في هذا الكتاب محاولةٌ جادّة لتحليل محمّد حسنين هيكل كشخصيّة "إشكاليّة"، وصحفيّ غير نمطيّ يرمز إلى مرحلة كاملة متكاملة، إذ عاش على التّّوالي سياسة القومية العربيّة مع الرئيس جمال عبد الناصر، وسياسة “الانفتاح� والتوجُّه إلى السلام مع الرئيس محمّد أنور السّادات. وهكذا، تتبدّى أهمية هيكل في أنّه شكّل "مرآة" حقيقيّة لتاريخ مصر والعرب من ناحية، و"ذاكرتهم" السياسيّة المعاصرة من ناحية ثانية. وعلى الرغم من ابتعاد هيكل عن لعب أيّ دور سياسيّ رسميّ بعد فترة السّادات، إلّا أنّ الرئيس محمّد حسني مبارك حاول التقرُّب منه والاستفادة من خبرته الدّوليّة، غير أنّ ستّ ساعات بين الرجلَين لم تفلح في تقريب وجهتي نظرهما كما أكد هيكل في كتابه " مبارك وزمانه: من المنصة إلى الميدان".