في هذه الفترة التي نمر بها في ساحة الدعوة إلى الله تعالى يسعى العلماء العاملون وطلبة العلم المخلصون بقصارى جهدهم إلى توحيد الكلمة ولم الشمل ورأب الصدع والتوحد لإعلاء كلمة الله ، وكل ذلك إنما يتأتى بتضييق فجوة الخلاف بين أبناء الأمةوتجاوز ما يسعنا مجاوزته إلى غيره للتقدم خطوات للأمام بعد إحياء الصحوة الإسلاميةفي نفوس أبناء الأمة .
وما كنا نظن أن يخرج علينا من ينادي بطمس الخلاف أصلاً ليصنع من ذلك إطارًا مطاطيًا يسع كل الأفكار المنحلة الشاذة بحجة التوحد لدفع العدو المشترك ، ولذا توجب علينا توضيح فقه الخلاف بين المسلمين وأنواعه وأحكامه ؛ فكانت هذه الكلمات ...
ولد الشيخ في محافظة الإسكندرية في 25 صفر 1378 هـ حصل على بكالوريوس الطب والجراحة في عام 1982م كما حصل ماجستير طب الأطفال عام 1992م من جامعة الإسكندرية حصل على ليسانس الشريعة الإسلامية عام 1999م من جامعة الأزهر.
بدء العمل الدعوي وطلب العلم في المرحلة الثانوية. شارك الشيخ في العديد من المجالات الدعوية بداية من تأسيس معهد إعداد الدعاة للمدرسة السلفية بالإسكندرية والتدريس فيه حيث قام بتدريس مادتي التوحيد وأصول الدعوة إلى حين إيقافه سنة 1994م
وللشيخ مؤلفات عديدة مسموعة ومقروءة وأول كتاب له هو كتاب فضل الغني الحميد عام 1980م، درس هذا الكتاب في أول ملتقى بشاب الدعوة السلفية عام 1981م وبعده كتابي منة الرحمن وكتاب لا إله إلا الله كلمة النجاة وكتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكتاب تأملات في سوره يوسف وكتاب قراءة نقدية لبعض ما ورد في كتاب ظاهرة الإرجاء والرد عليها وكتاب فقه الخلاف. وقام بالتعليق على العديد من الكتب مثل شرح كشف الشبهات وكتاب أقوال الفعال واعتقادات خاطئة. أيضا قام بالمشاركة في كتابة مقالات مجلة صوت الدعوة إلى حين إيقافها سنة 1994م.
يقوم الشيخ بشرح كتاب صحيح مسلم بشرح النووي وكتاب فتح الباري وتفسير ابن كثير وكتاب الإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية وكتاب شفاء العليل وكتاب إعلام الموقعين لابن القيم وكتاب العقيدة الوسطية. كما أن للشيخ مجوعات علمية صوتية كاملة مثل قضايا الإيمان والكفر وفقه الخلاف ومشروعية العمل الجماعي والرد على كتاب الإرجاء والعقيدة في الصحابة وشرح منة الرحمن وشرح فتح المجيد وشرح معارج القبول.
كتاب كارثي يدل على قلة بضاعة المصنف في النظر الفقهي والتطبيق الأصولي فعلى سبيل المثال لا الحصر -وإلا لو تتبعنا كل الأخطاء الواردة في الكتاب لربما خرجت في مجلد -
قال الدكتور ياسر برهامي في ص 134: «و منه -أي ما يبدع فيه المخالف مع الاتفاق على عدم تكفيره - القول بصحة النكاح بدون ولي هو قول الحنفية، وهو مصادِمٌ لنص الحديث الصحيح: (أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل ... ولا يوجد احتمال لتفسير (أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها) » .
� وهذا نصٌّ عجيب من الدكتور ياسر ، كأنه يظن أن القول بتسويغ الخلاف يتوقف على ورود الاحتمال على النصِّ ، وهل الحنفية لما خالفوا في المسألة خالفوا لاحتمال يردُ على النص من حيثية الدلالة ، ولكن للأسف الدكتور لم يكلف خاطره ليفتح كتابًا فروعيًّا أو أصوليًّا عند الحنفية ليرى مدركهم في المخالفة .
� فالسادة الحنفية قد تركوا العمل بخبر إبطال النكاح بلا ولي من أصلهم اشتراطُ ألا يخالف خبرُ الوَاحِد ما هو أقوى مِنْه من كتابٍ أو سُنَّة متواترةٍ ، وقد خَالَف خبرُ [أَيُّمَا امرأةٍ ...] عِنْدَه � وهو أَصْرَحُ مَا فِي البَابِ - قَولَهُ تَعَالَى � فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ� ، في إسناد النكاح إليهن لا إلى الأولياء ، وكذلك من الجهة الحديثية فإن الزهري راوي الحديث قد أنكر أن يكون قد حدث سليمان بن موسى به ، وهذا قادح عند أبي حنيفة رحمه الله . (كما في أصول الجصاص ج3/ص183، وشرح البخاري على أصول البزدوي ج3/ص97) .
ولما سئل الدكتور ياسر برهامي عن حكم النمص قال : «فالخلاف في هذه المسألة غير سائغ؛ لأنه خلاف النص » ، ثم ذكر حديث : «لعن الله النامصات والمتنمصات» ، ثم قال : «وليس صحيحًا أن جواز النمص للزوج قول جمهور العلماء مِن السلف، بل هو عند جماهير الصحابة والتابعين مِن الكبائر؛ لورود اللعن عليه».
� وهذا الكلام مليء بالأغاليط : � الغلط الأول : أنه جعل الخلاف في المسألة غير سائغ ، والخلاف يكون غير سائغٍ : إذا خالف القولُ نصًّا (أي : ما لا يحتمل إلا معنى واحدًا) أو إجماعًا قديمًا . � فإن كان الدكتور ياسر يرى أن محل النصية هو العمومَ في «النامصات» فغلط ؛ إذ العموم ليس بنصٍّ عند أحدٍ من الأصوليين ، بل هو ظاهرٌ ، هذا مع الخلاف الأصولي في العموم بالجمع المحلى بأل في حمله على العهد أو الجنس على ثلاثة أقوال مشهورة ، وإن كان يرى أن محل النصيّة التعليل بقوله صلى الله عليه وسلم : «المغيرات لخلق الله» فهذا ظاهر في العليّة فحسب ، وليس نصًّا في العليّة عند أحدٍ من الأصوليين ، هذا مع عدم التسليم بأن المنصوص كامل العلة ، والصحيح عند الجمهور جزء علة ، وجزء العلة لا ينتج المعلول . � فما الذي يحمل الدكتور ياسر إذن على أن يجعل الخلاف غير سائغ ، لم يبقَ إلا أن يخالف إجماعًا قديمًا ؟ � والجواب : أنه لا إجماع في المسألة ، بل جمهور الفقهاء على خلاف ترجيح الدكتور ياسر فمعتمد مذهب الحنفية أن النمصَ جائزٌ ، وحملوا الحديث على التبرج به للأجانب ومعتمد مذهب السادة المالكية أن النمص جائز ، وحملوا الحديث على المعتدة عن وفاة ومذهب السادة الشافعية أن النمص جائزٌ بإذن الزوج ، وحملوا الحديث على ما إذا كان على وجه التغرير بالخطاب ومعتمد السادة الحنابلة أن المحرم إنما هو النتف ، أما القص والحلق فليس بحرام . � ففي أي الفرق يقف الدكتور ياسر ؟! � لا هو قائل بمذهب الحنفية ولا المالكية ولا الشافعية ولا الحنابلة ، بل هو قائل بمذهب الظاهرية ، ثم يقول : الخلاف غير سائغ .
� الغلط الثاني : في نسبة ترجيحه هذا إلى الصحابة والتابعين ، ولا أدري من أين أتى بأن تحريم النمص مطلقًا هو مذهب جماهير الصحابة والتابعين ، هلا أسعفنا بأثر أو أثرين عنهم في المسألة فضلًا عن جمهورهم ! وأثر ابن مسعود ليس فيه أكثر من الحديث ، ورواية الشاشي في «مسنده» � على المقال فيها - لهذا الحديث تبين أن ابن مسعود كان يرى تحريم أخذ أي شعر من وجه المرأة ، سواءٌ في ذلك الحاجب وغيره ، فهل الدكتور قائل بذلك ؟!
ولولا خشية الإطالة لتعرضت لبعض المسائل التي عدها الدكتور من المسائل التي يبدع فيها المخالف ! (كتصوير ذوات الأرواح .. الصلاة في المساجد التي بها قبر.. الاحتفال بالمولد ) التي تدل على جهل المصنف وقلة بضاعته في هذا الباب
أو حتى المسائل التي حكم فيها بتخطئة ابن تيمية وغيره في بعض المسائل كتسلسل الحوادث
على كل حال نكتفي بهذا القدر و من أراد الاستفاضة فاليراجع مقالات الشيخ محمد سالم البحيري نظرات نقدية في الفتوى السكندرية
كتاب شرعي قيم يتناول أبعاد الخلاف وجوانبه.. يجب علينا مدارسته جيد ولا نمر عليه مرور الكرام.. إذا صادفك واختلفت مع أحد يوما ما- حتما هذا سيحدث- فعليك بقراءته ستستفيد
كتاب روعة يشرح لك ماهية الخلاف ودرجاته بأسلوب يجمع بين السهولة والرصانة العلمية ويحدد الأرضية التى يمكن من خلالها تجميع او على الأقل تقليل هوة الخلاف بين مختلف التيارات التى تنتسب للعمل الإسلامى الكتاب يرسم لك خريطة ذهنية ويحدد لك بسهولة ووضوح الخلاف بين المسلمين وتأصيلاته من الكتاب والسنة وكلام أهل العلم وأنواعه وكيفية التعامل مع كل نوع وحدود الإنكار على المخالف فيه فضلا عن رميه بالبدعة أو الكفر انصح بقرائته وهناك مجموعة شرائط شرح له للشيخ نفع الله بالكتاب
كتاب تغيرت بعد قرأته فعلا يمتاز المؤلف بتدفق لافكاره وحسن عرضه لها الكتاب مفيد جدا فى الوقت الراهن لابناء الصحوة الاسلامية عموما المؤبف قام بطرح بناء فكرة متسق مع ذاته ثم قام باسقاط ذلك على الواقع المعاصر
كتيب مهم ناقش مواضيعا مهمة و هي الخلاف و انواعه والخلاف السائغ و غير السائغ و مايبدع فيه المخالف و ما لا يبدع و أورد أمثلة كثيرة لتوضيح الرؤية و توضيح كل نوع من انواع الخلاف
من أفضل ما قرأت فى أدب الخلاف بين المسلمين , وهى رسالة نفيسة قصيرة مليئة بالتأصيل العلمى والدليل عليه من الكتاب والسنة بغض النظر عما وقع فيه الشيخ ياسر من مناقضة لبعض ما كتبه