، وعدالة الخالق -تعالى عن ذلك- لو أجبرنا على اتباع نبيّ لم نره ولم نر معجزاته! والغريب هنا أنه رغم هدوئه واتزانه ومطالبته بالبحث عن جميع الأقوال، لم يقرأ جيدا -كما أستشف- في الإسلام من أهله، وربما لم يقرأ رواية عيسى عليه السلام في القرآن، فهو أتى في ذكر الكتب على التوراة والإنجيل ولم يذكر القرآن وهذا سبب اعتقادٍ آخر.
رغم هذا كله، لا يفرض رأيه، ولا يدعي صحته، بل يذكرك مرارا أنه ربما كان عقل غيره أصلح واستطاع فهم ماهية النبوة والإيمان بها، وهو الشيء الذي لم يستطعه، هذا مايجعلني أحترم رأيه وأُعجب بطريقته
فهو لم يدَّعِ الحق المطلق ولا الجزئي، ولم يضع عقلهُ في مرتبة أعلى من مخالفيه، بل افترض طبيعة علوهم، وصحة عقولهم وفهمهم، الأمر الذي يجعله مُنفتحا وقابلا لأي رأي ولأي مخالف
يرتقي بك الكتاب في منتصفه إلى الإيمان العميق بالله، إلى الاستسلام والانقياد له، يمنحك الطمأنينة وشرف محبة ومخافة الله، يُشعرك بصغرك، يذكّرك بحدودك التي خُلقت دون تجاوزها
إجمالا، أبهرني الكتاب فكرًا ولغة
October 20, 2017
عقيدة القس من جبل السافوا هو فصل إضافي في الكتاب الرابع من كتاب روسو الشهير "إميل"، وهو عبارة عن عظة جبلية يلقيها قس على الشاب الذي سيصبح معلمًا لإميل.. في هذا الكتاب الوجه الصريح من إيمان روسو.
لا يمكن بأي شكل اعتبار روسو كفيلسوف، كما قال رسل أن توما الأكويني أكثر أصالة وأمتن حجة منه، فهو لم يقدم أي حجة أو دليل على كلامه. ولا هو رجل دين، حيث جاء الجزء الثاني من الكتاب معارضًا لآراء الكنيسة، محاولًا الوصول للحقيقة الدينية دون التقيد بأي عقيدة. يمكن أن نستقر في النهاية على كونه مفكر، ولن أقول مفكر ديني لتناوله جانب آخر بعيدًا عن الدين في كتابه "العقد الاجتماعي".
في نظري أن أهمية روسو تتمحور في أنه مهد الطريق لكانط.
يمكن تقسيم الكتاب لجزأين: الأول: في نظرته للإله.. والثاني: في نظرته للأديان.
في الجزء الأول ضرب روسو بالفلسفة والفلاسفة عرض الحائط، فقال أن كل ما ساقوه ليس إلا أوهام وأن الإله لايُستدل عليه بالعقل بل من خلال القلب فقط، ولكنه لم يسق أي حجة على كلامه، فلم يفعل مثل كانط في نقده للعقل المحض وسياقة البراهين والدلائل القوية على كلامه، بل هو كلام نابع عن إيمان ديني فقط، فأتى هذا الجزء لا يمت للفلسفة بصلة.
الجزء الثاني مختلف بعض الشيء، ففيه تناول روسو الوحي والأديان من نظرية موضوعية مليئة بالشك، فقال أنه مع وجود كل هذه الطوائف والفرق لا نعلم من على حق، كلٌ يظن أنه الحق دون النظر والتمحيص.
وتحدث عن الأخلاق والضمير والرسالات السماوية وفطرة الشخص التي تدفعه للإيمان بالإله بعيدًا عن الدين الذي سيراه الحق.
وكان روسو في هذا الجزء أقرب إلى الروح الإسلامية بالرغم من مسيحيته وبالرغم من تحرره من جميع الديانات عند الحديث، فالمهم عنده هو القلب وما يؤمن به لا الديانة، وليس من المستغرب رفضه من قِبل الكنيسة في عصره.
وسأنتهي إلى ما بدأت به أن الكتاب مميز دينيًا وسيِّئ فلسفيًا، سيتيح للعقل المتزمت تتوسيع أفقه، وقد يوفر الخلاص للمسلم الذي انتابه الشك دون التبحر في الفلسفة
لا يمكن بأي شكل اعتبار روسو كفيلسوف، كما قال رسل أن توما الأكويني أكثر أصالة وأمتن حجة منه، فهو لم يقدم أي حجة أو دليل على كلامه. ولا هو رجل دين، حيث جاء الجزء الثاني من الكتاب معارضًا لآراء الكنيسة، محاولًا الوصول للحقيقة الدينية دون التقيد بأي عقيدة. يمكن أن نستقر في النهاية على كونه مفكر، ولن أقول مفكر ديني لتناوله جانب آخر بعيدًا عن الدين في كتابه "العقد الاجتماعي".
في نظري أن أهمية روسو تتمحور في أنه مهد الطريق لكانط.
يمكن تقسيم الكتاب لجزأين: الأول: في نظرته للإله.. والثاني: في نظرته للأديان.
في الجزء الأول ضرب روسو بالفلسفة والفلاسفة عرض الحائط، فقال أن كل ما ساقوه ليس إلا أوهام وأن الإله لايُستدل عليه بالعقل بل من خلال القلب فقط، ولكنه لم يسق أي حجة على كلامه، فلم يفعل مثل كانط في نقده للعقل المحض وسياقة البراهين والدلائل القوية على كلامه، بل هو كلام نابع عن إيمان ديني فقط، فأتى هذا الجزء لا يمت للفلسفة بصلة.
الجزء الثاني مختلف بعض الشيء، ففيه تناول روسو الوحي والأديان من نظرية موضوعية مليئة بالشك، فقال أنه مع وجود كل هذه الطوائف والفرق لا نعلم من على حق، كلٌ يظن أنه الحق دون النظر والتمحيص.
وتحدث عن الأخلاق والضمير والرسالات السماوية وفطرة الشخص التي تدفعه للإيمان بالإله بعيدًا عن الدين الذي سيراه الحق.
وكان روسو في هذا الجزء أقرب إلى الروح الإسلامية بالرغم من مسيحيته وبالرغم من تحرره من جميع الديانات عند الحديث، فالمهم عنده هو القلب وما يؤمن به لا الديانة، وليس من المستغرب رفضه من قِبل الكنيسة في عصره.
وسأنتهي إلى ما بدأت به أن الكتاب مميز دينيًا وسيِّئ فلسفيًا، سيتيح للعقل المتزمت تتوسيع أفقه، وقد يوفر الخلاص للمسلم الذي انتابه الشك دون التبحر في الفلسفة
June 16, 2016
دين الفطرة
في عالم يموج بالتعصب الديني والصراع الكاثوليكي البروتستانتي جاء هذا الكتاب، ومن رجل نشأ كالفينياً، وحاولت سيدة تحويله إلى الكاثوليكية ولكنه عاد في نهاية حياته إلى عقيدته الأصلية، هكذا... يكتب روسو عقيدته ولكن بطريقة متخيلة من خلال حوار بين راهب منعزل في الجبال ومريد يصل إليه، إنها محاولة لتلمس فطرة الإنسان، بعيداً عن التعاليم الدينية التي يرى روسو أنها حرفت الإنسان عن فطرته، إنها محاولة الإنسان للوصول إلى العقيدة من خلال التساؤل الداخلي.
في عالم يموج بالتعصب الديني والصراع الكاثوليكي البروتستانتي جاء هذا الكتاب، ومن رجل نشأ كالفينياً، وحاولت سيدة تحويله إلى الكاثوليكية ولكنه عاد في نهاية حياته إلى عقيدته الأصلية، هكذا... يكتب روسو عقيدته ولكن بطريقة متخيلة من خلال حوار بين راهب منعزل في الجبال ومريد يصل إليه، إنها محاولة لتلمس فطرة الإنسان، بعيداً عن التعاليم الدينية التي يرى روسو أنها حرفت الإنسان عن فطرته، إنها محاولة الإنسان للوصول إلى العقيدة من خلال التساؤل الداخلي.
January 13, 2014
قرأت -قديماً- قصة كانت تلازمني طوال قراءتي لهذا الكتاب -و إن كنت لم أجد لها سنداً- تقول:
لما خرج فخر الدين الرازي من بيته في نيسابور، وصار يمشي في الشارع وخلفه أكثر من ثلاثمائة طالب من طلابه، وقفت عجوزٌ عند بابها فسألت أحد الطلبة: من هذا الملك؟! فقال: هذا ليس ملك، هذا الفخر الرازي الذي يعرف ألف دليل ودليل على وجود الله!
فضحكت العجوز وقالت: لو لم يكن عنده ألف شك وشك على وجود الله لما أحتاج إلى ألف دليل ودليل!
فلما سمع قال: اللهم إيماناً كإيمان العجائز!
هذه القطعة المترجمة هي تجسيد لـ " فطرة الله التي فطر الناس عليها " بكل بساطة و دونما تعقيد فلسفي أو جحود أو شك المتكلمين أو اضطراب غيرهم !
جزى الله الأستاذ العروي خيرا على ترجمته لهذه القطعة الفريدة.
لما خرج فخر الدين الرازي من بيته في نيسابور، وصار يمشي في الشارع وخلفه أكثر من ثلاثمائة طالب من طلابه، وقفت عجوزٌ عند بابها فسألت أحد الطلبة: من هذا الملك؟! فقال: هذا ليس ملك، هذا الفخر الرازي الذي يعرف ألف دليل ودليل على وجود الله!
فضحكت العجوز وقالت: لو لم يكن عنده ألف شك وشك على وجود الله لما أحتاج إلى ألف دليل ودليل!
فلما سمع قال: اللهم إيماناً كإيمان العجائز!
هذه القطعة المترجمة هي تجسيد لـ " فطرة الله التي فطر الناس عليها " بكل بساطة و دونما تعقيد فلسفي أو جحود أو شك المتكلمين أو اضطراب غيرهم !
جزى الله الأستاذ العروي خيرا على ترجمته لهذه القطعة الفريدة.
September 14, 2015
هذا كتاب يمكننا أن نقول بكل أريحية أن حياتنا قبل قراءته تختلف تمامًا عنها بعد قراءته.
January 16, 2014
إذا كنت مثلي -ومثل آلاف غيري- قد مللت من خطب الجمعة المستهلكة والمملة، فأنصحك بقراءة هذا الكتاب الذي يلقي فيه الشيخ جان جاك روسو موعظة دينية فلسفية توفق بين العقل والوجدان على أسماع من يقرأه
December 1, 2013
على عكس ما يتوهم و يشيع دعاة التنوير العرب ممن اعتادوا ترداد الشعارات دون فهم أو معرفة , فقد كان جان جاك روسو حالماً رومانتيكيّاً , و مقاطعاً من قبل أغلب معاصريه سواء من الفلاسفة أو رجال الدين , باعتباره قد الإغراق في مسائل الفلسفة والعلم الطبيعي التي لا منفعة أخلاقية من ورائها, و باعتباره نقد أنماط التدين القائمة بشدة وقد اختبر هو أن يكون بروتستانتيا و كاثولكيا في حياته , حتى دعا إلى دين الفطرة كما يروج له في هذا الكتاب.
هذا الفيلسوف الحالم الذي قضى حياته من منفى إلى منفى , كما يليق بالحالمين تمنحك قراءته لطفاً و خفة وإلهاماً تحتاجه مع سير الحياة الثقيل.,
هذا الفيلسوف الحالم الذي قضى حياته من منفى إلى منفى , كما يليق بالحالمين تمنحك قراءته لطفاً و خفة وإلهاماً تحتاجه مع سير الحياة الثقيل.,
January 27, 2012
في غمرة من طغيان الفلسفة المادية الألحادية - ايام بيركلي وغيره - يُطل روسو على القراء الأوروبيين في كتبه يفند بها شبهات شوهت الدين والإيمان بأسلوبه البسيط الأدبي.
الكتاب من ترجمة عبدالله العروي الذي بذل فيه جهداً رائعاً في جعل عبارته بسيطه ولكن بسبب قِدم الكتاب وبعد الزمان الألحادي عن زماننا الحاضر يجعل من أفكار روسو المكتوبة صفحات تقلب كونها ليست من ضمن الأشياء الهامة.
أجمل مافي الكتاب وأقربه لقارئ العربي هو الثلث الأخير منه ومن أخر صفحة اقتبس هذا الاقتباس الجميل:
أيها الشاب الطيب،
عليك دائماً بالأخلاص والصدق والتواضع. إن جهلت شيئاً، اعترف بجهلك، فلن تخدع أحداً ولن تنخدع بأحد. إن نمت مواهبك وأصبحت جديراً بمخاطبة الجمهور، كلم الناس بما تكنه في صميرك ولا تأبه إن صفقوا لك أو لا.
كثرة العلم تؤدي إلى رقة الإيمان. العالم يزدري مشاعره العامة ويود لو يتميز بنزعة خاصة به. الفلسفة المغترة بتفوقها تقود إلى التعصب. تجنب كل مغالاة والزم دائماً سبيل الحق أو مابدا لك حقاً على الفور. لا تتنكر أبداً للحق عن غرور أو تخاذل. اصدع بإيمانك في جموع الفلاسفة وبين الملتزمين ادعُ إلى التسامح. قد لا يؤازرك أحد، لكن رضاك على نفسك يعفيك من استجداء رضى الآخرين. أأحبوك أم مقتوك، أقرأوا ما تكتب أم أهمله، لا تلتفت إليهم. قل الحق وافعل الخير، المهم هو أن تقوم بواجبك مادمت تدرج على وجه الأرض. من يخدم غيره هو الذي يخدم لنفسه حقاً. يا ولدي، المصلحة الشخصية مصلة، مالا يضل أبداً هو رجاء الإنسان العادل.
آمين
الكتاب من ترجمة عبدالله العروي الذي بذل فيه جهداً رائعاً في جعل عبارته بسيطه ولكن بسبب قِدم الكتاب وبعد الزمان الألحادي عن زماننا الحاضر يجعل من أفكار روسو المكتوبة صفحات تقلب كونها ليست من ضمن الأشياء الهامة.
أجمل مافي الكتاب وأقربه لقارئ العربي هو الثلث الأخير منه ومن أخر صفحة اقتبس هذا الاقتباس الجميل:
أيها الشاب الطيب،
عليك دائماً بالأخلاص والصدق والتواضع. إن جهلت شيئاً، اعترف بجهلك، فلن تخدع أحداً ولن تنخدع بأحد. إن نمت مواهبك وأصبحت جديراً بمخاطبة الجمهور، كلم الناس بما تكنه في صميرك ولا تأبه إن صفقوا لك أو لا.
كثرة العلم تؤدي إلى رقة الإيمان. العالم يزدري مشاعره العامة ويود لو يتميز بنزعة خاصة به. الفلسفة المغترة بتفوقها تقود إلى التعصب. تجنب كل مغالاة والزم دائماً سبيل الحق أو مابدا لك حقاً على الفور. لا تتنكر أبداً للحق عن غرور أو تخاذل. اصدع بإيمانك في جموع الفلاسفة وبين الملتزمين ادعُ إلى التسامح. قد لا يؤازرك أحد، لكن رضاك على نفسك يعفيك من استجداء رضى الآخرين. أأحبوك أم مقتوك، أقرأوا ما تكتب أم أهمله، لا تلتفت إليهم. قل الحق وافعل الخير، المهم هو أن تقوم بواجبك مادمت تدرج على وجه الأرض. من يخدم غيره هو الذي يخدم لنفسه حقاً. يا ولدي، المصلحة الشخصية مصلة، مالا يضل أبداً هو رجاء الإنسان العادل.
آمين
November 9, 2016
قراءتي الويكاندية كانت مميزة .. روسو أحيانا يبدو إيمانه ذو ثوابت راسخة جلية و أحيانا يتبلور من أفكار قريبة مما يتهادى في العقول الصبيانية البسيطة . دين
الفطرة هو الدين الحق .. الاتجاه الذي سيصبو إليه كل من بحث عن الله وحده، مجردا من كل خلفية، من كل موروث و من كل أفكار قبلية .
اطمئننت لإيمان روسو و دينه السلس القويم الذي عرضه من خلال أفكار وجدانية،فوجدته إسلاما أكثر ايلاما من التعقيدات التي تربك حياتنا العقائدية المطبوخة من طرف رجال الدين. لقد وفق روسو في نسخ خيط رفيع متواصل دقيق من الايمانيات اسماها ب دين الفطرة اي انه غير مدنس بأي شيء.
و الأهم من كل ذا و ذاك هو أن الكتاب أخذني الى التفكير جديا باعتماد تجربة روحية دينية للبحث عن الله مجردة كل التجريد من كل السوابق الايمانية الموروثة التي حصلت عليها دون أي جهد أو بحث يذكر .. لكن متى و كيف تظلان عالقتان الى اشعار لربما يكون قريبا ... �
June 26, 2013
ان عصارة الشريعة في كل بلد وفي كل ملة هي ان تحب الخالق فوق كل مخلوق, وان تحب اخاك كما تحب نفسك, وان الدين لا يعفي من واجبات الاخلاق وان العبادة بالقلب هي اول تلك الواجبات وان لا فضيلة حقة ابداً دون ايمان وان العلم يؤدي الى رقة الايمان
هذا الكتاب ينطبق عليه قول العلامة محمد اقبال رحمه الله
إنّ الطيور وإن قصصت جناحها
تسمو بفطرتها إلى الطيران
وقوله ايضاً
اغرق بذاتك ما استطعت فشط بحرك في حياتك
اذا كان يزعجك انتسابي فانتسب لجمال ذاتك
ما عالم القلب؟ الحب والمروءة والحماسة
ما عالم الجسد؟ التجارة والتملق والسياسة
يا انت انت اذا وجدت على الفؤاد فلن تراع
اما غنى الاجساد فهو وكل ما فيه ضياااع
واذا وجدت القلب ثم اضعته فالحق انك ما وجدته
والحق انك ضائع الخطوات من وهم تصدق ما ظننته
اظن انه لا يقدم جديد لمن قرأ للغزالي واقبال وكانت
ولكن اسلوب الكتاب جميل وسلس كانه يخاطب قلبك وروحك
هذا الكتاب ينطبق عليه قول العلامة محمد اقبال رحمه الله
إنّ الطيور وإن قصصت جناحها
تسمو بفطرتها إلى الطيران
وقوله ايضاً
اغرق بذاتك ما استطعت فشط بحرك في حياتك
اذا كان يزعجك انتسابي فانتسب لجمال ذاتك
ما عالم القلب؟ الحب والمروءة والحماسة
ما عالم الجسد؟ التجارة والتملق والسياسة
يا انت انت اذا وجدت على الفؤاد فلن تراع
اما غنى الاجساد فهو وكل ما فيه ضياااع
واذا وجدت القلب ثم اضعته فالحق انك ما وجدته
والحق انك ضائع الخطوات من وهم تصدق ما ظننته
اظن انه لا يقدم جديد لمن قرأ للغزالي واقبال وكانت
ولكن اسلوب الكتاب جميل وسلس كانه يخاطب قلبك وروحك
March 14, 2016
لماذا كل هذا التنوع في الاديان ما هو الدين الحق رحلة بحث عن الحقيقة عن طريق استخدام العقل و الشك استطاع التوصل الى وجود الله تعالى و الى دين يجمع بين كل سكان العالم دين الفطرة اعجبتني الفكرة التي دعى اليها في نهاية الكتاب تشبت بدينك و بعيدا عن التعصب استخدم ضميرك في الاخير اليس منبع كل الاديان واحد حتى من يعيش في جزيرة نائية ولم يسمع باي ديانة من الديانات فهو يتبع دين الفطرة الكتاب فلسفي وقراته في فترة كانت لدي مجموعة من التساؤلات وجدت الاجابة عنها في هذا الكتاب
November 22, 2013
سأترك جانبا الحديث عن المفكر عبد الله العروي، الذي لفت انتباهي مثلما لفت انتباهي روسو في كتابه "دين الفطرة"...فقد اعتدنا لما يتحدث الفلاسفة أن ندخل متاهة يصعب الخروج منها، ولكنها مع روسو طريق ممهدة سهلة، رافقته في الكثير من محطاتها، وإن تقاطعت طرقنا أحيانا.
جان جاك روسو ولد في مدينة جنيف عام 1712 ومات فيها بعد عودته من باريس عام 1778 وهو أحد الفلاسفة الذين أشعلت أفكارهم لهب الثورة الفرنسية...والكتاب ترجمة من الفرنسية لنص جاء بعنوان (عقيدة قس من جبال السافو) وقد تحدث فيه روسو على لسان ذلك القس لتلميذ لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره حول الدين ودوره في الحياة...والذي يرى بإن الانسان "سعيد بطبعه شقي بثقافته، نجاته في نبذ الزخارف المكتسبة والعودة الى براءته الأولى"...في محاولة للتحرك من نقد الواقع إلى تأسيس ثقافة جديدة متناغمة مع الفطرة.
"يقال لنا إن الضمير وهم من الأوهام التي نتوارثها دون فحص. لكن تجربتي تثبت أن ضميرنا لا ينفك يطيع أوامر الطبيعة ويعاكس كل قوانين البشر. يلح المجتمع على حظر هذا الفعل أو ذاك، لكن إن كان المحظور مما تبيحه حقاً الطبيعة، وأحرى إن كان مما توص به، فلا يوبخنا الضمير إلا توبيخاً خفيفاً."
انتقد روسو الفلاسفة لأنه وجدهم "معجبين بأنفسهم واثقين بنظرياتهم متشبثين بمزاعمهم" وأنه اختار طريقه المختلف عنهم فـ "ما أطمأن إليه قلبي من دون تردد اعتبرته حقيقة بديهية، وكل ما ترتب عن هذه الحقيقة حكمت بأنه صحيح مقرر. وغير ذلك وضعته بين منزلتين لا أقره ولا أنفيه، بل لا يعنيني توضيحه إن كان لا يؤدى إلى منفعة ثابتة."
وتدرج في عرض قناعاته وأفكاره حتى وصل إلى اليقين بوجود الله تعالى
"إن الكون المرئي كله مادة متناثرة جامدة لا يظهر على مجموعها تلك الوحدة، ذلك الانتظام ذلك الوعي المشترك الذي يربط بين أجزاء الجسم الحي. هذا الكون متحرك، حركاته متناسقة، متواترة خاضعة لقوانين قارة فلا يملك إذن تلك الحرية التي نشاهدها في حركات الإنسان والحيوان بالتالي (فالكون) ليس حيواناً ضخماً يتحرك من ذاته فحركاته ناجمة إذن من عامل خارجي. لا أستطيع أن أراه لكنى مقتنع في قرارة نفسي أنه موجود إلى حد أني لا أكاد أرى الشمس تسير دون أن أتخيل قوة تدفعها أو الأرض تدور من دون أن أشعر أن يداً تدفعها."
بدايةً...حاولت التجرد أثناء القراءة، والابتعاد عن مقارنة ما قاله روسو بما جاءت به عقيدتنا الإسلامية...وما استطعت...فكنت أؤيده لما يتفقان...وألجأ لعقيدتي وفهمي لها لما يختلفان
ما جاء به روسو زادني إيمانا بالإسلام من ناحية، وزادني اقتناعا أن الفطرة السليمة لو أُحسن توجيهها فلن تختار غير الإسلام دينا..."فطرة الله التي فطر الناس عليها"...والتي تنقاد لها القلوب والعقول والأرواح...ولا تشعر بالغربة عنها...بل تستسلم لها طواعية
نعود للكتاب...ويظل التساؤل الأول يشغلني...لماذا اختار العروي هذا الكتاب لترجمته وغير عنوانه الأصلي؟؟ وقد تحدث العروي عن ذلك في مقدمته قائلا بأن فلسفة روسو إيمانية فطرية وجاءت في ظروف لا بد لنا من دراستها من أجل تفكيك بعض مشكلات الوجود الفكري العربي اليوم...فــ "دين الفطرة هو وقاية ضد انتشار الزندقة المؤدية إلى الإباحية والفوضى الأخلاقية. ففي ظروف أوروبا القرن الثامن عشر لم يعد الخيار بين الكاثوليكية والعلمانية بقدر ما أصبح بين دين الفطرة (عقيدة القس) والإلحاد"
بغض النظر عن فكر العروي وغاياته من ترجمة الكتاب...فقد استمتعت بقراءته، فكانت تجربة فكريّة روحيّة جديدة...فهي موعظة جبليّة إيمانيّة من فيلسوف تحوّل من البروتستانتية إلى الكاثوليكية ثم عاد إلى الكالفينية...وعاش في باريس بين فكّي ماديتها وفلاسفتها في القرن الثامن عشر، والتي حرضت "المواطن من جنيف" على اكتشاف روحانيّته من جديد
وبالتالي فالكتاب لمن عاش في مثل هذه الظروف سيعد فتحا، وستكون قراءته للغربي البعيد عن دينه بحجة أنه تقليدي، والغارق في ماديته وعلمانيّته، تجربة فريدة
من فكر وفلسفة روسو:
" إن كانت حركة المادة تدل على وجود إرادة, فإن المادة المتحركة حسب قوانين ثابتة تدل على عقل. هذا هو الركن الثانى فى عقيدتى . الفعل , المقارنة, الإختيار هذا ما لايقوم به إلا كائن فاعل عاقل. ذلك الكائن موجود إذن. تسألنى أين ترى وجوده؟ أرى وجوده فى السماوت حين تجرى وفى الكوكب حين ينير كما أراه فى نفسى, بل فى الغنم التى ترعى وفى الطير وهو يحلق فى السماء وفى أوراق الشجر حين تتقاذفها الرياح."
"وراء حركة الكون ونشاط الطبيعة توجد إرادة، على هذا المبدأ أشيد عقيدتي فهو بندها الأول"
"هل يخفى على أي ناظر منصف أن النظام الظاهر في الكون ينبئ بوجود عقل أسمى؟ ليحدثني من أراد وطالما أراد عن المصادفة والاتفاق، قد يفحمني من دون أن يقنعني، ماذا يفيد ذلك؟!"
"هذا الكائن المريد القادر، هذا الكائن الفعال بذاته، الذي يحرك الكون وينظم الأشياء أطلق عليه اسم: الرب، وعياً مني بهذا التصور لن أجادل أحداً قط في ماهية الرب...مثل هذا الجدل مخاطرة كبيرة، لا يليق بعاقل أن يتجرأ عليها إلا بكثير من الحذر والخشوع إيماناً منه أنه غير مسلح للتدقيق في هذا الأمر"
"أكبر استخفاف بالرب ليس الغفلة عنه بل التفكير فيه بما لا يليق"
"خلاصة القول أني كلما اجتهدت لفحص جوهر اللامتناهي زدته غموضاً وعجزت أكثر فأكثر عن تصوره. إلا أنه بالنسبة لي موجود، وهذا كافٍ. كلما تراجع فهمي زاد خشوعي"
"تتقاسم أوروبا ثلاث ديانات رئيسية، إحداها تؤمن برسالة واحدة، الثانية برسالتين، الثالثة بثلاث رسالات...، الديانة التي لا تقبل سوى رسالة واحدة (أي اليهودية) هي الأقدم وتبدو الأوثق. الديانة التي تقبل ثلاث رسالات (أي الإسلام) هي الخاتمة وتبدو الأكثر اعتدالاً واتّساقاً، التي تقول برسالتين (أي المسيحية) قد تكون الأفضل لكنها تصدم البديهة، والتناقض في معتقدها واضح لكل ناظر"
اللهم ارزقنا إيماناً لا شكّ فيه
جان جاك روسو ولد في مدينة جنيف عام 1712 ومات فيها بعد عودته من باريس عام 1778 وهو أحد الفلاسفة الذين أشعلت أفكارهم لهب الثورة الفرنسية...والكتاب ترجمة من الفرنسية لنص جاء بعنوان (عقيدة قس من جبال السافو) وقد تحدث فيه روسو على لسان ذلك القس لتلميذ لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره حول الدين ودوره في الحياة...والذي يرى بإن الانسان "سعيد بطبعه شقي بثقافته، نجاته في نبذ الزخارف المكتسبة والعودة الى براءته الأولى"...في محاولة للتحرك من نقد الواقع إلى تأسيس ثقافة جديدة متناغمة مع الفطرة.
"يقال لنا إن الضمير وهم من الأوهام التي نتوارثها دون فحص. لكن تجربتي تثبت أن ضميرنا لا ينفك يطيع أوامر الطبيعة ويعاكس كل قوانين البشر. يلح المجتمع على حظر هذا الفعل أو ذاك، لكن إن كان المحظور مما تبيحه حقاً الطبيعة، وأحرى إن كان مما توص به، فلا يوبخنا الضمير إلا توبيخاً خفيفاً."
انتقد روسو الفلاسفة لأنه وجدهم "معجبين بأنفسهم واثقين بنظرياتهم متشبثين بمزاعمهم" وأنه اختار طريقه المختلف عنهم فـ "ما أطمأن إليه قلبي من دون تردد اعتبرته حقيقة بديهية، وكل ما ترتب عن هذه الحقيقة حكمت بأنه صحيح مقرر. وغير ذلك وضعته بين منزلتين لا أقره ولا أنفيه، بل لا يعنيني توضيحه إن كان لا يؤدى إلى منفعة ثابتة."
وتدرج في عرض قناعاته وأفكاره حتى وصل إلى اليقين بوجود الله تعالى
"إن الكون المرئي كله مادة متناثرة جامدة لا يظهر على مجموعها تلك الوحدة، ذلك الانتظام ذلك الوعي المشترك الذي يربط بين أجزاء الجسم الحي. هذا الكون متحرك، حركاته متناسقة، متواترة خاضعة لقوانين قارة فلا يملك إذن تلك الحرية التي نشاهدها في حركات الإنسان والحيوان بالتالي (فالكون) ليس حيواناً ضخماً يتحرك من ذاته فحركاته ناجمة إذن من عامل خارجي. لا أستطيع أن أراه لكنى مقتنع في قرارة نفسي أنه موجود إلى حد أني لا أكاد أرى الشمس تسير دون أن أتخيل قوة تدفعها أو الأرض تدور من دون أن أشعر أن يداً تدفعها."
بدايةً...حاولت التجرد أثناء القراءة، والابتعاد عن مقارنة ما قاله روسو بما جاءت به عقيدتنا الإسلامية...وما استطعت...فكنت أؤيده لما يتفقان...وألجأ لعقيدتي وفهمي لها لما يختلفان
ما جاء به روسو زادني إيمانا بالإسلام من ناحية، وزادني اقتناعا أن الفطرة السليمة لو أُحسن توجيهها فلن تختار غير الإسلام دينا..."فطرة الله التي فطر الناس عليها"...والتي تنقاد لها القلوب والعقول والأرواح...ولا تشعر بالغربة عنها...بل تستسلم لها طواعية
نعود للكتاب...ويظل التساؤل الأول يشغلني...لماذا اختار العروي هذا الكتاب لترجمته وغير عنوانه الأصلي؟؟ وقد تحدث العروي عن ذلك في مقدمته قائلا بأن فلسفة روسو إيمانية فطرية وجاءت في ظروف لا بد لنا من دراستها من أجل تفكيك بعض مشكلات الوجود الفكري العربي اليوم...فــ "دين الفطرة هو وقاية ضد انتشار الزندقة المؤدية إلى الإباحية والفوضى الأخلاقية. ففي ظروف أوروبا القرن الثامن عشر لم يعد الخيار بين الكاثوليكية والعلمانية بقدر ما أصبح بين دين الفطرة (عقيدة القس) والإلحاد"
بغض النظر عن فكر العروي وغاياته من ترجمة الكتاب...فقد استمتعت بقراءته، فكانت تجربة فكريّة روحيّة جديدة...فهي موعظة جبليّة إيمانيّة من فيلسوف تحوّل من البروتستانتية إلى الكاثوليكية ثم عاد إلى الكالفينية...وعاش في باريس بين فكّي ماديتها وفلاسفتها في القرن الثامن عشر، والتي حرضت "المواطن من جنيف" على اكتشاف روحانيّته من جديد
وبالتالي فالكتاب لمن عاش في مثل هذه الظروف سيعد فتحا، وستكون قراءته للغربي البعيد عن دينه بحجة أنه تقليدي، والغارق في ماديته وعلمانيّته، تجربة فريدة
من فكر وفلسفة روسو:
" إن كانت حركة المادة تدل على وجود إرادة, فإن المادة المتحركة حسب قوانين ثابتة تدل على عقل. هذا هو الركن الثانى فى عقيدتى . الفعل , المقارنة, الإختيار هذا ما لايقوم به إلا كائن فاعل عاقل. ذلك الكائن موجود إذن. تسألنى أين ترى وجوده؟ أرى وجوده فى السماوت حين تجرى وفى الكوكب حين ينير كما أراه فى نفسى, بل فى الغنم التى ترعى وفى الطير وهو يحلق فى السماء وفى أوراق الشجر حين تتقاذفها الرياح."
"وراء حركة الكون ونشاط الطبيعة توجد إرادة، على هذا المبدأ أشيد عقيدتي فهو بندها الأول"
"هل يخفى على أي ناظر منصف أن النظام الظاهر في الكون ينبئ بوجود عقل أسمى؟ ليحدثني من أراد وطالما أراد عن المصادفة والاتفاق، قد يفحمني من دون أن يقنعني، ماذا يفيد ذلك؟!"
"هذا الكائن المريد القادر، هذا الكائن الفعال بذاته، الذي يحرك الكون وينظم الأشياء أطلق عليه اسم: الرب، وعياً مني بهذا التصور لن أجادل أحداً قط في ماهية الرب...مثل هذا الجدل مخاطرة كبيرة، لا يليق بعاقل أن يتجرأ عليها إلا بكثير من الحذر والخشوع إيماناً منه أنه غير مسلح للتدقيق في هذا الأمر"
"أكبر استخفاف بالرب ليس الغفلة عنه بل التفكير فيه بما لا يليق"
"خلاصة القول أني كلما اجتهدت لفحص جوهر اللامتناهي زدته غموضاً وعجزت أكثر فأكثر عن تصوره. إلا أنه بالنسبة لي موجود، وهذا كافٍ. كلما تراجع فهمي زاد خشوعي"
"تتقاسم أوروبا ثلاث ديانات رئيسية، إحداها تؤمن برسالة واحدة، الثانية برسالتين، الثالثة بثلاث رسالات...، الديانة التي لا تقبل سوى رسالة واحدة (أي اليهودية) هي الأقدم وتبدو الأوثق. الديانة التي تقبل ثلاث رسالات (أي الإسلام) هي الخاتمة وتبدو الأكثر اعتدالاً واتّساقاً، التي تقول برسالتين (أي المسيحية) قد تكون الأفضل لكنها تصدم البديهة، والتناقض في معتقدها واضح لكل ناظر"
اللهم ارزقنا إيماناً لا شكّ فيه
May 9, 2015
القمع يريح ضمائرنا و يجعلنا نشعر اننا دائما على حق , يسرنا ان نفحم اناساً لا يجرؤون على رفع صوتهم !
لو الكتاب ده ماكنش فيه غير الجملة دي بس , اعتقد تقييمي له ماكنش هيختلف , نادر جداً ان الواحد يقرا كتاب
لواحد مش من عصره ولا من بلده و لا من دينه و يلاقيه بيسأل نفس الأسئله اللي هو عايز يسألها .
جان جاك روسو , الحقيقة كل معلوماتي عنه كانت من فلسفة الثانوية العامة و يمكن مش فاكرة اي رأي من اراءه اللي
درستها وقتها و لكن اسمه علق فـ ذهني لـ موسيقاه مش أكتر ..و رغم ان الكتاب ده اول تجاربي الفعلية معاه لكن اكيد
مش هتكون التجربة الأخيرة ..
الكتاب ده بطريقة بسيطة جداً و سهلة جداً هيوصلك أفكار هتحتاج وقت كبير تفكر فيها و بيفتح دماغك على حاجات قُدامك
طول عمرك بس عمرك ما شوفتها بالشكل ده .
طبعاً يستحق القراءة و اكيد هشتريه فـ اقرب فرصه لأنه فعلاً يستحق الأقتناء
لو الكتاب ده ماكنش فيه غير الجملة دي بس , اعتقد تقييمي له ماكنش هيختلف , نادر جداً ان الواحد يقرا كتاب
لواحد مش من عصره ولا من بلده و لا من دينه و يلاقيه بيسأل نفس الأسئله اللي هو عايز يسألها .
جان جاك روسو , الحقيقة كل معلوماتي عنه كانت من فلسفة الثانوية العامة و يمكن مش فاكرة اي رأي من اراءه اللي
درستها وقتها و لكن اسمه علق فـ ذهني لـ موسيقاه مش أكتر ..و رغم ان الكتاب ده اول تجاربي الفعلية معاه لكن اكيد
مش هتكون التجربة الأخيرة ..
الكتاب ده بطريقة بسيطة جداً و سهلة جداً هيوصلك أفكار هتحتاج وقت كبير تفكر فيها و بيفتح دماغك على حاجات قُدامك
طول عمرك بس عمرك ما شوفتها بالشكل ده .
طبعاً يستحق القراءة و اكيد هشتريه فـ اقرب فرصه لأنه فعلاً يستحق الأقتناء
May 10, 2015
ما لم أحبه في النصف الثاني لم يكن هجومه على الأديان والأنبياء والمعجزات، بالعكس كانت حججه نابعة من شكٍ جيد وليس شكٍ سيء لا يسعى إلا للنفي. ولكن ما لم يعجبني كانت ثقته الدائمة بأن ما يعتقده ويفكر هو دائمًا صوت الفطرة، ولا يمكن أن يكون غير ذلك، ولا مجال للشك عنده في ذلك. لقد فاته أنه وربما، كان يسمع الفيلسوف الصغير الذي بداخله في تلك الصفحات، وليس صوت الفطرة الطاغي في بداية الكتاب.
January 4, 2014
ليس هناك الكثير ليقال
كل من يبحث عن أصل الأديان لابد أنه سيصل إلى إن لهذا الكون إله واحد
وأن فطرة الإنسان ستكون دليله إلى هذا الاله
.
صحيح أن اسلامنا المكتسب يجعلنا لا نستشعر حقيقة هذا الدين إلا في بعض الحالات
وكثيرا ما كنت أتمنى لو أنني حديثة عهد بالاسلام حتى أشعر بحلاة اكتشاف الرب وحلاة الايمان به
وحلاة اكتشاف الراحة
لكن من يدري هل كنت سأهتدي أم أن الضلال سيتمكن من قلبي !!
.
محظوظون حقا من كانت فطرتهم السليمة دليلهم إلى الاسلام إلى دين الفطرة عامة ..
September 18, 2016
أولى رحلاتي مع جان جاك روسو، دين الفطرة، أو عقيدة القس، وفي المقدمة تفسير للعنوان، وتقديم لأفكار الكاتب بطريقة مبسطة واضحة، يشكر عليها عبدالله العروري.
من المقدمة:
فردانية روسو مطلقة إذ يقول إن الفرد لا يسعى لضمان سعادته وأعلى صور السعادة هي رضى النفس على ذاتها.
توجد مؤشرات كثيرة على أن روسو لم يكن يحمل أي عداء مبدئي للديانة الإسلامية، بل أكبر الظن أنه ربما أدرك أن مفهوم دين الفطرة أقرب إلى عقيدة الإسلام منه إلى اليهودية أو المسيحية. لكن من الواضح أن معلوماته حول الإسلام كانت جد محدودة، أغلبها مأخوذ من مونتسيكو الذي اعتمد بدوره على كتابات الرحالة الأوروبيين الذين تجولوا في الأراضي العثمانية والصفوية.
قبل أن أكمل الحديث: هناك في تاريخنا العربي والإسلامي من كتبوا وسبقوا أفكار كثير من الأوروبيين، أمثال الغزالي والتوحيدي وابن رشد وغيرهم.
دين الفطرة:
دين الفطرة: هو وقاية ضد انتشار الزندقة المؤدية إلى الإباحية والفوضى الأخلاقية. في ظروف القرن 18 لم يعد الخيار بين الكاثوليكية والعلمانية بقدر ما أصبح بيد دين الفطرة (عقيدة القس) والإلحاد.
في الكتاب:
يدعو إلى التفكر مثله، بالقلب، حتى لو أخطأ الشخص فينا، والعيش مع عدم الإصغاء إلا لنداء البراءة. يحكي عن الكيفية التي صار فيها قسيساً، وذلك رغبة لأهله وليس بهدف الصلاح أو الحق، بل لامتلاك ما يلزم ليكون عضواً في الكنيسة، لكنه شعر بما هو فوق طاقته، التنكر لطبيعته الإنسانية. كان في حال من الحيرة والشك، فتأمل وضع بني آدم البئيس، يسبحون في آرائهم بلا دليل أو مشير، فقرر البحث عن الحق متسلحاً بقلبه، إذ كيف يحتجب الحق عن قلب متشوق إليه متحمس لعبادته.
يقول عن الكنيسة إنها كانت تفصل في كل قضية ولا تدع مجالاً للتردد، وعليه إن يقبل كل العقيدة، وألا يرفض جزءاً منها، وهكذا في النهاية رفض الكل. استشار الفلاسفة، وراجع مؤلفاتهم وآراءهم، فوجدهم جميعاً معجبين بأنفسهم، متشبثين بمزامعهم. أقوياء في حالة الهجوم ضعفاء في الدفاع، حججهم لا تصلح إلا للهدم، وقاسمهم المشترك هو الجدل. يفكون الألغاز بالخيال ويظنون أنه العقل.
يتحدث عن الحركة والمادة والإرادة بشكل فلسفي، ويصل إلى قوله: إنه يقبل بسهولة أن يعجز العقل البشري عن إدراك سر الكون، لكن من يتجرأ ويدّعي أنه فك ذلك اللغز فمن واجبه أن يقول قولاً مفهوماً.
يؤمن أن الكون تسيره إرادة قادرة وحكيمة. يرى ذلك، ويشعر به. الكون مؤلف غير متناثر وإن وحدته تشهد على وجود عقل واحد، وكل ما يرى في الكون هو خاضع للنظام نفسه ساعياً للغاية نفسها، هو استمرار الكون ودوام نظامه.
اقتباسات:
أنا كائن لدي حواس تؤثر في، كائن فاعل عاقل، أتجرأ وأقول إني كائن شرّف بقوة التفكير.
الإنسان فاعل حر. فعله إذن منه، وما يفعله بإرادة حرة لا يدخل في النظام الذي اختاره الخالق بتدبيره وحكمته، فلا يجب إضافته إليه. الرب، المدبر للكون والساهر عليه، لا يريد الشر الذي يقترفه الإنسان بالإسراف في استغلال الحرية المخولة إليه. لا يمنع حدوثه، إما لأنه بلا تأثير نظراً لتفاهة فاعله، وإما لأن منع الشر لا يتم إلا بنفي حرية البشر وهو شر أكبر إذ يطعن في قيمة الإنسان الذي أوجده الرب لا ليفعل الشر بل ليُقبل على الخير مختاراً. ولكي يختار وفر له القوى الضرورية لذلك، مع وضع حد لها حتى لا يُخل الإفراط في الحرية بتوازن الكون. الشر الذي يفعله الإنسان يعود عليه بالضرر بدون أن يؤثر سلباً على النظام العام وبدون أن يمنع الجنس البشري من أن يواصل، مهما فعل، مسيرته. من يتذمر من أن الرب لا يثني الإنسان عن فعل الشر يعترض في الواقع على أنه حاباه بطبيعة ممتازة وأضفى على أفعاله صفة الأخلاق التي تزيدها شرفاً و تكريماً، إذ بها ندبه إلى التحلي بالفضيلة. أيه سعادة أكبر من الشعور بالرضى على النفس؟ وحتى نستحق تلك الغبطة وضعنا فوق هذه الأرض أحراراً لنختار، وبلانا بالشهوات ليمتحننا ووهبنا الضمير لنقاومها. هل كان في وسع القدرة الربانية نفسها أن تهب لنا أكثر مما فعلت؟ أكان وارداً أن تضع الصراع والتناقض في قلب طبيعتنا وتجازي على الخير من لا يقوى على الشر؟ ويحك أيها المتذمر! حتى لا يكون الإنسان شريراً أكان على الباري أن يسجنه في حدود الغريزة ويجعل منه بهيمة؟ حاشاك ربي ومالك روحي أن ألومك أبداً إذ جعلتني على صورتك لأكون مثلك حراً وخيراً وسعيداً.
الضمير غريزة ربانية وصوت علوي لا يخفت، هادٍ أمين لكائن جاهل محتاج كما أنه نبيه حر، بالضمير يميز الإنسان الخير من الشر ولا يخطئ، أو لم يهب لي الضمير لأحب الخير، العقل لأعرفه والحرية لأختاره ؟؟! إن فعلت الشر فلا عذر لي في ذلك
لم أعد أرى في شخصي سوى مخلوق وآلة بين يد الكائن الأعظم الذي يشأ الخير ويفعله، يوفره لي إن وافقت إرادتي مشيئته وأن أحسنت استخدام حرية الاختيار التي شرفني بها.
أن أطلب من الخالق أن يغير مشيئتي يعني أن أطالبه بأن يفعل هو ما أنا مطالب بفعله، أي أن يقوم هو بالعمل وأتقاضى أنا الأجرة. أن أتبرم من حالي معناه أي لا أرضى أن أكون بشراً، أي إني أتوخى الفوضى والشر. ربي أنت منبع العدل والحق، أنت الرحيم الكريم، أضع كل ثقتي فيك. أسمى ما يتوق إليه فؤادي هو أن تتحقق مشيئتك. أشاء ما تشاء، أفعل ما تفعل، أتقبل ما تجود به، فأشعر مسبقاً في السعادة القصوى التي هي جزاء الإحسان.
يجب أن نفصل ظاهر الدين عن حقيقته. ما يطلبه منا الخالق هو أن نعبده بالقلب، وتلك عبادة، إن كانت صادقة، واحدة. من العجب الأخرق أن نعتقد أن نوع اللباس الذي يرتديه القس، ترتيب الألفاظ التي ينطق بها، الحركات التي يقوم بها أمام المعبد، عدد الركعات التي ينجزها، كل ذلك يحظى باهتمام الخالق.
March 20, 2016
اسم الكتاب: دين الفطرة /جان جاك روسو / ترجمة عبدالله العروي
العنوان الأصلي للكتاب هو عقيدة قس من جبال السافوا Profession de foi du viciare
savoyard وقد صدر هذا الكتاب لروسو سنة 1761
وقد ترجم المؤلف هذا الكتاب ب “دي� الفطرة”� وهي ترجمة مختلفة عن العنوان الأصلي للكتاب والتي قد تحمل دلالات معينة له و التي تتضمن عقيدة القس، وتضعنا في محل التساؤل، وهو هل أن عقيدة قس جبل السافوا تمثل بحق دين الفطرة؟
بدايةً وجدت في الكتاب الكثير مما يحاكي عرفان النفس الإنسانية وتهذيبها، بأسلوب ملهم وبسيط وجميل، حيث وجدت نفسي متأملةً بعمق وبصدق هذه الكلمات والتأملات بشيء من التعجب والانبهار بروسو الإنسان، وكأنها صيغت لكل باحث وكل بشر تتراوده الأسئلة الوجودية العميقة وفلسفاتها الروحية! إنها أشبه بحديث وعظ للنفس على لسان أحد العرفانيين في مذهبنا الإسلامي ..
، يحكي الكتاب تجربة روحانية فريدة إلى قس، حيث وضع لنفسه عقيدة بسيطة وصادقة لا اختلاف فيها بين العقل والقلب وهدفها هو تحقيق الاطمئنان الفردي والاستقرار في المجتمع.
والكتاب بتلخيص هو عبارة عن نصائح موجهة من قس جبل السافوا إلى شاب، مخاطبا إياه ب “ولدي� ولدي العزيز، الشاب الطيب”� يطلب منه تنوير عقله واجتناب شبهات الفلاسفة وأوهام القساوسة. هذه التوجيهات محلها هو الضمير، حيث انتقد كل من يقول بعدمية الضمير، بإثبات أن الضمير يتماشى دائمًا ويخضع للطبيعة ويعاكس كل قوانين البشر. ثم يتحدث عن حيرة وشك القس وانتقاداته اللاذعة للكنيسة ومقرراتها التي تزيد في هذه الحيرة ولا تحلها، بالإضافة إلى موقفه المضاد للفلاسفة الذين يدعون إلى اتخاذ الشك عقيدة، وآثار ذلك على ترسيخ الشقاء الإنساني ليخلص قائلا: “تبي� لي أن أولى الأفكار وأعمها هي أبسطها وأقربها إلى العقل”� ليحل محلها فلسفة التبسيط في قبال التعقيد، والتي تجاوزت ذلك بشرحه مسائل من عمق الميتافيزيقيا، ليلج بعد ذلك في تحليل جدلية الحركة والمادة منتقدًا مقالات الفلاسفة الماديين، ليخلص به الإيمان بوجود إرادة عاقلة وحكيمة تسير الكون، بدل فلسفات واعتقادات الماديين التي تقول إن المادة الجامدة قد تولّد منها كائنات حيّة، ومع ذلك لم ي��خل بعدها في جدالات حول ماهية الرب، مقرا أن “أكب� استخفاف بالرب ليس الغفلة عنه بل التفكير فيه بما لا يليق�
وعوضًا عن التفكير في الرب، فكر في ماهية الإنسان، مبينًا أنه كلما حاول لبيان جوهر اللامتناهي، أي الرب، زاد عجزه عن تصوره ومعرفة ماهيته، فاكتفى بالإقرار بوجوده، وقد انتهى في تأملاته لماهية الإنسان المخلوق إلى أن روحه جزء منه، ليعود بذلك إلى تأكيد مقالة الضمير وأثره على تعزيز الأخلاق، وأي نفي للضمير فهو نفي للأخلاق، كما أكد روسو أن الفعل الإنساني مرتبط بالإرادة الإنسانية فهو كائن حر، وأن الشر مرتبط بالمشيئة الإنسانية لا الإلهية، لأن منع الشر لا يكون إلا بنفي حرية الإنسان، وهو شر أكبر في قيمة الإنسان الذي أوجده الرب لا ليفعل الشر بل ليقبل على الخير مختارًا، كما يقول جان جاك على لسان قس جبل السافوا..
بعد هذه الفلسفة والتدبر في حال الإنسان ينتقل إلى التأمل والتساؤل في الحياة الآخرة وماهي علاقتها بالنفس الإنسانية متسائلاً: هل النفس بطبعها باقية لا تفنى؟ ليجيب بأن الروح باقية لا تفنى! وهنا نخلص إلى أن روسو يعتمد على الضمير وليس العقل لأنه حسب ما يعتقد أن العقل يخدع الإنسان ولا يرشده، بعكس الضمير الذي يوافق فطرته فلا يضلله، وهو الذي يرشده للخير عوضًا عن الشر ويميز فيما بينهما، فالضمير هو صوت الروح والمبدأ الذي يولد مع بني البشر!
والغريزة الربانية التي بها يتفوق على الحيوان! ومن هنا نجد أنه قد نفى ونسف كل الوساطات بين الإنسان والرب حتى الأنبياء، مما يتبين أنه منكرًا للنبوة وما يصاحبها من وحي رباني والتي في رأيه أدت إلى كثرة الأديان والكتب السماوية فموقفه جدًا سلبي تجاه الوحي وهو بذلك يقر بصوت ضميره كما يقول على تحكيم عقله. إذ أن العلاقة المباشرة بين البشر والله لا تحتاج إلا لصوت من الداخل يرشدهم إليه ولا زيادة في ذلك.. وبذلك هو يعرف الدين في قلبه مع عرفانية مطلقة مع الله لاتحتاج وساطات ولا أنبياء ولا وحي، منكرًا اصطفاء الله أحدًا من البشر، والتي هي في الأساس وجدت لترشيد السلوك الإنساني وتعميقًا للفطرة والتي أخفق روسو مع صوت ضميره في تبيانها مع عدم إنكاره لأي من الأديان السماوية كما جاء في الكتاب إلا أنه موقفه كان سلبياً تجاهها.
وفي الأخير يقدم جملة توجيهات روحية وتربوية وأخلاقية منها التركيز على الصدق مع النفس والإخلاص والتواضع وقول الحق وفعل الخير والابتعاد عن التعصب في قالب إشاردي ونصحي
العنوان الأصلي للكتاب هو عقيدة قس من جبال السافوا Profession de foi du viciare
savoyard وقد صدر هذا الكتاب لروسو سنة 1761
وقد ترجم المؤلف هذا الكتاب ب “دي� الفطرة”� وهي ترجمة مختلفة عن العنوان الأصلي للكتاب والتي قد تحمل دلالات معينة له و التي تتضمن عقيدة القس، وتضعنا في محل التساؤل، وهو هل أن عقيدة قس جبل السافوا تمثل بحق دين الفطرة؟
بدايةً وجدت في الكتاب الكثير مما يحاكي عرفان النفس الإنسانية وتهذيبها، بأسلوب ملهم وبسيط وجميل، حيث وجدت نفسي متأملةً بعمق وبصدق هذه الكلمات والتأملات بشيء من التعجب والانبهار بروسو الإنسان، وكأنها صيغت لكل باحث وكل بشر تتراوده الأسئلة الوجودية العميقة وفلسفاتها الروحية! إنها أشبه بحديث وعظ للنفس على لسان أحد العرفانيين في مذهبنا الإسلامي ..
، يحكي الكتاب تجربة روحانية فريدة إلى قس، حيث وضع لنفسه عقيدة بسيطة وصادقة لا اختلاف فيها بين العقل والقلب وهدفها هو تحقيق الاطمئنان الفردي والاستقرار في المجتمع.
والكتاب بتلخيص هو عبارة عن نصائح موجهة من قس جبل السافوا إلى شاب، مخاطبا إياه ب “ولدي� ولدي العزيز، الشاب الطيب”� يطلب منه تنوير عقله واجتناب شبهات الفلاسفة وأوهام القساوسة. هذه التوجيهات محلها هو الضمير، حيث انتقد كل من يقول بعدمية الضمير، بإثبات أن الضمير يتماشى دائمًا ويخضع للطبيعة ويعاكس كل قوانين البشر. ثم يتحدث عن حيرة وشك القس وانتقاداته اللاذعة للكنيسة ومقرراتها التي تزيد في هذه الحيرة ولا تحلها، بالإضافة إلى موقفه المضاد للفلاسفة الذين يدعون إلى اتخاذ الشك عقيدة، وآثار ذلك على ترسيخ الشقاء الإنساني ليخلص قائلا: “تبي� لي أن أولى الأفكار وأعمها هي أبسطها وأقربها إلى العقل”� ليحل محلها فلسفة التبسيط في قبال التعقيد، والتي تجاوزت ذلك بشرحه مسائل من عمق الميتافيزيقيا، ليلج بعد ذلك في تحليل جدلية الحركة والمادة منتقدًا مقالات الفلاسفة الماديين، ليخلص به الإيمان بوجود إرادة عاقلة وحكيمة تسير الكون، بدل فلسفات واعتقادات الماديين التي تقول إن المادة الجامدة قد تولّد منها كائنات حيّة، ومع ذلك لم ي��خل بعدها في جدالات حول ماهية الرب، مقرا أن “أكب� استخفاف بالرب ليس الغفلة عنه بل التفكير فيه بما لا يليق�
وعوضًا عن التفكير في الرب، فكر في ماهية الإنسان، مبينًا أنه كلما حاول لبيان جوهر اللامتناهي، أي الرب، زاد عجزه عن تصوره ومعرفة ماهيته، فاكتفى بالإقرار بوجوده، وقد انتهى في تأملاته لماهية الإنسان المخلوق إلى أن روحه جزء منه، ليعود بذلك إلى تأكيد مقالة الضمير وأثره على تعزيز الأخلاق، وأي نفي للضمير فهو نفي للأخلاق، كما أكد روسو أن الفعل الإنساني مرتبط بالإرادة الإنسانية فهو كائن حر، وأن الشر مرتبط بالمشيئة الإنسانية لا الإلهية، لأن منع الشر لا يكون إلا بنفي حرية الإنسان، وهو شر أكبر في قيمة الإنسان الذي أوجده الرب لا ليفعل الشر بل ليقبل على الخير مختارًا، كما يقول جان جاك على لسان قس جبل السافوا..
بعد هذه الفلسفة والتدبر في حال الإنسان ينتقل إلى التأمل والتساؤل في الحياة الآخرة وماهي علاقتها بالنفس الإنسانية متسائلاً: هل النفس بطبعها باقية لا تفنى؟ ليجيب بأن الروح باقية لا تفنى! وهنا نخلص إلى أن روسو يعتمد على الضمير وليس العقل لأنه حسب ما يعتقد أن العقل يخدع الإنسان ولا يرشده، بعكس الضمير الذي يوافق فطرته فلا يضلله، وهو الذي يرشده للخير عوضًا عن الشر ويميز فيما بينهما، فالضمير هو صوت الروح والمبدأ الذي يولد مع بني البشر!
والغريزة الربانية التي بها يتفوق على الحيوان! ومن هنا نجد أنه قد نفى ونسف كل الوساطات بين الإنسان والرب حتى الأنبياء، مما يتبين أنه منكرًا للنبوة وما يصاحبها من وحي رباني والتي في رأيه أدت إلى كثرة الأديان والكتب السماوية فموقفه جدًا سلبي تجاه الوحي وهو بذلك يقر بصوت ضميره كما يقول على تحكيم عقله. إذ أن العلاقة المباشرة بين البشر والله لا تحتاج إلا لصوت من الداخل يرشدهم إليه ولا زيادة في ذلك.. وبذلك هو يعرف الدين في قلبه مع عرفانية مطلقة مع الله لاتحتاج وساطات ولا أنبياء ولا وحي، منكرًا اصطفاء الله أحدًا من البشر، والتي هي في الأساس وجدت لترشيد السلوك الإنساني وتعميقًا للفطرة والتي أخفق روسو مع صوت ضميره في تبيانها مع عدم إنكاره لأي من الأديان السماوية كما جاء في الكتاب إلا أنه موقفه كان سلبياً تجاهها.
وفي الأخير يقدم جملة توجيهات روحية وتربوية وأخلاقية منها التركيز على الصدق مع النفس والإخلاص والتواضع وقول الحق وفعل الخير والابتعاد عن التعصب في قالب إشاردي ونصحي
May 30, 2015
من أعظم ما قرأت، خواطر صادقة من القلب إلى القلب ..
روسو أمسك القلم وكتب حتى أنهى الكتاب دون أن يراجع ما خطه قلمه، كتب حديث نفسه وتناقضاتها بصدق ..
كتب ما تخشى النفس أن تتحدث عنه حتى لنفسها ..
روسو أمسك القلم وكتب حتى أنهى الكتاب دون أن يراجع ما خطه قلمه، كتب حديث نفسه وتناقضاتها بصدق ..
كتب ما تخشى النفس أن تتحدث عنه حتى لنفسها ..
November 3, 2015
دين الفطرة ..
وأنت تقرأ صفحات هذا الكتاب تتذكر أن كل إنسان يولد على الفطرة التي فطر الله الناس عليها وإنما بيئته هي التي غيرت فطرته السليمة.
تنظر إلى حال الدين والتدين اليوم بحسرة بالغة، من جهة الملحدون يشككون في كل ما يمشي على الأرض وكل ما ينطقه اللسان ومن جهة أخرى متدينون يريدون إجبار الناس على عقيدة نانومترية كل من تزعزع عنها فقد كفر.
وإنما الدين دين فطرة ووسط، دين لكل الناس صغيرهم وكبيرهم وعلى اختلاف مستويات عقولهم، والعقيدة التي بالقرآن الكريم عقيدة دورها التربية والأخلاق لا التناحر بين الفرق هذه على صواب والأخرى على ضلال.
دين الفطرة دين ميسر بعيد عن سفسطائية الملحدين وبعيد عن غطرسة المتشديدين ..
دين أحوال وبسط للجناح لا دين كومة معلومات وقلة تطبيق.
نسأل الله إيمانا كإيمان العجائز .. نورا في القلب لا تشوبه شائبة
وأنت تقرأ صفحات هذا الكتاب تتذكر أن كل إنسان يولد على الفطرة التي فطر الله الناس عليها وإنما بيئته هي التي غيرت فطرته السليمة.
تنظر إلى حال الدين والتدين اليوم بحسرة بالغة، من جهة الملحدون يشككون في كل ما يمشي على الأرض وكل ما ينطقه اللسان ومن جهة أخرى متدينون يريدون إجبار الناس على عقيدة نانومترية كل من تزعزع عنها فقد كفر.
وإنما الدين دين فطرة ووسط، دين لكل الناس صغيرهم وكبيرهم وعلى اختلاف مستويات عقولهم، والعقيدة التي بالقرآن الكريم عقيدة دورها التربية والأخلاق لا التناحر بين الفرق هذه على صواب والأخرى على ضلال.
دين الفطرة دين ميسر بعيد عن سفسطائية الملحدين وبعيد عن غطرسة المتشديدين ..
دين أحوال وبسط للجناح لا دين كومة معلومات وقلة تطبيق.
نسأل الله إيمانا كإيمان العجائز .. نورا في القلب لا تشوبه شائبة
December 15, 2015
عندما تكون مواجهة النفس بالحديث مع وجدانها بصدق ذلك عندما تختار مع ما يمنطق الأمور من عدماحتماً سوف تكون النتيجة صادقة ومجدية عن الإحتكام لواعظي الدين أو النافين له .... إن قراءات متعددة لجان رووسو تثري تجربتك الشخصية وتغنيها عن الجدلية التي تتحدث بها النفس مع الآخرين ... كتاب رائع
January 1, 2025
دين الفطرة
جان جاك روسو
أياً كان الدين الذي تعتنقه، فلا مناص من أن تطور منظورك الخاص للدين وفقاً لطباعك ومجتمعك وتجاربك الشخصية. ستتهاون في أمور، وتقبض على الأخرى قبضك على الجمر، ستتعمق في شؤون وتمر على غيرها مرور الكرام.
سيتشكل لديك انطباع محدد عن الإله، قد تغلّب فيه جانب الرحمة، أو الغضب، الحكمة أو الرقابة. ستختار تفسيراً بعينه لأحد النصوص، ترجح قول رجل الدين هذا على ذاك.
جانب من تأملاتك ستبوح بها، وتُبقي الجدلية منها طيّ الكتمان. قد تتغير من وقت لآخر ولربما بقيتَ راسخاً رسوخ الجبال.
في النهاية، القرار قرارك وحدك، إن لم يكن على الصعيد الخارجي، فعلى المستوى الوجداني.
في هذا الكتيب، يفضي لنا روسو بتصوراته الدينية النابعة من روحه وفكره، ضارباً بشعارات رجال الدين والفلاسفة عرض الحائط.
بلغة مفهومة، وخواطر قصيرة، وجرأة متقدة، يتناول الفيلسوف صاحب الحياة المثيرة للجدل مواضيع إيمانية شتى، يوضح فيها وجهة نظره، ويرد على بعض وجهات النظر الأخرى حيالها.
إذن فهي قناعات شخصية، لذا قد يعجب شيء منها اتباع الأديان الأخرى، ومنها ما سوف يثير حفيظتهم. في نهاية المطاف، يفترض أن نقرأ الكتب لا لنتفق معها كلياً، بل لتحثنا على التفكير وإعادة التفكير. يمكننا دائماً تبني ما نراه صواباً، ورفض ما يثبت خطؤه، والتأمل فيما يقع بينهما.
أخيراً، تجدر بي الإشادة بالترجمة، أرى أن اللغة شعرية سلسة، جزء لا يتجزأ من تجربة قراءة هذا النص.
أترك فيما يلي بعض الاقتباسات للمهتمين:
“ي� مكوّن الأكوان, أنا موجود لأنك موجود, إن أصررت على تأمل ذلك فلأني متعطش إلى المنبع توّاق إلى عين الحق. أعزّ ما أجني من استعمال العقل هو التفاني في جلالك. إن عقلي لينبهر، ويحلو لي القصور والعجز إذ أشعر بعزك وجبروتك.�
“القم� يريح ضميرنا ويجعلنا نشعر أننا دائماً على حق. يسرّنا أن نفحم أناساً لا يجرؤون على رفع صوتهم !�
“م� اطمأن إليه قلبي من دون تردد اعتبرته حقيقية بدهية،وكل ما ترتب في نظري عن هذه الحقيقة حكمت بأنه صحيح مقرر.�
"الضمير غريزة ربانية وصوت علوي لا يخفت. هادٍ أمين لكائن جاهل محتاج...بالضمير يميز الإنسان الخير من الشر ولا يخطئ...لولا الضمير لما أحس بأي تفوق على الحيوان سوى بموهبة بئيسة تدفعه من زلة إلى أخرى بواسطة نظر بلا ضوابط وعقل بلا مبادئ."
جان جاك روسو
أياً كان الدين الذي تعتنقه، فلا مناص من أن تطور منظورك الخاص للدين وفقاً لطباعك ومجتمعك وتجاربك الشخصية. ستتهاون في أمور، وتقبض على الأخرى قبضك على الجمر، ستتعمق في شؤون وتمر على غيرها مرور الكرام.
سيتشكل لديك انطباع محدد عن الإله، قد تغلّب فيه جانب الرحمة، أو الغضب، الحكمة أو الرقابة. ستختار تفسيراً بعينه لأحد النصوص، ترجح قول رجل الدين هذا على ذاك.
جانب من تأملاتك ستبوح بها، وتُبقي الجدلية منها طيّ الكتمان. قد تتغير من وقت لآخر ولربما بقيتَ راسخاً رسوخ الجبال.
في النهاية، القرار قرارك وحدك، إن لم يكن على الصعيد الخارجي، فعلى المستوى الوجداني.
في هذا الكتيب، يفضي لنا روسو بتصوراته الدينية النابعة من روحه وفكره، ضارباً بشعارات رجال الدين والفلاسفة عرض الحائط.
بلغة مفهومة، وخواطر قصيرة، وجرأة متقدة، يتناول الفيلسوف صاحب الحياة المثيرة للجدل مواضيع إيمانية شتى، يوضح فيها وجهة نظره، ويرد على بعض وجهات النظر الأخرى حيالها.
إذن فهي قناعات شخصية، لذا قد يعجب شيء منها اتباع الأديان الأخرى، ومنها ما سوف يثير حفيظتهم. في نهاية المطاف، يفترض أن نقرأ الكتب لا لنتفق معها كلياً، بل لتحثنا على التفكير وإعادة التفكير. يمكننا دائماً تبني ما نراه صواباً، ورفض ما يثبت خطؤه، والتأمل فيما يقع بينهما.
أخيراً، تجدر بي الإشادة بالترجمة، أرى أن اللغة شعرية سلسة، جزء لا يتجزأ من تجربة قراءة هذا النص.
أترك فيما يلي بعض الاقتباسات للمهتمين:
“ي� مكوّن الأكوان, أنا موجود لأنك موجود, إن أصررت على تأمل ذلك فلأني متعطش إلى المنبع توّاق إلى عين الحق. أعزّ ما أجني من استعمال العقل هو التفاني في جلالك. إن عقلي لينبهر، ويحلو لي القصور والعجز إذ أشعر بعزك وجبروتك.�
“القم� يريح ضميرنا ويجعلنا نشعر أننا دائماً على حق. يسرّنا أن نفحم أناساً لا يجرؤون على رفع صوتهم !�
“م� اطمأن إليه قلبي من دون تردد اعتبرته حقيقية بدهية،وكل ما ترتب في نظري عن هذه الحقيقة حكمت بأنه صحيح مقرر.�
"الضمير غريزة ربانية وصوت علوي لا يخفت. هادٍ أمين لكائن جاهل محتاج...بالضمير يميز الإنسان الخير من الشر ولا يخطئ...لولا الضمير لما أحس بأي تفوق على الحيوان سوى بموهبة بئيسة تدفعه من زلة إلى أخرى بواسطة نظر بلا ضوابط وعقل بلا مبادئ."
March 24, 2017
بدايةً لابد من الإشادة بالترجمة التي قام بها المفكر المغربي البارز (عبد الله العروي ) ، و كذلك إفتتاح الكتاب بنبذة موجزة عن سيرة (جان جاك روسو) . الكتاب يحمل بين دفتيه العديد من الأفكار التي تتشابه إلى حد كبير مع أفكار حجة الاسلام (أبو حامد الغزالي ) من قبيل رفض الفلسفة المادية ،إعتماد العقل للوصول إلى الحقيقة ...وغيرها . (روسو) هنا يدعواْ إلى التمسك بدين الفطرة من أجل الوصول إلى الخالق و إستبعاد الشرائع السماوية التي طالها التحريف و التدليس ،فكل ما ينسجم مع القلب و يرتاح له الضمير يمثل الفطرة الانسانية وهي الأولى بالإتباع في نظره .
January 10, 2020
في صورة عظة جبلية لقس من جبال السافوا إلي شاب تائه ما زال يبحث عن الاسئلة والأجوبة يكتب روسو عقيدته الدينية في محاولة للتنكر منها في وسط المجتمع الكاثوليكي المتشدد من جانب والمجتمع المادي من جانب أخر ، يبدء رسو عظته بنقد حاد للفلسفة كنهج تفكيري يطرح أسئلة إجابتها غير محدودة المعني علي العقل البشري المحدود والفلاسفة لتمسكهم بنظرياتهم المتخيلة أحياناً ودفاعهم المستميت عنها رغم إمتلائها بالأخطاء الواضحة لكل قارئ .
يطرح روسو هنا فكرة الوصول للدين والخالق عن طريق الضمير والفطرة الاولي فقط بأسلوب ابن طفيل في " حي بن يقظان " يلغي كل المؤثرات الخارجية والداخلية من نفسه ويستمع لصوت الضمير الذي يحثه نحو حب الخير وكره الشر فالضمير عند روسو رقيب واضح وليس وهم متخيل من القوانين الإجتماعية إلا لمن خابت نفوسهم وضلت وهؤلا لن يستطيعوا السير في رحلة روسو يبدء روسو الرحلة بحب الخير ونبذ الشر وعلي أساس الثنائية الموجودة في الإنسان (جزء ميال للخير وجزء أخر ميال للشر واتباع الشهوات ) يستنتج وجود الروح البشرية ثم يسير وراء صوت الفطرة حتي يصل إلي الخالق .
ثم يستخدم مبادئ ديكارت للشك لتحليل الأديان والمبشرين بها بنظرة سريعة ، وكما بدئت العظة بنقد التفكير الفلسفي تنتهي بنقد التفكير الديني للمبشرين بالأديان لإتخاذهم دين أبائهم دون الرجوع للأديان الباقية للمقارنة والتمحيص وإبتعادهم عن التفكير الفلسفي الذي انتقده في البداية !! .
April 12, 2013
في هذا الكتاب يحاول القس أن يجعل الوجدان هو الحكم على جميع التساؤلات بخصوص الكون والدين والخير والفضائل والأخلاق فما قبله الضمير فهو حق وما تشكك به فهو الباطل ويشن حملة من النقد على الفلسفات والأديان التي تنتقد هذا ،، الضمير هو الحكم الأصدق في نظر القس ومنه استطاع الوصول لرؤية متكاملة عن الرب والكون والحياة وجعل هذه الرؤية الإيمانية منسجمة مع ما في الذات البشرية من خير وحب للفضائل ومع ما في الفطرة الإنسانية والغريزة البشرية الأصيلة من أساس أخلاقي فطري ينزع نحو الخيرات وينفر من الشرور،، يهاجم القس الأديان ورجال الدين في تعصبهم وضعفهم عن مقاربة الرحمة الكاملة للرب جل وعلا وعدم تسامحهم مع أصحاب الأديان الأخرى لكنه يعود ليثبت مالدين من فضائل في حياة البشر وتكريس للمباديء الأخلاقية في ذواتهم ،، دين الفطرة الذي يدعو إليه القس هو منهج يقوم على أصل الخير في ذات الإنسان وكل ما عليه هو متابعته والبحث عنه وإعمال العقل في هذا السبيل ،، كتاب رائع ومفعم بروح الإنسانية الصادقة
November 23, 2013
قرابة مائة وأربعين صفحة لكنها عميقة من كونها تعود بالمرء إلى أصل الأديان ، أصل الدين الفطرة .. كل دين صافي ونقي ولد من القلب ويصب في القلب .. لم يمر بشوائب المؤسسات الدينية والاستبداد وكل ما في وسعه أن يشوه الدين ليصل أخيراً إلى قلب الإنسان محملاً ربما بقدر كبير من الاخطاء وربما الفجوات والثغرات ..
الجميل في الكتاب العودة إلى الأصل ، والعودة إلى النقاء الأول لكن في المقابل الكتاب عبارة عن رسائل من قس من جبال السافوا إلى شاب أنكر الإيمان ومال نحو الإلحاد .. لكن الكتاب يميل إلى الإفراط في العودة إلى القلب إذ أن السؤال البديهي الذي يتبادر إلى ذهن القارئ فور قراءته لهكذا أفكار هو : كيف أتأكد أصلاً من أن هذه الفطرة التي تريد مني العودة إليها غير مشوبة بما يشوهها ؟ أليس من حقي أولاً أن أتعرف على النقاء .. أن أرى الماء يلتمع في الكأس الزجاجي لتكتمل الصورة في داخلي ثم أعرف إن كان ثمة ما سيخالط الكأس من شوائب ؟
وهنا برأيي ارتكب القس في رسائله الخطأ الأكبر إذ رفض كل الديانات وجعل الديانة الأصيلة إن صح التعبير هي ديانة القلب أو الفطرة ..
ببداهة وببساطة .. نحن في عالم مليئ بالتشويش .. والوحي انقطع عنا منذ وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام .. لولا الخطوط العريضة للدين .. لولا الإكمال الذي تكفّل الله به للدين .. لولا حفظ الله للقرآن .. سترى أننا من السهل أن نكون في غابة .. لا تعترف بالقوانين .. ولا يعاقب فيها المخطئ ولا يثاب فيها المحسن ..
بالمناسبة القس يرفض الوحي ويرفض أن يكون هناك مبشرين للدين أو واسطات إن صح التعبير ..
أمر آخر أخذته على القس .. إذ طلب من الشاب التخلص من كل حاجات الجسد والعودة إلى الفضيلة ونبذ كل الماديات التي تنحدر بالجسد نحو الأرض .. وأنكر الفلسفة المادية أيضاً .. _ أي الرهبنة _ لكن فكري اتجه مباشرة إلى الإسلام الذي وازن بعقلانية ووضوح بين حاجات الجسد وبين حاجات الروح .. إذ أن خلق الانسان هو امتزاج للطين ونفخة من روح الله .. فكيف بمخلوق ضعيف أن يقتل نفسه بأن يتصوف ويلغي جسده الذي سيتمرد عليه حتماً فيما بعد .. أو أن يترك لجسده أن يتمرد فينحدر إلى الدرك الأسفل من حيوات البهائم والأنعام !
أسئلة مفتوحة يطلقها الكتاب .. لكن في الحقيقة هناك أفكار جميلة يوقظها بحاجة إلى أن نعيد استذكارها في عالم صار فيه الانسان حائراً بين أن يميل إلى هنا أو إلى هناك .. غافلاً عن الموازنة وأنها السر في حياة هادئة غير مليئة بالتخبطات ..
الجميل في الكتاب العودة إلى الأصل ، والعودة إلى النقاء الأول لكن في المقابل الكتاب عبارة عن رسائل من قس من جبال السافوا إلى شاب أنكر الإيمان ومال نحو الإلحاد .. لكن الكتاب يميل إلى الإفراط في العودة إلى القلب إذ أن السؤال البديهي الذي يتبادر إلى ذهن القارئ فور قراءته لهكذا أفكار هو : كيف أتأكد أصلاً من أن هذه الفطرة التي تريد مني العودة إليها غير مشوبة بما يشوهها ؟ أليس من حقي أولاً أن أتعرف على النقاء .. أن أرى الماء يلتمع في الكأس الزجاجي لتكتمل الصورة في داخلي ثم أعرف إن كان ثمة ما سيخالط الكأس من شوائب ؟
وهنا برأيي ارتكب القس في رسائله الخطأ الأكبر إذ رفض كل الديانات وجعل الديانة الأصيلة إن صح التعبير هي ديانة القلب أو الفطرة ..
ببداهة وببساطة .. نحن في عالم مليئ بالتشويش .. والوحي انقطع عنا منذ وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام .. لولا الخطوط العريضة للدين .. لولا الإكمال الذي تكفّل الله به للدين .. لولا حفظ الله للقرآن .. سترى أننا من السهل أن نكون في غابة .. لا تعترف بالقوانين .. ولا يعاقب فيها المخطئ ولا يثاب فيها المحسن ..
بالمناسبة القس يرفض الوحي ويرفض أن يكون هناك مبشرين للدين أو واسطات إن صح التعبير ..
أمر آخر أخذته على القس .. إذ طلب من الشاب التخلص من كل حاجات الجسد والعودة إلى الفضيلة ونبذ كل الماديات التي تنحدر بالجسد نحو الأرض .. وأنكر الفلسفة المادية أيضاً .. _ أي الرهبنة _ لكن فكري اتجه مباشرة إلى الإسلام الذي وازن بعقلانية ووضوح بين حاجات الجسد وبين حاجات الروح .. إذ أن خلق الانسان هو امتزاج للطين ونفخة من روح الله .. فكيف بمخلوق ضعيف أن يقتل نفسه بأن يتصوف ويلغي جسده الذي سيتمرد عليه حتماً فيما بعد .. أو أن يترك لجسده أن يتمرد فينحدر إلى الدرك الأسفل من حيوات البهائم والأنعام !
أسئلة مفتوحة يطلقها الكتاب .. لكن في الحقيقة هناك أفكار جميلة يوقظها بحاجة إلى أن نعيد استذكارها في عالم صار فيه الانسان حائراً بين أن يميل إلى هنا أو إلى هناك .. غافلاً عن الموازنة وأنها السر في حياة هادئة غير مليئة بالتخبطات ..
September 13, 2012
كتاب رائع يستحق القراءة أكثر من مرة.. الكتاب عبارة عن خطاب يلقيه قس من جبال السافوا على مسامع شاب فقد الإيمان وكاد يتحول إلى صعلوك زنديق بسبب المآسي التي عاشها. يبدأ روسو كتابه بهجوم على الفلاسفة مشيرا إلى عجزهم ومكابرتهم وادعائهم امتلاك الحقائق والإجابات عن كل الأسئلة، ثم ينتقل إلى الإنسان ووضعه في الكون ويبين مفهوم الحس والوعي والعقل والفروقات بين هذه المصطلحات الثلاثة، ثم يتحدث عن المادة وحركتها وإن كانت لها إرادة أم لا، لينتهي إلى أن حركة المادة تدل على وجود إرادة وكذلك حركة المادة حسب قوانين ثابتة تدل على وجود عقل، ثم يتجه إلى فكرة أن الإنسان هو سيد الأرض وله حرية التصرف فيها لكنه يسرف أحيانا في استخدام هذه الحرية لتعم الفوضى والاضطراب حياة البشر، ثم ينتقل إلى الحديث عن مفهوم الروح والإرادة والضمير وكيف أن الإنسان ينحط إلى أدنى المراتب إذا أغفل الاستماع إلى ضميره ليصبح بذلك عبدا مطيع لنزواته، أما إذا استمع إلى الضمير فإنه يصبح حرا مستقلا بإرادته.. الكتاب عميق وجميل يعتمد أسلوب الاقناع بطرح المقارنات والأدلة، صحيح أن المؤلف يعترف بأنه لا يمتلك إجابة قاطعة على بعض الأسئلة لكنه يرجع دائما إلى قلبه وضميره ولا عجب فهو يسمي الضمير بالصادق الأمين.. بعد قراءتي لهذا الكتاب أستطيع القول أن روسو كان قاب قوسين أو أدنى من الإسلام فالعقيدة التي طرحها تتفق كثيرا مع الإسلام؛ لكنه للأسف لم يقرأ عن الإسلام إلا من كتابات بعض الرحالة الأوروبيين الذين تجولوا في الأراضي العثمانية والصفوية..
February 20, 2015
ولاً، اسلوب المترجم هو السبب الرئيس في إكمالي للكتاب.
ثانياً، تتابع أفكار روسو سلس جداً و مترابط، بدايةً من الصفر و انتهاءً بالإيمان العميق. في هذا الكتاب تأملات إنسان حرّر عقله من قيود الكنيسة و هرطقات الفلسفة المعادية لها، هو يتكلم بعقله هو، عقله وحده و قلبه يعزّزه. رائع جداً، كأنما قرأت رواية لها عناصر الحبكة من تصاعد الأحداث إلى الذروة إلى نزول الأحداث و أخيراً إلى الحل، رواية تأمليّة!
ثانياً، تتابع أفكار روسو سلس جداً و مترابط، بدايةً من الصفر و انتهاءً بالإيمان العميق. في هذا الكتاب تأملات إنسان حرّر عقله من قيود الكنيسة و هرطقات الفلسفة المعادية لها، هو يتكلم بعقله هو، عقله وحده و قلبه يعزّزه. رائع جداً، كأنما قرأت رواية لها عناصر الحبكة من تصاعد الأحداث إلى الذروة إلى نزول الأحداث و أخيراً إلى الحل، رواية تأمليّة!
September 26, 2015
"عقيدة قس من جبال السافوا"
هذا الوصف حقا يناسب ما قرأته للتو !
حيث الفطرة السليمة مع عقيدة المسيحية والتي تحمل جزءا من الحقيقة كما تحمل جزءا من التحريف..
أشعر بالحزن تجاه جان جاك روسو الذي لامس الحقيقة حينا وغابت عنه أحيانا أخرى ..
فعلا أغلب ما كتبه كان ينطلق من فطرة سليمة وينبيك عن وجود ضمير حي يقظ كان دائما ما يجعل جان جاك روسو يتساءل ويدفعه لتصحيح ما كان يراه خطأ مما انتشر باسم المسيحية أو باسم أي دين آخر.
يتضح لك جليا عداوة جان جاك للفلاسفة وعداوته للتساؤل الذي يوصل المرء للشك والحيرة لا لليقين والسكينة حيث هذا الشعور الذي يبحث عنه ويعتبر من يبحث عن ضده قد ساق نفسه للتعب اللانهائي ثم ماذا؟؟
الشعور بالطمأنينة بوجود هذا الخالق ثم بعد ذلك الشعور بالقصور العقلي تجاه معرفته هو ما يعترف به جان جاك روسو وهذه من أهم المقومات في الدين الاسلامي حيث الاستسلام لله وأن ليس كمثله شيء والاعتراف بقصور العقل في معرفته ومبدأ "سمعنا وأطعنا" دون طرح التساؤل خلف التكاليف والنواهي من أهم مقومات هذا الدين وهي كذلك مما يؤمن به جان جاك ويسلم به ويعتبر البحث خلف معرفة كنه الخالق أمرا مستحيلا لن يؤدي بالباحث إلا إلى التعب والبحث خلف مجهول لا يمكن الوصول إليه ثم إنه ليس هذا هو الغاية وما الفائدة المرجوة خلف ذلك ! حيث أن حد العلم بالنسبة لجان جاك هو فيما هو نافع أخلاقيا.
الضمير الضمير من أهم الغرائز التي يؤمن جان جاك بوجودها وبأهميتها وبأهمية اتباع هذا الصوت الرباني كما يراه هو الفارق بين الإنسان والحيوان .
يعجبني فيه تعايشه مع الكون مع الحياة مع نفسه! حبه للتأمل في المخلوقات لا بهدف تأويلها وخلق الأسئلة الفلسفية والوجودية خلف ذلك بل ليزداد إعجابا بحكمة الخالق وإقبالا على عبادته!
بل ومما زاد إعجابي هو نظرته النامة عن فطرة صحيحة حيث لا يطلب من الله أن يغير نظام الكون أو يفعل المعجزات لأجله حيث يعتبر تلك الطلبات خرقاء هل يختل نظام الكون لأجله وحده! وأي أنانية بعد ذلك ! كل ما يريده هو أن يتقبل ما يجود به الله وأن يفعل ما يريده الله وفق مشيئته وهذه تحمل الكثير من المفاهيم في الدين الإسلامي حيث التسليم لله والإيمان بمشيئة الله وعدم طلب الأمور الخارقة للعادة والتي هي من عادة الكفار المعاندين لا المؤمن الحق !
حقيقة أحيانا أكاد أقول أن هذا الجان جاك روسو ما هو إلا مسلم بل وصوفي تنقصه الجبة وأحيانا أخرى أتراجع عن ذلك ولكن الله وحده من يعرف جان جاك روسو فلندع الخلق للخالق :/ !
ينطلق من منطلق مقنع حقيقة وأؤيده بشدة وهو كون الإنسان حينما يتبع دينا فعليه أن يقرأ عنه من مورده الأصل بالطبع لا من مورد يعاديه ثم يذكر نبذة عنه مدعيا أن هذا هو الدين الفلاني، ليس من المنطق أو العقل أن تتبع دينا لأنك تربيت عليه فكما أنك تربيت عليه وعلى كونه صحيحا فكذلك غيرك من أصحاب الديانات كذلك ! فهل يحق لهم كما جعلنا الحق لنا أن يكفرونا فقط لأنهم نشؤوا على دين قال لهم آباؤهم بأنه الحق ! وهذا المبدأ في الحقيقة موجود في القران فالقرآن ذم اتباع الآباء لكونهم آباء فقط ودعا للتفكر والتأمل والبحث ووضع لنا قصة إبراهيم عليه السلام القدوة الأول في الوصول للدين عن طريق القناعة والتفكر وهذا ما أؤمن به حقيقة وعن طريق ذلك سيكون أتباع كل دين مقتنعين به حقا ولن يحدث ما حدث أحيانا من جمود وبرود ديني إن صحت التسمية من قبل أتباع دين ما حيث يشعرون بأن الدين واجب اجتماعي أكثر من أي شيء آخر!
لاحظت أيضا تشابه بعض نصوص جان جاك روسو مع الغزالي بل وغيره من مفكرين إسلاميين مما يشعرني بالحزن أن لم يقم جان جاك بالاطلاع ولو قليلا على الموروث الإسلامي أشعر بالفضول حيال ردة فعله لو قام بذلك ولكن بشرط - كما اشترط هو أيضا - أن يطلع من المصدر الأصل للدين الإسلامي ورموزه لا عن طريق مستشرقين وغيره وذلك كي تصل الصورة صحيحة كما يجب.
يؤكد في نهاية الكتاب أن لاجدال حيث أن الجدال لا يكسب علما حقيقيا بل إن المناقشة كثيرا ما تتحول إلى نزاع كما يتسرب إلى النفس الغرور والكبر والتشبث بالرأي فتسوء حينها النية!
الضمير هو المرجع للمرء ، والتأمل في خلق الله يكفيك لتعرف عظمته وما أعجبني أكثر هو رأيه حول التأمل حيث لا يرى كونه هواية تلهيه عن واجباته بل وسيلة للخشوع للخالق.
يؤمن بأن لا وجود لوسائل بيننا وبين الخالق سواء بشر أو أصنام أو غيره وهذا أيضا مبدأ إسلامي مهم ! حيث يرى أن لا أحد يحول بينه وبين الله .
في الحقيقة إن اعتقدت بعد ر��يتك لحجم الكتاب أن في هذا دليلا على قلة محتواه فقد أخطأت فهو رغم قلة عدد صفحاته إلا أنني أشعر أن كثيرا من الجمل هي لوحدها مبادئ ومفاهيم تستحق أن تدرس وتشرح ويستحق في الحقيقة هذا الجان جاك روسو أن يتفرغ باحثين لدراسة أقواله وما خلف هذه الأقوال وتحليلها فهذا الرجل مدرسة تستحق أن تدرس ..
رغم كل ما ذكرت أشعر بأن هنالك نقاط أغفلتها وأخرى أجحفتها حقها بالذكر ولا أعتقد بأني أستطيع إيصال محتوى بل وملخص ما في هذا الكتاب إلا بأن أوصيك بقراءته.
هذا الوصف حقا يناسب ما قرأته للتو !
حيث الفطرة السليمة مع عقيدة المسيحية والتي تحمل جزءا من الحقيقة كما تحمل جزءا من التحريف..
أشعر بالحزن تجاه جان جاك روسو الذي لامس الحقيقة حينا وغابت عنه أحيانا أخرى ..
فعلا أغلب ما كتبه كان ينطلق من فطرة سليمة وينبيك عن وجود ضمير حي يقظ كان دائما ما يجعل جان جاك روسو يتساءل ويدفعه لتصحيح ما كان يراه خطأ مما انتشر باسم المسيحية أو باسم أي دين آخر.
يتضح لك جليا عداوة جان جاك للفلاسفة وعداوته للتساؤل الذي يوصل المرء للشك والحيرة لا لليقين والسكينة حيث هذا الشعور الذي يبحث عنه ويعتبر من يبحث عن ضده قد ساق نفسه للتعب اللانهائي ثم ماذا؟؟
الشعور بالطمأنينة بوجود هذا الخالق ثم بعد ذلك الشعور بالقصور العقلي تجاه معرفته هو ما يعترف به جان جاك روسو وهذه من أهم المقومات في الدين الاسلامي حيث الاستسلام لله وأن ليس كمثله شيء والاعتراف بقصور العقل في معرفته ومبدأ "سمعنا وأطعنا" دون طرح التساؤل خلف التكاليف والنواهي من أهم مقومات هذا الدين وهي كذلك مما يؤمن به جان جاك ويسلم به ويعتبر البحث خلف معرفة كنه الخالق أمرا مستحيلا لن يؤدي بالباحث إلا إلى التعب والبحث خلف مجهول لا يمكن الوصول إليه ثم إنه ليس هذا هو الغاية وما الفائدة المرجوة خلف ذلك ! حيث أن حد العلم بالنسبة لجان جاك هو فيما هو نافع أخلاقيا.
الضمير الضمير من أهم الغرائز التي يؤمن جان جاك بوجودها وبأهميتها وبأهمية اتباع هذا الصوت الرباني كما يراه هو الفارق بين الإنسان والحيوان .
يعجبني فيه تعايشه مع الكون مع الحياة مع نفسه! حبه للتأمل في المخلوقات لا بهدف تأويلها وخلق الأسئلة الفلسفية والوجودية خلف ذلك بل ليزداد إعجابا بحكمة الخالق وإقبالا على عبادته!
بل ومما زاد إعجابي هو نظرته النامة عن فطرة صحيحة حيث لا يطلب من الله أن يغير نظام الكون أو يفعل المعجزات لأجله حيث يعتبر تلك الطلبات خرقاء هل يختل نظام الكون لأجله وحده! وأي أنانية بعد ذلك ! كل ما يريده هو أن يتقبل ما يجود به الله وأن يفعل ما يريده الله وفق مشيئته وهذه تحمل الكثير من المفاهيم في الدين الإسلامي حيث التسليم لله والإيمان بمشيئة الله وعدم طلب الأمور الخارقة للعادة والتي هي من عادة الكفار المعاندين لا المؤمن الحق !
حقيقة أحيانا أكاد أقول أن هذا الجان جاك روسو ما هو إلا مسلم بل وصوفي تنقصه الجبة وأحيانا أخرى أتراجع عن ذلك ولكن الله وحده من يعرف جان جاك روسو فلندع الخلق للخالق :/ !
ينطلق من منطلق مقنع حقيقة وأؤيده بشدة وهو كون الإنسان حينما يتبع دينا فعليه أن يقرأ عنه من مورده الأصل بالطبع لا من مورد يعاديه ثم يذكر نبذة عنه مدعيا أن هذا هو الدين الفلاني، ليس من المنطق أو العقل أن تتبع دينا لأنك تربيت عليه فكما أنك تربيت عليه وعلى كونه صحيحا فكذلك غيرك من أصحاب الديانات كذلك ! فهل يحق لهم كما جعلنا الحق لنا أن يكفرونا فقط لأنهم نشؤوا على دين قال لهم آباؤهم بأنه الحق ! وهذا المبدأ في الحقيقة موجود في القران فالقرآن ذم اتباع الآباء لكونهم آباء فقط ودعا للتفكر والتأمل والبحث ووضع لنا قصة إبراهيم عليه السلام القدوة الأول في الوصول للدين عن طريق القناعة والتفكر وهذا ما أؤمن به حقيقة وعن طريق ذلك سيكون أتباع كل دين مقتنعين به حقا ولن يحدث ما حدث أحيانا من جمود وبرود ديني إن صحت التسمية من قبل أتباع دين ما حيث يشعرون بأن الدين واجب اجتماعي أكثر من أي شيء آخر!
لاحظت أيضا تشابه بعض نصوص جان جاك روسو مع الغزالي بل وغيره من مفكرين إسلاميين مما يشعرني بالحزن أن لم يقم جان جاك بالاطلاع ولو قليلا على الموروث الإسلامي أشعر بالفضول حيال ردة فعله لو قام بذلك ولكن بشرط - كما اشترط هو أيضا - أن يطلع من المصدر الأصل للدين الإسلامي ورموزه لا عن طريق مستشرقين وغيره وذلك كي تصل الصورة صحيحة كما يجب.
يؤكد في نهاية الكتاب أن لاجدال حيث أن الجدال لا يكسب علما حقيقيا بل إن المناقشة كثيرا ما تتحول إلى نزاع كما يتسرب إلى النفس الغرور والكبر والتشبث بالرأي فتسوء حينها النية!
الضمير هو المرجع للمرء ، والتأمل في خلق الله يكفيك لتعرف عظمته وما أعجبني أكثر هو رأيه حول التأمل حيث لا يرى كونه هواية تلهيه عن واجباته بل وسيلة للخشوع للخالق.
يؤمن بأن لا وجود لوسائل بيننا وبين الخالق سواء بشر أو أصنام أو غيره وهذا أيضا مبدأ إسلامي مهم ! حيث يرى أن لا أحد يحول بينه وبين الله .
في الحقيقة إن اعتقدت بعد ر��يتك لحجم الكتاب أن في هذا دليلا على قلة محتواه فقد أخطأت فهو رغم قلة عدد صفحاته إلا أنني أشعر أن كثيرا من الجمل هي لوحدها مبادئ ومفاهيم تستحق أن تدرس وتشرح ويستحق في الحقيقة هذا الجان جاك روسو أن يتفرغ باحثين لدراسة أقواله وما خلف هذه الأقوال وتحليلها فهذا الرجل مدرسة تستحق أن تدرس ..
رغم كل ما ذكرت أشعر بأن هنالك نقاط أغفلتها وأخرى أجحفتها حقها بالذكر ولا أعتقد بأني أستطيع إيصال محتوى بل وملخص ما في هذا الكتاب إلا بأن أوصيك بقراءته.
Displaying 1 - 30 of 621 reviews
Can't find what you're looking for?
Get help and learn more about the design.