عبد المجيد النجار: من مواليد تونس 1945م، إجازة في أصول الدين من جامعة الزيتونة، ماجستير في ا لعقيدة والفلسفة من كلية أصول الدين في الأزهر، ودكتوراة في أصول الدين من نفس الجامعة، رئيس قسم أصول الدين بالكلية الزيتونية ومدرس في نفس الكلية وعدد من الجامعات، له عدة مصنفات، وأبحاث .
الجزء الثالث والأخير من سلسلة الشهود الحضاري للأمة الإسلامية للدكتور عبد المجيد النجار. وفيه يتكلم عن التطبيق,عن التجارب الإسلامية التي قامت بين المسلمين لتؤسس لتحضر إسلامي. والحضارة الإسلامية كما بين في الجزء الأول يجب أن تقوم على ثلاثة أسس: الخلافية لله, الشهادة على الناس والارتفاق الكوني أي استثمار ما في الكون لنفع الإنسان. يقسم المشاريع إلى ثلاثة طبقا للطابع الأوضح فيها: 1- المشروع السلفي: يهدف إلى العودة إلى الكتاب والسنة والبعد عن الانحرافات العقدية التي استشرت في ذلك الزمان. وأشهر حركات المشروع السلفي: الحركة الوهابية, الحركة السنوسية والحركة المهدية في السودان. 2- المشروع التحرري: سمته الغالب كان الدعوة إلى تحرير الأمة من الاستبداد الداخلي والخارجي الواقعان عليها. ومن أعلامه –برأ� الدكتور- الطهطاوي وأحمد خان والكواكبي والأفغاني وعبده وابن باديس. 3- مشروع الإحياء الإيماني الشامل: وقد كان واضحا إعجابه بهذا المشروع تحديدا, متمثلا في حركة الإخوان المسلمين بمصر والجماعية الإسلامية بالهند. وفي كل من المشاريع الثلاثة يبين المضمون والمنهج الذي تم به التطبيق مع تعقيب على الإيجابيات والسلبيات برأيه. فكرة الكتاب مشوقة, لكن يعيبه التطويل في الشرح والتكرار.
ثورة فكرية قام بها عبد المجيد النجار في كتابته كتاب الشهود الحضاري بعد مؤلفه السابق عن الخلافة الانسانية بين العقل والوحي استطاع فيها معالجة الواقع وقرائته قراءة فكرية فلسفية واقعيه �
أونلاين
الصحيفة الورقية
إسلاميات
قراءة في كتاب «الشهود الحضاري للأمة الإسلامية»
لندن - رفيق عبدالسلام
09 أكتوبر 2003
تكبير الخطتصغير الخط
استمع
صدر عن دار الغرب الإسلامي ببيروت كتاب للباحث التونسي المتخصص في الدراسات الإسلامية عبدالمجيد النجار بعنوان «الشهود الحضاري للأمة الإسلامية». ويشمل الكتاب ثلاثة،مجلدات الأول بعنوان «فقه التحضر الإسلامي» والثاني بعنوان «عوامل الشهود الحضاري» والثالث بعنوان «مشاريع الإشهاد الحضاري». ناقشت الأجزاء الثلاثة اشكالية النهوض الحضاري الإسلامي وواقع حال الامة في ظل الأوضاع التاريخية الراهنة للمسلمين. وقد تضمنت خاتمة المشروع عرضا نقديا لأهم تجارب النهوض الإسلامي خلال القرون الثلاثة الأخيرة.
يتناول الجزء الأول من البحث الأسس الفلسفية والأخلاقية الكبرى التي يتأسس عليها ما أسماه النجار بمشروع «التحضر الإسلامي»، فالحضارة لكي تكون موصوفة بمعاني الإسلامية - على ما يقول المؤلف - يجب أن تتأسس على ثلاثة شروط رئيسية كبرى:
أولا: أن تقوم على مبدأ الاستخلاف الشامل في بعديه العقائدي والشرعي.
ثانيا: أن تلتزم مبدأ الشهادة على الناس لأن الحضارة الإسلامية - على نحو ما يذكر النجار - هي حضارة إنسانية في أساسها التكويني والمقصدي، حضارة تنشد خدمة الإنسان، وتتجه إليه بالترقي الأخلاقي والعمراني سواء في ذاته الفردية أو الاجتماعية.
ثالثا: مبدأ التسخير أو ما اسماه الكاتب بالارتفاق الكوني والذي يعني في دلالته العامة أن التحضر الإسلامي يقوم على تعامل استثماري نفعي لمقدرات الكون ولكن وفق تسديد خلقي قوامه علاقة رفق ولطف بالكون لا علاقة إتلاف أو تدمير أو تلويث.
أما الجزء الثاني من البحث فيتناول عوامل الشهود الحضاري التي يعتبرها الكاتب شرطا موصلة لسبل التجدد والنهوض الإسلاميين والتي يختصرها في خمسة عوامل رئيسية:
اولا: الإحاطة الدقيقة بمعطيات الواقع الإسلامي بغية الوقوف عند عوامل النهوض الإسلامي وشد المسلمين من حال الخمول والتثاقل الحضاري.
ثانيا: ترشيد الأساس التصوري العقدي حتى يكون أصلا مسددا في مجال النظر، ودافعا للعمل سواء للفرد أو للمجتمع عامة.
ثالثا: إصلاح الفكر من خلال إصلاح مناهج العقل الإسلامي حتى تكون قائمة على جملة من الخصال الدافعة للفاعلية الحضارية، ومن ذلك الشمولية والواقعية والتوحيد والروح النقدية.
رابعا: توافر شرط ما أسماه النجار بالنفير الحضاري، قاصدا بذلك العمل التأطيري الباعث للنشاط والمجدد للحركة. خامسا سلطان العمل والإنجاز والمقصود بذلك بعث السلطان الاجتماعي ممثلا في المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ومجالات المجتمعية المستقلة إلى جانب المؤسسات السياسية من أحزاب وهيئات رسمية وحكومية القائمة على الشأن الإسلامي العام.
أما الجزء الثالث من البحث فكان تحت عنوان: مشاريع الشهود الحضاري، وقد تناول فيه بالدرس والتحليل مختلف التجارب الإصلاحية التي قامت بين المسلمين، الهادفة إلى اكتساب التحضر الإسلامي، وقد قسمها الباحث إلى ثلاثة روافد أساسية.
أولا: المشروع السلفي الذي يقوم على مطلب العودة إلى منابع الوحي مباشرة ومدافعة ما طرأ في حياة المسلمين من البدع والحوادث والانحرافات، مع الحث المستمر على الاجتهاد وتجديد النظر ومسالك العمل، وقد أدرج ضمن هذا المبحث كلا من الحركة الوهابية والسنوسية والمهدية.
ثانيا: المشروع الإصلاحي التحرري الذي يبتغي تحرير الأمة من عوامل الوهن والخمول الحضاري تحريرا ينحو منحى الشمولية الجامعة فكرا وسياسة واجتماعا وإرادة، وذلك بإعادة صلتها بمنبع الوحي ليكون موردها في الاعتقاد والتشريع ودفع صائلة الاستبداد الداخلي والهيمنة الخارجية المسلطة عليها، مع محاولات دؤوبة في الاستفادة من الفكر وأدوات التمدن الغربي، وقد تراوح ذلك عند أعلام هذا التيار بين الاكتفاء بالأخذ بالعلوم والصناعات الغربية وبين ضروب من الاستنساخ الذي طال مجالات الفكر والمنظور الفلسفي. ركز رموز هذا التيار - كما يقول النجار - على عوامل التربية والتأهيل الفردي مع استعمال وسائل النشر والكتابة ولكن مع ما يشبه الإهمال التام لأدوات العمل الجماعي المنظم، ويدرج النجار ضمن هذا التيار كلا من الطهطاوي وأحمد خان وخير الدين التونسي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وعبدالرحمن الكواكبي وعبدالحميد ابن بديس.
ثالثا: تيار الإحياء الشامل ويقوم هذا التيار - كما يقول الكاتب أونلاين
الصحيفة الورقية
إسلاميات
قراءة في كتاب «الشهود الحضاري للأمة الإسلامية»
لندن - رفيق عبدالسلام
09 أكتوبر 2003
تكبير الخطتصغير الخط
استمع
صدر عن دار الغرب الإسلامي ببيروت كتاب للباحث التونسي المتخصص في الدراسات الإسلامية عبدالمجيد النجار بعنوان «الشهود الحضاري للأمة الإسلامية». ويشمل الكتاب ثلاثة أسفار كبرى، الأول بعنوان «فقه التحضر الإسلامي» والثاني بعنوان «عوامل الشهود الحضاري» والثالث بعنوان «مشاريع الإشهاد الحضاري». وتتأطر الأجزاء الثلاثة ضمن اشكالية النهوض الحضاري الإسلامي والآليات الموصلة لذلك في ظل الأوضاع التاريخية الراهنة للمسلمين. وقد تضمنت خاتمة المشروع عرضا نقديا لأهم تجارب النهوض الإسلامي خلال القرون الثلاثة الأخيرة.
يتناول الجزء الأول من البحث الأسس الفلسفية والأخلاقية الكبرى التي يتأسس عليها ما أسماه النجار بمشروع «التحضر الإسلامي»، فالحضارة لكي تكون موصوفة بمعاني الإسلامية - على ما يقول المؤلف - يجب أن تتأسس على ثلاثة شروط رئيسية كبرى:
أولا: أن تقوم على مبدأ الاستخلاف الشامل في بعديه العقائدي والشرعي.
ثانيا: أن تلتزم مبدأ الشهادة على الناس لأن الحضارة الإسلامية - على نحو ما يذكر النجار - هي حضارة إنسانية في أساسها التكويني والمقصدي، حضارة تنشد خدمة الإنسان، وتتجه إليه بالترقي الأخلاقي والعمراني سواء في ذاته الفردية أو الاجتماعية.
ثالثا: مبدأ التسخير أو ما اسماه الكاتب بالارتفاق الكوني والذي يعني في دلالته العامة أن التحضر الإسلامي يقوم على تعامل استثماري نفعي لمخزونات الكون ولكن وفق تسديد خلقي قوامه علاقة رفق ولطف بالكون لا علاقة إتلاف أو تدمير أو تلويث.
أما الجزء الثاني من البحث فيتناول عوامل الشهود الحضاري التي يعتبرها الكاتب شروطا موصلة لسبل التجدد والنهوض الإسلاميين والتي يختصرها في خمسة عوامل رئيسية:
اولا: الإحاطة الدقيقة بمعطيات الواقع الإسلامي بغية الوقوف عند العوامل الكابحة لطاقة النهوض الإسلامي وشد المسلمين إلى حال الخمول والتثاقل الحضاري.
ثانيا: ترشيد الأساس التصوري العقدي حتى يكون أصلا مسددا في مجال النظر، ودافعا للعمل سواء للفرد أو للمجتمع عامة.
ثالثا: إصلاح الفكر من خلال إصلاح مناهج العقل الإسلامي حتى تكون قائمة على جملة من الخصال الدافعة للفاعلية الحضارية، ومن ذلك الشمولية والواقعية والتوحيد والروح النقدية.
رابعا: توافر شرط ما أسماه النجار بالنفير الحضاري، قاصدا بذلك العمل التأطيري الباعث للنشاط والمجدد للحركة. خامسا سلطان العمل والإنجاز والمقصود بذلك بعث السلطان الاجتماعي ممثلا في المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ومجالات الانتظام الأهلي المستقل إلى جانب المؤسسات السياسية من أحزاب وهيئات رسمية وحكومية القائمة على الشأن الإسلامي العام.
أما الجزء الثالث من البحث فكان تحت عنوان: مشاريع الشهود الحضاري، وقد تناول فيه بالدرس والتحليل مختلف التجارب الإصلاحية التي قامت بين المسلمين، الهادفة إلى اكتساب التحضر الإسلامي، وقد قسمها الباحث إلى ثلاثة روافد أساسية.
أولا: المشروع السلفي الذي يقوم على مطلب العودة إلى منابع الوحي مباشرة ومدافعة ما طرأ في حياة المسلمين من البدع والحوادث والانحرافات، مع الحث المستمر على الاجتهاد وتجديد النظر ومسالك العمل، وقد أدرج ضمن هذا المبحث كلا من الحركة الوهابية والسنوسية والمهدية.
ثانيا: المشروع الإصلاحي التحرري الذي يبتغي تحرير الأمة من عوامل الوهن والخمول الحضاري تحريرا ينحو منحى الشمولية الجامعة فكرا وسياسة واجتماعا وإرادة، وذلك بإعادة صلتها بمنبع الوحي ليكون موردها في الاعتقاد والتشريع ودفع صائلة الاستبداد الداخلي والهيمنة الخارجية المسلطة عليها، مع محاولات دؤوبة في الاستفادة من الفكر وأدوات التمدن الغربي، وقد تراوح ذلك عند أعلام هذا التيار بين الاكتفاء بالأخذ بالعلوم والصنائع الغربية وبين ضروب من الاستنساخ الذي طال مجالات الفكر والمنظور الفلسفي. ركز رموز هذا التيار - كما يقول النجار - على عوامل التربية والتأهيل الفردي مع استعمال وسائل النشر والكتابة ولكن مع ما يشبه الإهمال التام لأدوات العمل الجماعي الم��ظم، ويدرج النجار ضمن هذا التيار كلا من الطهطاوي وأحمد خان وخير الدين التونسي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وعبدالرحمن الكواكبي وعبدالحميد ابن بديس.
ثالثا: تيار الإحياء الشامل ويقوم هذا التيار - كما يقول الكاتب - على إحياء إيماني شمولي لنفوس المسلمين بما يعيد صوغ شخصية الفرد والجماعة صوغا يجدد الفكر ويحرر بواعث العزم والإرادة وتخلص المسلمين من دواعي التراخي والانهزام النفسي في إطار موقف متوازن من الغرب، موقف يدعو إلى الانتفاع من علومه وصناعاته وأدواته التنظيمية مع توخي موقف نقدي من أبعاده الثقافية وأصول نظمه الاجتماعية. أما من حيث المنهج فقد قام هذا التيار - كما يقول النجار - على الاستنفار الشامل لقوى الفرد والمجتمع. وقد عرض المؤلف في هذا المشروع حركتين من حركات النهضة الإسلامية، الحديثة هما: حركة الإخوان المسلمين وحركة الجماعة الإسلامية، مشخصا تجربة كل من الحركتين الفكرية والتنظيمية في النهوض الحضاري الإسلامي، ثم وقع التعقيب عليهما فيما حققا من مكاسب وأهداف تتعلق بالنهضة الحضارية الإسلامية.
وقد ختم النجار هذا الجزء بخلاصة تعقيبية تناول فيها بالتقويم والنقد مجمل مشروعات النهوض الإسلامي وذلك بمقايستها من حيث مناهجها وأساليبها بالمبادئ الإسلامية الكبرى الموجهة للحضارة الإسلامية على النحو الذي عرضت فيه