تعتبر المستشرقة الألمانية الدكتورة آنا ماري شيمل (1922-2003) نموذجاً بارزاً للذين أحبوا بصدق الحضارة الإسلامية بكل أبعادها ومعانيها الساحرة، ووقفوا على الإسهامات العظيمة التي قدمتها للإنسانية، وقدموا عبر دراساتهم وأبحاثهم خدمات رائعة للإسلام، بل وقدم بعضهم تضحيات باهظة لأجل الثبات على مواقفهم.
تميزت الدكتور شيمل عن أترابها من المستشرقين الألمان أنها نجحت في إدراك الكثير من الأهداف السامية التي عجزت عن تحقيقها غالبية نظرائها، مرد ذلك إلى الخلفية التي تعاملت بها "عميدة" الاستشراق الألماني مع الحضارة الإسلامية التي درستها، فقد ارتكزت هذه الخلفية على الكثير من الحب والرغبة في اكتشاف الجوانب المضيئة فيها.
لقد كرست الدكتورة شيمل حياتها لتحقيق فهم أفضل للإسلام والعالم الإسلامي في الغرب. كما عملت كجسر هام للحوار بين الأديان المختلفة وبين الثقافات المتعددة، الأمر الذي حقق لها اعترافاً كبيراً في مختلف الأوساط.
وتعرض في هذا الكتاب لثلاثة بحوث تسلط فيها الدكتورة شيمل الضوء على صور "خلاقة" وغير تقليدية من إبداعات هذه الحضارة العظيمة التي قادت الغرب كما الشرق أو ولوج آفاق جديدة من العلم والعمل.
was a well known and very influential German Orientalist and scholar, who wrote extensively on Islam and Sufism. She was a professor at Harvard University from 1967 to 1992. .. مستشرقة المانية ولدت في مدينة إرفورت بوسط ألمانيا لعائلة بروتستانتية تنتمي إلى الطبقة الوسطى..في عام 1939 نزحت مع الأسرة إلى برلين وفيها بدأت دراستها الجامعية للأستشراق. وبعد عام واحد بدأت العمل على رسالتها للدكتوراة حول مكانة علماء الدين في المجتمع المملوكى تحت إشراف ريشارد هارتمان وقد انتهت منها في نوفمبر 1941 وهى في التاسعة عشر من عمرها ونشرتها عام 1943 في مجلة "عالم الإسلام" تحت عنوان "الخليفة والقاضى في مصر في العصور الوسطى المتأخرة". وفى نوفمبر من عام 1941 عملت كمترجمة عن التركية في وزارة الخارجية الألمانية. وفى وقت الفراغ واصلت اهتمامها العلمى بتاريخ المماليك حتى تمكنت من عمل فهارس لتاريخ ابن إياس. وفى مارس 1945، قبيل نهاية الحرب العالمية الثانية بقليل، انتهت من رسالة الدكتوراه في جامعة برلين عن الطبقة العسكرية المملوكية. وقد احرزت،، في عام 1995 وكأول مستشرقة ودارسة للإسلام جائزة السلام الألمانية التي يمنحها اتحاد الناشرين الألمان ويسلمها رئيس الدولة الألمانى.
كتاب الجميل و المقدس للمستشرقة الألمانية آن ماري شيمل وهو يقع في مقدمة عرض فيها المترجم لمحة عن حياة المستشرقة ومنهجها البحثي مع توضيح لمفاهيم الحضارة،الثقافة ثم ينتقل للحضارة الإسلامية ويعرض محتوى الكتاب المنقسم إلى ثلاثة مباحث وهي حفريات مطولة نشرتها المستشرقة في مجلة فكر وفن الألمانية،المقالة الأولى عن فن الحدائق في الحضارة الاسلامية ورمزيتها عند الشعراء وفي التصوف الاسلامي يليه مبحث في الحروف العربية بدءً من الخط ومكانته إلى معاني الحروف ودلالاتها في القرآن، الشعر وعند المتصوفة ،أما المقال الاخير فعن مكانة طائر الباز والطيور الجارحة في الحضارة الاسلامية. واخترت هذه القطوف الشعرية من الكتاب : أنهار تلك الجنة تجري وتقول الل خرجت عنادلُ الاسلام تترنمُ تقول الل . تهتزُ فروعُ الطوى ، يقرا كلُ لسان القرآن. يونس إمرة شاعر عرفانى تركي الصفحة ٣٩
من حديثي أنى مررتُ بها يوماً وقلبى من الهوى مستطارُ وبها نرجيٌ ينادي غلامي قف فقد ادركتْ لدينا العقار وتغنى الدُراج واستمطر اللو وجادت بنورها الازهار . ابو نواس الصفحة ٤٠
سماوية اللباس ،مسكية الأنفاس واضعة رأسها على ركبتها كعاشقٍ مهجور ،تنطوي على قلب مسجور. جلال الدين السيوطي في وصف البنفسج. الصفحة ٤٥ رابط الكتاب في التعليقات
نُشرت هذه المقالات منذ عشرات السنين من قبل في نسخة عربية في مجلة فكر وفن التي أسستها شيمل صحبة ألبرت تايلا، وظلت طيلة أعوام ولا تزال مصدر معرفة راقية فيما يخص الأدب الإسلامي والثقافة عربية كانت أو فارسية أو أوروبية.