كان عبدالقاهر الجرجاني يتخير أصدقاءه بين أولئك الذين يميزون بين الجميل والقبيح، ويقدرون الصديق. أما هؤلاء الذين لا يميزون، ولا يقدرون فلا خير فيهم... وفي هذا يقول: وما لك مطمعٌ في المرء إلا *** إذا ما أنكر اﻷم� القبيحا فإما وهو يجهل بين قبيح *** وبين الحسن فرقانًا صحيحا فإنك في رجاء الخير منه *** بأجواز الفلاة تكيل ريحا وكان رغم علمه الغزير، وانتاجه القيم، فيبدو أنه كان يعيش في فقر، وهذا ما دعاه للسخط على حظ العلماء في الحياة فيقول: كبر على العلم، لا تر منه *** ومل إلى الجهل ميل هائم وعش حمارّا، تعش سعيدًا *** فالسعد في طالع البهائم ولعله يرى أن الناس لا يصعدون إلى المناصب التي تكفل لهم رغد العيش إلا على حساب العزة واﻷنفه� فيسخط ويقول: هذا زمانٌ ليس فيه سوى النذالة والجهالة لم يرق فيه صاعد إلا وسلمُه النذالة ĶĶĶĶ اﻷجوا�: جمع جوز وهي من الشيء: وسطه ĶĶĶ