الحياة دراما، والدراما هي دراما داخل هذه الدراما، وتتحدّث في معظمها عن هذه الدراما التي هي منبثقة عنها، وعمليّة التمثيل هي عدوّ هذه الدراما، فبقدر ما نكون صادقين في تقديم هذه الدراما، وبقدر ما نكون عفويّين بقدر ما نبدو حقيقيّين، والعكس تماماً هو الصحيح، فعندما تبدو كأنّك تمثّل ستكون أقرب إلى الإخفاق، وأبعد عن محبّة الجمهور، حتّى المهرّج عليه أن يهرّج بصدقٍ وعفويّةٍ تظهره حقيقيّاً، ومثالنا على ذلك تشارلي شابلن الذي استخدم أدوات المهرّج في كل أدواره التي يعرفها الناس، وتفاعل الجمهور مع القضايا الإنسانية التي طرحها وتعاطف معها. كلنا يعرف بأنّ ما يقدّم على الشاشة ليس إلّا أحداثاً لا أصل لها، هكذا نعتقد، ولكن لماذا نتابعها إن كنّا نعتقد ذلك؟ نحن نتابعها لأنّنا في الحقيقة أبطال هذه الدراما: فمؤلّفها، ومخرجها، وممثلها، وبقيّة صنّاعها ينطقون باسمنا، ويمثّلون لنا، ويمثّلوننا في الوقت نفسه، وحين نتابعهم فنحن نشاهد أنفسنا، أو تفاصيل منها. هذه المجموعة تقدّم مجموعة قصصٍ تحاول الاقتراب من عوالم الدراما بهذا الشكل أو ذاك، تأليفاً وتمثيلاً.
كاتب سوري مقيم في بيلاروس منذ العام 1984 ، حيث درس فيها الصحافة. عمل مدرِّساً في إحدى جامعاتها ما يقارب العشر سنوات، ثم درس الإخراج السينمائي في أكاديمية الفنون فيها. يكتب السيناريو التلفزيوني منذ العام 1995 . له الكثير من الأعمال الساخرة منها: بطل من هذا الزمان، بقعة ضوء، ضيعة ضايعة، الخربة، ضبوا الشناتي (وعدَّة أعمال موجَّهة إلى الأطفال). يرسم الكاريكاتير بشكل متقطِّع، نشر العديد من رسومه في الصحف البيلاروسية، وشارك في معارض دولية مختلفة. نشر العديد من قصصه في الصحف العربية والبيلاروسية. وترجم عدَّة مجموعات قصصية.
مجموعة قصصية لطيفة، مكتوبة بروح السيناريست، وكأنك تشاهد مسلسل سوري كوميدي.
الحس الساخر لدى ممدوح حمادة حاضر في كل دفاتره. يذكرني أسلوبه ببلال فضل وعزيز نيسن. السخرية السياسية اللاذعة، الكوميديا السوداء المضحكة المبكية.
مع كل دفتر كتبه حمادة نتأكد من أن الفساد السياسي والديكتاتورية حاضران بقوة في كل جوانب الحياة، في القرية، في الحب، في الغربة، في الهذيان، وحتى في الدراما.
مجموعة قصصية جديدة لكاتبي الدرامي الأفضل؛ ممدوح حمادة. أقول: "الدرامي" لأنني أؤمن بأن قصص ممدوح حمادة لا تكشف عن عمقها وجمالها إلا حين تتمكن من مشاهدتها درامياً ولو في خيالك. ولا أرى أن هذه المجموعة من أفضل ما كتب ممدوح حمادة، ولم تخل من لمساته الساخرة الذكية.
دفتر الدراما هو الدفتر الخامس الذي أقرأه من دفاتر مممدوح حمادة.. يحتوي الدفتر على تسع قصص قصيرة، تعبر هذه القصص عن بعض القضايا الإنسانية بأسلوب ساخر.. قصص عميقة وجميلة تترك الكثير من التساؤلات.. تجعلنا نتفكر في حياتنا أيضا.. فالحياة دراما!!