بالنسبة إليَّ، لم أكن في حاجة إلى الكثير من الوقت حتى أستيقظ من خيالات طفولتي، وأجدني، وبمحض الصدفة، مخصــيًّا ومحشورًا داخل نسيج غليظ من الخيش تحمله أمي. كنتُ في التاسعة من عمري لما حملتني أمي على ظهرها المحدودب، بعيدًا عن كل الأحلام التي أعرفها، وسارت بي صوب السكَّة المسافرة شرق (الحبشة). لم تشأ أمّي وقت ذاك أن تجعلني أصعد على ظهرها وأطوّق رقبتها بكلتا يديَّ مثلما يفعل الصِبية عادةً في لحظة طيش، إذ إنّ من شأن الأقدام المنفرجة، وكما أوضحتْ لي حينها، أن تزيد من تفتق جروحي؛ لذلك أرغمتني على التكوم داخل الخيشة ثم شدّتني إلى ظهرها كما يشدّ رجال القرية أكياس الشعير، وسلكت بي طريقًا ترابية غير مألوفة، يسبقها فيه فوجٌ من الرجال المسنين والنساء والأطفال. *** يتناول (إياد عبدالرحمن) في هذا العمل، موضوعاً لم تتطرّق إليه الرواية العربية من قبل، أو زاويةَ مُعالجةٍ مختلفةً على أقل تقديرٍ لموضوع التضحية بالذّكورة لأسبابٍ دينيةٍ. يحكي العملُ قصّة طفلٍ حبشيٍّ يُرغم على ترك قريته وفُقدان ذُكورته رغبةً من والدته بالتبرّك والتقرّب إلى الله بانضمامه إلى (الأغوات) في المدينة المنوّرة ومكة المكرّمة، وهم جماعة تُكرّس نفسها لخدمة المشاعر المقدّسة، شريطةَ أن يكون أفرادها مخصيّين. أُوقفَ العمل بهذا النظام أواخر سبعينيات القرن الماضي بفتوىً دينيةٍ أنهتْ ألف عامٍ من هذه الممارسات.
إهانة غير ضرورية رواية للكاتب و المترجم السعودي إياد عبد الرحمن وهي رواية مختلفة تتناول موضوع حساس وهو التضحية بالذكورة لأغراض دينية...
يأخذنا الكاتب في رحلة مؤثرة نتعرف فيها علي الطفل الحبشي الذي اجبر علي التخلي عن ذكورته بناء علي رغبة والدته ليذهب الي مكة لخدمة الاماكن المقدسة حيث تم إخصائه وقطع عضوه الذكري أيضاً!
الرواية تلقي الضوء علي نظام الاغوات الذي استمر لقرون إلي أن صدرت فتوي في أواخر السبعينيات من مفتي عام المملكة العربية بإيقاف العمل به في المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة...
الرواية فيها أجزاء مؤلمة جداً و بتوضح مدي القهر والظلم الذي تعرض له بطل الرواية مما أثر علي حياته وعلي علاقاته الاحتماعية بجانب حرمانه من أن يعيش قصة حب طبيعية أو يكون له زوجة في يوم من الأيام..
"لقد تصالحتُ منذ البداية مع كوني مهزومًا، ودرّبتُ نفسي بإتقان على خسارة الآخرين..."
علي الرغم من جرأة الموضوع إلا إن الكاتب لم يتعمق كفاية في كل جوانبه وحسيت انه بس كان بيتكلم علي قشور مش أكتر مع إن الموضوع ثري و لم نقرأ عنه من قبل..ولكن معرفش ليه الكاتب سحلنا معاه في قصة الشيخ اسماعيل و البحث عن زوجته بدل ما يركز في الموضوع الأساسي...
اللغة و الاسلوب وجدتهم عاديين جدا الصراحة بل كان في حشو في أوقات كتير أيضاً...
فكرة الرواية ممتازة ولكنها لم تعرض بشكل جيد في هذا الكتاب... التقييم ٢.٥
رواية سعودية تزور فيها الحبشة واليمن، تتوه في عرض البحر ثم في الأزقة، تصلي في الحرمين الشريفين وتغرق في سيول جدة.
إهانة غير ضرورية...رواية ضرورية تستمد الرواية قوتها من موضوعها غير المطروق كثيراً: حياة الأغوات وهم الخصيان اللذين وهبوا � أو وُهبت - حياتهم لخدمة المسجد الحرام والمسجد النبوي. وهنا تكمن أهمية العمل الأدبي في أن تكون صوت من لا صوت له، أن تُدخلك عالماً لم تكن لتدخله لولا الأدب. نتتبع حياة الأغا الحبشي منذ طفولته وحتى كهولته � بتنقية الفلاش باك غالباً � انطلاقاً من الحبشة فاليمن ثم أثيوبيا. نعيش معه تفاصيل معاناته التي لم يكن له فيها خيار، نخوض معه المغامرات ونتعرف إلى أصدقاءه وأعداءه.
لغة رفيعة، سرد تقليدي منذ الصفحات الأولى ستلامس لغة الكاتب وتراً حساساً في شغافك. الألفاظ جميلة والصور والتراكيب بديعة. هناك بعض الألفاظ الدارجة هنا وهناك في الحوار لتدخلك في المحلية قليلاً دون أن تخل في الشكل العام للنص. أما السرد فهو بتنقية الفلاش باك إذ يعود الخصي الكهل بالذاكرة إلى طفولته ومن ثم يسير بشكل خطي نحو لحظته الآنية. هذا هو كل شيء فليس ثمة تعدد أصوات أو خيوط سردية متداخلة...إلخ. الشخصيات متميزة لكننا نعرفها بصفة سطحية نوعاً ما، التطور فيها طفيف والدراسة النفسية فيها بسيطة.
الجرأة والجدل لا يفتقر النص إلى الشجاعة في الحكي: سواء في المشاهد العنيفة أو الجنسية. وبصفة عامة، فهذا النص ليس من تلك التي تشعرك بالراحة والدفء. ثمة انتقاد لرجال الدين وللآباء والأمهات وللمجتمعات عموماً. أنها سردية تسعى لأن تكون كاشفة صريحة تشير للقارئ إلى موضع الجرح كي يشعر بمضضه، لا يعمد إلى تغطيته لنتظاهر بعدم وجوده. أتفهم أن بعض القرّاء لا يستسيغ هذا المستوى من الصراحة، لذا تقع على القارئ مسؤولية أن يختار ما يناسبه.
لا شك أن النص لا يخلو من الهنات ومن المواضع التي تستحق التحسين، وأي نص يخلو من ذاك؟، إلا أنه يطرح قضية إنسانية بحبكة محكمة ولغة ثرية. راوية تستحق القراءة.
لا يكفي جدة الموضوع أو ندرته لتجعل للكتاب أهمية ( في رأيي )
الكتاب لا يقدم أي شيء عن القصة أكثر مما يلمح به غلافه فقط !
باعتبارها رواية تاريخية و عن تاريخ قريب جدا ، كيف تغفل كل ما يلم بالموضوع ! كيف نخرج من الكتاب لم نعرف ما هي بداية الفكرة ؟ و لماذا بالتحديد الأفارقة في زمن كان الفقر فيه في الحجاز ايضا !؟
كيف حصل التحريم أو منعهم و وقف جلبهم ؟ كيف بدأ جلبهم أصلا رسميا ؟
حتى تفسير أن ( أغوات ) هي جمع كلمة ( أغا ) لم يوضح 😒
يذكر تعجب للمسيحين من قصة البطل المجبوب ، أصلا المسيحية أكثر شهرة بهذا الأمر !؟ كيف يتعجبون ! و كيف لم يعرج على ذكر هذا التشابة بين المخصيين في الديانتين ؟ في حين نجح في ذكر التشابه بين الصوفية و رقصها و رقص المسيحين
متى بدأت الفكرة ؟ ؛ هل وردت الفكرة للتعتيم على ذكور ولدوا بلا خصي مثلا ؟ هل تم اقتباسها من قصور الأمراء العثمانين خاصة ، حيث شيوع المخصيين فيها ؟
لم يتطرق في الرواية سوى لصاحب الصوت الواحد فيها آدم و قصة حلم والدته و عرج على قصة أخرى كان السبب ايضا نذر والدته فقط ! اين بقية قصص الأغوات أصدقائه
لماذا الكل سيء و لم يرد مثال واحد قد وجد في الزهد ضالته مثلا ؟ ربما تقصد النظرية المشيرة لمتلازمة الغضب لدى من يكبت رغباته لكن أين غير الأغوات !؟ اين القائمين على تعليمهم ، ألا يوجد رجل رشيد في تلك الحقبة ، يستنكر الأمر مثلا أو يعلمهم أي فقه أو قرآن حقيقي ؟
لماذا لم يخرج من الصوت الواحد و يعرض بقية قصص المهاجرات و لماذا نساء و اطفال فقط في مركبه المسافرة ؟
ماهي قصص الآخرين !؟ خاصة انها حقبة كانت السعودية فيها فقيرة و يهرب منها أهلها ايضا
الرواية لم تركز سوى على ما هو متوقع بأن الأمر أصلا غير ضروري و ما نعرفه من أن الشهوة عقلية بالأساس و أن المخصي قد يحب امرأة بكل عاطفة و شهوة أوقد يقع في الشذوذ مضطرا .
ايضا كيف بالتي أحبها في هذا الزمن أن تتمتع بحكمة و عقلية متقدمة و لم تنخرط في حب عذري كان يتميز به هذا الزمان بالأساس ؟ حيث السذاجة العشقية ؟
كيف نكون في السعودية في هذة الحقبة و لا يأتي ذكر أي أحداث سياسية أو حروب كانت هنا و هناك ؟ فقط ظهور البيبسي كولا هو ما ورد في الرواية !!!
الرواية انفصلت عن الزمان و المكان و كأنها في عالم موازي متخيل سوى اسماء المدن فقط
أما على مستوى اللغة و الجماليات فوجدتها عادية وعادة هذا يكون أهم من موضوع الرواية أو هو الوعاء الحامل لها روائيا بالأساس فلو أنها كانت قوية لغويا لمررت لها التقصير ، اللغة بدأت طفولية لأنه يحكي طفولته رغم أنه يروي و هو ستيني ، لم أجد لهذا داع ، لغة أحادية و كأنه صاحب الوجع الوحيد ثم هو يقول أنه وهب الحب للكل ! هو أصلا ينسى كل من شاركه أي رحلة و لم يرد ذكر أي قصة سوى قصته !
لم تعجبني! ((لم يمتدح ناشر لرواية واعجبتني ومع هذا لم اتعلم من اخطائي.)) المعاناة لم توصف بطريقة عميقة في بداية الرواية وكأن الكاتب بعيد كل البعد عن الشخصيات ومشاعرها ربما لم يدرس الموضوع بطريقة عميقة او لم يدخل هو جو الاغوات ومعاناتهم لينقلها بطريقة مدروسة، وجدتني اقلب بعض من الصفحات دون قراءتها، رتم الرواية ممل جدًا وبها الكثير من خدش الحياء (ولوعة الكبد).
موضوع جرئ : أغوات الحرم المكي و المدني على لسان واحد منهم "آدم" و رحلته من قريته الافريقية إلى بلاد الحرمين مرورا باليمن و كل ما عاشه من ألم الخصاء و البتر الجسدي و النفسي. العمل كتب بطريقة فلاش باك من مرحلة شيخوخته أثناء استحمامه و تعرض منله و جدة للسيل .
من مهام الأدب الناجح التي لا تنفصل عنه: أن يستفزك، أن يزلزل شيئًا ما في داخلك، أن يدفعك -على الأقل- للتحرك في اتجاهٍ ما، أن يحثك على البحث والتساؤل. وهذا ما فعتله هذه الرواية. ومن هنا تحديدًا يجيء ردي على أصدقائي القراء الذين انتقدوا عدم إيفائها لكامل تاريخ الفئة المتناولة فيها، فليس هدف الرواية أن تسرد لك تاريخًا مفصلًا، أو أن تجيب على كل أسئلتك. بل هي تهدف إلى استفزاز قدرتك على التساؤل، ودفعك إلى التحري والبحث بنفسك. تتناول هذه الرواية قصة حياة واحدٍ من جماعة "الأغوات" وهم فئة من الرجال مسلوبي الذكورة، الذين يتم تدريبهم وتعليمهم بطريقة ممنهجة ليكونوا خدامًا للحرمين الشريفين (مكة والمدينة) وقد تم إنهاء استقدامهم إلى الحرمين في السبعينات. مذهل كيف أني لم أسمع قط بهذه الجماعة في حياتي، ولهذا السبب بالذات فإني ممتنة لهذه الرواية ولإياد عبدالرحمن على تقديمه لنا. السرد في الرواية رائع، تنقّل إياد بين الماضي والحاضر بسلاسة وخفة مفاجئة، رغم الأسى والألم في كلٍ منهما إلا أن سرد الرواية كان مميزًا جدًا. عندما بدأت الرواية طننت أن مشاهد الإخصاء كانت أقسى ما سيواجهني، لكنني تفاجأت لاحقًا بحجم المعاناة النفسيّة في هذه الرواية، فهي قصة حياة قاسية، لكن الأقسى بكثير جدًا كان لغة إياد عبدالرحمن الممتازة! استطاع إياد بمهارةٍ فائقة أن يجعلني أشعر بآلام رجلٍ من الحبشة، سبعيني مخصيّ لم يعرف الحب في حياته، جعلني أشعر به يشاركني آلام حياتي ويتشارك معي فيها. وصف إياد للآلام والصراعات النفسية كان مذهلًا بالنسبة لي منذ الصفحات الأولى، فهو يعبر عن ا��أشياء بالطريقة الأعذب والأدق والأعمق إيقاعًا في النفس. أزعجني جدًا وأعجبني جدًا القدر الكبير من الجمال والقسوة التي ساهم بهما إياد في وصف مدى التشوه الذي تعرض له مفهوم الحب والمحبة عند البطل، وكيف أنه كلما ظنّ أنه اقترب من فهم الحب الحقيقيّ والحصول عليه، وجد نفسه يمسك سرابًا، هذا لأنه ما عرف الحب الحقيقيّ في صغره، بل هو منذ كان في بلاده بين والديه: لم ير سوى الحب المشوه الناقص الذي تشوبه القسوة ويشوّهه التعبير الخاطئ دائمًا. أرى بأنه وُفّق في هذا العمل، رغم تحفظي على بعض المشاهد فيه، إلا أنني أراه قد نجح في إيصال رسالةٍ ما كانت ستصل لولا هذا القدر من الأسى والألم والتشوّه. ولا أرى أنه يقع على عاتقه شرح التاريخ وتفصيله، فليس الكاتب مسؤولًا عن إطعام القارئ المعلومةَ في فمه. شكرًا إياد وشكرًا منشورات تكوين، وأرجو ألا يطول انتظارنا لعمل قادم لهذا القلم المميز!
كم هو شعور جميل أن أقرأ عن موضوع كنت قد سمعت عنه منذ سنوات، لكن الحديث عنه كان غير ضروري، نظرًا لتجنب الفضائح المتعلقة بالدين والحريات والدول والمؤسسات المرتبطة بها بشكل عام.
واليوم كانت الأوضاع مختلفة، مع تغيير الأنظمة وتقبل بعض وجهات النظر، بات من الممكن أن نكون أكثر قبولًا للحديث عن الواقع التاريخي.
هذه كانت أول ردة فعل لي عندما انتهيت من قراءة هذا الكتاب، رغم أسلوب الكاتب الجميل وربط الأحداث بشكل متقن، إذ كان قادرًا على إنتاج حبكة متناغمة لشخصية من الخيال عاشت أحداثاً في خدمة الحرمين الشريفين والمناطق المقدسة والعوائل الدينية، ما جعل الكتاب محط أنظار الكثير من القراء.
لكن الكتاب أفتقد بعض الهوامش المتعلقة بالقصة من منظور تاريخي وسياسي، حيث لم يتم ذكر مراجع أبدًا، وكانت هناك تجاوزات كثيرة في الفترة الزمنية للشخصية (أدم)، مما أدى إلى ضعف ربط الأحداث.
في الختام، الكتاب جميل، وأنا متشوق لمعرفة آراء القراء الآخرين.
كيف أن السعي لمكانة من حلمٍ عابر تحول إلى قدر وواقع شخص وتاريخه الذي قتله في الأخير . يعيش البعض أحياناً في أحلام والديه أو أحدهما ك إهانة غير ضرورية! ندبات الطفولة وشم في الذاكرة ، لاتنسى .
هذه الرواية جاءت في سياق تاريخي ل تجارب حياتية معاشة . هنا يتخيل الراوي واقع الأطفال الأفارقة الفقراء الذين كان يتم تجنيدهم في السابق للعمل في الأماكن المقدسة. كهويات مجهولة بلا وطن، مثخنين بجراح غائرة في ذاكرة الجسد والعاطفة. اذ يكلف العمل ك أغوات في الحرم فقد ذكوريتهم. ف الأغوات عادة يكونوا مخصيين كشرط أساسي ومسلمين وأحرار ليتمكنوا من خدمة الحرمين الشريفين واشترط بعضهم بأن يكونوا حفظة للقرآن الكريم . يصف الكاتب الواقع المتخيل ل شخصياته بكل حيثياته، إذ إنه يرصد الأشياء بكل تفاصيلها وتنوعاتها، في سرديات حياتهم المكتظة بالهوس والهدوء، وألوان من الهموم والهواجس و المعاناة الذاتية . ووفق تشعبات مختلفة.
عرفت اياد عبد الرحمن من خلال تعلقه الواضح وترجمته لثلاث أعمال لمايا أنجلو ( أعرف لماذا يغرد الطائر الحبيس - اجتمعوا معًا على اسمي - الغناء والاحتفال والتأرجح كما لو أنها عشية عيد الميلاد) الأمر الذي دعاه أن ينهي عمله بمقولة لها أيضًا.
سرد أجده نوعًا ما متسارع بحبكة متقنة لا يشوبها سوى أن بعض الأحداث متوقعة.
حسب قراءتي لمراجعات القراء هنا على القودريدز والتي تتسم بالاستهجان المصحوب بخيبة الأمل لأن العمل لم يتطرق إلى هذا وذاك، في رأيي لا يجوز استنطاقه على هذا النحو وتحميله أكثر مما يحتمل باعتبار أن الكاتب نوه في صدر الرواية أنها "تستند إلى المفارقة التاريخية في تجنيد الأفارقة للعمل في الأماكن المقدسة، (تأتي الرواية خيالًا لا توثيقًا)" كما وضح إياد. ربما أراد وبذكاء يُحسب له أن يُبعد عن نفسه المساءلة الأدبية بالتالي لا يقع العمل ضمن ايطار الرواية التاريخية.
من منشورات دار تكوين رواية شديدة القسوة والإيلام وبنفس القدر مفرطة العذوبة والإنسانية، أول قراءة للكاتب السعودي إياد عبد الرحمن والتي اختار لها مجالا غير معهود في السرد الروائي، وهو رصد حياة الأغوات الذين كانوا يخدمون في الحرمين ببلاد الحجاز منذ العصر العثماني وحتى منتصف سبعينات أو مطلع ثمانينات القرن العشرين، عندما وضعت فتوى لأحد المشايخ الكبار بالسعودية حدا لهذا النظام البشع. عادة تكريس الأغوات كانت موجودة لدى الدول المجاورة للحجاز، فكان كثير من الأهالي يرسلون صغارهم، بعد أن يتم إخصائهم قسريا، للالتحاق بنظام الأغوات في الحرمين معتقدين أنهم بذلك الفعل البشع يتقربون إلى الله. إخصاء الأغوات له صورتين، الأولى بإزالة الخصيتين فقط والإبقاء على العضو الذكري والأخرى بإزالة الخصيتين والعضو الذكري مجتمعين، ومن يتعرض للنوع الثاني من الإخصاء يسمى لغةً (المجبوب). ما هي تصورات الأغا عن الخيالات الجنسية للرجال الأصحاء سواء المراهقين منهم والبالغين؟ هل يمكن أن يشعر الأغا بالانجذاب العاطفي لامرأة؟ هل يمكن ان يتزوج الأغا؟ وإن تزوج هل ينجب؟! إلى أي حد يمكن أن يبلغ الأغا في بحثه عن الحب والونس والشعور بأنه مرغوب ؟ كل هذه الأسئلة وغيرها نبحث عن إجابات لها عند قراءة هذا النص البديع الذي يسرد لنا فيه بطله الأغا الحبشي المجبوب آدم وقائع حياته منذ أن كرسته أمه وهو بعد طفل صغير ليكون أغا في مكة ورحلته المضنية من الحبشة مرورا بمدينة وميناء الحُدَيْدَة باليمن التي تلقفه فيها الشيخ قاسم ليعلمه اللغة العربية والدين الإسلامي بضع سنوات قبل أن يطلقه في رحلة برية طويلة نحو مكة ليلتحق بالعمل في نظام الأغوات بمكة. اختيار العنوان عبقري والعمل في مجمله رائع، أرشحه بشدة 🥰 .. #إانةغيرضرورية #إيادعبدالرحمن
هذا الكتاب فتح لي عالم مخفي لم اكن اعلم عنه شيء من قبل ماذا يعني آغا ولماذا ربط هذا النوع من البشر بخدمة الحرم ولماذا لا يكون ان سان بشكل طبيعي كما خلقه الله الكثير من التساؤلات التي فتحتها هذه الرواية في داخلي سياق الروايه جميل وتسلسل الاحداث بين قفزات الماض وما يتم في الحاضر كانت جميلة جدا ربما كنت اتمنى قراءة المزيد من الاحداث في الحاضر وحياة هذا النوع في واقعنا ولكن الماض الذي تم شرحه في الروايه ممتع جدا ستكون لي قراءات لهذا الكتاب في المستقبل القريب بإذن الله
رواية "إهانة غير ضرورية" عن جماعة الأغوات الذين قدموا من الحبشة وأقاموا بمكة والمدينة للقيام ع أعمال الخدمة ببيت الله الحرام والاماكن المقدسة. إلا انه للقيام بهذا الدور, كان يتم إخصائهم فى صغرهم, وهنا تعرض الرواية قصة حياة أحد أشخاص هذه الجماعة, أو هكذا يفترض أن تكون.
أرى أنها رواية عادية. سرد لغوي جيد ولكن تفتقر للعديد من العناصر الأدبية مثل الإطار التاريخي للأحداث والذى اؤمن انه كان سيجعل الرواية متماسكة أدبيا بشكل أكبر
على صعيد آخر, أرى ان هذه الرواية ليست عن الأغوات , وبالتأكيد لا يمكن اعتبارها مصدرا للاستزادة بمعلومات عن هذه الجماعة, ولكن يمكن القول أنها عن مظاهر الحب المشوهة, حيث تعرض بطل الرواية للعديد من صور الحب غير السليمة, بداية من أمه وانتهاء بصديقه راجح, ومرورا بعلاقته مع الشيخ إسماعيل.
ربما كان تعرضه للتشوه الجسدي منذ الصغر هو ماجعله منهزم نفسيا, خائف من الرفض دائما وغير قادر على المواجهة, ولكن ليس لكونه فردا من الأغوات بصورة خاصة لذا لا أرى انها رواية عن الأغوات او أحد أفرادها ولكنها عن عن شخص تعرض لتشوه جسدى وكيف تأقلم مع هذا الحدث.
عامة, كما ذكرت هى رواية عادية, أحداثها متوقعة إلى حد كبير, لذا لا أرشحها.
موضوع جديد لا أظن كُتب عنه من قبل…لك� رواية تشعر أنها ناقصة بسبب عدم قدرة الأحداث على إشباعك فنيًا. فالكتابة عن تابوهات مثل الدين والجنس دون الخوض فيها بجرأة تحيلها إلى كتابة مخيبة على سبيل المثال، في القسم الأول من الرواية الكاتب أجاد وصف مشاعر الأم التي أقدمت على خصي ابنها تقربًا لله، فرغم فداحة الفعل لن تشعر أنها شريرة شر مطلق بل على العكس قد تتعاطف معها بسبب معاناتها. لكن في النصف الثاني من الرواية تفاصيل حياة الشخصيات مبهمة وغير واضحة، ربما بسبب عدم الرغبة في إثارة الجدل..
أعجبتني جدا قصة الحب الخاصة ببطل الرواية المبنية على إشكالية عدم ارتباط المشاعر بالرغبة الجنسية.
لم استطع الاستمرار في قراءتها لا لشيء إلاّ لعدم انتمائها للروايات المفضّلة لدي، الايقاع بطيء أكثر من اللازم دون حاجة فنية لهذا البطئ، وتكرار وصف "الفراغ بين قدمي الراوي" أثار نفوري، شخصية البطل نفسها لم تثر اهتمامي إلاّ في طفولته، أمّا عندما انتقل إلى الحديث عن الشيخوخة فلم أشعر بالرغبة في التعرّف على تاريخه وكل الأحداث التي حولته من طفل مرشح للعمل ضمن الأغوات إلى ستّيني وحيد في حي عشوائي في جدة.
كانت التضحية بالذّكورة من أجل الدين، فجاء الدين لينقذ الذكورة من إهانة غير ضرورية . هذا أنسب تعليق فكرت به
أما الرواية فهي من نسيج الخيال وإن كانت الفكرة مستوحاة من واقع تاريخي، ولكن لم يتطرق في الأحداث عن زمن بداية هذا الأمر !! نعم نهاية هذه الإهانة هي في آخر السبعينات كما ذكرها في المقدمة .. هناك كثير من الأمور التي كان ينبغي أن يتطرق لها حتى تكون رواية تاريخية عن الأغوات ..
رواية غير ضرورية ! الفكرة الأساسية كان من الممكن أن تتوظف بشكل أفضل وأعمق وتكرار الوصف الجسدي مقزز وغير ضروري من بعد وضوح الصورة لمن لا يعرف هذه الفئة لا أرشح اقتناءها
اسم الكتاب: إهانة غير ضرورية "+١٨" الكاتب: إياد عبدالرحمن دار النشر: تكوين الصفحات: ٢٧٠ صفحة التقييم: ⭐️⭐️⭐️
لبحر "الحبشة" أمواج عاتية، تضرب المركب فتثير الخوف. تضرب فيُرش من فيه بالماء ويغرق في سيول الذكريات.. ولا تستغرب يا عزيزي حين أقول، بأن بحر الحبشة استطاع أن يفقد بعض ركابيه ذكوريتهم. منهم من وصل لوجهته خاسرًا أحلامه، ومنهم من قرر ذلك البحر احتضانه للأبد. رحلة خيالية عن واقع أليم لفئة حُكم عليهم بالعبودية والإخصاء. تبدأ في الحبشة حيث تبنى الأحلام وتقتل فيها. ثم اليمن فالمملكة العربية السعودية. أطلق على هذه الفئة ألقاب عدة، كحراس بيت الله وحراس قبر الرسول.. لكن أشهر تلك الألقاب هو "الأغوات".
تذكرت منذ علمي بالموضوع المطروح في هذه الرواية بما قاله د. هشام العوضي في مقدمة كتابه "تاريخ العبيد في الخليج العربي" حول أهمية وأحقية ذكر هذه الفئة التي كان لها دور كبير في التغيير كما كان لها بصمة واضحة بدءًا من الرحلات البحرية واللهجة ووصولًا للفنون والطعام. في البداية، وحتى لا نُلزم العمل بما لم يشير له كاتبه، فهي رواية من وحي الخيال لا يحكم التاريخ إلا أساسها وهو وجود تلك الفئة المنسية لفترة تقارب الألف سنة. اختار الكاتب آخر ١٠٠ عام وزرع شخصيتنا الرئيسية فيها. رواية تصويرية، تميز المؤلف في نقل القارئ من مشهد إلى آخر بسلاسة. وربط الأحداث ببعضها بطريقةٍ جيدة، كما وُفق في اختيار موضوع الرواية الحساس وأرى أن مثل هذه المواضيع يجب أن يكون لها وجود تحت سقف الأدب العربي. لكن وللأسف الشديد. شعرت بأن الكاتب احتكر قلمه " بشكلٍ مزعج" حتى لا يغادر حقل العنوان. فركزّ على تلك الإهانة "غير الضرورية" التي يتعرض لها الأغوات، وأثر ذلك التركيز ضاعت أغلب الصراعات الأخرى في ما هو دون المستوى. لم تكن لمعظم السيناريوهات في هذه الرواية داعي، فلم الاحظ فيها سوى ابتعاد الكاتب عن شخصيات روايته. كان من الأولى تطوير تلك النقاط. مادة الرواية قابلة للنقاش، وهذا أكثر ما أعجبني فيها. هي رواية تكمن للوسط، فأدبيًا هي دون النصف، وموضوعيًا هي أقل من المطلوب. مع كامل الاحترام والتقدير لجهود المؤلف.
-من بين السطور:
-هكذا تتشوه المدن الجميلة حين تسمح بموت الأحلام فيها.
-البكاء هو الشيء الوحيد الذي لا يمكننا أن نفعله بصدق مرتين.
"إن كان خوض الحياة كشخص أسود أمرًا مؤلمًا وصعبًا جدًّا، فإن معرفة أن هذا الدور لا يليق بك هو شعورٌ أشبه بشفرة صغيرة وصدئة تجزُّ عنقك ببطء.. إنها فقط إهانة غير ضرورية!" - مايا أنجلو. بهذا الاقتباس أنهى إياد عبدالرحمن روايته المؤلمة. فكرة الرواية جديدة أثارت فضولي. لقد قرأت ترجمة إياد عبدالرحمن ل "أعرف لماذا يغرّد الطائر الحبيس" وكانت ترجمة جميلة جدًا وقد قادتني الصدفة لشراء روايته هذه. . كيف لحادثة تهدّم مسكن متواضع في أحياء جدّة جراء سيول الأمطار أن ترجع بالذاكرة للآغا الحبشي بطفولته وهجرته من بلاده لتحقيق رغبة والدته بالتقرّب إلى الله، لعلّه يغفر لها نتيجة تقديم إبنها كقربان لخدمته. لكن الشرط الإجباري لتحقيق رغبة الأم هي تدمير مستقبل الإبن كرجل. . هناك عدة روايات/كتب تطرح فكرة فقدان جزء أنثوي من أجسام الفتيات والنساء عمومًا والحالة النفسية المترتبة على ذلك لكن قلّما ما نقرأ عن الحالة النفسية للأولاد والرجال عندما يفقدون ما يميّز جنسهم. والطّامة الكبرى عندما تكون الخسارة طواعية وليست كنتيجة طبية حتمية لمرض! . بالرغم من أن الرواية تتطرق قليلًا للجانب الديني في حياة الأغوات إلا أنني وجدتها تركزّ أكثر على الجانب النفسي. وودت لو كان هناك إسهاب أكثر من الناحية التاريخية لتدعيم الحبكة ولو بذكرها في الهوامش ولكن ربما هذا موضوع آخر يستدعي بحثًا منفصلًا أو قراءة كتب/روايات أخرى في نفس المجال. . بصفة عامة: هل يحق للوالدين التضحية بأبنائهم بذريعة التقرب الديني؟ هل يملك للأولاد/البنات حق الاعتراض؟ . "ألم يكن من الأفضل أن يعرف الطفل نهاية العرض الهزلي هذا قبل أن يبدأ؟"
مدخل سريع لعالم الأغوات حبكة لا بأس بها. أتفهم طريقة السرد وعدم الإسهاب التاريخي فهي رواية أولا ولأنها تروي قصة بلسان شخص فهي تجربة إنسانية بحتة بجميع تفاصيل ما ذكر. النهاية مخيبة للآمال.
عتبي الوحيد هو عدم معرفة كيف يمكن لبالغ بذاكرة طفل أن يتذكر ويسرد كل ذلك، بتلك المهارة والدهاء والذكاء. غير مقنع
نجمتين ونص موضوع الأغوات غريب وأول مرة اسمع عنه. الرواية بدت بشكل مثير وقصة الشيخ اسماعيل ممتعة اكثر عن قصة بطل الرواية!! ولكن خذلك انواع التخبيص في الجزئية الاخيرة والتفاصيل ال"غير ضرورية" اللي ما كان لها داعي صراحة 😖
في البداية و حتى لا يلتبس الامر على القراء، و حتى لا نطالب النص بما لم يعدنا به؛ هذه رواية عن معاناة البطل الشخصية بسبب قرار امه التضحية به و ابتعاثه الى مكة مخصي و مجبوب حتى ينظم الى جماعة الاغوات لخدمة بيت الله. هي ليست رواية عن جماعة الاغوات ولا تاريخهم و لا عن الظروف المحيطة بنشأتهم و زوالهم. و اخيرا هي رواية خيالية و ليست نص توثيقي. اتفقنا؟ حلو 😂👍 استعان الكاتب بتفصيلة تاريخية، و موضوع شبه غائب عن الادب الخليجي و العربي (على حسب علمي) حتى يرسم لنا شخصية فرضت عليها المعاناة و التضحية فرضا. ادم الطفل الذي لم يختر التضحية بذكوريته او العيش وحيدا و محروما في المنفى، امضى حياته يبحث عن كل ما فقده بسبب نبوءة امه التي نذرت ابنها لخدمة بيت الله الحرام. عن رحلة البحث عن المفقود من حياته، مستقبله، ارضه، عن اشخاص لا يرحلون عنه. عن حقه بالاختيار، عن حياة مراهقة و مغامرات البلوغ بكل تفاصيلها، عن جانب عاطفي و نفسي لن يعيشه مع من يحب، عن ابوة حرم منها، عن مستقبل محكوم عليه بالوحده. يبحث عن اي سبب لوجوده ليتمسك به. صراعه النفسي و الوجودي في رحلة البحث عن الله و عن هذا الرابط المقدس الذي كان السبب في تغيير حياته. تم التضحية به و تقديمه كقربان لاله لم يشعر يوما بالقرب منه. اعتقد ان الكاتب وفق في تصوير البعد النفسي لوحشية هذه الممارسة التي نسبت زورا للاسلام، و شوهت مفهوم روحانية التقرب الى الله. اجمل ما في هذا العمل لغته. الوصف، التعابير، الحوارات الداخلية. كلها كانت قمة في الجمال و الدقة. اختلاف لغة و مستوى الوصف باختلاف عمر الراوي كان شيئا ملحوظا بكل انسيابية و ذكاء. السرد كان سلس و سريع خصوصا في النصف الاول من الرواية. في منتصف الرواية السرد يصبح بطيء نوعا ما و الاحداث بها القليل من الرتابه تعطي احساس ان الحبكة لا تتحرك او تتطور. تفاصيل و مشاهد بها اطالة لا تضيف للنص او للحبكة شيء ذو قيمة حسب رأيي. في الربع الاخير من الرواية يستعيد السرد سرعته و سلاسته نوعا ما. الكاتب اختار تقنية الاسترجاع (flashback) للتنقل بالسرد بين زمن ثابت و زمن متغير. باسثناء موضع او موضعين، التنقل بالمجمل كان سلس و متقن و لم يصلني اي احساس بضياع الحبكة او ارتباك بالزمن. حياة ادم منذ قرار امه، حتى اخر صفحة من الرواية ، عبارة عن إهانة غير ضرورية.
دائماً ما أقع في حب الكتب التي تُعرِّفني على مواضيع جديدة لم يكن لي علم بها من قبل ..
رواية تندرج ضمن النوع الروائي الجميل جداً ببساطته و حقيقته الواضحة للقارئ .. تقرأ بعمق و استمتاع و تجد نفسك متعاطفا بشكل كبير مع شخصية من شخصيات الرواية و كأن علاقتكما تجاوزت صفحات الرواية و أحداثها .. آدم .. الطفل الذي سيكون ضحية جهل و ثقافة كانت سائدة ما قبل أواخر سبعينيات القرن الماضي ، حيث يتم تقديم الطفل الى جماعة الأغوات في مكة و المدينة المنورة للتفرغ للخدمات المقدسة شريطة التخلي على الأعضاء التناسلية جميعها .. و ذلك طمعا في التقرب من الله عز و جل ! فكرة و لشدة قبحها و بشاعتها تشعر و كأن من يقوم بها لا يملك أدنى ذرة عقل جعلته يفكر لوهلة بمدى غباء فكرته و الإساءة التي سيتعرض لها الطفل حينها و الرجل في سنواته القادمة .. قصة آدم الذي تخلت عنه والدته ليبدأ مشواره وحيداً في عمر لم يتجاوز العشر سنوات و يمر بتجارب قاسية داخل أسوار المدينة و مكة المكرمة ليجد نفسه قد ضحى بوقته و جهده و ذكوريته من اجل هدف كان يستطيع الوصول اليه دون إهانة قلبت مجرى حياته تماماً ..
رواية جميلة جداً و لغتها أجمل ..
🌹 اقتباس : " ترى هل كان من المفروض على الكوارث في حياتنا أن تبدأ بنفس الطريقة الفجة ؟ لماذا لا تغير إحداهن هذه العادة البغيضة ، فتأتي وفق ترتيب مسبق مثلا ، تطرق الباب أولا ثم تدلف على استحياء و تتخبط في المشي فتخالها لوهلة غير راهبة في القدوم اصلا، و حين تجلس الى جوارك تفهم من طريقتها في ترك مسافة بسيطة بينكما ان القدر وحده هو ما أرغمها على الحضور ، و أنها ما كانت لتختار زيارتك على الإطلاق في حال إن ترك الخيار لها. سيبدو الأمر لطيفا اليس كذلك ؟ لكن هذا لا يحدث على الإطلاق، فكل الكوارث و المشكلات المقدرة لنا سوف تهطل بشكل مفاجئ و ستجلب معها اقتراضها المتكرر نفسه، بأننا معتادون على الصدمات أصلا و أننا لا نملك حتى حق التصنع بالإصابة بالدهشة .. "
الأغوات قصصهم لم تروا بعد إذا أنهم على مدى مئات السنين خدوموا الحرمين الشريفين وفق شرط سلب الذكورة منهم وهذا الشرط كان سهلاً على عوائل الأطفال وفق معتقدات دينية، هؤلاء الأطفال تحولوا فيما بعد إلى آغوات لكنه لم يكن سهلاً على الآغا فيما تبقى من حياته�
ترو� هذه الرواية قصة آدم الذي ارتحل من الحبشة إلى الحجاز ليحقق نبؤة والدته في أن يكون خادماً للحرمين
بدأ� الرواية بقصة لكنها لم تنتهي تلك القصة فأنا كنت أتمنى أن أقرأ عن قصص الآغوات داخل مكة والمدينة وأن أرى حيواتهم وطبيعه دنياهم وعملهم وقصصهم الخاصة، لكن الراوي قرر قراراً آخر أن يتخذ مساراً آخر، اخرج معه القارئ عما يريده
رواية سيئة جدا لا تعنى بالإغوات بأي جانب ، ادم طفل حبشي عانى والديه الفقر حلمت والدته ذات ليلة انه يخدم في الحرم ، فسخرت وقتها للبحث عن ما يخصي ابنها الذي بلغ التاسعة من عمره وبعدها حملته في خيش إلى الشاطي ومن ثم وتركته في كنف مونا. مكث مايقارب ٧ سنوات في اليمن قبل انتقاله لمكة لكن لا يذكر الكاتب أي تفاصيل عن حياته ولا تعليمه سبع سنوات مده ليست بالقصيرة التي يمكن تجاوزها او اختزالها في وصف النساء ومقاطع أنوثة فاطمة. ثم الرحلة الي مكة ولاشي يستحق الذكر ايضاً وصل ادم مكة ومنها تقرر إنتقاله إلى خدمة الحرم النبوي لسنوات ومن ثم العودة إلى مكة مره أخرى والاستقرار في جده، يجد نفسه محتجز تحت ركام منزله احدثته السيول ويستذكر أيام صباه. كلام فاضي وممله لأبعد درجة، عدا عن كم الألفاظ الخادشة والمتكررة والعلاقات المقززة
حياة الاغوات وماقسوه للوصول إلى خدمة الحرمين والمهام والدرجات التي تقلدوها موضوع كبير ومثير وتاريخ ملئ وزاخر وقليلة هي الأعمال التي تناولته. وبالتأكيد لن تجده في هذا العمل
رواية سطرت قضية لم أقرأ عنها في حياتي، وهي قضية الأغوات. مؤلم أن يخسر إنسان مستقبلًا كاملًا بسبب تقليد أعمى. هل يشترط الدين أن تكون مخصيًا حتى يكتمل إخلاصك لله؟ اللهم إني أعوذ بك من تبعات الجهل.
حياة آدم لم تكن سوى جرعات مركزة من البؤس والمعاناة، تفاصيل هجرته من الحبشة آلمتني، أظن أني سأظل أتذكر هذه التفاصيل حتى تطوي ذاكرتي هذه الرواية.
أشعر أنه عاش حياة كاملة لم يذق فيها يومًا حلوًا.
أما قصته مع مريم، فقد فتحتْ الأمل في عينيّ. لم أكن أخاله سيعيش قصة حب ولو لمرة في حياته، ولحظة لقائه بمريم والاعتراف المتبادل بالحب سافرتُ أتخيل نوع الحياة التي سيعيشها الاثنان، ونوع التربية التي سيتلقاها أبنائهما من أب حبشي وأم جاوية. لا أدري كيف نسيت أنه مخصي ! لكن يبدو أن هذا الجزء من الرواية كان فريدًا جدًا، حيث نقلني إلى خيالٍ آخر.
أما عن السلبيات، فقد تمنيت ألا يتناول الكاتب جانب الشذوذ، خصوصًا لحظة ارتكاب اللواط. بدا الأمر لي متوقعًا من شاب عاش طفولة مشوهة ولم يحظَ يومًا بعائلة تحتويه، لكن كم تمنيت أن ينوّه الكاتب على شناعة هذا الفعل فلا ينبغي أن يمر مرور الكرام.
يجب أن يُنوّه على الرواية أيضًا عدم مناسبتها للمراهقين.
عمومًا هي رواية فريدة وخالدة في الذاكرة. أتمنى أن أقرأ المزيد لإياد عبدالرحمن.
والتنقل بين الزمانات في الحاضر والماضي أضفى عليها ميزة أخرى تشدك لأن تكمل الرواية
أبهرتني أيضاً الرواية لغوياً فتشعر بالوصف في قلبك وترى الشخصيات بكلمات الكاتب كأنهم رأي العين
ولكن ما جعل القصة غير مريحة بالنسبة لي محورية حياة آدم حول الذكورة التي فقدها بطريقة مقززة
ولا أعلم هل هو انتقاد أو مدح لأننا لو فكرنا بواقعية فاقد الشيء دائما ما يبحث عنه في الآخرين وعادة سيصبح محرك فضوله الأساسي فهي من ناحية بناء الشخصية منطقية ولكن من ناحية شخصية غير مريحة وجاذبة
بالإضافة لذلك وبالرغم من أن البعض يقول أنها ليست رواية تاريخية تمنيت لو قرأت أكثر بين سطور الرواية عن تاريخ الأغوات في رأيي كان سيجعلها غنية وعميقة بشكل أكبر.
فهي نجمة للجمال اللغوي والأدبي نجمة للحبكة وبناء الشخصيات نجمة للتطرق لموضوع حساس لا يُتحدث عنه كثيراً
هل أنصح بقراءته؟ نعم ولكن إن كنت ممن لا يفضلون القراءات الجريئة والتي تتطرق لأفكار أو مشاهد جنسية سواء بداعي أو بدون داعي فلربما لن تستمتع بهذه الرواية.
رواية حزينة لتفاصيل مؤلمة تعتصر القلب. يجد آغا آدم الستيني نفسه ممددًا في حوض الاستحمام في شقته بجدة، عالقًا تحت ركامٍ جرفه السيل ومنعه من الحركة والنهوض. يعودُ آدم، في الوقت الذي ينتظرُ فيه النجدة، بالذاكرة إلى طفولته حيث ذكرياته الأولى في أرضِ الحبشة وكيف قدّمته أمه تبرّكًا لخدمة الله في أرضِ الحجاز. الطفلُ ذو التاسعة لم يدرك الثمن الذي سيدفعه لقاءَ قرار والدته إلا حين أتت السكين وبترت جزءاً من جسده فأصبحَ الصبيُّ مخصيًّا ومجبوبًا، ليرحلَ بعدها وحيدًا ويستقر في المدينة المنورة وينضمّ إلى جماعة الأغوات ليخدمَ في الحرم. تأتي المفارقة أن هذا الشخص الذي أُخصيَ كي يتبتل وينقطعَ في حياته لخدمة الدين لم يشعر يومًا بالحبّ تجاهَ خالقه، ولم يرفع يومًا رأسه إلى السماء تضرعًا أو خَشية. فقضى حياته وحيداً مستجديًا للرأفة والحبّ. يأتي العمل بسؤالٍ مهمّ، هل كان هذا الإخصاء عملًا إلزامياً للالتحاق بالخدمة أم كان إهانةً غير ضرورية؟