Item Description : كتاب كتيبة سوداء محمد المنسي قنديل دار الشروق Arabic Book Books Paperback Novel Story Stories Black Battalion Mohammed Al Mansi Qandil Dar Al Shorouk Note : The Cover Image May Differ From The Image Shown Since We Are Cooperating With More Than One Publishing House Publisher : دار الشروق إنها رواية عن الحرب والحب والمصير الإنساني ؛ كتيبة من الجنود السود ترحل إلى أرض غريبة ، لا تعرف لغتها ولا أهلها ولا تضاريس أرضها ، وعليها أن تخوض حربا لا تهدأ ضد عدو مجهول ، بلا تردد ولا تراجع وإلا كان الموت مصيرها . إنهم جزء من لعبة لا يعرفون مداها ، فيها أباطرة وملوك وملكات ، تحركهم جميعاً قوى دولية لا تكف عن التناحر ، ولكن وسط هذا يستيقظ صوت الإنسان المفرد وهو يقاوم مصيره ؛ بحثًا عن لحظة من الحب والسكينة . إنها رواية ضد العبودية والقهر ؛ تمجيدًا للشجاعة والصلادة البشرية ، وهي في النهاية تلقي الضوء على منطقة مجهولة من التاريخ المصري . Condition : Brand New Reading level : Ages 9 And Up Language : Arabic Paperback : 473 Pages
English: ولد في المحلة الكبرى عام 1949 وتخرج من كلية طب المنصورة ثم تفرغ للكتابة و حصل على جائزة نادى القصة عام 1970 ثم حصل على جائزة الدولة التشجيعية عام 1988 على مجموعته القصصية : من قتل مريم الصافي. صدرت له عن دار الهلال روايات قمر على سمرقند ، بيع نفس بشرية، انكسار الروح.
يكتب للأطفال كما يؤمن بأهمية إعادة كتابة تراثنا العربى برؤية معاصرة و أصدر كتابين فى هذا المجال هما : شخصيات حية من الأغانى ووقائع عربية. كتب أكثر من سيناريو للسينما والتليفزيون منهم سيناريو فيلم أيس كريم فى جليم للمخرج خيرى بشارة.
أمها انجليزية وأبيها أسبانى و هو في نفس الوقت ملك بلجيكا. زوجها هو وريث عرش النمسا و أخو ملكها. سليلة أسرة هابسبورج الشهيرة التي حكمت كل عروش أوروبا بصفتها الوريث الشرعى لعرش الإمبراطورية الرومانية منذ القرن الخامس عشر وحتى اليوم. جاء منهم كل ملوك أوروبا في كل العصور كابرا عن كابر ليكون الملك دائما من أصحاب الدم الملكى الأزرق.
لو كنت مكانها أتنعم بهذا العز و أسكن هذه القلعة ما تركتها قط و لو أعطونى حكم العالم بأكمله
و لكنه بريق السلطة و دفء العرش و رنين اللقب. كان زوجها أكثر حكمة و أقل اقبالا على اللقب المزعوم المحمل بالمشاكل و الدماء و لكن منذ متى و أسرة هابسبورج تحفل بالدماء فقد امتصت دماء العالم و عندما لم تجد ما تأكله أكلت نفسها في النهاية و ما زالت تلعق جراحها حتى اليوم. المرأة الطموح التي اقنعت زوجه بالتخلى عن حلم ولاية عرش النمسا و قبول عرش المكسيك التي لا زالت ترزح تحت نير الاحتلال الفرنسي. نالت و زوجها استقبال تاريخى عندما وطئت أقدامهم أرض الأحلام على الشاطئ البعيد من الأطلنتى
و لكن يبدو أنه استقبال زائف كان أشبه بالكمين و صار رويدا رويدا كحفرة من الكثبان الرملية الناعمة أو واديا من الطين البركانى الزلق ابتلعهم على مهل و ذهب بأحلامهم أدراج الرياح على مدار ثلاث سنوات و أربعة أشهر هي كل عمر الإمبراطورية التي لم تقم أبدا إلا في أوهامهم.
لو توقفنا عند هذه النقطة لاستحقت الرواية الكثير من التقدير و لكنها رواية لها مسارين يقتربان حينا و يبتعدان حينا أخر حتى نقطة النهاية التي يتلاقى فيها الجنون بالعقل و الموت بالميلاد.
قصة أخرى لجنود من أحراش أفريقيا و ضفاف النيل. كتيبة مخيفة من الجنود السود أرسلها خديوى مصر و صديق الإمبراطور نابليون الثالث و الإمبراطورة أوجينى كنوع من أنواع المشاركة الوجدانية في حرب لا ناقة لهم فيها و لا جمل. رحلة حملت معها الموت من البداية للنهاية رغم أنهم أبلوا بلاء حسنا إلا أنهم كانو يبدون كمجموعة من المرتزقة في بلاد غريبة و بعيدة لا يعرفون لغتها و لا ثقافتها و لا يجدون سببا واحدا يجعلهم يقتلون هؤلاء الناس. كان منظر الزى الفرنسي مع الطربوش العثمانلى و البشرة الإفريقية لافتا للنظر في أرض الأزتيك إلا أنهم و طبقا للرواية كانو عاملا مؤثرا في الحرب بقدر ما كانوا وقودا لها في الوقت نفسه.
عشرات القصص الإنسانية الفردية الأخرى تتناثر بين الصفحات و تربط بين الأحداث بعفوية شديدة و بدون أي خلل أو ملل أتممت الكتاب الثالث للمنسى صاحب القنديل
كثيرون هم من يكتبون رواية، قليلون من يخلقون حياة في هيئة رواية.. عالم آخر تراه متجسدًا أمامك على الورق، تدب الحياة في شخوصه، ليس بيدك إلا العيش فيه وتقبّله بمحاسنه ومساوئه وآلامه.
ملحمة عن الإنسانية، والحرية، والعبودية، والحرب، والسلطة، والحب، والشهوة، والجنون، والمعاناة، والآلم.. أواه! كيف تحمل المنسي قنديل كتابة شىءٍ كهذا؟!.. هذا الكم من المشاعر لا يجب أن يكون في عمل واحد!
المنسي قنديل بخلاف أغلب كتّاب الرواية التاريخية، فهو لا يعتمد على التاريخ لينشئ رواية، بل يكتب الرواية ليعيد صياغة التاريخ بشكل جديد.
لكل فقرة في هذه الرواية بطل ثم يختفي بعدها، ما عدا بعض الشخصيات الرئيسية في الرواية.. السرد هنا بأسلوب القطع، حيث قصتين متوازيتين، الأولى عن كتيبة من الجنود السود يتم إقتيادهم للحرب في أرض لا يعرفوا عنها شيء.. " كنا مجرد بيادق صغيرة فوق رقعة واسعة من الشطرنج، لم نصل أبدًا للمربع الأخير.."
بدأت الرواية برحلة قام بها "ود الزبير" ليجمع مجموعة من العبيد السود بتكليف من السلطان، ثم يتم اقتيادهم عبر سفن نمساوية إلى الأراضي الميكسيكية، لينضم إليهم هناك عدد آخر من الجنود التي أرسلهم الخديو سعيد للحرب معهم.. تواجه هذه المجموعة الكثير من المصاعب بداية من الرحلة التي لم يعرفوا سببها إلى موت أكثرهم بالمرض ومن نجى منهم واجه الحرب الباردة التي سيقوا إليها.. لن تتذكر من هذه الكتيبة إلا من خرجوا عن المألوف، من واجهوا عبوديتهم وحاولوا الوصول إلى الحرية، كما فعل "على جوفان" الذي سيهرب مع أحد النساء ويتزوجها وينجب منها في مكان نائي لا يوجد فيه أحد؛ ليعمر هذا المكان بذريته.. و"العاصي" العبد ظاهريًا فقط، فهو يحمل بداخله روح حرة، دائمًا هو المتمرد الذي لا يرضى بشيء، حتى في خنوعه ستجد الروح التواقة للحرية.. والقائد "محمد ألماس" الذي يدرك أنهم في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، لكنه مجبر على الحرب وعلى إطاعة الأوامر، وحريص على ألّا يمت جنوده.. والكثير من السود التي لم يك لهم دورًا مؤثرًا في الأحداث.
والثانية عن ملك يساق لحكم الإمبراطورية المكسيكية بواسطة الكونغرس المكسيكي بدعم من نابليون الثالث.. " سوف يقتلونك يا صغيري.."
هكذا تنبأت الملكة "فيكتوريا" العجوز للملك "ماكسيميليان" قبل أن يتم توليته امبراطورية المكسيك الثانية التي حكمها مدة ثلاث سنوات فقط من عام 1864 إلى 1867 ثم تخلى عنه نابليون بسحب جيشه منها وتركه ليواجه الإعدام على يد المتمردين.. أما زوجة الملك "شارلوت" هي الشخصية الأفضل من حيث البناء والتحليل، فقد أبدع الكاتب في رسمها ووصف مشاعرها المختلفة على مدار الرواية.
الرواية تنضح بجميع أنواع العاطفة، المحرم منها والمحلل، الصادقة والكاذبة، المعقولة واللامعقولة.. وأنت ليس بيدك شيء سوى أن تتأثر بهذه الروابط الخفية.
المنسي قنديل صاحب أسلوب سردي مذهل لا يباريه فيه أحد، ولغة قوية، وأسلوب ممتاز.. كاتب متمكن، يكتب الرواية كما يجب.. بالتأكيد هو واحد من أفضل الكتّاب العرب في السنوات الأخيرة.
وأردت أن أكتب الكثير والكثير عن هذه الرواية لكن الكلمات تعجز عن وصفها كما يجب، هي من نوع الروايات التي تقرأ ولا توصف أبدًا.
تنويه: الريفيو طويل بعض الشيء، لكنه لا يتعرض لتفاصيل القصة والتواءات الأحداث وما حدث لشخصيات الرواية من تقلبات، كل ما تعرضت له لا يتجاوز الخطوط العامة للعمل والمتمثلة في الصفحات الأولى من أول فصلين من الرواية. الرواية مليئة بالأحداث ومليئة بالتفاصيل لدرجة أنكم بعد الانتهاء منها ستتعجبون من دسامتها وغزارة محتواها، فلا بأس بحرق هذه المقدمات البسيطة على أمل أن يكون الريفيو سببًا في تشويقكم لخوض رحلتكم مع هذه الرواية التي لا تُنسى
في القرن التاسع عشر، في مكانٍ ما، كانت هناك قبيلة مسالمة تعيش شبه منعزلة عن العالم، سكانها من السُوْد، رجال ونساء بسطاء، هَمّهُم الأكبر هو الحصول على غذاء يومهم بسلام؛ يحكمهم قائد لا يختلف عنهم كثيرًا، اللهم إلّا بعض البأس والقوة المتوقعة من رجل في منصب القيادة. تهبط على تلك القبيلة في يوم من الأيام سفينة، تحمل على متنها تاجرًا للرقيق يُدعى " ود الزبير "، يستقر على شاطئهم، تمضي عدة أيام في توجس وريبة من الطرفين، رجال السفينة وأهل القبيلة يراقب كل منهم الآخر في صمت، حتى يأذن القائد لرب السفينة بالهبوط إلى القرية وملاقاته، ليُفاجأ القائد بأن التاجر يحمل معه أسلحة غامضة لم ير مثلها من قبل، أسلحة تقذف نارًا وتصيب الهدف في مقتل على بعد عشرات الأمتار، أسلحة لو امتلكتها قبيلته الفقيرة البسيطة لصارت قوة عظيمة يستغلها في فرض سيطرته على ما حولهم من قبائل لا تقل عنهم بساطةً وضعفًا. ولكن ما الثمن؟، الثمن هو عشرات من الرجال لصاحب السفينة " ود الزبير " يتسلمهم كعبيد يتاجر بهم في بلاد أخرى. السلاح مغري، وشهوة السلطة � ولو كانت بين ضعيف وأضعف منه � تظل مغرية، والمقابل صعب ولكنه ليس مستحيلًا. لذا، تنتصر شهوة السلطة وتظهر معها الخيانة، ليقود قائد القبيلة العشرات من رجال قريته تحت تهديد السلاح ويجبرهم على الذهاب مع التاجر قهرًا، ولتنتهى الصفقة بمشهد مأساوي يُنتزع فيه الرجال البسطاء من أحضان الأبناء والزوجات، ويُساقوا بالقهر والسلاح حتى تحملهم السفينة وتغادر، وسط صرخات الأمهات والأطفال التي يتردد صداها في أنحاء ذلك المكان المعزول.
في مكانٍ آخر، في قارةٍ أخرى، ملك وملكة من النمسا يستعدان للسفر إلى أمريكا الجنوبية، بأمرٍ من الحملة الفرنسية بقيادة " نابليون" كي يتولوا حكم المكسيك بإشراف من الفرنسيين، في فترة تاريخية عصيبة شهدت حروبًا عنيفة على المستوى الدوليّ والمحليّ: حرب بين أمريكا وفرنسا وإنجلترا والمكسيك وغيرهم، وحرب داخلية في المكسيك نفسها بين الفرنسيين والمتمردين من الشعب المكسيكي. قرار الانتقال من نعيم أوروبا إلى جحيم المكسيك لم يكن سهلًا على الملك الشاب المحب للحياة والطبيعة والجمال، المقدِس للأزهار والورود، الغير طامع في سلطة بهذا الشكل المخزي؛ ولكن الملكة كانت متحمسة لهذه الفرصة التي لن تتكرر، الطريق يُمهد لهم لإنشاء إمبراطوريتهم الخاصة في بلادٍ بعيدة. وتحت ضغط الملكة المخدوعة بسراب الحكم، وضغط القائد الفرنسي نابليون، لا يجد الحاكم النمساوي الشاب مفرًا من قبول العرض وتسلم مقاليد الحكم في المكسيك، رغم علمه أنه حكمًا لن يخلو من تدخلات فرنسا، ومع قرار داخلي بالتخلص من القيود الفرنسية فور أن يبسط عرشه الامبراطوري في المكسيك كما ينبغى.
تمضي السفينة بحمولتها من الرجال المغلوبين على أمرهم، الذين سُلبت حريتهم في غمضة عين، وتحولوا من مزارعين مسالمين إلى عبيد يُباعون ويُشتَرون بين ليلةٍ وضُحاها، قاع السفينة الحاضن لعشرات الأجساد أشبه ما يكون بالقبر، لا مجال فيه للتفكير في الطعام والشراب وسط انعدام الهواء حد الاختناق، معركة خاسرة تدور في قاع ال��فينة بين الأجساد المنهكة وملك الموت الذي يلوح لهم في الأفق طول الوقت معلنًا انتصاره بقبض روح أحدهم بين الحين والآخر، تمضي الشهور في رحلة كابوسية، وبعد المرور بعدة محطات لا علم لهم بها، تهبط بهم السفينة في مكانٍ غريب، يرون جنودًا وأسلحة عجيبة، وأُناسًا يشبهونهم تمامًا، أتوا لهذه البقعة المجهولة من بقاع أخرى مجهولة أيضًا، ليجمعهم مصير واحد على أرض غريبة تجبرهم على التجنيد، والإمساك بالسلاح، والمشاركة في الحرب!. يكتمون صرخاتهم: بحق الله!..أي حرب هذه؟ نحارب لمن وضد من؟.. لا مجال لطرح الأسئلة، قاتل كما يقاتل من حولك، ونفذ الأوامر في صمت.
الإمبراطور وزوجته يصلان إلى وجهتهم، ومن الأيام الأولى، تتحول أحلامهم الوردية إلى كوابيس تطاردهم ليلًا ونهارًا، الديون تلاحقهم قبل أن يدخلوا القصر، المتمردون يطاردونهم، الامبراطورية الوليدة تنهار من قبل أن تُبنى، والجحيم يبتسم لهم مستهزءًا من سذاجتهم.
الكتيبة السوداء تتقدم، تقاتل وتحارب، تقتل كل يوم جنودًا غرباء، أحيانًا من البيض وأحيانًا من السود، لا يهم، المهم أن يصوبوا في الاتجاه المرغوب بدون تفكير، لم يكتفوا بجلبهم لهذا الجحيم كالحيوانات مسلوبة الإرادة بل ويرغبون أيضًا في تحويلهم لآلات للحرب، آلات لا عقل لها ولا قلب، لا عاطفة ولا مشاعر، آلات تتحرك بوقود الرصاص وسيول الدم.
المتلاعب بمصير كلا القصتين هو القائد الفرنسي، الذي يضخ الجنود للحرب، ويرسل الملوك للحكم وفقًا لهواه. وهنا، يأتي دور المنسي قنديل، في صُنع العالم الروائي الخصب، لا وفقًا لأهواء القائد الفرنسي هذه المرة، وإنما لأهواء المنسي قنديل فقط.
التحرك ضد العاصفة، الخروج عن القطيع، التعبير عن الذات، الزهور النابتة وسط الخراب.. كل ذلك يصلح للتعبير عما فعلته شخصيات عظيمة، مرسومة بحرفية لا مثيل لها، لتصنع لنا حبكة من أعظم ما يكون. يظهر الحب من حيث لا ندري، كعادته يغير دفّة الأحداث، ويتلاعب بقلوب أبطال الحكاية وقلوبنا. الحب يعيد لوحوش الكتيبة السوداء انسانيتها، يعيد لقلوبهم النبض، ويشعل في دواخلهم نعمة الاحساس بالحياة من جديد. أحدهم يقع في حب امرأة تملك حانة للخمور، آخر يتعلق بامرأة بصقت في وجهه عندما أُسِر في أحد السجون، وثالث تقوده الأقدار للإمبراطورة، التي يأست من الفوز بدفء الحب من زوجها.
نمضي مع خَطيّ الأحداث بالتوازي، مشهد من رحلة الكتيبة السوداء، ومشهد من رحلة الإمبراطور وزوجته. تتوالي الحروب والصراعات هنا وهناك، نتعاطف مع كل شخصية داخل الرواية بلا استثناء، نندمج داخل هذه الحقبة التاريخية العجيبة بكل تفاصيلها، حتى نصل لنقطة التقاء خَطيّ الأحداث في الثُلث الأخير من الرواية، لترتفع درجة المتعة إلى أقصى درجاتها. حب وكره وحزن وفرح وغضب وهدوء وتعاطف وسخط .. يا إلهي!، مزيج عجيب ومدهش من العواطف والمشاعر التي تجعل ضربات قلبك تضطرب اضطرابًا. تشتعل الأحداث، وتظهر الصدمات الواحدة تلو الأخرى كلما اقتربت من النهاية، نبكي هنا ونضحك هناك، نكتم أنفاسنا للحظات ثم نتنهد تنهيدة طويلة بين الحين والآخر عقب كل حدث محوريّ.
المنسي قنديل يسرد بأسلوب بديع، يتلاعب بخيوط الحكاية ببراعة منقطعة النظير من أول صفحة لآخر صفحة، وكالعادة، تأتي النهاية " العظيمة جدًا جدًا" فجأة، لتنتهي الرحلة وأنتَ في حالة من الذهول، تستمر لعدة ساعات تتذكر خلالها تفاصيل الحكاية مرة أخرى، ثم تطلق تنهيدة أخيرة، مليئة بالامتنان، مُمنيًا نفسك بلقاءٍ آخر، ورحلة أخرى من قلم المنسي قنديل، في أقرب فرصة، لأنك لا تريد لهذه المتعة الروائية أن تنتهي.. أبدًا.
رواية أقل ما يقال عنها أنها ملحمية، حروب ودماء واستعباد وملوك جشعين وأباطرة أعماهم حب السلطة وأميرات قادهم طموحهم للجنون، مواقف إنسانية وسط الحرب وحب في غير مكانه يبدو مثل وردة وحيدة نبتت في صحراء قحطاء، بشر أخذوا عنوة من بيوتهم وأهاليهم وأرسلوا ليحاربوا أناس لا يعرفوهم في أرض لم يسمعوا عنها من قبل، هذه هي الرواية بإختصار شديد
الرواية بتحكي قصتين متوازيتين، الأولى قصة مجموعة من الزنوج تم أخذهم عنوة من غابات أفريقيا وأصبحوا جنوداً في الجيش المصري، وقادهم حظهم الأسود للذهاب والقتال في المكسيك لمساندة الجيش الفرنسي، الخديوي وقتها كان صديق دليسيبس والبيه طلب مساعدتو فبعتلو جنود مصريين، هنشوف قصتهم من ساعة ما تم أخذهم من غابتهم إلى أن انتهت الحرب بعد أربع سنوات من القتال
القصة التانية قصة أحد أمراء أسرة الهابسبورج التي تحكم النمسا، عرض عليه هو وزوجته الأميرة الشابة إنهم يبقو إمبراطور وإمبراطورة المكسيك وهي تحت قبضة الجيش الفرنسي، رغم إن العرش كان مليان قلاقل إلا إنهم قرروا ياخدو المجازفة دي، وهنعرف قصتهم ونهايتهم عندما يتوقف القتال بعد أربع سنوات
الرواية أكثر من رائعة، ملحمة تمثل الجشع البشري وفجور البني آدمين في ما يفعلوه ببعضهم البعض، وازاي انتا تبقى شايف إن الدنيا جاية عليك ولكن الحقيقة إنك دايس على ناس كتير وانتا مش واخد بالك، ولو الدنيا جاية عليك انتا جي على آلاف غيرك وانتا مش حاسس تماما
صدق من قال ان اسوء ما في هذه الدنيا هم البشر انفسهم! نحن المشكلة...نحن ولا شئ سوانا
اكانت رواية عن كتيبة من السود؟ ام انها حكاية الدنيا التي تتكرر باوجه كثيرة جدا
هذه الرواية من وجهة نظري هي لوحة كاملة التفاصيل للحياة وللجنس البشري من قصتين متوازيتين في الاعوام ما بين 1863 حتى 1967 مرتكزة على احداث حقيقية يتناول فيها الكاتب راس المجتمع وقاعه وما بينهما
حياة العبيد وحياة الاسياد
حكاية كتيبة من السود كيف اخذوا عبيد وكيف تم ارسالهم لحرب بكلمة من حاكم غافل في قصره لا يعرف شيئا عن حياة هؤلاء
الانسان من يجعل الانسان رخيصا! الانسان هو من يجعل الانسان تعيسا معذبا... ليس القدر وليست الدنيا... انه الانسان وحده مشكلة اخيه الانسان
الخيط الثاني يتناول رأس المجتمع...حاكم نمساوي حقيقي ماكسميليان وزوجته شارلوت كيف صاروا هم ايضا حكاما بكلمة من رجل غافل لا يفهم شيئا ولا يفكر الا في مصلحته
الصورة الحقيقية لماكس وشارلوت
كيف صاروا حكاما لبلاد اعطت لهم وكأنها حق...وكيف صارت اراضي ومساحات شاسعة بكل من فيها ومن عليها ملكا لشخص لا يفقه شيئا...كيف يصير البشر ومصيرهم في يد غيرهم...
امور كثيرة غريبة وغير مفهومة يصورها المنسي قنديل في روايته...تفاصيل المذهلة التاريخ والحرب التي حقا لا اعرف كيف توصل لها المنسي قنديل ولكني لم استغرب فهو المعلم الذي يخبرك عن التقنية المناسبة لتناول التاريخ في حكاية فالتاريخ نفسه حكاية...تختلف حسب راويها
قصص حب تولد وتموت في وسط كل هذه المصاعب...قصص حب من اغرب ما يكون شخصيات كثيرة من اغرب ما يكون...تجد نفسك غارق في التفاصيل بالرغم ان الموضوع عام...
التوازن بين الحدث التاريخي والحدث الانساني لا احد يستطيع فعل هذا
كيف يلتقي عبد اسود من الخيط الاول بالملكة شارولت في الخيط الثاني ويجد كل منهما نفسه فالاخر فكلاهما لم يكونا في مكانهما....قصة الحب بين السيدة والعبد...اعشق هذه التيمة
شخصية جوفان ايضا من الشخصيات التي تأثرت بها جدا والتي احببت نهايتها
ببساطة هذه الرواية هي لوحة فنية راقية توصف الوجه الحقيقي للحياة من وجهة نظري وتصف الطبيعة البشرية بدقة
استمتعت بها جدا بالرغم اني لم احب العنوان ولا الغلاف لكن المنسي قنديل هو كاتبي المصري المفضل دون شك
المنسى قنديل أفضل من يكتب الرواية التاريخية فى العالم العربى كله.. إديله انت بس الفترة اللى عايزه يكتب عنها وهو هيتعامل!
هذا الرجل يدرس بعمق واخلاص.. لا يكتفى بالسطحيات من الأمور ويغوص فيما وراء النوايا الحقبة الزمنية دى يمكن يكون فى ناس اتكلمت عنها، لكن من المنظور ده ؟ معتقدش
هو هنا بدأ من البداية خالص.. من أول الرحلة الطويلة.. تكوين الكتيبة السوداء لحد الانتهاء من الحروب جميعها..
حروب نخوضها، لا ناقة لنا فيها ولا جمل.. ولكننا نخوضها لأن حكّامنا يريدون ذلك.. هذه الرواية هى خير مثال!
لو أطال الله فى عمر هذا الرجل عشرين عامًا أخرى سيكون من المرشحين لنوبل بالتأكيد
"اخترتها لأنها واقعة تاريخية غريبة جدا ومع ذلك لم تأخذ حظها من التاريخ. كل المؤرخين مروا عليها مرورا عابرا ولم يتوقف أحد عند مصير هذه الكتيبة."
يغوص المنسي قنديل في أعماق تاريخنا ويكتب لنا عن هذه القصة التي تكاد أن تكون مجهولة. يخرجها من غياهب النسيان وينفخ فيها من قلمه ليبعثها لنا من جديد قطعة أدبية بديعة
إنها رواية عن رجال اختطفوا من أرضهم ودفع بهم الي أقاصي الأرض يقاتلون رجالا لا يعرفونهم ويدافعون عن أرض لم تطأها أقدامهم من قبل
رواية عن ملوك وأباطرة لا يتوقفون عن التآمر لنهب ثروات الشعوب الأضعف ليؤكد لنا المنسي قنديل في النهاية أن الحرب تهزم الجميع، وتحولهم الى وحوش
منسي قنديل من الكتاب الممتازين جدا بالنسبة لي , أول قراءاتي له كانت مع (قمر على سمرقند) وقابلت فيها كاتب متمكن من أدواته متحكم من بناءه الروائي , وعندما قرأت (يوم غائم في البر الغربي) عشت معها حالة من أعظم ما يكون . و تيقنت أني أمام كاتب من الطراز الرفيع , وبالطبع (رغم حبي لهما ) لكن روايتيه انكسار الروح و أنا عشقت لم تكونا عند مستوى ابداعه.
كتيبة سوداء أيضا ليست عند مستوى ابداعه , رغم جودتها , هي رواية جيدة ولكن قنديل يستطيع جعلها عظيمة ولا أدري ما الذي منعه .
الرواية عن كتيبة من العبيد وضعهم حظهم السئ في لعبة دولية ليقوموا بالسفر للمكسيك دفاعًا عن عرش لا يخصهم ولا يخص حتى وطنهم ولا أحد من بني عشيرتهم .
كتيبة من العبيد يلازمهم سوء الحظ فيجعلهم يقعوا في الأسر , ويلازمهم إلى أن يجندوا في الجيش و يسافروا ليخوضوا حرب بعيدة عنهم ,,,.
بداية الرواية كانت ممتازة , الايقاع ساحر , ومَلكة منسي قنديل جعلتنا نسافر إلى أدغال إفريقيا و نعيش مآسيهم , ولكن كلما تعمقت في الرواية ضعف الإيقاع و تهلهل , لتصبح الرواية كائن أقرب إلى الهلامية.
لغة الرواية من أجمل ما يكون , فمنسي قنديل يمتلك أسلوب لغوي من أكمل ما يكون , والوصف كان جيد , الأحداث عابها بعض الطول والرتابة ويدفع للملل .
1. عشقي للروايات أبديّ لا يتبدل، أكثر من المسرح، أكثر من القصة القصيرة ومن الشعر.. قرأتُ الكثير جدًا لأصل الآن، وأنا أكتب هذه السطور، إلى قناعة أن هذه الرواية واحدة من أفضل عشر روايات مرَّت في حياتي
2. قد تحبه وقد تكرهه، لكني لا أخالك تنكر أن المنسي قنديل واحد من أبرع الكتّاب العرب قاطبةً.. في الشق التاريخي عشقت منه: لحظة تاريخ، وشخصيات حية من الأغاني، ووقائع عربية، وعظماء في طفولتهم لكن في الشق الروائي كانت أعماله معي تتراوح بين متوسط ومقبول انتهاءً بسيء جدًا كانت هذه الرواية هي الفيصل؛ فإما أن أجدد العهد معه، أو أكفَّ عن قراءة أيّة رواية جديدة له في المستقبل
3. كتيبة سوداء تحكي رحلة أغرب جماعة من البشر يُمكن أن تقابلهم في حياتك خليط من الهمج الأفارقة، والسودانيين، والنوبيين، كل ما فيهم أسود، قاتم، شديد الحلكة، إلا أرواحهم جماعة مُعذَّبة بأحلامها البسيطة، بجوعها للطعام النظيف، والأمان، والفراش، وأحضان زوجاتهم يُسرقون من بين نسوتهم وأطفالهم ليُساقوا إلى المكسيك حيث حربٍ لا تعنيهم في شيء وقتالٍ يُجبرون على خوضه ضد عدوٍ لا يعرفون وجهه ولا اسمه ولا لغته لمجرد أن فرنسا، الواضعة يدًا على المكسيك، قررت أن تخمد ثورة المتمردين المكسيكيين هناك فيكون الحل أن تُلقي في أتون الثورة بجنودٍ لا يُكلِّفون سوى ثمن الرصاص الذي يطلقونه فيجلبون به لفرنسا العظيمة النصر والمجد هل هناك أقذر من هذا يُمكن أن يرتكبه البشر بعد؟
4. في خطين متوازيين، ومتشابكين، نتابع رحلة الجنود من بداية قنصهم ووقوعهم في الأسر مرورًا بإبحارهم للمكسيك وانتهاءً بـ.... أما الخط الثاني الذي لا يقل روعةً وجمالًا فهو خط القائد النمساوي وزوجته الفاتنة التي تنتزعهما فرنسا من هدوء عزلتهما لتنصِّبهما امبراطوريين في لحظة واحدة على المكسيك وكأنها تقرر حرفيًا أن تفعل كبلفور، عليه من الله ما يستحق، فتهب عرشًا وأرضًا لا تملكهم إلى من لا يستحقهم هكذا نخوض عبر ذينك الخطّين رحلة تاريخية مُعبقة بالسحر والجمال، ومفعمة بالألم والموت، والرصاص والدم، والغناء والحب رحلة مُنهكة وقاسية لكنها شيقة إلى أقصى حد
5. إذا حسبتَ أن العمل مُغرق فى التفاصيل التاريخية المملة فأنت واهم.. الرواية جاءت ككرة النار المنطلقة من فوق قمة جبل تسري بسرعة خارقة فلا تكاد معها تلتقط أنفاسك تخوض في خضم المشاعر، وزخم الأحداث، وإيقاع السرد اللاهث، حتى تجد نفسك متوحدًا مع الأبطال ومستوعبًا لكل ما يجري وتأتي النهاية لتشعر مع آخر كلمات الرواية بدرجة من الشبع لم تنتابك مع أيّة رواية أخرى من قبل
6. هل الرواية بلا عيوب؟ سأكون ساذجًا إن قلتُ هذا بمقاييس الكمال البشري فهي بلغت درجة مرتفعة جدًا لكنها ليست خالية من النقص؛ في بعض المواطن شعرتُ بالتلهف على المرور بأحداثٍ كانت تستحق التمهل ومواطن أخرى كان العكس فضلًا بالطبع عن كم من المشاهد الجنسية التي أثارت ضيقي حتى مع قناعتي بعدم جدوى الاسهاب فى الإباحية فى الأدب خاصةً وكل مشهد يُمكن الاستعاضة عنه بتلميح يصل بالمعنى ولا يخلّ به لكن مع انتهائى من الرواية ككل شعرتُ أنه سيكون مجحفًا لو أنقصت التقييم لهذا السبب وحده المجهود، والسرد، والأحداث المتفجرة، والمشاعر التي مررتُ بها طوال رحلتى مع الرواية كانت تستحق أن أشير لموضع العيوب وأذكِّر به القارىء لكن بغير أن أنتقص من العمل شيئًا
7. انتهاءً: أما وقد وجدتُ انقسامًا شديدًا حول هذه الرواية ما بين من يقول أنها باهرة الجمال ومن يقول أنها بالغة الإملال فما بين هذا وذاك أعتقد أني سأكتفي بما كتبتُ ولن أرشح الرواية لأحدٍ لكني سأظل أردد دائمًا، لنفسي على الأقل، أن هذه إحدى أروع الروايات التي قرأتها في حياتي على الإطلاق
لماذا يظن كل من إمتلك السلطة أن بإمكانه التحكم في مصائر البشر ؟ لماذا يصبح كل شئ جائز في حسابات الحاكم مادام هناك مصلحة ما حتى وإن كانت شخصية ؟ لماذا يُسيطر عليهم جنون السلطة ويُعميهم ؟
تاريخ يتكرر وإن إختلفت أشكاله .. "لكن السياسة لعبة قاسية، تجعلنا ندفع مقدماً الأحلام التي تراودنا"
الجميع هنا دفع ثمن تلك اللعبة القاسية حتى من لا ناقة لهم فيها ولا جمل
نحن أمام رواية مميزة بلا شك المنسي قنديل قرر أن يأخدنا إلى حقبة تاريخية قد لا نعرف عنها الكثير، وخاصة ما خفي منها، فهناك دائماً خفايا لا يعرف عنها احد، فغالباً من يظهر لا يمثل سوى نسبة قليلة جداً مما حدث ويحدث كل يوم "من الذي يمكن أن يهتم بمصير أورطة سوداء جائعة، تقل أعدادها عن الخمسمائة رجل بقليل، لا يشعلون حرباً ولا يحسمون معركة"
نحن امام حكايتين متوازتين قد تظن لبعض الوقت انها متباعدتين تماماً ولكن تتداخل الأحدث فتجعلك في حيرة وألم الفرق شاسع بينهم في كل شئ بين من قُتلت أحلامهم وبين من يبحث عن أحلامه من ييبكي ألماً وقهراً وذلاً وبين من يبكي فرحا بين رحلة بدأت بالموت لتكمل في طريقه وبين رحلة بدأت بالحلم لتنتهي بالموت أيضاً ..
الحكاية الأولى مجموعة من السود من قبيلة ما تحولوا في "مصادفة عبثية" بين تاجر جشع وسلطان أحمق باحث عن السلطة والقوة من أحرار إلى عبيد ليكتمل حظهم العثر أن يقوم الوالي بمعاقبة التاجر والاستيلاء عليهم ليتحولوا إلى التجنيد فيلقي بهم أفندينا إلى العالم الجديد ليكسب ود الفرنسيين بعد ان انضم لهم من تم تجنيدهم بالسخرة من بعض المصريين كما كان يحدث في ذلك الوقت "ها هو أفندينا يرسلنا للحرب إلى بلد مجهول لا نعرف حتى اسمه، لا أحد يأبه بتقديم شرح أو تفسير، أرواح رخيصة تساق إلى حرب غامضة، لا نعرف متى قامت ولا لأي سبب ستنتهي؟ وربما نكون موتى في ذلك الحين"
الحكاية الثانية حكاية أمير من أسرة الهابسبورج وزوجته يتم إغراءهم ليكونوا إمبراطورية في العالم الجديد ليبسطوا سيطرة الفرنسيين عليها ويواجهوا مايحدث فيها كان فخاً جميلاً مزيناً بكل الأطماع التي تجعل أي شخص يقبلها بسهولة دون أن يدري بما هو مقبل عليه.
تستمر الحكايتين بالتناوب نجد أنفسنا نعاني في رحلة هذه الكتيبة السوداء مرة لننتقل لنحيا الحلم مع هذا الأمير وزوجته نسافر مع الكتيبة منذ البداية بين الغابات وفي النهر وفي رحلتهم عبر المحيط وننتقل لنجد نفسنا في شوارع بروكسل وباريس وانجتلرا نعيش الصراعات السياسية وايضاً ننزل ميادين الحرب ونشعر بما يدور فيها "في الحرب لا يوجد فائض من الوقت، لا مجال للاسترخاء، او النوم الآمن، يقظة لا تنتهي، بلا بهجة ولا رفقة ولا فرحة ولا غبطة ولا أمل "
قنديل قادر على ينقلك من عالم لأخر .. أن يجعلك تعيش التفاصيل وتتخيلها .. تشعر بما يدور داخلهم وحولهم وترى بعيونهم ما يروه على الرغم من الإسهاب في التفاصيل الذي قد يجده البعض مزعجاً إلا أنه يشبع فضول القارئ بين التاريخ للجغرافيا للمشاعر الإنسانية المختلفة من موت وفقد، حلم وأمل، كره وحب وغيرها الكثير
استطاع ايضاً ان ينقل لك كيف تغيرت تلك الكتيبة تدريجياً نتيجة لما حدث لهم وما عانوه "وجوههم ليست خائفة ولا شاعره بالخطأ ولا مستكينة ولا تسعى للعفو، لا توجد نظرات وقحة ولا إيماءات للتحدي، فقط لم يكونوا عبيداً، لم يعودوا عبيداً، لم تتغير ألوان جلودهم، ولم ترتق رتبتهم، ولكنهم لم يعودوا كما كانوا، ليس اللحم بالتأكيد، ولكنه الرحيل للمجهول والموت الذي أصبح قريباً لدرجة نزعت الخنوع منهم جميعاً"
"لم يكن السود حيوانات وحشية كانوا فقط يحاربون، ينفذون أوامر الفرنسيس، البيوت التي اقتحموها، والمصانع التي هدموها، والأقبية والمخابئ، كلها كانت بأمر منهم، يتركون لهم أفعال الحرب الرديئة"
قسم الرواية على حسب السنوات منذ عام 1863 وحتى عام 1867 وهنا تركها إلى ما لا نهاية وكان الفصل الأخير الوحيد الذي يحتوي على عنوان "نفوس ومصائر" كان هذا الفصل تحديدا يدل على ان كل شئ يستمر رغم الموت والفقد وجنون السلطة فالحياة مستمرة واطماع البشر لا تنتهي وايضاً بحثهم عن الحياة وتمسكهم بها حتى النهاية
من أكثر الشخصيات التي جذبت انتباهي هي شخصية "العاصي" المتمرد منذ البداية كان اقربهم إلى الموت ولكني لم اتخيل أبداًان حياته ستصل لهذا الشكل وربما كان مثالاً أن من يقاوم هو فقط من يبقى حتى النهاية ..
"أربع سنوات من الصراع على لا شئ"
هذه هي السياسة صراع على لاشئ .. يموت من يموت ولا نتيجة قتال لا يهدئ وآلام لا تنتهي وفي النهاية هذا ان كان هناك نهاية تكون "وسام" ! "هذا الوسام لا يساوي الدم ولا حسرة الإفتقاد"
على الرغم من ان الموت كان مقيما بين سطورها بشكل مفزع، إلا المنسي قرر ان ينهيها بالحياة .. وانها مستمرة رغم كل شئ، وأي شئ !
ربما لن أجد نهاية سوى كلمات بلال فضل والتي قرأتها منذ فترة في كتابه "فتح بطن التاريخ"
"لماذا يحب التاريخ أن يعيد نفسه في الدول المتخلفة؟ ببساطة: لأنه لا أحد فيها يقرؤه و يتعلم من دروسه, و لذلك يجدالتاريخ أن من الأسهل عليه تكرار نفسه بدلا من تكليف نفسه بتقديم الجديد"
نبدأ قراءات العام الجديد بخير بداية و خير رصاصة إنطلاق مع أعمال أحد أقرب الروائيين إلى قلبي و أعذب الحروف على ا��ساحة المعاصرة .
كعادة الروائي العبقري محمد المنسي قنديل و موهبته الفذّة في رسم الخغرافيا التاريخية أو التاريخ الجغرافي على أوراق الروايات ، من قبل كانت رائعته "قمر على سمرقند" رحلة في التاريخ الجغرافي نحو الشرق و من بعدها المذهلة "يوم غائم على البر الغربي" رحلة في التاريخ الجغرافي نحو الجنوب و على امتداد وادي النيل و القاهرة و الآن مع العبقرية "كتيبة سوداء" رحلة في التاريخ الجعرافي نحو الجنوب و الشمال و الغرب مجتمعين .
رواية عبقرية بكل المقاييس ، اللغة حدِّث ولا حرج ، لون من أرقى ألوان اللغة و أصفى منابعها و روافدها ، و الأسلوب المميز ، الحكي و السرد المنهجى و طريقة الفلاش باك التي تم توظيفها بطريقة متناغمة و متجانسة مع سريان الحدث دون أن يشعر القارئ بنشاز أو حيرة .
و الحكاية ، آه منها الحكاية ، قصة النخّاس الذي وسوس لملك في الغابة ببنادق الحرب فباع لأجلها رجاله و معها بدأت رحلتهم المذهلة المتخمة بالأحداث و المشاعر و الموت و الشجاعة و الصلابة و التدريب و القتال و الصداقة و الحب ، تحملهم السفن و ظهور الجياد ، يذهب بهم قطار إلى أراضي الله الواسعة ، تحتويهم الغابات و المدن ، و لكن ككل الرحلات و السفر و الحرب تفترق مصائر الأصدقاء الغرباء السود (مظلوم أفندي و العاصي و ألماس و علي جوفان و سودان و الزبير و باقي الرفاق من الكتيبة السوداء) ، جمعتهم الظروف من شتات الأرض ثم فرقتهم الظروف مرة أخرى في شتات الأرض ، منهم من اقتنصته الحرب لنفسها و منهم من استقبلته الغابة و منهم من مات تحت قوس النصر في باريس و من عاد إلى السودان و من عاد إلى مجاهل أفريقيا بعد الخبرة الطويلة في الحرب الحديثة و مات في غاباتها المطيرة على أسنة الرماح بدائية الصنع و الأسهم الهشة مقارنة بالبنادق البارودية .
رواية هي حياة كاملة بكل متعتها و أحداثها و أحلامها و مآسيها و أفراحها و فراقها و وداعها و نمو البذور الناضجة من عصارة ظهور الرجال فى أرحام النساء الخصبة ، و امتزاج الأسود بالأبيض الشاحب ، و امتزاج الأسود بالقمحي الكلاسي المكسيكي ، و بناء جذور جديدة في الغابة و عند الشلال تعنى امتداد السلالة فى الحياة .
من الغابة الاستوائية في مجاهل إفريقيا للخرطوم لأسوان للإسكندرية للمحيط و منها للمكسيك بمدنها و قراها و غاباتها الإستوائية ، رجوعا للأرض القديمة القارة العجوز أوروبا باريس و روما و بروكسيل و ميرامار ، حياة تسرح بلا قيود في الأرض الواسعة تتحكم في مصائر من جمعتهم الصدفة و فرقتهم أهواء الملوك .
من أمتع و أروع و أجمل ما قرأت ، كانت رحلة مميزة جدا و متعة لا تنتهى و مفاجآت لا حصر لها و خير رفقة لمدة اسبوعين ، شكرا للمنسي قنديل .
كتيبة سوداء!! بين المكسيك و بروكسل وأمريكا ومصر تدور أحداث هذه الرواية الفريدة ĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶ
هل أصبحنا كعرائس الماريونت في ايدي الحكام، لهذا الحد؟ و إلي متي؟ وإلي متي سأظل أكتشف أبعاد جهلي بالتاريخ المصري العظيم؟
حقيقةٍ لم أكن أعلم أن هناك كتيبة من المصريين "الجيش المصري" ذهبت المكسيك ؛ ،للمحاربة مع فرنسا كنوع من المجاملة وقتها من الخديوي لصديقه دليسيبس ، و هذا لم يكن بجديد آنذاك. اعني أن نُجامل بالأرواح! و سُميت بالكتيبة السوداء؛ لأنها تكونت من مجموعة من الزنوج الذين تم أخذهم عنوة من غابات أفريقيا و تم تجنيدهم في الجيش المصري؛ لينتهي بهم الأمر بأن يكونوا من ضمن أفراد ذهبوا ليحاربوا عدو لا يعرفونه، مع جيش لا يعرفونه، على أرضٍ لا يعلموا عنها أي شيء يُذكر. الرواية فعلًا ملحمية .. تتشعب مسارات الرواية المختلفة ليصل بها الأمر في النهاية إلي نقطة إلتقاء. مسار العبيد الذين ذهبوا إلي المكسيك ليروا من الأهوال ما تشيب له الرأس، و مسار الأباطرة الذي أعمي الجشع أعينهم، و أخذهم طمعهم إلي طرق مسدودة خرِبة، و مسارات للحب والحرب غريبة - لكنها واقعية بشكلٍ ما رواية المتناقضات: القهر،الأستبداد،الإستعباد،الحب،النصر،إنتكاسة. هنا: الألم والأمل - الحزن والشجن، هنا ضحكت - الآن، اقتنعت تمامًا.. أن مشكلة الإنسان الكبري سبب تعاسته و بؤسه، هو نفسه و أخيه الإنسان! فاللهم ألطف،و خفف،و قِنَا شر أنفسنا.
تبين لنا أسوأ ما في الجنس البشري من طباع، و علي النقيض، تبين كيف يمكن أن يكون للضمير الإنساني صحوة ليقاوم مصيره في سبيل إستعادة حقوقه.. في سبيل إنه يحس بشيء و لو قليل من الحب والسكينة. يُأخذ على الكاتب الإطالة أحيانًا -بدون داعي- هذا شيء يصيب القاريء بالملل و في جزء من الرواية شعرت بأن الكاتب اصابه الملل كذلك! ، وصفه لأشياء نحن في غني عنها من الأساس، و لم تُضيف شيء للرواية، بدأت أقتنع بحديث الرفيقة:أميرة أن خدش الحياء أصبح من سمات قلم الكُتاب العرب"" برغم ذلك .. للكاتب/ محمد المنسي قنديل مني كل الشكر، والامتنان، إلي لقاءٍ قريب
رواية تاريخية , تتحدث عن حدث تاريخي هو ارسال كتيبة مصرية سودانية الى المكسيك لمساعدة الظباط الفرنسيين فى حماية ملك امبراطور المكسيك ماكس اخو امبراطور النمسا الذى تنازل عن حقوقه في عرش النمسا ليذهب طامحا فى المكسيك بدعوة من نابليون الثالث.
اهم شئ فى الرواية هو ارسال الخديوي سعيد لتلك الكتيبة التى تم تجنيد اعضاءها عن طريق الخطف , ليذهبوا ليحاربوا فى أرض غريبة ناس لا يعلمون هل هما فعلا اعداء يتحدثون لغة غريبة لا يفهمون منها شئ , لماذا ذهبوا لأن نابليون صديق الخديوي ..ويريد نابليون حكومة موالية له لنهب كل موارد المكسيك , لماذا يحاربون ومن يحاربون ومن يقتلون , لا يعلمون تلك الاشياء المهم تنفيذ المهمة لكي يعودوا للوطن
تم سؤال الفريق شاذلى عن حرب اليمن وكيف قاتلوا اخوة عرب لهم فقال عندما يبدأ ضرب النار فلا نجد فرق... فالذي يضرب فى وجهى النار عدو ويجب ان اقاتله
وماكس نفسه امبراطور المكسيك , يجب ان تكون تلك نهايته, يأتى بأوامر فرنسا المحتلة ومساعدو قواتها ... وكل ما يهتم به القصور والطيور والنباتات ولا يعلم عن الشعب شئ .
بداية الرواية كانت تستحق أربع أو خمس نجوم ولكن يعيب الرواية التفاصيل الكثيرة , وكنت متوقع ان الحرب والكتيبة هى البطل لكن واضح ان نهاية شارلوت واهميتها جعلت الكاتب منها بطلة مع الكتيبة المصرية .
ولكن تفاصيل كثيرة مملة عن حياه شارلوت وعن بعد زوجها عنها وعن رغباتها وعن خيانتها ... رغي كتير شوية كأنك تشاهد حريم السلطان الحلقة السبعة تلاف
وقصة ماكس وشارلوت وكتيبة الجنود يوجد لها عدة كتب لمن يريد قراءتها فهو حدث مهم فى التاريخ.
كنت دائما أكره بسكوت المدرسة ، والسبب بسيط ..لأنه صلب جدا ، ومع ذلك كان جدى يعشقه حتى أنه كان يدفع لى مقابل كل علبة يأخذها منى ، وكان يقول لا تعطيه لأحد لأنى أحبه.. وأتعجب ما السبب فى حب هذه الحجارة ولحد الأن لم أعرف هذا هو الوضع هنا ..يقرأ أصدقائك الرواية ويعجبون بها حتى أنهم يكادوا يكتبون فيها أبيات الشعر وسطور النثر تذهب لتقرأ الرواية وتتعجب ما السبب فى حب هذه الحجارة التى تشبه بسكوت المدرسة؟ ... و قد يأتيك الإبتلاء على هيئة رواية للمنسى قنديل ..عك روائى بالمعنى الكامل للعك والله طبعا الواحد حزين أن كاتب مثل المنسى قنديل ينال كل هذا الكم من الشهرة فى حين انه يوجد كُتاب يكتبون أدب حقيقى أمثال عزت القمحاوى لم ينالوا ربع شهرته
قد أفهَم قليلاً من يجدون الرجل يُسهب في تفاصيل ليس لهم علاقة بها، أو يذهب للتاريخ بلا هدفٍ واضح يجدُونه في مُقدّمة الكتاب أو الفِهرس لكنّي أحّب الذهاب في التاريخ بلا حَد، وأحّب الرحلة كما أنتظر الوصُول، وأشغُف بتفاصيل الزمن والمكان والنّاس، وهذه منطقةٌ جديدة، ورحلة لا نعرف عنها شيئاً من قلب تاريخ عدّة أعراق ودُول، و"بني آدمين" لُغة المنسي قنديل، وحسُّه بالحياة والحُب والحرب وتشابُكات المصائر كُلّها هنا. هذهِ الرواية بعد قراءتها ستكتسبُ لام التعريف، وتُصبح "الكتيبة السوداء"
تُثار حفيظتي و يتملّكني الغضب حين أرى نواة قصةٍ عظيمة تسقط ضحيةً بين يديْ كاتب أساء استخدامها و ظلم كل عناصر جمالها، بل و في أغلب الأحيان نرى أنّ التشنيع تمتد مخالبه و يُحوّل القصة إلى عمل مُشوّه لا كِيان له و لا نكهة، مجرد سرد متواصل أجوف بلا روح، و هذه المعضلة هي كعب أخيل غضبي من جوزيه ساراماجو، فكثيرًا حاولتُ أن ألِج عالم هذا الكاتب الذي يُعدّ أيقونة حقيقية في أدب أمريكا اللاتينية - و هو أدبي المفضل- و لكنْ في كل مرة تبوء محاولتي بالفشل و أعود حزينةً خاليةَ الوفاض من أي نشوة أدبية كنت أُمنّي نفسي بها.
أمّا فيما يخص هذه الرواية، فالمقدمة لا تبتعد كثيرًا عن تقييمي لها، لا أستطيع أن أُنكرَ إعجابي بفكرة الرواية، الموضوع بعيد تمامًا عن أي توقُّع، العنوان موحٍ باحتمالات متباينة و متعددة، و لكنّي لم أتوقع أن يتطرق الكاتب إلى قصة تاريخية منسية و لم يفكر أحد - هذا يعتمد على ما قرأتُه حتى الآن في هذا المجال - في تناول تلك القصة و عرضها من وجهة درامية تاريخية، و بالفعل حين انتهيتُ من مائة الصفحات الأولى، بدأتْ توقعاتي ترتفع و فرحتُ فرحتي المعتادة حين أشعر أنّي على أعتاب عمل ضخم ملحمي سيستغرقني و أتفاعل معه بكل جوارحي، و يا للأسف حين لم تكتمل سعادتي!
الملمح الرئيس في هذه الفوضى، ضعف ترابط الأحداث، توجد حوادث و مواقف لم يُشركْ الكاتبُ القارئ في مسبباتها و مقدماتها، بل تجد نفسك هكذا أمام الأمر الواقع على حين غرة، بلا أي تمهيد أو شرح، كان الأمرُ أشبهَ بقراءة عمل بوليسي، لا مقدمات و لا محاولة ضئيلة من الكاتب لإظهار جوانب خفية من الشخصيات، حتى شعرتُ فجأةً أنّ ما بين يديْ ما هو إلا مسودةٌ العمل و ليست العمل في صورته النهائية، رأيتُ أحداثًا بعيدة فجأة تتقافز و تقترب بلا أي رابط منطقي، و حين يتكرّم علينا الكاتب و يتدخل، فإنّ تدخلّه يأتي مُتكَلَّفًا، و مثيرًا للدهشة، فكأنه يُرضِي ضميره و يحاول إقناعك بحوارات داخلية للشخصيات و هي في حقيقة الأمر تزيد الأمر سوءًا.
كما أن لغة الكاتب غريبة و باعثة على الضجر، ضجر جعلني في لحظة أقرر أني لن أكمل الفصل الأخير من الرواية، كان الأمر قد تحول إلى كابوس، و لم أستطع إرغام نفسي على مواصلة الرحلة لآخرها مع أنّ ما تبقى كان قدرًا يسيرًا من العذاب مقارنةً بالكم الضخم الذي أجبرتُ نفسي على مواصلة قرائته، لغة تجعلك تفقد أي فرصة للتواصل مع شخوص العمل، لغة غريبة، لا تحمل نقاء و انسيابية اللغة العربية في قالبها الروائيّ الحكّائي، و لا تحمل الحد الأدنى من اللغة العربية الصحيحة بلاغيًّا و نحويًّا، لا أقول إنها عاميّة مبتذلة، و لكنّ أبسط تعريف للفصاحة يُقرر ضرورة مراعاة الكلام لمقتضى الحال، و أنا لم أشعر أنّ الكاتب قد طوّع إمكاناته اللغوية للموضوع الذي اختاره، كانت لغة صحافية خالية من روح القصة الملحمية، و أحيانًا يتملكك الغضب حين تلحظ أن الأسلوب خالٍ من الشغف و من مشاعر تتطلب نوعًا من عنفوان لغوي ملحوظ.
أسلوب الكاتب عمومًا يفتقر إلى الترابط و المنطقية في ترتيب الأحداث، و هذه ليست أولى تجاربي، فقد قرأت منذ سنوات عدة رواية ( أنا عشقت) و شعرتْ أنّي لن أعيد التجربة، و لكن الفضول قد تملّكني حين قرأت العنوان و قرأت مراجعات أصدقاء أثق في ذائقتهم الأدبية، ثم حزنتُ على هذه المعاملة غير اللائقة لقصة كان من الممكن أن يتم إخراجها في هيئة أفضل من هذه الفوضى.
كنت قد قررت أنّي سأعطي الرواية نجمة واحدة لإبداء غضبي الشديد، و لكني ممتنة للمعلومات التاريخية التي رتّبتْ بعض الأفكار في رأسي عن قضية العبودية و تاريخ أمريكا اللاتينية الحربي مع المستعمر الأبيض و الإمبريالية، و ما سوى ذلك، فلا أرى أنّ هذا الكاتب يمتلك أية موهبة فعلية، و ما قرأتُه كان أفكار متراصة في ترتيب معين، شخصيات مبتورة و غامضة و لا تعطيك سبيلًا للتواصل معها، أحداث متقافزة و لا تفهم عواقبها و لا مسبباتها، و تأخر كبير في الربط بين شخصيات من المفترض أن تكون المواجهة بينها في بداية الأحداث، كما قلتُ، من المؤسف أن تقع القصة العظيمة بين الأيادي الخاطئة، فالنتيجة حتمًا ستكون عمل شبيه بفرانكشتاين ماري شيللي، شيء بلا هوية.
كنت في مقاطعة ظننتها دائمة مع قنديل منذ تجربتي الأولى معه في «أنا عشقت» التي لم أحبها أبداً، ومما زاد الطين بلة اتفاق صديقي سعود (اللي طلعت بيه من الدنيا) معي في الرأي.
بدأت الرواية بدافع الفضول فقط لأنها عن أحداث وشخصيات حقيقية وهو نوعي المفضل في الروايات، لكن بعد فترة من الابحار مع الكتيبة السوداء غيرت رأيي تماما. السرد سلس، الوصف برغم طوله إلا إنه كان ممتع وفي محله، اللغة لطيفة. عن قصة الحرب الأهلية في المكسيك وتولي الامبراطور ماكسيميليان الحكم بدفع ورعاية من نابليون امبراطور فرنسا، وانتهائها بعد ثلاث سنوات وأربعة أشهر. مدخل القصة كان من مشكلة الاتجار في البشر وخطف ذوي البشرة السمراء لبيعهم كعبيد. تكونت الكتيبة السوداء من سودانيين ونوبيين وأفارقة دُفِعوا جميعا لحرب لا يعلمون عنها شيئا، لبلد لا يعرفون لغته ولا عاداته؛ ليصبحوا أداة للقتل. جمعتهم مشاعر الغربة والخوف والأمل في النجاة. رواية مليئة بمشاعر مختلفة تخرج منها متأكدا أنه لا منتصر في الحرب، وأن مصائر الأشخاص غير مهمة طالما تعارضت مع السلطة.
"انتهى الصراع غير المجدي، توقف الدم الذي لم يكف عن النزيف".
انا مش عارفة ازاي د. المنسي قنديل بيعمل كده !! وعلي جوفان بيغسل ابنه في الشلال في اخر صفحتين .. كان شلال دموع نازل من عيني ، كل المعارك والحروب والموت اللي في الرواية ، لم يستدع اي دمع، انتصار الحب والحياة في النهاية هو اللي خلاني ابكي من الفرح
رواية رائعة ومدهشة ،شخصيات تنبض بالحياة وهتفضل معلقة معايا وحواليا ايام طويلة ، رواية تضع المنسي قنديل في مقام ماركيز واكبر كتاب الادب العالمي
انا حاسة انالرواية غيرت جوايا حاجات كتير... واني انا قبل ما اقراها غير انا بعد قرائتها
بغض النظر إن المنسي قنديل فى الرواية دي كان الوصف عنده كتير وممل فى بعض الأحيان، إلا ان الرواية عظيمة جدا .. وإنسانية بدرجة رهيبة .. المنسي قنديل قادر دايماً يرسم كل المشاعر الإنسانية فى شخصياته، بمختلف تطوراتها، وانحرافاتها، وسكونها، وجنونها .. فبتلاقي نفسك دايما بتتعاطف معاها، وبتبقى قادر تفهم اسباب تصرافتها وأفعالها، سواء كانت الظاهرة اللي بيشرحها قنديل، أو الخفية اللى مقالهاش فى سطور الرواية
الحياة تستحق اننا نعيشها فى سلام والحب هو الشئ الوحيد على الأرض اللى بيستمر وبيفضل عايش الحب هو الوحيد اللى قادر يقاوم جنون العالم ودمويته وبؤسه عظيم المنسي قنديل والله
" منذ أن تولي قيادة هؤلاء الرجال ، وهو يشعر أنهم ليسوا مخلوقات حية ، مجرد حيوانات مقاتلة يأكلون وينامون ويقاتلون ولا يكفون عن التنقل في هذه الأرض الغريبة ، مع كل معركة يشعر أنه يدخل متاهة جديدة تبعده عن ارض النوبة ، يشعر أنهم يقاتلون بغريزة البقاء ، فقط لمجرد ألا يقتلوا "
، أخيراً أنتهيت من قراءة تلك الملحمة التي أجلتها كثيراً وأقلقتني كثيراً كما تقلقني كل رواية جديدة يحدث عليها ضجة كبيرة ولأن بعض الروايات أشعر بالعجز امام مراجعتها فسأعلق عليها في صورة نقاط ليس إلا ..
،
لقد كان المغزي من هذه الرواية سامياً بلا شك من حيث إلقاء الضوء علي صفحة مقطوعة ومرمية من التاريخ المصري لم يعرف عنها الكثيرين قبل قراءة تلك الرواية ، وأنا أحب تلك الروايات التي تلقي الضوء علي أحداث هامشية في تاريخ أمة ، مصيرية في تاريخ بعض أفرادها
،
ربما ما أخذه علي الكاتب هو طول السرد والوصف لدرجة الملل بعض الشئ ، حتي أني أحياناً قصيرة كنت أقرأ السطور بعيني وأمرعليها فقط وحينما أعود من جديد للقراءة بتركيز لا أشعر أن البناء الروائي قد أختل أو أني أغفلت شئ هام في مسار الاحداث
،
إن أكثر ما اعجبني في الرواية هو إستهلال الكاتب بقصة ود الزبير تاجر العبيد التي لم تكن مهمة فقط من أجل معرفة من أين جاء معظم أفراد الكتيبة ولكن كانت اهميتها هي إلقاء الضوء علي النخاسة وطبيعة الحياة في أفريقيا في هذه الوقت سواء حياة التجارة في العبيد أو بصفة عامة ان التجار هم أعيان البلاد ، والحياة القبلية في غابات إفريقيا ، والبطش التركي بالتجار ، وعدم شرعية التجارة في العبيد وأنها كانت محرمة تمر بالرشوة كان من الرائع الكشف عن طبيعة القارة السمراء في هذا الوقت
،
لا شك أن الرواية بوضوح تقول لك أن الحب أقوي من الحرب ، وأن الحب يزيل الفارق العرقي والعنصري ، وأن الحب يُنسي الثأر والإنتقام وأن اللغة عامل مهم جداً في توحيد الناس علي كلمة وتفاهمهم وتقاربهم ، وأن الإنسان هو الإنسان في كل وقت وحين إنسان لا تموت إنسانيته خصوصاً لو كان مجرد جندي ، حجر علي رقعة الشطرنج ، وتلك الامثلة رأيناه في الكثير من الأحداث التي تضج بها هذه الرواية
،
برع الكاتب جداً في الإنتقال بين الأحداث في ثلاث خطوط زمنية وأحياناً خطين ، يتقاطعوا ليؤثر كل منهما في مسار الأخر
،
لا أشعر أن الكاتب أجاد وصف الطبيعة والحياة وتضاريس المكسيك وطقسها ومناخها ، فقد وصف العادات والتقاليد ، وهذا بالنسبة لي كالجسد بلا روح ، فأن أكثر ما يعجبني في أي رواية قدرتها علي أن تسافر بي في قلب المكان وكأني أراه أو أعيش فيه ، وربما هذا الرأي ممكن أن يكون ذاتي ويكون ميزة في نظر شخص أخر
،
لقد كان من البهاء أن يرصع الكاتب روايته تلك بعرض لأهم أخبار الساحة السياسية في العالم التي تحيط وتؤثر في الأحداث بشكل مباشر وغير مباشر في هذا الوقت العصيب من القرن الماضي الذي شهد نهوض قوي وإندثار قوي أخري
،
تميز - قنديلنا - البهي المضئ بقدرته علي وصف الموت والحرب فتشعر وكأن رائحة الدم والموت تحيطك في كل صفحة وتشعر بالمعاناة والصدمة والهول وتشعر بالنجدة ومعني الفرار من الموت أو أن تموت بغتة كل هذه أشياء جعلت لتلك الرواية معناها السريالي المأسأوي الصحيح ، ونجحت جداً في وصل التعاطف والحب بين القارئ والشخصيات التي تعج بها الشخصية ، ومن ناحية الوصف قد برع كاتبنا في وصف نفسية الرجل الأبيض ورؤويته للرجل الأبيض ، ورؤية الرجل الهندي والأسود أيضاً للرجل الأبيض فلم يكن يجمل أو يسئ هو نقل الواقع والمتعارف عليه بشكل كبير في تلك الحقبة من الزمان من خلال النظرات العرقية العنصرية التي أنتشرت
،
أيضاً من ناحية مصائر الشخصيات ، فقد خط الكاتب مصائر البعض بملائمة وروعة ، وقد بالغ جداً في مصائر البعض الأخر
،
لم يكونوا عبيداً ولن يكونوا عبيداً ، في النهاية كان لكل منهم القدرة علي إختيار مصيره
،
في النهاية هي رواية رائعة ، بل رائعة جداً ، وإن لم تعتمد علي الحوار بشكل كبير وأعتمدت علي السرد ولكن بعض السرد ممكن تخطيه دون ان تشعر بأنك خرجت عن التجربة المميزة لتلك الرواية العظيمة ، والتي أعدها من أفضل ما كُتب حديثاً في الرواية العربية
،
،
" إنتهي الصراع غير المجدي ، توقف الدم الذي لم يكف عن النزيف ، يمكن للجميع الأن أن يلتقطوا أنفاسهم ، يحتوي البحر الجميع "
3.5 - 5 بس مفيش نص نجمة في الجودريدز فقلت أديها أربعة كدة النجوم هنا ببلاش ومبتخلصش
الرواية رواية رائعة ؛ اجواء اسطورية بالمعنى الحرفي .
بدايةً انا بعترف اني اول مرة اعرف موضوع الكتيبة السوداء دا من حيث التاريخ ؛ و طبعا دي من الاجزاء اللي بتصيبني بكمية حنق غير عادية ؛ لما تحس اننا بنتعامل كأننا سلعة الباشا الحاكم بينقط اصحابه بينا ؛ ”نقوط� بمعنى مجاملة مادية يعني .
ما هما اما بيجاملو بينا او بيبعونا كمرتزقة ؛ و الحالتين اقذر من بعض :(
الرواية بتحكي عن الباشا سعيد والي مصر اللي كان صديق لديليسيبس فقرر ينقطه بكتيبة من الجيش المصري تساعد الجيش الفرنسي في حربه ضد المكسيك ؛ و من خلال الفكرة دي الكاتب بينسج كذا خط درامي بمنتهى الروعة .
و في النهاية ؛ محمد المنسي قنديل لو لم يجنِ اي شئ من روايته دي غير انه عرّف ناس زيي كدا بالقصة المدفونة دي في طيات التاريخ المصري الحديث ؛ اعتقد ان دا يكفيه .
و ختاماً هي رواية مهمة ؛ تقيلة ؛ محتاجة قارئ ذواق ؛ بصراحة كدا لو انت من القراء اللي بيعجبهم نوعيات زي هيبتا و ربع جرام و اتنين ظباط و اعمال شرين هانئ ؛ الرواية دي مش هتعجبك خالص ؛ الرواية دي شئ تاني شئ قيِّم فعلاً.
رواية أقل ما يقال عنها أنها ملحمية، حروب ودماء واستعباد وملوك جشعين وأباطرة أعماهم حب السلطة وأميرات قادهم طموحهم للجنون، مواقف إنسانية وسط الحرب وحب في غير مكانه يبدو مثل وردة وحيدة نبتت في صحراء قحطاء، بشر أخذوا عنوة من بيوتهم وأهاليهم وأرسلوا ليحاربوا أناس لا يعرفوهم في أرض لم يسمعوا عنها من قبل
الرواية أكثر من رائعة، ملحمة تمثل الجشع البشري
المنسى قنديل أفضل من يكتب الرواية التاريخية فى العالم العربى
رواية (متعبة) عن الذل والقهر، ورغم ذلك نهاية سعيدة نوعا ما (لكن بعد إيه).. الرحلة كانت مؤلمة فعلا، ووصف الكاتب لمشاهد كثيرة كان مبهر من وجهة نظري.. وفي أجزاء أرهقتني فيها المبالغة في التفاصيل، لكن ليست كثيرة.
هذه رواية مملة حقاً. رغم طولها، أحداثها قليلة و شخصياتها ( إن كان في الرواية شخصيات حقاً ) لم نعرفها بالقدر الكافي عدا شخصية الامبراطور الطرطور و زوجته. تعود الرواية إلى العام 1863 لتحكي قصة أسر مجموعة من العبيد و تحولهم إلى كتيبة مقاتلة في الأراضي المكسيكية كهدية من والي مصر إلى ملك فرنسا.
تحكي الرواية بطريقة فصل للكتيبة و فصل للإمبراطور ماكس و زوجته. و الحقيقة أن الفصول الخاصة بالكتيبة اهتم فيها الكاتب بالحدث على حساب الشخصيات، فكانت الرواية أشبه بفيلم عُبارة عن تحركات لمجاميع الكومبارس. فكان المنسي قنديل يسلط الضوء أحياناً على شخصية ثم ينساها تماماً باقي الرواية. فضلاً على أننا لم نعرف عن المكسيك سوى نسوتها الجميلات الرائعات اللواتي يثرن كل الشخصيات.
و كعادة الروايات التاريخية المصرية، هناك صوت للإمبراطور و زوجته .. الأمير النمساوي الذي تولى إمبراطورية البلاد المكسيكية بإتفاق مع نابليون فرنسا. في الرواية سرد للصراع بين العروش الأوروبية و علاقة النظم بالكنيسة و قليل من تاريخ هذا العصر عن الحرب الأهلية الأمريكية. و قد حاول المنسي قنديل جاهداً في رسم الشخصية الخاصة بالإمبراطور و زوجته و هواجسهما و أطماعهم و سقطاتهم. و لكن في النهاية لم أشعر بمتعة حقيقية في قراءة هذا الجزء.
رواية تاريخية سيئة. و عودة لا معنى لها إلى زمن قديم.
ممتعة بحق، لولا ضيق الوقت لكنت أنهيتها في حدود يومين لأنها حتما من الروايات التي تجعلك راغبا في متابعة أحداثها رغم ضيق الوقت، وتجعلك عادلا عن النوم في سبيل اتمامها.. أحببت كيف صور الكاتب معاناة العبيد الذين جعلوا جنودا، رحلتهم من قبيلتهم الآمنة إلى حد ما، ومن حريتهم إلى التجنيد وغمار الحرب، .. هذه المعاناة التي أجبر عليها الجنود السود، رحلتهم إلى بلاد لم يسمعوا بها قط، ليحاربوا بدون معرفتهم للسبب، دافعهم الوحيد هو اجتناب العقوبات.. موضوع الحقد على الدخيل وكيف تعامل معه الكاتب، كيف أن الفروقات تضرم نيران العداوة بدون دافع ملموس للكره. جديرة بالقراءة وممتعة جدا.
في البداية لم أندمج مع أجوائها تماماً، وأعترف بأني تفاجأت بموضوعها! فلم أتوقع أن تكون رواية تاريخية ومبنية على حدث تاريخي، لكن مع الوقت فهمت طريقة سير الأحداث وتعلقت بشخصياتها وحكاياتهم وتأثرت بها!
وبالرغم أن المنسي قنديل لم ولن يكتب كرائعته "قمر على سمرقند" إلا أن هذه الرواية جيدة وتستحق القراءة.
.. أنهيت هذه الرواية وماولت لا أصدق أن كاتبها هو الرائع محمد المنسي قنديل
.. رواية تتحدث عن كتيبة قادمة من إفريقيا لتكوين جيش في تلك البلاد الجديدة " المكسيك " بالتقاطع مع قصة أحد ملوك أوروبا وزوجته واللذان يكلفان بما يشبه الأمر بأن يحكما هذه البلد
.. خلت هذه الرواية تمامًا من سحر المنسي قنديل والذي أبهرني في روايتيه " قمر على سمرقند " و "انكسار الروح " غاب السحر فأخفق المنسي قنديل
.. هذه الرواية مملة بدرجة كبيرة .. كان يمكن إختصارها في 200 صفحة بدلاً من 473 صفحة .. حيث كان أغلب هذه الرواية تسليط على مدى سادية الإنسان وتعطشه للدماءوالحديث عن الجنس فقط
ختامًاهناك نوعين من الروايات التي مرت علي.. النوع الأول يجذبك لقرائتها سريعًا وتسيطر عليك أفكارها .. والنوع الثاني مثل هذه الرواية .. والتي كنت أستقيظ من النوم وأجد أنني كنت ممسك بها وغلبني النوم وأنا أقرأها لشدة بطء أحداثها
أبدأ اليوم بقراءة " بيرة في نادي البلياردو " لوجيه غالي ..
رحلة الاختيار أم اللاختيار كم هو قاسي هذا القدر الذي انتزعهم من أحضان الطبيعة ومن قلب الغابة النابض بالأخضر ليُلقي بهم في مهب الرصاص وقلب الحروب النابض بالجثث
تُرى لو سألنا الشجرة عن رأيها في أن تبقى مقيدة في الأرض في غابة سكانها من العصافير أو أن تتحول إلى ناي يجوب القرى والمدن ويذرف الأنين من فتحات ثقوبه، يبكي مع الناس وعليهم... تُرى ماذا قد تختار؟
وهكذا فإن الحياة تسجن الجميع على اختلاف ألوانهم وطبقاتهم وعقولهم ثم تعرض عليهم المفاتيح، لكن مفتاح واحد فقط هو الذي باستطاعته أن يحررهم... هيا مد يدك وإختر المفتاح المنقذ، وإعلم أن لديك محاولة واحدة فقط