في زمن الغربة يمضي الإنسان يبحث عن حبيب ، يبحث عن نصير ، يبحث عن معين ، وهو في الأصل يكتفي بالله عز وجل أنيسا ومعيناً ونصيراً ، ولكن مع كثرة الأعداء وكثرة الشبهات والشهوات وقلة الأتباع والأنصار يجد المرء نفسه يناجي ربه يشكو إليه ما صار إليه الحال. نريد أن تصفو قلوبنا بعد هذا الكدر الذي أفرزه واقعنا المرير ، فإنَّ أساس قضية * الأخوة * صفاء القلب لله ، هذا الصفاء الذي يثمر طمأنينة الفؤاد ، وراحة البال ، وهدوء الضمير ، فلا نرتقب خوف الغدر وحسد الأعين وأذى الأيدي وكيد القلوب وحقد النفوس .
هو الداعية أبو العلاء محمد بن حسين بن يعقوب ولد في عام 1956م بقرية المعتمدية مركز إمبابة التابعة لمحافظة الجيزة بمصر. كان والده من المؤسسين للجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية في المعتمدية، وكان من الدعاة إلى الله، الشيخ أكبر إخوته الذكور، وله أخت واحدة تكبره، وثلاثة إخوة ذكور أصغر منه. حصل على دبلوم المعلمين عام 1967م وعمل بالتدريس بمدرسة برك الخيام الأبتدائية بقرية برك الخيام وتزوج وهو دون العشرين من عمره، ثمَّ سافر إلى المملكة العربية السعودية في الفترة من 1401 - 1405 هـ وهذه الفترة كانت البداية الحقيقية في اتجاه الشيخ لطلب العلم الشرعي. ثم عاد إلى مصر، وتكرر سفره إلى المملكة السعودية على فترات، حيث كان يعمل ويطلب العلم، وكانت آخر رحلاته إلى المملكة (في الطلب) عام 1411 هـ لمدة سنة تنقل فيها ما بين الرياض والقصيم. وفي مصر حفظ القرآن منذ صغره في كتاتيب القرية وعمل بمركز معلومات السنة النبوية (وهو من أوائل المراكز التي عنيت بإدخال الأحاديث النبوية في الحاسوب) وهذه الفترة مكنت الشيخ من الإطلاع على دواوين السنة لاسيما الكتب الستة، مما أثرى محصوله العلمي، وقد شارك الشيخ في هذه الفترة في إدخال ستة وثلاثون كتابًا من كتب الحديث إلى الحاسوب شارك فيها بترقيم الأحاديث لصحيح مسلم ومسند أحمد وبمراجعة الأحاديث ضبطًا وتنسيقًا لجميع هذه الكتب. وكانت للشيخ عناية خاصة منذ البداية بكتب الأئمة كابن الجوزي وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والذهبي وغيرهم، ولذا تجد الشيخ يوصي بها لاسيما صيد الخاطر والتبصرة لابن الجوزي، ومدارج السالكين وطريق الهجرتين لابن القيم، وسير أعلام النبلاء للذهبي، ويرى أنَّ هذه الكتب ينبغي ألا يخلو منها بيت طالب علم.
كتاب جميل يتحدث عن الأخوَّة في الدين وأهمية التعاضد والتحابب في الله، ونبذ الخلاف بين المسلم وأخيه المسلم، ابتغاء وجه الله. ويذكر أيضاً قصص كثيرة للصحابة وغيرهم من السلف الصالح تُظهِر سمو أخلاقهم عند الخلاف وترفعهم وحلمهم مع المسيئيين معهم. الكتاب به الكثير من الدروس والعبر والمواعظ التي تشرح صدر المسلم. - نقاط إيجابية في الكتاب.. - فيه دروس وعبر وفوائد عديدة. - فيه قصص جميلة ومؤثرة. - فيه مواعظ جميلة تحث المسلم ليقتدي بالسلف الصالح. - "بعض الملاحظات" - فيه تكرار لكثير من الأحاديث. - بالإمكان اختصار محتوى الكتاب. - بشكل عام الكتاب جميل ومفيد ويحث المسلم للاجتهاد في تعميق أواصر أخوَّته بالمسلمين حبَّاً في الله، ويحث المسلم أيضاً على تهذيب سلوكه وتقويمها كما أمره الله ورسوله.
إخوتا آهٍ على زمن اتخذ الناس فيه أهواءهم آلهة من دون الله !! آهٍ على زمن عبد الناس فيه المادة وأقبلوا على المنافع والمصالح !! آهٍ على زمن الفرقة والشتات ، آه على زمن قانونه " خذ وهات " ، زمن الجلب دون العطاء ، زمن الأنانية وحب الذات بل قل : عبودية الذات ، زمن النفوس المدلهمات ، زمن القلوب المظلمات ، آهٍ على زمان الأفاعي والحيات
يا قوم إني أبحث عن حبيبي في الله
عن مؤنسي في وحشتي ، عن مشاركي في غربتي فهل بالله وجدتموه ؟ هل بالله رأيتموه ؟ عَجِبْتُ لإبعاد النوى من نُحِبُّهُ ، وتَدْنو بمن لا يُستلذُّ له قُرْب ، والبين مشجي قلبي ومسبل عبرتي ، فيا رب حبيبي فيك � أخي فيك � لا تحرمني أنسه ، يا رب اجمع بين قلوبنا � فإني لا أطيق بُعده .
مقدمة الكتاب وحدها رائعة فما بالك بما حوى الكتاب اللهم انفعنا