حال العاشق إذا تجملها اللغة حال من يقيم على دوام الحزن والشجى. وهو إذ تستعيره (تستدر عبراته) كل علامة على غياب الحبيب أو حضوره إنما يروي قصته ويجعل من عيشه خبراً متواصلاً للألم. فالدمع، إذ يزرفه العاشق غزيراً، لا يكون إلا عوض اللفظ إذ أعباه اللفظ. وقد تكون الصلة، لغة، بين الدمع والعبرة هي التي تجعل من البكاء خبراً ووصفاً. فالعاشق في بكائه يقول على الدوام: هذا ما أناله منك وهذه حالي... ويبكي العاشق، وهو الولهان والمشفوف والمولع والمغرم والهيمان، ليسقي هيامه (أشد العطش) من العبرات التي تعبّر عن حالة وتروي. فبكاء العاشق حكاية أو هو رغبة في أن يكون الشغف عبرة واعتباراً يقيه الاطراح والترك. وفي رواية أن الرقراق الذي يجتمع على غشاء العين هو صورة الغائب الذي يصبح حضوره سائلاً وألفه جرياناً ووصله نأياً وانسياباً. وإذ يقطر الرقراق من العين دمعاً يتلاشى الغائب في تقطر صورته السائلة.
حصل على الإجازة التعليمية في الفلسفة العامة من الجامعة اللبنانية، وتابع دراسته العليا في باريس حيث حصل على دبلوم الدراسات المعمقة في الفلسفة.
عمل في الصحافة منذ عام 1979 فكتب للنداء (1979 ـ 1982) ثم للنهار (1978 ـ 1990)، وهو أحد مؤسسي الملحق الأدبي الأسبوعي لجريدة النهار.
يعمل منذ 1999 كمحرر وكاتب في "نوافذ" الملحق الثقافي الأسبوعي لجريدة المستقبل.
له مساهمات نقدية وأبحاث وترجمات نشرت في عدد من الصحف والمجلات العربية.
شارك في عدد من الندوات حول الشعر والثقافة العربيين في عمان وباريس ولوديف وكوبنهاغن.
لعل أبرز ما يميز شعر بسام حجار هو هذه القدرة على استلهام اليومي على نحو تبدو معه التجربة (الشعرية) تعبيراً عن علاقات وصور ذات ملامح محددة ومباشرة. إلا أن هذه العلاقات التي تتبادر إلينا من "أمكنة" خارجية مألوفة سوف تظهر في الغالب كارتدادات (مأسوية!) لما تنطوي عليه علاقتنا بالعالم. فالأشياء الصغيرة والعلاقات الجزئية تبدو مهددة في مواضعها الرتيبة والمفاجئة في آن.
كتب عن بسام حجار عدد من النقاد والشعراء أبرزهم: كمال أبو ديب، عبده وازن، حسن داود، عباس بيضون، صبحي حديدي.
مؤلفاته الشعرية:
- مشاغل رجل هادىء جداً ـ دار العالم الجديد ـ بيروت 1980
- لأروي كمن يخاف أن يرى ـ دار المطبوعات الشرقية ـ بيروت 1985
- "فقد لو يدك" ـ دار الفارابي ـ بيروت 1990
- "مهن القسوة" ـ دار الفارابي ـ بيروت 1993 - "حكاية الرجل الذي أحب الكناري" ـ دار الجديد ـ بيروت 1996 - "بضعة أشياء" ـ دار الجمل ـ بيروت 2000، "سوف تحيا من بعدي" (مختارات) ـ المركز الثقافي العربي ـ بيروت ـ الدار البيضاء ـ 2002، - "ألبوم العائلة يليه العابر في منظر ليلي" لإدوارد هوبر ـ المركز الثقافي العربي ـ بيروت ـ الدار البيضاء ـ 2003.
وله أيضاً:
"صحبة الظلال" ـ دار ميريام ـ بيروت 1992، "معجم الأشواق" ـ المركز الثقافي العربي ـ بيروت ـ الدار البيضاء، - "مجرد تعب" ـ دار النهار ـ بيروت 1994، "مديح الخيانة" ـ المركز الثقافي العربي ـ بيروت ـ الدار البيضاء 1997. - "البوم العائلة" و"تفسير الرخام" (2008). كما قام بترجمة عدد من الكتب الأدبية والفكرية.
((والحب أعزك الله داء عَيَاء وفيه الدواء منه على قدر المعاملة، ومقامٌ مستلذْ، وعلةٌ مشتهاة لا يودّ سليمُها البرءَ، ولا يتمنى عليلُها الإفاقة، يُزيّن للمرء ما كان يأنف منه، ويسهّل عليه ما كان يصعُب عنده.)) طوق الحمامة /ابن حزم الأندلسي.
على أسلوب ابن حزم الأندلسي (لكن بطريقة أجمل وألطف) ممزوجًا بشاعرية ابن الفارض، ابن عربي ومجنون بني عامر ينسج بسام حجار معجم الأشواق مفسرًا إعتمالات الجوارح والأفكار لدى المحبين. فمعظم ما يصدر عن المحبين ويزين كلامهما وصمتهما هي الرغبة في إندماج روحيهما وذوبان أحدهما في الآخر لدرجة التلاشي وإنعدام وحشة النفس. وكل تناقضات الحب وآلامه تأتي -بالدرجة الأساس- من صعوبة تحقيق هذه الرغبة. ... ما لا يُقالُ هو تمامُ مُعجمِ الأشواق.
بعد الإنتهاء من هذا الكتاب، ستجد نفسك تتنهد تنهيدة عميقة، رغمًا عنك .. حتى وإن لم تكن مغرم بأحدهم.
"الذين بلا أقدام حين تنظر إليهم بحب يصيرون بأجنحة" -وديع سعادة
حسنًا، الكتاب رائع دون شك .. إن كنت عاشقًا فلابد أن هذا الكتاب لك، إن أحببت أحدهم ذات يوم وافترقتما، فستحتاجه لكي تصلح، أو لتبدأ من جديد، إن لم تقع في شباك أحدهم بعد، فلتتعلم كيف تقع في الحب واقفًا.. لقد طوق هذا الرجل العشق تطويقًا، أمسك بتلابيب العلاقة جمعاء، ووضعها في هذا الكتاب الذي فاق توقعاتي من فرط جماله ورقته.
لغة الكتاب راقية للغاية، إسلوب الكاتب عذب إلى حد بعيد.. ربما هذا هو لقائي الأول مع بسام حجار، لكن حتمًا ليس الأخير ..
كتاب جميل وان كنت استغربت وجوده ضمن الأعمال الشعرية لغة جميلة، عذبة، راقية وأسلوب نثري صوفي فريد.
"فالدمع، إذ يذرفه العاشق غزيرًا، لا يكون إلا عوض اللفظ إذا أعياه اللفظ!"
"ولا يقنع العاشق بأقل من " الدهر " زمنًا لولهٍ يستبد به أو شغف، لذلك تراه يقيم على تطلب وإرجاء ، تطلب الرقة، وإرجاء الرغبة ودفعها لا يريد لها زوالًا، بل تعاظمًا واتقادًا خفيرين إلى أن يحين الوصل."
"في اللّقاءِ عبارةٌ واحدةٌ هي كلّ العباراتِ: أشتاقُ إليك، و لا تحتمِل في وجهٍ مِنْ الأوجه زيادةً أو إضافةً. إذ لا يعرف العاشق لاشتياقِه مِقدارًا"
ختم جبران خليل جبران إحدى رسائله لمي زيادة قائلًا لها "قد بلغت هذا الحد من الصفحة قبل أن أقول كلمة مما أردت قوله عندما ابتدأت في رأس الصفحة". أستعيد جملته هذه وأنا أنهي هذا الكتاب بين يديّ عن الحب وأفكر فيما كتبه بسّام حَجَّار وما يمكن أن أحكيه أنا عن الكتاب، أستعيد جملة النفري "إذا اتسعت الرؤية ضاقت العبارة" وأسرح للحظات في معضلة إعجازية الكلمات وعجزها من جهة أخرى، حين تبدو للحظات ساحرة فيما يمكن أن تحمله من معنى، وفِي لحظة ما تشعر بأنها محض إشارة للحقيقة والشعور، فإن كان هذا الكتاب إشارة لما يمكن أن يكونه الحبّ فما أجملها من إشارة وما أعجزني عن الوصف، وما أجمل ما كان يمكن أن يكونه الكتاب في روح وقلب كاتبه قبل أن يحمّله داخل اللغة والكلمات. يختم صاحبنا كتابه فيقول "ما لا يُقال هو تمام معجم الأشواق" فتشعر أن الكتاب لم يبتدئ إلا عند صفحته الأخيرة.
من أجمل الكتب التي قرأتها ، واستمتعت بها جدًا .. على الرغم من أني لم أفهم أشياء كثيرة لأن لغة الكاتب وتراكيبه صعبة بعض الشيء ، ولكثرة التعابير الصوفية التي لا أفهمها غالبًا .. لذا سأقرأه مرة ثانية
*اقتباسات* - أعمق لحظات التخاطب بين متكلمين أو صامتين = التلامس. فالمركوز في طبع الأيدي أنها لا تكذب ، في حين يكذب الكلام كثيرًا جين يصدق. - " أن يكون المرء ، هو أن يُرى " بورخيس. - وليس في ميل المُحِّب إلى المُحِّب ما يفوق توقه إلى الانتساب إليه ! - وغيابك هو الذي يجعلني حاضرًا في كل شيء إلا في تمام رجائي ورغبتي. لا أصحو منك إلا بالنسيان ، مؤقتًا ، أخالط الصحب أو أزاول عملًا ، وأحسب أني شُفيت إذ يستردني شأن الحياة. غيابك ينتشلني من الغيبة حيال العالم لكنه يرميني في الغيبة حيال الأنا ، أنا العاشق الذي يتعين بالإضافة .. وفقط بالإضافة إليك ! - ولا يقنع العاشق بأقل من " الدهر " زمنًا لولهٍ يستبد به أو شغف ؛ لذلك تراه يقيم على تطلب وإرجاء ، تطلب الرقة ، وإرجاء الرغبة ودفعها لا يريد لها زوالًا ، بل تعاظمًا واتقادًا خفيرين إلى أن يحين الوصل. - " وما شيء من دواهي الدنيا يعدل الافتراق ، ولو سالت به الأرواح فضلًا عن الدموع كان قليلًا " ابن حزم الأندلسي. - فاللقاء ليس سانحة أن يقول العاشق : هذه حالي عندما أكون برفقتك ، بل سانحة أن يقول : هذه حالي عندما لا أكون برفقتك. - فالدمع ، إذ يذرفه العاشق غزيرًا ، لا يكون إلا عوض اللفظ إذا أعياه اللفظ ! - كل عاشق جميل ؛ لأن كل معشوق جميل. - ما لا يقال هو تمام معجم الأشواق !
"غيبةُ المُحبِّ عن ذاتهٍ إصغاءً لذاتِ المحبوبِ ، و غيبتَهُ عن جسدهِ سعياً لامتلاكِ جسد المحبوب ولو بالوهمِ و التمنّي :لو أكونُ جسدَ من أُحبّ ..فأجاورُ رغبتَهُ، و يجاورُ رغبتي و أحملُ ذاتهُ في كنفي � وليس في ميلِ المُحِّب إلى المُحِّب ما يفوق توقِه إلى الانتسابِ إليه .." "يجْعلني مَن أحبّ على صورةِ صِفاته فلا أجدني إلا بما يمليه عليَّ حُضوره، ولا أنزله إلى صِفتي لأنّني فاقد لها.." "أعمقُ لحظاتِ التخاطُب بين مُحبّين مُتكلمين أو صامِتين هي المُلامسة، بلْ قد يكون لها قُدرة غريبة على الشِّفاء.." "في اللّقاءِ عبارةٌ واحدةٌ هي كلّ العباراتِ: أشتاقُ إليك، و لا تحتمِل في وجهٍ مِنْ الأوجه زيادةً أو إضافةً. إذ لا يعرف العاشق لاشتياقِه مِقدارًا.." ________________________ أفضل كتاب قرأته عن الحُبّ للمُز جدًا بسّام حجّار، ويبقى ما لا يُقال هو تمام مُعجم الأشواقِ..
عذوبة، رقة، جمال عن المحب والمحبين ووصفهم بأبهى الصور وأروعها، أغمرني بجماله بسام حجار ❤️ أول قراءة له وبلا شك لن تكون الأخيره وسيملئ اسمه قائمتي وسأقرا جميع اعماله الشعرية أبهرني حقيقةً ، كأغنية، كقصيدة شعرية، قصير ومع كل صفحة تتمنى تضاعف صفحاته وعدم انهاءه، وعند الانهاء تعلى بملامح وجهك علامات الدهشة، يتبادر سؤال ببالك لماذا عمل مثل هذا لا يملك الشهرة الذي يستحقها؟ أشكر من كان السبب في تأجيل كل قراءاتي الحالية والمستقبلية والتوجه نحوها حالًا ذكرني في طوق الحمامة من بدايته-وكنت معجبة بهذا الكتاب جدًا- ووجدت منه اقتباسات كثيرة، يتحدثون عن نفس الموضوع وهو الحب ويتشابهون بالاسلوب المدهش بعض الكتب تخلق فيك رغبة بالتوصية لكل من كان، وفي أي مكان، وعند كل أنس، وهذا الكتاب يستحق هذا النوع من التوصية، يستحق القراءة، كان انهاءه حزن بالنسبة لي وبنفس الوقت متحمسة لقراءة بقية أعمال هذا الكاتب المبدع حرام يفوت أحد هالكتاب، يستحق تأجيل كل ما بين يديك واختياره هو فقط ولا جواره شيء آخر على الجميع قراءته
بسّام لُغتِه أخَّاذة في كُلّ مرّة يَفْتنُني بسحرهِ الآسِر.
* وما شيءٌ من دواهي الدنيا يَعدلُ الافتراق، ولو سالتِ الأرواحُ بِهِ فضْلًا عن الدّموع كانَ قليلًا. -ابن حزم الأندلسي
* أنتِ غائبة. أنا غائب. والأشياء غائبة أيضًا. إذ يعجزُ العالم أن يكون في غيابِك.
*يكفي أحيانًا أن تكون حيال الآخر مُبصرًا فتراهُ للتثبّتِ من أنه يراكَ فتأنس إلى غِبطة الإحساس بأنّكَ حاضرٌ له ولم يطردكَ الغيابُ إلى عزلة مخيفة. تراهُ، أو تلحّ عليكَ الرغبة في رؤيته تكرارًا لكي تطمئنَ إلى أنك ما زلتَ كما أنت، وإلى أنه ما زال كما هو ولم يُبدِّل الزمنُ، مهما كان ضئيلًا، شيئًا من أُلفِ اللقاء السابق.
*لاتصلحُ المحبّةُ بين اثنين حتى يقول الواحد للآخر: يا أنا.
*ما يتوقُ إليه المُحِبُّ ليس العلمَ بمحبّةِ الآخر، بل أن يكونَ موجودًا بمحبّةِ الآخر.
*لا يكذبُ العاشق، إذ ليس في مُعجَم العشق كذبٌ أو غَلَط، حين قوله لمن يُحبّ: كلّ ما عداك قفر.
الصمت معجم الأشواق .. ايه والله. أما العبارة فسند اللبس ومحله، والصمت أوضح بياناً. وإذا كان المعجم تسمية لمتعلقات الأشياء وإدراج متوناً لها في اصطلاح "اللسان" أي في اصطلاح "ترجمان كثير الكذب" .. فأصح المعاجم وأبلغها ما وقف على الصمت.
لذلك انتهى الكاتب في معجمه هذا إلى: "ما لا يقال هو تمام معجم الأشواق" ..
لم أتصوّر عندما شدّني العنوان أنني سأتناول معجماً بالنسق الحقيقي له. الكاتب ذهب بعيداً في تعتيق الأحاسيس في الجذور المعجمية، في الحقيقة، ذهب أبعد مما تقبله تلقائية اللغة كأنه يريد تطويع المفردات لإنشاء ترجمان عربي لعجمة الحبّ وأشواق العاشقين، محاولته جعلتني أؤمن أكثر أن عجمة الحب لا يُمكن أن تحرَّف بجذور مطوّقة وكأنّ لغات أهل الأرض لا يسعها أن تضع معاجم تترجم به ولو قليلاً منها. ورغم ذلك، فهذا العجز يقول الكثير مما لا يبلغه القول، عجز اللغة عن مساماة لغز الحبّ لا يعني أبداً أنها لا تقول، ولا أعني أبداً أن الكاتب عجز في ذهابه بعيداً، لكنه إعجاز اللغة أذهبه بعيداً، ولو لم يذهب بعيداً .. لما جاء هذا المعجم فائضاً بالحبّ وألطاف معانيه بالشكل المذهل الذي ما زلت حتى اللحظة في سكرته.
أحببت هذا الكتاب من أول كلمة إلى آخر جملة .. واستمتعت بقراءته رغم تعقيد لغته ورغم صعوبة عبارته وغموض مثاله .. لكن لو كان الأسلوب أقل تعقيداً وأذكى إجمالاً وتفصيلاً لكانت قراءة الكتاب والإحساس بما فيه وتأمل ما يكنّه من المبالغات واكتشاف ما يسرّه في الفراغات الصامتة .. أجمل.
---------------
المعانقة .. إذ يستحيل كل لقاء إرجاءً للحظة الوداع الوشيكة. المعانقة .. افتراقٌ مرجأ أمده أمد اللقاء. فاللقاء ليس سانحة أن يقول العاشق: هذه حالي عندما أكون برفقتك. بل سانحة أن يقول: هذه حالي عندما لا أكون برفقتك. ولا استدراكَ ممكناً للوداع الوشيك، إلا أن يحاكَى مشهد الوداع متواصلاً بالعناق.
ليس من سوية العقل ومنطقه أن يدفع الغياب بالغياب، فالعقلاء مدركون، والعاشقون سواهم.
على خلاف ما قرأتُ لبسام حجار فإن هذا الكتاب الذي حاول أن يجعله على منوال " طوق الحمامة " لابن حزم لم يك يحمل من الفن الأدبي سوى اللغة ، و التي لشد ما رغب أن يُبلورها عربية فُصحى مغمورة في المعجم و البلاغة خرجت عن طوع بنانه فأنجبت له نصا صحيحا لغويا فاشلا في المعنى و الجذب . كان ثقيلا على نفسي إتمام الصفحات و هي تعج بالعشق و البلاغة المرصوصة كعروس منخورة الأسنان ، و لا أظن أن الكتابة الحقة تتطلب أن يضع صاحبها المعجم أولا قبل الهدف و الأسلوب ، و هو الخطأ الذي ارتكن إليه " بسام " متعمدا و ليس غافلا .
من أجل الكتب الي قرأتها لان قرأته مع حبيبتي في ليلتين وكانت من أجمل ليالي حياتي (لا، مو عشان قلبت لي الصفحات)
من أجمل أجمل الكتب السرد أبهرني والتعبير وتناسق وتمازج المعاني والعناوين والشاعرية في الشرح خاصة اني قرأته مع حبيبتي وكاتبتي المفضلة🥰 شرحها ومفاهيمها زادت شاعرية الكتاب.
أعترف ان من الممكن ان يكون تقيمي فيه بعض الحيازية نسبةً لاني قرأت كلماته مع عيونها وهمسات أحبك ولكن اعتقد في هذه الحاله الحيازية مطلب وغير مقبول غير ذلك.
اعتذر تحول الريفيو الى رسالة حب. اسحب اعتذاري هذا موضوع الكتاب اصلا أحبك حبيبتي
يبدو بسّام مُختلفًا هنا.. مُختلف تمامًا عن الشّعر بحميميّة اللغة، والعشق، والطمأنينة.. يكتب عن أحوال كل عاشق عن الحواس في الحُبّ، عن مُخالطة الهوى في القلب.
وحين تتنهّد، ترى كم حقيقيًا ما قال / كم يُشبهك وأنت عاشق!
�(بسام حجار) لا أدري يكتب بصفة العاشق، أم الأديب، أم المحلل النفساني. لكن أعترف أنني منذ مدة طويلة لم أقرأ كتابًا يبلغ بي حدّ الدهشة والانبهار. كان� صدفة جميلة ومتأخرة قراءة هذا الكتاب.
عذب جدًا ودافئ. بسام حجار أجبرني اثناء قراءتي للكتاب أن أتوقف عن القراءة للحظات وأن أصمت صمتًا طويلًا، لا اعلم اذا كان صمتي احترامًا وتقديرًا له هو شخصيًا، او أنني كنت أصمت لشدة ذهولي، كيف استطاع بسام حجار ان يصل إليّ بهذه الطريقة العذبة الرقيقة، كيف استطاع ان يلامس قلبي وروحي بكلماته؟ بسام شرح بشكل عاطفي ولطيف جدًا أهمية القُبل، والأحضان، واللمسات، والحديث والاسرار بين المحبين، وبأن الانسان لا يستطيع العيش من غير محبوبه.
بسام حجار من الكُتَّاب اللي يقدرون يخلونك تكتشف عظمة وروعة اللغة العربية.
فهوَ [أي بسّام] إذ يُحيل الظواهر الوجِدانيّة منعكِسة بشكلٍّ خاصٍّ في العشق وتسعراته إلى اِعتبارات تقع تحت مدار المُدارسة الفلسفيّة، وإذ يجعل من الغِواية كمظهر جماليّ تحمل مضآن التنوّع في مقابل سؤم التجانس [بلاغة الجناس المملّ]، وبإعتبارٍ أن الحضورَ والوقت هو اِنفتاح دون تعلّقٍ بماضٍ أو تؤمّلٍ: "أما الوقت ـ فعبارة عن حالِكَ في زمن الحال لا تعلّق له بالماضي والمستقبل"؛ وللغواية فنون والغاوي مكّار في الأصل؛ لأن النِتاج هو الهيام والتيه والضلال [سهوك يتركني هملاً]؛ أظلُّ غريب الدار في أرض عامَر *** ألا كّل مهجور هناك غريب .. وللغِواية فنون وأطناب لا يكون تمامُها دون الميل الظاهر بالإنصات الإصغاء، "فالصغو وهو الميلُ فحين يُسرُّ بما يكتمه يُفضي إليه لا بالمعنى الّذي يضمره السرُّ بل برغبته هو في أن يميل وينتسب" وفي الغياب يتولّد المطهر ففي الغياب وعلى أعتابه يتحوّل الخِطاب من لُغة المخاطبة إلى المغايبة؛ وفي هذا الحيّز تفقد اللغة المسمّى فيتولّد الدُّعاء لأن الغائب لا يُخاطب وفي مخاطبته إنما تقوم اللغة مقام الجنون؛ فالرجل على عُتبة الغياب إنما يقف مع اللغة موقف المجنون "تحت وطأة مخيّلة يستبد بها الحنين تُحيل الحاضر إلى مضارع منقوصٍ يحول دون تمامه حائل"؛ وحال المغايبة "أنتِ غائبة، إذًا في إنصرافي إلى تلمّس غيابك أنا غائب إيضًا .. يعجز العالمُ عن أن يكون في غيابك "؛ "فالعاشق متروك لمأساةِ ما يناله من الآخر"، " .. وليس في تفاسير العرب لصِفات الشغف والعشق إلا ما يجعلها مقررونةً بالألم والحِرمان والعذاب الشديد " وإجمال الكِلم :أن مدارَ الكِتاب بإجمالٍ كما أشار كاتبُه في عنوانه معجم الأشواق، يستهلله بعتابٍ عن ملالة التجانس، ثُم يستتبع ذلك بمدارسة لمظاهر العِشق بإعتبارِه حالة قصوة لمشاهد شقاق التشوّق حتّى يتناهى بقولِه أن الصّمتَ هو معجم الأشواق، الكِتاب لذيذ ومدهش بلغةٍ شيّقة فذّة وهو عندي في بابه ألذُّ من مكتوب ابن حزم في هذا الباب [أي طوق الحمامة]؛ كذلك طرح جرئ، ورصين في اللغة بل عجيبٌ فيها؛ الكِتاب عسير جدًا حقيقةً وبالكاد تتيقّن من فهمك لِما يورده الكاتب ولولا الوقوف عليه بتكرار لما أنتفعت منه عدا أنه ممتع ولذيذ؛ فإن لم يعجب بعض كِلمه - طبيعي أن لا يفعل - قفه عليه كما تقف مع كِتابٍ أدبيّ لا فلسفة تقبل وترفض.
من اللمس إلى الهمس إلى الغياب والوحشة، إلى السرّ واللثم، وإلى كل ماقد يتطرق له العاشق. كتاب يفيض الحب من كل سطر فيه. يقرأ أكثر من مرة، ويجدد في كل مرة باب من الأبواب التي يتحدث عنها. لغة رصينة ومفردات غنية، تنمّ عن مخزون ثقافي مرعب للأمانة. أقرأ معجم الأشواق بعد (مجرد تعب) الذي تلبسه الإرهاق، لكن هنا بوجه مشعّ، بوجه المحب المتلهف، وبمعجم كامل من الأشواق.
حقيقة لا أملك أمام كتابة بسّام حجّار سوى جملة غاليانو: «كم هي صعبة دون ريب، الكتابة بهذه السهولة»
يختلف تماماً عن بسّام الذي نعرفه " غيبةُ المُحبِّ عن ذاتهٍ إصغاءً لذاتِ المحبوبِ ، و غيبتَهُ عن جسدهِ سعياً لامتلاكِ جسد المحبوب ولو بالوهمِ و التمنّي : لو أكونُ جسدَ من أُحبّ .. فأجاورُ رغبتَهُ ، و يجاورُ رغبتي و أحملُ ذاتهُ في كنفي . "
الكلمة في قاموس بسّام شعر بذاتها، فماذا لو فصّل لغة المحبين بكلمته وفصّل كلمته حرفًا حرفًا ثم عاد وأشار لما يقال بالفعل/ بالنظرة/ بالإيماءة، ما كنت تتصور أنه لا يمكن وصفه على الورق. ساحر وبديع، يمكن أن أقتبسه كاملًا بلا تردد.
لا تصلح المحبه بين اثنين حتي يقول الواحد للأخر : يا أنا.
انتِ غائبه . أقيم اذاً مشهداً ليتمي . أصبح انا المراه التي تنتظر . الطفل الذي يخاف . الرجل الذي يقيم علي عتبه غيابين . انتِ غائبه ، انا غائب ، والأشياء غائبه أيضاً . اذ يعجز العالم ان يكون في غيابك .
فلسفة بسام حجار في عبارته "يراك المحبّ يجعلك موجودا" فسَّرها في: وجدتنّي هذا وجةٌ لأنَّها تراه، وهذا قلبٌ لأنَّهُ أحبَّها، وهذه روحٌ لأنَّها تقيم في ألم انتظارها، وهذا جسمٌ لأنَّه من أجلها ينهضٍ في الصباح . -كل الذين نحبهم يمنحون جزءًا من كينونتنا ووجودنا