إن لأهل السنة منهج متميز في الاستدلال على أمور الشريعة عامة، وعلى مسائل الاعتقاد خاصة، هذا المنهج الذي باين بينهم وبين الفرق والنحل الأخرى، غير أنه ورغم شيوعه في أوساط أهل السنة واعتمادهم إياه، لا يكاد يوجد مجتمعاً في مؤلف من مؤلفاتهم، ولا منصوصاً على جميعه، وإنما على بعضه، والبعض الآخر يحتاج إلى استقراء واستنباط، وهو الذي حاول الباحث عثمان بن علي الوصول إليه في هذا الكتاب والذي جاء ضمن جزءين. وقد تناول النقاط التالية:
التعريف بأهل السنة والجماعة ومن ثم خصائص منهجهم في تقرير مسائل الاعتقاد. وتحدث بعد ذلك عن المصادر التي يستقي منها أهل السنة مسائل الاعتقاد، حيث قسمها إلى مصادر رئيسية وأخرى ثانوية. وانتقل بعدها إلى قواعد الاستدلال على مسائل الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة التي جاءت ضمن عشرة قواعد تحدث عنها بالتفصيل ليتناول بعد ذلك موضوع لوازم منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد عندهم والذي جاء ضمن خمسة فصول بيّن في أربعة منها موقف أهل السنة من أهم وأخطر القضايا التي أثيرت في الساحة الإسلامية، وفي الخامس ذكر بعض القواعد التي تعين في الرد على المخالفين ودحض شبهاتهم.
كتاب مفيد جداً في بابه، منظم ويتوسع في التوضيح، مقسم إلى ثلاثة أجزاء رئيسية هى:
� الجزء الأول/ يتحدث فيه عن مصادر الإستدلال على مسائل الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة، وهي: (القرآن الكريم - السنة النبوية - الإجماع - العقل - الفطرة)
� الجزء الثاني/ يتحدث فيه عن قواعد الإستدلال على مسائل الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة، ويتضمن عشر قواعد تُعد بمثابة المعالم الرئيسية لمنهج أهل السنة في التعامل مع نصوص الكتاب والسنة، وهي:
▪︎القاعدة الأولى: الإيمان بجميع نصوص الكتاب والسنة. ومن فوائد الإلتزام بهذه القاعدة: ١- يحقق النجاة من مذاهب المبتدعه، حيث قَبِلت كل طائفة منهم ما وافق هواها، وردت غيره بأنواع التحريفات والتضعيفات ٢- دفع توهم التعارض بين النصوص واختلافها.
▪︎القاعدة الثانية: اشتمال الكتاب والسنة على أصول الدين دلائله ومسائله. فكل ما يستحق أن يسمى أصول الدين قد جاء بيانه في الكتاب والسنة بياناً شافياً قاطعاً للعذر، مع بيان أدلته وسُبُل الاهتداء إلى معرفته.
▪︎القاعدة الثالثة: لا نسخ في الأخبار ولا في أصول الدين وتعنى أن مسائل الاعتقاد - من الإيمان بالله تعالى واسمائه وصفاته وأفعاله ورسالاته واليوم الاخر ونحو ذلك من الأمور الثوابت التي جاءت بها جميع رسل الله تعالى من لدن آدم إلى محمد عليه الصلاة والسلام لا يدخلها نسخ أو تعديل . ومن فوائد الإلتزام بهذه القاعدة: أن القول بثبات أصول الدين والإيمان وبراءتها من النسخ والتعديل فيه تحقيق صفه "العلم" لله تعالى على الوجه الذي يليق بذاته العليه.
▪︎القاعدة الرابعة: رد التنازع إلى الكتاب والسنة. فالامور التي تتنازع فيها الأمة في الأصول والفروع إذا لم ترد إلى الله والرسول لم يتبين فيها الحق بل يصير فيها المتنازعون على غير بينه من أمرهم، فكما قال ابن القيم: ( ولو لم يكن في كتاب الله وسنه رسوله بيان حكمة ما تنازعوا فيه ولم يكن كافياً لم يأمر بالرد إليه، إذ من الممتنع أن يأمر سبحانه وتعالى بالرد عند النزاع الى ما لا يوجد عِنده فصل النزاع)
▪︎القاعدة الخامسة:درء التعارض بين نصوص الكتاب والسنة. فلا يوجد تعارض ولا اختلاف بين نصوص الكتاب والسنة وأن ما يُظن من تعارض واختلاف بين بعض النصوص فذلك بحسب الظاهر لا في نفس الأمر.
▪︎القاعدة السادسة: درء التعارض بين النقل والعقل. فمما ينبغي اعتقاده أن نصوص الكتاب والسنة الصحيحة الصريحة لا يُعارضها شيء من المعقولات الصريحة، فكما قيل: كل من قال برأيه وذوقه وسياسته مع وجود النص أو عارض النص بالمعقول، فقد ضاهى إبليس حيث لم يُسلم لأمر ربه حيث قال: {أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ}
▪︎القاعدة السابعة: ظواهر النصوص مطابقة لمراد الشارع. فالأصل في نصوص الكتاب والسنة إجرائها على ظاهرها -المراد بالظاهر هو ما يتبادر إلى الذهن من المعاني وأنه ليس لها معنى باطن يخالف ظاهرها- دون تعرض لها بتحريف أو تعطيل ونحوهما، واعتقاد أن ظاهرها يطابق مراد المتكلم بها، ولا سيما ما يتعلق منها بأصول الدين والإيمان إذ لا مجال للرأي فيه. ومن أهم فوائد هذه القاعدة عدم التكلف في الدين والتقول على الله والافتراء على رسوله.
▪︎القاعدة الثامنة: ظواهر النصوص مفهومة لدى المخاطبين فكلام الله سبحانه وكلام رسوله عربي مبين، وظاهره غاية في البيان، وهو مفهوم لدى المخاطبين من أهل اللسان العربي، ولا سيما ما يتعلق من ذلك بأصول الدين والإيمان والتي كثر فيها خوض المتأخرين واختلافهم.
▪︎القاعدة التاسعة: الإيمان بالمتشابه والعمل بالمحكم. المحكم: هو البيِّن الواضح، الذي لا يفتقر في بيان معناه إلى غيره، وذلك لوضوح مفرداته وإتقان تركيبها. والمتشابه: يقال لكل ما غمض ودق، فهو يحتاج في فهم المراد منه إلى تَفكر وتأمل، إذ أنه محتمل لمعاني كثيرة ومختلفة والواجب علينا الإيمان بالكتاب كله محكمه ومتشابهه.
▪︎القاعدة العاشرة: حُجيه فهم السلف الصالح لنصوص الكتاب والسنة. فالسلف الصالح من الصحابه والتابعين وتابعيهم أقرب عصراً من النبوة، وأعمق صلة بكلام الله ورسوله، وأعظم عمقاً في إدراك معاني النصوص - وذلك لكثرة صحبتهم واجتماعهم بصاحب الرسالة أو من نَقل عنه من أصحابه - كما كانوا أصح لساناً وأفصح بياناً، لذا كان فهمهم لنصوص الكتاب والسنه ولا سيما ما يتعلق منها بمسائل الاعتقاد حُجة على من بعدهم.
� الجزء الثالث/ يتحدث فيه عن موقف أهل السنة من أهم وأخطر القضايا التي أُثيرت في الساحة الإسلامية وهي: ( التأويل - التفويض - المنطق الأرسطي - الكشف والرؤى)، وذكر في الجزء الأخير منه بعض القواعد التي تُعين في الرد على المخالفين ودحض شبهاتهم، وختم كتابه ببيان حكم المخالفة لمنهج أهل السنة في تقرير العقيدة ونتائج الإلتزام والمخالفة لهذا المنهج.
هذا الكتب يضبط لك قواعد الاستدلال ومناهج الاستنباط من النصوص , ويقيك من الانحراف في الفهم الذي وقعت فيه الطوائف الأخرى . تميز الكاتب بالاستيعاب الجيد للقضايا مع الأمثلة الكثيرة .
كتاب تأسيسي من الدرجة الأولى .. ومهم جداً في بابه .. ومن الكتب النادرة التي شرفت بصحبتها مدة طويلة من ضمن مميزات الكتاب التي لفتت نظري الترتيب الجيد ،والفريد للموضوعات .. والنقولات الكثيرة عن أئمة السلف والمتأخرين فيما يحتج به .. في ظل سهولة العبارة ووضوحها
وقد تواترت الدارسات العلمية الجادة على كشف كثير من جوانب الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة ، على سبيل الإجمال أو التفصيل ، كما اتجه كثير من الباحثين والمؤلفين نحو الرد على دعاوى الفرق المناوئة لأهل السنة ، وكشف زيف عقائدهم الباطلة ، ودحض شبهاتهم . لكني لم أقف على مؤلف عني بذكر وبيان طريقة أهل السنة في الاستدلال على مسائل الاعتقاد على الرغم من أهمية هذه القضية ؛ فلأهل السنة منهج متميز في الاستدلال على أمور الشريعة عامة ، وعلى مسائل الاعتقاد خاصة ، هذا المنهج هو الذي باين بينهم وبين غيرهم من الفرق والنحل الأخرى ، غير أنه � ورغم شيوعه في أوساط أهل السنة ، واعتمادهم إياه - لا يكاد يوجد مجتمعا في مؤلف من مؤلفاتهم ، ولا منصوصا على جميعه ، وإنما على بعضه ، وفي مواضع متفرقة تحتاج إلى تجميع وترتيب ، والبعض الآخر يحتاج إلى استقراء وأستنباط ، وهو الذي أريد الباحث معالجته في هذا البحث ؛ قاصدا بذلك إلى الآتي : أولا : بيان منهج أهل السنة في الاستدلال على مسائل الاعتقاد ، وأن يكون ذلك مجتمعا في مؤلف واحد . ثانيا : بيان اهمية تحديد المنهح للتفريق بين أهل السنة وغيرهم من الفرق والنحل ثالثا : بيان أن الأختلاف في المناهج هو الذي باين بين فرقة وأخرى ، ويلزم من ذلك الأختلاف في القضايا والمسائل التفصيلية ، إذ هو النتيجة الطبيعية للاختلاف في المناهج. رابعا : بيان أن الانتساب إلى الفرقة الناجية وإلى أهل السنة والجماعة هو في الحقيقة انتساب إلى منهجهم في التلقي والفهم والعمل .
جعل المؤلف البحث في مقدمة وتمهيد وثلاثة أبواب وخاتمة . أما المقدمة ففيها بيان أهمية الموضوع ، وسبب اختياره ، وعرض عام لمخطط البحث ، وبعض الضوابط المنهجية . أما التمهيد فيتضمن ثلاثة مباحث : الأول : أهمية المنهج في العلوم والمعارف عامة ، وفي علوم الشريعة خاصة . الثاني : التعريف بأهل السنة والجماعة . الثالث : خصائص منهج أهل السنة والجماعة في تقرير مسائل الاعتقاد . أما الباب الأول فبعنوان : مصادر الاستدلال على مسائل الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة : وفيه بيان المصادر التي يستقي منها أهل السنة مسائل الاعتقاد ، وقسمها المؤلف إلى مصادر رئيسة وأخرى ثانوية ، لكل مصدر فصل خاص به ، وهي على النحو التالي المصدر الأول : القرآن الكريم الثاني : السنة النبوية . الثالث : الإجماع . الرابع : العقل الخامس : الفطرة . تناو� كل مصدر بالبحث والمناقشة وذكر الأدلة والمسائل المتعلقة به وقد اجاد وافاد المؤلف جدا في هذا البحث حيث يضع القارئ على شاطئ الاعتقاد الصحيح الموافق لأهل السنة والجماعة. أما الباب الثاني : حيث قواعد الاستدلال على مسائل الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة ويتضمن عشر قواعد هي بمثابة المعالم الرئيسة لمنهج أهل السنة في التعامل مع نصوص الكتاب والسنة ، وهي التي تمايز بينهم وبين غيرهم من فرق الضلال وطوائف الابتداع ، وكانت على النحو التالي : - القاعدة الأولى : الإيمان بجميع نصوص الكتاب والسنة . - القاعدة الثانية : اشتمال الكتاب والسنة على أصول الدين دلائله ومسائله . - القاعدة الثالثة : لا نسخ في الأخبار ولا في أصول الدين . القاعدة الرابعة : رد التنازع إلى الكتاب والسنة . القاعدة الخامسة : درء التعارض بين نصوص الكتاب والسنة. السادسة : درء التعارض بين النقل والعقل . السابعة : ظواهر النصوص مطابقة المراد الشارع . القاعدة الثامنة : ظواهر النصوص مفهومة لدى المخاطبين . القاعدة التاسعة : الإيمان بالمتشابه والعمل بالمحكم. العاشرة : حجية فهم السلف الصالح لنصوص الكتاب والسنة .
أما الباب الثالث بعنوان لوازم منهج الاستدلال على مسائل ال��عتقاد عند أهل السنة والجماعة : ويتضمن خمسة فصول ، بين المؤلف في أربعة منها موقف أهل السنة من أهم وأخطر القضايا التي أثيرت في الساحة الإسلامية ، وفي الخامس ذكر بعض القواعد التي تُعين في الرد على المخالفين ودحض شبهائهم ، وكانت الفصول على النحو التالي : الفصل الأول : موقف أهل السنة من التأويل . الفصل الثاني : موقف أهل السنة من التفويض . الفصل الثالث : موقف أهل السنة من المنطق الأرسطي . الفصل الرابع : موقف أهل السنة من الكشف والرؤى . الفصل الخامس : قواعد في الرد على المخالفين ودحض شبهاتهم.
وخلال مناقشة النؤلف لتلك القواعد يتحرى أداب البحث العلمي من الانصاف وبيان الحق وبالأدلة وكذا المسائل المرتبطة ببعض هذه القاعدة او افراد القاعدة أما الخاتمة فبين فيها حكم المخالفة لمنهج أهل السنة في تقرير العقيدة ، ونتائج الالتزام بهذا المنهج ونتائج المخالفة له .
الكتاب ينقسم إلى لثلاثة أبواب الأول مصادر الاستدلال على مسائل الاعتقادعند أهل السنة والجماعة الثانى:قواعد الاستدلال على مسائل الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة الثالث: لوازم منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة - مصادر الاستدلال:قسمت إلى (القرآن الكريم � السنة النبوية-الاجماع- العقل- الفطرة) يبدأ المؤلف بالتعريف بالمصدر ثم الدليل على مصدريته من القرآن والسنة والرد على بعض الشبهات المثارة حول المصدر كحجية السنة مثلا،او ضوابط استخدام المصدر كالعقل -قواعد الاستدلال : وقسمها إلى عشر قواعد 1-الايمان بجميع نصوصا الكتاب والسنة 2-اشتمال الكتاب والسنة على اصول الدين دلائله ومسائله 3-لا نسخ فى الاخبار ولا فى اصول الدين 4-رد التنازع إلى الكتاب والسنة 5-درء التعارض بين نصوص الكتاب والسنة 6-درء التعارض بين النقل والعقل 7-ظواهر النصوص مطابقة لمراد الشارع 8-ظواهر النصوص مفهومة لدى المخاطبين 9-الايمان بالمتشابه والعمل بالمحكم 10-حجية فهم السلف لنصوص الكتاب والسنة والقاعدة قسمها إلى صورة القاعدة ثم فقه القاعدة ثم مذهب المخالفين لها والجواب عليها ثم أدلة القاعدة واخيرا فوائد الالتزام بالقاعدة 3-لوازم الاستدلال: وتكلم المؤلف عن الموقف من 1- التأويل 2-موقف أهل السنة من التفويض 3- موقف أهل السنة من المنطق الاسطى 4- موقف أهل السنة من الكشف والرؤى 5- موقف أهل السنة من المعرفة الصوفية مع ردود متوسعة عليهم وختم الكتاب بعشرين قاعدة فى الرد على المخالفين 1-إذا كنت ناقلا فى الصحة 2-موافقة النصوص لفظا ومعنى أولى من موافقتها فى المعنى دون اللفظ 3-لاينبغى بتر الدليل ،والاستدلال بجزئه 4-الحق يبقل من اى جهة جاء 5-الحق لا يعرف بالرجال،اعرف الحق تعرف رجاله 6-حكم كلام غير الشارع 7-السكوت عما سكت الله عنه ورسوله 8-الامتناع عن مناظرة أهل السفسطة 9-الباطل لا يرد بالباطل بل بالحق 10-عدم العلم بالدليل لي سعلما بالعدم 11-فى لازم المذهب 12-الاستدلال بالدليل المتفق عليه على المسألأة المتنازع فيها 13-الجمع بين المتماثلات والتفريق بين المتخلفات 14-المعارضة الصحيحة هى التى يمكن طردها 15-فى مخاطبة اهل الاصطلاح باصطلاحهم الخاص 16-التوقف عند الايهام والاستفصال عند الاجمال 17-طالب الحق يستفيد من رد أهل البدع بعضهم على بعض 18-القطعية والظنية من الأمور النسبية الاضافية 19-الاصطلاحات الحادثة لا تغير من الحقائق شيئا 20-الحيدة عن الجواب ضرب من الانقطاع
وختم المؤلف –جزا� الله خيرا- بنتائج الالتزام بمنهج أهل السنة فى تقرير مسائل الاعتقاد ونتائج المخالفة لذلك
بسـم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وبعد:
يقع الكتاب في جزئين، مجموعهما 746 صفحة والباقي للفهارس، قرأتهما مجموعين. الكتاب هدفه من عنوانه واضح موجه للمبتدئين، يقسّم الكاتب كتابه إلى عدة مباحث، كل مبحث يكرر فيه نفس الفكرة، يبدأ بالمبحث الأول فيعرفّ مصطلحات الفكرة أو المذهب، ويشرح عنه نبذه، ومن ثم يعطي مبحث ثاني ويعرض الافكار كمقدمات ونتائج أو يرد على الشبه المذكورة، وملموس اجتهاد الكاتب في الجمع بين الاختصار والسلامة من الاخلال. وعلى هذا كل ابواب الكتاب. حتى أن خاتمته كانت عبارة عن عرض نتائج لكل قاعدة أو مقدمة منصوصة.
لا أستطيع أن اذكر كل باب، فلست الخص الكتاب هنا، إنما أعلق وأنتقد ما رأيته يُنتقد. لذلك ساشير إلى نقاط:
* عامةً لغة الكتاب سهلة جدًا، تعب عليه، وسلك منهج جيد وأن كنت أخالفه فيه، الكتاب يعلمك كيف أن ابن تيمية -رحمه الله- أبو السلفية، لا يكاد يخلوا منه موضع الا ودليله عليه قول ابن تيمية، بل الكتاب اشبه بالترتيب وجمع لاقوال ابن تيمية بالعقائد. لغة الكاتب واطلاقاته في بعض التعبيرات التي يصف بها المخالف (مستفزة ومزعجة) خاصة أن هذا الكتاب موجه للمبتدئ، هذه الاطلاقات التعبيرية وتقديم النتائج الجاهزة (تجرئ الجاهل على ما لا يعلم)، فيه نوع من حصر النتائج واللوازم.
* من الاشياء التي لا احبها في كل متمذهب، هم قالوا وهؤلاء قالوا (ونحن اخترنا الوسط) اذن نحن اهل السنة. على اي اساس ترى أن سكوتك عن ذلك، هو اختيار وسط؟ لعله خيار ثالث، لا انفي صحته لكنه خيار. فضلًا عن الأسلوب الحاد في وصف المخالف، نعم هناك مخالفين قالوا من الكفريات والمساوئ ما لا ينفع معه استدلال انما زجر ولوم، واتفهم الذم فيها، هناك نقاط كثيرة اتفق معها قالها ومثلها كثير اختلف معه ان لم يكن بالمضمون فبالاسلوب.
* فكرة عرض الشبهة، ثم الجواب عليها، فكرة ركيكة، لا بأس عندي بعرض الشبهة، لكن ليس كل شخص يحسنها. وكذلك لا احب عرض هذه الشبه على نفوس مبتدئة، لا تعطي الامور مواضعها، ولا اقصد انها ستتاثر بالشبهه، بقدر من انها ستتوهم بكمال الإجابة وتستحسنها.
* ويلخص المذهب السلفي أو الحجة فيه هذا النص صفحة ١٧٨ : « -فإن كثيرا من مسائل الاعتقاد- بعد معرفتها والعلم بها عند العقول - لا تدرك العقول حقيقتها وكيفياتها؛ كصفات الله تعالى وأفعاله، وحقائق ما ذكر من أمور اليوم الآخر من بعث ، وحساب ، وجزاء ، وما في الجنة والنار من النعيم والعذاب؛ والعقل وأن كان لا يدرك ما هي عليه من الكيفيات، فهو - أيضاً - لا يحيل ذلك، ولا يمنع إمكان وجوده؛ لأن عدم إدراكه إنما هو نتيجة افتقاره إلى وسائل العلم بها ، فالعلم بالشيء فرع عن تصوره، والتصور لا يقوم إلا على معطيات حسية، وهذا أمر متعذر بالنسبة لمسائل الغيب، والشريعة -كما قيل- جاءت بمحارات العقول لا محالاتها.»
* في الصفحة ٦٣١ ذكر كلاماً : «ثم إن الغزالي رجع عن ذلك - كما تقدم - وبين عيب المنطق ولوازمه الفاسدة، ونهى عنه وحذر منه، فلا حجة - بعد ذلك - في أول قوليه؛ لكنها فتنة كفتنة الأشعرية: رجع أبو الحسن الأشعري إلى مذهب السلف وما زال المنتسبون إليه على مذهبه الأول؛ فلا به اقتدوا، ولا لصحيح الأدلة وصريحها اتبعوا.» قلت: وهذا كلام فيه من الإطلاق، ما يبخس الأشاعرة. وينبغي البحث وراءه، ولست بموضع عرض نتائج بحث، فلازم هذا القول والاطلاق أنهم اتبعوا الهوى أو الظن، وتركوا اليقين.
* وفي نفس الصفحة رده على مذهب المجوزين لتعلم المنطق، ركيك وسخيف شوي، وليست هذه المرة الأولى بالردود، يعني فيه حصر على اختيار مذهب على طريقة (قالوا كذا والرد كذا، قالوا كذا والرد كذا، اذن الثالث قال كذا وهذا الحق -ان شاء الله- وفيها من الوسط) المشكلة على مسائل احياناً لا تستحق هذا او كما يقولون (ظنية)
* في الصفحة ٦٧١: في رده على مذهب قال: «الثاني: أن مشاهدة القدر تؤدي إلى اسقاط التكليف من الأمر والنهي، فلا يفرق المشاهد للقدر بين مأمور ومحظور…�. بل تستوي عنده محاب الله تعالى ومكروهاته » هذه فيها إشارة إلى انك مسير لا مختار. ولعلها هفوة ما انتبه لها، رغم انه يكرر فكرة (لازم القول)
� في الختام: الكتاب لا بأس به، استفزني بنقاط كثيرة، في اسلوبه واطلاقاته في التعبير والوصف والمبالغة، كذلك فكرة (وضع قواعد) هذه فكرة لا احبها كثيرًا وان كانت القاعدة المنصوصة جيدة، الا ان فكرة حصر الامور بقوالب وقواعد هذه نضيق انفسنا فيها، كذلك في ذم بعض العلوم العقلية اختلف معه وفيها مبالغات.
- القراءة للمعاصرين، أو الخلف، في مسائل ومنها العقيدة، لا تستهويني، ولو درب الانسان نفسه على لغة المتقدمين وحصّل من علوم الآلة ما يعينه لكان احرى وأفضل له، ان يقرا لابن تيمية مباشرة والغزالي والرازي افضل من وسيط يلخص ويحلل ويضع نتائج على حسب فهمه وتقليده لما يرى.
قرأت هذا الكتاب ضمن برنامج البناء المنهجي، وكان هو الخاتمة التي أكدت الرغبة بترك هذا البرنامج الطيب، فأسأل الله الخيرة والبركة فيما هو قادم. والحمد لله.
كتاب مهم؛ سهل، وفيه تحرير، وجمع طيب، يقع في مجلدين (=٧٥٠ صفحة تقريبا)، وهو رسالة ماجستير، نُوقشت عام ١٤١٠، وكان من الممكن طبعها في مجلد واحد، وهو ما أرجوه في طبعة جديدة، تُراجع فيه بعض الأخطاء، والتي منها أخطاء في بعض الآيات. جزى الله مؤلف الكتاب خيرا.
كتاب ثري ومرجع مهم جداً في علم الاعتقاد ؛ صحح الكثير من المفاهيم الخاطئة عندي و عالج الشبهات وأجاب عن الكثير من التساؤلات ، أنا بعد هذا الكتاب لست كما كنت قبله . أسلوب الكاتب 💯💯
تأصيل مميز وبسط وافي، بتقريره المنهج هنا لزم من ذلك رده على الطوائف المبتدعة ، وهذا مسلك مهم في رد الباطل؛ تقرير الحق، وقد قال الله: فماذا بعد الحق إلا الضلال. والأجمل أن المؤلف كان حريصاً على إيراد مسائل التكفير وموانعها وشروطها حتى لا يتسهل فيه في كل من خالف منهج أهل السنة والجماعة ومن قلة العناية بهذه المسألة نبتت نبتة الحدادية المشؤومة.
هذا الكتاب فرض عين على طلاب العلم الشرعي عموماً والمتخصصين في دراسة العقيدة الإسلامية على وجه الخصوص .. لم أرَ مثله في بابه ، كتاب ماتع يضبط كيفية التعامل مع نصوص الاعتقاد في الكتاب والسنة وكيفية الاستدلال بها والرد على المُخالفين
الحمد لله وحده. بعد رحلة معرفية إيمانية قيمة، انتهيت في هذه الليلة المباركة من الجزء المقرر علينا من هذا السِفر العظيم. اكتفينا في البرنامج بالبابين الأوليين، المتمثلين في مصادر الاستدلال على مسائل الإعتقاد عند أهل السنة والجماعة، وهي تباعا: الكتاب، السنة، الإجماع، العقل، والفطرة. أما الباب الثاني الذي أسماه الكتاب: قواعد الاستدلال على مسائل الإعتقاد عند أهل السنة والجماعة بعد تتبعه واستقراءه لمنهج السف، وهي متمثلة في عشر قواعد: 1-الإيمان بجميع نصوص الكتاب والسنة ٢-اشتمال الكتاب والسنة على أصول الدين: دلائله ومسائله ٣-لا نسخ في الأخبار، ولا في أصول الدين ٤-رد التنازع إلى الكتاب والسنة ٥-درء التعارض بين نصوص الكتاب والسنة ٦-درء التعارض بيم النقل والعقل ٧-ظواهر النصوص مقابلة لمراد الشارع ٨-ظواهر النصوص مفهومة لدى المخاطبين ٩-الإيمان بالمتشابه والعم بالمحكم ١٠-حجية فهم السلف الصالح لنصوص الكتاب والسنة
كتاب يصعب التعليق عليه قرأت المجلد الأول أعجبني في طريقة الاستدلال التدرج يصل إلى نتيجة من مقدمات تعتبر بديهيات... كتاب نافع تعلمت منه كيف يكون الاستدلال
تم بحمد الله، حتى صفحة 528 كتاب مفيد ومرجع مهم في علم الاعتقاد يؤسس لقواعد عشرة لمنهج الاستدلال عند اهل السنة والجماعة وخصوصا قواعد معتبرة عند أهل الحديث
كتاب رائع، وعلم نافع، وتأصيل ماتع، لا ينبغي أن تخلو منه مكتبة طالب علم، وجزى الله خيراً القائمين على برنامج البناء المنهجي الذين عرفونا بهذه الدرر السنية.
سبحان الله من خلال الكتاب ترى بوضوح أنَّ أصل الانحرافات في الفرق هو عدم الانطلاق من الوحي كمصدر أول في تقرير المسائل! إما بتقديم علوم أو ثقافات أخرى أو آراء أو أهواء أو غير ذلك. وتعرف حينها قَدْر اصطلاح "أهل السنة والجماعة"، وتطمئن نفسك على ما أنت عليه من منهاج متزن موافق لما أراد الشارع، وتحمد الله أن سلّمك من كل هذا الزيغ.
والحمدلله أيضًا الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، فقد رتب الكتاب مسائل كثيرة في الذهن!