كتاب جامع في معنى العلم وفضل طلبه وحمد السعي فيه والعناية به، ويبين فساد القول في دين الله بغير علم، وتحريم الحكم بغير حجة أو دليل وكذلك فقد تكلم فيه المصنف أيضا عن آداب التعلم وما يلزم العالم والمتعلم التخلق به والمواظبة عليه، موردا الكثير من الأحاديث النبوية والآثار في هذا الموضوع
هو: الإمام شيخ الإسلام حافظ المغرب أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النَّمَري القرطبي، ولد سنة ثمان وستين وثلاث مائة في ربيع الآخر, وطلب الحديث قبل مولد الخطيب بأعوام.
وساد أهل الزمان في الحفظ والإتقان.
وكان مع تقدُّمه في علم الأثر وبصره بالفقه والمعاني, له بسطة كبيرة في علم النسب والأخبار. جلا عن وطنه فكان في الغرب مدة, ثم تحول إلى شرق الأندلس فسكن دانية وبلنسية وشاطبة وبها توفى، وذكر غير واحد أنّ أبا عمر وليَ قضاء أشبونة مدَّة.
شيوخ:
خلف بن القاسم, وعبد الوارث بن سفيان, وعبد الله بن محمد بن عبد المؤمن, ومحمد بن عبد الملك بن صيفون, وعبد الله بن محمد بن أسد الجهني, ويحيى بن وجه الجنة, وأحمد بن فتح الرسان, وسعيد بن نصر, والحسين ابن يعقوب البجاني, وأبي عمر أحمد بن الحسور, وعِدَّة.
وأجاز له من مصر المسند أبو الفتح بن سيبخت, والحافظ عبد الغني، ومن مكّة أبو القاسم عبيد الله ابن السقطي.
تلاميذ:
أبو العباس الدلائي, وأبو محمد بن أبي قحافة, وأبو الحسن ابن مفوز, وأبو عليّ الغسّاني, وأبو عبد الله الحميدي, وأبو بحر سفيان بن العاص, ومحمد بن فتوح الأنصاري, وأبو داود سليمان بن أبي القاسم المقرئ, وآخرون.
مناقب:
قال أبو الوليد الباجي: لم يكن بالأندلس مثل أبي عمر في الحديث.
قال ابن سكرة سمعت أبا الوليد الباجي يقول: أبو عمر أحفظ أهل المغرب.
وقال ابن حزم: التمهيد لصاحبنا أبي عمر لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله أصلاً, فكيف أحسن منه.
قال الذهبي: وكان ديِّناً صيِّناً ثقةً حجةً صاحب سنة واتِّباع, وكان أولاً ظاهريا أثرياً, ثم صار مالكياً, مع ميلٍ كثيرٍ إلى فقه الشافعي.
وقال الحميدي: أبو عمر فقيه حافظ مكثر عالم بالقراءات وبالخلاف وبعلوم الحديث والرجال. قديم السماع يميل في الفقه إلى أقوال الشافعي رحمة الله عليه.
مصنّفات:
قال الحافظ الذهبي: وله تواليف لا مِثل لها في جمع معانيها، منها:
"الكافي" على مذهب مالك خمسة عشر مجلداً.
ومنها كتاب "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" ليس لأحدٍ مثله.
ومنها كتاب "جامع بيان العلم وفضله".
وله كتاب "الاكتفاء" في قراءة نافع وأبي عمرو.
وكتاب "بهجة المجالس" نوادر وشعر.
وله كتاب "التقصّي" لحديث الموطأ.
وكتاب "الإنباه عن قبائل الرواة".
وكتاب "الانتقاء لمذاهب الثلاثة العلماء" مالك وأبي حنيفة والشافعي.
و"البيان في تلاوة القرآن".
و"الأجوبة المستوعبة".
وكتاب "الكنى".
وكتاب "المغازي".
وكتاب "القصد والأمم في أنساب العرب والعجم".
وكتاب "الشواهد في إثبات خبر الواحد".
وكتاب "الإنصاف في أسماء الله تعالى".
وكتاب "الفرائض"، وغير ذلك.
وفات:
قال أبو داود المقرئ: مات أبو عمر ليلة الجمعة سلخ ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وأربع مائة, واستكمل خمساً وتسعين سنة وخمسة أعوام. رحمه الله تعالى.
الكتاب: جامع بيان العلم وفضله المؤلف: الإمام الفقيه الأندلسي أبو عمر يوسف بن عبد الله النمري المعروف بابن عبد البر رحمه الله.
يقع في مُجلدين
موضوع الكتاب يُستدل عليهِ من العنوان، تضمن بحوثاُ عن العِلم وفضله مُقسمة إلى فصول وأبواب، شملت المُتعلِم والمستمع والعالِم والأُستاذ، وبينت فضل الحثّ على طلب العِلم والاستزادة منهُ وصرف الوقت إليه والانشغال بهِ عن غيره وما يجب على طالب العلم أن يتعلم ويفقه والكثير من أبواب الخير والفضل.
قد يكونُ الكِتاب مُمِلاً {كما حدث معي }بعض الشي لمن لم يقرأ مِن قبل كِتاباً أو مُصنفاً يذكر الأسانيد كاملةً للحديث الواحد ، ألا إنك بإمكانك اجتياز قراءة أصحابِ السند ألا أن في قراءتها زيادة في العلم والمعرفة.
الكتاب مُسند بالكثير من الآثار عن أهل السلف والتابعين والأشعار وأقوال الحُكماء ولا يخلو من قصص وشواهد ألا إنهُ في المقام الأول يأخذ بالشاهد من الآيات والحديث الشريف والسنة النبوية .
كِتابٌ قويُ المادة، رفيعُ التصنيف جمع بين الآدبِ والفقه والعلم.
مِما جاء فيه :
ويحكم اطلبوا العلم، فإني أخاف أن يخرج العلم من عندكم فيصير إلى غيركم فتذلون، اطلبوا العلم فإنه شرف في الدنيا وشرف في الآخرة
موضوع هذا الكتاب يدل عليه عنوانه، فقد ضمنه الحافظ ابن عبد البر بحوث عن العلم وفضله، وآداب العالم والمتعلم، وما يلزم الناظر في اختلاف العلماء من الإحاطة بمذاهب علماء الأمصار، ويبين فيه كذلك المراحل التي يمر بها طالب العلم، والعلوم الأساسية التي يجب أن يلم بها من فهم لكتاب الله ومعرفة بالسنة النبوية، واللغة، وحث الطالب على الاطلاع على العلوم المكملة لثقافته مثل الجغرافية، والطب، وعلم الحساب والترجمة و غير ذلك. ثم رسم منهجا تعليمياً لمن أراد أن يكون مجتهدة، فأرشده إلى التوسع في الحفظ للسنن، والإحاطة بأصول المذاهب الإسلامية المختلفة، والأدلة التي قامت عليها ليتسنى له النظر فيها والترجيح بينها . ولم يفته أن يرسم في سلك طريق العلم والعلماء أدب المناظرة، والزاوية التي ينظر منها إلى الخلاف بين العلماء والتأدب في نقدهم، وتوجيه كلام بعضهم في بعض . وهو بذلك يعد منهج تربوية متكاملا لتكوين الطالب والعالم. وقد حشد الحافظ ابن عبد البر في كتابه هذا «الجامع» مادة أصيلة منوعة يغلب عليه فيها النقل في كثير من أبواب الكتاب، ملتزمة في نقله للأخبار والأشعار بالرواية على طريقة المحدثين، ولكنه مع هذا كان يقف في بعض المواضع ناقداً ومحللاً وموضحاً ومستخلصا للقواعد العامة من النصوص، ويحيل فيه إلى كتبه الأخرى. فالكتاب في الآداب الشرعية والتاريخ فهو يشتمل في تضاعيفه على ما يناهز ۳۰۰ ترجمة لبعض الشعراء والأدباء والفقهاؤ. وابن عبد البر محدث فقيه، لذلك ظهرت اهتماماته التربوية في الغالب على شكل حقائق وأحكام فقهية مدعومة بالأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وهذا ما يلزم كل باحث مخلص في هذا العصر للتربية الإسلامية، ليجعل منه أساسا متينا، ومادة صحيحة لحقائق هذه التربية، والكشف عن منهج تربوي إسلامي متكامل بأسسه وأهدافه وأساليبه ومبادئه مشتق من القرآن والسنة. ولقد حاول الحافظ ابن عبد البر في هذا الكتاب «الجامع» إثبات نظريته التربوية من خلال عدة مبادئ : أولا : بعض مبادئ التربية عند الحافظ ابن عبد البر . ثانيا : الآداب والأخلاق التي يجب أن يتحلى بها العالم والمتعلم . ثالثا : أصول العلم، وحقيقته، وتقسيم العلوم .
وفي الختام هذا الكتاب لا يسع طالب العلم ألا ان يطلع عليه ويدمن النظر فيه = فوائده كثيرة ومادته غزيرة ومؤلفه جليل القدر رحمه الله رحمة واسعة.
عنوان الكتاب: جامع بيان العلم وفضله المؤلف: ابن عبد البر القرطبي الاندلسي المحقق: أبو الأشبال الزهيري الناشر: دار ابن الجوزي / الطبعة الاولى / 1414 - 1994 عدد المجلدات: 2 عدد الصفحات: 1496
◀️موضو� هذا الكتاب يدل عليه عنوانه ، فهو عبارة عن بحوث عن العلم وفضله ، وآداب العالم والمتعلم ، وما يلزم النظر في اختلاف العلماء ، ويبين فيه كذلك المراحل التي يمر بها طالب العلم ، والعلوم الأساسية التي يجب أن يلم بها من فهم الكتاب الله ، ومعرفة بالسنة النبوية ، واللغة ، وغير ذلك من العلوم الدنيوية المهمة . ثم رسم منهج تعليمي لمن أراد أن يكون مجتهدا ، فأرشده إلى التوسع في حفظ السنن ، والإحاطة بأصول المذاهب الإسلامية المختلفة ، والأدلة التي قامت عليها ليتسنى له النظر فيها والترجيح بينها .
◀️وق� قسم ابن عبد البر الكتاب إلى أبواب كثيرة، وجعل لكل باب عنوان يحمل إشارة مختصرة لمضمون أحاديث الباب، ولم يقتصر الكتاب على ذكر المرفوعات من الاحاديث النبوية فحسب بل ذكر كذلك الموقوف والمقطوع والضعيف منها ، فضلا عن جملة كبيرة من الآثار و الأشعار المتعلقة بموضوع الكتاب، وهو في كل هذا يسوق النصوص بأسانيده، ولكنه يقف في بعض المواضع ناقدا ومحللا ومستخلصا للقواعد العامة من النصوص.
ومن اهم المباديء التي قام عليها الكتاب......
1- مبدأ وجوب التعليم وتحريم كتمان العلم .
🔹️كم� جاء في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام : « من سئل علما علمه ، فكتمه ، جاء يوم القيامة ملجماً بلجام من نار ». حديث صحيح . 2- مبدأ وجوب طلب العلم ( وجوب العلم ) .
🔹️با� قوله عليه الصلاة والسلام : " طلب العلم فريضة على كل مسلم "
3- مبدأ العمل بالعلم .
🔹️وق� عقد الإمام ابن عبد البر أكثر من باب لهذا المبدأ وأورد تحت كل باب الأحاديث والآثار التي تحث على العمل بالعلم أو تحذر وتتوعد من فرق بين العلم والعمل به منها : « باب ماجاء في مساءلة الله عز وجل العلماء يوم القيامة عما عملوا فيما علموا . « باب جامع القول في العمل بالعلم ». « باب ذم العالم على مداخلة السلطان الظالم ».
4- مبدأ الإخلاص لله في طلب العلم ، وإرادة الخير به
🔹️وق� بوب ابن عبد البر له بباب سماه: ( باب ذم الفاجر من العلماء ، وذم طلب العلم للمباهاة والدنيا ). وقد أورد تحته عدة أحاديث وآثار منها : ولا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء ، ولا تماروا به السفهاء ، ولا لتحتازوا به المجالس ، فمن فعل ذلك فالنار النار . قال ابن عبد البر : وهذا الوعيد لمن لم يرد بعلمه شيئا من الخير ، ولا يقصد به إلا الدنيا . . وقال سفيان الثوري : ( إنما يطلب الحديث ليتقى به الله عز وجل ، فذلك فضله على غيره من العلوم ) .
ه - مبدأ مجانية التعليم .
🔹️رو� ابن عبد البر بسنده إلى أبي العالية قال :« مكتوب عندهم في الكتاب الأول : ابن آدم علم مجانا كما علمت مجانا . قال أبو عمر : معناه عندهم : كما لم تغرم ثمنا ، فلا تأخذ ثمنة والمجان عندهم الذي لا يأخذ ثمنا .
6- مبدأ نشر العلم وتبليغه .
🔹️بو� الحافظ ابن عبد البر لهذا المبدأ بابا سماه: ( باب دعاء رسول الله عليه الصلاة والسلام لمستمع العلم وحافظه و مبلغه ، وذكر فيه الحديث : ( نصر الله امرءة سمع منا حديثا ، فحفظه حتي يبلغه غيره ، فرب حامل فقه ليس بفقيه ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ). وحديث : " تسمعون ويسمع منكم ، ويسمع ممن يسمع منكم ".
7- مبدأ الأمانة العلمية والصدق في نقل العلم .
🔹️ضم� هذا المبدأ في "باب آفة العلم وغائلته وإضاعته " حيث ذكر فيه عددا من الاثار عن التابعين كالزهري الذي قال : (... ومن غوائله الكذب فيه ، وهو شر غوائله ). وقول علي بن ثابت : العلم آفته الإعجاب والغضب والمال آفته التبذير والنهب
8 - مبدأ إصلاح اللحن والخطأ .
🔹️� بوب لذلك بعنوان : " باب الأمر بإصلاح اللحن والخطأ في الحديث ، وتتبع ألفاظه ومعانيه " ثم ساق بسنده إلى محمد بن سيرين : ( كان أنس بن مالك إذا حدث عن رسول الله حديثا ففرغ منه قال : أو كما قال رسول الله عليه الصلاةة والسلام . وقال الأوزاعي : " وأعربوا الحديث ، فإن القوم لم يكونوا عربا "
◀� ومن آداب طلب العلم التي ذكرها ابن عبد البر ....
1- التواضع وترك الدعوى والفخر . 2- الترحيب بالأحداث وتعليمهم والصبر عليهم . 3- احترام العالم والتأدب بحضرته.
◀� ومن آداب العالم والمعلم التي ذكرها الكاتب ...
(١) أن يكون مهيبا وقورا بطيء الالتفات قليل الإشارة ، لا يصخب . ولا يلعب ولا يجفو ولا يلغو . ( ٢ ) أن يتأدب بأدب الإسلام ثم يفعل (٣) ألا يناظر جاهلا ولا لجوجا ، فإنه يجعل المناظرة ذريعة إلى التعلم بغير شكر. ( ٤ ) ومن آداب العالم حسن السمت وقلة الكلام .
(٥) والسكوت عما لا يعلم وعدم الاستعجال بالإجابة . (٦) الاعتراف بجهل مسألة اذا سئل عنها وكان لا يعرفها .
◀� كما وتطرق ابن عبد البر للعلوم وحقيقتها واصولها وانواعها والفرق بينها وبين الرأي والكثير الكثير من الامور النافعة .
الكتاب قيم جدا وفريد في نوعه انصح بقراءته فهو ماتع سلس وفيه الكثير الكثير من الدرر والآثار الهادفة
جمع به المؤلف ما صح من الأحاديث والأخبار وآثار العلماء والسلف، فيما ورد عن العلم وفضله وأهله. وفق تبويب منهجي وتقسيم موضوعي، لتنظيم المعلومة ورجوع الذاكرة إليها، وهذا من الفوائد المنهجية [العناية بشكل العلم وتنظيم الأخبار والآثار.]
لغة الكتاب مع رصانتها وبلاغتها إلا انها قريبة من أغلب طبقات القراء بما فيهم البعيد عن مس��وى اللغة العالية.. كما أن أسلوب الكتاب تنساب أدبياته لملكاتنا اللغوية دون تكلف القارئ، وهذا مكسب إضافي من قراءة الكتاب من الناحية اللغوية، وما أحوجنا لذلك!
محتوى الكتاب: يمكن وصف المحتوى بالمرجعية، فالكتاب بمحتواه صالح ليجعله القارئ مرجعاً له في مسيرته العلمية وقبساً له بين فترة وأخرى ومحطة علمية وأخرى.. قراءة واحدة للكتاب لا تكفي، ومما يساعد على ذلك الفرز الموضوعية للكتاب الذي يجعله مرجعاً لأكثر من غاية وهدف. هذا من جهة، ومن جهة أخرى يحتل الكتاب بمحتواه أهمية خاصة لدى طلاب العلم في بداية طريقهم، من جانب إعلاء الهمم وإصلاح العقائد ورسم طريق العلم والإرشاد إليه، وهذا ليس بالأمر الهين بل أنه يفتدى بأغلى الأثمان، فهي جوامع سلف الأمة، فإذا كان وجودها بهذه القيمة العظيمة فلا شك أن انعدامها سيكون خسارة كبيرة، ولذلك فمن غابت عنه فاته مكسب عظيم، ومن وفقه الله إليه نطلب له الاهتداء لما جاء به.
من أعظم ما يلتمسه القارئ أهمية من موضوع الكتاب، مسألة ارتباط العلم بالنية، ومداره عليها يبدأ معها ويستقيم بها، وما خلا علم من نية صالحة إلا كان ناقصاً قاصراً من خير وبركة ونفع وانتفاع وأجر.
ولا أكبر فائدة من قراءة الكتاب، كما تعظيمه للعلم في نفس القارئ وإيجاد همته واستحضار فضله وفضل أهله وخاصته.
ويكفي المشتغل بالعلم او القائم عليه او طالبه شرفاً فضائله التالية:
- تحفه الملائكة ويستغفر له من في السماوات والأرض حتى الحيتان في بطون البحار.
- تضع لهم الملائكة أجنحتها.
- العلماء ورثة الأنبياء.
- امتياز الخيرية "خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا" و "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
- طريق يسلك به إلى الجنة.
- فضل العلم على العبادة: يشبه فضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب .
- مجلس العلم: تحفه الملائكة وتغشاه الرحمة وتنزل عليه السكينة.
فوائد الكتاب، عديدة جملة وتفصيلاً، ولا يكاد باب من ابوابه يخلو من فائدة وأثر، ومن هنا يحضر القارئ تساؤلات حول توظيف المعرفة المتحصلة من الكتاب .. فقد مرت بنا في جنبات الكتاب خواطر هامشية حول كيف يمكن نضيف هذه القيم التربوية والإيمانية في منهجنا العلمي (سواء ذاتي او مؤسسي)؟ وبعض الخيالات التي تنطلق من سؤال لو كنت أستاذ أو معلم كيف نغرسها؟ ونحو ذلك .. بما يدور حول الصورة التطبيقية للكتاب.
ختاماً .. الكتاب أكبر من وصفه بصفحة واحدة، وأعمق من قراءته قراءة واحدة ، وفرصة القراءة في جزء منه أفضل من فرصة الاشتغال بقراءة غيره، فالحمدلله على توفيقه.
سِفر نفيس من تراثنا العظيم! رحم الله الإمام ابنَ عبد البر رحمة واسعة، وجزاه عن الأمة كل خير..
(إشارة قد لا تهم أحدا: ما ألذ سرد الأسانيد قبل المتون! أستشعر منها عظمةَ هذا الدين، وعظمةَ هؤلاء العلماء الأماجد الذين تحمّلوه كابرا عن كابر حتى يصل إلى ما شاء الله من أجيال هذه الأمة.. فاللهم لك الحمد على نعمك وآلائك)