ولد بدر الديب (بدر الديب حب الله الديب) العام 1926 بجزيرة بدران بالقاهرة، وتخرج في قسم الفلسفة كلية الآداب جامعة القاهرة العام 1946، ودرس لمدة عام علم الجمال في جامعة السوربون علي يد ايتيين سوريو العام 1948، ودرس في جامعة كولومبيا مدرسة المكتبات، وحصل على درجة الماجستير في علوم المكتبات 1953، ودرجة مهنية للتأهيل للدكتوراه في علوم المكتبات يناير 1960، وقد تولى العديد من المواقع الثقافية المهمة مصرياً وعربياً ودولياً منها خبير اليونسكو في التوثيق التربوي وخبير للأمم المتحدة، وأستاذ غير متفرغ لتدريس تاريخ المسرح والنقد المسرحي بمعهد الفنون المسرحية، ورأس تحرير جريدة المساء القاهرية بين عامي 1967 و1986، أما دراساته وكتاباته الإبداعية وترجماته وتحقيقاته التراثية فهي كثيرة ومتعددة، فمن أعماله الروائية (أوراق زمردة أيوب) و(حديث شخصي) و(إجازة تفرغ) و(إعادة حكاية حاسب كريم الدين وملكة الحيات)، وفي الشعر له (حرف ال ح) و(إعادة حرف ال ح)، وفي المسرح له (الدم والانفصال) و(مرجريت امرأة غريبة)، وفي الترجمة له (الموت والوجود) لجيمس ب .كارس، و(تاريخ علم الجمال) لجلبرت وكون، وفي الدراسات له ثلاثة مجلدات من المقالات النقدية والدراسات المنشورة في الجرائد والمجلات المتخصصة، وله ترجمات لمسرحيات لشكسبير ووليم سارويان وتشكوف وكوفمان، هذا فضلاً عن تحقيقاته التراثية مثل (طبقات بن سعد) و(خطط المقريزي) و(رحلة أبي جبير).
هل الإنسان في رحلة بحث دائمة؟ أقصد داخل نفسه بالطبع! وهل تستحق الحياة هذا الجهد الكبير لمعرفة شيئًا من المستحيل، أو الوقوف على عتبة بابه؟ ما فعله بدر الديب الكاتب والمثقف في هذا الكتاب هو رحلة بحث شاقه داخله، من خلال تجربة في الديالكتيك محاولًا وصفها، لم يعجبني إلَّا النصف الثاني من الكتاب بداية من الكتاب الأول وحتى الرابع تحديدًا، ولأكون منصفًا لم أفهم إلَّا هذا الجزء، وكان كفاية عليَّ. القيمة والمستحيل! ما فهمته أن في كل مرة تحاول الوصول للمستحيل ينفلت منك، أو يسبقك بخطوة. بدر الديب هنا في هذا الكتاب متشوق للمعرفة، ويؤنب نفسه كثيرًا إذا لم يحصل عليها. تأثير ألف ليلة وليلة واضح جدًا، إذ يتخذ الكاتب من حكايات ألف ليلة ولية منهجًا يمشي عليه، حكايات مماثلة يحاول أن ينطلق من خلالها، وقد نجح، كنت مستمتع جدًا في هذا الجزء أثناء قراءته.