لا شيء هنا غير امتداد الصحراء الواسعة، وسراب هناك يلوح، وجبال بعيدة شهباء، وصرير حشرات يسمعها ولا يراها تبرّد أجسادها بين فترة وأخرى، وإن لاح له شيء يدبّ في هذا المكان، فإنما هي سِحلية تفرّ من حرّ الرمضاء باحثةً عن أقرب ظل شجرة يابسة، أو تلجأ إلى طرف ظل البيت الذي يتمدد فيه هنا مكسور الرِّجلِ والخاطر.
أقدم جزيل الشكر للكاتب شتيوي الغيثي على تقديمه هذه الرواية والتي أرى أنها تبرز الضوء على جزء مهم من تاريخ الدولة السعودية من منظور أطراف متعددة و متناظرة
و رغم ذلك كان الجزء الأكثر جمالا في الرواية هي حكاية نويِّر و مشاعرها مذ كانت طفلة حتى استحالت عجوزاً ، ولكن ما ينقص الرواية في رأيي المتواضع هو وضعها في قالب تاريخي بشكل أكبر ، فالرواية هي رواية تاريخيّة و القارئ الغير مطلع على تاريخ نشوء الدولة السعودية قد يجد بعض الصعوبة في استقراء الأحداث
لذا كان من الأفضل تسليط الضوء بشكل أكبر على أحداث معركة البكيرية و السبلة مع تطعيم الرواية بقصة نويَّر و كيفية استدراج بعض من أهل البادية لهذه المعارك و يا حبذا لو أضيفت التواريخ بين ثنايا الفصول حتى تستزيد معرفتنا بالتاريخ أكثر
تاخذنا الرواية مع ابو نوير وأولاده ونرى حياتهم في البادية ومعاناتهم وتقلبات أحوالهم ، تحدث كذلك الكاتب عن حرب البكيرية بين ابن رشيد و ابن سعود وهذا حدث تاريخي مهم لنا كسعوديين فلذلك هذا العمل أرشحه أولًا لنا احنا كسعوديين والشخصيات الذي وضعها الكاتب تعلقنا وبشده معهم وكل هذا في ظل ١٤٤ صفحة فقط! عمل يستحق جائزة القلم الذهبي وبجدارة👏🏻
ليس للقارئ أن يشبه رواية “دمو� الرمل� لشتيوي الغيثي إلا ببئرٌ معطلة في قلب الصحراء، لا يُلقى فيها حجر إلا وارتدّ صداها في الذاكرة، والقلب، وملامح الجدات والفرسان التائهين بين معركتين. إذ أن “دمو� الرمل� لا تكتفي بأن تكون حكاية تُروى، إنما حياة تُعاش، وتُجرّب، وتُترَك لتجفّ على الوجوه مثل غبارٍ لا يزول.
لا يطلب الراوي من قارئه أن يرى المطر، بل أن يتبلل. يصوغ الصحراء ككائن حيّ، يتنفس، يتألم، ويجرّ خلفه أذيال العزلة والعناد والبسالة، حتى إذا ما تحدّثت “نوير”� كانت الصحراء هي من تنطق، وإذا ما صمت “ضاري”� خُيّل إلى القارئ أن كل الرمال ترتجف من الغصة ذاتها.
لا تُستخدم اللغة هنا للتزويق، بل تُفتح كنافذة على ما لا يُقال. يصمت الحوار، ويتحدث السارد العليم، من عمق الرمل نفسه، يعيد تشكيل الزمن والناس بلسانٍ عارفٍ، لا يخطئ في رسم ملامح “مرزوق� ولا في تهجئة وجع “نوير� وهي تودّع الأب، وتنتظر الابن، وتكتفي من الحياة بأن تأكل، وتشرب، وتخاف.
كل مشهد في “دمو� الرمل� مسكونٌ بموسيقى خفية لا تُكتب: هدير الريح، وقع حدوة الجمل، تنهيدة الطفل حين لا يجد سوى أمه وطنًا. حتى الأسماء، لها ظلّها الطويل الذي يسير قبلها، ويبوح بسرّها لمن يعرف شفرة البدو: “طامي� ابن لحظةٍ لا يُنسى زمانها، و”مرزوق� ضحك على الحرية بعدما تأخرت كثيرًا.
لا يروي النص انتصارًا فحسب، وإنما يلتقط كيف رآه من كان على الطرف، على الهامش، في مضارب لم تسمع يومًا عن خريطةٍ أو نشرةٍ إخبارية. في عيون الأب الذي قاتل في صفٍ خاسر، ثم مات واثقًا بعدالة خصمه. في عيون الابن الذي سأل عبد والده: “كي� أصبحت عبدًا؟”� لا ليسخر، ليهزّ الواسط، فيسقط السراج، وينهار بيت الشعر. في عيون أمّ، ربّت ابنها على الخوف، كي يحيا، فصار هو من يصرخ في وجهها ليفهم.
ولعل من جماليات هذه الرواية أننا لا نطالع التاريخ بعين المؤرخ، بل من خلال نظرة الجائع، والخائف، والمُنهك من صراعات لا يدرك بداياتها ولا نهاياتها. كذلك، فإنها تعيد الاعتبار إلى التفاصيل الصغيرة، إلى العيش الهامشي، إلى تلك النظرة التي تطلقها “نوير� صوب الأفق حين يغيب ابنها، أو حين تسمع هدير المعارك يقترب من حدود الخيمة. إنها كتابة عن الذين لم تُسجّل أسماؤهم في دفاتر المعارك، بل على هوامش الذاكرة.
تتقدّم "دموع الرمل" ببطءٍ محسوب، ثم تتسارع فجأة كما لو أن الرمل قرّر أن يكشف ما يُخفيه منذ سنوات. إذ تموت الشخصيات كما تنطفئ أحلامها: بصمت، بلا تمهيد، كأنها امتداد طبيعي للفقد. وتبقى الأسئلة: ما معنى أن يُولد الإنسان في الهامش؟ ما الذي يعنيه أن تربي أمٌّ ابنها على الخوف، ثم تجده متمرّدًا على كل شيء، حتى على وجهها الحنون؟
يتحوّل المكان من خلفيةٍ زمنيةٍ إلى كيانٍ حيّ، يحاصر الشخوص، ويمنحهم لغتهم ومآلهم. النفود، الرمال، الجمال، بيوت الشعر، كلها ليست مجرد عناصر وصفية، بل مكونات وجود.
لا تُغلق صفحات "دموع الرمل" لتُنسى، بل تبقى أثرًا رطبًا، مثل رمحٍ عالقٍ في الجسد لا يُنزع بسهولة، مثل حكايةٍ نصفها حقيقي، ونصفها مرآة، مثل وطنٍ يُبنى على كتف التاريخ، بينما يتأمل الناس من تحت خيامهم معنى الكرامة والعدل، ويكتبون � دون أن يدروا � فصلاً جديدًا من الحكاية.
بذلك كله، فإني شخصيًا ما خلصت إلى أن هذه الرواية تُقرأ من علٍ، بل تُعاش من الداخل، بين بحة الصوت، وعتمة بيت الشعر، وموقدٍ خافتٍ على أطراف “شب� النار”� فهي ليست عن البطولة المجيدة فحسب، بل عن الشوك الذي دخل القدم، والخوف الذي لم يغادر القلب، والابن الذي لم يكن سوى صدى لحلمٍ تعثّر.
“دمو� الرمل� لا تقف على الحياد، لأنها منسوجة من لحم الذكرى، وماء السؤال، وغبار الأيام. عملٌ يعرف جيدًا أن التاريخ لا يُصنع في القصور وحدها، بل في صمت البدو، وهم يراقبون من بعيد، ثم يؤمنون من الداخل.
فكرة الكتاب جيدة، لكن الكتابة سيئة…الصو� الوعظي للكاتب ممل، تكرار العبارات والأفكار جعلني أتردد حتى باكمال الرواية!! كانت محاولات الكاتب لصياغة عبارات حكيمة وعميقة مصطنعة، هذا أكثر شي ينفرني بالروايات عندما يتحدث عن حرب الأخوان وغيرهم كأنه يلقن القارئ درسا تاريخيا، ويعلمه من عليه أن يعجب به�.هذه الجزئية بالرواية لا فائدة لها لا للقصة ولا للقارئ، ببساطة اقدر أقرأ كتاب تاريخي عن الحرب…أن� هنا اقرأ قصة نوير فقط
بداية القصة الراوي يخبرنا أنه سيروي قصة عجائبية لجدته، وبالفعل كنت انتظر قصة لم تحصل لبشر�.لكن القصة قصة معاناة عاشتها نصف جداتنا، هي قصة تستحق أن تروى وأن تعاش�.لكن لا يوجد فيها أي شي لا يصدق كما ذكر الراوي في بداية القصة وأن أهلها كانوا يرونها نسج خيال فقط لو تركها على دموع الرمل فقط أفضل من ادعاءه أنها قصة من وحي الخيال
شخصية نوير سطحية بشكل لا يوصف مع أنها البطلة، لا عمق لا شئ…ل� نسمع صوتها بالرواية.
#دموع_الرمل �#ماذا_تقرا روايه تاريخيه تدور احداثها في الباديه فتره بدايات توحيد المملكه حبيت الروايه والفتره التاريخيه اللي توثقها بس الام نفسها بطله العمل ما حبيتها حسيتها شخصيه عنيده للعند فقط
انتهيت من قرأت رواية دموع الرمل للكاتب شتيوي الغيثي التي صدرت ضمن برنامج دارة الملك عبد العزيز (تاريخنا قصة) الذي من أهم ركائزه هي توثيق تاريخ المملكة العربية السعودية في الرواية التاريخية وإثرائها بأحداث وطنية تعبر عن هوية وتاريخ المملكة العربية السعودية.
فكانت هذه الرواية التي تتحدث ثيمتها الروائية عن الصحراء وقساوتها وأحداث كبرى شهدتها المنطقة خلال توحيد المملكة العربية السعودية بدايةً من المعارك مع ابن رشيد وظهور الإخوان المسلمين والتقدم الحضاري الذي شهدته المملكة العربية السعودية بعد التوحيد واستقرار الأمن بها.
هذه الأحداث تتقاطع مع حكاية أبي نوير ونوير وابنها ومعايشتهم تلك الأحداث وتأثرهم بها وتقاطع الأحداث في سرد روائي ما بين الموت والحياة والأمل واليأس والانتظار القاتل.. سرد الكاتب للرواية كان يتوافق مع ما تقتضيه كل شخصية من تعبير عن ذاتها وخطها الدرامي الذي تيسر فيه أحداثها في لغة رصينة سهلة على المتلقي مع ذلك نجد الكثير من الألفاظ البدوية التي تعبر عن البيئة الصحراوية، وهذا ذكاء من الكاتب بأن يستعمل تلك الألفاظ اللغوية القديمة، والتي لم تعد دارجةً إلى وقتنا الحاضر وإحيائها مجدداً في الرواية.
من أجمل الاقتباسات التي تجسد حياة نوير هذا الاقتباس
" الإنسان مرهون بما تعود عليه الإنسان ابن عادته وهذه الصحراء عودة ساكنيها على القسوة والقليل من الحياة، لذا لا رغبة لها أن ترى ما خلف الصحراء".
دمتم بود.
This entire review has been hidden because of spoilers.
يسرد الكاتب قصة عجوز تحمل ذكريات مؤلمة لفقدان إخوتها ووالدها وآخرون إبان حقبة فتوحات الملك عبدالعزيز ومعاركه ضد بن رشيد وفيصل الدويش. يستعرض في روايته حياة البدو ومعاناتهم في أجواء صحراوية قاسية،
افتقدت العُمق الذي يمكن أن يترك أثراً قوياً في القارئ، فلم أجد أي مضمون يستحق التوقف عنده أو أحداث تثير الفضول. الرواية قدمت سرداً سطحياً دون تقديم تحليلاً أو بناءً مشوقاً للشخصيات، ما جعلها تجربة عابرة بالكاد تذكر.
حقيقة هي رواية لم تضف شيئا سوا تسليتي في رحلة مملة قضيت على متنها ست ساعات.
رواية دموع الرّمل للروائي شتيوي الغيثي، من الروايات التي تترك أثرًا في قلب قارئِها.. رواية لا تستطيع افلاتها، تشدّك إل��ها بحبلٍ سرِّيّ للحدّ الذي تشعر فيهِ بأنّكَ جزءًا مِنها. رواية المكانِ والزمان بقسوتهما ودموعهما، رواية النفس البشرية التي يقتلها الفقد مئات المرّات. نويّر، ليستَ مجرّد امرأة في الرواية، إنّها دلالة على الحياة بأكملها، إنها رمز للأمل ولخيباته. كما أن ضاري ليس مجرّد اسم يقتل مرتين، مرّة وهو كهل ومرّة وهو شاب، بل هو تجسيد للفكرة التي تظلّ تتوالد كدلالة على استمراية الألم. ومرزوق ليس مجرّد عبد يحلم بحريته حتّى لو كان ثمنها أن يحمل جثّة ويسير بها لأيام، بل كان صنعة ذكيّة من الكاتب ليعطينا انطباعا كافيًّا عن مفهوم الحرّية وسُبلها. لقد أبدع الروائي شتيوي الغيثي في خلقِ مشهديّة عالية من خلال لغتهِ السرديّة القويّة ومن خلال قدرته المدهشة على الوصف. خلق لنا الروائي عالمًا جميلًا أعادنا من خلاله لحقبة زمنيّة لم نعايشها ولكنّا عشناها بكلّ ما فيها من قسوة. إلى اللحظة لم تجفّ دموعي، وكأني ما زلت عالقة في رمل الرواية، بل تجاوز الأمر ذلك وصرت أشعر به في عيني.
رواية بكل جوانبها ممتعة، ابتداء من قصة نوير وشخصيتها البدوية القاسية إلى لمسات التاريخ الموضوعة بطريقة محبوكة ومبدعة.
استمتعت بتطور الاحداث وعشت كل لحظة موجودة في الرواية، من الم الوحدة ووصفها الدقيق، إلى عدم الانتماء والتقدير وكل لحظاتها المؤلمة والسعيدة، بالاضافة الى ان الكاتب رغم عدم اضافته لقصة رومنسية واضحة الا انه في طريقة كتابته وضع لمسات رومنسية ترضي هذا الجانب في قصة نوير وابا سالم.
ولا اخفي لكم عن مدى صدمتي بفهم الكاتب للشخصية النسائية بالكامل، ووصف كرامتها وشجاعتها، حيث اني لن انسى ابدا جملة " الموت جائعة اهون عليها من صدقات الرجال او هداياهم " او جملة " لا تعتز المرأة الا بأخ او اب .. فأن ذهبوا ذهبت الحماية معهم. الرجال الاخرون يأتون في مراتب اخرى متاخرة، ربما كانوا لها سنداً لكنه سند هش. "
طيلة قرائتي للرواية اتخيلها كفلم امامي ارى احداثه واتخيل اصواتهم، كاتب رائع ومبدع وحصيلته اللغوية البدوية تأخذك الى زمنهم.
رواية قصيرة، تحمست لقراءتها لمحبتي للأدب السعودي ثم لفوزها في مسابقة القلم الذهبي، ووجدت فيها رواية شاعرية جميلة قرأتها في فترة قصيرة. في القصة مشاهد جميلة للغاية من حياة البادية وتصوير متقن لمواقف انسانية دقيقة ومؤثرة، وفيها بعض ملامح نجد وشمال المملكة أثناء المعارك الكبرى للملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. ملاحظتي الوحيدة هي مدخل الرواية السردي الذي أشعرني بالملل نوعاً ما وصبرت إلى أن بدأت قصة نوير، ولو لم أسمع عن الرواية من السابق لما شدتني صفحاتها الأولى لإكمالها.
رواية مؤلمة وحزينة للغاية، الحزن موجود في جميع كلماتها وأحداثها، تتحدث عن شاب يحكي لنا عن جدته التي لطالما رأى في عينيها دموعًا أثناء سماعه لحكاياتها، لم يفهم لماذا في بادئ الأمر، ولكن حين تحكي له حكاية أخرى يفهم ونفهم معه السبب وراء ذلك. الأسلوب السردي مذهل ومؤثر