نحتضن تاريخنا لنبدأ منه. ومهمة المؤلف، كما يقول، هي واعية قاصدة، هي العودة إلى التراث أي البدء من النهاية.. والتصوف من نهاياتنا التي يبدأ منها، ومنه تتشعب ساحات تتكامل بالصراع إذ هو في منحاه الاجتماعي معارضة للسلطات الثلاث: سلطة الدولة وسلطة الدين وسلطة المال، وسيجد القارئ أنه انتهى في القرن التاسع للهجرة مع عبد الكريم الجيلي وأن ما يعده كان دروشة، وفي أجمل أشكاله تصوف اهتيامي جرى فيه المتصوفة الفرس وكتبوه باللغة الفارسية فهو أدب لا فكر. والمؤلف في كتابه هذا يريد استعادة التصوف المنتهي وهو التصوف المناضل، ليكون من مساند الصراع الحالي ضد الأغيار.
وأكثر ما يعني المؤلف منه النضال من أجل الفقراء ضد الدولة ورجالها والدين ورجاله والمال وأصحابه. وهذا يعني الانطلاق من التصوف المناضل لتأسيس شيوعية القاعدة وهي المشاعية التي انتظمت نضال المتصوفة من إبراهيم بن أدهم حتى عبد القادر الجيلي (الكيلاني) وتكون بتحويل الأموال الخاصة إلى أموال عامة وإجرائها في مصالح الناس اليومية بما يضمن لهم الطعام والملبس والمأوى والعلاج، وما فاض عن ذلك يعطى للدولة لتنفقه في شؤونها الأخرى. وفي مجرى هذا النضال يسعى الكاتب لإيجاد شخصية حرة من قيود الدولة والدين متماهية بالقيم المشاعية والتعاونية والجماعية زاهدة لا متكالبة على الملذات تعيش في اعتدال لا بشظف ولا ترف أمينة متعففة عن الصغائر.
هادي العلوي، ( 1933 - 27 سبتمبر 1998، مفكر شيوعي عراقي إهتم بالتراث العربي وقرأه قراءة ماركسية. كان مهتما بالحضارة الصينية أيضا.
توفي عام 1998 في دمشق التي دفن فيها. من مؤلفاته
* شخصيات غير قلقة في الاسلام * موسوعة معرفية في مجالات سياسية وإجتماعية * من تاريخ التعذيب في الإسلام * الإغتيال السياسي في الاسلام * ديوان الهجاء * المرئي واللامرئي في الأدب والسياسة * فصول عن المرأة * المعجم العربي الجديد المقدمة * شخصيات غير قلقة في الإسلام * كتاب التاو * خلاصات في السياسة والفكر السياسي في الإسلام * فصول من تاريخ الإسلام السياسي * المعجم العربي المعاصر: قاموس الانسان والمجتمع
من مقعده باستاد الحياه يرى هادى العلوى الملعب بزاوية رؤية مختلفة للغاية يطرح فيها الصوفية طرحا جديدا كونها حركة اجتماعية تهدف لتثوير الطبقة الفقيرة على مثلث الدولة - الإقطاع - الكهنوت منتزعة حريتها و أقواتها كأى حركة شيوعية حديثة.
و فى سبيل هذا الطرح الثورى لا يهم الكاتب ان كان يتحدث عن محمد أو لينين. عيسى أو محى الدين بن عربى فالهم المشترك و الهدف الأسمى هو تحقيق مجتمع يتساوى فيه السيد مع خادمه
فى منظومة التصوف يأتى اليك بكوكتيل جديد صنعه بنفسه و حرص أن يكون متجانسا على اختلافه فنزع منه من غلبت عليه الدروشة أو غالى فى التفلسف أو تمسح بالسياسة و الحكم و اتبع قاعدة اشتراكهم فى التسامح مع الآخر أيا كان هذا الآخر و أيا كانت هويته أو موقعه ما لم يكن من رجال المال أو السياسة أو الكهانة حيث العداء الطبيعى و التلقائى
و هكذا خليط لا ينجو أبدا من تهمة منازعة الحاكم سلطته التى تكون هنا سلطة روحية متغلغلة فى قلوب العامة و لا سبيل للدولة و الحاكم بمنازعتهم فيها فى صراع صوره الكاتب بين الدولة و الرعية لا بين الدولة و المثقفين
ثم يطرح مشروعه لتأسيس الهيئة المشاعية العراقية كجماعة ضغط تقدم البديل لنظام ما بعد صدام حسين بديلا عن الفوضى التى أحدثتها الرأسمالية الغربية فى كافة الأركان.
يدور بنا هادى العلوى كما يدور الدرويش الصوفى فى مداراته بإسلوب أدبى فلسفى علمى ممتع للقارىء و لكن ليس لكل قارىء الا الذى يستطيع معه صبرا على ما لم نحط به خبرا.
v تعليق: التصوف هو موضوع هذا الكتاب، ولكن ليس أي تصوف، ليس التصوف كما قد يتبادر إلى أذهاننا بأنه التصوف الإسلامي الصرف لا فالكتاب أبعد من ذلك بكثير، يشرح الكاتب مراميه في فصول سماها المدارات، ولعل لب الكتاب ومقصود الكاتب يتجلي في مدار يسمى مدار المدارات. في الكتاب لغة عميقة جداً تنم عن ثقافة غير عادية ومعايشة الكاتب لما يخبرنا عنه، فهذا الكاتب قد عاش في الصين وتتلمذ على فكر متصوفتها من أمثال لاوتسه وتشوانغ سه فذكرهم بكتابه وعرض للمتصوفة الإسلاميين بعد ذلك وتأثر بالفكر الشيوعي فرأى أنا ماركس ولينين وتوليستوي هم امتداد طبيعي للحلاج والسهرودري ومن قبلهم المسح ولاوتسه. لا يمكن اختصار الكتاب بمراجعة، فهو جليل فيه مادةٌ علمية رصينة تستحق القراءة والاهتمام والوقوف بعين العقل أما ما ورد فيه. v هوامش على الكتاب: � التصوف في منحاه الاجتماعي هو معارضة للسلطات الثلاث: سلطة الدولة وسلطة الدين وسلطة المال. � القطب الصوفي يختار الفقر ولا يتخير المعايش والمآكل لكنه يفرح عندما يرى الخلق يتمتعون بالحياة فيأكلون الطيب ويلبسون اللين. � اعمل بقولي وإن قصرت في عملي...ينفعك قولي ولا يضررك تقصيري. � إ، الخشية من شروط العلم والهيبة من شروط المعرفة. � ما وصل إلى صريح الحرية من عليه من نفسه بقية... أبو مدين شعيب. � أورد أبو طالب في قوت القلوب أن مريداً قال له شيخه هلم أريك أبا يزيد، فقال: لا حاجة لي في رؤيته لأني رأيت الله. فرد عليه: ترى أبا يزيد مرة خير من أن ترى الله سبعين مرة. � يا ذاهبين إلى المختار من مضر...رحتم جسوماً ورحنا نحن أرواحا إنا أقمنا على عجز ومعذرةٍ... ومن أقام على عجز كمن راحا.. الرازي. � كان الرازي الطبيب لا يؤدي الفرائض إلا إذا أضطر إلى المراءاة، أما إلهه فهو واحد من خمس مطلقات هي الباري والنفس والهيولى والزمان المطلق والمكان المطلق. � أبو الغيث بن جميل: خضنا بحراً وقف الأنبياء بساحله. � عبد القادر الجيلاني : معاشر الأنبياء أوتيتم اللقب وأوتينا ما لم تؤتوه. � الإمام أحمد بن حنبل حرم الغزل في مشاعل السلطان، وهذا التشدد غير معروف عن أبن حنبل الذي أجاز الصلاة خلف الإمام الفاسق. � المتصوف حر لأنه لا يملك شيئاً. � المقامات هي منازل السالكين إلى الله أما الأحوال في أعراض متحولة. � سئل أحد الشيوخ من هو معلمك؟ فقال الخنفساء، كنت في غرفتي والسراج موقد فجاءت خنفساء وهمت بتسلقه فتركتها لأرى ما تفعل فوضعت رجليها على الزجاجة فسقطت ثم عادت فسقطت واستمرت تجرب وتسقط حتى عددت لها سبعمائة مرة، ثم تركتها وخرجت في شأن لي وعدت فرأيتها تجلس على السراج! � حقيقة المحبة القلبية نار في القلب تحرق ما سوى مراد المحبوب. � يحكى أن رجلاً رأى امرأة جميلة فأشتغل بها قلبه فقال لها: كلي بك مشغول فقالت له إن كان كلك بكلي مشغول فكلي لك مبذول. لكن لي أخت لو رأيت حسنها وجمالها لم تذكرني. فقال أين هي؟ فقالت: وراءك. فالتفت وراءه فلطمته لطمةً وقالت له يا كذاب لو كنت صادقاً فيما قلت لم تلتفت إلى غيري. � إني امرؤ مولع بالحسن أتبعه... لا حظ لي منه إلا لذة النظر. � لا يعبر عن شيء إلا بما هو أرق منه ولا شيء أرق من المحبة فبماذا يعبر عنها؟... سمنون العاشق. � ليست النائحة الثكلى كالنائحة المسـتأجرة. � حوار مع محب: من أين أقبلت؟ من عنده. وإلى أين تريد؟ إلى قربه. وما طعامك؟ ذكره. وما شرابك؟ الشوق إليه. وماذا تلبس؟ ستره. � كل اسم أذكره فعنها أكني... وكل دار أندبها فدارها أعني...ابن عربي. � تحدث القطب الكردي أحمد خاني عن اختفاء الحبيبة في ثنايا الروح وحذر المحب من الانجراف مع الحب لأن الروح التي تسكنها الحبيبية ستبرأ منه حينئذ. � إذا نظرت عيني وجوه حبائبي... فتلك صلاتي في ليالي الرغائب وجوه إذا ما أسفرت عن جمالها... أضاءت لها الأكوان من كل جانب... الجيلاني. � من قتلته محبته فديّته رؤيته.. أبو يزيد. � غاية الحب زوال الحب وبقاء المح. � المقبول إذا جرى على مكوّن دنس يتدنس به فلا يكون مقبولاً. � عارف الجمال محب وعارف الجلال هائب. � إذا اكتمل القلب بنور ذكر الذات وصار بحراً مواجاً من نسمات القرب جرى في جداول أخلاق النفس صفاء النعوت والصفات. � الصوفية يؤدون الصلاة للاتصال بالمطلق لا لدخول الجنة ويصومون للرياضة الروحية لا للثواب. � إبراهيم بن أدهم أفغاني من أهل بلخ. � المراجع: § شطحات صوفية.. عبد الرحمن بدوي. § التعرف لمذهب أهل التصوف عبد الحليم محمود § اللمع...أبو نصر السراج الطوسي. � إن لله عباداً لو بصقوا على جهنم لأطفئوها.. الشبلي. � إن عذبني بناره أبد الآبد ما سجدت لأحدث ولا أذل لشخص وجسد.. الحلاج على لسان إبليس. � الحلاج إن قرأته للمعرفة استوفيت وإن قرأته للتجلي تجلى وإن قرأته للأدب حصل لك الاندماج في المقروء. � المحبة كأس لها وهج إذا استقر في الحواس وسكن في النفوس تلاشت...الشبلي. � ألف ابن عربي 400 كتاب ورسالة، وأكبر مؤلفاته هو الفتوحات المكية وفصوص الحكم وقد اشتملت الفتوحات والفصوص على نظرياته في: وحدة الوجود، ووحدة الأديان، النبوة والولاية والشريعة والعقائد. � الأحدية: هي وحدته المطلقة التي لا يصح فيها التبعيض والتجزئة وتكون مجردة من الأسماء والصفات. الواحدية: هي صفة الذات المتصفة بالأسماء والصفات. ويمكن مرادفة الأحدية بالوجود المطلق والواحدية بالوجود النسبي. � نحن جعلناه بمألوهيتنا إلهاً.. ابن عربي. � فلولاه ولولانا ... لما كان الذي كانا فصار الأمر مقسوماً ... بإياه وإيانا.. ابن عربي. � يقول الفرزدق بأنه تمر عليه أوقات وقلع ضرس من أضراسه أهون عليه من نظم بيت واحد. � لقد تحجر ابن آمنة واسعاً بقوله لا نبي بعدي.. ابن سبعين. � إن كان لا إلا أنا فلا إلا هو وإن كان لا إلا هو فلا إلا أنا.. هو الأول وأنا الأول وهو الأخر وأنا الآخر وهو الظاهر وأنا الظاهر وهو الباطن وأنا الباطن.. ابن سبعين. � إن النصر هو الهزيمة والاحتفال بالنصر كالاحتفال بالجنازة.. لاوتسه. � لا تكن عبد غيرك وقد خلقك الله حراً.. ابن سبعين. � والي معاوية على العراق قال بعد القضاء على انتفاضة زيد بن علي: إن أول من فتح على هذه الأمة باب الفتنة وسفك الدماء هو علي وصاحبه الزنيجي. والمراد بالزنيجي عمار بن ياسر. � في كثرة الحكمة كثرة الغم والذي يزيد علماً يزيد حزناً. � ابك له، وابك منه، وابك عليه. الجيلاني. � يصل العارف إلى حالة جفاء البكاء، إذا وصل إلى حقائق القرب وذاق طعم الوصول في ، فالبكاء يكون في حال السير إلى الله وقد وصل. � الأبدال هم قوم من الصالحين يقيم بهم الله الأرض أربعون في الشام وثلاثون في سائر البلاد لا يموت منهم أد إلا قام مكانه آخر ولذلك سموا، وعلامتهم أن لا يولد لهم. � أبيقور من فلاسفة الإغريق في القرن الرابع قبل الميلاد طور المادية الذرية لديموقريطس وقرنها بالإلحاد. � من ينقصه حس المواساة ليس بشراً من ينقصه حس الحياء والكرم ليس بشراً من ينقصه التواضع والخشوع ليس بشراً من ينقصه الإحساس بالحق والباطل ليس بشراً.... منشيوس. � سئل بعضهم عن الحلاج فقال: كان رجلاً صالح الحال لكن غلب عليه الوجد والحال حتى عبر في المقال ولم يدر ما قال. وكلام السكران يطوى ولا يروى فالمقتول شهيد والقاتل مجاهد في سبيل الله.. حياة القلوب للأموي. � ألف أبو بكر الرازي كتاب مخاريق القرآن في نفس المدينة التي حكمت بإعدام الحلاج ولكنها بدلاً من إعدام الرازي عينته رئيساً لأكبر مستشفياتها. � النِفَّري: محمد بن عبد الجبار من مدينة نفر السومرية، أشهر كتبه المواقف والخطابات. � أبو العلاء المعري: أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي، عمي في الرابعة من عمره. � كن عبد الرب لا عبد الخلق.. الجيلاني في فتوح الغيوب. � ولما وردنا ماء مدين نستقي... على ظمـأ منا إلى منهل النجوى ولاحت لنا نار على البعد أضرمت ... وجدنا عليها من نحب ومن نهوى سقانا فحيانا فأحيا نفوسنا ... وأسكرنا من خمر أجلاله عفواً مداماً عليها العهد أن لا يذوقها ... سوى مخلص في الحب خال من الدعوى مزجنا بها التقوى لتقوى نفوسنا ... فيا من رأى خمراً يمازجها التقوى شربنا فبحنا فاستبيحت دماؤنا ... أيقتل بواح بسر الذي يهوى وما السر في الأحرار إلا وديعة .. ولكن إذا رق المدام فمن يقوى؟ � إن جوع الإنسان في عصر الطيارة والحاسوب والفضاء هو نفسه جوع الإنسان في عصر الحمير والإبل والبغال، بل إن أهل ذلك العصر كثيراً ما وجدوا حلولا للجوع والفقر لم يجدها أبناء هذا العصر. � كارل ماركس ألماني من أسرت يهودية تنصرت عاش في ألمانيا بين 1813 و 1883 ومات عن سبعين عاماً. � لئن أدخلتني في النار لآخذن توحيدي بيدي وأدور به على أهل النار وأقول لهم: وحدته فعذبني.. عائشة بنت جعفر الصادق. � أحبك حبين حب الهوى ... وحباً لأنك أهل لذاكا فأما الذي هو حب الهوى ... فشغلي بذكرك عمن سواكا وأما الذي هو أنت أهل له ... فكشفك لي الحجب حتى أراكا فما الفضل في ذا ولا ذاك لي ... ولكن لك الفضل في ذا وذاكا.. رابعة � لقد سمعنا بقصة رابعة العدوية مع مشاعل السلطان حين خاطت فتقاً في قميصها في ضوء تلك المشاعل وفقدت قلبها زماناً بعد ذلك عرفت السبب ففتقت القميص فعاد إليها قلبها، ومن يحب السماء يكره الدولة. ولا تقل إن الكثير من محبي السماء يحبون الدولة فالحب والدين لا يلتقيان كما لا يلتقي الحب والدولة وإنما اللقاء بين الدين والدولة لأنهما أس واحد قوامه العدوان على الخلق وسلب حقوقهم. وكثيراً ما يدعي أهل الدولة وأهل الدين أنهم يحبون، والحقيقة أنهم لا يحبون لا في السماء ولا في الأرض إلا ما يوصلهم إلى سعادة الدارين، أي إلى النعيم الحسي بالأكل والشرب والنكاح والوجاهة والتسلط والمباهاة. � محال على قلوب يغلفها الشحم أن تنفذ إليها المحبة، فالمحبة مثل الحكمة لا تدخل بيتاً مليء طعاماً.. ذو النون المصري. � ولقد جعلتك في الفؤاد محدثي ... وأبحت جسمي من أراد جلوسي. فالجسم مني للجليس مؤانس ... وحبيب قلبي في الفؤاد أنيسي... رابعة. � ما ملكت نفسي ما تشتهي منذ جعل الله لي عليها سلطاناً، النفس مللك إن اتبعتها ومملوك إن أتعبتها. � أريدك لا أريدك للثواب ... ولكني أريدك للعقاب وكل مآربي قد نلت منها ... سوى ملذوذ وجدي بالعذاب ... الحلاج. � سقاني شربة أحيا فؤادي ... بكأس القرب من بحر الوداد ولو الله يحفظ عارفيه ... لهام العارفون بكل واد ... أبي الحسن الصباغ. � حكاية وجد: في الرسالة القشيرية: وافى بعض المتصوفة حياً من أحياء العرب فضيفه شاب. فبينما الشاب في خدمته إذا غمي عليه. فسأل المتصوف عن حاله فقالوا: له بنت عم وقد ولعها فمشت في خيمتها فرأى الشاب غبار ثوبها فأغمي عليه. فمضى الشيخ إلى باب الخيمة وقال للفتاة: إن للغريب فيكم حرمةً وذماماً وقد جئت مستشفعاً إليك في أمر هذا الشاب فتعطفي عليه فيما هو به من هواك. فردت عليه: سبحان الله أنت سليم القلب إنه لا يطيق شهود غبار ثوبي فكيف يطيق صحبتي. � مرضت رابعة فجاء أصحابها لعيادتها وسألوها عما حصل لها فقالت: والله ما أعرف لعلتي سبباً غير أني عُرضت علي الجنة فملت بقلبي إليها فأحسب أن مولاي غار علي فعاتبني. � يقول الكاتب بأنه يعرف عراقياً كاس يشرب الخمر على صوت الشيخ مصطفى إسماعيل. � أنا من أهوى ومن أهوى أنا ... نحن روحان سكنا بدنا � فإذا أبصرتنا أبصرته ... وإذا أبصرته أبصرتنا ... عوارف المعرف. � إن عبداً لزين العابدين كان يشوي لحماً في التنور وبجانبه يقف طفل لزين العابدين فوقع السفود من يد العبد على رأس الطفل فقتله، وسمع زين العابدين الصرخة فأسرع إلى المكان ولما رأى ولده غارقاً في دمه لم يلتفت إليه إنما التفت إلى العبد قال له: لا تراع، لا تراع، لأنت حر.. أنت حر. � لا يكون العارف عارفاً حتى يكون كالأرض يطأه البر والفاجر وكالسحاب يظل كل شيء وكالمطر يسقي كل شيء ما ينبت وما لا ينبت ... الجنيد. � اصنع المعروف في أهله وفي غير أهله فإن لم يكن من أهله فأنت أهله ... حديث. � كساعية للخير من كسب فرجها ... لك الويل لا تزني ولا تتصدقي. � المتصوف حين يحب امرأة تتروحن عنده، وفي تروحنها يتماهي الحب الأنسي مع الحب الإلهي. � في حرب صفين بين علي ومعاوية استولى معاوية على مَشرعة في الفرات هي الوحيدة الصالحة للاستقاء في ذلك الموضع ومنع جيش علي من الوصول إليها، فجهز علي حملة أزاحت جيش معاوية عن المشرعة واستولت عليها لكن علي أمر بفتح طريق لجماعة معاوية ليستقوا من النهر. � علم اليقين: ما كان عن دليل وبرهان. عين اليقين: ما كان عن طريق الكشوف والنوازل. حق اليقين: ما كان بطريق المشاهدة والمعاينة. علم اليقين حالة التفرقة وعين اليقين حال الجمع وحق اليقين جمع الجمع. � وقتي هذا وقت الحجاب، ولذلك أكتب، وينبغي علي أن لا أكتب، ففي هذا الوقت الذي أكتب فيه مات عدد من الأطفال في العراق لعدم الغذاء، وإنما أتمسك بالاسم لكي يبقى ثم يعود إلى تكثره بعد زوال الحجاب. وكتابتي في هذا الوقت هي الحجاب نفسه فوقتي ليس هو وقت الكتابة بل هو وقت الحسين بن منصور وينبغي علي أن أكون هناك لأكون في الوقت، والكتابة حالة جفاء ووجودي هناك هو الصفاء والكتابة قبض ووجودي هناك بسط. � الغوث: هو القطب حينما يلجأ إليه. � السالك: هو الواصل بعد أن مر بطوري المريد والمتوسط. � عارف: هو السالك في أعلى مراتبه. � قطب: هو العارف الأعلى الذي صارت تدور عليه حركة الخلق. � المُسلِّك: من يتولى تعريف المريدين الطريق إلى التصوف. � إذا كانت النفوس كباراً تعبت بمرادها الأجسام. � مولاي يا شيخ الرباط الذي ... أبان عن فضل وعلياء إليك أشكو جور صوفية ... باتوا ضيوفي وأودائي أتيتهم بالزاد مستتراً ... وبت تشكو الجوع أحشائي مشوا على الخبز ومن عادة ... الزهاد أن يمشوا على الماء ... أبن صابر المنجنيقي. � بينما كان المثقف الأوربي يتباهى بالانتساب إلى ابن رشد كان ابن رشد شبه مجهول في العصر العثماني. � فسكر الوجد في معناه صحو ... وصحو الوجد سكر في الوصال ... عثمان المزين. � قال الحلاج: § أسرارنا بِكر لا يفتضها وهم واهم. § أعرف الخلق بالله أشدهم تحيراً فيه. § لا يظهر من الغيب شيء ما دام في الجيب شيء. § وجود المال يحجب الرؤية. § المتوكل الحق لا يأكل وفي البلد من هو أحق منه بالأكل � باع أحد الصوفية دابة لرجل فجاءه بعد أيام فقال: يا سيدي إن الدابة التي اشتريتها منك لا تأكل عندي شيئاً. فسأله: ماذا تشتغل فقال: رقاص عند الوالي. فقال الشيخ: دابتنا لا تأكل الحرام. � لا يبلغ الرجل عندنا مبلغ الرجال حتى يشهد فيه ألف صدِيق بأنه زنديق ... الجنيد. � سأل رجل الحلاج وهو مصلوب عن التصوف فأجابه: أهونه ما ترى. � قيل للجنيد وهو يحتضر قل لا إله إلا الله فقال: ما نسيته فأذكره. � الجنيد: مرضت مَرضة فسألت الله أن يعافيني فقال لي في سري: لا تدخل بيني وبين نفسك. � قال ابن عطاء الله السكندري: § الكون كله ظلمة وإنما أناره ظهور الحق. § طلبك منه اتهام له. § الرجاء ما قارنه عمل وإلا فهو أمنية. § ليقل مت تفرح به يقل ما تحزن عليه. � شعيب أبو مدين: § أضر الأشياء صحبة عالم غافل وصوفي جاهل وواعظ مداهن. § ما وصل إلى صريح الحرية من عليه من نفسه بقية. § السالك ذاهب إليه والعارف ذاهب منه. � أبو يزيد البسطامي: § عجبت لمن عرف الله كيف يعبده. § اللهم إنك خلقت هذا الخلق بغير علمهم وقلدتهم أماناتهم من غير إرادتهم فإن لم تعنهم فمن يعنهم؟ § ما دام العبد يظن أن في الخلق من هو شر منه فهو متكبر. § وددت أن قامت القيامة حتى أنصب خيمتي على باب جهنم، فسأله رجل: ولم ذلك يا أبا يزيد؟ فقال: إني أعلم أن جهنم إذا رأتني تخمد. فأكون رحمة للخلق. § قال: فما تريد؟ قلت: أريد أن لا أريد. فقال: قد أعطيناك. § أراد موسى أن يرى الله وأنا ما أردت أم أرى الله، هو أراد أن يراني. § سبحاني سبحاني ما أعظم سلطاني ليس مثلي في السماء ولا مثلي صفة في الأرض تعرف أنا هو وهو أنا وهو هو. � ابق لي مقلة لعلي يوماً ... قبل موتي أراكا أيم مني ما رمت هيهات بل ... أين لعيني باللحظ لثم ثراكا كل من حماك يهواك لكن ... أنا وحدي بكل من في حماكا ... سلطان العاشقين ابن الفارض. � لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي ... إذا لك يكن ديني إلى دينه داني وقد صار قلبي قابلاً كل صورة ... فمرعى لغزلان ودير لرهبان وبيت لنيران وكعبه طائف ... وألواح توراة ومصحف قرآن أدين بدين الحب أنى توجهت ... ركائبه فالحب ديني وإيماني ... ابن عربي. � رمى أحمد بن أبي الحواري كتبه في البحر وقال لها: نعم الدليل كنت والاشتغال بالدليل بعد الوصول محال. � نحن قومٌ تذيبنا الأعين النجل ... على أننا نذيب الحديدا .. أبو فراس الحمداني.
في مدارات صوفية تُمحى الحدود، الحدود القومية، والدينية، وتتوحد في ذات الصوفي كل القيم التي أبدعتها الإنسانية على طريق بلوغ الكمال، بذلك يكتسب كونيته، ويغدو ـ حسب غولبرخ ـ "جندياً في جيش الرب السري ليناضل من أجل المستضعفين في الأرض ضد غريزة الجشع والتدمير، ومن يقوم بهذا النضال يكافأ بظهور المسيح له في زوبعة الشوارع والساحات".
هادي العلوي يمارس شكلاً من أشكال وحدة الوجود، عندما يحل في كل عناصر النص، ويتوحد بشخصياته، وكأنهم ممثلون لتاريخه الشخصي، فهو يتحدث عنهم كما يريدهم أن يكونوا عليه.
يقوم بجولاته في ردهات التاريخ الإسلامي والعالمي، إنه لا يأبه للتعاقبية الزمنية للأحداث، فتلك مهمة المؤرخ التسجيلي، المؤرخ التقني، أي أنها مهمة المثقف الذي يكتب تاريخ الأغيار كما يصفهم وهم (رجال السلطة والمال والدين)، بينما تاريخ الأبدال، تاريخ المقامات، والضنائن أوتاد الكون، فهو تاريخ الروح الذي يسري في أوصال الوقائع الحية، وعلى هذا فمهمة هادي مع التاريخ تغدو كمهمة السالك إلى الله لاقتناص مطلقه.
كتاب مليء بالإنسان عبر التاريخ والجغرافية والتصوف!
دراسة عن فرق التصوف الإسلامية والمسيحية والتاوية وغيرهم وأهم أعلامهم وفلسفاتهم، والاتجاهات السياسية-الاجتماعية والتصوف المشاعي تحديدا، ثم في النهاية يستعرض بعض الكلمات والمصطلحات الصوفية ودلالاتها وبعضا من أشعارهم. كانت أول مصافحة لي مع العلوي، أبهرني جدا بكمية المعلومات التاريخية والثقافة العالية، لن تكون الأخيرة حتما.
في هذا الكتاب يسعى العلوي لتقديم الشيوعية عن طريق الصوفية، حيث يرى بأن كل منهما وجهان لعملة واحدة.
ينم الكتاب عن سعة اطلاع العلوي، كما أنه يستخدم طرق غير اعتيادية للحديث عن الشيوعية. حيث يبدأ بالحديث عن الصوفية وصفاتها وأشكالها ليصل في النهاية إلى أن الشيوعية هي أسمى أشكال الصوفية.
بالنسبة لي لم يرق الموضوع لي أبداً، بل على العكس من ذلك كان مستفزاً، لأنني غير مقتنعة بالشيوعية وأرفض هذه المقاربات بين الصوفية والشيوعية، لذلك فإنني لم أقرأ الكتاب بصبر وأناة كافيين وإنما قرأته كمن يسعى لإتمام مهمة يكرهها.
الكتاب محاوله من هادى العلوى وتعد الاولى من نوعها لقرأه التصوف من مدخل شيوعى الكاتب لماح ومبتكر ومطلع على التراث بحيث انهيت الكتاب وبعقلك نظره مشاعيه للتصوف مرتكزه على التاريخ والتراث لا منفصله ومنها اعتبر الصوفيه احدى اوجه الثوره المشاعيه فى الشرق ، لاانصح بالكتاب لمن لم يتعرف مسبقاً الى التصوف من اهله ، لان الكاتب قام بالتصرف فى بعض مقولات وتاريخ المتصوفه لخدمه هدفه ورساله الكتاب
الكتاب الجيد هو اللي يبدأ من المعلوم عند المتلقي ثم يدهشه ويضيف إليه، يحتويه ثم يصدمه، الكتاب ده أدهشني على كل المستويات وجمع شتاتي وحطني على أول طريق جديد كنت متخيل إنه مش موجود.
الكتاب يقرأ التصوف بعين شيوعية، بعين شرقية، ويربط بين المسيح والتصوف الإسلامي والتاوية وشيوعية الروس في خط واحد، خط الحكمة الشرقية، خط خلاص الخَلق
تراث الثورة المشاعية في الشرق عنوان خاطف جدًا للمهتمّين بقراءة التاريخ ، لكن الأكثر جاذبية هو إلصاق العنوان السابق ذكره بعنوان آخر مغاير " مدارات صوفية " ، لغزٌ محيّر ، ربما يكون مدعاةً لفك طلاسم هذا التشابك ، ومن ثم فتح أول صفحة ثم ما تلاها إلى أن يتسنّى للقارئ الخوض في أعماق ما يرنو إليه الكاتب ، وليكُن هدف صاحبه ؛ قراءة ما كتب وإن كان ضربًا من الجنون والعبث . هكذا تكون الكتابة ، فعل مضاد للنسيان ، محاولة للتواصل مع حركة التاريخ ، مقاومة لفعل الطبيعة الموحش ، صرخة في وجه الزمن ، والمُطلق ، والقوى الكامنة خلف الغيبيات . (1) هادي العلوي اليساري العراقي ، يقرأ التاريخ بنظارة الماركسي الشرقي ، يحاول تطويعه لإيجاد علاقة ما ، بين الفلسفات الشرقية بداية من التاوية في الصين ، مرورًا بالصوفية ( الإجتماعية ) مع بدأ الحضارة العربية الإسلامية � وبين الشيوعية كفلسفة ما بعد القرون الوسطى في أوروبا الحديثة . ربط الكاتب بنظارته بين تلك الفلسفات من حيث الموقف الموّحد تجاه ما أسماهم " الأغيار " : رجال الدولة � رجال الدين � الأثرياء . وبالتالي كانت الكتابية أُحادية جدًا نتيجة تمركس الكاتب واتخاذه موقف\تفسير لحركة التاريخ . يستمر الكاتب طول الوقت في محاولة التأكيد على ضرورة الرجوع إلى التراث ليس من باب إجترار الماضي بقدر ما هو إعادة إحياءه بشكل يخدم فكرته اليسارية ، وتقديمها لمجتمعه على أنها ليست معادية\مقاطعة لتاريخه الإسلامي الحضاري ، ومن ثمّ غلق كل الأبواق اليمينية المدّعية على اليسار العراقي\العربي بالركون والسلبية و التهام الأدبيات اليسارية ( الغربية ) عن طريق حركة الترجمة يصل في النهاية إلى إعلان القطيعة المعرفية التامة مع الغرب ومنتجاته الثقافية والمادية:
في الطريق إلى ربط مشرقي القرن العشرين بتراثه ، يترجم هادي لمجموعة من الشخصيات الضاربة في التاريخ الإسلامي والغير إسلامي ، أسماهم " الأبدال " ، بدونهم تُنتهك النواميس الكونية ويختل نظام الكون ، وبهم يُقام العدل المنشود أو يحاولون تعويض غيابه . ذلك عندما يتحدث عن التصوف الإجتماعي ، يذكر ( أبو ذر الغفاري � عامبر العنبري - إبراهيم بن أدهم والحلاج ، ابو العلاء المعري ، النفري ، عبد القادر الجيلي ) ومن على شاكلتهم ، ويقدمّهم على أنهم يساريّين وإن لم يُعلنوا ذلك ، وإن لم يتلفظوا بذلك ، لكنّ سلكوهم و تفسيرهم للتاريخ وعلاقتهم بالـ " الأغيار " تضعهم في خانة اليـَـكّ اليساري.
في نفس الوقت ، يعرض ، لمجموعة من الفلاسفة الغير مسلمين\الغير عرب ، من مختلف الحضارات الشرقية ( لاوتسه � ماوتسه � تولستوي � لينين ،وغيرهم) وحتى الغربية ( جوته وماركس ويوهانسون ) ويعرضهم على أنهم متصوّفة من حيث تجاوزهم لتصوراتهم العقائدية الضيقة وتفسيرهم للتاريخ بمجراه الطبقى بما يخدم مصلحة الطبقات الأفقر والأضعف وإن كانوا على غير العقيدة\الفلسفة ، حتى أنهم انتصروا لمخالفيهم فلسفيًا في صراعاتهم ضد الدولة بصورتها الإستبدادية . أظن الكاتب نجح ،في تلك النقطة بالذات، في التعبير عن وجهة نظره ومقصده من الكتاب ككل ، أعتقدت انه أفادني بتلك التراجم . (2) بعيدًا عن هادي اليساري ، ظهر وجه آخر ، وجه مؤرخ للحركة الصوفية ، قارئ لمعظم إنتاجهم ، مدقّق لمصادرهم ، عالم بلغتهم شديدة الثراء والتأويل. كتب بعد إطلاع وبحث مضني ، ظهر من الإقتباسات والهوامش والمراجع، ومن تطويعه للنص في مساره الصحيح . بدأ هادي في التمييز بين خطوط متباينة من التصوّف : السنّي والإجتماعي والفلسفي : التصوُّف الإجتماعي بدأ بحركة الزهد في القرن الأول والثاني ،قطيعة الدولة الأموية وحلفائها والبُعد عن اللذائذية والنعيم والإنتصار للمحرومين ،والتشجيع على الثورة إلى حد قول أبوذر الغفاري " عجبت لمن لم يجد في بيته طعام ولم يخرج على الناس شاهرًا سيفه " ، هذه الفترة انتجت شخصيّات غير صوفية حرفيًا ،لأن اللفظ لم يكن مطروح بمفهومه المُتعارف عليه بعد ذلك بقرون، لكنّهم اعتبروا أنبياء التصوُّف : أمثال أبوذر الغفاري وأبو سفيان الثوري وعامر العنبري وغيرهم من أنبياء التصوف . بعد ذلك كانت بداية التصوف مع ابراهيم بن آدهم ، الذي نشأ في بلاد فارس ، وهناك أقاويل على تأثره بفلسفة التاو الآتية من شرق آسيا ، لأن الصين كانت تحكم تلك المنطقة ، والتاو كانوا رحّالة وسواحين كالصوفية ،، قيل أيضَا بتأثره بالرهبان المسيحين ، مهما يكن ، اعتبره الباحثون أبو التصوف الإجتماعي الذي وصل ذروته الدرامية مع الحلاج بعد ذلك بما يزيد على القرن . التصوف السنّي كان ارتدادًا دفاعيًا ، في شكل مراجعات مذهبية فكرية ، بعد الهجمة الشرسة على المتصوفة في القرن الرابع الهجري ، والتي بلغت ذروتها مع مأساة الحلاج ، فكانت حركة صوفية في إطار سنّي فقهي ، أنتج مصنّفات إسلامية كبرى من أمثال " الرسالة القشيرية في التصوف" للإمام القشيري و" إحياء علوم الدين " لأبى حامد الغزالي ، وغيرهما ..
التصوّف الفلسفي ظهر مع أبو يزيد البسطامي صاحب الشطحات الشهيرة ، الذي طافت حوله الكعبة وهو جالس مكانه ببغداد . " يا أبى يزيد ، نراك تطير وقت الآذان إلى الكعبة تركع وتختم صلاتك ثم تعود كما ذهبت � قال الشيخ : المؤمن الحقّ من تأتي الكعبة لتطوف حوله وهو في مكانه " . وللبسطامي الكثير من الشطحات ، أذكر أيضًا موقفه مع فقير استوقفه وهو ذاهب إلى الحج ، قال الرجل " *إلى أين أنت ذاهب يا ابا يزيد ؟ - إلى مكة . * أمعك مال ؟ - معي ما يكفي رحلتي ذهاب وإقامة وعودة . * ما رأيك أن تطوف حولي سبع مرات وتعطيني المال فإني صاحب عيال ؟ " فطاف أبو يزيد حول الرجل وأعطاه ما معه وعاد من حيث أتى واعتبرها حجّة . لكن المرحلة المعرفية الكُبري عند التصوف الفلسفي كانت مع الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي صاحب وحدة الوجود ووحدة الشهود . فمن حيث الإنتاج و التراجم وما وصل إلينا من الفتوحات المكبة وفصوص الحكمة والرسائل ، وضع ابن عربي نفسه كفيلسفوف للتصوّف . في محطات مختلفة يذكر الكاتب ما أسميه " موجز ابن عربي" ، يعرض فلسفته ويربط بينها وبين الديالكتيك التاوي ، يحدد موقفه من المرأة والغناء والرقص ، يعاتبه على عدم خوضه مضمار الحياة الإجتماعية كالحلاج. الكتاب مقسَّم إلى مدارات ، كل مدار بحرف من العربية ، كل حرف تحته عناوين رئيسية ، كل عنوان مقسَّم لشروح واقتباسات وإضافات واستدلالات . كتاب حيّ ؛ ليس ، ترجمة جامدة؛فهو لا يعتمد على التراتـُبية التاريخية بل على التُقارب الفكري والمنهجي ،عرض وتحليل واتخاذ موقف وصراع وجدل وقذف . باختصار شديد ، الكتاب رحلة مجنونة في فضاء من الخيال والهيام ومداعبة الوجدان ، لحظة من التجلّي مع الأرواح والتخلّي عن مُعطيات المنطقين الديني\المادي ، كسر لدايرة التنميط العلمي وسياحة في غيبيات ما بعدها غيبيات .. كتاب مجنون جدًا يحتاج إلى عقل شمولي ، أسماه " المثقَّف الكوني " حتى يتفهمَّه ويقبله بصدر رحب .
ينبهك هادي العلوي إلى العناصر الصوفية في الحياة اليومية من خلال نبش التراث واختيار شخصيات عدة ضمها إلى مداراته. الكتاب عدا عن المعلومات والتأويلات الغنية فيه، ممتع جداً ولا بدّ من العودة إليه كمرجع.
كتاب يسافر بالقلب ليطوف حول أفئدة العالمين من الشرق الى الغرب ممن نذرو حياتهم لاجل العامة. وهو كتاب يركز على السلوك الروحاني الذي يجب التفريق بينه وبين الفكر الروحاني، فالاول مرتبط بالاندماج في الخلق والحق لنصرة المستضعفين والمساكين في الارض، اما الفكر الروحاني فهو قريب للتدين والطقوس والعادات الدينية.وافضل فصوله هو الفصل الذي تحدث فيه عن الابدال، او الاولياء الصالحين.
كتاب يحاول ان يغذي الروح هائماً بها في هذيانات قد يرفضها العقل لاول وهله ولثاني وهله ولثالث وهله نتيجة المحدودية التي يعيش فيها الفرد في ظل المجتمعات المغلقة، فينقلها الا الواحدية ليرى الخلق بعين الله ويرى الله بعين الخلق.
شار��ت على نهاية هذا الكتاب وتاخرت فيه بسبب استئناف القراءة في شهر رمضان الكريم اولا وثانيا لانه يتصنف في مجالات الفلسفة العلمية والدراسات الاسلامية: . ملخص* . الكتاب من منشورات دار المدى ومن الصعب الحصول على كثير من كتب دار المدى لانها تدخل في الممنوعات الاجتماعية والمحرمات وتفسيرها تفسير علمي وغالبا ما تنشر لمفكرين وفلاسفة وليس كتاب عاديين.
هادي العلوي هنا لديه رساله تحاكي الضمير والوجدان الا انه لاتستجيب لكلماته العواطف فهو مؤرخ قرأ التراث الاسلامي ماقبل الحركة السيا-اجتماعية وما بعدها قراءة تأريخية مادية وفق المحاور الثلاثة (الاقتصادية، الاجتماعية، والصراع الطبقي) بدون تقديس ولا تبجيل لأحد ولهذا يفرض على القارئ احترامه.
الكتاب علمي فلسفي وقد يصطدم مع واقعنا الاسلامي اليوم كثيرا لانه يحاول اعادة الاسلام الى فطرته وفطرة الانسان الشرقي بصورة عامه التي سماها "مُشاعية الشرق" وتخرج منه روحانياً ليس من منظور التدين لانها من وجهة نظر الكاتب روحانية فكرية وليست سلوكية، بل هي منظور كوني تندمج فيه روحانية الملحد والمؤمن والسني والشيعي والعالم ككل في السلوك لا في الفكر.
وهدف الكتاب هو كيفية اخراج انسان مثقف يعمل من اجل راحة الخلق وليس كمثقفينا اليوم من.سياسيين ورجال دين ودولة يجعلون الخلق في خدمتهم، ولذلك نجد الانسان اليوم مغرم بالشخصيات ونجد عليها هاله من التقديس، نتيجة استغلال المثقف للعامة.
وكونه شيوعي لم يتخلى عن اسلامه كشيوعيينا اليوم الذين وجدوا في الغرب مصدرا لهم بل حاول البحث عن مصدر التأصيل في السلوك الشيوعي او المشاعي للانسان في التراث الاسلامي والصيني لاهل الشرق، فدمج وصاغه في شخصيات عديدة منها علي بن ابي طالب للحكام، وحركة حمدان ابن الاشعث وشخصيتي ابو ذر وسلمان وحركة يسوع الناصري (عيسى بن مريم) الذي اعطى لشعب اسرائيل صورة النبي الفقير الذي يسعى لتأسيس دولة العدل، والمحاولات التي قام بها قطبي التصوف الحلاج والجيلي ، والفكر التاوي في الصين لمؤسسه لاوتسه، والثورة المشاعية هي التي يسعى لها الانسان باختلافاته منذ نهاية الفترة المشاعية التي عاشها الانسان في المجتمعات البدائية الاولى حتى اليوم وهي في الفكر الاسلامي دولة المهدي المنتظر، وفي الفكر الشيوعي هي الدولة الشيوعية التي لم تتأسس بعد وسعى لها البلاشفة الروس بقيادة لينين الا انها انهارت على يد خليفته ستالين والفساد الشيوعي بعد ان اصبحت الشيوعية في نظر الستالينيين عقيدة، وهي ما تكلم عنها افلاطون بالمدينة الفاضلة الخالية من الشرور واستغلال الانسان لاخيه (كتاب مهم لصياغة روح الانسان بفكرة تخترق حدود المجتمع والفكر والعقيدة لانه يرى في الكون شيئا ابعد من ذلك، و في العالم شيئ كوني مؤنسن لا يحده دين ولا تحصره ثقافة بل تحصره روح الخير والحب والاهتيام في راحز الخلق وهي موجودة في روح الانسان الحر الملازمة لروح الطبيعة ولا يكون الانسان حرا حتى يتحرر من تأثير السلطات الثلاث: سلطة المال. سلطة الدولة. وسلطة الدين) وهنا لا يعني الانسلاخ من الدين بل ان لا يكون الدين فوق الانسان فيصب مصدرا للشر والفساد لا للخير والسلام
يتحدث الكتاب عن تاريخ التصوف و يقارن التصوف الإسلامي بالمسيحية اليسوعية و الماو في أسلوب شيق و مختلف عن الخطاب السائد و يتحدث هادي العلوي أيضاً عن الثورات المشاعية بشكل يعتبر موجز بعض الشيء , عموماً الكتاب مهم و انصح كل المهتمين بقراءته
التصوف العابر للتاريخ والجغرافيا والأديان ،الذي يلتقي فيه الصيني القديم بالمسيحي والمسلم وبشخوص العالم الحديث وآخرون ، أن تكون صوفيّا شيوعيًّا، المُسمى لا يهم ما زالت الغاية والسبيل واحدة . رحلة رائعة يصحبنا فيها هادي العلوي في مداراته متنقلًا من بداياته الأولى عند الصينيين مرورا بحقبات وشخوص تاريخية في العالم المسيحي والاسلامي انتهاءا بماركس ولينين وغيرهم ، يطلعنا خلال ذلك على المشتركات التي جمعت كل هؤلاء فكانوا أعلاما للتصوف بمختلف اتجاهاته المعرفية والاجتماعية و الاهتيامية ، يستعرض أيضًا المصطلحات الرئيسية في " اللغة" الصوفية والتي لها دلالاتها المختلفة عن المعجم اللغوي .. يختمها بشذرات متفرقة مما في كتابات التصوف وبعض المتفرقات من كتابات هادي العلوي في هذا المجال.
كتاب رائع وعبقري جدًا يقدم لنا الصوفية بعين شيوعية والتي تهدف في كل اتجاهاتها الى تحقيق حرية الانسان وكرامته أيًا كان ،فخدمة الناس على حساب النفس ومجابهة الظلم والاستبداد والذي يتمحور دائمًا في ثلاثية الدولة والدين والمال سنجدها هي الهدف الأسمى لهذه الحركة ..
تمنيت -بعد قراءة هذا الكتاب وكتب متفرقة أخرى ابتعتها من مؤلفات هادي العلوي- لو أنني اقتنيت المجموعة الكاملة لأعماله ..هادي العلوي مفكر فذ.
الصوفية أو التصوف هو مذهب إسلامي، لكن وفق الرؤية الصوفية ليست مذهبًا، وإنما هو أحد مراتب الدين الثلاثة (الإسلام، الإيمان، الإحسان)، فمثلما اهتم الفقه بتعاليم شريعة الإسلام، وعلم العقيدة بالإيمان، فإن التصوف اهتم بتحقيق مقام الإحسان، مقام التربية والسلوك، مقام تربية النفس والقلب وتطهيرهما من الرذائل وتحليتهما بالفضائل، الذي هو الركن الثالث من أركان الدين الإسلامي الكامل بعد ركني الإسلام والإيمان، وقد جمعها حديث جبريل، وذكرها ابن عاشر في منظومته (المرشد المعين على الضروري من علوم الدين)، وحث أكثر على مقام الإحسان، لما له من عظيم القدر والشأن في الإسلام.
قال أحمد بن عجيبة: «مقام الإسلام يُعبّر عنه بالشريعة، ومقام الإيمان بالطريقة، ومقام الإحسان بالحقيقة. فالشريعة: تكليف الظواهر. والطريقة: تصفية الضمائر. والحقيقة: شهود الحق في تجليات المظاهر. فالشريعة أن تعبده، والطريقة أن تقصده، والحقيقة أن تشهده». وقال أيضاً: «مذهب الصوفية: أن العمل إذا كان حدّه الجوارح الظاهرة يُسمى مقام الإسلام، وإذا انتقل لتصفية البواطن بالرياضة والمجاهدة يُسمى مقام الإيمان، وإذا فتح على العبد بأسرار الحقيقة يُسمى مقام الإحسان».
كتاب مهم يتناول تاريخ التصوف دون حصره بديانة معينة فهو يطلعنا على أقطاب التصوف جميعا باختلاف مذاهبهم واعراقهم بدء بابو ذر الغفاري وإبراهيم بن ادهم مرورا بالمعري والحلاج انتهاء بتولستوي وشاويونغ ويوهانسون
مايركز عليه هادي العلوي في هذا الكتاب هو تناول التصوف بوصفه موضوع نضال لا بوصفه دروشة وإنعزال ورقص كما آل إليه اليوم
موضوع هام وكاتب بارع وكتاب عظيم. لعله من أفضل وأهم الكتب التي قرأتها هذا العام
كتاب يتحدث عن المتصوفة وتوجهاتهم .. كتاب صوفي شيوعي ولا أظن أنه موضوعي .. وإنما أفكار ومعتقدات الكاتب يسقطها على ما يريد هو .. أعجبني في سرده عن عن الصوفيّة وأفكارهم .. ولم يعجبني تحيزه لأفكاره هو وأسلوبه الثقيل. نجتمان ونصف.
بغض النظر عن عدم وجود قائمة مراجع استند عليها الكتاب، وعن اريحية الكاتب في استخدام اللغة احياناً، الكتاب مفيد جداً لتغطية كلاً من التاريخ الصوفي والمشاعي بصورة سريعة ومحاولة الربط بينهما كانت لطيفة.. الكتاب بشكل عام ممتع!