What do you think?
Rate this book
باب الليل
تدور الرواية في تونس، داخل إحد المقاهي التي تستخدم لاصطياد الرجال، حيث العاهرات يبعن المتعة للنفوس المحبطة، وحيث يصير المكان المحدد أرضاً خصبة لكشف المجتمع التونسي والعوار العربي. ينطلق العمل من الحب العابر ليصل إلي القضايا الكبري، فتكون فلسطين قضية معروضة علي لسان الشخصيات، ويشغل الواقع العربي المكان البارز بين الصفحات، وبين هذا وذاك، يقع الإنسان، المهزوم علي الدوام من أنظمة لتحافظ علي بقائها اختارت كسر كل ما يمكن كسره.
248 pages, Paperback
First published January 1, 2013
15 people are currently reading
134 people want to read
About the author
وحيد الطويلة
14books111followersروائي مصري ـ من مواليد كفر الشيخ
صدر له روايات :
ألعاب الهوى ـ أحمر خفيف ـ باب الليل ـ حذاء فيلليني
والمجموعات القصصية:
كما يليق برجل قصير ـ خلف النهاية بقليل ـ مائة غمزة بالعين اليسرى
صدر له روايات :
ألعاب الهوى ـ أحمر خفيف ـ باب الليل ـ حذاء فيلليني
والمجموعات القصصية:
كما يليق برجل قصير ـ خلف النهاية بقليل ـ مائة غمزة بالعين اليسرى
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 30 of 55 reviews
November 28, 2014
تأخرت عن قراءة هذه الرواية الجميلة، بعض الوقت ..
ولكنها أتتني تتهادى!
أستطيع أن أقول ببساطة أنها رواية مختلفة .. وآســرة معًا
...
هنا حيث الرصد الشاعري العابر لمجتمع "المقاهي"، حيث الحكايات المتناثرة عفوًا، والأشخاص الذين يحضرون ثم يغيبون فجأة، هنا حيث لا أول أو آخر للقص وللحكاية والرواية، هنا حيث يمكنك أن تنتزع أي بابٍ/فصلٍ من أبواب الرواية لتضعه مكان الآخر ويتم لك الاستمتاع وتحصل منها على معنى جديد ..
لا أعلم حقًا كيف تسنى لـ وحيد الطويلة .. أن يلعب بهذا الاحتراف على شخوصه وفصول روايته بحيث تبدو متصلةً منفصلة ومحكمة البناء .. بل وأنت لا تريد لها ولما تسرده وتحكيه ، بعد كل هذا أن ينتهي ..
كعادة الأعمال الجميلة ..
رغم أني استغرقت في قراءتها وقتًا طويلاً .. إلا أني أشعر أنه يجب أن أرتشفها مرة أخرى دفعة واحدة
...
شكرًَا أستاذ وحيد :)
اقرؤوا ما كتبه محمد برادة عنها هنا
...
لآن متاحة الكترونيًا
?
ولكنها أتتني تتهادى!
أستطيع أن أقول ببساطة أنها رواية مختلفة .. وآســرة معًا
...
هنا حيث الرصد الشاعري العابر لمجتمع "المقاهي"، حيث الحكايات المتناثرة عفوًا، والأشخاص الذين يحضرون ثم يغيبون فجأة، هنا حيث لا أول أو آخر للقص وللحكاية والرواية، هنا حيث يمكنك أن تنتزع أي بابٍ/فصلٍ من أبواب الرواية لتضعه مكان الآخر ويتم لك الاستمتاع وتحصل منها على معنى جديد ..
لا أعلم حقًا كيف تسنى لـ وحيد الطويلة .. أن يلعب بهذا الاحتراف على شخوصه وفصول روايته بحيث تبدو متصلةً منفصلة ومحكمة البناء .. بل وأنت لا تريد لها ولما تسرده وتحكيه ، بعد كل هذا أن ينتهي ..
كعادة الأعمال الجميلة ..
رغم أني استغرقت في قراءتها وقتًا طويلاً .. إلا أني أشعر أنه يجب أن أرتشفها مرة أخرى دفعة واحدة
...
شكرًَا أستاذ وحيد :)
اقرؤوا ما كتبه محمد برادة عنها هنا
...
لآن متاحة الكترونيًا
?
May 19, 2021
تجربتي الأولى مع الكاتب "وحيد الطويلة" كانت عبر روايته "حذاء فلليني" والتي كانت برغم عيوبها بها شيء إنساني.
أحببت بها الجانب النفسي أيضاً
وما دون ذلك كان مكرراً في كل أدب السجون حتى أصبحنا نحفظه.
بالنسبة لتجربتي الثانية عبر هذه الرواية
فكانت مخيبة للآمال بالنسبة لي حقيقة.
لم أستسغها،
شعرت أن الكاتب يحشوها بالجنس وتفاصيله حشواً حتى تعدى مرحلة الإبتذال!
أعلم أن الجو العام للرواية يستدعي بعضاً من هذه المشاهد
لكن كل ما زاد عن حده انقلب إلى ضده!
سئمت من خلط الوطنية والحرية وبلا بلا بلا
بالعهر والفجور وحياة الليل.
بربك، ما دخل هذا بذاك؟!
حقيقة، لو لم أقرأ اسم الكاتب على الغلاف، لشعرت أنها لمراهق يعاني من الكبت الجنسي وقرر إخراجه على هيئة رواية.
لا أعلم هل سيكون لي تجارب أخرى مع الكاتب أم لا
لكن على الأرجح سأكتفي بذلك.
تمت
١٨ مايو ٢٠٢١
أحببت بها الجانب النفسي أيضاً
وما دون ذلك كان مكرراً في كل أدب السجون حتى أصبحنا نحفظه.
بالنسبة لتجربتي الثانية عبر هذه الرواية
فكانت مخيبة للآمال بالنسبة لي حقيقة.
لم أستسغها،
شعرت أن الكاتب يحشوها بالجنس وتفاصيله حشواً حتى تعدى مرحلة الإبتذال!
أعلم أن الجو العام للرواية يستدعي بعضاً من هذه المشاهد
لكن كل ما زاد عن حده انقلب إلى ضده!
سئمت من خلط الوطنية والحرية وبلا بلا بلا
بالعهر والفجور وحياة الليل.
بربك، ما دخل هذا بذاك؟!
حقيقة، لو لم أقرأ اسم الكاتب على الغلاف، لشعرت أنها لمراهق يعاني من الكبت الجنسي وقرر إخراجه على هيئة رواية.
لا أعلم هل سيكون لي تجارب أخرى مع الكاتب أم لا
لكن على الأرجح سأكتفي بذلك.
تمت
١٨ مايو ٢٠٢١
February 26, 2015
دائماً ما أجد صعوبة ف تقييم الروايات التي تجعلني أشعر أثناء قراءتها بأحاسيس مضطربة متذبذبة غير راسية ع بر واحد وهو ما تحقق بالفعل ف رواية باب الليل .
باب الليل حيث المكان هو البطل حيث المقهى التي تدور فيه الحكايات الإنسانية لأشخاص لا يربطهم سوى الضياع والرغبة ف البحث عن شاطئ للاستقرار عليه ، فهناك الباحث عن الوطن ، والباحث عن الدفء الأسري ، والذي يبحث عن الانتقام ممن دمروا حياته ووطنه ، والآخر الباحث عن الحب الضائع ، وتلك الباحثة عن فرصة لإثبات نفسها ، والتي تحاول أن تتخلص من شعورها بالكره تجاه شقيقتها ، وأخرين .
ولكن هناك رابط خفي بينهم هو الرغبة ف تلبية احتياجاتهم الجنسية والجسدية وغرائزهم الشهوانية ، ويوضح السرد المتتالي كيفية تحول كل شخص من شخصيات الرواية من حياته الأولى إلى حياة ثانية مختلفة تماماً ف كل شئ ، حياة اساسها الأول اللذة والمنفعة بكافة أشكالها .
تختلط الحكايات مع المشاعر ف أبواب الرواية بشكل احترافي كبير لا يجعلك تشعر بأي ملل ، أما الأسلوب واللغة فلا غبار عليهما ، فقد اتبع وحيد الطويلة أسلوب أشبه بالسرد الشعري ولكنه ليس بالشعر ولكن به من الجمال والانسيابية الكثير ، تشعر وانت تقرأ أنك أشبه بالنحلة تستخلص الرحيق المعسول من كل قصة برشاقة ويسر .
ورغم ان المحور الأساسي للرواية هو الجانب الإنساني لكن هناك أيضاً الجانب الوطني وحضور كبير للمأساة الفلسطينية .
لا أنكر وجود الجنس بكثرة ف الرواية ولكن حتى ذلك تمت معالجته بشكل أدبي رائع ، وما اجمل التشبيهات التى اعتمد عليها الطويلة بشكل اساسي ، أنه اشبه بفنان محترف بشكل كبير .
الرواية تتكون من 15 باب ولكل باب عنوانه الخاص به والمعبر عن محتواه ، ونجد أيضاً أن الكاتب نجح ف التعبير عن ما يرغب ف إيصاله داخل كل باب من خلال اختياره الذكي للعنوان .
بعد كل هذا ، لماذا يأتي تقييمي متراوحاً ما بين 3 نجوم ونصف و4 ؟ ربما لشعوري بأن هناك أجزاء معينة طال فيها السرد والتكرار بشكل كبير مما أدى إلى شعوري بالملل وإن كان شعور عابر لم يستمر طويلاً ، ولكن ف المجمل عمل أدبي رائع تحققت فيه جميع مقومات النجاح سواء من حيث الفكرة أو أسلوب المعالجة أو اللغة الأدبية المستخدمة
ملحوظة أخيرة : ف البداية عزيزي القارئ أثناء قراءتك لتلك الرواية ستشعر بعدم الفهم والغموض وربما تقرر عدم إكمالها ولكن عليك بالتريث قليلاً حتى تجد نفسك تلقائياً منغمساً بدرجة كبيرة ف كل شئ وارد داخل الرواية
باب الليل حيث المكان هو البطل حيث المقهى التي تدور فيه الحكايات الإنسانية لأشخاص لا يربطهم سوى الضياع والرغبة ف البحث عن شاطئ للاستقرار عليه ، فهناك الباحث عن الوطن ، والباحث عن الدفء الأسري ، والذي يبحث عن الانتقام ممن دمروا حياته ووطنه ، والآخر الباحث عن الحب الضائع ، وتلك الباحثة عن فرصة لإثبات نفسها ، والتي تحاول أن تتخلص من شعورها بالكره تجاه شقيقتها ، وأخرين .
ولكن هناك رابط خفي بينهم هو الرغبة ف تلبية احتياجاتهم الجنسية والجسدية وغرائزهم الشهوانية ، ويوضح السرد المتتالي كيفية تحول كل شخص من شخصيات الرواية من حياته الأولى إلى حياة ثانية مختلفة تماماً ف كل شئ ، حياة اساسها الأول اللذة والمنفعة بكافة أشكالها .
تختلط الحكايات مع المشاعر ف أبواب الرواية بشكل احترافي كبير لا يجعلك تشعر بأي ملل ، أما الأسلوب واللغة فلا غبار عليهما ، فقد اتبع وحيد الطويلة أسلوب أشبه بالسرد الشعري ولكنه ليس بالشعر ولكن به من الجمال والانسيابية الكثير ، تشعر وانت تقرأ أنك أشبه بالنحلة تستخلص الرحيق المعسول من كل قصة برشاقة ويسر .
ورغم ان المحور الأساسي للرواية هو الجانب الإنساني لكن هناك أيضاً الجانب الوطني وحضور كبير للمأساة الفلسطينية .
لا أنكر وجود الجنس بكثرة ف الرواية ولكن حتى ذلك تمت معالجته بشكل أدبي رائع ، وما اجمل التشبيهات التى اعتمد عليها الطويلة بشكل اساسي ، أنه اشبه بفنان محترف بشكل كبير .
الرواية تتكون من 15 باب ولكل باب عنوانه الخاص به والمعبر عن محتواه ، ونجد أيضاً أن الكاتب نجح ف التعبير عن ما يرغب ف إيصاله داخل كل باب من خلال اختياره الذكي للعنوان .
بعد كل هذا ، لماذا يأتي تقييمي متراوحاً ما بين 3 نجوم ونصف و4 ؟ ربما لشعوري بأن هناك أجزاء معينة طال فيها السرد والتكرار بشكل كبير مما أدى إلى شعوري بالملل وإن كان شعور عابر لم يستمر طويلاً ، ولكن ف المجمل عمل أدبي رائع تحققت فيه جميع مقومات النجاح سواء من حيث الفكرة أو أسلوب المعالجة أو اللغة الأدبية المستخدمة
ملحوظة أخيرة : ف البداية عزيزي القارئ أثناء قراءتك لتلك الرواية ستشعر بعدم الفهم والغموض وربما تقرر عدم إكمالها ولكن عليك بالتريث قليلاً حتى تجد نفسك تلقائياً منغمساً بدرجة كبيرة ف كل شئ وارد داخل الرواية
February 23, 2015
بالرغم من أناقة قلم الأستاذ وحيد ورشاقة لغته التي تجعل الصفحات تنز بالتعابير الأدبية الثرة إلا أن الرواية (وهنا أختلف مع بعض حكام البوكر) ليست نصا لغويا صرفاً يتشكل في عزلة عن الحبكة وحراك الشخصيات في مخطط تتنامى الأحداث من خلاله في رحلة يفترض بها أن تكون مشوقة ومستفزة لمشاعر القارئ بحيث تصعد به مرتفعا بين مستقرين على الأقل. باب الليل ثبت مسرح الرواية في مقهى وحيد لا يتغير. يرصد من خلال كل باب من أبوابه أحد مرتاديه.. تعددت الشخوص بحيث لم يظفر بالبطولة أي منهم. وفق الكاتب في سبر أغوار الشخصيات وبناءها السيكلوجي لكنه لم يتعدى دراسة البعد النفسي للحالة الآنية للشخص..فالشخصيات لم تتطور ولم تأتي بحراك يضيف للبنيان الكلي للرواية. مما جعل الرواية تبدو كأنها مشاهد لموديلز متنوعين لا يربط بينهم سوى ارتيادهم لذات المقهى في ذات الفترة الزمنية. أغلب الشخصيات النسائية تمثلت في بائعات الهوى وأغلب الرجال محبطون يبحثون عن سلوى لهم في مغامرة جنسية. وربما كان الأمر مقبولا في بداية الرواية لكنك تكتشف مع قربك من النهاية أن العقدة التي ارتكزت عليها الرواية هي محض جنس!
January 20, 2015
كانت توقعاتي المسبقة عن الرواية عالية جدا جدا للأسف
أسلوب الكاتب فخم ولغته مبهرة.. لا جدال في ذلك
لكن سرعان ما تجد تناول الشخصيات فوضوي، والسرد علی هيئة صور جمالية متتابعة، مسهبة، مسترسلة، دون حبكة أو تشويق، بخلاف الإفراط في وصف الجسد علی نهج علاء الأسواني.
خيبت أمالي بشدة :(
أسلوب الكاتب فخم ولغته مبهرة.. لا جدال في ذلك
لكن سرعان ما تجد تناول الشخصيات فوضوي، والسرد علی هيئة صور جمالية متتابعة، مسهبة، مسترسلة، دون حبكة أو تشويق، بخلاف الإفراط في وصف الجسد علی نهج علاء الأسواني.
خيبت أمالي بشدة :(
October 22, 2015
رواية فوضوية ، مليئة بالشتات ، تحكي عن العهر ولكن ليس عهر الجسد بقدر عهر الظروف ، ومن قال أن العاهرة أكثر عهرًا من سياسي قذر أو خائن لقضيته ؟ من قال أن تلك العاهرة لا تحمل بين جنباتها أطهر قلب ؟ من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها.
رواية منسوجة بخيط قوي ، عبر أبواب الحياة المختلفة ، فيبدأ الكاتب بباب البنات ويختمه بباب النساء ، وبين هذا وذاك ، تدور أبواب الرواية عن المشاعر الإنسانية.
الرواية بها عبق أنثوي مميز ، الكاتب برع في الكتابة عنهن وعن مشاعرهن، وعندما يتطرق الحديث إلى النضال و الجهاد ، يبدع الكاتب في تصوير حي للمجتمع العربي والأوبئة المنتشرة عبره.
جو المقاهي بديع ، الكاتب حتى وهو يتحدث عن مقاهي تونسية فقد نجح باقتدار في نقل جو المكان نفسه.
اللغة أصيلة للغاية ، لغة كلاسيكية بارعة ، لا تجديد فيها ولكن متينة حتى ولو تخللها بعض المفردات العامية.
في المجمل عمل ظريف.
August 5, 2015
كل شيء يحدث في الحمام . هكذا تبدأ رواية الأبواب ؟ ( باب البنات ، باب الفتح ، باب الهوي ... باب الرجال ، باب النساء ، باب للّا درة )
كل شيء يحدث في الحمام ، الجميع في اتجاهه يزرونه و يتبركون به ، في المدينة التي لا يدفع فيها أحد لأحد لوجه الله و المحبة ، و لو في الأعياد الوطنية .
في الحياة لا تحسب شيئًا . الحكاية كلها بقايا . بقايا نضال و بقايا حياة ، لا عيش و لا موت . لا أحد يملك فرصة أو نصفها . كل واحد يحمل بين ضلوعه حكاية يبحث عن واحدة يحكيها لها . القمح يدور يدور و يعود لقلب الرحي .
كل شيء يحدث في الحمام. الذين يفكرون في الصيد سيحالفهم الطقس، و الذين يفكرون لن تعود سيقانهم وحيدة أو جيوبهم خاوية. الشباك مفرودة ، السمك يعرف طريقه و صنارة صياده .
الناس تناضل في كرة القدم ، وفي عجيزات النساء ، في لقمة العيش و تفكر بشره شديد في النقود .
اللعب كله من أجل النقود _ كما تقول نعيمة _ واحد يدفع و يركب ، وواحدة ترقد و تقيض . كله من أجل النقود ،الورق الأبيض و الأخضر والملون، و لا بأس بالدينارات طالما كانت كثيرة .
الشخصيات ذات البنية المستقلة و المتشابكة في آن
" كسوف " العراب الخفي في الرواية ، شخصية الظل المحتال بالمقهي لنقل أرقام الهواتف ، لصفقات التواعد .
نعيمة التي عالم عندها أرقام ، و لا تعرف حقيقة نفسها ،تلقف الحكايات لتخفي حكايتها .نزحت للمدينة و خضعت لقواعدها .
أبو شندي الذي أُوصدت في وجهه أبواب العودة للوطن ، و كسرت السَلَطة الفلسطينة كريستاله و أحالته للتقاعد .
أبو حعفر الذي لا أحد يمتلك أذنًا ثالثة ليستمع له . يلعب الورق ، كي يفعل شيء مفيد في الحياة ، و يوغل كي يحتفظ بعقله .
شادي الشاعر المناضل ، الذي حلم بالعبور ، ووضع كوابيسه تحت وسادته ، ربما ينام أو يموت سعيدًا .
صراع الرجاء و الوقف بباب الانتظار متداخل في الشخصيات ، الحصار النفسي المطبق بالشخوص الذي يلفهم الشعور بالوحدة ، لكن " الزمن يفعل ما يعرف .. يمضي " كما تقول كريستينا فولف .
الكتابة نشاط ممتلئ بالطاقة . للكلمات صوت داخلي . اللغة الموسيقي . اللغة أداة للوصول للحياة.
يمكن القول أن وحيد الطويلة يفهم كنه اللغة و سحرها . سرد تجريدي يعانق
الشعر في مجازية اللغة و الايقاع . كتابة الجسد لا عن الجسد ، في المساحة النبيلة بين الايروتيكا و البورنو .
كتابة عن الجسد الذي بقي للشخصيات ، و إن كان مهزوما . تسمع صوت وحيد الطويلة تسمع صوته يقرأ في غنائية الجمل السردية .
الرواية متسقة تمامًا ، التواتر حاضر في الأحداث بين ( الأبواب ؟ ) المقهي الملاذ الذي يعج بالبقايا و اللاجئين و المهزومين و بائعات الهوي تمنحهم ما يعوزهم للبقاء بعيدًا عن الانهيار المُنكر . مشهدية الحكي و براعته دون ثغرات
الرواية تنفذ لدواخل الشخصبات و مسارها و مصيرها ، كنماذج ، و ما تمثله من مصائر الأنظمة و القهر و الثورات . و لا شيء بقي / يبقي " إلا الأهداف الباقية في الجسد فجعلنا منه معركتنا الوحيدة لننتصر في شيء ما "
January 11, 2015
قراءتي الأولى للمؤلف وحيد الطويلة
لغة قوية
أسلوب سلس رشيق
الشخصيات رسمت بحرفية
بناء محكم
باختصار كاتب متمكن من أدواته لأقصى حد
مع هذا كله
لم تعجبني الرواية على الإطلاق !
المحتوى لم يعجبني
المفترض أن الرواية تتحدث عن مجموعة من المناضلين الفلسطينيين
اللذين لم يتمكنوا من العودة إلى فلسطين مع السلطة الوطنية الفلسطينية
ظلوا في تونس منفيين، مهمشين.
و عن علاقة أولئك المناضلين ببائعات الهوى في أحد مقاهي تونس.
لكن الرواية في الحقيقة
تتحدث و تسرد و تفصل عن نضال بائعات الهوى الرخيص المقزز !
و أي حديث آخر يأتي عرضًا وسط السرد التفصيلي لحياتهن.
لغة قوية
أسلوب سلس رشيق
الشخصيات رسمت بحرفية
بناء محكم
باختصار كاتب متمكن من أدواته لأقصى حد
مع هذا كله
لم تعجبني الرواية على الإطلاق !
المحتوى لم يعجبني
المفترض أن الرواية تتحدث عن مجموعة من المناضلين الفلسطينيين
اللذين لم يتمكنوا من العودة إلى فلسطين مع السلطة الوطنية الفلسطينية
ظلوا في تونس منفيين، مهمشين.
و عن علاقة أولئك المناضلين ببائعات الهوى في أحد مقاهي تونس.
لكن الرواية في الحقيقة
تتحدث و تسرد و تفصل عن نضال بائعات الهوى الرخيص المقزز !
و أي حديث آخر يأتي عرضًا وسط السرد التفصيلي لحياتهن.
April 12, 2015
رواية مختلفة مميزة ممتعة ومتعبة...
يبدو من نظرة سريعة على التعليقات أن هناك إجماع تام بين المعجبين والمنتقدين للرواية على حد سواء على شاعرية اللغة وأناقتها...
عندما قرأت رواية أحلام شهرذاد لد. طه حسين, لم أحبها, أصابنى الملل ولم أستمتع كثيرا بالاطناب والاطالة المفرطة, فقدت القدرة على التتبع وسط هذا الكم من الأوصاف والتكرار, ثمة عدم توافق حدث بينى وبين لغة طه حسين الأدبية ...
لم ينتابنى ذلك الملل مع رواية وحيد الطويلة رغم انتهاجه لنهج الاطناب والتوصيف والتكرار, توقفت للحظة, تحديدا فى الفصل المعنون ( باب العسل), وتخيلت أننى لو قررت أن أكتب ذلك الفصل بكل تفاصيله لن أزيد عن الأربع صفحات, قد أطنب وأكتب خمسة, ولكن عشرين صفحة فى وصف وتفصيص تلك الشخصية وعلاقاتها كانت إشارة لى عما أنا بصدده من كتابة جميلة متمكنه... يتكرر نفس الأمر بفصول ومواقف لاحقة
أذكر أنى قرأت مقالا بعام 1998 بعد فوز ستيفن سبيلبرج بجائزة الأوسكار لأحسن مخرج عن فيلمه إنقاذ الجندى ريان, يفند فيه الناقد أسباب فوز المخرج بالجائزة, وكان تركيزه على أن المخرج أستطاع ان يصنع من سيناريو بسيط فيلما طويلا يمتد لأكثر من الساعتين والنصف, لا تخلو دقيقة فيه من المتعة, وأكمل الناقد قائلا أن أى مخرج آخر سيحاول تحويل ذلك السيناريو إلى فيلم بنفس الطول سيصنع فيلما مهلهلا مملا ضعيف البنيان... ولكن سبيلبرج, ومهارته فى رصد التفاصيل, وضبط الايقاع, جعلته يستحق الأوسكار بذلك العام... بعدها بعدة أعوام قرأت نقدا مشابها للحب فى زمن الكوليرا, الرواية التى قد تحكيها كاملة فى عشر أو عشرين صفحة, ولكن موهبة ماركيز الاستثنائية مكنته من كتابة مئات الصفحات لتلك الرواية شديدة البساطة, والشرط الأهم, دون أن يتسرب إليك الملل
الأمر مماثل بروايتنا التى قبض فيها الكاتب تماما على الرتم والايقاع ...
كاد الملل أن يتسرب إلىّ على باب النار, ولكنه سرعان ما زال مع الفصول اللاحقة ...
رغم الاختلاف الكبير فى منهج الكتابة إلا أننى فى لحظة أخرى تذكرت روايات مثل ميرامار, المكان الجامع لأشخاص مختلفة والعلاقة بين الشخوص المتداخلة, والحدث والمعنى الظاهر بجلاء فى الخلفية ولكن دون تكلف ودون صراخ...
رواية ممتعة للغاية , وأظن أن قراءة ثانية ستكون أكثر امتاعا بعد تخطى ربكة تداخل الشخصيات المتعددة فى القراءة الأولى...
يبدو من نظرة سريعة على التعليقات أن هناك إجماع تام بين المعجبين والمنتقدين للرواية على حد سواء على شاعرية اللغة وأناقتها...
عندما قرأت رواية أحلام شهرذاد لد. طه حسين, لم أحبها, أصابنى الملل ولم أستمتع كثيرا بالاطناب والاطالة المفرطة, فقدت القدرة على التتبع وسط هذا الكم من الأوصاف والتكرار, ثمة عدم توافق حدث بينى وبين لغة طه حسين الأدبية ...
لم ينتابنى ذلك الملل مع رواية وحيد الطويلة رغم انتهاجه لنهج الاطناب والتوصيف والتكرار, توقفت للحظة, تحديدا فى الفصل المعنون ( باب العسل), وتخيلت أننى لو قررت أن أكتب ذلك الفصل بكل تفاصيله لن أزيد عن الأربع صفحات, قد أطنب وأكتب خمسة, ولكن عشرين صفحة فى وصف وتفصيص تلك الشخصية وعلاقاتها كانت إشارة لى عما أنا بصدده من كتابة جميلة متمكنه... يتكرر نفس الأمر بفصول ومواقف لاحقة
أذكر أنى قرأت مقالا بعام 1998 بعد فوز ستيفن سبيلبرج بجائزة الأوسكار لأحسن مخرج عن فيلمه إنقاذ الجندى ريان, يفند فيه الناقد أسباب فوز المخرج بالجائزة, وكان تركيزه على أن المخرج أستطاع ان يصنع من سيناريو بسيط فيلما طويلا يمتد لأكثر من الساعتين والنصف, لا تخلو دقيقة فيه من المتعة, وأكمل الناقد قائلا أن أى مخرج آخر سيحاول تحويل ذلك السيناريو إلى فيلم بنفس الطول سيصنع فيلما مهلهلا مملا ضعيف البنيان... ولكن سبيلبرج, ومهارته فى رصد التفاصيل, وضبط الايقاع, جعلته يستحق الأوسكار بذلك العام... بعدها بعدة أعوام قرأت نقدا مشابها للحب فى زمن الكوليرا, الرواية التى قد تحكيها كاملة فى عشر أو عشرين صفحة, ولكن موهبة ماركيز الاستثنائية مكنته من كتابة مئات الصفحات لتلك الرواية شديدة البساطة, والشرط الأهم, دون أن يتسرب إليك الملل
الأمر مماثل بروايتنا التى قبض فيها الكاتب تماما على الرتم والايقاع ...
كاد الملل أن يتسرب إلىّ على باب النار, ولكنه سرعان ما زال مع الفصول اللاحقة ...
رغم الاختلاف الكبير فى منهج الكتابة إلا أننى فى لحظة أخرى تذكرت روايات مثل ميرامار, المكان الجامع لأشخاص مختلفة والعلاقة بين الشخوص المتداخلة, والحدث والمعنى الظاهر بجلاء فى الخلفية ولكن دون تكلف ودون صراخ...
رواية ممتعة للغاية , وأظن أن قراءة ثانية ستكون أكثر امتاعا بعد تخطى ربكة تداخل الشخصيات المتعددة فى القراءة الأولى...
January 19, 2016
باب الليل ل وحيد الطويلة ،
رواية لابد من قراءتها اكثر من مرة والأكيد أنك فى كل مرة سوف تكتشف تفاصيل ورؤى جديدة سقطت منك سهوآ فى المرات السابقة ، فالعالم الذى تحكى عنه الرواية يظهر لك من الخارج فى صورة عالم طبيعى ملئ بالأحقاد والضغائن وقصص الحب الفاشلة والعاهرات والمناضلين الزائفين والحكاوى الليلية العادية التى من الممكن أن تقابلها فى أى مكان ، لكن فى الباطن فالرواية بطلها مكان فعلآ ولكنه ليس مقهى (لمة الأحباب) بل إنه (الوطن) الضائع من الجميع وفى نفوس وقلوب الجميع وليس كأى وطن أو مجرد بلد كمثل أى بلد ، لا بل يتحدث فى واقعه عن ألم الأمة الأكبر ونزيف القلب العربى الوحيد (فلسطين) ، يجمع لك الكاتب المجاهدين والأندال والوطنيين والكافرين بالأوطان والذين سقطو سهوآ من كشوف الحياة وماتو وهم أحياء ببطء فى مكان واحد يعج بالعاهرات وبائعات الشرف والأجساد وكلاب السلطة والمال حتى مدعين الدين والتدين فى مكان واحد على أرض عربية عانت منذ زمن من الديكتاتورية والإحتلال ليحكى لك قصة كل منهم على حدا ويدخلك عوالمهم المليئة بالخيانات المختلفة لأنفسهم ولأهلهم ولأوطانهم ، ليحاول أن يخبرك بشكل أو بأخر أن الحال التى أمامك الآن هى ليست ما تراه من حال شخوص فى رواية بل هى ما تعيشه من حال بلاد العرب جميعآ مجتمعة! !!
هذا للأسف هو الواقع المرير وهؤلاء هم من يحكمون ويديرون البلاد والعباد فى كل القطر العربى بكل أسف ، من الممكن أن ترى الأمور بشكل مختلف مجرد رواية جريئة تحكى واقع الليل القذر فى مقهى فى مكان ما من دولة عربية وهنا لابد لك من قراءة ثانية تنسى فيها إنطباعك الأول وفهمك الأول للرواية فى المرة الأولى وسوف ترى بالعين الجديدة أن الرواية ليست رواية إجتماعية بالمرة بل سياسية بحتة جدآ ،
عالم (وحيد الطويلة) الذى تأخرت فى دخوله كثيرآ هو عالم متفرد لا يشبه كثيرآ من ما نقرأ فى هذة الأيام وهو العالم الذى أنصحك كقارئ بدخوله قريبآ حتى لا تفوت عليك جمال من نوع خاص ،،،
شكرآ "وحيد الطويلة" :)
رواية لابد من قراءتها اكثر من مرة والأكيد أنك فى كل مرة سوف تكتشف تفاصيل ورؤى جديدة سقطت منك سهوآ فى المرات السابقة ، فالعالم الذى تحكى عنه الرواية يظهر لك من الخارج فى صورة عالم طبيعى ملئ بالأحقاد والضغائن وقصص الحب الفاشلة والعاهرات والمناضلين الزائفين والحكاوى الليلية العادية التى من الممكن أن تقابلها فى أى مكان ، لكن فى الباطن فالرواية بطلها مكان فعلآ ولكنه ليس مقهى (لمة الأحباب) بل إنه (الوطن) الضائع من الجميع وفى نفوس وقلوب الجميع وليس كأى وطن أو مجرد بلد كمثل أى بلد ، لا بل يتحدث فى واقعه عن ألم الأمة الأكبر ونزيف القلب العربى الوحيد (فلسطين) ، يجمع لك الكاتب المجاهدين والأندال والوطنيين والكافرين بالأوطان والذين سقطو سهوآ من كشوف الحياة وماتو وهم أحياء ببطء فى مكان واحد يعج بالعاهرات وبائعات الشرف والأجساد وكلاب السلطة والمال حتى مدعين الدين والتدين فى مكان واحد على أرض عربية عانت منذ زمن من الديكتاتورية والإحتلال ليحكى لك قصة كل منهم على حدا ويدخلك عوالمهم المليئة بالخيانات المختلفة لأنفسهم ولأهلهم ولأوطانهم ، ليحاول أن يخبرك بشكل أو بأخر أن الحال التى أمامك الآن هى ليست ما تراه من حال شخوص فى رواية بل هى ما تعيشه من حال بلاد العرب جميعآ مجتمعة! !!
هذا للأسف هو الواقع المرير وهؤلاء هم من يحكمون ويديرون البلاد والعباد فى كل القطر العربى بكل أسف ، من الممكن أن ترى الأمور بشكل مختلف مجرد رواية جريئة تحكى واقع الليل القذر فى مقهى فى مكان ما من دولة عربية وهنا لابد لك من قراءة ثانية تنسى فيها إنطباعك الأول وفهمك الأول للرواية فى المرة الأولى وسوف ترى بالعين الجديدة أن الرواية ليست رواية إجتماعية بالمرة بل سياسية بحتة جدآ ،
عالم (وحيد الطويلة) الذى تأخرت فى دخوله كثيرآ هو عالم متفرد لا يشبه كثيرآ من ما نقرأ فى هذة الأيام وهو العالم الذى أنصحك كقارئ بدخوله قريبآ حتى لا تفوت عليك جمال من نوع خاص ،،،
شكرآ "وحيد الطويلة" :)
January 18, 2014
رواية أنسانية بديعة ترصد بائعات الهوى واحوالهن ليست فقط العلاقات الجسدية أنما تعدت تلك العلاقات لتولج في عوالمهم الداخلية وما تحمله حياتهن من الام واحلام
ايضا كانت الشخصيات الفلسطينية المتقوقعة داخل ذواتها كل منهن له حكاية وقودها المشتعل دوما نضالهن السابق الذى سرعان ما يكتشفوا خواءه بملاحظة ابو شندى المناضل السابق أن النضال أنتقل من ساحات المعركة الى النضال في المقهى وبأسلحة اشد فتكا من الاسلحة المعتادة
باختصار رايى أنها رواية مهمة في مسيرة الروائى وحيد الطويلة بعد رواياتيه السابقتين : العاب الهوى و أحمر خفيف ومجموعتين قصصيتين
وايضا رواية تحمل سمات جمالية متعددة أهمها بنية الرواية المحكمة للغاية والتى تنقسم الى ابواب لكل باب أسم خاص به ويشى بما وراءه
اللغة شعرية وذلك يتضح من الجمل القصيرة ، تشعر بمذاق الكلمات يذوب من فرط حلاوته .
أنصح بقرأتها والاستمتاع بها
ايضا كانت الشخصيات الفلسطينية المتقوقعة داخل ذواتها كل منهن له حكاية وقودها المشتعل دوما نضالهن السابق الذى سرعان ما يكتشفوا خواءه بملاحظة ابو شندى المناضل السابق أن النضال أنتقل من ساحات المعركة الى النضال في المقهى وبأسلحة اشد فتكا من الاسلحة المعتادة
باختصار رايى أنها رواية مهمة في مسيرة الروائى وحيد الطويلة بعد رواياتيه السابقتين : العاب الهوى و أحمر خفيف ومجموعتين قصصيتين
وايضا رواية تحمل سمات جمالية متعددة أهمها بنية الرواية المحكمة للغاية والتى تنقسم الى ابواب لكل باب أسم خاص به ويشى بما وراءه
اللغة شعرية وذلك يتضح من الجمل القصيرة ، تشعر بمذاق الكلمات يذوب من فرط حلاوته .
أنصح بقرأتها والاستمتاع بها
December 13, 2014
اكره الروايات التي تجمع بين الشعارات والوطنية وبين الاوصاف الهابطة وحياة الليل
توقعت ان اقرأ رواية وطنية. تصف معاناة شعب، الا انه وبين كل سطر كانت تقذف كلمة نابية في وجهي لأفقد الرغبة على القراءة
مزعجة.
توقعت ان اقرأ رواية وطنية. تصف معاناة شعب، الا انه وبين كل سطر كانت تقذف كلمة نابية في وجهي لأفقد الرغبة على القراءة
مزعجة.
April 8, 2015
باب الليل. رواية مكتوبة على مهل. تخيلت الكاتب يكتبها كما أراه (على مقهى زهرة البستان ) مع كل نفس من شيشته يخط سطرا. وبعد كل سطر يضع القلم والمبسم ويفرقع أصابعه. ثم يشرد قليلا.ً ثم يضع المبسم في فمه، ويتابع. وهكذا..
باب الليل؛ في الحقيقة هي ليست بابا واحدا. هي خمسة عشر بابا. وكل باب له حكايته. ما عدا الثلاثة أبواب الأخيرة حيث تنعقد الحكايات كلها وتنحل. رواية بطلها (الخيبة ): رجال خائبون ونساء خائبات وأوطان خائبة.
لقد اختار الكاتب قالبي الجنس والسياسية ليصب روايته فيهما. مستخدماً لغة أقل ما توصف به بأنها فاتنة. تتضح شعرا. حتى أنك ستجد أشطار أبيات من الشعر وسط دفقات النثر.
في البداية. وبعد أن قطعت شوطا في القراءة كتبت على هامش إحدى صفحات الرواية هذا التعليق : (برهان عسل أخرى. كثير من الجنس. قليل من الحكاية ). لكنه الصبر الذي أوصلني للنهاية جعلني أكتب : (محيرة. ولغة فاتنة ).
باب الليل؛ في الحقيقة هي ليست بابا واحدا. هي خمسة عشر بابا. وكل باب له حكايته. ما عدا الثلاثة أبواب الأخيرة حيث تنعقد الحكايات كلها وتنحل. رواية بطلها (الخيبة ): رجال خائبون ونساء خائبات وأوطان خائبة.
لقد اختار الكاتب قالبي الجنس والسياسية ليصب روايته فيهما. مستخدماً لغة أقل ما توصف به بأنها فاتنة. تتضح شعرا. حتى أنك ستجد أشطار أبيات من الشعر وسط دفقات النثر.
في البداية. وبعد أن قطعت شوطا في القراءة كتبت على هامش إحدى صفحات الرواية هذا التعليق : (برهان عسل أخرى. كثير من الجنس. قليل من الحكاية ). لكنه الصبر الذي أوصلني للنهاية جعلني أكتب : (محيرة. ولغة فاتنة ).
November 30, 2014
باب الليل اول عمل اقراه للمؤلف قراته بعد ما قريت ريفيو عنه يتكلم عن مقهى زباينه بنات الليل ويرتداونه لاصطياد الزبائن \يتحدث ايضا عن الفلسطنين اللي بقوا في تونس بعد عوده ياسر عرفات لفلسطين وهم قاموا بعمليات وقتلوا اليهود فاصبحوا من المغضوب عليهم ولم يتمكنوا من العوده لفلسطين \ الروايه عن بنات الليل وعالم الليل واسراره الخيبات السياسيه والجنس في عالم السياسه \ الروايه مقسمه لابواب كل باب يتحدث عن سر من اسرار الليل الاحداث كلها تدور في تونس توقعت المؤلف تونسي من عادتي لما انهي عمل اجوجل ع الروايه اتضح المؤلف مصري \ كروائي تقدر تكتب عن اي موضوع توظفه ادبيا في سياق القصه ودي اهديها للمبتدئين اللي اعمالهم هابطه يتعلموا منها \ عجبني الغلاف ولو اصدر عمل جديد بحرص ع قرائته
ة
ة
October 9, 2016
"لا يعرفون على وجه الدقة، ما الذي جاء بهم إلى هنا، وحتى إن عرفوا، لا يجدون سببًا وجيهًا أو نصف وجيه، ربما لديهم سببًا يتيمًا للبقاء هنا، الجهات الأصلية مغلقة، والجهات الاجتياطية موصدة، الشواطئ التى نزلوا فيها نبتت عليها أحجار كبيرة.
يدورون داخل حلقة مفرغة، لا يعرفون ماذا يحدث في الخارج، وإن است��الت آذنهم لا يعونه، يبدون كبلهاء منسحقين مستسلمين لقدرهم، لديهم وقت فارض يكفي لأف تكتب رواية"
***
تتحدث (باب الليل) عن مقهى تونسي، وهي كأي مقهى على ناصية القدر، تمتلك أكثر من باب، لذلك حمل كل فصل عنوانًا منسوبًا إلى أحداهم.
باب الرجال/ النساء/ النحل/ الفتح/ إلخ
هذه الرواية -باختصار شديد- تجمع بين النقيضين: قمة ما أحترمه، وقاع ما أتحفظ عليه.
أما الأولى فهي "الجمل القصيرة".
يقول همينجواي، أنهم سلموه وريقة في بداية عمله بالصحافة، تحوي إرشادات ثلاث، ظل يحافظ عليها حتى بعد احترافه الأدب، هذه الإرشادات يتصدرها مبدأ:
- "اجعل عباراتك قصيرة".
الأغلبية يركلون هذه القاعدة للأسف، فيجذبهم إغواء الزخرفة اللغوية إلى بناء جُمل من عشر أو عشرين كلمة متراصة بشكل يثقل القراءة جاعلًا إياها أشبه بمحاولة رجل بدين أن..
لحظة، عباراتي السابقة في حد ذاتها، وقعت في نفس الشرك!
آسف.
عمومًا أعتقدها نقلت إليكم مثالًا للوقع السئ الذي أعنيه.
مهارة (الجمل القصيرة) ليست سهلة إطلاقًا، مما يجعلنى أمتن وأحترم كل من يستطيع ترويضها.
لذلك، يمكنني القول بارتياح شديد، أنني تعلمت دروسًا من (وحيد الطويلة) في هذا الصدد، هذا الرجل يمنح سردًا رشيقًا، مع تشبيهات في قلب المرمي، والأدهى أنه يفعل ذلك بشكل يوحي بالسهولة، وكأنما لا يبذل مجهودًا بذلك.
***
الرقص الناعم يحتاج إلى عاشقين، الرقص الحار يحتاج إلى مجنونين، في السياسة لابد من داهيتين، أو داهية ومجنون على أقل تقدير.
***
أما عن قاع ما أتحفظ عليه، فهو كمية الأوصاف الجسدية في الرواية.
أذكر أنهم لقبوا (نزار قباني) بـ (شاعر النهود)، لأنها كانت محورًا مكررًا في أعماله بشكل هاجسي، فأخشى أن أعتبر (باب الليل) رواية الـ.. البنطلونات الجينز.. (معلش، مشيها البنطلونات الجينز).
ظننت قبلًا أن الأوصاف الحسية المباشرة هي الأسوأ، لكن العمل أثبت لي أن التوريات الملعوبة تعد أحد نصلًا بكثير.
ولا أدرى هل يحسب هذا للكاتب أم عليه!
الوصف منحط.. منحط لدرجة فاتنة لو جاز لي التعبير.
أما الشخصيات، فهي من صنيعة كاتب "محترف"، لا أجد ما يمكنني قوله أكثر من ذلك.
كلها معجونة بالمعاناة مع اختلاف أشكالها، وإن أثر فيّ بشكل خاص الجزء الخاص بـ (أبو شندي) وزوجته.
***
كل شهر، يبحثون عن حكايات يدفنوا فيها حكاياتهم.. أو يقتلونها.
وجهوههم ملطخة بالحيرة، ملطخة بملابس قديمة اقتنصوها من سوق الملابس المستعملة، وأبو شندى يقول: ملابسنا تشبهنا، تشبه أحلامنا بالتمام والكمال، نعيش بها، وقد نموت فيها.
***
المشكلة في أن الجوع الجسدي ظل عاملهم المشترك أكثر من اللازم، هناك ثائر فلسطينى سابق+ جوع جسدي.
امرأة خانتها شقيقتها+ جوع جسدى.
سجينة سابقة+ جوع جسدي.
سلطة بالفواكه+ جوع جسدي.
بالتأكيد لو ظل فرويد حيًا حتى الآن، كان ليعتبرها أحد رواياته المفضلة، لكن الحياة أوسع بكثير من الدوران في فلك واحد.
بناء عليه؛ استقبلت شخصية (مهدي) باحتفاء بالغ؛ هذا مسيحي يحلم بالهجرة إلى أمريكا، والانضمام للمارينز.
أخيرًا هناك من ينشغل بقضية أخرى، لم تدع في عقله متسعًا لصاحبات الجينز.
***
كل شهر، يبحثون عن حكايات يدفنوا فيها حكاياتهم.. أو يقتلونها.
وجهوههم ملطخة بالحيرة، ملطخة بملابس قديمة اقتنصوها من سوق الملابس المستعملة، وأبو شندى يقول: ملابسنا تشبهنا، تشبه أحلامنا بالتمام والكمال، نعيش بها، وقد نموت فيها.
***
نقطة التكرار السابقة جعلتنى ألجأ (في بعض الأحيان بالنصف الثاني من الرواية تحديدًا) إلى قلب الصفحات بسرعة، حيث تشترك خلفيات الشخصيات في أنها مرسومة كأروع ما يكون، كما أن اللغة جذابة، وتسير بمستوى ثابت خلاب، فالجمل القصيرة التي سأجدها في البداية، سأجدها في المنتصف، أو النهاية.
وهكذا، ما إن أرى بطلًا يدخل النفق الفرويدي المعتاد، حتى تستعجل عيوني السطور، ليس ورعًا لا سمح الله، لكن لأنني رأيت نفس العقدة بأكثر من وجه في جل الشخصيات، فتعبت من مضغ نفس العلكة.
أميل إلى اعتبارها رواية "شخصيات" بالدرجة الأولى.
بمعنى أنها لا تعتمد على عقدة حدث كبير، بحيث تدور في فلكه الشخصيات، بل تتكون من خيوط منفصلة متصلة، تتوغل في ماضي رواد المقهى، كل منهم على حدة، علاوة على علاقتهم ببعضهم البعض.
يذكرني العمل بصديقي البذئ، (وكلنا كرجال لدينا أحد المقربين من هذا النوع)، الذي أظل متأرقًا طوال جلوسي معه، وتصدمني ألفاظه بشدة، لكنني لا أفكر أبدًا في النهوض، وتضطرني تركيبته الآسرة للتعامل معها كما هي، ذاك الوقح الجذاب، المليئ بعنفوان الخبرات الحياتية.
لذلك، أتحفظ على شئت أن أتحفظ على أشياء لم أستطيع احترامها، لكنني أستمر في البحث عنه، مجالسته، التعلم منه.
بل وأجرؤ على الاعتراف -سرًا بيني وبين نفسي- أنني.. أحبه.
شكرًا على رواية هي أحد أفضل ما قرأت في 2016م.
يدورون داخل حلقة مفرغة، لا يعرفون ماذا يحدث في الخارج، وإن است��الت آذنهم لا يعونه، يبدون كبلهاء منسحقين مستسلمين لقدرهم، لديهم وقت فارض يكفي لأف تكتب رواية"
***
تتحدث (باب الليل) عن مقهى تونسي، وهي كأي مقهى على ناصية القدر، تمتلك أكثر من باب، لذلك حمل كل فصل عنوانًا منسوبًا إلى أحداهم.
باب الرجال/ النساء/ النحل/ الفتح/ إلخ
هذه الرواية -باختصار شديد- تجمع بين النقيضين: قمة ما أحترمه، وقاع ما أتحفظ عليه.
أما الأولى فهي "الجمل القصيرة".
يقول همينجواي، أنهم سلموه وريقة في بداية عمله بالصحافة، تحوي إرشادات ثلاث، ظل يحافظ عليها حتى بعد احترافه الأدب، هذه الإرشادات يتصدرها مبدأ:
- "اجعل عباراتك قصيرة".
الأغلبية يركلون هذه القاعدة للأسف، فيجذبهم إغواء الزخرفة اللغوية إلى بناء جُمل من عشر أو عشرين كلمة متراصة بشكل يثقل القراءة جاعلًا إياها أشبه بمحاولة رجل بدين أن..
لحظة، عباراتي السابقة في حد ذاتها، وقعت في نفس الشرك!
آسف.
عمومًا أعتقدها نقلت إليكم مثالًا للوقع السئ الذي أعنيه.
مهارة (الجمل القصيرة) ليست سهلة إطلاقًا، مما يجعلنى أمتن وأحترم كل من يستطيع ترويضها.
لذلك، يمكنني القول بارتياح شديد، أنني تعلمت دروسًا من (وحيد الطويلة) في هذا الصدد، هذا الرجل يمنح سردًا رشيقًا، مع تشبيهات في قلب المرمي، والأدهى أنه يفعل ذلك بشكل يوحي بالسهولة، وكأنما لا يبذل مجهودًا بذلك.
***
الرقص الناعم يحتاج إلى عاشقين، الرقص الحار يحتاج إلى مجنونين، في السياسة لابد من داهيتين، أو داهية ومجنون على أقل تقدير.
***
أما عن قاع ما أتحفظ عليه، فهو كمية الأوصاف الجسدية في الرواية.
أذكر أنهم لقبوا (نزار قباني) بـ (شاعر النهود)، لأنها كانت محورًا مكررًا في أعماله بشكل هاجسي، فأخشى أن أعتبر (باب الليل) رواية الـ.. البنطلونات الجينز.. (معلش، مشيها البنطلونات الجينز).
ظننت قبلًا أن الأوصاف الحسية المباشرة هي الأسوأ، لكن العمل أثبت لي أن التوريات الملعوبة تعد أحد نصلًا بكثير.
ولا أدرى هل يحسب هذا للكاتب أم عليه!
الوصف منحط.. منحط لدرجة فاتنة لو جاز لي التعبير.
أما الشخصيات، فهي من صنيعة كاتب "محترف"، لا أجد ما يمكنني قوله أكثر من ذلك.
كلها معجونة بالمعاناة مع اختلاف أشكالها، وإن أثر فيّ بشكل خاص الجزء الخاص بـ (أبو شندي) وزوجته.
***
كل شهر، يبحثون عن حكايات يدفنوا فيها حكاياتهم.. أو يقتلونها.
وجهوههم ملطخة بالحيرة، ملطخة بملابس قديمة اقتنصوها من سوق الملابس المستعملة، وأبو شندى يقول: ملابسنا تشبهنا، تشبه أحلامنا بالتمام والكمال، نعيش بها، وقد نموت فيها.
***
المشكلة في أن الجوع الجسدي ظل عاملهم المشترك أكثر من اللازم، هناك ثائر فلسطينى سابق+ جوع جسدي.
امرأة خانتها شقيقتها+ جوع جسدى.
سجينة سابقة+ جوع جسدي.
سلطة بالفواكه+ جوع جسدي.
بالتأكيد لو ظل فرويد حيًا حتى الآن، كان ليعتبرها أحد رواياته المفضلة، لكن الحياة أوسع بكثير من الدوران في فلك واحد.
بناء عليه؛ استقبلت شخصية (مهدي) باحتفاء بالغ؛ هذا مسيحي يحلم بالهجرة إلى أمريكا، والانضمام للمارينز.
أخيرًا هناك من ينشغل بقضية أخرى، لم تدع في عقله متسعًا لصاحبات الجينز.
***
كل شهر، يبحثون عن حكايات يدفنوا فيها حكاياتهم.. أو يقتلونها.
وجهوههم ملطخة بالحيرة، ملطخة بملابس قديمة اقتنصوها من سوق الملابس المستعملة، وأبو شندى يقول: ملابسنا تشبهنا، تشبه أحلامنا بالتمام والكمال، نعيش بها، وقد نموت فيها.
***
نقطة التكرار السابقة جعلتنى ألجأ (في بعض الأحيان بالنصف الثاني من الرواية تحديدًا) إلى قلب الصفحات بسرعة، حيث تشترك خلفيات الشخصيات في أنها مرسومة كأروع ما يكون، كما أن اللغة جذابة، وتسير بمستوى ثابت خلاب، فالجمل القصيرة التي سأجدها في البداية، سأجدها في المنتصف، أو النهاية.
وهكذا، ما إن أرى بطلًا يدخل النفق الفرويدي المعتاد، حتى تستعجل عيوني السطور، ليس ورعًا لا سمح الله، لكن لأنني رأيت نفس العقدة بأكثر من وجه في جل الشخصيات، فتعبت من مضغ نفس العلكة.
أميل إلى اعتبارها رواية "شخصيات" بالدرجة الأولى.
بمعنى أنها لا تعتمد على عقدة حدث كبير، بحيث تدور في فلكه الشخصيات، بل تتكون من خيوط منفصلة متصلة، تتوغل في ماضي رواد المقهى، كل منهم على حدة، علاوة على علاقتهم ببعضهم البعض.
يذكرني العمل بصديقي البذئ، (وكلنا كرجال لدينا أحد المقربين من هذا النوع)، الذي أظل متأرقًا طوال جلوسي معه، وتصدمني ألفاظه بشدة، لكنني لا أفكر أبدًا في النهوض، وتضطرني تركيبته الآسرة للتعامل معها كما هي، ذاك الوقح الجذاب، المليئ بعنفوان الخبرات الحياتية.
لذلك، أتحفظ على شئت أن أتحفظ على أشياء لم أستطيع احترامها، لكنني أستمر في البحث عنه، مجالسته، التعلم منه.
بل وأجرؤ على الاعتراف -سرًا بيني وبين نفسي- أنني.. أحبه.
شكرًا على رواية هي أحد أفضل ما قرأت في 2016م.
December 11, 2016
بعد أول مائة صفحة من أصل مائتان و تسعة و أربعون صفحة. ستغلق الرواية فقط إن كان لديك حس فني و نقدي ستغلق الرواية و لن تكملها.
رواية المواخير مفتوحة لا بداية لها ولا نهاية. رواية لا معني لها سوي قصص أوتاد تبحث عن أرض تُدَق فيها و أرض تبغي أن تُروي و بينها قصص مطعمة عن فلسطينيه و عرب مستهلكة.
لم تعجبني و لا أنصح بها
رواية المواخير مفتوحة لا بداية لها ولا نهاية. رواية لا معني لها سوي قصص أوتاد تبحث عن أرض تُدَق فيها و أرض تبغي أن تُروي و بينها قصص مطعمة عن فلسطينيه و عرب مستهلكة.
لم تعجبني و لا أنصح بها
April 27, 2024
*رواية باب الليل للكاتب وحيد الطويلة
*دار النشر: منشورات ضفاف
*سنة النشر: 2013
*عدد الصفحات: 247 صفحة
هل تعتقد أنك تحتاج إلى كتابة رواية ملحمية طويلة حتى تخلق فيها عشرات الأشخاص الذين تتعرف عليهم جيدًا داخل صفحاتها؟ كنت أعتقد أن الإجابة نعم بكل تأكيد قبل قراءة هذه الرواية، ولكن بعد باب الليل شعرت أنه يمكن في صفحات قليلة أن تخلق وتحكي وتحب وتكره وتموت عشرات الشخصيات في تناغم من التفاصيل والأفكار والحكايات والكثير من التناقضات والحروب والبلاد والثورات، هذا كل ما حدث في باب الليل الذي أعتقد أنه لن يُغلق بعد اليوم.
يجلس وحيد الطويلة والذي دائمًا كنت اراه أمامي على باب المقهى القائم بشكل أساسي على اصطياد الرجال، يرى الكاتب كل الأبواب داخله، الأبواب في تلك الرواية رأيتها وكأنها ربما الطاولات فيها، ربما الأبواب التي مر منها كل شخص حمل اسم بابه معه فسُمي به في كل فصل، هل تتخيل أن تجلس طوال أيام داخل المقهى وتكتب عن حياة كل شخص يدخل ليجلس فيها وبعض الأشخاص يكونون زبائن دائمين؟ هل تخيلت كمية التفاصيل والأشخاص؟ هذا ما شعرت به طوال أحداث الرواية.
الرواية مقسمة إلى أبواب هي فصولها، وراء كل باب تتعرف على شخص جديد، تتعرف على الكثير من الجنسيات والأفكار والنزوح والقهر الذي تعرض له كل هؤلاء من دول مختلفة، على الرغم من أن المقهى في تونس إلا إنك تتعرف على الليبيين والفلسطينيين والمصريين والسورين وغيرهم، فتشعر وكأنها مقهى حول العربي بأكمله للتعرف عليهم وتدخل حياتهم وترى من منظورهم.
كثرة الشخصيات في بعض الأوقات يمكنها أن تشعر بأنك تائه ما بين كل هؤلاء، وربما هذا ما شعرت به في بعض اللحظات داخل الرواية، ولكن من قال أن الحياة منتظمة وهادئة دائمًا، ويمكنك فهمها دائمًا، المقهى لا يكون هادئ أبدًا حتى في الليالي الباردة وليالي الحروب وخاصة في ليالي الحب والجنس.
في الكثير من الفقرات توقفت أمام جُمل للكاتب تساءلت كيف يمكنه التفكير في تلك التعبيرات والتركيبات التي أصبح معروف بها، جُمل متناغمة وتفاصيل لا تراها إلا عين مبصرة، سرد رشيق وعبارات قصيرة ولكنها معبرة ومكثفة كما يجب أن تكون، لا يعتمد على التعقيد ولكن يعتمد على لمس القلب في كل كلمات الرواية.
شعرت بالجراءة في الكثير التفاصيل والكثير من وصف للجسد والتوريات الجريئة، ولكنها رواية في الأساس سمتها هي الجراءة والبحث في دواخل هؤلاء الشخصيات، فأنت في النهاية أمام رجال مستعدون للسقوط في شباك أي امرأة والبعض الأخر يقوم بالاصطياد بنفسه، وأمام نساء معظمهن عاهرات وتلك مهنتهن وليست سُبة.
كنت أنتظر نهاية الرواية وكيف سيُنهي الكاتب خطوط كل هؤلاء الشخصيات، ولكن جاءت النهاية متعلقة بالمكان أكثر وهو كان النقطة الأساسية منذ البداية ولكنه لم يتوانى عن جمع كل الخيوط التي تركها منسدلة من داخل المكان، وجمع كل الأشخاص بنهايات مرضية ومتوقعة وفقًا لشخصية وحياة وطبيعة كل منهم، فالنهاية كانت منطقية للغاية.
من الروايات التي ستشعر أن ما حُكي فيها ليس هو فقط ما يجب معرفته، أن الكثير مما لم يُحكى هو الأجدر أن تلاحظه، الحديث عن القضايا العربية حول العالم وكيف يمكن أن يجتمع كل الألم في هذا المقهى الذي من المفترض أن يحتوي على السعادة وحدها أو حتى يُنهي الحزن ولكن على العكس من ذلك كان يبروزه، الكثير من الحديث عن فلسطين والقضية الفلسطينية الذي شعرت أن الرواية كان يجب أن تُقرأ تحديدًا من أجله، فسعدت بقراءتي لها في هذا التوقيت.
في النهاية يجعلك قلم وحيد الطويلة تحب كل ما كتبه حتى وأن كانت لا تعجبك بعض التلميحات الصريحة التي تجدها كتبت بحرفية وبتأويلات مختلفة وتورية لا تعرف كيف يفعلها، قد لا تعجبك التلميحات ولكن بالتأكيد ستقف أمام الرواية وأنت مُجبر على الأعجاب بها وبكلماتها والكثير من افكارها.
*اقتباسات:
-"هذا وجه أستطيع ان أقابل به الله والشيطان ولا أستطيع الدخول به إلى بلد آخر."
-"أصبحنا بقايا، الحكاية كلها بقايا، بقايا نضال، وبقايا حياة، هنا لا أعيش ولا أموت."
-"الموت ليس واحدًا، الموت حزمه، هزمته داخلي من زمان وقرأت الفاتحة على روحه، يهزمني الآن، يتجسد في الخوف على طفلتين."
-"لا أتذكر حتى الآن إذا كنت قد سلمت عليها أم لا، إن كنت قد مددت يدي، كلي ممدود منطلق في اتجاهها كموجة أطلقها البحر ولم يستردها."
-"هل رأيت يومًا وجه رجل عاشق؟ هل اكتشفت يومًا كيف تتبدل ملامحك فجأة في المرآة وفي أعين الآخرين؟ كيف تشعر أنك أصبحت أكثر الرجال وسامة على وجه الأرض وأكثرهم امتلاءً وزهوًا؟"
-"العشق هو الديانة الوحيدة التي تقام طقوسها وصلواتها بالبهجة، وتدق نواقيسه في غير ميعاد حتى وإن صدقت كلام الصوفيين عن الموضوع نفسه، صدق بقلبك أكثر كلام واحد عاشق."
-"هل رأيت يومًا عينًا مخنوقة بالحسرة، وأخرى تتعلق بريح الأمل؟"
-"ويوقن أن فعل الحب يستطيع وحده أن يسقط الإمبراطوريات حين تعجز الجيوش."
-"كنت أحلم بدخول فلسطين مع الداخلين، مثلهم، أغني لهم، أنا الحادي، أدخل لأضع كوابيسي تحت وسادتي وأنام أو اموت سعيدًا."
*دار النشر: منشورات ضفاف
*سنة النشر: 2013
*عدد الصفحات: 247 صفحة
هل تعتقد أنك تحتاج إلى كتابة رواية ملحمية طويلة حتى تخلق فيها عشرات الأشخاص الذين تتعرف عليهم جيدًا داخل صفحاتها؟ كنت أعتقد أن الإجابة نعم بكل تأكيد قبل قراءة هذه الرواية، ولكن بعد باب الليل شعرت أنه يمكن في صفحات قليلة أن تخلق وتحكي وتحب وتكره وتموت عشرات الشخصيات في تناغم من التفاصيل والأفكار والحكايات والكثير من التناقضات والحروب والبلاد والثورات، هذا كل ما حدث في باب الليل الذي أعتقد أنه لن يُغلق بعد اليوم.
يجلس وحيد الطويلة والذي دائمًا كنت اراه أمامي على باب المقهى القائم بشكل أساسي على اصطياد الرجال، يرى الكاتب كل الأبواب داخله، الأبواب في تلك الرواية رأيتها وكأنها ربما الطاولات فيها، ربما الأبواب التي مر منها كل شخص حمل اسم بابه معه فسُمي به في كل فصل، هل تتخيل أن تجلس طوال أيام داخل المقهى وتكتب عن حياة كل شخص يدخل ليجلس فيها وبعض الأشخاص يكونون زبائن دائمين؟ هل تخيلت كمية التفاصيل والأشخاص؟ هذا ما شعرت به طوال أحداث الرواية.
الرواية مقسمة إلى أبواب هي فصولها، وراء كل باب تتعرف على شخص جديد، تتعرف على الكثير من الجنسيات والأفكار والنزوح والقهر الذي تعرض له كل هؤلاء من دول مختلفة، على الرغم من أن المقهى في تونس إلا إنك تتعرف على الليبيين والفلسطينيين والمصريين والسورين وغيرهم، فتشعر وكأنها مقهى حول العربي بأكمله للتعرف عليهم وتدخل حياتهم وترى من منظورهم.
كثرة الشخصيات في بعض الأوقات يمكنها أن تشعر بأنك تائه ما بين كل هؤلاء، وربما هذا ما شعرت به في بعض اللحظات داخل الرواية، ولكن من قال أن الحياة منتظمة وهادئة دائمًا، ويمكنك فهمها دائمًا، المقهى لا يكون هادئ أبدًا حتى في الليالي الباردة وليالي الحروب وخاصة في ليالي الحب والجنس.
في الكثير من الفقرات توقفت أمام جُمل للكاتب تساءلت كيف يمكنه التفكير في تلك التعبيرات والتركيبات التي أصبح معروف بها، جُمل متناغمة وتفاصيل لا تراها إلا عين مبصرة، سرد رشيق وعبارات قصيرة ولكنها معبرة ومكثفة كما يجب أن تكون، لا يعتمد على التعقيد ولكن يعتمد على لمس القلب في كل كلمات الرواية.
شعرت بالجراءة في الكثير التفاصيل والكثير من وصف للجسد والتوريات الجريئة، ولكنها رواية في الأساس سمتها هي الجراءة والبحث في دواخل هؤلاء الشخصيات، فأنت في النهاية أمام رجال مستعدون للسقوط في شباك أي امرأة والبعض الأخر يقوم بالاصطياد بنفسه، وأمام نساء معظمهن عاهرات وتلك مهنتهن وليست سُبة.
كنت أنتظر نهاية الرواية وكيف سيُنهي الكاتب خطوط كل هؤلاء الشخصيات، ولكن جاءت النهاية متعلقة بالمكان أكثر وهو كان النقطة الأساسية منذ البداية ولكنه لم يتوانى عن جمع كل الخيوط التي تركها منسدلة من داخل المكان، وجمع كل الأشخاص بنهايات مرضية ومتوقعة وفقًا لشخصية وحياة وطبيعة كل منهم، فالنهاية كانت منطقية للغاية.
من الروايات التي ستشعر أن ما حُكي فيها ليس هو فقط ما يجب معرفته، أن الكثير مما لم يُحكى هو الأجدر أن تلاحظه، الحديث عن القضايا العربية حول العالم وكيف يمكن أن يجتمع كل الألم في هذا المقهى الذي من المفترض أن يحتوي على السعادة وحدها أو حتى يُنهي الحزن ولكن على العكس من ذلك كان يبروزه، الكثير من الحديث عن فلسطين والقضية الفلسطينية الذي شعرت أن الرواية كان يجب أن تُقرأ تحديدًا من أجله، فسعدت بقراءتي لها في هذا التوقيت.
في النهاية يجعلك قلم وحيد الطويلة تحب كل ما كتبه حتى وأن كانت لا تعجبك بعض التلميحات الصريحة التي تجدها كتبت بحرفية وبتأويلات مختلفة وتورية لا تعرف كيف يفعلها، قد لا تعجبك التلميحات ولكن بالتأكيد ستقف أمام الرواية وأنت مُجبر على الأعجاب بها وبكلماتها والكثير من افكارها.
*اقتباسات:
-"هذا وجه أستطيع ان أقابل به الله والشيطان ولا أستطيع الدخول به إلى بلد آخر."
-"أصبحنا بقايا، الحكاية كلها بقايا، بقايا نضال، وبقايا حياة، هنا لا أعيش ولا أموت."
-"الموت ليس واحدًا، الموت حزمه، هزمته داخلي من زمان وقرأت الفاتحة على روحه، يهزمني الآن، يتجسد في الخوف على طفلتين."
-"لا أتذكر حتى الآن إذا كنت قد سلمت عليها أم لا، إن كنت قد مددت يدي، كلي ممدود منطلق في اتجاهها كموجة أطلقها البحر ولم يستردها."
-"هل رأيت يومًا وجه رجل عاشق؟ هل اكتشفت يومًا كيف تتبدل ملامحك فجأة في المرآة وفي أعين الآخرين؟ كيف تشعر أنك أصبحت أكثر الرجال وسامة على وجه الأرض وأكثرهم امتلاءً وزهوًا؟"
-"العشق هو الديانة الوحيدة التي تقام طقوسها وصلواتها بالبهجة، وتدق نواقيسه في غير ميعاد حتى وإن صدقت كلام الصوفيين عن الموضوع نفسه، صدق بقلبك أكثر كلام واحد عاشق."
-"هل رأيت يومًا عينًا مخنوقة بالحسرة، وأخرى تتعلق بريح الأمل؟"
-"ويوقن أن فعل الحب يستطيع وحده أن يسقط الإمبراطوريات حين تعجز الجيوش."
-"كنت أحلم بدخول فلسطين مع الداخلين، مثلهم، أغني لهم، أنا الحادي، أدخل لأضع كوابيسي تحت وسادتي وأنام أو اموت سعيدًا."
July 22, 2021
"هل فعلا عندما ييأس المواطن العربي من تحقيق النصر في ساحة المعركة مع عدوه ، يتجه بكل حواسه وطاقته الجسدية والعاطفية ليفرغها في وعاء المتعة ، محاولا إحراز نصر آخر في الفراش ! ، والسؤال الأخطر : ترى هل ينجح أم سيلاحقه الفشل في هذه الساحة أيضاً؟ "
**
اتخذ الأديب وحيد الطويلة من المقهى بطلاً تدور فيه ومن خلال المترددين عليه أحداث روايته باب الليل ، كما أنه لجأ لأسلوب جذاب في سرده للوقائع التي أراد أن يغرق قارئها فيها حتى النخاع ، فيبدأ بجملة " كل شيء يحدث في الحمام " ، وهي حيلة ذكية منه مثل لعبة لعبها ببراعة حتى يدخله معه عالم شبيه بمغارة علي بابا ، والكنز هنا هو كنز التجارب الإنسانية المتعددة والغنية ، وكنز الغوص في عالم اللذة الحسية ورغبات البشر ، وكيف يسعى كل منهم لبلوغها ، ويختلف أسلوب السعي نحو الهدف باختلاف الدافع من إنسان لآخر ، فليس الكل يسعى لكسب المال ولا لمجرد إطفاء شهوة عارضة ، ستندهش عندما تجد من يتقن هذا الفن ويعتبره وسيلة مشروعة لتعويض فشل عاطفي ما ، أو من أجل حب الشيء نفسه ، وربما تجده عند الكهول وسيلة للونس والبحث عن صحبة لطيفة .
لن تملك عزيزي القاريء أمام أبواب الطويلة والكنوز المخبأة داخلها إلا أن تفغر فاهك عن آخره من الدهشة والانبهار .
**
اتخذ الأديب وحيد الطويلة من المقهى بطلاً تدور فيه ومن خلال المترددين عليه أحداث روايته باب الليل ، كما أنه لجأ لأسلوب جذاب في سرده للوقائع التي أراد أن يغرق قارئها فيها حتى النخاع ، فيبدأ بجملة " كل شيء يحدث في الحمام " ، وهي حيلة ذكية منه مثل لعبة لعبها ببراعة حتى يدخله معه عالم شبيه بمغارة علي بابا ، والكنز هنا هو كنز التجارب الإنسانية المتعددة والغنية ، وكنز الغوص في عالم اللذة الحسية ورغبات البشر ، وكيف يسعى كل منهم لبلوغها ، ويختلف أسلوب السعي نحو الهدف باختلاف الدافع من إنسان لآخر ، فليس الكل يسعى لكسب المال ولا لمجرد إطفاء شهوة عارضة ، ستندهش عندما تجد من يتقن هذا الفن ويعتبره وسيلة مشروعة لتعويض فشل عاطفي ما ، أو من أجل حب الشيء نفسه ، وربما تجده عند الكهول وسيلة للونس والبحث عن صحبة لطيفة .
لن تملك عزيزي القاريء أمام أبواب الطويلة والكنوز المخبأة داخلها إلا أن تفغر فاهك عن آخره من الدهشة والانبهار .
August 4, 2023
في محاولة مني لتعرف علي الكاتب وحيد الطويلة قبل قراءة رواية كاتيوشا ذائعة الصيت.
في باب الليل. يقدم سيدات، بائعات هوي او عاهرات من نوع أخر.يصور وحيد اغلبهم انه اختارها عن حب ورغبة منها والمصاري شئ جانبي.يريدون تغير الرجال كتغير الحذاء،وهذا هو جديد وحيد الطويلة ،انه يضيف رؤية منفصلة عن السائد غريبة .
نألف كثيرا ان من يمتهن تلك المهنة هم سيدات مغلوب علي أمرهم أو دفعوا لها بعد اعتداء وترك لكن هنا هن يستمتعن بذلك. ربما تغير البيئة في تونس عامل لهذا التغير وقبوله،حيث النغمة السائدة في مصر مختلفة كثيرا.
لم يحكم عليهن بجملة واحدة ولا حتي علي لسان شخصياته الذكورية التي صورها انها تريد ذلك ايضا وتستمتع به دون غضاضة او ندم .
يغلب طابع الرواية بحكايات النساء النهمين للمال والجنس.
٠ بها مقاطع قصيرة من ألاعيب السلطة التي لاتخفي علي أحد ربما هي المألوف الوحيد لدي في الرواية.
في باب الليل. يقدم سيدات، بائعات هوي او عاهرات من نوع أخر.يصور وحيد اغلبهم انه اختارها عن حب ورغبة منها والمصاري شئ جانبي.يريدون تغير الرجال كتغير الحذاء،وهذا هو جديد وحيد الطويلة ،انه يضيف رؤية منفصلة عن السائد غريبة .
نألف كثيرا ان من يمتهن تلك المهنة هم سيدات مغلوب علي أمرهم أو دفعوا لها بعد اعتداء وترك لكن هنا هن يستمتعن بذلك. ربما تغير البيئة في تونس عامل لهذا التغير وقبوله،حيث النغمة السائدة في مصر مختلفة كثيرا.
لم يحكم عليهن بجملة واحدة ولا حتي علي لسان شخصياته الذكورية التي صورها انها تريد ذلك ايضا وتستمتع به دون غضاضة او ندم .
يغلب طابع الرواية بحكايات النساء النهمين للمال والجنس.
٠ بها مقاطع قصيرة من ألاعيب السلطة التي لاتخفي علي أحد ربما هي المألوف الوحيد لدي في الرواية.
August 21, 2022
رواية غريبة!
July 20, 2017
شخصيات متجاورة بدء من باب البنات وحتى باب النساء في عالم يهرب من القهر والاستبداد ؛ رواية الانتصارات الصغيرة
September 28, 2022
للعهر ساحات نضالية أخرى غير الجسد. هذا ما يؤكده الروائى وحيد الطويلة فى روايته باب الليل الصادرة عام 2013 بالإشتراك بين ثلاث دور نشر عربية: دار ضفاف - بيروت، ومنشورات الإختلاف - الجزائر، ودار الأمان - المغرب.
تدور الرواية فى تونس، وتحديداً فى مقهى اسمه "لمة الأحباب"، هو فى واقعه لمة العاهرات والمناضلين السابقين ونهازى الفرص، وهم على إختلافهم يشتركون فى الضياع التام .. ضياع فى الماض أدى بدوره لضياع آخر فى الحاضر ومن ثم المستقبل.
تنقسم الرواية لـ 15 فصلاً (باب البنات، باب الفتح، باب النساء، باب العسل، باب الهوى، باب للا درة، ... الخ) وهى متصلة منفصلة، متشابكة متقاطعة، فكل شخصية لها بنية منفصلة، لكنها تعود لتشتبك بجسدها ومصيرها مع أخرى فى فصول أخرى.
المقهى هو مكان لإصطياد الزبائن (رجل لامرأة وامرأة لرجل) وتسجيل الإعجاب، والحمام هو آخر خطوات تتبع الفريسة حيث تبادل أرقام الهواتف للقاء المرتقب .. فـ "كل شىء يحدث فى الحمام".
فى "مدينة لا تعرف سوى الأجساد والنقود"، حيث "لا يدفع فيها أحد لأحد لوجه الله والمحبة، ولو فى الأعياد الوطنية"، ولأن "الأهل فى ضيق، والعمل مستحيل، والعريس بعيد"، ولأن "لا أحد يملك هنا فرصة أو نصف فرصة".
يغدو العهر مبدأ ووجهة نظر وإختيار أوحد. "الجسد هنا هو المجداف الذى يتكىء عليه الجميع .. وكله معروض فى أجمل فاترينة تحت أشيك ملبس أو أجمل عرى، لكنه بلا أدنى شاطىء من روح".
الرواية مسرودة بصوت الراوى العليم، متحدثاً للقارىء، مرتعة بمونولوجات داخلية للأبطال حيث صوت مع وصوت ضد، مُطَعَمة بمرادفات من العامية المصرية. اللغة تترواح بين الإيروتيكية والجادة، الأولى حينما يتحدث عن الجنس والغواية.
فنجد أنفسنا مثلاً أمام درساً عميقاً فى فن الجنس والمضاجعة حينما تصطاد باربى، شاباً، فتتحدث معه حتى لتخال أنك تقرأ (الروض العاطر للنفراوى، والثانية حين تحل السياسة، فتُطرد المُتع فى هيبة حضورها، إلا ان اللغة بشكل عام عذبة، شاعرية، لا تخلو من سخرية لاذعة، وتورية تفضح أكثر مما تخفى.
أما حينما يتكلم عن مشاهد الخوف الزائد والإرتعاب بلا مبرر وبلا جرم يذكرمن عقاب محتمل من نظام الرئيس، حينما كان غسان طفلاً أو ابن شادى، الطفل الذى حلم بأن يصبح رئيساً، فهنا اللغة تصبح كوميديا سوداء حد العبث.
الشخوص كما ذكرنا سابقاً، خليطاً يتكون تحديداً من العاهرات والمناضلين السابقين. درة: صاحبة المقهى، العاهرة المحترفة الراقية، التى لا يطالها إلا رجال المناصب أو المحظوظون.
كسوف: القواد، رجل الظل، الذى ينقل أرقام الهواتف، ويتم صفقات التواعد.
نعيمة: العاهرة التى تخطف أختها فرصتها.
حلومة: السحاقية الثلاثينية، الخدومة، خريجة السجون، محمد كازانوفا: العاشق الذى لم تسلم واحدة من غزواته، والذى أحب واحدة فقط بصدق، لكنه لم يحظ بها.
أبو شندى: الفلسطينى الذى أوصدت فى وجهه باب العودة للوطن بعد إتفاقية اوسلو 1993.
أبو جعفر: الفلسطينى الذى يلامس حافة الجنون، والمؤمن بأن صدام لا زال يحيا.
شادى: الخمسينى الذى ألقى بالنضال جانباً وبات منشغلاً بالنضال فى الجسد.
ألفة: العاهرة الشريرة، والشرهة لكل شىء، باربى: الصحفية الثلاثينية التى لا تضاجع سوى شباب عشرينيين.
بريجينف: الذى بيبع الوهم.
رحمة: أرملة خلوقة، لم تنزلق للرذيلة لكن عالمها المنغمسة فيه هو المقهى.
حبيبة: مغنية المقهى التى تحلم بالسفر إلى مصرلتحقيق حلم الشهرة.
السيد إنجرام: مصرى، ناضل فى بيروت، وسيط بين الفرقاء، يقبض من كل ناحية.
غسان: تونسى من أب سورى، مناضل سابق، وجاسوس محترف ومخبر دنىء حالى.
مجيد: لبنانى، ليس له هماً سوى الخمر والنساء.
سى المنجى: من كبار ضباط الأمن السابقين.
غالبية اسماء الشخصيات اسماء أعلام، والبقية اسماء مستعارة مثل (بريجينيف، باربى، بورقيبة) أو خليط من الإثنين، مثل (محمد كازانوفا).
يدفن الواحد منهم حكايته فى الباقين، ينسى بهمهم همومه. الكل يلعب بالورق والجسد "لقتل الوقت المقتول، فى إنتظار وقت آخر لا يجىء".
لم يكن من قبيل المصادفة أو الغريب أن نجد ذاك الجمع الذى "لم الشامى على المغربى"، فالإثنين واحداً، أو دعنا نقول وجهين لنفس العملة، بل على العكس، أحدهم كان ويظل الرابح، ففى إحدى العبارات يقول (مناضل قديم) لإحدى الـ (عاهرات) " أنت أكثر واحدة تشبهينها (فلسطين)، أنت تناضلين من زمان، وهى أيضا. نحن كلنا قمنا بثورة فى المنافى، وأنت وحدك قمت بثورة فى المقاهى، الفارق الوحيد أنك تربحين، أما نحن فنخسر".
قصة النضال والإستعانة بالمومسات (كما يرويها أبو شندى)، والذى كان مسرحه أوروبا فى السبعينيات، ذكرنى بفيلم "ميونخ" الذى كانت أحداثه تدور حول تنفيذ منظمة أيلول الأسود لعملية تصفية البعثة الرياضية الإسرائيلية فى اوليمبياد ميونخ 1972. "كل شىء يحتاج للمومسات .. حتى الثورة".
بساط الرواية رحب جداً، بما أن البطل فيها المكان (المقهى)، وبذلك نحن أمام سردية لا نهائية، فالأبطال بغير عدد، يأتون ويذهبون، يتلامسون ويتباعدون، يشتبكون ويهجرون، فالمقهى هو الحياة، والزبائن هم الناس بإختلافهم، وبكل ما يملكون من نجاحات وإخفاقات.
يلعب المقهى برواده لعبة الكراسى الموسيقية، أو فلنقل لعبة البازل، فالعاهرة الواحدة تمر على أكثر من زبون، اليوم واحداً، والآخرتَأجَل يومه للغد، فيتراجع للخلف مؤقتاً ..
وهكذا، ربما لهذا نجد أن فصول الرواية يمكن أن تلعب بها كقارىء نفس اللعبة أيضاً، فأنت تستطيع بسهولة أن تضع أبواباً مكان أخرى، تؤجل واحداً وتستقدم آخر. "قطعة تدخل فى مكانها الصحيح كى تخرج قطعة أخرى، أو تبدل مكانها، تنتقل من طاولة لأخرى كما يفعل أبو جعفر المهزوم.
حين يمرض أو حين يدعى المرض ينتقل إلى طاولة الفلسطينيين، أو تنتقل الطاولة كلها إلى المستشفى، وحين يبرأ يحوم حول طاولة نعيمة أو ألفة أوأى واحدة أخرى، أو يجمعهم معاً على طاولته. درة سيدة اللاعبات، مبتكرة اللعبة، يمكن لها أن تنتقل بين كل الطاولات لتغير قواعدها بين دقيقة وأخرى. أبو شندى حاول أن ينتقل ثم عاد أدراجه سريعاً. شادى مدفون بسعادة فى قطعة بازل شابة تعشق الشعراء والشعر الرمادى. حلومة ورحمة وحبيبة، قطع جديدة تبدأ عملية الإحماء لتدخل غلى الرقعة بعد قليل ...."
يقول الراوى: "الجسد الحى يمسح موت الروح أحياناً" وذلك حينما يتحدث عن التحايل على موت الروح بخوض غمار المتعة الجسدية التى "أحياناً" تساعد على إبراء الروح من علّتها، لكنه يعود فيقول: "الخسارة فيما مضى كانت فى الأرواح، لكنها الآن تعشش فى الروح".
لنخلُصُ إلى أن الأرواح المهزومة لا تشبعها الإنتصارات الجسدية، وتلك هى إشكالية الروح والجسد فى هذه الرواية. لكن حينما نأتى للعشق، فللحديث طعم ولون آخر: "جمال العشق أن يصبح هو الديانة، ينحى كل الديانات أو يجعلها تذوب فيه وتأخذ لونه وطقوسه وصلواته". إنه العشق الذى غرق فيه أبو شندى مع زوجته الراحلة، والتى لم يتخيل امرأة سواها، ذكراها منعته من العبث مع غيرها، حتى حينما فكر فى ذلك مرة واحدة، تراجع حينما ذكر نفسه بأن درة ما هى سوى عاهرة محترفة. لكن هو أيضاً لم يبرأ من علة الروح التى عطبت مرة بالنضال ومرة بالفقد.
بداية من (باب الرجال)، مروراً بـ (باب النساء) وحتى (باب للا درة) يحدث تكثيف فى الخطاب الفلسفى، وتلخيص سريع للشخصيات، ومآلها، فتعتقد أن نعيمة سوف يرتبط مصيرها أخيراً بـ أبو شندى، وبأن درة ستظل خادمة مطيعة لـ سى المنجى ضابط الأمن السابق، ومخبر الدولة الحالى، فتتأكد أن لعبة البازل قد إكتملت.
لكن هيهات، فلم يكن هذا نهاية المطاف، ولن يكن، فالأحداث المتدفقة، والأحلام المهشمة، والوعود المقطوعة، بلا نهاية. فالمقهى/الحياة "يحتضن الجميع، سره داخله، يطوى غرامه فى أعمدته .. إن مرت واحدة أعجبتك وخطفها آخر، فستقع بين رجليك فى اليوم التالى".
يتبدل الزمن، تتغير الأولويات، تختل موازين القوى، "ابن الثائر يصبح عميلاً، معادلة جديدة لزمن جديد"، ويأخذ النضال شكله الجديد، "الناس هنا تناضل فى كرة القدم، وفى عجيزات النساء، فى لقمة العيش، وتفك�� بشره شديد فى النقود"، وحتى ما تبقى منه لا يعدو كونه إستعراضاً.
حتى أن تشبيه السياسى أو المناضل بالراقص يأتى على لسان إحدى الشخصيات أكثر من مرة: "الرقص الحار يحتاج مجنونين، فى السياسة لا بد له من داهيتين، أو داهية ومجنون على أقل تقدير"، وفى موقع آخر: "مناضل، قل راقص".
القضية الفلسطينية هى محور الرواية، بما أن مناضلى وثوار الأمس من فلسطينيين وغيرهم من جنسيات عربية أخرى، أساسية ومؤثرة، يدفعهم الواجب كما القدر والمكتوب. "فى أى شىء يمكن أن تناضل الآن؟ فى الوطن؟ أى وطن !!
لقد تغير طعمه بعد مائة إتفاق ردىء، بين أرجل جماعتنا وتحت أقدامهم، وكفى الوطن أن يبقى فى توهة الحلم، غلى أن يستيقظ الأخير من سباته"، فتكتشف بهذه العبارة أن مآل القضية الفلسطينية هو نفسه مآل الوطن العربى كله تائهاً، متقهقر المكانة، يقتات فتات حلم تحول لكابوس مرعب.
حينما يُطلب منك التوقف عن النضال، عن بيع تاريخك ووطنيتك ووطنك، حينما تٌقطع عنك سُبُل العيش وسُبُل العودة، فتصبح لاجئاً، غريباً، سقف طموحاتك أن تبدأ حياة جديدة فى غربة أكبر، حتماً سوف ينتهى بك الحال إلى النضال فوق الأسرة حيث الأجساد الممدة ببذخ، فهذا فقط كل ما هو مسموح لك، وكل ما تبقى لك من نضال .. ولا شىء غيره!
تنتهى الرواية عندما تلوح إرهاصات ثورة آتية (14 يناير 2011)، فتبدأ درة بتغيير دفتها بإتجاهها، هى التى كانت تتملق نظام بن على وتسخر من نظام بورقيبة، فتغير اسم المقهى، وديكوراته، بل وعاهراته اللاتى فاحت رائحتهن وتهدلت أعمارهن، وباسم جديد، وديكور أجمل وعاهرات أصغر، تستقبل نظام سياسى جديد، بعد أن تركل بقدمها صورة الرئيس السابق!
كتب نجيب محفوظ معظم رواياته إن لم تكن كلها، جالساً على مقهى الفيشاوى، وكتب جمال الغيطانى فى كتابه (ملامح القاهرة فى ألف سنة) عن المقاهى وأصلها وما تعبر عنه، وعن كونها ركن أساسى فى أدب نجيب محفوظ،، وكتب مكاوى سعيد فى كتابه (مقتنيات وسط البلد).
عن مقاهى ومطاعم وبارات وسط البلد، حيث كانت ولم تزل ملتقى المثقفين والفنانين المصريين، يمارسون فيها الفن والسياسة والكلام والصعلكة. هنا أيضاً، فى الهامش الأخير، نجد الروائى يذكر اسماء المقاهى التى نسج منها/فيها روايته (مقهى الأوبرا، مقهى باب سويقة، مقهى العتيق، مقهى الشواشية، ...الخ)
للمقاهى تاريخ يكتبه روادها بالدم والدموع والخمر والجنس، وللتاريخ محترفوه الذين يكتبونه من فوق منضده تقبع فى ركن جانبى خلفى فى إحدى المقاهى .. وأحسب أن وحيد الطويلة أحد هؤلاء
تدور الرواية فى تونس، وتحديداً فى مقهى اسمه "لمة الأحباب"، هو فى واقعه لمة العاهرات والمناضلين السابقين ونهازى الفرص، وهم على إختلافهم يشتركون فى الضياع التام .. ضياع فى الماض أدى بدوره لضياع آخر فى الحاضر ومن ثم المستقبل.
تنقسم الرواية لـ 15 فصلاً (باب البنات، باب الفتح، باب النساء، باب العسل، باب الهوى، باب للا درة، ... الخ) وهى متصلة منفصلة، متشابكة متقاطعة، فكل شخصية لها بنية منفصلة، لكنها تعود لتشتبك بجسدها ومصيرها مع أخرى فى فصول أخرى.
المقهى هو مكان لإصطياد الزبائن (رجل لامرأة وامرأة لرجل) وتسجيل الإعجاب، والحمام هو آخر خطوات تتبع الفريسة حيث تبادل أرقام الهواتف للقاء المرتقب .. فـ "كل شىء يحدث فى الحمام".
فى "مدينة لا تعرف سوى الأجساد والنقود"، حيث "لا يدفع فيها أحد لأحد لوجه الله والمحبة، ولو فى الأعياد الوطنية"، ولأن "الأهل فى ضيق، والعمل مستحيل، والعريس بعيد"، ولأن "لا أحد يملك هنا فرصة أو نصف فرصة".
يغدو العهر مبدأ ووجهة نظر وإختيار أوحد. "الجسد هنا هو المجداف الذى يتكىء عليه الجميع .. وكله معروض فى أجمل فاترينة تحت أشيك ملبس أو أجمل عرى، لكنه بلا أدنى شاطىء من روح".
الرواية مسرودة بصوت الراوى العليم، متحدثاً للقارىء، مرتعة بمونولوجات داخلية للأبطال حيث صوت مع وصوت ضد، مُطَعَمة بمرادفات من العامية المصرية. اللغة تترواح بين الإيروتيكية والجادة، الأولى حينما يتحدث عن الجنس والغواية.
فنجد أنفسنا مثلاً أمام درساً عميقاً فى فن الجنس والمضاجعة حينما تصطاد باربى، شاباً، فتتحدث معه حتى لتخال أنك تقرأ (الروض العاطر للنفراوى، والثانية حين تحل السياسة، فتُطرد المُتع فى هيبة حضورها، إلا ان اللغة بشكل عام عذبة، شاعرية، لا تخلو من سخرية لاذعة، وتورية تفضح أكثر مما تخفى.
أما حينما يتكلم عن مشاهد الخوف الزائد والإرتعاب بلا مبرر وبلا جرم يذكرمن عقاب محتمل من نظام الرئيس، حينما كان غسان طفلاً أو ابن شادى، الطفل الذى حلم بأن يصبح رئيساً، فهنا اللغة تصبح كوميديا سوداء حد العبث.
الشخوص كما ذكرنا سابقاً، خليطاً يتكون تحديداً من العاهرات والمناضلين السابقين. درة: صاحبة المقهى، العاهرة المحترفة الراقية، التى لا يطالها إلا رجال المناصب أو المحظوظون.
كسوف: القواد، رجل الظل، الذى ينقل أرقام الهواتف، ويتم صفقات التواعد.
نعيمة: العاهرة التى تخطف أختها فرصتها.
حلومة: السحاقية الثلاثينية، الخدومة، خريجة السجون، محمد كازانوفا: العاشق الذى لم تسلم واحدة من غزواته، والذى أحب واحدة فقط بصدق، لكنه لم يحظ بها.
أبو شندى: الفلسطينى الذى أوصدت فى وجهه باب العودة للوطن بعد إتفاقية اوسلو 1993.
أبو جعفر: الفلسطينى الذى يلامس حافة الجنون، والمؤمن بأن صدام لا زال يحيا.
شادى: الخمسينى الذى ألقى بالنضال جانباً وبات منشغلاً بالنضال فى الجسد.
ألفة: العاهرة الشريرة، والشرهة لكل شىء، باربى: الصحفية الثلاثينية التى لا تضاجع سوى شباب عشرينيين.
بريجينف: الذى بيبع الوهم.
رحمة: أرملة خلوقة، لم تنزلق للرذيلة لكن عالمها المنغمسة فيه هو المقهى.
حبيبة: مغنية المقهى التى تحلم بالسفر إلى مصرلتحقيق حلم الشهرة.
السيد إنجرام: مصرى، ناضل فى بيروت، وسيط بين الفرقاء، يقبض من كل ناحية.
غسان: تونسى من أب سورى، مناضل سابق، وجاسوس محترف ومخبر دنىء حالى.
مجيد: لبنانى، ليس له هماً سوى الخمر والنساء.
سى المنجى: من كبار ضباط الأمن السابقين.
غالبية اسماء الشخصيات اسماء أعلام، والبقية اسماء مستعارة مثل (بريجينيف، باربى، بورقيبة) أو خليط من الإثنين، مثل (محمد كازانوفا).
يدفن الواحد منهم حكايته فى الباقين، ينسى بهمهم همومه. الكل يلعب بالورق والجسد "لقتل الوقت المقتول، فى إنتظار وقت آخر لا يجىء".
لم يكن من قبيل المصادفة أو الغريب أن نجد ذاك الجمع الذى "لم الشامى على المغربى"، فالإثنين واحداً، أو دعنا نقول وجهين لنفس العملة، بل على العكس، أحدهم كان ويظل الرابح، ففى إحدى العبارات يقول (مناضل قديم) لإحدى الـ (عاهرات) " أنت أكثر واحدة تشبهينها (فلسطين)، أنت تناضلين من زمان، وهى أيضا. نحن كلنا قمنا بثورة فى المنافى، وأنت وحدك قمت بثورة فى المقاهى، الفارق الوحيد أنك تربحين، أما نحن فنخسر".
قصة النضال والإستعانة بالمومسات (كما يرويها أبو شندى)، والذى كان مسرحه أوروبا فى السبعينيات، ذكرنى بفيلم "ميونخ" الذى كانت أحداثه تدور حول تنفيذ منظمة أيلول الأسود لعملية تصفية البعثة الرياضية الإسرائيلية فى اوليمبياد ميونخ 1972. "كل شىء يحتاج للمومسات .. حتى الثورة".
بساط الرواية رحب جداً، بما أن البطل فيها المكان (المقهى)، وبذلك نحن أمام سردية لا نهائية، فالأبطال بغير عدد، يأتون ويذهبون، يتلامسون ويتباعدون، يشتبكون ويهجرون، فالمقهى هو الحياة، والزبائن هم الناس بإختلافهم، وبكل ما يملكون من نجاحات وإخفاقات.
يلعب المقهى برواده لعبة الكراسى الموسيقية، أو فلنقل لعبة البازل، فالعاهرة الواحدة تمر على أكثر من زبون، اليوم واحداً، والآخرتَأجَل يومه للغد، فيتراجع للخلف مؤقتاً ..
وهكذا، ربما لهذا نجد أن فصول الرواية يمكن أن تلعب بها كقارىء نفس اللعبة أيضاً، فأنت تستطيع بسهولة أن تضع أبواباً مكان أخرى، تؤجل واحداً وتستقدم آخر. "قطعة تدخل فى مكانها الصحيح كى تخرج قطعة أخرى، أو تبدل مكانها، تنتقل من طاولة لأخرى كما يفعل أبو جعفر المهزوم.
حين يمرض أو حين يدعى المرض ينتقل إلى طاولة الفلسطينيين، أو تنتقل الطاولة كلها إلى المستشفى، وحين يبرأ يحوم حول طاولة نعيمة أو ألفة أوأى واحدة أخرى، أو يجمعهم معاً على طاولته. درة سيدة اللاعبات، مبتكرة اللعبة، يمكن لها أن تنتقل بين كل الطاولات لتغير قواعدها بين دقيقة وأخرى. أبو شندى حاول أن ينتقل ثم عاد أدراجه سريعاً. شادى مدفون بسعادة فى قطعة بازل شابة تعشق الشعراء والشعر الرمادى. حلومة ورحمة وحبيبة، قطع جديدة تبدأ عملية الإحماء لتدخل غلى الرقعة بعد قليل ...."
يقول الراوى: "الجسد الحى يمسح موت الروح أحياناً" وذلك حينما يتحدث عن التحايل على موت الروح بخوض غمار المتعة الجسدية التى "أحياناً" تساعد على إبراء الروح من علّتها، لكنه يعود فيقول: "الخسارة فيما مضى كانت فى الأرواح، لكنها الآن تعشش فى الروح".
لنخلُصُ إلى أن الأرواح المهزومة لا تشبعها الإنتصارات الجسدية، وتلك هى إشكالية الروح والجسد فى هذه الرواية. لكن حينما نأتى للعشق، فللحديث طعم ولون آخر: "جمال العشق أن يصبح هو الديانة، ينحى كل الديانات أو يجعلها تذوب فيه وتأخذ لونه وطقوسه وصلواته". إنه العشق الذى غرق فيه أبو شندى مع زوجته الراحلة، والتى لم يتخيل امرأة سواها، ذكراها منعته من العبث مع غيرها، حتى حينما فكر فى ذلك مرة واحدة، تراجع حينما ذكر نفسه بأن درة ما هى سوى عاهرة محترفة. لكن هو أيضاً لم يبرأ من علة الروح التى عطبت مرة بالنضال ومرة بالفقد.
بداية من (باب الرجال)، مروراً بـ (باب النساء) وحتى (باب للا درة) يحدث تكثيف فى الخطاب الفلسفى، وتلخيص سريع للشخصيات، ومآلها، فتعتقد أن نعيمة سوف يرتبط مصيرها أخيراً بـ أبو شندى، وبأن درة ستظل خادمة مطيعة لـ سى المنجى ضابط الأمن السابق، ومخبر الدولة الحالى، فتتأكد أن لعبة البازل قد إكتملت.
لكن هيهات، فلم يكن هذا نهاية المطاف، ولن يكن، فالأحداث المتدفقة، والأحلام المهشمة، والوعود المقطوعة، بلا نهاية. فالمقهى/الحياة "يحتضن الجميع، سره داخله، يطوى غرامه فى أعمدته .. إن مرت واحدة أعجبتك وخطفها آخر، فستقع بين رجليك فى اليوم التالى".
يتبدل الزمن، تتغير الأولويات، تختل موازين القوى، "ابن الثائر يصبح عميلاً، معادلة جديدة لزمن جديد"، ويأخذ النضال شكله الجديد، "الناس هنا تناضل فى كرة القدم، وفى عجيزات النساء، فى لقمة العيش، وتفك�� بشره شديد فى النقود"، وحتى ما تبقى منه لا يعدو كونه إستعراضاً.
حتى أن تشبيه السياسى أو المناضل بالراقص يأتى على لسان إحدى الشخصيات أكثر من مرة: "الرقص الحار يحتاج مجنونين، فى السياسة لا بد له من داهيتين، أو داهية ومجنون على أقل تقدير"، وفى موقع آخر: "مناضل، قل راقص".
القضية الفلسطينية هى محور الرواية، بما أن مناضلى وثوار الأمس من فلسطينيين وغيرهم من جنسيات عربية أخرى، أساسية ومؤثرة، يدفعهم الواجب كما القدر والمكتوب. "فى أى شىء يمكن أن تناضل الآن؟ فى الوطن؟ أى وطن !!
لقد تغير طعمه بعد مائة إتفاق ردىء، بين أرجل جماعتنا وتحت أقدامهم، وكفى الوطن أن يبقى فى توهة الحلم، غلى أن يستيقظ الأخير من سباته"، فتكتشف بهذه العبارة أن مآل القضية الفلسطينية هو نفسه مآل الوطن العربى كله تائهاً، متقهقر المكانة، يقتات فتات حلم تحول لكابوس مرعب.
حينما يُطلب منك التوقف عن النضال، عن بيع تاريخك ووطنيتك ووطنك، حينما تٌقطع عنك سُبُل العيش وسُبُل العودة، فتصبح لاجئاً، غريباً، سقف طموحاتك أن تبدأ حياة جديدة فى غربة أكبر، حتماً سوف ينتهى بك الحال إلى النضال فوق الأسرة حيث الأجساد الممدة ببذخ، فهذا فقط كل ما هو مسموح لك، وكل ما تبقى لك من نضال .. ولا شىء غيره!
تنتهى الرواية عندما تلوح إرهاصات ثورة آتية (14 يناير 2011)، فتبدأ درة بتغيير دفتها بإتجاهها، هى التى كانت تتملق نظام بن على وتسخر من نظام بورقيبة، فتغير اسم المقهى، وديكوراته، بل وعاهراته اللاتى فاحت رائحتهن وتهدلت أعمارهن، وباسم جديد، وديكور أجمل وعاهرات أصغر، تستقبل نظام سياسى جديد، بعد أن تركل بقدمها صورة الرئيس السابق!
كتب نجيب محفوظ معظم رواياته إن لم تكن كلها، جالساً على مقهى الفيشاوى، وكتب جمال الغيطانى فى كتابه (ملامح القاهرة فى ألف سنة) عن المقاهى وأصلها وما تعبر عنه، وعن كونها ركن أساسى فى أدب نجيب محفوظ،، وكتب مكاوى سعيد فى كتابه (مقتنيات وسط البلد).
عن مقاهى ومطاعم وبارات وسط البلد، حيث كانت ولم تزل ملتقى المثقفين والفنانين المصريين، يمارسون فيها الفن والسياسة والكلام والصعلكة. هنا أيضاً، فى الهامش الأخير، نجد الروائى يذكر اسماء المقاهى التى نسج منها/فيها روايته (مقهى الأوبرا، مقهى باب سويقة، مقهى العتيق، مقهى الشواشية، ...الخ)
للمقاهى تاريخ يكتبه روادها بالدم والدموع والخمر والجنس، وللتاريخ محترفوه الذين يكتبونه من فوق منضده تقبع فى ركن جانبى خلفى فى إحدى المقاهى .. وأحسب أن وحيد الطويلة أحد هؤلاء
July 30, 2021
الوحده العربيه الشمال
فيلم احاسيس بوريكلام بس بطريقه مثقفه علي استحياء
يصف أبو شندي فستان محبوبته عندما شاهدها لأول مرة: “كان� تتمشي علي الشاطئ بفستان فوق الركبة بقليل، كل جزء منها يتكلم تحت الفستان وحده، يحكي حكايته وحده.. يتحدث أو يهمس مع جزء آخر، الفستان فقط كان ينظم الحكايات، يخفي حديثا دافئا أو يظهر حوار خافتا، فستان بألوان�.
وصف المكان: في المكان الجغرافي (تونس)، يتشيد المكان الروائي � المقهى � خارجيا بطريقة تشي بالخصوصية والتفرد،ويكتنز بالجمال والرفعة، علي نحو يخالف مشاعيته المعهودة ووجوده العابر: “ينتص� المقهى علي ربوة تصعد إليها عبر سهل، وتهبط منها في أرض منبسطة، ومن أية نافذة يمكن لعينيك أن تمتد بين ربوة وقبة ومنبسط�.
كما تصف كاميرا الراوي الحمام � المكان المُدخل الروائي � وصفا ماديا مقتصدا،ولكنه يبتعد عن البراءة ( حركة الباب � طبيعة الضوء) ويبعث علي التآمر والريبة والفضول: “با� لزج متواطئ،يتحرك سريعا، ثم يرتد بطيئا كأنه يشارك بدوره في المكيدة، يتلقاهم حوض من المرمر الأبيض تحت أضواء كامدة تعلوه مرآة عريضة، تعكس بابين متجاورين، واحد للنساء وواحد للرجال بالطبع�
تتكاثر علي جسد النص الروائي شخصيات من جنسيات مختلفة : تونسية، فلسطينية، لبنانية، سورية، مصرية، ليبية، إيطالية، فرنسية، وبينما تمثل الشخصيات العربية شخصيات أساسية،مقيمة، فاعلة، تمثل الشخصيات الأجنبية شخصيات ثانوية، شاهدة،زائرة، وتشكل حكايات هذه الشخصيات صوراً واقعية تشي بدلالات تتصل بما هو اجتماعي وسياسي واقتصادي وقومي وأخلاقي وقيمي، وهي تتكاتف رغم تناثرها في فضاء المتن الروائي، لتقدم إلينا صورة كبري عن الحياة التي يعيشها الناس في هذه المقاهي بتونس.
هنا تلتقي عشيرة الغانيات (درّة، نعيمة، باربي، ألفة،أحلام)، بجماعة الأمن والمُخبرين، تختلط قافلة المناضلين القدامي (أبو شندي، أبو جعفر، شادي، فاروق جعفر)، بركب المتاجرين بالمال والقيم والسماسرة وأرباب المصالح، وتتناثر في المشهد شخصيات آخري؛ حالمة،عاشقة،مكلومة، هذا إذن عالم سلطته المال وشريكه الجسد.
كما يتصادم في واقعها � الشخصيات � هاجس التمرد النابع من الإحساس بالعبثية، بحاجز الخوف الناجم عن الشعور بالقيد أو الاحتباس أو القهر.. المقهى إذن خيارها الأصيل، تحتمي به، ويتأنسن بها، كلاهما أليف الآخر؛ رفقته، كأسه، وسُكرته.
وهاته الشخصيات تعيش الماضي بذاكرة محترقة، وتسكن الحاضر بوجود مسلوب، وهو ما يتيح للفاعل السردي � الراوي � الارتفاع بالشخصية إلى مرتبة جمالية تشطرها إلى عديد من الذوات في السبيل إلي إنجاز ذات مكبرة تحتوي الأشياء والأماكن والأحداث، وتحيط بها، وتحكي قصتها الأزلية.
June 3, 2016
باب الليل للكاتب المصري وحيد الطويلة. ...
حين تفقد اهلك ووطنك وانت صبى أو شاب ستبحث عنهما فى ثقب الإبرة ستجد لك اهلا اخرين ووطنا مؤقتا وحين تفقدهما وانت على مشارف الستين لا يتبقى لك سوى بائعات الحب. .دون أن تشعر تكون جيشا منهم يصبحن وطنا احتياطيا ..يلاعبنك يهتممن بك كسائح ليبى أو من الهنود الحمر ويغنين لك النشيد الوطني الذى يعوضك عن نشيدك الاصلى ..وحين تفقد اوطانك الأصلية ولم تعد قادرا على اللعب فى الأوطان والإحضان الاحتياطية لا يتبقى لك سوى الجنون حتى الجنون أحيانا يخونك ويخلف موعده لتبدو اضحوكة أمام نفسك. ...
البطل المكان. ...ذلك المقهى الذى لا يملك على كراسيه المهترئة وحماماته المهملة جعبة من الحكايات والأحلام والأوطان يرويها لنا أشباه أشخاص فتتنقل من هذا إلى هذا إلى هذة فلا تجد سوى الحسرة والخيبة والعهر وتتغير الأجساد تلتحم وتتلاقى وتتباعد وتتنافر كسيموفنية موسيقية تعزفها آهات المناضلين السابقين واهات بائعات الهوى فلا تستطيع أن تفرق بين ذلك وتلك ...هنا الكل سواء والكل يرحل ويأتى أشباه أشخاص غيرهم ولكن يبقى المكان وكل شيء يحدث فى الحمام البداية هناك والنهاية أيضا هناك. ...
عجبت أولا من كون الكاتب مصرى ولم أجد اى شخصية مصرية فى الرواية وعجبت أكثر من قدرته على وصف الصراعات النفسية التى يمر بها أبطال الرواية وكأنهم شخصيات من لحم ودم وليس أبطال من ورق وعجبت أكثر وأكثر من الصور الخيالية والجمالية التى تزخرف طريقة السرد مما يجعلنى أجزم أننا أمام شاعر مخضرم أيضا قبل حتى أن إقراه اى اشعار له. ..الكاتب قلمه حاد وفظ إلى حد ما ولكن تلك الحقيقة قد لا يتقبلها بعض القراء الذين ينادون بالقلم النظيف حتى بح صوتهم ولكن ستظل تلك الحقيقة وخاصة أن طريقة سرد الكاتب الجنسية كانت موظفة أدبيا ولم تكن مبالغ فيها. ...أحسست ببعض التوهان من كثرة الشخصيات ربما كنت أريدها أكبر حجما من هذا. ..ربما ابحث عن آى نقطة ضعف لهذا العمل. ..ربما من تعلقى بالشخصيات أريد أن أعرف عنها كل صغيرة وكبيرة. ..ولكن فى النهاية لا استطيع ان أنكر أن تلك الرواية نوع من الحالة التى ستسلبك عقلك وعينك وقلبك من أول حرف حتى آخر حرف حتى وإن نفرت من حدة وفظاظة القلم أو اعتقدت أنها قصيرة جدا وكان يجب أن تكون أكبر أو أن تكون انضج. ..ولكن انا حقا استمتعت
التقييم النهائي 4 نجوم من 5
حين تفقد اهلك ووطنك وانت صبى أو شاب ستبحث عنهما فى ثقب الإبرة ستجد لك اهلا اخرين ووطنا مؤقتا وحين تفقدهما وانت على مشارف الستين لا يتبقى لك سوى بائعات الحب. .دون أن تشعر تكون جيشا منهم يصبحن وطنا احتياطيا ..يلاعبنك يهتممن بك كسائح ليبى أو من الهنود الحمر ويغنين لك النشيد الوطني الذى يعوضك عن نشيدك الاصلى ..وحين تفقد اوطانك الأصلية ولم تعد قادرا على اللعب فى الأوطان والإحضان الاحتياطية لا يتبقى لك سوى الجنون حتى الجنون أحيانا يخونك ويخلف موعده لتبدو اضحوكة أمام نفسك. ...
البطل المكان. ...ذلك المقهى الذى لا يملك على كراسيه المهترئة وحماماته المهملة جعبة من الحكايات والأحلام والأوطان يرويها لنا أشباه أشخاص فتتنقل من هذا إلى هذا إلى هذة فلا تجد سوى الحسرة والخيبة والعهر وتتغير الأجساد تلتحم وتتلاقى وتتباعد وتتنافر كسيموفنية موسيقية تعزفها آهات المناضلين السابقين واهات بائعات الهوى فلا تستطيع أن تفرق بين ذلك وتلك ...هنا الكل سواء والكل يرحل ويأتى أشباه أشخاص غيرهم ولكن يبقى المكان وكل شيء يحدث فى الحمام البداية هناك والنهاية أيضا هناك. ...
عجبت أولا من كون الكاتب مصرى ولم أجد اى شخصية مصرية فى الرواية وعجبت أكثر من قدرته على وصف الصراعات النفسية التى يمر بها أبطال الرواية وكأنهم شخصيات من لحم ودم وليس أبطال من ورق وعجبت أكثر وأكثر من الصور الخيالية والجمالية التى تزخرف طريقة السرد مما يجعلنى أجزم أننا أمام شاعر مخضرم أيضا قبل حتى أن إقراه اى اشعار له. ..الكاتب قلمه حاد وفظ إلى حد ما ولكن تلك الحقيقة قد لا يتقبلها بعض القراء الذين ينادون بالقلم النظيف حتى بح صوتهم ولكن ستظل تلك الحقيقة وخاصة أن طريقة سرد الكاتب الجنسية كانت موظفة أدبيا ولم تكن مبالغ فيها. ...أحسست ببعض التوهان من كثرة الشخصيات ربما كنت أريدها أكبر حجما من هذا. ..ربما ابحث عن آى نقطة ضعف لهذا العمل. ..ربما من تعلقى بالشخصيات أريد أن أعرف عنها كل صغيرة وكبيرة. ..ولكن فى النهاية لا استطيع ان أنكر أن تلك الرواية نوع من الحالة التى ستسلبك عقلك وعينك وقلبك من أول حرف حتى آخر حرف حتى وإن نفرت من حدة وفظاظة القلم أو اعتقدت أنها قصيرة جدا وكان يجب أن تكون أكبر أو أن تكون انضج. ..ولكن انا حقا استمتعت
التقييم النهائي 4 نجوم من 5
August 24, 2016
تبدأ الرواية بعبارة " كل شئ يحدث في الحمام " وتنتهي ايضا بها وكأننا ندور في حلقة مفرغه تختلف الشخصيات والاماكن لكن الأحداث واحده مع فارق الوسيلة او الغاية من ذلك ...
ما يتحدث عنه الكاتب هو العهر السياسي في الوطن العربي اجمع ، يتحدث عن الثورة مشبها إياها بالعاهرة التي تعبث بها الأيادي كما حدث بمصر وتونس والأنتهاكات بفلسطين وسوريا والعراق علي لسان احد الابطال وكل ما يدور من احدث في مكان واحد وهو ملهى او مقهي ....
قد تعتقد بالبداية ان الكاتب يتحدث عن فتيات الليل وكل ما يمروا به لتصتدم بأنه يحكي عن وطن يتحكم به اشخاص فاسدين مدعيين فضيلة متخفين تحت ستار الدين
جعل كافة الدول تتحدث عن ما يحدث بها من خلال تعدد الشخصيات وعن مطامع وآمال كل منهم لكن النهاية واحده وهي سقوط الأقنعة ، شتات الجميع لكن اللعبة ما تكاد تنتهي لتبدأ من جديد ...
------ ما أعجبني بالرواية -----
صدق الشخصيات وجرأة الكاتب ليقدم مثل هذا العمل ، بالإضافه إلي الجمل القصيرة الذي اضفت علي الرواية إبداع لطالما تفتقر لمثل هذا الأسلوب بالأدب بصفه عامه ...
بالإضافة إلي ذلك : برع الكاتب بنهاية الرواية واحكم قفلتها بحرفية في الوقت المناسب وبخطوات محكمه ، كذلك تعدد الشخصيات بالرواية وتطرقه لقضايا لا نستطيع الأعتراف بها بسهوله ...
لوح بالنهاية إلي ان كل شئ سيبقي كما هو علية مع اختلاف الاحداث والأشخاص مشبها إياهم بالديكور الذي يزين وجهة الأوطان ، فالعالم العربي يدور في حلقة مفرغة ....
----- ما لم يعجبني ----
إسهاب الكاتب في السرد بأسلوبه البلاغي كنوع من استعراض عضلاته الأدبية بشكل مكثف اخل بتوازن الرواية من وجهة نظري كقارئه ...
بالنهاية : رواية مميزة ؛ قلم متجرد ينم عن تفرد الكاتب بمكانه خاصه به ، واتمني ان نري المزيد من إبداعات الكاتب ، وانصح بقرأتها ....
تقيمي : 3 نجوم
ما يتحدث عنه الكاتب هو العهر السياسي في الوطن العربي اجمع ، يتحدث عن الثورة مشبها إياها بالعاهرة التي تعبث بها الأيادي كما حدث بمصر وتونس والأنتهاكات بفلسطين وسوريا والعراق علي لسان احد الابطال وكل ما يدور من احدث في مكان واحد وهو ملهى او مقهي ....
قد تعتقد بالبداية ان الكاتب يتحدث عن فتيات الليل وكل ما يمروا به لتصتدم بأنه يحكي عن وطن يتحكم به اشخاص فاسدين مدعيين فضيلة متخفين تحت ستار الدين
جعل كافة الدول تتحدث عن ما يحدث بها من خلال تعدد الشخصيات وعن مطامع وآمال كل منهم لكن النهاية واحده وهي سقوط الأقنعة ، شتات الجميع لكن اللعبة ما تكاد تنتهي لتبدأ من جديد ...
------ ما أعجبني بالرواية -----
صدق الشخصيات وجرأة الكاتب ليقدم مثل هذا العمل ، بالإضافه إلي الجمل القصيرة الذي اضفت علي الرواية إبداع لطالما تفتقر لمثل هذا الأسلوب بالأدب بصفه عامه ...
بالإضافة إلي ذلك : برع الكاتب بنهاية الرواية واحكم قفلتها بحرفية في الوقت المناسب وبخطوات محكمه ، كذلك تعدد الشخصيات بالرواية وتطرقه لقضايا لا نستطيع الأعتراف بها بسهوله ...
لوح بالنهاية إلي ان كل شئ سيبقي كما هو علية مع اختلاف الاحداث والأشخاص مشبها إياهم بالديكور الذي يزين وجهة الأوطان ، فالعالم العربي يدور في حلقة مفرغة ....
----- ما لم يعجبني ----
إسهاب الكاتب في السرد بأسلوبه البلاغي كنوع من استعراض عضلاته الأدبية بشكل مكثف اخل بتوازن الرواية من وجهة نظري كقارئه ...
بالنهاية : رواية مميزة ؛ قلم متجرد ينم عن تفرد الكاتب بمكانه خاصه به ، واتمني ان نري المزيد من إبداعات الكاتب ، وانصح بقرأتها ....
تقيمي : 3 نجوم
May 13, 2016
تحملت هذا الكتاب اكثر من اللازم و ضقت به ذرعا، كل ما خرجت به كنهاية هو تفاصيل حياة الدعارة من أناس مختلفين ظل الكاتب يصفهم واحدا واحدا طوال الوقت كأنه يريد ان يؤكد على رهان ما مع احد معارفه على تفشي سوق الهوى وحياة الحرام بكل أنواعه في البلدان العربية. لقد بالغ في وصفه و تعبيره المخل بالحياء لدرجة تجعل من يقرأ كتابه هذا يفتح فمه من الدهشة كل صفحتين او ثلاث. وفي نظري ليس هنالك اي فائدة من هذا كله. إن اللغة الجميلة لا تبرر كل هذه الشعبية التي وصل اليها باب الليل، أعترف بجودة أسلوبه لكنه لم يبهرني لانني مللت و تعبت من كل تلك الافكار الغير محتشمة بإختصار و بالعامية: صرعني وحيد الطويلة هاد. وجدت نفسي اريد اكمال القراءة بسرعة إكراها، لم اكد اصدق التخلص منه مع آخر الصفحات، و الغريب هو هذا الكم الهائل من المعجبين به! ما المثير للاهتمام في كتاب يظم السياسة و الدعارة؟ بدون حتى اي علاقة بينهم راح يطيل الوصف في كلاهما. أحسسته أكثر من علم البديع و البيان بطريقة مبالغ فيها حتى انني وجدت نفسي احيانا أقرأ بدون ادنى فكرة عما يحكي عنه و يقصده، اذا تاه القارئ دقيقة واحدة يجد نفسه لا يفهم شيئا..
و بالنسبة للشخصيات كلها مستفزة، غارقون كلهم منغمسون في الشهوات ليس لحياتهم اي معنى.
.يال تلك الحسرة حين تجد نفسك تريد انهاء كتاب ما بدون اي متعة او تشويق
و بالنسبة للشخصيات كلها مستفزة، غارقون كلهم منغمسون في الشهوات ليس لحياتهم اي معنى.
.يال تلك الحسرة حين تجد نفسك تريد انهاء كتاب ما بدون اي متعة او تشويق
December 9, 2014
باب الليل
هلموا هلموا فهنا الوحدة العربية
اجتمعت الثورة و اجتمع النضال ، هنا الدعوة للتجديد و تغيير الحكومة و ضخ دماء الشباب
هنا تقام مؤتمرات القمة و تعلوا الاصوات
و لكن لتعلم قبل كل شئ بان كل شئ يحدث في الحمام
نحن امام كاتب من طراز خاص ، كاتب جمع خيوط روايته في يديه و من ثم يحركها كيف شاء
لا ، نحن لا نتكلم عن رواية هنا ، بل عن من خاض بقاع الارض ثم جالسك علي مقهي ليمنحك خلاصة معرفته عن كل شئ و في كل شئ
حكاء من طراز نادر قل ان تلقاه ، تطوي معه صفحات الرواية طيا ، رواية انيقة متجاوبة تعزف كل الالحان
قرأت باب الليل في قطار متجه الي القاهرة و يبدو ان تلك الحالة كانت مناسبة لجو الرواية الاثير
مع بدايتي فيها قرأت من يتسائل متهكما عن هل يستطيع جيل احمد خالد و الفيل الازرق _قاصدا جيلنا_ قراءة رواية بتلك القيمة
لا احب التصنيفات من هذا النوع ، لكل جيل كبواته و انتصاراته ، غير ان الاكيد بان تجربة باب الليل ، الرواية المتسارعة الخاطفة احيانا المتأودة احايين لهي تجربة مميزة ستضيف الكثير اكثر مما توحي به كلماتي
هلم لتحيا تلك التجربة و لكن لا تنس انني حذرتك من ان كل شئ "كل شئ" يحدث في الحمام
هلموا هلموا فهنا الوحدة العربية
اجتمعت الثورة و اجتمع النضال ، هنا الدعوة للتجديد و تغيير الحكومة و ضخ دماء الشباب
هنا تقام مؤتمرات القمة و تعلوا الاصوات
و لكن لتعلم قبل كل شئ بان كل شئ يحدث في الحمام
نحن امام كاتب من طراز خاص ، كاتب جمع خيوط روايته في يديه و من ثم يحركها كيف شاء
لا ، نحن لا نتكلم عن رواية هنا ، بل عن من خاض بقاع الارض ثم جالسك علي مقهي ليمنحك خلاصة معرفته عن كل شئ و في كل شئ
حكاء من طراز نادر قل ان تلقاه ، تطوي معه صفحات الرواية طيا ، رواية انيقة متجاوبة تعزف كل الالحان
قرأت باب الليل في قطار متجه الي القاهرة و يبدو ان تلك الحالة كانت مناسبة لجو الرواية الاثير
مع بدايتي فيها قرأت من يتسائل متهكما عن هل يستطيع جيل احمد خالد و الفيل الازرق _قاصدا جيلنا_ قراءة رواية بتلك القيمة
لا احب التصنيفات من هذا النوع ، لكل جيل كبواته و انتصاراته ، غير ان الاكيد بان تجربة باب الليل ، الرواية المتسارعة الخاطفة احيانا المتأودة احايين لهي تجربة مميزة ستضيف الكثير اكثر مما توحي به كلماتي
هلم لتحيا تلك التجربة و لكن لا تنس انني حذرتك من ان كل شئ "كل شئ" يحدث في الحمام
January 6, 2018
بديع المجتمع الذي بناه هنا وحيد الطويلة ممتع لأقصى حد رغم تقل ما به من مآسي وأحداث إلّا أن المرء لا يملك إلا أن يُعجب به. رواية أيروتيك سياسية بأمتياز، لذا أول ما سيتبادر في ذهنك كيف يمكن الجمع بينهم؟! يا عزيزي كلّهم في العهر سواء أجاد الكاتب نسج شخصيات الرواية بخيوط من حرير رغم أن شخوص الرواية ستعجبك إلًا أن الحرير قد يجرح يدك وسيترك أثر داميًا في قلبك
مجتمع مليء بالصخب والمجون في أحد المقاهي يجمع بين دافاته كلَّ صنوف البشر، أو لنكن أكثر دقة ونقول حطام بشر بفعل الحب والحرب، فهم في إحداث الجروح سواء. صدقًا ستستمتع بالعديد منهم ومؤكد إنك لن تنسى بعضهم أبو شندي نعيمة أبو جعفر شادي حلومة رحمة وبالطبع الملكة درة، وقد تقزز من البعض الآخر مجيد غسان كسوف زوج البهادورة ولن تنسى ألفة. أسلوب وحيد الطويلة رائق عذب وجذاب للغاية آسرني من القراءة الأولى له يكتب بشكل مختلف حقًا من طينة الكبار
إجمالا هكذا ينبغي أن تكون افتتاحية العام من صنف هذه الكتابات العذبة الممتعة. سوبر ممتاز
مجتمع مليء بالصخب والمجون في أحد المقاهي يجمع بين دافاته كلَّ صنوف البشر، أو لنكن أكثر دقة ونقول حطام بشر بفعل الحب والحرب، فهم في إحداث الجروح سواء. صدقًا ستستمتع بالعديد منهم ومؤكد إنك لن تنسى بعضهم أبو شندي نعيمة أبو جعفر شادي حلومة رحمة وبالطبع الملكة درة، وقد تقزز من البعض الآخر مجيد غسان كسوف زوج البهادورة ولن تنسى ألفة. أسلوب وحيد الطويلة رائق عذب وجذاب للغاية آسرني من القراءة الأولى له يكتب بشكل مختلف حقًا من طينة الكبار
إجمالا هكذا ينبغي أن تكون افتتاحية العام من صنف هذه الكتابات العذبة الممتعة. سوبر ممتاز
April 1, 2014
روايه باب الليل لعم وحيد الطويله
الروايه من الحجات الجميله اللي انا قريتها مع اني في المجمل مبحبش الروايه او الفيلم اللي بتبقي محدده بمكان لكن في باب الليل محستش اني مربوط بمكان اطلاقا لاني كنت بعيش البراح جوه الشخصيات قهوه او مكان واحد مربوط جواه مشاكل العالم العربي من فلسطين للعراق لسوريا للحلم العربي والانبهار بامريكا لفكره الحاكم الدكتاتور بدون تكلف وبدون زياده لفكره الدكتاتور اللي صوره متعلقه في كل مكان مرورا بالمجاهدين الفلسطنيين اللي حلم الرجوع لفلسطين شاغلهم جدا والناحيه التانيه من الجهاد اللي بيظهر فيه بائعات الهوي او العاهرات مش عايز احرق الروايه بس اقروها هتستمتعوا
الروايه من الحجات الجميله اللي انا قريتها مع اني في المجمل مبحبش الروايه او الفيلم اللي بتبقي محدده بمكان لكن في باب الليل محستش اني مربوط بمكان اطلاقا لاني كنت بعيش البراح جوه الشخصيات قهوه او مكان واحد مربوط جواه مشاكل العالم العربي من فلسطين للعراق لسوريا للحلم العربي والانبهار بامريكا لفكره الحاكم الدكتاتور بدون تكلف وبدون زياده لفكره الدكتاتور اللي صوره متعلقه في كل مكان مرورا بالمجاهدين الفلسطنيين اللي حلم الرجوع لفلسطين شاغلهم جدا والناحيه التانيه من الجهاد اللي بيظهر فيه بائعات الهوي او العاهرات مش عايز احرق الروايه بس اقروها هتستمتعوا
February 11, 2020
١- لغة الكاتب عادية من حيث المستوى
٢- أسلوبه وخط سيره في تتبع الشخصيات وفي سير الأحداث ضعيف
٣- الشخصيات مهلهلة ومتشابهة بلا تنوع أو حرفنة في الرسم
٤- لا يوجد تصاعد في أحداث الرواية لأنه لا توجد أحداث من الأساس ، كلها ثرثرة تنتهي من حيث بدأت
٥ - الرواية إجمالا تنتمي لأدب ..لا هي في الحقيقة تنتمي لقلة الأدب ، إذ تشكل قلة الأدب جوهر الرواية كلها مع إضافة بعض التوابل من حين لآخر عن فلسطين والثورة والقضية وواقع العرب السيء لاضفاء العمق على الرواية الضعيفة وإيهام القارئ بأن ثمة قصة وليس مناظر وأن هناك رؤية ورواية بينما الحقيقة أنك تقرأ كتابا عن ركوب الخيل
٢- أسلوبه وخط سيره في تتبع الشخصيات وفي سير الأحداث ضعيف
٣- الشخصيات مهلهلة ومتشابهة بلا تنوع أو حرفنة في الرسم
٤- لا يوجد تصاعد في أحداث الرواية لأنه لا توجد أحداث من الأساس ، كلها ثرثرة تنتهي من حيث بدأت
٥ - الرواية إجمالا تنتمي لأدب ..لا هي في الحقيقة تنتمي لقلة الأدب ، إذ تشكل قلة الأدب جوهر الرواية كلها مع إضافة بعض التوابل من حين لآخر عن فلسطين والثورة والقضية وواقع العرب السيء لاضفاء العمق على الرواية الضعيفة وإيهام القارئ بأن ثمة قصة وليس مناظر وأن هناك رؤية ورواية بينما الحقيقة أنك تقرأ كتابا عن ركوب الخيل
Displaying 1 - 30 of 55 reviews
Can't find what you're looking for?
Get help and learn more about the design.