What do you think?
Rate this book
208 pages
First published June 1, 1968
وإني لأكاد أرى المعركة أمامي..
أرى وقع السيوف، وقذف الحراب.. أرى قطع الرقاب، وتمزيق الأجساد.. أرى وحشية المجرمين، وصمود المتقين..
أرى ذلك كله، فلا يخدعني الشكل الفاجع عن الجوهر المجيد..!
ولا تصرفني مأساة الموت، عن عظمة الشهادة..!
ولا يشغلني مأتم الأرض، عن انبهار السماء..!
أثناء مسيرة الامام " علي بن أبي طالب رضي الله عنه " إلى صفين مع جيشه بلغ رقعة من الأرض فوقف في صمت وسألهم ويمناه ممتدة صوب الأرض :
" ما إسم هذا المكان ؟
قالوا : كربلاء
قال : هنا محط رحالهم و مهراق دمائهم .. "
“وإن� لأكاد أرى المعركة أمامي..
أرى وقع السيوف، وقذف الحراب.. أرى قطع الرقاب، وتمزيق الأجساد.. أرى وحشية المجرمين، وصمود المتقين..
أرى ذلك كله، فلا يخدعني الشكل الفاجع عن الجوهر المجيد..!
ولا تصرفني مأساة الموت، عن عظمة الشهادة..!
ولا يشغلني مأتم الأرض، عن انبهار السماء..!�
“يرف� هذا الكتاب الوقوف عند اعتبار (كربلاء) مأساة وفاجعة ، ومناسبة للبكاء والعويل . . ويمد بصره نحو مضمونها الصحيح ، وجوهرها النضير ، فيراها مهرجانا للحق وعيدا للتضحية ، ليس لهما نظير . . ! ! إنه يوم لم يعرف المسلمون بعد ، حقه عليهم ، ولا واجبهم تلقاء . وإن الأقدار لم تدع رؤوس أبناء الرسول تحمل على أسنة رماح قاتليهم ، إلا لتكون (مشاعل) على طريق الأبد . . للمسلمين خاصة ، وللبشرية الراشدة كافة ، يتعلمون في ضوئها الباهر أن الحق وحده هو المقدس . . وأن التضحية وحدها هي الشرف . . وأن الولاء المطلق للحق ، والتضحية العادلة في سبيله ، هما وحدهما اللذان يجعلان للإنسان وللحياة قيمة ومعنى�
سُئل عمر بن عبد العزيز عن القتال الذي حصل بين الصحابة، فقال: (تلك دماء طهّر الله يدي منها؛ أفلا أُطهر منها لساني؟ مَثَلُ أصحاب رسول الله—مَثَل�< العيون؛ ودواء العيون ترك مسها)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في عرضه لعقيدة أهل السنة والجماعة فيما شجر بين الصحابة " ويمسكون عما شجر بين الصحابة ويقولون: إن هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب، ومنها ما قد زيد فيه ونقص، وغُيّر عن وجهه، والصحيح منه هم فيه معذورون: إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون ."