What do you think?
Rate this book
223 pages, Hardcover
First published January 1, 1935
أحب أن أعلم الخطوات التي سارها الإنسان في طريقه من الهمجية إلى المدنية" –فولتي�"
معظم التاريخ ظنّ وبقيته من إملاء الهوى
خلق لنا البدائيون السابقون لعصر الحضارة صور الحضارة وأسسها، فإذا ما نظرنا الى الوراء نستعرض هذا الوصف الموجز للثقافة البدائية، وجدنا هناك كل عنصر من عناصر المدنية إلا عنصرين: هما الكتابة والدولة.
اول صورة تبدت فيها الثقافة هي الزراعة، إذ الإنسان لا يجد لتمدّنه فراغًا ومبررًا إلا اذا استقر في مكان يفلح تربته ويخزن فيه الزاد ليوم قد لا يجد فيه موردًا لطعامه.
المدنية ليست شيئًا مجبولًا في فطرة الإنسان، كلا ولا هي شيء يستعصي على الفنتء، إنما هي شيء لا بدّ ان يكتسبه كل جيل من الأجيال اكتسابًا جديدًا."
بدأت انسانية الإنسان حين تطورت خياته من مرحلة الصيد التي يسودها القلق، الى مرحلة اكثر اطمئنانا وأوثق اتصالا وإطرادًا، واعني بها حياة الرعي، التي اقتضت ميزات عظيمة الخطر، اذا اقتضت استئناس الحيوان وتربية الماشية واستعمال اللبن.
"لئن بدأت انسانية الإنسان بالكلام، وبدأت اامدنية بالزراعة، فقد بدأت الصناعة بالنار التي لم يخترعها الإنسان اختراعًا، بل الأرجح ان الطبيعة قد صنعت له هذه الأعجوبة."
تقدم الإنسان من حيث الأخلاق تقدمًا عظيمًا حين أقلع عن قتل زميله الإنسان او أكله، واكتفى من اعدائه بإسترقاقهم، وإنك لترى تطورًا كهذا يتم اليوم على نطاق واسع، إذ اقلعت الأمم الظافرة عن الفتك بالعدو المغلوب،وأكتفت بإسترقاقه عن طريق التعويض الذي تقتضيه إياه.
"القانون عادة مرسوم قضى به السلطان، اما التقاليد فهي الإنتهاب الطبيعي لألوان السلوك التي ثبتت صلاحيتها في خبرة المجتمع، والقانون يأخذ في حلوله محل التقاليد حين تحل الدولة محل الأسرة والقبيلة والعشيرة والمجتمع القروي."
المدنية بطبيعة الحال كانت تستحيل بغير أخلاق"
"جاء الزواج الفردي نتيجة لرغبة الرجل في ان يسترّق لنفسه رقيقًا بثمن رخيص، ونتيجة ايضًا لرغبته عن توريث ملكه لأبناء غيره من الرجال."
"اما العفّة فهي قد جاءت متأخرة في سير التقدم، فالذي كانت تخشاه العذراء البدائية لم يكن فقدانها بكارتها، بل ان يشيع عنها انها عقيم."
"الفردية كالحرية، ترف جاءت به المدنية إذ لم يحدث إلا في فجر التاريخ ان تحرر من ربقة الجوع والنسل والقتال عددً من الرجال والنساء يكفي لخلق القيم الروحية للفراغ والثقافة والفن."
"ويظهر ان الإنسان البدلئي قد كان يشعر نحو امرأته شعور الغيرة على ملكه لا شعور الغيرة الجنسية، فلا يسيء اليه ان تكون زوجته قد عرفت رجالا غيره قبل زواجها به، ولا يؤذيه انها الآن تضاجع ضيفه، لكنه يثور بالغضب -بإعتباره مالكًا لا بإعتباره عاشقًا- إذا ما رآها تضاجع رجلا بغير استئذانه، وبعض الأزواج في افريقيا يعيرون زوجاتهم الى الغرباء لتسهيل امور لهم عند هؤلاء."
"الخوف -كما قال لوكريشس- أول أمهات الآلهة"
"تعاونت عدة عوامل على خلق العقيدة الدينية، فمنها الخوف من الموت، ومنها كذلك الدهشة لما يسبب الحوادث التي تأتي مصادفة او الأحداث التي ليس بمقدور الإنسان فهمها، ومنها الأمل في معونة الآلهة والشكر على ما يصيب الإنسان من حظ سعيد"
"ان كل الجماعات البشرية تقريبا تكاد تتفق في عقيدة كل منها بأن سائر الجماعات أحطّ منها، فالهنود الأمريكيون يعدون انفسهم شعب الله المختار خلقه الروح الأعظم خاصة ليكون مثالا يرتفع إليه البشر، وقبيلة من القبائل الهندية تطلق على نفسها "الناس الذين لا ناس سواهم" واخرى "الناس بين الناس" وقال الكاربيون "نحن وحدنا الناس""
"الأدب في اول مراحله كلمات تقال اكثر منه حروفًا تكتب."
"التنجيم سبق علم الفلك، وربما دام وجوده على الرغم من ظهور علم الفلك؛ ذلك لأن النفوس الساذجة اكثر اهتمامًا بالكشف عما يخبئه لها الغيب منها بمعرفة الزمن."
"اول مصادر الفن قريب الشبه بزهو الحيوان الذكر بألوانه وريشه ايام التزاوج، والدافع اليها هو الرغبة في تجميل الجسم وتزيينه."
"تستطيع ان تقول ان التاريخ الإنساني كله -بمعنى من معانيه- يدور حول انقلابين: الانقلاب الذي حدث في العصر الحجري الحديث فنقل الإنسان من الصيد الى الزراعة، والانقلاب الذي حدث اخيرً فنقله من الزراعة الى الصناعة؛ ولت تجد فيما شهد الإنسان من ضروب الانقلاب ما هو حقيقي اساسي كهذين الانقلابين."
"مجاريف علماء الآثار بعد ان قضت قرنا كاملا في بحثها المظفر على ضفاف النيل انتقلت في سيرها عبر السويس الى جزيرة العرب والى فلسطين وبين النهرين وفارس؛ وهي كلما خطت في طريقها هذا، ازددنا ترجيحًا مع تزايد المعرفة التي تعود علينا من ابحاثنا، ان الدلتا الخصيبة للأنهار التي تجري ما بين النهرين هي التي شهدت اول مناظر المسرحية التاريخية للمدنية الإنسانية، فيما نعلم"
"أحب أن أعلم الخطوات التي سارها الإنسان في طريقه من الهمجية إلى المدنية"
ڤولتير
"فلما زادت الثروة بات أيسر على الخطيب أن يدفع لوالد العروس هدية ثمينة -أو مبلغ من المال- ثمناً لابنته، من أن يخدم عشيرةً غير أهله للحصول عليها، أو يخاطر بما عسى أن يترتب على اغتصابها من قتال وإراقة للدماء؛ ونتيجة ذلك أن أصبح الزواج بالشراء تحت أشراف الوالدين، هو القاعدة السائدة"
"ولا شك أن اختراع الكتابة قد صادف معارضة طويلة من قبل رجال الدين، على اعتبار أنها في الأرجح ستؤدي إلى هدم الأخلاق وتدهور الإنسان، فتروي أسطورة مصرية إنه لما كشف الإله تحوت للملك تحاموس عن فن الكتابة، أبى الملك الطيب أن يتلقى هذا الفن لأنه يهدم المدنية هدماً؛ وقال في ذلك: "إن الأطفال والشبان الذين كانوا حتى الآن يُرغَمون على بذل جهدهم كله في حفظ ما يتعلمونه ووعيه، لن يبذلوا مثل هذا الجهد إذا ما دخلت الكتابة ولن يروا أنفسهم في حاجة إلى تدريب ذاكراتهم"
"حتى لقد ذهب سكان " جبِسلندة " Gippsland إلى أن من يموت بغير قرط في أنفه سيلاقي في الآخرة عذاباً أليماً"
.معظم التاريخ ظن و بقيته من إملاء الهوى� ..
.قوة التقاليد تتناسب تناسباً عكسياً مع كثرة القوانين، كما أن قوة الغريزة تتناسب تناسباً عكسياً مع كثرة الأفكار..