ŷ

Jump to ratings and reviews
Rate this book

أساتذة اليأس: النزعة العدمية في الأدب الأوروبي

Rate this book
تتقصى هيوستن في هذا الكتاب تطّور النزعة العدمية في الأدب الأوروبي الحديث، منذ القرن التاسع عشر حتّى الكتابات المعاصرة. ولا تكتفي المؤلّفة بتفحص الأساس الفكري الذي يستند إليه كتّاب العدميّة الغربيّون، واستخلاص العناصر البيوغرافية والفلسفية والأسلوبيّة التي تجمع بينهم، وإنما تقدّم قراءتها الشخصيّة الناقدة لأبرز أعمال بعضهم (كشوبنهاور، وبيكيت، وسيوران، وكونديرا، وكيرتيش، ويلينيك، وويلبيك، وأنجو، وسارة كين، وغيرهم)، وهي قراءة تتميزّ بقدر كبير من الجرأة والاختلاف. ولا تتردّد المؤلفة في الخروج على الإجماع النقدي والجماهيري الذي يحظى به هؤلاء الكتّاب.

كما تسعى هيوستن إلى تفسير المفارقة النابعة من رواج أعمال «أساتذة اليأس»، في مجتمعات استهلاكيّة تقبل على الحياة بنهم، وتمجّد قيم النجاح والإنجاز. وتخوض سجالاً ضدّ الرؤية العدمية للعالم من موقع رفض الجذريّة السوداويّة، لصالح وعيٍ نقديّ ينحاز إلى الحياة دون أن يستسلم للتبشير بالأوهام والأحلام الجميلة.

360 pages, Paperback

First published September 3, 2004

74 people are currently reading
1,834 people want to read

About the author

Nancy Huston

137books302followers
(from Wikipedia)
Huston lived in Calgary until age fifteen, at which time her family moved to Wilton, New Hampshire, USA. She studied at Sarah Lawrence College in New York, where she was given the opportunity to spend a year of her studies in Paris. Arriving in Paris in 1973, Huston obtained a Master's Degree from the École des Hautes Études en Sciences Sociales, writing a thesis on swear words under the supervision of Roland Barthes.

(Actes Sud)
Née à Calgary (Canada), Nancy Huston, qui vit à Paris, a publié de nombreux romans et essais chez Actes Sud et chez Leméac, parmi lesquels Instruments des ténèbres (1996, prix Goncourt des lycéens et prix du livre Inter), L'empreinte de l'ange (1998, grand prix des lectrices de ElleJ et Lignes de faille (2006, prix Femina).

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
110 (21%)
4 stars
208 (40%)
3 stars
134 (25%)
2 stars
39 (7%)
1 star
25 (4%)
Displaying 1 - 30 of 120 reviews
Profile Image for Nada.
182 reviews105 followers
January 21, 2025
بالنسبةِ لي، كتابٌ كاملُ الاوصاف..
يطرحُ موضوعاً ثقيلاً ك"العدمية"، بخفةٍ لا تخلو من ظُرف..
في هذا الكتاب تنبيهٌ و تحذيرٌ لكلِّ الذين يميلون لإعتناقِ العدميةِ كتوجّه ، بسبب تعاسةٍ شخصية او بإعتبارها دلالة على ثقافةِ و عمق شخصية متبنيها (كما يظن) ..
اقتلوا هذه التوجهاتِ قبل أن تتكاثر، اسخروا منها ومن أساتذةِ اليأسِ العظماء جميعاً إن اضطررتم..
ابحثوا عن وسائل أكثرُ نفعاً للتعاملِ مع معاناتكم ..
ذلك إنَّ اتباعَ نهجهم وتبني أفكارهم لا يُفضي الى خيرٍ ابداً..
ويظلّ السؤالُ قائماً : ما الذي سيجنيه دعاةُ اليأسِ من هذه الدعوة و من رغبتهم في حشدِ الأنصارِ و المُريدين؟ إنقراض البشرية؟ ربما!

...............
" إن استعادةَ المرءِ للطفلِ فيه، الطفل المنسي، هي الخطوةُ الاولى لمغادرةِ مملكةِ العدمية، في هذه المملكة، تُحظَر الرغبةُ في تحسّنِ الحال، على المرءِ أن يُحبّ تعاسته، وأن يُدلّلَ نزعاته الانتحارية، أن يُنَصّبَ نفسه بطلاً تراجيدياً في حكايةِ اكتئابه، وبدلاً من السعي للخروجِ من معاناته، فإنه يرعاها، يغذّيها و يجملّها ليجعلَ منها أثرَه العظيم"

" إليكم الفرضية التي قادتني إليها قراءةُ هؤلاء الكتّاب الثلاثة:
لا تكفي الفظاعةُ التاريخيةُ للتوصلِ إلى فكرةِ اللامعنى كرؤية للعالم، وهذه الفكرة لا تفرضُ نفسها إلا حين يُضافُ اليها أولاً:
التعاسةُ الشخصية، وثانياً: تصوّرٌ فلسفي للفرد، متعجرفٌ وإنعزالي. "

" إن الحياةَ البشرية جديرةٌ بأحكامٍ أقل تسطيحاً من ثنائية : أمل /يأس ، فهي في آنٍ معا، رائعةٌ ومرعبة، مسليّةٌ وفظيعة، نبيلةٌ وبذيئة ، خيرٌ وشر..
إنّها معقدة، وبالتالي يتعذّرُ توقعها، وهذا يجعلها مثيرة للشغف، هذا هو شرطُ تفكيرنا والنبعُ الوحيدُ لضوئنا"
Profile Image for Nahed.E.
621 reviews1,927 followers
July 8, 2015

قدمت نانسي هيوستن في الكتاب مجهوداً رائعاً يتعلق بالفلاسفة والأدباء العدميين أصحاب نزعة اليأس والعبثية ، مثل شوبنهاور وصمويل بيكيت وسارة كين
طبعا الكتاب رائع ، ولكنه كئيب للغاية ، فكل ما ورد فيه يعبر عن حزن هؤلاء الكتاب الكبار وكيف اصبحوا عدميين بهذه الصورة .

والعدمية تعني القول بعبثية القيم ولاغائية الحياة
فكل شئ بالنسبة لهم عدم × عدم وعبث × عبث فلا توجد غاية لأي شئ
وكانوا يتمنون لو أنهم لم يولدوا من الأساس
وذلك كما قال الكاتب الأمريكي الحائز علي جائزة نوبل صمويل بيكيت قال: ولادتي كانت خسارتي
فاوضح أنه يتعذب منذ أن كان في رحم أمه
وأنه لا يسامحها علي أنها أنجبته دون رغبته!

ما أعجبني في الكتاب أن الكاتبة لا تترك القارئ فريسة للعدمية
بل تقنعه باستمرار بأنها فكر خاطئ كئيب
وأعجبني أيضاً أنها خصصت فصلاً لكل فيلسوف أو أديب
فلا تجعلك تضل بين المعلومات كما في كتب كولن ولسون
أيضاً أنها خصصت في نهاية الكتاب جميع الأسباب التي أدت لإصابة كل هؤلاء بداء العدمية
يستحق 5 نجمات لما فيه من مجهود
Profile Image for Omar Adel.
97 reviews89 followers
August 2, 2015
كتاب سئ
اختصار مخل و سطحى وتافه لفلسفات الكتًاب محل البحث ونقد عاطفى لفكرهم و اعتماد لأسلوب الهجوم الشخصى فى تفنيدالاطروحات و استخدام حياتهم ومآسيهم الشخصية فى محاولة لتحليل اختياراتهم تحليلا نفسيا ساذجا
النجمتان للفواصل
كانت لطيفة و هادئة و موفقة
Profile Image for Ahmed.
917 reviews7,941 followers
April 6, 2019
أساتذة اليأس.....نانسي هيوستن

إن الفن في حد ذاته، وربما الأدب بوجه خاص، رفض للعالم القائم، وتعبير عن النقصان وعن قلق الوجود. إن من يشعرون بالراحة لأحوالهم ويعشقون الحياة عموما ويرضون عن حياتهم خصوصا لا يحتاجون أبدا لاختراع عالم مواز عن طريق الكلمات. كما يمكن وصف الكثير من الروايات المعاصرة بأنها قاتمة، ومتشائمة، وسوداء أو مثبطة للعزيمة، دون أن تكون قد ارتكزت على مسلمات العدمية.

هذا الكتاب هو نقد القاريء، بلا أي تعقيد أو مبالغة، قارئة لاحظت ظارهة، وأحبت كُتاب فكتبت عنهم، محللة تلك الظاهرة لتشارك عدد أكبر من القراء تجربتها، مستلهمة من كتابات وحياة مجموعة من أعظم الكتاب متن كتابها، عن شوبنهاور وبيكيت وسيوران وكونديرا وتوماس بيرنهارد وميشيل ويلبيك وألفريدة يلينك وسارة كين وغيرهم، عن تفاصيل حيواتهم وكيف خرجوا لنا في عباءة اليأس والبؤس والعدمية، وقد كانت الكاتبة صريحة في اختياراتها، ولماذا كانت اختيارات شخصية لكتاب شاركوها لحظات مهمة وأثر ملهم.

كتاب جميل، وبسيط وسلس، والأهم إنه بيفتح الباب أمام العديد من الكتابات اللي ممكن تُنسى في زخم الكتب الكثيرة.
Profile Image for Ahmad Alahmadi.
74 reviews34 followers
June 5, 2015
في الآونة الأخيرة أصبحتْ تدور في رأسي بإستمرار مفردة "تطرّف".. أراها في كل ركن وأشعر أن كل مشاكلنا لها علاقة بهذه المفردة بطريقة أو بأخرى، مع ما طغى على هذه المفردة حصراً معنى التطرّف الديني فقط في السنوات الأخيرة.. كل موقف أو رأي أو تصرّف خاطئ، هو غالباً فعل متطرّف ونقيض وتجاوز للحدود، سواء كان من الجانب الحسن أو السيئ، وبغض النظر عن تعريفك للحسن والسيء، إلا أنه تجاوز بأحد الإتجاهين..

كنت دائماً أخاف من فكرة أن أتبنّى عقيدة أو موقف ثابت وأبني حياتي عليه وأهيم فيه وأكتب عنه وأدعي الآخرين له .. أشعر أنه دائماً هناك جوانب أخرى خفية، كتاب جديد أو حوار مع شخص ما قد ينسف لك كل ما بنيته أو كل ما كنت تعتقد أنه الحقيقة المطلقة ويفتح لك نافذة أخرى لواقع آخر لم يُخيل لك أنه موجود.. ولإنه لا حقيقة مطلقة، أرى إنه من اللاجدوى ونوع من القصور والجهل أن أتبنّى موقف وحيد أو قضية وحيدة وكأنها قضية حياتي لإن الحياة أكبر وأعمق من إنه نختصرها ونحيلها لمجموعة حِكم وومعتقدات ونسجن أنفسنا فيها..

من هذه الجزئية، جزئية أن أتبنّى موقف مع نفسي أو مع الحياة أعتقد أنه يُنتج بسببه التطرّف .. يصبح شغلي الشاغل أن أبحث طوال الوقت عما يؤكد لي هذا الموقف والعقيدة التي إرتحت إليها، ولا ترى عيني إلا ما يؤيد قضيتي ومعتقدي، سوداوي كان أو سعيد برّاق أو شيطاني منحرف، ثم مع الوقت يأتي العناد والكبرياء من أن أغيّر وجهة نظري بعد كل تلك السنين لما يجلب هذا التغيير من إنتكاسات وشعور غير مرضي تماماً حتى لو كانت هذه المعتقدات تدور داخل نفسك وحدك بدون أن يدري أحد ما قضيتك ومالذي طرأ عليها من حقائق..

إننا في الغالب كأفراد نمُر بمشاكل أو أسئلة أكبر من فهمنا واستيعابنا، قد تكون مشاكل حصلت لنا أثناء نشأتنا، مع العائلة أو في الوطن، أو بمراهقتنا وشبابنا مع الحب وعلاقاتنا بالجنس الآخر، أو بالسياسة والحروب أو بالدين أو حتى بالحياة وماهيّتها.. المهم أننا نمر بتلك الأسئلة الأكبر من قدرتنا على فهمها والتعايش معها أو حلّها، ثم تكون ردة فعلنا بسبب جهلنا متطرّفة .. فجأة نتّخذ آراء ومواقف قد تكون "شاطحة"ومتطرفة، لا أعرف تحديداً الأسباب النفسية من ردود الفعل هذه، قد تكون لحمايتنا أو لرد الإعتبار لنا ولبؤسنا أو أيّاً يكن، المهم أنها ليست أكثر من مجرّد رد فعل .. وكأغلب ردود الفعل دائماً ما تكون متعجّلة ومتطرفة وغير منطقية ..الخطأ ليس هنا، بقدر ماهو أن أن أتبنّى ردة الفعل هذه كحل نهائي وأخير تجاه هذه الحياة وأغيّب نفسي عمداً أو جهلاً عن كل الحلول الأخرى المتاحة ..خصوصاً إن أتى تبنّي هذا الموقف في عمر صغير نسبياً كوني لم أرى شيء بعد في الحياة لإتخّذ هكذا مواقف حاسمة ..

سيوران، شوبنهاور وكل كتّاب العدم الذين فنّدت آرائهم نانسي في هذا الكتاب وكشفت جوانب القصور في آرائهم ومواقفهم .. ينطبق على غيرهم ما ينطبق عليهم من أصحاب الآراء الواثقة المتطرّفة غالباً .. الملحد الرافض لكل شيء ، الوجودي، المؤمن الطائفي جداً.. الصوفي والبوذي .. الرأسمالي والشيوعي.. بل حتى السعداء المتفائلين دُعاة الحياة .. كل هؤلاء وأفكارهم يمكن جداً أن نكتب عنهم كتاب شبيه بهذا لنفنّد أفكارهم وآرائهم ونُظهر لهم الجانب الآخر الصحيح الذي غفلوا عنه، ونجد لهم القصور في قضاياهم..ببساطة لإنه لا أحد يستطيع وحده خلال سنين حياته القصيرة أن يأتي بحل جذري لكل مشاكل البشرية ويدّعي أنه هو طريق الخلاص.. في الأخير أكاد أؤمن أن سعادات هؤلاء الناس بما توصلّوا له (سواء كان دين جديد، إلحاد، موقف تجاه الحياة أومعتقد) تظل هي سعادة متعقلة بفكرة إني "أفعل ما أعتقد إنه صحيح" وهذه بحد ذاتها سبب كل السعادة أو على الأقل الراحة النفسية، حيث لا تتعارض أفعالك ومواقفك مع ما تعتقده .. مثل أن تشعر بالإكتئاب أو التعاسة أحياناً لإنك لم تذهب للعمل مثلاً كموقف تافه أو تشعر بالسعادة لإنك ساعدت أحدهم بحاجة.. لكن هل هذه السعادة فعلاً تنبع بسبب إن فعلك صحيح ؟ أبداً لا .. تجد ملحد سعيد جداً ومؤمن سعيد جداً وصوفي وحيد سعيد أيضاً .. سعاداتهم بسبب أنهم يفعلون ما يعتقدون أنه صحيح وليس أبداً بسبب صحة معتقداتهم بذاتها.. لهذا شخصياً، لا أدعو لشيء ولا أحاول أن أتبنّى أفكار وآراء نهائية قد تحرمني حقيقة كامنة في الجانب الآخر خلف حوار قصير أو في ثنايا قصاصة مجهولة الهوية..

سيوران وأصحابه العدميين فسّرت جزء من ردود أفعالهم نانسي في هذا الكتاب، قد تكون وُفقّت أحياناً وأخفقت في أحيان أخرى ، لكن ما يهمّني هو أنه لكلٍ أسبابه المنطقية التي يراها صحيحة من وجهة نظره .. لن أقف مع نانسي في وجه سيوران ١٠٠٪ وهو الذي عانى من مشاكله التي لا يمكننا نفيها بهذه البساطة ويظل له الحق في عيش حياته كما أراد، لكني أيضاً مستحيل أن أقف مع سيوران في العدم الخالص فقط لإنني واجهت بعض مشاكل الحياة التعيسة ..

قضيّتنا الأزلية.. الوسطية، البحث عنها وإصطيادها ، التمهّل وعدم إطلاق أو تنبي أفكار نهائية قد تكون فيها بؤسنا اللانهائي بدل خلاصنا. كيف ننظر للحياة كواقع كما ننظر للموت كواقع .. كيف ننظر للبؤس والشقاء الذي يملأ الأرض كما ننظر للألوان والسعادات الصغيرة التي تغرق فيها الحياة .. كيف نوازن بين الحريّة والعبودية ونعيد تعريف كل منهما ، والأهم كيف نتعايش بهما ومعهما ومع كل ما يلف هذا العالم من تناقضات؟!

أعرف أن هذه ليست مراجعة فعلية للكتاب، لكنه أثار هذه الجزئية بعد أن أثارتها عدّة كتب قبله آز ويل!

الخلاصة، الكتاب كويس جداً للي تلوّث مخّه بالعدمية، للي يرتاح مع فلسفة شوبنهاور ويطرب مع سيوران ويقهقه مع جورج كارلين،
قد لا يمنعه عن متابعتهم ولكنه حتماً قد يقرأهم بعين أكثر وعياً وأقل غرقاً وتماهياً ..
وجيّد جداً لتذكيرك دائماً أنه مهما تنوعّت كتبتك وقراءاتك قد تكون كلها تصب في إتجاه لا شعورياً مُحدد مسبقاً ..
بالأخير تعجبني الكتب اللي تنسف، تكسّر، وتنتشلني من لحظات الغرق والتماهي مع موقف بدأ يتشكّل في اللاشعور بإتجاه قطب وحيد .. تسوي لي زوم آوت وتخليني أنظر للصورة بشكل أعم وأشمل .. وبالتأكيد هالكتاب من هالنوعية ..
Profile Image for Olama.
85 reviews10 followers
October 3, 2014
نانسي هيوستن تستحق عن اقتدار لقب محامية الحياة الأولي في الدفاع عن "العادية" أن تكون إنسان عادي، نمطي، إفعل مثلما يفعل الجميع، إبحث عن السعادة، دع القلق، تزوج وانجب وأسس عائلة وساعد على استمرار الجنس البشري مثلك مثل الجميع وليس لك أن تتجرأ وتجادل تلك البديهيات فإن مثل هذه الفلسفة زائدة عن اللازم ورفاهية العالم في غنى عنها، واعلم أنك لو فعلت ذلك يوما ما فإن آكلي القمامة في القاهرة (نعم، ذكرتهم الكاتبة حرفيا) هم أفضل حالا منك.
Profile Image for سارة شهيد.
Author3 books291 followers
December 6, 2016
منذ فترة قصيرة بدأت بتلخيص أفكاري عن العدمية، وقمت بمحاولة لتحديد ما يمكن تسميته بالعوامل السيكولوجية والسوسيولوجية لظهور العدمية كحالة أو اتجاه فلسفي عام أو كحالات فردية، وللمصادفة فإن ما قمت باستخلاصه شبيه جداً بالنتائج التي وضعتها الكاتبة بعد انتهائها من دراستها هذه.

نانسي هوستن أديبة وناقدة أدبية قدمت في هذا الكتاب ما يشبه دراسة أدبية لعدد من الفلاسفة والأدباء العدميين، فهي ليست دراسة فلسفية كما توهم البعض ولا تقوم بمناقشة أفكار كل كاتب، بل تقوم بدراسته كما هو بهدف استخلاص بعض القواعد التي تحكم ظهور العدمية عند أولئك الأفراد.

الكتاب من أجمل ما قرأت، وبرأيي هو كتاب مهم لكل شخص مهتم بالأدب أو بالفلسفة أو بعلم الاجتماع أو أي شيء متعلق بدراسة السلوك الإنساني.
Profile Image for Islam.
Author2 books549 followers
July 4, 2014
شرشحة فى غاية العذوبة :D
اديلهم يا نانسى بالقوى
فشيخ
قراءتك ستتغير بعد قراءة هذا الكتاب :)
Profile Image for إيمان عبد المنعم.
469 reviews431 followers
December 23, 2020
أنا حزينة لأني لم أستطع كتابة مراجعة تفصيلية لهذا الكتاب المهم والذي أثر في كثيرا، لذلك سأحاول نقل بعض التعليقات التي نشرتها أثناء قراءته على فيسبوك لعلي أتذكره بها بعد حين:
بتاريخ أول يونيو نشرت:
دع عنك كآبة العنوان، فالعنوان أحيانا لا يقول كل شيء، خاصة مع نانسي هيوستن التي اختارت عنوانا تهكميا كهذا لتبدأ مسيرتها الساخرة على طول الكتاب ضد من سمتهم "أساتذة اليأس" ورواد الفكر العدمي الأوربي لاسيما أثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها، هؤلاء اليائسين الذين اعتبروا الحياة مجرد عبث بلا معنى ولم يستطيعوا بالتالي أن يروا أي حكمة في الشقاء الذي يكتنفها ولا الموت الذي تنتهي به، وبينما تتتابع قصصهم وتتضح أفكارهم السوداوية كان سؤال بعينه يلح علي: ماذا لو واجهنا هؤلاء بالقرآن؟ ماذا لو تلونا عليهم الآيات الكثيرة التي تطلعنا على حقيقة الحياة الدنيا والغاية من الخلق وتحذرنا من الظنون العبثية البغيضة:
"أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون"
"أيحسب الإنسان أن يترك سدى"
"وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار"
"وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين"
أتراهم كانوا يغيرون موقفهم العدمي؟ أم أنهم كسابقيهم لن يزيدوا على الجدال؟
مرة أخرى أدرك سعة نعمة القرآن علينا، كتاب يجيب عن الأسئلة المصيرية في حياة الإنسان قبل حتى أن يسألها، كيف بدأ الخلق؟ كيف سينتهي؟ إلام يصير؟ وما الغاية منه ابتداء؟ ومن بيده مقاليد كل شيء؟
ليس فقط أساتذة اليأس الذين كانوا يحتاجون إلى إجابات هذه الأسئلة والتي تتوفر حتما في كتاب الله، لكن الكثيرين من المسلمين اليوم بحاجة إلى إعادة تأكيد هذه الإجابات وترسيخها في قلوبهم و اليقين بثبوتها وثباتها في مواجهة عالم متقلب الأهواء إلى حد الجنون تتغير فيه الأفكار والمشاعر والمعاملات بين لحظة وأخرى دون أي منطق ولاهدف سوى هوى متبع.

وبتاريخ الثالث من يونيو:

في الفصل السابع من كتابها "أساتذة اليأس" تورد نانسي هيوستن ثلاث قصص لثلاثة ممن تعرضوا لتجربة الاعتقال في معسكرات النازية، كل واحد من الثلاثة كان من بلد مختلفة وكان رد فعله تجاه تجربته الأسوأ _على الإطلاق_ مختلفا كذلك، سأدع نانسي لنقدها اللاذع وتهكمها رفيع المستوى وتحليلها العاطفي قليلا (عذرا نانسي، يجب أن أقول رأيي بصراحة رغم إعجابي الكبير، ومع ذلك فأنا لا أعتبره عيبا أصلا)، وسأركز على أمر مشترك بين هؤلاء الثلاثة ذكرته نانسي عَرَضا وجرَّني إلى فكرة مختلفة تماما عن سير الكتاب، هذا الأمر المشترك هو رؤية هؤلاء الناجين من معسكرات النازية الشنيعة للعالم والبشر والحياة بعد نجاتهم من التعذيب الفظيع الذي تعرضوا له، باختصار مخل لا محالة رأى هؤلاء الناجون الناس جميعا بوصفهم بشرا لاهين، لقد اعتبروا أن معسكر الاعتقال وحده هو الحقيقي وكل ما عداه مما ينشغل به الناس الأحرار هو أمور تافهة، زائفة، وسطحية.
هل أنقل لكم كلمات إحدى الناجيات؟ سأفعل، على شرط أن تنتبهوا إلى التعبيرات وتتأملوها جيدا، تقول إحداهن: "أنا لست على قيد الحياة، أتأمل من هم كذلك، إنهم جهلة سطحيون، لا أستطيع الذهاب نحوهم بوجه مكشوف، قد يظنون أني أزدريهم بسبب روتين حياتهم الصغيرة، وهمومهم الصغيرة، وأهوائهم العابرة، وشهواتهم الزائلة".
لقد توقفت عند تلك المشاعر، عند فقدهم القدرة على التوهم والحلم، عند رؤيتهم الحياة الدنيوية كلهو زائل، وقلت لنفسي: كل هذا لأنهم واجهوا عذابا شديدا أسقط أمامهم حجب الزيف وكشف فجأة عن حقيقة الدنيا التي طالما اغتروا بها، عذابا شديدا نعم، ومع ذلك يبقى عذابا محدودا ومؤقتا كونه بشريا في الأساس، فكيف بمواجهة عذاب الآخرة الخالد والذي لا يمكن الوقوف على حد له؟! لو تتبعنا آيات القرآن التي تصف يوم القيامة ولحظة مواجهة الكفار لعذاب الآخرة فسنجد آيات كثيرة تصف ذلك الموقف الرهيب، موقف تذكر هؤلاء المفاجيء لحقيقة الحياة الدنيا التي غادروها وحقيقة الحياة الآخرة التي هم مقبلون عليها، هول عظيم وفزع أكبر ونار حامية، هو ما كان يلزم الكفار ليتذكروا ما اجتهدوا في نسيانه طول حياتهم رغم كل محاولات التذكير "وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنّى له الذكرى() يقول يا ليتني قدمت لحياتي"، "فإذا جاءت الطامة الكبرى() يوم يتذكر الإنسان ما سعى"، ومثل ذلك كثير في كتاب الله، من هنا نتذوق من جديد معنى أن هذا القرآن ذكرى وتذكرة، معنى "وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين" ، "كلا إنها تذكرة() فمن شاء ذكره"، "وإنه لتذكرة للمتقين"، معنى أن مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم هي التذكير "وذكر إنما أنت مذكِّر"، معنى أن تتذكر بالكتاب والوحي والرسالة والبشير والنذير في الدنيا بدلا من أن تتذكر بالعذاب والتنكيل والفزع في الآخرة، معنى أن تتذكر في الوقت الذي تنفع فيه الذكرى لا بعد فوات الأوان، إنه نوع آخر من التكريم والتفضل بتنزيل هذا الكتاب العزيز، تكريم أن تساق إلى ربك ببيان وكتاب وبرهان، لا أن تساق إلى جهنم بأغلال وذل وهوان.
إنه يوم ثقيل "إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا"، لا يقيك فزعه إلا قول ثقيل "إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا".

ها قد وصلنا، ومن كان يظن حين بدأنا بما بدأنا به أن نصل إلى هنا؟!
الكتاب كان مؤثرا جدا والنبرة الساخرة الواثقة لنانسي هيوستن كانت رائعة وقدرتها على تحليل هذا القدر من الشخصيات والكتابات وربطها معا كلها برابط نزعة العدمية في أوربا واستقصاء أسباب هذه النزعة العدمية وتعقبها على المستويات الاجتماعية والشخصية والسياسية، وشدني بشكل خاص أهمية فترة الطفولة ودورها العميق في تشكل هذه النزعة وتغذيتها لا سيما بسبب العلاقات غير السوية بين الأبوين نفسيهما من ناحية وبينهما وبين ابنهما من ناحية أخرى.



Profile Image for Asma AlBatli ..
64 reviews242 followers
June 5, 2014
من بين جموع الكتب التي تقرأها في حياتك
نادرًا ما تجد كاتب يمسك بك من بداية الخط لنهايته؛ دون أن يميل أو يحيد عن طرحه أو ينقطع .
هذا ماشعرته طيلة قرائتي لنانسي هيوستن؛ ثبات الفكرة ووضوحها . ومبدأها الشفّاف الجميل
كان حديثها عن العدميين بتناول شخصيات مابين سياسيين وكتّاب بالغي التأثير ليس في أوروبا فحسب بل في محيط العالم ..
بالطبع كان الغلبة في حديثها عن كتّاب أو بالأدق: روائيين .
وذلك لأن الروائي والقصصي؛ هو ما يجلّي فكرة اليأس بين ثنايا حرفه.
تتناول كتّابها واحدًا واحد بطرح نشأته وملامح فكره العامة؛
ثم تستعرض مقاطع ونصوص ممّا كتبه وتقوم بتحليله ..
وفكّ شفرة العدمية لدى هذا النص .
بالطبع هناك كتّاب أدهشني تشرّبهم للعدمية؛
ميلان كونديرا مثالاً .. لم أكن أتصور بأنه بهذا الشكل من التأييس ..
وكشخص قرأ معظم رواياته فطالما شعرت معه بالرحابة؛
وجمالية المشاعر
خاصة في عبقريته تجاه فهم مشاعر المرأة الدقيقة ..
بعد حديث هيوستن عنه وقعت في مأزق تساؤلي: كيف لرجل أن يكتب بهذه الرقة أن يعتلي منبر العدمية؟
كان لهذا وأكثر تأثير علي؛ ترك حديث نانسي أثر بالغ لدي .. ومتأكدة بأنني سأعود لقراءة نصوص كامو وكونديرا وكافكا بأعين غير التي نظرتهما في السابق .
هذا مااستطاعت هيوستن تركه فيني ..
أن أعيد النظر في الكتّاب .. النصوص .. أن افهم أكثر .


كتاب رائع ومدهش جدا رغم أنني بذلت جهدا ذهنيًّا لإنهائه لكنه جهد مسلّي بالطبع .
Profile Image for Shoug.
204 reviews121 followers
August 25, 2017
كشخص يستمتع بالنزعة العدمية في الأدب توقعت بيكون كتاب ممتع، لكن الكاتبة تقف ضد النزعة العدمية وكان تحليلها باختصار أنه مرور الشخص بتجارب معينة قاسية ببداية حياته هي السبب اللي يجعله يميل للعدمية
وتختم الكتاب بإقرار انه فلسفة العدم عبثية قولا وفعلا!!!
طبعا هذا الشي ما عجبني، بدأت بالقراءة بتوقعات عالية وانتهيت بهجوم شخصي على مجموعة معينة من الكتاب قررت هيوستن اختيارهم بنفسها لتفسر بالنهاية فلسفة العدم بشكل سطحي ومجحف.
الثلاث نجوم لأني تعرفت على تفاصيل حياة بعض من كتّابي المفضلين ولأن رغم إني كنت بموقف مضاد من موقف الكاتبة، أسلوب الكتابة المتماسك جعلني أنهي الكتاب
Profile Image for Noor.
204 reviews1 follower
June 7, 2021
يا رب عفوك ورضاك...

ما هذا؟!

كنت قد سمعت عن "العدمية" في السابق، لكنها لم تستهويني لأسبر أغوارها. شعرت بأنها شيء صبياني يشبه فتية الإيمو بملابسهم السوداء وشعورهم المنسدلة على وجوههم وموسيقاهم المظلمة. "أدب الإيمو. هكذا ظننت.

لكنني احتككت بهم وبأدبهم دون أدري. مرة، حين قرأت "الغريب" الألبير كامو، واختنقت بها اختناقاً، حيث جثمت على صدري بثقلها المرعب وجعلت الهواء كثيفاً كالغليسرين. ومرةً أخرى حين قرأت "حفلة التفاهة" لميلان كونديرا، والتي بدأتها ووصلت الى غلاف النهاية وأخذت اقلبه لأتأكد أن لا صفحات بعده، فيما كان عقلي يتساءل: اين هي الرواية؟ هل هذه الهذربات تمتلك من مقومات الرواية ما يجعلها تطبع على ورق حقيقي تموت الأشجار لانتاجه وتوضع بين دفتي غلاف؟

لكن كمية الـ"عدم" الذي غطست فيه نانسي هيوستن في هذا الكتاب غير عادية. يا محلى كامو وكونديرا 😅

ملخص الكلام: من حق المريض النفسي تسهيل وصوله للعلاج. من حق المريض النفسي حمايته من الوصمة.

لكن ليس من حق المريض النفسي أن يقدم تصوراته المريضة على أنها فلسفة.
Profile Image for Ahmed Louaar.
161 reviews57 followers
February 9, 2019
تأخذنا نانسي هيوستن عبر كتابها هذا في رحلة فلسفية لاكتشاف الفلسفة العدمية وأهم روادها، ومراحل انتقال مشعلها من جيل الى جيل، مقدمة لنا لمحة عن حياة كتابنا المفضليين كشوبنهاور وسيوران وكونديرا ومعرفة اينا على أدباء جدد، وبذلك يعتبر هذا الكتاب محفزا جيدا لاكتشاف أعمال بعض الأدباء اصحاب النزعة العدمية.
الكاتبة قامت بمحاولة دراسة الأسباب التي قادة من أسمتهم بأساتذة اليأس الى سلوك طريق"السواد حسب تعبيرها" والى اعتبارهم للحياة بأنها مأساة ما كانت يجب أن تحصل
قد توصلت هيوستن الى بعض السمات المشتركة بين اساتذة اليأس، ومن بينها اعتبارهم لشوبنهاور كالأب الروحي الذي أشعل شرارة العدمية في عقولهم عبر كتابه العالم ارادة وتمثلا، ورأت أيضا أن كل العدميين مروا بطفولة صعبة خاصة من جهة أمهاتهم وكذلك من الوسط الذي عاشوا فيه(أغلبهم عاش اهوال الحرب العالمية الثانية وفيهم حتى من كان في معسكرات الاعتقال النازية).
ومن بين السمات الأخرى التي ذكرتها هيوستن نجد الولادة الثانية لهؤلاء_ كأن الولادة الأولى لم تكن كافية لكرهم للحياة_ وكانت هذه الولادة عبر هجرة هؤلاء الى بلد ثاني واعتناقهم للغته_ خاصة فرنسا_. كما لا يمكن نسيان اشتراك العدميين في احتقراهم للمرأة التي لم ترحمها حتى شقيقاتها من العدميات.

الكاتبة في معالجتها لهذا الموضوع ادعت أنها اعتنقت العدمية في مراهقتها وبدايات شبابها، لكن يمكن، لمن يقرأ الكتاب، معرفة أن العدمية لم تتسرب يوما الى قلبها، وقد قامت بالتهجم على شوبنهاور وسيوارن وغيرهما لسبب واضح هو احتقارهم للمرأة.
هيوستن بدلا من نقد الأفكار، حاولة البحث عن الذي سبب نشوءها، وربطتها بحياة هؤلاء الادباء والفلاسفة، واختارت لنفسها فقط النماذج التي تظهر عليهم تلك السمات. وبذلك تنكر هيوستن امكانية وجود عدميين عاشوا طفولة طبيعية في كنف اسرة سعيدة، وما أسهل تقديم امثلة تناقض فكرتها.
وبعيدا عن أي تعارض مع تصورات الكاتبة، عملها هذا يعتبر شيق للغاية، بأسلوب محكم ابانت فيه على مدى اطلاعها وفهمها لأفكار الادباء العدميين.
اقتباس من الكتاب: إن الفن في حد ذاته، وربما الأدب بوجه خاص، رفض للعالم القائم، وتعبير عن النقصان وعن قلق الوجود. إن من يشعرون بالراحة لأحوالهم ويعشقون الحياة عموما ويرضون عن حياتهم خصوصا لا يحتاجون أبدا لاختراع عالم مواز عن طريق الكلمات.
Profile Image for Samira.
69 reviews8 followers
June 13, 2018
بدأت القراءة وأنا مستمتعة بالطرح والنقد
لكن سرعان ما باتت المتابعة حتى النهاية مرهقة جدا لما يتوجب عليك من مشاهدة لظلمات داخل جماجم البشر حين تكون ملتاعة من أسباب وجودها فاقدة لخيط الحرير المضاء بدجى النور في الذات الإنسانية .. أو من إسقاطات مسيرتها الشخصية وطفولتها الغير سوية ...
.............................................
لا يحل العدم في قلب الأنسان
إلا حينما يكون بلا قلب
رومان غاري
..................
نانسي هيوستن
ليس في واردي القول بأنه يجب أن نشيح بأبصارنا عن الشر وأن نجهد أنفسنا في الترويج لرؤية باسمة ومتفائلة للعالم . ولكن لماذا علينا الإختيار بين نظارات وردية وأخرى سوداء؟ الوردي والأسود ليسا اللونين الوحيدين ! إن أدباً يكتفي بمعاينة الشر ورصد نتائجه هو أدب مريض، كما، مرة أخرى غاري:" أن يرى المرء نفسه في كل الجراح الإنسانية هو، قبل كل شيء، أن يرى نفسه". الحياة ليست عبثية ولا غير عبثية؛ إنها كائنة، وهي ما يصنعه الناس بها.
أما فلسفة العدم؛ فهي عبثية فعلا وقولا.
..................................
حكمة من مكان بعيد ....
يونس إمره ..
شاعر صوفي من الأناضول ..
القرن الثالث عشر الميلادي
لقد غـُـصنا في الجوهر
وطفنا بجسد الإنسان
عثرنا على مجرى الأكوان كاملا ً
في جسد الإنسان
كل تلك الفضاءات التي تدوّم
وكل تلك الأمكنة تحت هذي الأرض
تلك الحجب السبعين ألفاً
في جسد الإنسان أ ُكتشفت
السماوات السبع� الكلمات، والبحور
وطبقات الأرض السبع
الطيران أو السقوط في الجحيم
كل ذلك في جسد الإنسان
الليل كما النهار
نجوم السماء السبع
وألواح الوصايا
هي أيضاً في جسد الإنسان
سيناء حيث صعد موسى
أو حتى الكعبة
الملك النافخ في الصور
كذلك في جسد الإنسان
الإنجيل والعهد القديم
المزامير والقرآن
وكل كلام مكتوب
في جسد الإنسان
الحق ما يقول يونس
لقد أيدنا قوله:
الله هو حيث ترغب
كاملا ً في جسد
الإنسان
Profile Image for mark.
37 reviews35 followers
November 27, 2013
أحد الكتب التي شدتني و سرقت إنتباهي، تقيم هذا الكتاب صعب لأنه معقد قليلاً من ناحية الحبكة .

و مثل أي أخبار فهناك أخبار جميلة و أخبار سيئة :

الأخبار الجميلة : أعجبتني لغة الكاتبة الجميلة عندما قرأت لها بعض الصفحات في الطبعة الأم و هي بالفرنسية .
أيضاً لا تعليق على بُنية نانسي هيوستن الفكرية فهي مثل فلاسفة العدم تخلت عن لغتها لبعض الوقت و غيرت قصة حياتها لتكون أخرى .

أن الكتاب أثرى معلوماتي بشكل ممتاز و دلني و عرفني على بعض الكُتاب الذي أجد أنه من الحظ أن تقرأ لهم .

الأخبار السيئة : لاحظت أن هذه الكلمات تتكرر كثيراً في نقدها لبيكيت و سيوران و برنهارد ( بائس ، تعيس ، مريض ، مُحطَم ، أدب مُختل ) توجهها نحوهم
، و على ما يبدو لي أنها أراء شخصية لا تثري النقد العام لفلسفة العدم و لم أحبها بدوري لأنني حساس في موضوع الحكم على الأخرين ، كانوا أحياء أم أموات "

الكتاب حاول التصدي للعدم بطرح أفكاره ثم السخرية منهم و الإستعانه بالربة سوزي لم تعجبني السخرية عندما تتجاوز الحدود ،
أعلم أن العدميين كافة يصفون الطوباوين على أنهم أغبياء و غير مثقفين و لكن ذلك ليس حجة لكي نردَ بالمقابل إن كُنا طوباويين .

و أخيراً كانت هناك أخطاء في الطبعة العربية من فقدها لنقاط الحروف .


و لكنه كالعبث بعبثه أصبح جميل و أهنئ الكاتبة القديرة نانسي هيوستن على إبداعها و الجهد الذي بذلته في هذا الكتاب

و أيضاً للمترجم وليد السويركي الذي نقل روح و فكرة الكتاب بحرفيه تدل على موهبته في هذا المجال .
Profile Image for Kareem eltawel.
13 reviews37 followers
October 10, 2015
ثِمة عدد من العوامل البيوغرافية التي تُحفز علي تبني المذهب العدمي :
1- الولادة في بلد يستثير التناقض الوجداني
2- العيش في قوقعة دينية أو أيديولووجية متينة
3- التعاسة العائلية, ووجود نزاعات خطيرة بين أفراد العائلة
4- بدايات خاطئة في عالم الأدب
5- الأزمات المادية أو الوجودية
ذاك ما تستنتجه نانسي في الفصل الأخير من كتابها وهو ما أراه الموجز المُختصر للكتاب, قبل قراءة الكتاب لا تنتظر الكثير من الكاتبة, لا تنتظر مواجهة الأفكار بالأفكار .. الكتاب بحر من السخرية والتهكم المٌفرطين, والفكرة التي تُصر عليها هي أن هؤلاء العدميين هم نِتاج بيئاتهم وعائلاتهم, ولا إعتراض هٌنا, لكن تلك الفكرة فقط هي ما دار حولها الكتاب, مٌطنبة في سرد قصص ومواقف عن نشأة مجموعة مختارة إعتباطا وبعشوائية من الكُتّاب العدميين .. لتخبرنا في كل مرة : هكذا صار كاتبنا عدمي وسوداوي, وفجأة تٌلقي الربة سوزي أحد تعليقاتها السخيفة.
- هل كان كتاباً فلسفيا دسماً ؟
- لا .. سطحياً في تناول الفلسفة محل البحث, لنعتبر إذن أن تِلك طريقتها في الرد علي العدميين, لا نقاشات .. لا محاورات .. فقط تهكم وسخرية.
Profile Image for Nasser Yones.
1 review
Read
August 14, 2016
تلوم العدميين وتسخر منهم بأنهم غير ولودين ويكرهون ال��طفال بسبب طفولتهم البائسة مع أباء مجرمين مغتصبين ولا تكتفي بذلك بل تلوم الطفل نفسه وتقول له بانه لولا ابائك المجرمين لما قد كبرت واصبحت كاتبا بائسا عدميا وانهم برغم اخطائهم سببا في بقائك حيا فهم اطعموك ونظفوا لك حفاضك وجعلوا منك كاتبا.
هذه الأم المعتوهة افضل ان تدقق الشؤون الاجتماعية في حايتها العائلية اعتقد انها مجرمة سادية من نوع ما
Profile Image for Esra'a.
54 reviews7 followers
July 13, 2021
آهـ أيتها الربة سوزي، هل يمكن لإنسان أن يُستفز وهو يقرأ كل سطر من كتاب دون أن يستطيع تركه؟ الإستفزاز اللذيذ؟ العذب؟ أو على الأقل كان هكذا في البداية..

إلى هذه اللحظة أنا محتارة في تقييمي للكتاب وسأضع السلبيات والإيجابيات هنا وربما يأتيني الإلهام من الربة سوزي رفيقة نانسي في التنمر والسخرية على أساتذة اليأس.. لنبدأ بالإيجابيات كي لا نُغضب الرفيقتين:

- نانسي باحثة جيدة جداً لدرجة اللقافة (اوه لا، لا يفترض بي أن أكون سلبية هنا)، قد يكون العنوان الأنسب للكتاب هو كتاب الشرشحة (أوه ليس ثانية، هنا الإيجابية فقط!) حسناً حسنا، نانسي باحثة جيدة وأسلوبها ممتع في السرد ، ومع أني لا أتفق معها في آراءها إلا أن لها طريقة في جذبك للقراءة.

- كتاب نانسي مصدر جيد لمعرفة فلاسفة وكُتّاب العدمية كمعرفة مبدئية وأكرر مبدئية فقط، مع انتهائي من الكتاب خرجت بقائمة من الكتب التي أضفتُها لسلتي، أُقدّر الكتب التي تحفزك على التوسع والقراءة والبحث أكثر

- المساس بأساطير الفلسفة والفن والعلم وانتقادهم قد يكون مخيف أحياناً، لذلك عندما يُظهر أحد الكُتّاب الجانب الآخر (وربما المتطرف أحياناً) فهو يوازن المعرفة وهذه إيجابية بالنسبة لي

- المترجم وليد السويركي ممتاز، وإضافاته مُثرية ومهمة

والآن لنمارس *الكثير* من “الشرشحة� ولنُصلي أن تكون موضوعية:

- الكاتبة تستند إلى تعريفها الشخصي عن العدمية متجاهلة أن العدمية لها عدة أوجه مثلها مثل أي توجه سياسي أو ديني او فلسفي وربما لو تناولت في بداية الكتاب تعريفها للعدمية كي نؤسس الفهم الموحد عِوضاً عن بناء الفكرة ومحاولة إقناعك أن العدمية سيئة لكانت موفقة أكثر ومن هنا أريد الإيضاح أن العدمية - Nihlism تعني اللاشيء وكفلسفة هي الإيمان بلاشيء (لا رب لا هدف لا سبب الخ) ومن هذا التعريف الواسع يصعب حصر العدمية في فكرة واحدة فترى مذاهب عدمية مختلفة (من ضمنها العدمية الإيجابية) التي حين لمحتها نانسي في أحد أساتذة اليأس قررت هي (منها لنفسها كذا) أنه لم يعد عدمي.

- تركيزها المبالغ فيه على نقطتين (وتشمل تصورات جنسية متى ما أمكن) :
١- عنصرية أساتذة اليأس ضد المرأة وكرههم لها وأنا أعلم أن هذا حقيقة في حال بعض من ذكرتهم ولكن ربطها بالعدمية وحدها غير منطقي فعندما تتحدث عن فترة زمنية كانت المرأة مضطهدة فيها ودورها الإجتماعي لا يُقارن بالرجل فمن يُلام هو المجتمع كامل وليس الرجل العدمي فقط

٢- اللاإنجابية وربطها بكره الأطفال وجسد المرأة متجاهلة السبب الأوضح (لبعض العدميين) ان الشخص العدمي لايرى هدف للوجود، أليس منطقي الا ينجب العدمي طفل في هذا العالم الذي لا هدف منه؟ مع ملاحظة أن نانسي كانت تركز في ذكر إيجابيات الإنجابية من منطلقها وأثره عليها شخصياً (أطفالي غيروا مني للأفضل، لم يتركوني وحيدة، أصبحت كاتبة أفضل) ولكنها لم تتناول ماقدمته لأطفالها كي تكون حياتهم أفضل (قلق بعض العدميين)

باختصار نانسي إنسانة “عادية� جداً وتريد حياة طبيعية ولأنها ذكية و (ربما) مهتمة بالفلسفة فقرأت و(ربما) تعرفت على عدميين كُثر جعلوها تشعر بالسوء تجاه مشاعرها الطبيعية والرفض و (ربما) هذا ماجعلها تنفعل في هذا الكتاب وتتطرف في محاربتها للعدميين..

قررتُ يا سوزي أن أعطي هذا الكتاب تقييم عالي لأنه استفزني جداً ..
Profile Image for Reema.
72 reviews16 followers
December 31, 2021

قبل فترة طويلة ،، صادفتني حلقة "شاي عدمي" من بودكاست "ساندوتش ورقي"سمعت الحلقة كاملة بجلسة واحدة و لم اكتفي بذلك! اعدت سماعها مرة أخرى. اثارت فضولي و شدتني. في تلك الحلقة تعرفت على نانسي هيوستن و" أساتذة اليأس "

شرعت بالبحث عن الكتاب، اقتنيته وتركته على الرف خوفاً من المواجهه، من مواجهة العدم، لطالما تساءلت: ايش الشيء اللي ممكن يخلي الانسان يصرح و يصرخ باللامعنى ؟ بانعدام المغزى تماماً من الحياة ؟
ويبدو اني لست الوحيدة .. قررت نانسي ان تشرع بالبحث والكتابة لتستخلص الرسائل الفلسفية لهؤلاء العدميين و تفهم دوافعهم، و الأهم لتفهم أسباب رواج و سحر هذه الفلسفة في العالم المعاصر.

" من السهل أن نؤمن أو أن نرغب في أن نؤمن، بعد كل ما جرى، بأن ليس للحياة أيّ معنى. الواقع أن هذا يلائمنا، فهو يعفينا، ليس من فهم الماضي فحسب بل من التفكير جدياً بالمستقبل "

حاولت نانسي ان تفهم كل كاتب و تربط حياته بـ افكاره و اعماله. و بالوقت نفسه تجد الرابط المشترك بين العدميين : الافكار الرئيسية اللي يتبنونها و الظروف التي أثرت فيهم.
رأيي الشخصي؟ وُفقت و لم توفق بالوقت ذاته. الكتاب لصيق بنانسي، تكتب من وجهة نظرها، تُعاتب و تنفعل و تحاجج، و تستشهد بمواقف كثيرة من حياتها الشخصية. تخلق لها ربة متخيلة " سوزي " و تحكي لها عما يصرح به هؤلاء العدميين بأسلوب تهكمي يميل للسخرية و الانفعال.
اكثر ما لفت انتباهي ان نانسي تكتب بقلم انثوي. تُدافع عن المرأه امام العدمية لانها وكما تقول "العدمية عند النساء موقف انتحاري" اذ لا يمكن لمن تمنح الحياة ان تكره الحياة وتعزف عنها. اذا كان الرجل العدمي يحمل المرء ذنب التجسد ويتصور نفسه ذاتاً فكرية خالصة. فكيف للمرأه ان تهرب من تجسدها؟ استشهدت بـ نساء اغواهن السواد لتفهمهم اكثر.

الكتاب استنزفني بمعاني عديدة، قراءته فريدة،استمتعت بالأسلوب رغم ان المحتوى غير ممتع ابداً ..
لمن ؟ للمهتمين بالعدمية، ولديهم معرفة مسبقة عنها.

صفحات مُتخمة بالعدم، و فضيلة اليأس، و الانتحار بوصفه خلاصاً، لكن نانسي لا تترك قارئها فريسة لهذه كله. تقف أمام العدم دفاعاً عن الحياة.

" حين يحدث، في أحيان كثيرة، أن نفضل اليأس على السعادة، فإن ذلك مردّه، ربّما، إلى أن السعادة هي في تعرفيها هشه و عابرة و منذورة للتلاشي .. بينما اليأس قيمة أكيدة و مستقرة.. السعادة تُغنينا، لاشك، لكنها في الآن ذاته تجعلنا عرضه للأسى عند فقدانها. فمن الأجدر إذن أن نعانق النهايه مباشرة فلا نشعر مطلقاً بخيبة الأمل. "
Profile Image for Areej.
29 reviews
September 14, 2014
الربة سوزي من الأشياء اللي جلطتني عم تحاول تخفف دم :3
the only thing I liked that now I have more books to read hehehe
Profile Image for مريم المنصوري.
73 reviews124 followers
October 17, 2019
عزيزتي الربة سوزي،
تبقى الحياة ملعونة وعبثية مهما حدثتك نانسي هيوستن!!.
Profile Image for حبيبة.
Author4 books77 followers
August 22, 2023
فاه توماس بيرنهارد بمقذعات لا قِبَل له بها عن النساء في حواره مع كريستا فليشمان، حتى وصل به الأمر أن يقول ضاحكاً مستهزءاً: "نحن نقول أيضاً السيد الإله، الإله الرب المذكر، أليس كذلك؟ ولا نقول الربة سوزي في الكنيسة. إنها غير موجودة، وحتى لو وجدت فمن سيعبدها؟".
حينها تميّزت نانسي هيوستن من الغيظ وقررت أن تصنّف كتاباً عن النزعة العدمية في الأدب الأوروبي. إي والله، عن العدمية لا الميسوجينية (نزعة الكراهية للمرأة) مثلاً!

وهكذا اختارت اعتباطياً لكتابها (أساتذة اليأس: النزعة العدمية في الأدب الأوروبي) ثلاثة عشر كاتباً عدمياً، هم بحسب الفهرس: آرثر شوبنهاور، صامويل بيكيت، إميل سيوران، جان أميري، شارلوت ديلبو، إمري كيرتش، توماس بيرنهارد، ميلان كونديرا، ألفريدا يلينيك، ميشيل ويلبيك، سارة كين، كريستين أنجو، ليندا لي.

واقتصرتْ على الأوروبي الحديث وقالت ص/١٣: ”أن� لا أعرف جيداً تراث العدميين الطليان (مالابارت) ولا الإسكندنافيين (من أوجست سترندبيرج إلى جون فوس) أو اليابانيين (تانيزاكي وكاواباتا وميشيميا). وللآخرين أن يقولوا لي إن كان التحليل الذي أقدّمه يظلّ صالحاً إذا ما نقل إلى سياق ثقافي وتاريخي آخر أم لا�.

وأكدتْ على حبها لهؤلاء الكتّاب وأن هذا الكتاب ليس طعناً فيهم ولا ذماً بل استخلاص للرسالة الفلسفية التي تتضمنها مؤلفاتهم، ومع ذلك فقد حرصت كل الحرص أن تذمّ خطاب كل من أساء للمرأة منهم، إذن فهي تكتب دفاعاً عن المرأة في المقام الأساس لا تبياناً لكارثية فلسفات الكتّاب الذين اختارت استخلاص فلسفتهم دون ذمّها. ياللتناقض! وهل المرأة أهم من روح الإنسان التي - إن قرأت لهؤلاء الكتّاب وتأثرت بفلسفاتهم - تحترق فتستجير ببحر العدمية الخائن الذي يغرقها ويهلكها؟!

مهّدت كتابها بإيضاح مسلّمات العدمية كما استنتجتها ص/١٩-٢٠:
١. مناهضة الزواج والإنجاب وتقديس الوَحدة والفناء (النخبوية الأنانة: وهو مذهب فلسفي يقول بوجود الأنا وحدها والإدراك لا يتناول سوى التصوّرات الذاتية).
٢. معاداة الأنثى تمثلاً في الأم التي ارتكبت في حق العدميّ أكبر جريمة: إنجابه للحياة!
٣. احتقار الحياة على الأرض والاعتقاد بعبثية كل شيء ص/٢٠-٢٣ ”إن� يودّ لو لم يولد أبداً أو لو أنه قد مات منذ زمن، ويحلم بالانتحار لكنه في الآن ذاته يخشى الموت كثيراً ويطمع بالخلود بفضل منجز أو أثر روحي... إن هؤلاء الكتّاب يحاولون التشبّه إلى أقصى حدّ ممكن بالرب الإله... لقد جسّدت الثورة الفرنسية ١٧٨٩ الأمل الكبير بأن يتمّ إحلال الإنسان محل الإله... ولكن لسوء الحظ ساءت الأمور عوض أن تتحسّن وانهار ذلك الأمل بدوره مع فشل ثورة ١٨٤٨ عندها شهدنا مع فلوبير وبودلير ولادة العدمية الحديثة�.

يتحول الإنسان إلى عدمي إذا كان عاقاً لوالديه. تنقل المؤلفة عن ميلان كونديرا ص/٢٢٢: ”هذ� الحرية العجيبة ناجمة عن كونه بلا أم وبلا أب؛ ذلك أن انعدام وجود الوالدين هو شرط الحرية الأول... لا تبدأ الحرية حيث يرفض الآباء أو يدفنون بل حيث لا يكون لهم وجود: حيث يأتي الإنسان إلى العالم دون أن يدري مِن مَن، حيث يأتي من بيضة ألقي بها في غابة ويبصق على الأرض من السماء فيضع قدمه في العالم دون أيّ شعور بالعرفان“� أيْ أنّه ليس ازدراء الأهل وحسب بل لا بد من عدم وجودهم من الأساس فهذا أساس الحرية عند كونديرا. وليس كونديرا وحسب بل كذا عند أغلب العدميين.

فقارن ذلك يا أيها القارئ بحثّ الدين على بر الوالدين بعد تحريم الشرك بالله والإحسان إليهما وخفض الجناح، ولا عجب أن جعل البخاري رحمه الله تعالى الباب الأول من كتاب الأدب المفرد عن بر الوالدين: الأم التي تنجب وتربّي والوالد الذي يرعى.

ويقول كونديرا عن الإنجاب على لسان أحد شخصياته ص/٢٢٧: ”أ� تنجب يعني أن تظهر وفاقك مع الإنسان. إذا كان لديّ طفل فهذا يعني أنني أقول: لقد وُلدت وتذوّقت طعم الحياة وتحققت أنها من الجمال بحيث تستحق أن تكرر� وهكذا يتشرّب قارئ كونديرا - وغيره من العدميين - الأيدولوجيا اللإنجابية وهو يظن في نفسه العبقرية والتفرّد لتوصّله إلى الخلاص الإنساني برفض الوجود الإنساني، وما هذا إلا انعكاس لأفكار شخص آخر.

لهذا تصف المؤلفة العدميين بأشجار غير مثمرة ص/٣٥-٣٦: ”إنه� أشجار غير مثمرة تزعم أنها تثقّفنا في مجال طبخ الفاكهة وإعداد فطائر المربّى. يحسبون أنفسهم يتحدّثون عن الإنسانية وهم في الواقع لا يتحدّثون سوى عن أنفسهم. لست الوحيدة التي تحاجج على هذا النحو؛ ففي كتاب الشعور بالوجود لفرانسوا فلاوز يقول: الذات التي يتحدّث عنها الخطاب الفلسفي ليست بلا جنس محدّد فحسب بل بلا عمر كذلك، إنها ذاتٌ راشدة دائماً كآدم وحوّاء [عليهما السلام] خلقا للتوّ: فردٌ يتساءل عن الموت لكنّه لا يتساءل أبداً عن الميلاد، ويتساءل عن الزمن ولكن ليس عمّا يتلقّى من والديه وعمّا ينقله إلى أبنائه�. وقد نقدتُ انشغال الفلسفة بالحياة بعد الموت بدل انشغالها عن عيش هذه الحياة أصلاً في تدوينة بعنوان: السؤال الفلسفي الأول.

هل هذا يعني يا هيوستن أن علينا أن نحب الحياة والزواج والأطفال؟ اممم ليس تماماً فهي تهتف قائلة ص/٤١: ”عاش� حبوب منع الحمل! لن نفيها حقّها من الهتاف أبداً (حتى لو كنت بعد إمعان النظر مسرورة لكونها اخترعت بعد ولادتي وليس قبل ذلك)�. وليست هذه الفقرة كما العديد من الفقرات إلا خليط من نضج المرأة الخمسينية مع تناقض الجذور النِسوية في فكرها، مما أشعرني طوال قراءتي للكتاب أنه كتاب سيئ مكتوب بشكل جيد جداً.

فما العدمية يا هيوستن؟
ص/٤١: ”إ� أول خطوة نحو العدميّة هي الإدراك في سن مبكرة أننا لسنا هنا في هذا العالم بفعل تدخّل إلهي ولا برغبة بشرية ولكن بمحض الصدفة وعرضاً بل وربما نتيجة غلطة. عندها يصبح وجودك في حدّ ذاته عبثاً فتشعر بأنك زائد عن الحاجة. تجلس أمام جدار هذه المسلّمة بلا حراك، يصيبك ذلك بالدوار والغضب المهتاج وتتملّكك الرغبة في تحطيم كل شيء�.

إذن فهل علينا الإيمان بإله قادر عليم حكيم قد خلق الخلق لغاية كيلا نكون عدميين؟ أبداً فنظرية التطور هي التي أنجزت كل شيء، تقول مناهضة لخطاب ميلان كونديرا الذي يحتقر الجسد الآدمي خصوصاً جسد المرأة ص/٢٣٦: ”أل� تخجل أيها السيد كونديرا من إهانة الجسد الإنساني على هذا النحو؟ ألا تعلم أن الحياة على كوكب الأرض قد تطوّرت نحو تعقيدٍ تزايد ليصل في نهاية المطاف إلى (الوعي) معجزة الذكاء الذي يتفكّر في ذاته؟ ليس الإله الذي يُحَرْتق في معمله بل هو التطور حقاً الذي أنجز خلال ملايين السنوات هذه الآلة الرائعة التي هي جسد الإنسان�.

استهلّتْ الأعلام بآرثر شوبنهاور الأب الروحي للعدمية الأوروبية، من ستؤثر أفكاره في العديد من الأعلام وستؤثر أغرب أفكاره [معاداة اليهود] في هتلر ص/٥٤: ”إ� من يرون كاليهود مثلاً أن الإنسان يتفوّق قليلاً على الحيوانات بفضل العقل لا يستحقون من شوبنهاور سوى الازدراء إذ يقول: (ينبغي حقاً أن يكون المرء أعمى تماماً أو مخدّر الحواس جميعها تحت تأثير نتانة اليهود كيلا يرى ولا يشعر أن الحيوان في جوهره ومن وجهة النظر الوحيدة التي يعتدّ بها هو بالضبط ما نحن عليه وأن الفرق بيننا وبينه يكمن فقط في العارض الذي هو العقل وليس في الجوهر الذي هو الإرادة). وعلّقت على كلامه: إن كراهية شوبنهاور لليهودية تنبع من كونها منذ موسى قد حرّمت الطقوس والممارسات السحرية في المجتمعات المشركة، والتي كانت حسبه تشخصيات لقوى الطبيعة. وستثير هذه الفكرة في المستقبل حماسة واحد من قرّاء الفيلسوف ألا هو أدولف هتلر�.

لا أجد أي بأس في القول بأن كتاب أساتذة اليأس كتابٌ عدميّ يناهض العدمية! فعلى الرغم من أن نانسي هيوستن تناهض العدم إلا أنها لم تستطع التوصّل للمعنى. ص/٣٤٤: ”الحيا� ليست عبثية ولا غير عبثية، إنها كائنة وهي ما يصنعه الناس بها. أما فلسفة العدم فهي عبثية فعلاً وقولاً�.

تقول في فصل غداء ولكن ليس عند فتجنشتاين أن صديقها المحتضر قطع حديث الأصدقاء قائلاً: إن كل هذا يثير الحزن على نحو لا يحتمل: الريح خلل الأشجار والشمّام والنبيذ وهذا الحب وهذه الصداقة، إنه يفتقد ذلك مسبقاً مع أنه لم يزل حاضراً هنا بينما كل شيء حاضر هنا، وهذا يجرحه ويهزّه ويحرقه بنار الحنين.

ثم تردف رداً على فلسفة شوبنهاور: ”م� من أستاذ يأس سيجعلني أعتقد أن الأمر لم يكن يستحق عناء أن أحيا تلك اللحظات، أن ذلك يدعو للرثاء وأنّ خلف المظاهر (الرقيقة السعيدة والحزينة) تختبئ دناءات مشينة ودوافع خفيّة ورغبات في القتل وحالات حادة من سوء الفهم�.

هذا أقصى ما استطاعت هيوستن التوصّل له بمنأى عن الوحي الإلهي، للحياة معنى وهي تستحق العيش لوجود المعاني السامية والطبيعة الخلّابة والطعام الهنيء. أما وجود الوحي الإلهي فيجعل الإنسان يتوصّل إلى أن للحياة معنى؛ لأنها اليوم الأول وهناك يوم آخر يجازى فيه كل امرئ على ما عمل فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره.

ولعل من الضروري الإشارة إلى أنه لا يكمن معنى الحياة في جمالها فقط كما نقلت هيوستن عن صديقها المحتضر؛ فالحياة فيها القبح ولا يلغي وجوده معناها.
قال لي أستاذي في الشعر مرةً: أحياناً يكون الحل قتلاً! أليس الله سبحانه وتعالى يقول: (وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ یَـٰقَوۡمِ إِنَّكُمۡ ظَلَمۡتُمۡ أَنفُسَكُم بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلۡعِجۡلَ فَتُوبُوۤا۟ إِلَىٰ بَارِئكُمۡ فَٱقۡتُلُوۤا۟ أَنفُسَكُمۡ ذَ ٰ⁠لِكُمۡ خَیۡر� لَّكُمۡ عِندَ بَارِئكُمۡ فَتَابَ عَلَیۡكُمۡۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِیمُ). والقتل رغم كونه معنى قبيح وكبيرة من الكبائر لكنه يكون الحل أحياناً.

إلام عزت هيوستن عدمية الكتّاب؟ إلى أمور عدة أهمها: تحرر النساء مما أدى لضيق الرجال، وأثر الحرب العالمية الثانية على نفوس الرجال، وسوداوية أمهات الكتّاب، وما سبب السوداوية؟ قالت في فصل إميل سيوران أن السبب في السيطرة الذكورية وعدم المساواة والتراتبية الاجتماعية الهرمية (النظام الأبوي) حيث يعتلي قمة الهرم الأب القسيس البابا: أب الكنيسة أب الدولة أب العائلة. وهنا سأسكت قليلاً ثم أقول: إن لم تقل سبحان الله وتنشرها لعشر أصدقاء فستصيبك كارثة مدوية، لول! عدمية الرجال سببها في عدم مساواة المرأة مع الرجل، ياله من منطق أعوج! فلا عجب إذن من أنها خشيت من القول أن فرقاً يكمن بين الرجال والنساء ص/٣٤.

يبدو جلياً أن التحليل النِسوي لم يكن أفضل ما يمكن أن يبنى عليه الكتاب؛ فقد ذكرت هي بنفسها استبداد الأم على الأب والابن معاً (دفعت والدة آرثر شوبنهاور زوجها إلى الانتحار وابنها إلى العدمية وهي تتمتع بالغراميات وتكتب الروايات) لا هرمية الاستبداد: الأب على الأم والأم على الطفل. ولم يكن موضوعياً أن تكون الشخصيات المناهضة للعدم المحبّة للحياة غالباً نسوة: الربة سوزي شخصية تخيلية وأعلام نسائية مثل: آنيس فاردا، وكوليت، وبلاندين فيرليه، وشارلوت ديلبو.

مع هذا فإنها عزت العدمية كذلك إلى تأثير الحرب العالمية الثانية على النفوس، وكان أفضل تحليل توصّلت إليه المؤلفة هو أن بعض الكتّاب عانوا بحق من مآس جسيمة في حياتهم وكان من الخطإ أن يعمموا تجربتهم على الحياة برمّتها لكنّ البعض الآخر كإميل سيوران كانت مشكلته ص/٩٩: ”أ� يكون لديه أبوان طبيعيان لائقان“� وعقّبت المؤلفة ص/١٠٠: ”ق� يدهشنا أن هؤلاء الذين تستحوذ عليهم فكرة الموت هم دائماً شباب من عائلات محترمة، ينعمون بالدفء وطيّب الطعام، آمنين في أحضان عائلاتهم الميسورة، في حين أنّ الذين يواجهون الموت كأفقٍ حقيقيٍّ - وليس متخيّلا - في حالات الحروب أو المجاعة نادراً ما يصفون نهاية الذات بالغنائية ذاتها. كما يقول بطرافة ج. ل. تشيسترتون: إن اليأس اميتازٌ طبقيٌّ مثله مثل السيجار�.

كما أشارتْ إلى ملاحظة بالغة الأهمية عن أهمية أن يعتقد الإنسان لينجو ص/١٣٥: ”ل� يملك المثقّف الملحد أيّ درع تحميه: إنه عارٍ مجرّد من إرادته، إنه لا شيء ولن يسعفه شوبنهاور في مواجهة النازيين الوحوش. إن من يمتلكون إيماناً ما (دينيا أو سياسيا أو أيا كان) هم أفضل استعداداً لمواجهة ذلك... أولئك الذين نشأوا على فلسفة الذات هي من دُمّرت بصفة خاصة في معسكرات الاعتقال، لماذا؟ لأن أصحابها كانوا قد اتخذوا من كفاية الذات مثالاً وحرمانهم منها كان يعني تدميرهم تماماً. بالنسبة إلى المثقف اليهودي الديانة الألماني الثقافة كان الأمر أشدّ سوءاً�. فماذا إن اعتقد الإنسان بالحق الذي يطمئن له قلبه ويهنأ به عقله؟

إن هناك فرقا متناقضا جداً بين ما نودّ أن نكونه في الواقع وبين ما نقرأه في الكتب العدمية، هكذا بدأت كتابها ص/١٦: ”لق� أصبنا بفصام الشخصية يا أصدقائي؛ ففي حياتنا اليومية يحرص كلّ منا على الآخر، ونتابع الأخبار بقلق، ونفعل كل ما بوسعنا للحفاظ على الصلات مع الآخرين وتعزيزها. لكننا قرّاء أو متفرّجين نفعل العكس: نمتدح دعاة العدم، ونبشّر بسلوك جنسيّ استعرائيّ بقدر ما هو عقيم، ونصغي بلا توقّف إلى لازمة مضجرة من أفعال البشر الدنيئة. ترى إلام يعود هذا التباعد الذي ما انفكّ يتّسع في مطلع القرن الحادي والعشرين بين ما نرغب في أن نحياه: تضامن/عطاء/ديمقراطية، وما نرغب في استهلاكه ثقافة: انتهاك/عنف/عزلة/يأس؟ �.

وهكذا أنهته ص/٣٣٧: ”م� المهم أن نشير إلى أن موقف عشّاق السواد هو في جزء منه (إدّعاء أدبي)؛ فهؤلاء الكتّاب في أغلب الأحيان أقل كرهاً للبشر بكثير في حياتهم ممّا هم عليه في كتبهم. كان بيكيت يعشق التسكّع ليلاً في حي مونبارناس مع أصدقائه محتسياً الويسكي كأسا إثر كأس ومنشدا الأشعار بخمس لغات أو ست، ومن ناحية أخرى كان يعير اهتماما كبيرا للأطفال بل إنه علّم بنت أحد أصدقائه الصغيرة لعبة الشطرنج. ويصف المقرّبون من توماس بيرنهارد أنه ودود في أغلب الأحيان وكريم وظريف؛ فهو كيلا يصرف عاملة المنزل بعدما صارت عجوزاً تعلّم كيّ قمصانه بنفسه�.

في نهاية الكتاب أسندت هيوستن اليأس إلى سبب ديني، وأنا في الحقيقة أتفق معها؛ فمن يقرأ سفر التكوين لن يكون في قلبه سوى اليأس والقنوط لأنه من نسل رجل عوقب بالنزول والضياع والتيه وامرأة عوقبت بالحيض والولادة، تقول ص/٣٣٩: ”إ� فكرة اليأس فكرة دينية لاسيّما من حيث تأكيدها بصيغة (سحرية) على أمور تتنافى مع العقل: في الواقع إن عبارة (أنا نادم على امتلاكي جسداً) لا تقلّ لامعقوليّة عن (أم المسيح عذراء)، وعبارة (الوَحدة هي حقيقة الكائن البشري) هي أمنية مستحيلة مثلها مثل (هنالك حياة بعد الموت)“� لكن يا هيوستن ماذا عن عبارة (الإجهاض المشروع) في ص/٢٦ أليست أكثر تناقضاً من كل العبارات التي ذكرتيها؟ فكيف بقتل النفس المجرّم أن يكون مشروعاً لأن الإنسان صغير ضئيل لم يأتي للوجود بعد؟!

ختاماً،
لا حاجة لي بأن أكثر الحديث قدحاً في العدمية كما فعلت نانسي هيوستن بل يكفي أن أسأل العاقل أن يقارن بين العدمية التي تقول: لا هدف ولا فائدة ولا معنى.
وبين قول الله سبحانه وتعالى: (وَأَن لَّیۡسَ لِلۡإِنسَـٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ * وَأَنَّ سَعۡیَهُۥ سَوۡفَ یُرَىٰ * ثُمَّ یُجۡزَاهُ ٱلۡجَزَاۤءَ ٱلۡأَوۡفَىٰ * وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلۡمُنتَهَىٰ) سورة النجم ٣٩-٤٢.
Profile Image for منة عبد الفتاح .
256 reviews51 followers
April 25, 2024
لا بأس به علي الإطلاق!
تجربة هدم اصنام الفلاسفه العدميين لذيذه للغايه ، تستعرض فيه الكاتبة مدخل لكيف تسربت العدمية الي الادب الاوروبي و هي مقدمه جيده وان كنت اجدها ضعيفه قليلا و يكفينا في فهم السبب احدي فقرات الدكتور عبدالوهاب المسيري في مقارنته بين الرؤيه،الغربيه و الرؤيه،الاسلاميه للحياه،والانسان لنفهم منبع السواد الأوروبي،
كذلك تستعرض الكاتبه خلفيه حياه عمالقه العدميه أمثال صومائيل بكيت، وإميل سيوران، وتوماس بيرنهارد، ��ميلاند كونديرا، وألفريدا يلينيك، وميشيل ويلبيك و هي اسماء تثير الرعب في نفوس عبيد الحضاره الغربية لانها قدس اقداسهم .

و تسخر الكاتبه منهم سخرية لاذعه لا تتمني معها أن تكون معارضا لها في الرأي حتي لا تكون ضحيتها التاليه ! لكنها رغم هذا بالغت في ارجاع سبب عدمية الكتاب الي طفولتهم و مسقط رأسهم حتي تشعر انك تشاهد فيلم يسير علي نفس الحبكه، طفل مضطهد منزليا لشاب غاضب لكاتب حاقد و ده سطح كتير منهم بس مش مشكله عشان الناس دي محتاجه اللي ينزلهم قدرهم بعد سنين طويلة من سيطره أفكارهم - واللي بعدها ما،زال مسيطر - علي رقع كبيره من العالم .

الكاتبة فخورة بنسويتها وربما كانت هذه لها كرامه تحفظ بها لنفسها تواجدا في خط النار أمام الاجنده الغربيه ، لكنها رغم ذلك لم اجدها بالغت في النسوية بحيث تقع نفسها محل النقد .
كذلك لها حس فكاهي لطيف نقله المترجم ببراعه وإن كان جانبه الصواب قليلا في بعض الاجزاء و خاصه تيمه "الربة سوزي " فقد كانت غير مناسبة و غير سلسة و لكن يحترم تحريه الدقة .

الكتاب مسهب و بعض صفحاته يجب المرور عليها بسرعه تجنبا للملل و تضييع الوقت ، لكن رسالة الكتاب مهمه و جرأته منعشة بلا شك .

ومن مسك الختام الفقره الاخيره للكاتبه تعلنها فيها صريحه: "العدميه عبث" ، حيث تقول :
"إن الحياة البشرية جديرة بأحكام أقل تسطيحاً من ثنائية : أمل / يأس، فهي في آن معاً رائعة ومرعبة ، مسلية وفظيعة، نبيلة وبذيئة، خير وشر. إنها معقدة، وبالتالي يتعذر توقعها، وهذا يجعلها مثيرة للشغف، هذا هو شرط تفكيرنا والنبع الوحيد لضوئنا. الحياة ليست عبثية ولا غير عبثية؛ إنها كائنة، وهي ما يصنعه الناس بها.أما فلسفة العدم؛ فهي عبثية فعلاً وقولاً."

والحمدلله على نعمة الاسلام .
Profile Image for Ekhlas Alsuwaidany.
156 reviews10 followers
July 20, 2021

قد يبلغ اليأس بالإنسان حداً يجعله يستنكر ويكره وجوده ، حياته ومولده ، إنسانيته وعلاقاته ، والديه وحتى أبناءه - إن وجدوا صدفة أو خطأً - ، كل هذا مامر ابتداءاً بالميلاد وانتهاءاً بالموت صدفة بحتة وعبث في عبث ، لا جدوى منه ولا هدف .
تتبعت نانسي هيوستن في كتابها ٣ أجيال من الأدباء الأوربين العدميين وأسمتهم " أساتذة اليأس " ثم فندت بعض ما قالوا.

أساتذة اليأس
نانسي هيوستن Nancy Huston كاتبة كندية فرنسية
إصدار دار كلمة الإماراتية
ترجمها عن الفرنسية : وليد السويركي
عدد صفحات الكتاب : 360 من القطع المتوسط

يتكون الكتاب من ١٣ فصل كل فصل يحكي عن أديب أو أكثر من الأدباء الأوربيين الذين عُرفوا بالعدمية مثل مثل
ارثر شوبنهاور
صامويل بيكيت
إميل سيوران
ميلان كونديرا وغيرهم


بين كل فصل وفصل فاصل قصير عبارة عن تجربة شخصية - نص مقدس- مقال مساند- اقتباسات من فيلم-اقتباسات من كتب- نص أدبي نثري أو شعري.

ومما ورد في الكتاب من اقتباسات
"�" لا فائدة من الندم على أي من أفعالنا الماضية ، لأنه إذا كنا قد تصرفنا على نحو ما ، فالسبب هو أنه لم يكن في وسعنا التصرف على نحو آخر"

⁧�
"كنت وحدي مع والدتي في البيت، يروي إميل (سيوران) ، حين أصابتني نوبة مفاجئة، فارتميت على السرير صارخاً: لم أعد أحتمل، لم أعد أحتمل!
‏وردّ� أمي: لو كنت أعلم، لأجهضت نفسي�

" إلام يعود هذا التباعد الذي ما انفك يتسع ، في مطلع القرن الحادي والعشرين ، بين ما نرغب في أن نحياه ( تضامن- عطاء- ديمقراطية) وما نرغب في أن نستهلكه كثقافة ( انتهاك - عنف - عزلة- يأس)؟ "


تظهر بين مقطع وآخر وفكرة وأخرى " الربة سوزي" وهي الصوت الساخر لهيوستن ! حينما تريد أن تفند و" تشرشح " فكرة لكاتب عدمي .

أعجبني الكتاب ، اسلوب نانسي محفز جدا رورحها واضحة من خلال تجاربها التي تطرحها ومقارناتها لتجارب الكتاب بتجاربها ولو استرسلت اكثر لكان الكتاب شخصياً قليلاً
الربة سوزي صوت نانسي الساخر وما لا تجرأ على طرحه مباشرة فجعلت ربتها حاجزاً بينها وبين القراء ( كدميه تلبس على الكف تخرج من تحت صندوق تتخفى نانسي تحته للتجنب النظر للجمهور)
هذه الربة الساخرة كانت احياناً تطرح أفكارها الهزلية المعارضة لتضحك الجمهور ثم تنصرف من غير تفنيد لاعتقادات الكاتب العدمي وتفكيكها فيظهر الموقف وكأنه موقف شخصي !! بين نانسي والكاتب وليس كتاباً مطروحاً للعموم .

ولفهم الكاتب العدمي كانت ترجع لطفولته وتبحث فيها ونشأته ومدينته وأصله وأفكاره وعلاقاته و دراساته وإخفاقاته وفشله ثم تعاونها الربة سوزي ( في شرشحته)

أحببت كثيراً الربط في النزعة العدمية بأحوال أوربا وظروف الحربين العالميتين
وتساءلت
كتابنا العرب ممن عانوا ظروفاً قريبة حديثة وأخص بالإشارة الكتاب العراقيين ولاحقاً السوريين ! هل سيتم دراسة نزعاتهم العدمية يوماً ما في كتاب!!!
Profile Image for Salsabeel Ashri.
4 reviews2 followers
January 11, 2022
تأخذنا نانسي هيوستن في رحلة عبر الزمن تحاول فيها تتبع الكُتّاب العدميين وكيف انتهى بنا الحال إلى تبجيل الكتب السوداوية، يفتح هذا الكتاب أعيننا على أمرين مهمين، التعميم في كتب أساتذة اليأس المنطلق من تجربتهم الفردية البائسة جدًا في العموم، والأمر الثاني استعداد القارئ للالتصاق بكلمات سوداوية واعتناقها وميل الناس عمومًا لقراءة الكلام الذي يصدمهم ثم توهم حقيقيته الزائفة التي من الممكن تفهمها في سياق زمني معين تنتهي بانتهائه، ترك هؤلاء الفلاسفة إرثًا بليغًا بلا شك لكنه لا ينبغي بالضرورة أن يكون صحيحًا.
Profile Image for Rami Farhan.
97 reviews19 followers
March 17, 2016
ناجح نقدياً ، فاشل دراسياً ..
الكتاب رائع ويضهر مجهود كبير ، لكن لي انتقادات كثيرة خصوصاً للفصول الأولى بما يتعلق بشوبنهاور وبيكيت وسيوران، إضافة إلى تناقض الشكل الذي بني عليه الكتاب مع مقدمة الكتاب ، التي قالت عنها نانسي انها دراسة!!
*فرق كبير بين الدراسة القائمة على الحياد وبين النقد الذي يخضع لآراء الكاتب، وهي التي أدخلت وجهة نظرها في العدمية وجزء من تأثرها مسبقاً بالعدمية التي سرعان ما نقضت رأيها فيها وأضعفت من شأنها في الخاتمة. فهو كتاب نقدي وليس دراسة ولا يستحق ان يذيع صيته كدراسه.
*قالت لن تحلل شخصية الكاتب { أنا لا أسعى هنا الى ذمهم او حتى إلى إصدار حكم قيمة أدبي بحقهم} ولكنها فعلت عندما قالت على لسان الربة سوزي ان شوبنهاور كان ينقصه الحب! حسناً الكتاب نقد شخصي ولكنني انزعجت من تدخلاتها الكثيرة وآراء ماكان لها من داعٍ.
*فاشل دراسيا ولا يستند الى الحياد كدراسات كولن ولسن(العظيمة الحياد) في سلسلة دراسته التي قدمها عن (أدب اللامنتمي) الشبيه نوعاً ما بكتابات العدميون.
هي كتبت عن فلاسفة العدمية من محور نقدي لاذع "بتخطيئهم" وتقول انه دراسة! على أي حقيقة استندت انهم على خطأ علماً أن ما من حقيقة هناك!
*يقول شوبنهاور: (كل حب، حتى لو مسّ الهواء الأكثر أثيرية ، يجد أصله الوحيد في الحاجة الجنسية ؛ بل انه ليس شيئاً سوى حاجة جنسية...)
وتقول هي معقبة: (ليس الحب بين البشر مجرد وهم يمكن النوع من غايته: الاستمرارية. ياله من فكر هزيل ومحدود! ياله من فكر زائف!) من طلب رأيها؟
تقول ان آرثر مخطأ هو وأقرانه وأن ما من استاذ يأس سيجعلني أعتقد أن الأمر لم يكن يستحق عناء أن أحيا تلك اللحظات.
وترجع تؤكد في الخاتمة بعد الانتقاذ اللاذع للعدمية( إنني أعلن أن الحياة تستحق الإهتمام ولن يجعلني أي عدمي بعد اليوم أن أحيد عن رأيي هذا) ، بل وصلت لتقول: ( القضاء على الإنسانية هذا ما يعلمنا إياه هؤلاء الأساتذة!)
خلافاً لتدخلاتها المزعجة بعد أقوال بيكيت وسيوران وتقديمها للحلول العلمية والإجتماعية! لا أعرف من طلب منها هذا التدخل!
إذا لا يهمنا فالكتاب نقدي ومتناقض صريح مع المقدمة التي قالت عنها دراسية ولن تتدخل في التحليل. -هذا ما قلت ملاحظتي له بالفصول اللاحقة-

**في ما يخص العدمية كفلسفة أضن أن من لوازمها الضجر (بما في ذلك من الافكار العدمية نفسها) وهذا يعني التجديد والاتيان بشيء اكثر عدمية في الخطاب وهو شيء شبه مفقود، لم يظهر عدميون جدد ولم تتطور العدمية بالشكل المتوقع منها ، بل حتى محاورها كفلسفة ضلوا يلوكوها منذ شوبنهاور إلى سارة كين التي لمست عندها الإختلاف والتجديد في مسرحيتيها (مدمرون و ذهان4:48) أو ربما نحن العرب من نعاني من قلة السماع بهم (كميشيل والفريدا وكيرتش وبرنهارد كان في هذا الكتاب فرصة تعرفي اليهم) وهذا رأيي الشخصي وليس دراسة!
Displaying 1 - 30 of 120 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.