عن العلمانية التي تقول: لادين في السياسية ولا سياسة في الدين، عن العلمانية التي تقول: الدين دي حاجة جميلة ومكانها القلب فقط، عن العلمانية التي تقول: الدين لله والوطن للجميع، عن العلمانية التي تقول: ألا له الخلق فقط، عن العلمانية التي تقول: ايه دخل الله بالسياسة، عن العلمانية التي تقول: ما لقيصر لقيصر وما لله لله ......
كتاب رائع ومختصر ومفيد في مسألة موقف الإسلام من رد تحكيم الشريعة ورفض هيمنتها على المجتمع والحقيقة التي يرسخها هذا الكتاب القيم يظهر في عبارة بين الصفحات تلخص هدف الكاتب الذي نجح فيه إلى حد كبير وهو توضيح هذه الحقيقة حيث يقول : “تسبب� جرثومة العلمنة التي تسللت إلى الفكر الإسلامي في إفراغ التوحيد من حقيقته الأساسية حتى انتهى الأمر بأكثر المسلمين إلى أن تصبح قضية الشريعة التي يتحاكمون إليها قضية منفصلة عن عقيدة التوحيد ولا يعدون المروق منها مروقا من الدين�
كتاب أصفه بالبدائي ..آراء بدائية الطبعة التي معي سنة 1991 والطبعة المنشورة في الانترنت لعام 2011 لا اعلم إن كان هناك إختلاف وتجديد في بعض الصفحات
على أيّة حال نظرته لموضوع العلمانية بعدائية كفيل بمعرفة مدى حجرية عقول بعض الدعاة ممن فتحوا أفواههم وشنوا حروباً علنية على العلمانية وتكفيرهم لها كأسلوب حياة
هكذا استهل الكاتب كتابه هذا ، فالعلمانية عنده حكم الجاهلية ، ورفض الحكم بما أنزل الله ، لأن التشريع لا يكون إلا لله و الشريعة هي الكتاب والسنة لا إرادة الأمة أذن ، حسب الكاتب فالعلمانية تتناقض مع الإسلام كليا ، و هما طريقان متباينان و منهجان متغايران، و اختيار أحدهما هو رفض للآخر ، ومن اختار طريق الإسلام فلا بد له من رفض العلمانية يقدم محمد بدري الأسباب وراء رفض العلمانية ومنها أن العلمانية تحل ما حرم الله و أنها كفر بواح و طريق التخلف و التبعية و فكر العملاء .
الكاتب يشن هجوما شديدا على العلمانية و يرى فيها الكفر البواح و يطلق أحكاما مطلقة و قاطعة لرفض العلمانية كان العلمانية شكلا واحدا ، و الحقيقة فالعلمانية أشكالا مختلفة و درجات متفاوتة ، فالعلمانية الفرنسية ليست كالعلمانية الإنجليزية .. ..
العلمانية تبقى تجربة إنسانية لها من الإيجابيات كما لهما من السلبيات
المرجعية السلفية للكاتب طغت في هذا الكتاب ، حيث يستشهد كثيرا بأقوال ابن تيمية وابن قيم الجوزية و كذا سيد قطب
من أين أتيت بتلك الافكار! أين عشتها وكيف وجدتها! تميل لبيئتك التي قدمت منها ... لم تكن صريحا ولم يعجبني أسلوب حوارك ... تقدم العلمانية على أنها حل في الغرب وجحيم للشرق ولم تتوسط الأخيرين ولم تنتقد للبناء بل نقدتها للهدم والتنكيل .