What do you think?
Rate this book
في ماهية الرواية
في هذا البحث المسهب يقدم المفكر العربي الطيب بو عزة تحليلا لنظرية الرواية مع قراءات نقدية لنماذج روائية شهيرة. وبذلك توزع الكتاب على بابين
- GenresLiterature
345 pages, Unknown Binding
First published January 1, 2013
13 people are currently reading
396 people want to read
About the author
الطيب بوعزة
21books377followersباحث وكاتب مغربي حاصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة، من كلية الآداب، جامعة محمد الخامس بالرباط. ويعمل حاليا أستاذا للتعليم العالي في المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين/ طنجة، له مجموعة كثيرة من المقالات والدراسات منشورة في مجلات وصحف محلية ودولية. صدر له مجموعة من الكتب من بينها: كتاب "مشكلة الثقافة". كتاب "قضايا في الفكر الإسلامي المعاصر". كتاب "مقاربات ورؤى في الفن" كتاب "نقد الفكر الفلسفي من جزأين. يشرف الطيب بوعزة على التحكيم العلمي لبحوث قسم الدراسات الفلسفية والعلوم الاجتماعية بمؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث.
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 15 of 16 reviews
October 6, 2020
أتذكر المرة الأولى التي قرأتُ فيها رائعة صمويل بيكيت، ( في انتظار جودو) و تطلَّب الأمرُ مني تأمُّلًا طويلًا سقيمًا و صحبةً رأيتُها لا تنتهي مع شخصيْ المسرحية الرئيسيين، استراجون و فلاديمير، حتى أصل إلى تحديد كُنه جودو، و يبدو أنّني كنتُ غريرةً وقتذاك حين اعتقدتُ أنّ تحديدَ ماهيّة جودو ألْغَزُ الاستفهامات قاطبةً، بل يوجد ما هو أسوأ و أشدُّ ضلالًا، أن يستفهم كاتب في بداية كتابه عن ماهية الرواية، و ينتهي الكتاب و تُغْلَق صفحاته و تُرْفَع الأقلام، و لا نجد ماهيةً للرواية، ذهبتُ مع الكاتب و عدتُ بخفي حنين، لا أدري ما الرواية بالفعل -حسب منظوره- و أظن أن قراءتي لهذا الكتاب كانت إهدارًا للوقت مع استمتاعي بعض الشيء بمفردات عربية رصينة كانت مُسوِّغًا لرفع تقييمي بعض الشيء.
...............................................
درستُ الرواية دراسةً أكاديميةً و ظننتُ حينها أن الله ابتلاني بتلك المُقرّرات التي تفرض عليّ استظهار أسماء الأدباء و مؤلفاتهم، أسماء كثيرة فَصَلَتْ بين الطالب و بين استمتاعه بما يحفظ، و في بعض الأوقات كان يُفْرَضُ عليّ أن أحفظ مقدمة الرواية كذا، فكنت أُدقق القراءة في الفصل الأول من كل رواية قد قُرِّرَت علينا مُتأسّفةً على مآل المتعة الأدبية، و لكنّي أتذكر أنّ بداية هذا المنهج بأكمله اُفْتُتحتْ بالتساؤل البَدَهيّ عن ماهية الشيء المدروس، ما الرواية؟ كيف تتمايز عن غيرها من فنون السرد؟ و عرََفتُ الفرق الأكاديمي أو المعيار الذي من الممكن أن يكون موزانًا عامًّا، لم أكن تائهةً، بل اكتملت عندي ماجَرَيَات التطورات التاريخية بكل نظام، و اكتملتْ رحلتي حتى نهايتها في هذا المقرر، ليتضح لي بكل جلاء أن هذا الكتاب لم يروِ ظمئي للرواية، و لم يكتب لنا عن ماهية الرواية شيئًا، و لم يجد إجاباتٍ لتساؤلاته هو! فكيف له أن يُجيب القارئ؟
والله ما صنع الكاتب غَيْر تجسيرٍ للهُّوات في بداية حديثه عن الرواية، جاء و رصَّ لنا أوجه النظر المتباينة عن تعريف الرواية، فتارةً يعكس لنا أوجه النظر الأكاديمية الجامدة، و تارةً يتراجع و يقول لا لا خذوا التعريف من أفواه أهل الحرفة، فيرصُّ لنا أوجه نظر بعض الأدباء، و لا أجد تفسيرًا لهذا الاحتفاء بوجهة نظر كونديرا، فما أكثر الأدباء الذين أفاضوا الحديث عن الرواية و فن كتابتها! و بعد الانتهاء من حالة التيه التي أضافت مسحةً ضبابيةً للتعريف بَلْه تحديد عناصره، لم يُجِب الكاتبُ عن سؤاله، هذا السؤال الذي اختاره عنوانًا للكتاب أصلًا، و كان الأمرُ طريفًا صراحةً، هذه المرة الأولى لي التي أطالع فيها كتابًا لا يجد الكاتب فيه وقتًا للحديث عن غرض كتابه الأساسي! تخيلْ أن تكتب كتابًا عن الاقتصاد الرَّيْعي، و لكنك في خضم الفصل الأول لا تجد الوقت لتعريف الاقتصاد الريعي! فتتملكك العَجَلة و تقفز إلى الفصل التالي، كنا نعيب هذا على الكتب الجامعية و لكنْ هؤلاء لهم عذرهم، فغالبًا ما تُحدِّدُ إدارة الجامعة عددًا مُعيّنًا لصفحات الكتاب لا يمكن تجاوزه، أم أن الكاتب اختار أن يسير على المثال الشهير " ما لا يُدرك كله لا يُترك جُلّه" ؟
انتظرتُ رَدَحًا من الزمن و أنا ملأى بآمال عظيمة - على غرار آمال ديكنز- كي أقرأ هذا الكتاب، و لكنّ خطأ الكاتب لم يكن هَنَةً من الممكن التجاوز عنها، بل تَشدَّق بمصطلحات فلسفية و أطروحات لا أرى أن هذا مكانها المناسب، كيف لك أن تكتب عن الرواية بهذا الجفاء؟ و كيف يخطَّ يراعُك هذا الكم من التنظير المُفرَّع من أيّ معنى للحديث عن ماهية الرواية؟ إن كلمة ماهية تقتضي منك - على الأقل - أن تُحدد الخطوط العريضة لِما قررتَ الحديث عنه، زعم الكاتب في بداية حديثه أنه سيطرح الشق الفلسفي جانبًا و سيتحدث عن الرواية، و قد أخفق في هذا، إن كان قد استطاع بين الفَيْنة و الأخرى أن يُحقق المطلب الأول، فهو بالتأكيد لم يتحدث عن الرواية، بل بخسها حقها، و هترأ ذلك الكيان السردي العذب في مجادلات علمية مقتضبة عَجِلة، و شعَّب عناصر الرواية إلى أقنية غير متوحدة المرمى، و غاض أمل القارئ في أن يصل إلى مقصد الكاتب.
لنأتي إلى الجزء الثاني، عزيزي القارئ، أفهمتَ شيئًا من المقدمة النظرية عن الرواية؟ لم تفهم؟ لا يهم! فلآخذْ بيدك إلى الجانب التطبيقي! سأُملي عليك مشاعري (الذاتية) و تذوقاتي الخاصة في عملين أو ثلاثة؟ لا! واحد و ثلاثون عملًا! شاغلًا ثلاثمائة الصفحة، يعني تسعون صفحة فقط للحديث عن الرواية و عناصرها و مقوماتها و تاريخها، و يا ليته استوفى هذا، يا ليت الكاتب بالفعل قد أوجز لنا تاريخ ماهية الرواية في تسعين صفحة، و لكنه لم يفعل، بل ملأ عقلي بطنينًا لا فائدة منه حول قشور لا تمس لُبّ الرواية أصلًا، و يأتي بواحد و ثلاثين عملًا من ثقافات و حقبٍ تاريخية شتَّى، يدَّعي أنه سيحدد أهم النقاط في كل عمل، و هو صراحة لم يفعل شيئًا سوى الإحالة و الاقتباس من تلك الأعمال مع حرق نهاياتها، و لم يفتْني صراحةً ضحالة التناول أصلًا لأعمال هي مِحكٌّ في الأدب العالمي، إذا كنتَ لا تملك الوقت و لا شمول المعلومات لكتابة كتاب عن الرواية، فالسؤال الأدق الذي يفرض نفسه، لِمَ كتبتَ من البداية كتابًا عن الرواية؟
لا أجد شيئًا للكتابة عنه سوى أن أمدح قريحة الكاتب اللغوية، و حسن تنظيمه للاقتباسات و تعليقاته الموجزة على كل فقرة، فقد ذكَّرني ببعض الأعمال القريبة إلى قلبي كاللص و الكلاب و الطاعون، هذا ما جَنيْتُه من الكتاب، غير هذا، فالكتاب ما هو إلا ملاحظات غير مكتملة، و لا يمتّ إلى فن الرواية بِصلَة، و من المؤلم بالفعل أن أقرأ لغة مُتحجِّرةً كتلك التي طالعتُها في معرض الحديث عن الرواية!
تمت.
٤ أكتوبر ٢٠٢٠
July 22, 2015
كتاب لطيف
خاصة لمن لا يميلون كثيرا لقراءة الروايات ! ه
عنوان الكتاب لم يكن محفزا لي لاقتناءه ,
بالرغم من إعجابي القديم بكتابات الطيب بوعزة منذ كان يكتب في المنتديات تحت اسم مستعار
لكن فهرس الكتاب طمأنني لأن مبحث التعريف الفلسفي بالرواية لا يتجاوز ربع صفحات الكتاب
والباقي عبارة عن قراءات المؤلف لما يقارب من 30 رواية
بعض المراجعات كان أقرب لأن يكون مجرد عرض ملخص للرواية
و بعضها الآخر كان رائعا حتى وددت لو أني أنسخها كاملة وأضعها في هذا الموقع
إميل لروسو , والأخوة كارامازوف على سبيل المثال
وتعليق صغير على الهامش
خشيت أن يخيب المؤلف ظني في مراجعته للخيميائي
لكني وجدته في السطر الأول منها يقول
"
ما سر باولو كويلو ؟
كيف لكاتب ردئ مثله أن يملأ الدنيا ويشغل الناس ؟!
"
:D
خاصة لمن لا يميلون كثيرا لقراءة الروايات ! ه
عنوان الكتاب لم يكن محفزا لي لاقتناءه ,
بالرغم من إعجابي القديم بكتابات الطيب بوعزة منذ كان يكتب في المنتديات تحت اسم مستعار
لكن فهرس الكتاب طمأنني لأن مبحث التعريف الفلسفي بالرواية لا يتجاوز ربع صفحات الكتاب
والباقي عبارة عن قراءات المؤلف لما يقارب من 30 رواية
بعض المراجعات كان أقرب لأن يكون مجرد عرض ملخص للرواية
و بعضها الآخر كان رائعا حتى وددت لو أني أنسخها كاملة وأضعها في هذا الموقع
إميل لروسو , والأخوة كارامازوف على سبيل المثال
وتعليق صغير على الهامش
خشيت أن يخيب المؤلف ظني في مراجعته للخيميائي
لكني وجدته في السطر الأول منها يقول
"
ما سر باولو كويلو ؟
كيف لكاتب ردئ مثله أن يملأ الدنيا ويشغل الناس ؟!
"
:D
December 17, 2021
أجمل ما في الكتاب هو أمثلة المؤلف على أنواع الرواية وتحليله الأدبي لها
July 1, 2020
كتاب جميل. ثلثه الأول مقاربة للرواية. ما هي؟ أو كيف هي؟ وهو الجزء الأغنى في الكتاب والأهمّ.
ثمّ يضرب لنا الكاتب الأمثال في الثلثين الأخيرين من الكتاب. يختار أعمالاً دالةً على مكانة السرد ودلالة الرواية.
كان الثلث الأول بالنسبة لي مثالاً على التفكير الجميل بأسلوبٍ منظم ومتسلسل جذّاب، ولغة أدبية وفكرية رصينة. وقد أعجبني جدًا. لكني شعرت بالملل في الجزء الثاني. لأنه أسهب في الحديث عن الروايات التي اختارها، وأكثر الاقتباس منها. وتفاوتت تلك "المراجعات" بأهميتها . وربما احتجتُ للتفاعل معها أن أكون قارئًا لكل تلك الروايات.
ثمّ يضرب لنا الكاتب الأمثال في الثلثين الأخيرين من الكتاب. يختار أعمالاً دالةً على مكانة السرد ودلالة الرواية.
كان الثلث الأول بالنسبة لي مثالاً على التفكير الجميل بأسلوبٍ منظم ومتسلسل جذّاب، ولغة أدبية وفكرية رصينة. وقد أعجبني جدًا. لكني شعرت بالملل في الجزء الثاني. لأنه أسهب في الحديث عن الروايات التي اختارها، وأكثر الاقتباس منها. وتفاوتت تلك "المراجعات" بأهميتها . وربما احتجتُ للتفاعل معها أن أكون قارئًا لكل تلك الروايات.
February 7, 2018
في وقتنا الحاضر لا وجود لشكلٍ أدبي يتمتع بالقوة التي تتمتع بها الرواية؛إذ إننا نستطيع أن نربط بها بطريقة دقيقةٍ كل الدقة.. حوادث حياتنا اليومية،التى لا قيمة لها في الظاهر،والأفكار،والحدس،والأحلام التي هي،ظاهرياً أكثر ما تكون بُعداً عن لغتنا اليومية.
هذا الكتاب يصل المؤلف بالقارئ بعد رحلة داخل الكتاب بنتيجة أن "الرواية هي الحياة"وكانت هذه إجابة طرح سؤال (لماذا الرواية)،يكشف المؤلف لنا الصلة الصميمة
بين الحياة والسرد الروائى.
يجيب المؤلف في البداية عن أسئلة مهمة جدا
١_ما هي الرواية؟ ..٢_كيف تكتب الرواية؟
٣_كيف الرواية.
ويقدم تفسيرا واضحا وعرضا شيقا وإجابات ممتعة عن ماهية الرواية،ثم يتحدث عن خصائص وعناصر ومكونات الخطاب السردي للرواية،وتعليل ظهور الرواية في العصر الحديث
واهم ما يميز هذه الرسالة القراءات العميقة في المتن السردي لعدد من الروايات العالمية،في عدة فصول:
تحدث اولاً عن الروايات المتعلق سردها بالحب،ثم سرد الذات ..سرد العقل،ثم سرد الحروب،ثم سرد الواقع والتوقع،ثم سر الموت،ثم سرد التحولات.
في كل فصل ياتي بقراءة عميقة ومراجعة للرواية تصلح للقارئ كمدخل لرؤية الرواية تلك او نقد لها.
وفي ختام الرسالة وصل المؤلف إلي ان الرواية هي الحياة،وأن السرد هو إدارة الحياة.
هذا الكتاب يصل المؤلف بالقارئ بعد رحلة داخل الكتاب بنتيجة أن "الرواية هي الحياة"وكانت هذه إجابة طرح سؤال (لماذا الرواية)،يكشف المؤلف لنا الصلة الصميمة
بين الحياة والسرد الروائى.
يجيب المؤلف في البداية عن أسئلة مهمة جدا
١_ما هي الرواية؟ ..٢_كيف تكتب الرواية؟
٣_كيف الرواية.
ويقدم تفسيرا واضحا وعرضا شيقا وإجابات ممتعة عن ماهية الرواية،ثم يتحدث عن خصائص وعناصر ومكونات الخطاب السردي للرواية،وتعليل ظهور الرواية في العصر الحديث
واهم ما يميز هذه الرسالة القراءات العميقة في المتن السردي لعدد من الروايات العالمية،في عدة فصول:
تحدث اولاً عن الروايات المتعلق سردها بالحب،ثم سرد الذات ..سرد العقل،ثم سرد الحروب،ثم سرد الواقع والتوقع،ثم سر الموت،ثم سرد التحولات.
في كل فصل ياتي بقراءة عميقة ومراجعة للرواية تصلح للقارئ كمدخل لرؤية الرواية تلك او نقد لها.
وفي ختام الرسالة وصل المؤلف إلي ان الرواية هي الحياة،وأن السرد هو إدارة الحياة.
March 18, 2017
كتاب ممتع للغاية يحلق بالقاريء الى أفاق عالية ليتيح له نظرة الطائر على عالم السرد مؤكدا على أن تنوع الرواية هو انعكاس لتنوع الحياة ذاتها اذ الرواية هي تسجيل لحظات الحياة من حب و تحولات و حروب و اجتماع و استكشاف الخ بكلمات لا تنسى
September 18, 2018
الرواية هي ارادة الحياة
و علم اجتماع البسطاء
و سرد للواقع و تأريخ لحياة الناس بعيدا عن تاريخ الا��طال و الاحداث العظام
في الجزء الاول من الكتاب يناقش السرد فلسفيا
و الجزء الثاني يناقش عدة من الاعمال الروائية مناقشة ممتازة
الطيب يكتب طيبا !!
و علم اجتماع البسطاء
و سرد للواقع و تأريخ لحياة الناس بعيدا عن تاريخ الا��طال و الاحداث العظام
في الجزء الاول من الكتاب يناقش السرد فلسفيا
و الجزء الثاني يناقش عدة من الاعمال الروائية مناقشة ممتازة
الطيب يكتب طيبا !!
September 26, 2020
بعد ما خلصت الكتاب قلت في نفسي: كم أنت جاهل يا عمار، بعت لناس من دار العلوم أسألهم عن كتب في نظرية النقد، والحمد لله، قنعت بالجهل
November 11, 2020
وقت ممتع!
April 15, 2025
لي مع هذا الكتاب تجربة فريدة من تجارب القراءة آمل أن يتسع صدرك لتعرفها، ولن تعدم الفائدة إن فعلت إن شاء الله.
طوال سنوات كنت منقطعاً عن عالم الرواية والآداب الغربية انقطاعاً تاماً لأنصرف إلى قراءة الأدب العربي القديم، ولأمحضه جهدي ووقتي كله عسى أن أرجع منه بالبيان والفصاحة والانتماء والثقافة-وتلك يا صاح أشياء أفتقدها في عصري-.
وقد كان أولَ ما شدوت به في دنيا الأدب رواية "الجريمة والعقاب" لدوستويفسكي، وقد بلغت أعماقَ نفسي كلماتها ومعانيها، ولكنني بعد ذاك قررت لنفسي أن المشركين نجس فلا يقربوا رف مكتبتي بعد عامهم هذا، وبذا حصل الانقطاع الذي أخبرتك عنه.
ولكن أتعلم يا رعاك الله ماذا كان من أمر ذاك الذي أراد أن يصبح فارساً جوّالاً في الزمن الذي صدئ فيه نصل الفروسية ومات الفرسان؟ عاش في عداد المجانين، ومات وما شعر بموته أحد، إنه دون كيخوته المسكين.
حسناً، لستُ يا صديقي دون كيخوته، أو لأقل أنني توقفت عن العيش على الطريقة الدون-كيخوتية، ذاك أن مراغمة الزمان تصيب بالحرمان، وأن مسايرته فيها لواذ ببر الأمان، وبذا توقف الانقطاع التام عن كل شيء سوى أدبنا القديم، وانفتحت بكلّي وأقبلت بوجهي على الرواية والآداب الغربية، أتلهف بجنون على الريح والمطر والأزهار التي لم يصلني منها شيء وأنا في صومعة التراث.
—�
وقعت على هذا الكتاب فأُخذت به، فالمؤلِّف من أحسن الناس حديثاً وتحديثاً وأقواهم فهماً وتفهماً، والمؤلَّف وافق نهمة الانفتاح على الآداب الغربية.
وقبل قراءته تساءلت: أفلا ينبغي أن أقرأ هذه الروايات التي يتكلم عنها الطيب؟ ألا تفوتني الفائدة والمتعة إن لم أفعل؟ فأجابني بما أحب صديق من أصدقاء القراءة هو الصديق البحريني المجتهد حسن أدام الله الود بيني وبينه.
تفرغت وقرأت معظم الروايات التي تناولها الطيب في كتابه، وزدت عليها أشياء لا تقل عنها أهمية من نقد ومقالات وروايات أخرى، حتى إذا نظرت إلى زادي من الثقافة الأدبية الغربية والعصرية ألفيته على اختلاف عما كان عليه قبل انفتاحي الذي أخبرتك به.
أما كتاب الطيب نفسه "في ماهية الرواية"، فقد نسيته في ازدحام القراءات أو كدت، ولما عدت إليه هذه الأيام، وشعرت أن معي من المقروء ما سيعينني لأقاوم وأداري به حِجاج كاتبه وتساؤلاته وملاحظاته قرأته بسرعة لم أتوقعها من نفسي، وكان لقمة سائغة لم تشُبها البهارات الحارقة والحامضة للفلسفة والنقد.
—�
وبعد فهل كان الكتاب يستحق أن أصرف معظم شهور هذا العام من أجل قراءته والاستعداد له كأنه امتحان من الامتحانات لكن في باب الثقافة والأدب؟
دعك من الجواب فليس بذي شأن، وقد استفدت من الطيب توليد السؤال من السؤال، والفرار من الإجابة إلى السؤال(يقول صديقي حسن عن هذا الكتاب "أنه من تلك الكتب التي تسأل أكثر مما تجيب").
ولكن خذ مني إقراراً أن ثقافتي أخذت قفزة أعتدّ بها أمام نفسي القديمة بمشروعي الصغير هذا الذي قصصت عليك قصته، وأعلم أنها قفزة الضفدع يريد أن يعلو بها جبلاً، إذ أن أهمّ ما تعلمته من تجربتي أن الثقافة متسعة اتساعاً لا تدانيه المحيطات الخمس-أم تراها ست محيطات؟ نسيت الجغرافيا!-.
طوال سنوات كنت منقطعاً عن عالم الرواية والآداب الغربية انقطاعاً تاماً لأنصرف إلى قراءة الأدب العربي القديم، ولأمحضه جهدي ووقتي كله عسى أن أرجع منه بالبيان والفصاحة والانتماء والثقافة-وتلك يا صاح أشياء أفتقدها في عصري-.
وقد كان أولَ ما شدوت به في دنيا الأدب رواية "الجريمة والعقاب" لدوستويفسكي، وقد بلغت أعماقَ نفسي كلماتها ومعانيها، ولكنني بعد ذاك قررت لنفسي أن المشركين نجس فلا يقربوا رف مكتبتي بعد عامهم هذا، وبذا حصل الانقطاع الذي أخبرتك عنه.
ولكن أتعلم يا رعاك الله ماذا كان من أمر ذاك الذي أراد أن يصبح فارساً جوّالاً في الزمن الذي صدئ فيه نصل الفروسية ومات الفرسان؟ عاش في عداد المجانين، ومات وما شعر بموته أحد، إنه دون كيخوته المسكين.
حسناً، لستُ يا صديقي دون كيخوته، أو لأقل أنني توقفت عن العيش على الطريقة الدون-كيخوتية، ذاك أن مراغمة الزمان تصيب بالحرمان، وأن مسايرته فيها لواذ ببر الأمان، وبذا توقف الانقطاع التام عن كل شيء سوى أدبنا القديم، وانفتحت بكلّي وأقبلت بوجهي على الرواية والآداب الغربية، أتلهف بجنون على الريح والمطر والأزهار التي لم يصلني منها شيء وأنا في صومعة التراث.
—�
وقعت على هذا الكتاب فأُخذت به، فالمؤلِّف من أحسن الناس حديثاً وتحديثاً وأقواهم فهماً وتفهماً، والمؤلَّف وافق نهمة الانفتاح على الآداب الغربية.
وقبل قراءته تساءلت: أفلا ينبغي أن أقرأ هذه الروايات التي يتكلم عنها الطيب؟ ألا تفوتني الفائدة والمتعة إن لم أفعل؟ فأجابني بما أحب صديق من أصدقاء القراءة هو الصديق البحريني المجتهد حسن أدام الله الود بيني وبينه.
تفرغت وقرأت معظم الروايات التي تناولها الطيب في كتابه، وزدت عليها أشياء لا تقل عنها أهمية من نقد ومقالات وروايات أخرى، حتى إذا نظرت إلى زادي من الثقافة الأدبية الغربية والعصرية ألفيته على اختلاف عما كان عليه قبل انفتاحي الذي أخبرتك به.
أما كتاب الطيب نفسه "في ماهية الرواية"، فقد نسيته في ازدحام القراءات أو كدت، ولما عدت إليه هذه الأيام، وشعرت أن معي من المقروء ما سيعينني لأقاوم وأداري به حِجاج كاتبه وتساؤلاته وملاحظاته قرأته بسرعة لم أتوقعها من نفسي، وكان لقمة سائغة لم تشُبها البهارات الحارقة والحامضة للفلسفة والنقد.
—�
وبعد فهل كان الكتاب يستحق أن أصرف معظم شهور هذا العام من أجل قراءته والاستعداد له كأنه امتحان من الامتحانات لكن في باب الثقافة والأدب؟
دعك من الجواب فليس بذي شأن، وقد استفدت من الطيب توليد السؤال من السؤال، والفرار من الإجابة إلى السؤال(يقول صديقي حسن عن هذا الكتاب "أنه من تلك الكتب التي تسأل أكثر مما تجيب").
ولكن خذ مني إقراراً أن ثقافتي أخذت قفزة أعتدّ بها أمام نفسي القديمة بمشروعي الصغير هذا الذي قصصت عليك قصته، وأعلم أنها قفزة الضفدع يريد أن يعلو بها جبلاً، إذ أن أهمّ ما تعلمته من تجربتي أن الثقافة متسعة اتساعاً لا تدانيه المحيطات الخمس-أم تراها ست محيطات؟ نسيت الجغرافيا!-.
December 29, 2019
أهم باب تحدث عنه المؤلف -بالنسبة لي- ( قراءات في المتن السردي).
عرض مجموعة أسماء من روايات عربية وعالمية شهيرة، وقام بتحليل السرد الروائي -من خلال اقتباسات- نفسيًا وفكريًا وكذلك الجوانب الآخرى التي أثرت على إبداع الروائي في كتابة النص.
عرض مجموعة أسماء من روايات عربية وعالمية شهيرة، وقام بتحليل السرد الروائي -من خلال اقتباسات- نفسيًا وفكريًا وكذلك الجوانب الآخرى التي أثرت على إبداع الروائي في كتابة النص.
January 22, 2021
سردٍ جميل ومُحكم.
March 21, 2020
لماذا الرواية؟ استهل الكاتب بهذا السؤال.
واختتم ببداهة الجواب، لأن الرواية هي الحياة.
فعل السرد هو رديف صيرورة الحياة، التخييل هو الفعل الأكثر دلالة على إنسانية المرء.
السرد مرادف موضوعي لإرادة الحياة، استدخال كلا من المعقول واللامعقول في سردية تخيلية مصاحبة لنا.
واختتم ببداهة الجواب، لأن الرواية هي الحياة.
فعل السرد هو رديف صيرورة الحياة، التخييل هو الفعل الأكثر دلالة على إنسانية المرء.
السرد مرادف موضوعي لإرادة الحياة، استدخال كلا من المعقول واللامعقول في سردية تخيلية مصاحبة لنا.
August 20, 2021
من أجمل الكتب التي تفتح لك باب قراءة الرواية بوصفها رؤية وليس بوصفها قصة عادية لفرد أو مجتمع . ضخامة الكتاب بسبب كثرة الاستشهادات وإلا من أراد مدخلا للرواية فيمكنه الاكتفاء بأول مائة وخمسين صفحة. بعد ذلك يسجل الدكتور الطيب أبو عزة وهو المتخصص في الفلسفة بعض الملاحظات الرؤيوية للروايات التي ذكرها وحاول تصنيفها إلى أقسام: منها ما يتعلق بالوجود والحرب والمجتمع.
على الرغم من عدم تخصصه في التحليل الأدبي إلا أن له ملامح أدبية رائعة تتعلق بطريقة السرد مثل اختيار الأسماء أو منظور الرواي ربما لا تجدها عند بعض المتخصصين. أجزم أن الروايات التي ذكرها هي من الروايات المهمة وتلخيصه لها كان تلخيصا ملما وغير ممل. يمكن قراءة الكتاب مفرقا لأن كل رواية يمكن قراءة تحليلها منفصلا عن بقية الكتاب.
على الرغم من عدم تخصصه في التحليل الأدبي إلا أن له ملامح أدبية رائعة تتعلق بطريقة السرد مثل اختيار الأسماء أو منظور الرواي ربما لا تجدها عند بعض المتخصصين. أجزم أن الروايات التي ذكرها هي من الروايات المهمة وتلخيصه لها كان تلخيصا ملما وغير ممل. يمكن قراءة الكتاب مفرقا لأن كل رواية يمكن قراءة تحليلها منفصلا عن بقية الكتاب.
November 11, 2022
جميل وممتع ، به تأريخ للرواية وارهاصاتها ، ومناقشات لذيذة ، وثلث الكتاب نقد جميل لروايات عالمية غيرت معالم هذا الفن المءثر من الأدب..
Displaying 1 - 15 of 16 reviews
Can't find what you're looking for?
Get help and learn more about the design.