ما أحلى الكلمة الحلوة والحكمة الغالية والقول الرصين والفكر السديد، وما أحلى أن ينشغل بها العقل والرأس وتبحث عنها كل عين واعية وتقتفي أثرها كل أنف ساعية وتسترق السمع إليها كل أذن صاغية ويعيها كل قلب طاهر عظيم
مجموعة وفيرة من اقتباسات أعلام اليونانيين والرومانيين ، كان ينقلها من خلال مطالعته في آدابهم خلال أربعين سنة، كما قال!، بلا تأفف، بلا ضجر، بلا إحجام أو تراجع، كما قال!، ولكما اوغل في القراءة كلما ازدادت الفكرة حلاوة وراح الكتاب يكبر بين يديه ويتتضخم حتى اتخذ الشكل المعقول والحجم السليم الجميل لهذا العمل المفيد الناجح الذي لم يكتمل لأحد غيره من قبل بهذا الشكل المستفيض الكامل المتكامل، كما قال!، وأنه على يقين أنه لن تخلو منه مكتبة في حيٍ أو في بيت إلا هو يتبوأ منها مكان الثريا والثريات، كما قال!، وألحق في نهاية الكتاب ملحق أعلامي يعرّف بالأعلام الوارده فيه، وقد جاء مختصرًا بعض الشيء وما ذلك إلا لتقليل تكلفة الكتاب في وقت يعزّ فيه طبع الكتاب، كما قال!، فما بالكم لو أعلمتكم أنني أقوم بطبع هذا الكتاب على نفقتي الخاصة بعد أن أصبح التعامل مع الناشرين المصريين عملية ميئوسًا منها غير مضمونة الجوانب والحقوق بالمرّة!، كما قال في مقدمته لهذا الكتاب!
في الحقيقة صادفت على مرات بعضًا من مقدمات أمين سلامة، وهي مقدمات بطولية خالدة!، ففي كتاب آخر له قال أنه تعرض أو كاد للاضطهاد واختفت مخطوطة الكتاب الذي كان يعده، وعاني الأمرّين ليخرج الكتاب إلى النور، وفي مقدمته لترجمته للإلياذة، يحكي قصة بطولية نادرة هي أيضًا حتى خرجت الإلياذة للنور وسط الألم والدموع، ثم قال: وراحت الأيام تجري، والسنون تعدو عدوها السريع، والناس لا ينسون أبدًا إلياذة هوميروس ولا اسم ناشرها أو اسم مترجمها، وهكذا اقترن اسمي بهذا العمل الجليل الكبير الخطير!
يقع كتاب متحف الفكر اليوناني والروماني في 300 صفحة تقريبًا، وهي مرتبة ألفبائيًا، يكتب اسم الشخص ثم يضع تحت اسمه طائفة واسعة من أقواله، قرأته على أيام عدة، ولكن حتى تتابع الأيام لم يقف حاجزًا لأرى أن الاقتباسات تتكرر!، المقولة الواحدة تتكرر مرة ومرتين وثلاثة وأربعة، وليس لنفس الشخص، بل هذه المقولات المتكررة بكثرة، تُنسب تارة لفلان ثم لعلان ثم لشخص آخر، وأحيانًا كثيرة ينسى المترجم أنه ترجم المقولة ذاتها منذ قليل، فالترجمة العربية تختلف اختلافا طفيفًا جدًا مع ثبات المعنى، بحيث لا يخفى أنها ذات المقولة التي سبق تكرارها وإن نُسبت لآخر، فمثلا هذه المقولة: "إذا أردت أن تسعد رجلا فلا تعمل على زيادة ثروته، ولكن حاول أن تقلل من رغباته"
وردت مرة أخرى هكذا: "إذا أردت أن تمنح شخصًا سرورًا سرمديًا، فلا تزد مسراته، بل قلل شهواته"
وتشتتت نفسي وأنا ألاحق أثناء القراءة هذه المتكررات وإلحاقها بسوابقها، دون أن أُجبر على هذا العمل! ^_^، وأحيانًا بشكل فج يقحم جامع الاقتباسات مثلا عاميًا يشبه المثل اليوناني المُترجم، فمثلا كان الاقتباس يقول: "إنني رجل لا أعتبر شيئًا بشريًا طالمًا لا يهتم بي!"، فكتب المؤلف بجانبه: "واللي ما يعدني ما أعده وإن كان النبي جده!"
:D
الأقوال جميلة حيثما وُجدت، ولو عشوائيًا:
. .
ما كان صعبًا في احتماله يحلو في ذكراه � عالم معاند خير من جاهل منصف � تعثر رجل أمامه، فقال له: إن تعثر برجلك خيرٌ لك من أن تعثر بلسانك! � الشهرة هي عطر الأعمال الجميلة � سُئل مرّة: ما سبب اصفرار الذهب، فأجاب: كثرة حسّاده � أن الذي يمشي سريعًا يترك في طريقه أكثر ما يأخذ � ليس العاطل من لا يؤدي عملا فقط، بل العاطل أيضًا من يؤدي عملا في وسعه ان يقوم بما هو أجلّ منه � بالصمت أسمع نقائص الغير، وأخفي عن الناس نقائصي � كف عن الأمل تكف عن الخوف! � أفضّل المرض على الكسل! � عبقرية المرأة في قلبها � اللذة الصامتة خوفٌ أكثر منه سرور � كل ناضج أصله مر � من يرضخ لشعبه لا يُقهر بل ينتصر (!) � سُئل: ما فضل علمك على علم غيرك؟، فقال: معرفتي بأن علمي قليل � إن الإنسان لو أكل بقرة فلن يكون بقرة .. إنما سيظل إنسانًا دائمًا :D � قال أرسطو للأسكندر: لا تترك الحق .. لأنك متى تركت الحق، فأنك لا تتركه إلا إلى باطل .. ولا تترك الصواب، فإنما تتركه إلى خطأ �
وأخيرًا قال شيشيرون:
106- 43 ق.م
إن الكتب غذاء الشباب، وغبطة الشيخوخة، وزينة الرخاء، وملجأ الشدة وتعزيتها، وهي غبطة في الوطن وفي خارجه، وهي خير الرفيق في الليل وفي السفر وفي الخلاء