زمان كان مدرس الحساب يعتقد أننى حمار وكنت أعتقد أننى عبقرى . وبعد فترة طويلة من الزمان اكتشفت أن المدرس كان على خطأ واكتشفت أيضًا أن العبد لله لم يكن على صواب ، فلا انا عبقرى ولا أنا حمار ، بصراحة أنا مزيج من الاثنين ، العبقرى والحمار .. أنا حمقرى ! ولأننى حمقرى فقد كنت أظن أن كل رجل ضاحك رجل هلاس .. ولأننى حمقرى كنت أرفع شعارًا حمقريًا ( أنا أضحك إذن أنا سعيد ) ، وبعد فترة طويلة من الزمان ، اكتشفت أن العكس هو الصحيح ، واكتشفت أن كل رجل ضاحك رجل بائس ، وأنه مقابل كل ضحكة تفرقع على لسانه تفرقع مأساة داخل أحشائه ، وأنه مقابل كل ابتسامة ترتسم على شفتيه تنحدر دمعة داخل قلبه ..
رائد الكتابة الساخرة في الصحافة العربية، حيث شارك في تحرير وتأسيس عدد كبير من الصحف و المجلات العربية في مصر و خارجها، ورأس تحرير مجلة صباح الخير المصرية في الستينات ورفع توزيعها إلى معدلات غير مسبوقة.
شارك في الحياة السياسية بفاعلية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر و سجن بتهمة غير محددة، واتهمَ بالاشتراك في محاولة انقلابية على الرئيس أنور السادات و تمت إدانته وسجن. أصدر ورأس تحرير مجلة 23 يوليو في منفاه بلندن وحققت المجلة معدلات توزيع مرتفعة في العالم العربي، وعاد إلى مصر من منفاه الاختياري سنة 1982م بعد اغتيال السادات واستقبله الرئيس مبارك.
ربطته صلات قوية بعدد من الزعماء العرب مثل قائد الثورة الليبية معمر القذافي والرئيس العراقي السابق صدام حسين. اعتزل العمل الصحفي والحياة العامة سنة 2006م بسبب المرض، وتوفي في 4 مايو 2010.
محمود السّعدني في كتابه ِ الظرفاء ، يخبّرنا عن أظرف الشخصيات التي مرت على تاريخ الأدب والفن في مصر ، ولأن عبد القادر المازني أحبها إلى قلبي ، فقد رغبت ُ أن أنقل َ بعض ماقاله السعدني عنه :
المازني الضاحك خير من يقول النكتة حتى ولو كانت على نفسه .. فهو الذي أطلق على نفسه ِ وعلى الأستاذ العقاد رقم (10) فالعقاد طويل ، مفرط في الطول كرقم واحد والمازني قصير مثل الصفر ..
..
هذه أضحكتني جدّا ، أفرغت همومي حقّا ً :
وحدث مرة أن هوجم َ المازني والعقاد وواحد من أسرة النشاشيبي في مدينة القدس ، ثم أطلق عليهم مجهول النار ثم انطلق هاربا ً وأثناء إطلاق الرصاص انطرح العقاد أرضا ً ، وأطلق النشاشيبي ساقيه للريح ، وبقي المازني مكانه ، وسألوه بعد ذلك عن سر ثباته ِ أمام الرصاص فأجاب : _ أنا خفت أجري .. الراجل يشوفني ! ..
للخفة والظرافة عنوان ... أهل مصر . ربما يرتبط ذلك بالكيف في كثير من الأوقات ..
هذا الكتاب فريد من نوعه ... يضحك ويبكيك .. يسعدك ويبعث في قلبك المرارة ... أين جيلنا هذا من جيل العمالقة ... إن الكتاب بإعطائه لمحة قصيرة على ظرفاء عصر الكاتب من أدباء وتعساء ووجهاء .. لكأنه أذاقنا من النعيم ملعقة واستكفى بها..
لو كان شخص آخر غير محمود السعدني هو الذي كتب هذا الكتاب لقلت عليه حاقد و إنه فشل في حياته فاتخذ طريق النقد والهجوم ، أجد نقده قاسي بعض الشئ ، الميزة الوحيدة في الكتاب هو سيل الأسماء الموجودة في الكتاب التي تبعث في الذاكرة ذكريات ضاحكة
كتاب رائع حقاً عن مجموعة من ظرفاء مصر فى القرن العشرين ، أدباء وشعراء وأصحاب قفشات وأحياناً كل ذلك معاً ! عرفت منه لأول مرة الشعر الحلمنتيشي واجتذبني لللآن هذا الضرب من الفنون ويقدم الكتاب سيرة - قد يعيبها شفهيتها وعدم توثيق ما بها - لأناس كادت أخبارهم أن تندثر بيننا .
نافذة على زمن من تاريخ مصر و عظماء في الأدب الساخر ومقتطفات لاعمال من الروائع لمن عاصروها و بالأهم لمن لم يعاصر هذا الزمن ، كتيب خفيف ظريف بإسلوب كاتب رائع ساخر أيضا
بعضهم ظرفاء والبعض الآخر ثقلاء الظل، أو هكذا شعرت، ربما لاختلاف الأزمان وطبيعة النكتة في حد ذاتها، ومستوى حس الفكاهة. أكثر من أحببت فكاهتهم: عبد العزيز البشري والمازني.
يعرض السعدني، مواقف متفرقة لعدد من الشعراء والكتاب. أغلبهم مصريين فيما عدا اثنان بيرم التونسي وشفيق المصري
⭐⭐�
"ولكن الانسان يتخذ موقفه دائمًا على ضوء موقف المجتمع منه، وعندما تكون رجلا مهابا محترما من الناس فأنت بالضرورة طيب مع الجميع، وعندما تكون مسخة وملطشة فأنت بالضرورة ضد الجميع"
”والشع� شعب ضاحك بطبعه، عملته سنوات الذل والكبت والعدوان ان يسلي همه بالنكت والتاليس والضحك علي الفاضي والمليان! ولذلك كان من الصعب ان تكون ساخراً في مصر، إذ كيف يستطيع فرد واحد أن يضحك شعباً من الساخرين العظام! والنكتة المصرية مثل الطرشي والليمون المعصفر والطافيا .. معتقة وحراقة وكاوية تنطلق أحياناً كالرصاصة تندب في الضلوع.�
في كتابه الظرفاء يذكرنا ببعض الظرفاء والشخصيات التى عاشت فى أوائل القرن العشرين وكان لهم قسط كبير من النكته والفكاهه أكثرهم معروفين و بعضهم لم نعرف عنهم يخلد ذكراهم ببعض الصفحات كتاب لطيف ولكن كنت أحب أنه يضع أمثله أكثر من أقوالهم واشعارهم .
من أفضل من السعدني(الولد الشقي) أن يذكر ويكتب لنا عن الظرفاء
يحكي لنا السعدني عن شخصيات مشهورة منهم من كان مهمش ومنهم الفقير ومنهم ابن الذوات وكيف أصبح هؤلاء ظرفاء من منهم كان سريع البديهة في الرد و يقدر علي إلقاء النكتة في أي وقت ، من منهم الساخر ومن الماكر ، ونهايه كل منهم
بدأ السعدني بالنديم وكيف أصبح واحد من احب زعماء الثورة العرابية للناس بعد أن كان يتجول في الأزقة وعلي المقاهي
حافظ إبراهيم كان بلاعمل ولامأوي واحيانا بلاطعام لدرجه تمني الموت الي رتبه البكوية ونيشان النيل
اشتري أحد الأثرياء عبدين ليعملوا عنده وتزوجوا وكان نتجيه ذلك الزواج إمام العبد الذي فرض نفسه علي الأدب والأدباء بازجاله ونكته المسلية
حفني محمود السياسي ابن الذوات الأديب وايضا الساخر صاحب موهبة المقالب
بيرم التونسي والمازني وكامل الشناوي وغيرهم كل هؤلاء بقلم وأسلوب السعدني الساخر الممتع
احترس قد يصيبك الكتا�� بالسرور أو بالتعاسة لا تستعجب فيبدو أن ما ذكره السعدني في مقدمته صحيح حقا ) واكتشفت أن كل رجل ضاحك رجل بائس ، وأنه مقابل كل ضحكة تفرقع على لسانه تفرقع مأساة داخل أحشائه ، وأنه مقابل كل ابتسامة ترتسم على شفتيه تنحدر دمعة داخل قلبه ..(
كتاب الظرفاء لمحمود السعدنى ليس ظريفا كما تتوقعه من اسمه وانما هو لمحة لطيفة لبعض الكتاب الظرفاء من بينهم الشاعر بيرم التونسى .. قرأته ونسيته حاله حال كتب كثيرة لا اتذكرها