كتابٌ تعليميٌّ جامعٌ لجمهرة مسائل الإملاء المعاصرة مع ذكر مذاهب المعاصرين فيها منسوبةً إلى مَن قال بها من المتقدمين ومذكورةً حُجَجُها وسببُ اختلافهم فيها.
متن في علم الإملاء شامل ومستقصٍ لكل موضوع في هذا العلم. قسم الكاتب كتابه إلى قسمين فجعل القسم الأول في علم الإملاء والثاني في علامات الترقيم (وإن كان قد صرح أن علامات الترقيم لا يدخل ضمن علم الإملاء). بدأ كتابه بمقدمة في علم الإملاء ثم في مدخل الكتاب ذكر الأصول الخمسة (على رأيه) التي تقوم عليها علم الإملاء. وهي: 1) وحدانية الصور 2) المطابقة من غير زيادة ولا نقص 3) مراعاة الحال الراهنة 4) انفصال الكلم 5) مراعاة الوقف والابتداء وقد شرح هذه الأصول شرحا وافيا وعرضها كمتن وكتاب تعليمي ليناسب حقول التدريس. ولأن الكاتب جعله متنا في الإملاء، فقد ملأ كتابه بالحواشي في كل مسألة خلافية مع بيان السبب والرأي الراجح عنده. وفي آخر الكتاب، ذكر المتن مجردا من الحواشي الطويلة. كتاب مهم ومناسب كمقرر تدريسي في المدارس والجامعات.
تاج كتب الإملاء، هو لمستقصٍ لم يرضه هذا المستطِف العائم. وكم رجوت على ما غني به استفصالًا عليه يُمَدُّ به نظام مباحثه فتنشعب انشعابًا، فما رجعت إلا بوعد مصنِّفه. ولربما كفتك الموعدة لأمل في اجتماع بعد شدِّ الأكوار!
كتاب فريد في باب الإملاء، وفيه تأصيل فريد ومباحث جديدة أو مجددة وفيه رد للإملاء إلى أصول كبرى تتفرع عنها فروع ولعل هذا من أعز مفردات الكتاب، أي أن المؤلف رتّب العلم ورده إلى أرومة واحدة، مستعينًا بما جد في الكشوفات وبمعنى الإملاء العام في اللغات بغض النظر عن العربية.
أما القواعد فأكثرها حسن التقسيم والنحو الذي سلكه في ترتيبها والتخريج عليها نحو بالغ التنظيم ولا يكاد يترك على نحوه هذا شاردة ولا واردة، وهذه ميزة التقعيد أصلا، مدى قدرة الأصل على جمع الشوارد ونظم الأشباه والنظائر لأدق مناسبة.
هذا الكتاب حقيق بتصدر مجالس شرح الإملاء، وهو في رأيي متفوق على كتاب عبد السلام هارون ررحمه الله، لا لضعف في كتاب هارون ولكن لأنه لم يعد مناسبًا لعصرنا الحالي الذي سيشق فيه على طالب الإملاء استخراج القواعد التي يريدها من منثور القواعد في كتاب عبد السلام هارون.
كذلك تعرض الكاتب للخلاف والمذاهب المعمول بها والراجح منه بحسب رأيه والمرجوح والمعمول به عرفًا والمعمول به على قلة الاستعمال في الحواشي، وهذه من نقاط قوته أيضًا، ثم أفرد المتن مجردًا من الحواشي في نهاية الكتاب.
تقرأ كتب فيصل المنصور حفظه الله، وغيره من الأقران مثل عبد العزيز الحربي حفظه ونحوهم، تستشعر كيف أن العلم زَينٌ لأهله وتاج على رؤوسهم، تراه عين البصير، ويعرف قيمتهم الفاحص.