ظل الكاتب الكيني نغوغي وا ثيونغو لسنوات عديدة في مقدمة قائمة المرشحين لنيل جائزة نوبل للآداب. ويكتب وا ثيونغو في حقول عديدة كالرواية والقصة القصيرة والمقالة، وتتناول أعماله مساحة واسعة من الاشتغالات تمتد من النقد الاجتماعي والأنثروبولوجيا الثقافية وحتى أدب الأطفال. اعتاد وا ثيونغو على الكتابة باللغة الإنجليزية، ولكنه أحجم عنها في مرحلة ما من تطوره الثقافي وانبرى للكتابة باللغة المحلية واللغة السواحلية. وحينما اعتقلته السلطات الغاشمة في بلاده في سجن شديد الحراسة، اضطر إلى الكتابة على ورق المرحاض.
ولد وا ثيونغو في قرية من قرى كينيا وعمّد باسم (جيمس نغوغي) جرياً على تقاليد الكنيسة التي تخلع أسماء قديسين على أسماء المواليد، تيمناً بهم وطلبا لبركة مرجوة، ثم أكمل دراسته وحصل على شهادة البكالوريوس في اللغة الإنكليزية من كلية محلية في العاصمة الأوغندية كمبالا، وخلال فترة تعليمه الجامعية عرضت له مسرحية بعنوان "الناسك الأسود " عام ١٩٦٢. نشر وا ثيونغو روايته الأولى لا تبكِ ياولد)عام ١٩٦٤ عندما كان يكمل دراسته الجامعية العالية في جامعة ليدز البريطانية، وكانت الرواية الأولى التي تنشر بالإنجليزية لكاتب من شرق إفريقيا، ثم نشرت روايته الثانية "النهر الذي بينهم" التي يحكي فيها عن تمرد قبائل الماوماو، وقد وصفت الرواية بأنها حكاية رومانسية حزينة للعنف الذي ساد بين المسيحيين وغير المسيحيين في تلك الأصقاع الإفريقية النائية، وقد اعتمدت هذه الرواية ضمن مناهج الدراسة الثانوية في كينيا.
جاءت رواية "حبة قمح" لتؤشر إلى تعلق وا ثيونغو بالماركسية الفانونوية (نسبة إلى فرانز فانون) ، وبعد نشر هذه الرواية تخلى واثيونغو عن كل من اللغة الإنجليزية والمسيحية وعن اسم ( جيمس ) الذي ألحق به عند العماد، معتبراً هذه كلها رموزاً كولونيالية، واعتمد منذ ذلك الحين اسم (نغوغي وا ثيونغو) وابتدأ يكتب بلغة الكيكويو واللغة السواحلية. وكان العمل المسرحي الذي كتبه وا ثيونغو "سأتزوج متى أردت" وقدم عام ١٩٧٧ رسالة سياسية واضحة دفعت نائب الرئيس الكيني آنذاك دانييل أراب موي، إلى سجن واثيونغو في سجن يخضع لحراسة مشددة وقيود صارمة، ما دفع واثيونغو إلى الكتابة من داخل السجن على ورق التواليت الخاص بالمرحاض.
بعد إطلاق سراحه من السجن، بعد احتجاجات عالمية، تم فصل واثيونغو من عمله كأستاذ في جامعة نيروبي، وكان للمضايقات الوقحة التي تعرضت لها عائلته بسبب نقده الحاد للحكومة الديكتاتورية أثر بارز في خروجه مع عائلته إلى المنفى، ولم يعودوا إلى كينيا إلا بعد ٢٢ عاماً، بعد أن تمت إزاحة أراب موي عن السلطة.