السلسلة: أطياف الأزقة المهجورة. --- تصل المأساة الميتافيزيقية لهشام العابر إلى قمتها في هذا الجزء. ففي جدة, يختلي بنفسه, ويتيح له السجن فرصة للقيام برحلة ذاتية منفردة إلى داخله, بعيدًا عن مثاليات الدمام واندفاعات الرياض إنه وحيد الآن, وفي هذه الوحدة يكتشف مالم يكن من الممكن اكتشافه عندما كان خاضعًا لمثاليات أمه وصرامة التنظيم الحزبي في الدمام, وعندما كان غارقًا في حياة الجسد في الرياض. لقد انهارت كل المثاليات, وفقدت كل لذتها, فما الذي بقى؟ الكراديب هي خاتمة الرحلة الذاتية لابن العابر, في مرحلة هي ذاتها ضائعة بين مرحلتين. وربما كانت الخاتمة هي البداية, فما الخاتمة والبداية إلا أسماء سميناها!
انتهت السلسلة التي اختمرت 16 عاماً في عقل الكاتب حتى اخرجها بهذه الصورة العجبية
الدكتور تركي حمد تركي الحمد البريدي ، المعروف بتركي الحمد والمولود في 10 مارس 1952 في مزار الكرك بالأردن لأسرة سعودية تنتمي إلى القصيم من جماعة التجَّار الرَّحل المعروفين بـ العقيلات، هو كاتب وروائي سعودي، وأحد رموز ما يصطلح على تسميته بالتيار الليبرالي في المملكة العربية السعودية.
حيات حاصل على درجة الدكتوراه في النظرية السياسية من جامعة جنوب كاليفورنيا عام 1985 . حاصل على الماجستير من جامعة كلورادو الحكومية عام 1979 . عمل أستاذا للعلوم السياسية في كلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود بين عامي 1985 � 1995 ، ثم تقاعد . وقد عاش تركي الحمد مرحلة شبابه ومراهقته في الستينات والسبعينات الميلادية بالدمام ، وهي المرحلة التي عاش فيها العالم العربي تحولات فكرية وسياسية متضاربة ، وأحزاب قومية متناقضة من القومية والناصرية والبعثية ... إلى الاشتراكية والشيوعية وغيرها من الأحزاب .
ألقي القبض عليه وهو في السنة الأولى الجامعية في جامعة الملك سعود ( الرياض سابقاً ) وذلك بعد كشف التنظيم ، وبقي في السجن مايقرب من سنتين وبعد الإفراج عنه سافر إلى أمريكا للدراسة .
وله خمسة أبناء ثلاثة أولاد هم نضال، وقد ولد عام 1978 ، وهو متخرج من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وحمد المولود في 1984 وهو خريج جامعة الملك فيصل، وأصغرهم محمد المولود عام 1995 ، بالإضافة إلى ابنتين.
كانت بداياته كاتباً في جريدة الرياض وثم انتقل إلى كاتب في جريدة الشرق الأوسط منذ عام 1990
مسيرته مع الكتابة تعتبر ثلاثية تركي الحمد الموسومة أطياف الأزقة المهجورة، والتي تتكون من ثلاث روايات، صدرت أولها عام 1995، أشهر ما كتبه الحمد. وقد أثارت هذه الثلاثية كثيرا من الجدل، نتيجة لتعرضها إلى موضوعات حساسة في المجتمع السعودي كالدين والجنس والسياسة. وقد بلغ من الجدل المثار حوله أن أصدر عدد من المحسوبين على التيار الديني في المملكة العربية السعودية ثلاثة فتاوى بتكفير الكاتب وإهدار دمه بسبب تعرضه لما يصفونه بأنه من ثوابت الشريعة.
لكن، وإن كانت تلك الثلاثة أولى أعمال الكاتب الروائية، فإن هذا العمل قد سبقته عدة كتب. ففي العام 1986 صدر للكاتب كتاب الحركات الثورية المقارنة، تلا ذلك كتاب دراسات أيديولوجية في الحالة العربية (1992)، و كتاب الثقافة العربية أمام تحديات التغيير (1993)، ثم كتاب عن الإنسان أتحدث (1995). وبعد الثلاثية، أصدر الكاتب كتاب الثقافة العربية في عصر العولمة، ثم عاد إلى الكتابة الروائية، مصدرا روايتين هما شرق الوادي ثم جروح الذاكرة.
بعد ذلك، أصدر الكاتب عملين غير روائيين، هما على التوالي: ويب
في هذا الكتاب جرأة واضحة لهذا الكاتب لعلها الأكثر من بين كل كتبه وفيها من الفلسفة الدينية والسياسية بما فيها من التعديات ما سوف يدخله أو أدخله في دائرة المسائلة لا أنكر أن الكتاب يشد ,اعتقد أن الكاتب جمع عصارة أفكاره فيه,أخافتني تلك الجرأة مع أنني لم أستطع أن أغلق الكتاب بمجرد أن قرأت صفحته الأولى.
أكثر ماشدني في سلسلة أطياف الأزقة المهجورهـ هو الإطلاع على الوضع الإجتماعي والإقتصادي والسياسي للمجتمع في فترهـ طغى على معرفتنا بها أنها تنقسم إلى قبل البترول + بعد البترول فقط !
رواية رائعة جدًا لي كمبتدئ في القراءة .. صغير فاتتني الكثير من الأحداث عن الماركسية والشيوعية والقومية .. الخ
فلسفية تناقش كثير من الآراء حول المجتمع وهذا ما أعجبني .. تعتبر هذه الرواية من أدب السجون ولأول مرة أقرأ في هذا الأدب
الرواية هي عن هشام العابر الذي ألقي القبض عليه وتم سجنه لمدة ثلاث سنوات .. الرواية ليست سجن ومعاناة جسدية بل معاناة فكرية وحوارات ومعاناة مع الذات والروح ..
يتخللها بعض المقولات التي قد ترمي إلى إلحاد .. لكن هذا ما يجب أن يزنه عقلك !
حياة كاملة عشتها مع هشام العابر خلال خمس أيام مع الأجزاءه الثلاثة العدامة و الشميسي والكراديب .. من بداية اندفاعاته الفكرية والحماسية اتجاه السياسة ومن ثم ارتباطه مباشرة بتنظيمات سرية وإلى اعتقاله وتساؤلاته الوجودية والفكرية التي لم يجد لها جواب مقنعا الى الآن..
قد يكون الجزء الأخير أقرب إلى قلبي لظروف وذكريات فتحتها لي هذه الرواية فعشت بجميع شعوري وعواطفي ..
تقييم 4.5 اقوي جزء في السلسه يحكي الكاتب عن معاناه السجون وما سيلحق هشام من تعذيب ومعاناه داخل السجن واحاديث فلسفيه وانفراد بالذات والتجول داخل عالم النفس ليري انه لم يدري ماهو عليه ولا يعرف نفسه ليتوغل داخل نفسه وعالمه لمحاوله معرفه ذاته ومايريد ومالا يريد لغه قويه واحداث مثيره واحاديث بين السجناء فلسفيه ممتعه
في الكراديب نشاهد كل ما هو متوقع من السجون العربيه و نشاهد مخالطة هشام العابر للافكار المختلفة التي تعج بها السجون و التي صورها و بجرأه تركي الحمد و اعجبني كثيرا تصوير الكاتب لمشاعر البطل عن خروجه من السجن و مشاهداته لزمن الطفره المالية و النفطيه الذي اخذ الجميع على حين غره
في الجزء الثالث من سلسلة روايات أطياف الأزقة المهجورة للكاتب السعودي تركي الحمد والتي تحمل عنوان (العدامة) ينتقل بطل القصة من الرياض حيث كان يدرس في الجامعة إلى جدة كمعتقل سياسي في سجن الكراديب. يمر بظروف عصيبة بين حرمانه من الحرية ورعبه في جلسات التحقيق وانفصاله التام عن ما يجري خارج السجن من تغيرات اجتماعية واقتصادية والاهم من ذلك الأحداث المتسارعة التي مرت بها دول عربية آنذاك كالنكسة في زمن جمال عبد الناصر وحرب السادات في السويس بعد ذلك وكذلك كان مغيبا عن أحداث اخرى مرت به بلده السعودية. الرواية تحفل بكثير من الحوارات الفلسفية والدينية والتاريخية بين بطل القصة ورفاق السجن من ذوي التوجهات السياسية المختلفة كالبعثيون والشيوعيون والأخوان والقوميون. لا بأس بالكتاب مع اختلافي الكبير مع المؤلف في ما يطرحه حاليا عبر منابر الإعلام.
الجزئية تحكي عن نتيجة انضمامه في مرحلة مراهقته لجماعات نشطة هدفها غير واضح. تحكي عن هشام العابر في السجن، نوعية الحوارات والدقة في وصف المكان، والتفاصيل المبالغ فيها تجعل من النص واقعي. نهايته كانت شوي مستعجلة، حسيت جزئية كبيرة توصف تعابير وجهه وألمه وووو وفجأة اعترف وفجاة طلع من السجن! أفضل من الكتاب السابق لكنه لا يعلى على الأول :p
اقتباسات: "العلة ليست في الأنظمة السياسية، ولكنها في من يحاولون إثبات إخلاصهم لهذه الأنظمة بأي شكل من الأشكال حتى وإن كان ذلك على حساب النظام نفسه".
"كل شيء يتساوى عندما تغيب الحرية. كل شيء يتحول على عدمية رهيبة".
الكراديب هو أجمل جزء في هذه السلسلة فهنا تكمن تلك الأسئلة الوجودية التي تخالج نفس هشام وهو في وحدته. الطريقة التي ختم بها تركي الحمد ذكرتني بذكرى مشابهة مررت بها بعد أن تركت جامعتي السابقة.
اعجبني الحوار الداخلي لهشام وفلسفة الوجود والدين. فيها جوانب سوداوية وسرد للاحداث التاريحية تلك الفترة. اكثر جزء اعجبني من الثلاثة. شخصية عارف شدتني بشدة والعقيد بشكل بسيط.
يمثل الجزء الثالث من الرواية .. مرحلة جديدة في حياة "هشام العابر" , والجميل في هذة الثلاثية الروائية , أن كل مرحلة مختلفة كلياً عن سابقتها , وكأنك ترافق "هشام" في مراحل حيات من الطيش والعبث إلى النضج والركوز . وتتمركز هذة المرحلة من الرواية في تجربة "هشام العابر" مع السجن , ويأخذنا تركي الحمد في رحلة شيقة مع عذابات الضمير وهواجس النفس ومراحل العذاب النفسي والجسدي الذي يمر به كل معتقل في سجن "الكراديب" في جدة . الجميل في تصوير تركي الحمد للسجن .. أنه يصوره بطريقة مختلفة عن ما قرأته في روايات أدب السجون الأخرى , ربما بتصوير أقرب للواقع .. أقول ربما , ولستُ متأكداً . لدرجة أنني لم أشعر بالإستفزاز النفسي الذي شعرت به في قرائتي لروايات أدب السجون الأخرى , التي جاء تصوير السجن فيها قاسياً وخالياً من أي حسنات رحمة من قبل السجان . زملاء الزنزانة .. مع "هشام" و بالذات "عارف" قد يكونون هم الأبطال الحقيقيون في هذا الجزء من الرواية , فالحوارات التي تدور بين "هشام" و "عارف" كلما إختلوا ببعضهم البعض في ظلمة زنزانتهم وأرادو دفع الوقت , عميقة جداً .. وتأخذ بتفكيرك إلى مساحات جديدة من الرأي والعبث , قد تجد نفسك لا تتفق مع ما يجيء فيها إلا أنها لا بد أن تكون قد حركت فيك شيئاً , وأثارت في قناعاتك بعض الزعزعة , وكأنك في إختبار حقيقي مع ذاتك . "العقيد" و "جلجل" .. صورتان مشتركتان للشر , يمثلان عنصر الجلاد , الذي يصرّ على زعزعة المتهم بكل أسلوب وطريقة خسيسة , والحقيقة أن تركي قد أحسن في تصويرهم بهذة الصورة , لدرجة تشعرك أنهم كيانان حقيقيان يعيشان في واقعنا ويشتركان معنا في ذات الهواء وفي مسالك الحياة . مشهد إستدعاء "هشام" للتحقيق .. وتتابع الإدعاءات والشخوص الذي أثبتوا تعاونه مع الحزب فيما سبق ومعرفتهم الشخصية به , وإصرار "العقيد" و "جلجل" على إلقاء الإتهامات عليه , وإساءة "جلجل" التي لا تتوقف له بطريقة الحديث , وتلاعب "العقيد" به على وتر الوالدين وأنه بمثابة "إبنه" ليستخرج منه ما يريد من إعترافات وحقائق , كان مشهداً مثالياً بطريقة إخراجه وإندفاع الأحداث والشخوص فيه , وإنتهائه بتعذيب "هشام" بِـ "الخيزرانه" لثباته في موقفه من عدم الإعتراف .. كان نقطة مؤثرة في أحداث الرواية وفي إحساس القارئ لها . في مواضع كثيرة كانت هلوسة "هشام" التي تدور في ذهنه مزعجة ومؤذية للنفس , خصوصاً تلك التي تتعلق بالذات الإلهيه .. الأمر الذي جعلني أبغض قراءة هذة الرواية , مع ذلك وجدت هذة الهلوسة شيقة ومثيرة في مواضع أخرى خصوصاً حينما تعلقت بإفكار عن الحياة والموت والذات والطبيعة الإنسانية , ووجدت ايضاً شيئاً من الإثارة في مراجعة "هشام" لذاته وأفكاره السابقة بعد ما تم عزله عن زملاء الزنزانة في الحبس الإنفرادي , وبدأ يعيد قراءة ومراجعة أفكاره وقناعاته داخل عقله , حتى وصوله إلى مرحلة الضياع التام والحيرة المقلقه تجاه ذاته وما له وما عليه تجاه الحياة , حتى أنني شعرت لوهله أن مثل هذة الأفكار هي ذات الأفكار التي تدور في عقولنا دون أن نجرؤ على التصريح بها . ايضاً .. أحببت وصول الرواية إلى نقطه جديدة من الإثارة , بعدما بدأ نبض الأحداث في الرواية بالخمول , وتلك النقطة أتت بعد إعتراف "هشام" ��لذي سجله على الورق أمام "العقيد" و "جلجل" , وخروجه من الحبس الإنفرادي نتيجة إعترافه , ونقله من سجن الطابق الأرضي , إلى الطابق الثاني .. وإلتقاءه بزملاء جدد , بتوجهات فكرية جديدة وصريحة .. المتعة في ذلك هي التناقض والإختلاف في وجهات النظر وتعدد الأراء التي كانت تبرز مع كل محادثة جديدة تدور فيما بينهم , وكأن الأمر شبية بمواجهه على الحلبة .. يحاول فيها كل واحد إثبات صحة وجهة نظره وإسقاط حجة غريمه التي تترتب عليها وجهة نظره . أحببت الأحداث التي سبقت خروج "هشام" من السجن .. كإشتراكه مع بقية السجناء في الإضراب عن الطعام , والتغيرات الجديدة التي حلت على طبيعة السجن نتيجة لهذا الإضراب الذي تكلل بالنجاح , وكذلك التغيرات التي طرأت على أوضاع الأمة العربية خارج السجن , والتطورات التي جرت على القضية الفلسطينية/الإسرائلية .. التي إنتهت بالهزيمة والخذلان للجماهير العربية , المضحك/المبكي .. هو إعتبار قادة عرب كـ "القذافي" و "الأسد" في ذلك الوقت نصراء للقضية الفلسطينية والعربية وهو ما إستنتجته من حديث تركي الحمد عنهما في سياق الرواية , رغم أن الوقت الحالي أكبر دليل على أنهم أكبر أعداء للإنسان العربي ولروح الجماهير العربية الساعية للتحرر من الخذلان والذبول في مستنقعات البؤس والموات . المُثير هو التغير الذي حصل للحياة .. بعدما خرج "هشام" من السجن , وكيف أن بخروجه دخلت المملكه إلى عهد جديد من النهضة الإقتصادية والعمرانية , وهي الفترة المعروفة بـ "الطفرة" , فلم تعد جدة ولا الدمام ولا الرياض كما كانت , بل إحتل العمران الجديد كل الأمكنة القديمة التي كان "هشام" يجول بين أزقتها , وأخذت معها ذكرياته وكتبه وتركت له حنينه إلى ماضي جميل ومسالم .. كذلك كيف جرت الأحوال مع رفاقه القدماء , وكيف أخذت بهم الحياة وألقت بهم في أماكن مفترقة كلٌ له مصيره وشأنه وحيات المختلفة عما سبق كلياً , النهاية كانت رائعة فعلاً .. وهي بمثابة بداية جديدة لِـ "هشام" وللحياة من حوله . الجميل في الرواية وفي أسلوب "تركي الحمد" هو بساطته في السرد من دون سطحية مُفتعله .. حيث لا يجهدك في تفسير المعنى ولا في متابعة الحكاية . ايضاً شعرت ببعض النضج في هذا الجزء من الرواية من ناحية الأسلوب أو تطور الشخصية الرئيسية وهي "هشام العابر" , الأمر الذي جعلني أفضلها على سابقتها , وأرى برأييّ أنها أفضل جزء من هذة السلسلة الروائية .
هل أنا حشرة تحلم أن تكون إنسان ، أم إنسان يحلم أن يكون حشرة ، يؤثر كافكا القول ويؤثر هشام القول مكملاً هل أنا سجين يحلم بالحرية أم حر يحلم أن يكون سجين ، في هذا الإقتباس تخليص كامل لكل عبث الكلمات في فعل واحد شعور السجين وليس مهما إن كان سجانه عقيد أم أب أم دولة أم قانون فقبل هذا هناك سجن أكبر وأشمل القدر ، فيقول هشام الإله والشيطان وجهان لعملة واحدة ، تشمل الرواية سيرة شباب الستينات بكل طفرة ثورة المعتقدات والعقائد والأحداث والمتغيرات وطفرة البترول والعقار فنجد هذا الجيل وسط حياة مليئة بأحلام الشباب التي يكفيها طموح لتصل ً فهناك فرق شاسع بين السعودية في الستينات والسعودية في الثمانينات وما تلاها ، يلاقيك المؤلف عند أعمق جذور في النفس إلى أقصى مدى في التصوف الإنساني ، إلى مهاترات العالم والإنتاج المادي ، يحسب للكاتب تركي الحمد إقحام المعلومات في النص فهذا أهم عنصر من عناصر الرواية الحديثة ، وكشخص من ذلك الجيل أخذني قريبا جداً لصراع ذلك الجيل لم أقرأ الثلاثية ، ابتدأت من نهايتها وكما قال من قال النهاية فما هي إلا بداية فهي أسماء أخترعناها
أفضل أجزاء الثلاثية لم أكن متحمسا لهذا الجزء ظناً مني أنه سيكون عن التعذيب و التحقيق و يوميات السجين لكن تركي الحمد فاجأني بأنه ركز على السجن من الناحية النفسية للسجين و اكتشاف النفس حين الاختلاء بها هنا يضع تركي الحمد خلاصة فلسفته الفكرية.. قد تختلف أو تتفق مع أفكاره لكنه قدمها بطريقة شيقة وبأسلوب حِواري جميل
خطأ غريب وقع من الكاتب في جميع أجزاء الثلاثية حين فقد بوصلته الجغرافية على ما يبدو فقد وصف أكثر من مرة مشهد غروب الشمس باتجاه الخليج في مدينة الدمام ووصف مشهد شروق الشمس من جهة البحر الأحمر في مدينة جدة! لا ألوم الكاتب بقدر ما ألوم الناشر الذي أعاد طباعة الرواية اكثر من 6 مرات من غير أن يكتشف الخطأ!
لم يعجبني الكتاب ولو أن نهايته كانت حقا جميلة وتبعث على الراحة. الكتاب يحوي مقاطع مثيرة للقرف من ناحية الآراء والأسئلة التي تشكك بالخلق والخالق، والتشبيهات الجنسية التي لا داعي لها. أرى أن تركي تساهل كثيرافي موضوع احترام لفظ الجلالةواستخف به بطريقة مزعجة. الرواية بشكل عام في أجزائها الثلاثة غريبةوتعطي القارىءانطباعابوجود فساد غير طبيعي في المجتمع يصل إلى كل بيت، فكل أنثى في القصة غير شريفة سواء كانت متزوجة أو غير متزوجة، وكل شاب يسعى وراء المحرمات من زنا وشرب الخمر. مع أني استمتعت بقراءة جزء من كل كتاب وهو ما ساعدني على إكمالهم ولكني أرى الرواية حقا مضيعة للوقت للأسف.
الجزء الاول -العدامه- مارس الحمد ذكائه بترسيخ مبادئ واخلاقيات هذا الهشام العابر.
الجزء الثاني -الشميسي- عن تحولات جذرية بشخصية هشام ونسف لمبادئه وعن الرياض بشكل او اخر. بالامكان عدم قراءته والقفز الى الجزء الثالث بعد قراءة الاول مباشرة. ولكني سعيد جدا بقراءتهم الثلاثة على التسلسل. فبهذا الجزء رأيت هشام غير هشام في العدامه.
الجزء الثالث -الكراديب- في جدة امتعني جدا. الوصف الرائع وحوارات/سجالات هشام مع عارف وعبدالله ووليد تتركك مع مزيد من الاسئلة بدلا من ان تخرج باجوبة. رحلة هشام الليلية في البحث عن الذات كانت مؤرقة.
أعجبني هذا الاقتباس ولا زال عالقا في ذهني بعد مرور كم سنه على قرائته , وجدته في احد التعليقات ,, يبدو ان شخصا آخر ايضا اعجبه هذا الاقتباس :)
"الانتحار هو قمة الحرية... في الانتحار أنت تمارس حريتك كاملة حين تختار بين الوجود والعدم، وتفضل إحداهما على الآخر دون أن يُختار لك... في الانتحار أن تنتصر على كل ماهو ليس أنت".
من داخل السجون السياسية السعودية، حوارات واصطدامات واضطرابات داخل مبنى المساجين. حتى انتهت حرب اكتوبر وزال خطر التنظيمات ونشاطها، ثم اطلقوا سراحهم على التوالي !
هاشم بطل العدامة والشميسي، لم اشعر به وأفهمه إلا بهذا الجزء .. رواية رائعة وتستحق القراءة . رائعة بكل فلسفتها ونقاشاتها
اسم الكتاب: رواية الكراديب (PDF) المؤلف: تركي الحمد الصفحات: 288 رقم الكتاب: 41
أخيراً ختام الثلاثية الرائعة أطياف الأزقة المهجورة ومع الكراديب بالتجديد! والكراديب تتحدث عن فترة هشام العابر في السجن بجدة العروس، حيث قُبض عليه في الجزء السابق -الشميسي- وأخذوه إلى جدة كي يدخل فترة جديدة من حيات وهي فترة السجن، بحيث يتعرض هناك لألوان وأفانين من التعذيب مع أسئلة وجودية وعميقة وفلسفية تلاحقه وتعذبه بالإضافة لهواجسه وشكوكه.
هشام الذي سجن وهو بعمر صغير بعد تجربةٍ مريرة مع السياسة والحزبيات والتنظيمات المحظورة أدرك مدى جمالية الحرية وشعورها، خاصة بعد أن عذبته الشكوك ولاحقته الهموم والهواجس والعذابات الرهيبة في السجن.
ليخرج بعدها في نهاية سعيدة عميقة مستشعراُ لذة الحياة من جديد ومدركاً مدى أنه كان على خطأٍ كبير فيما فعل سابقاً
في ختام الثلاثية، أجزم بأنها أحد الأعمال السعودية الروائية الخالدة في الذاكرة الروائية العربية حيث انتقلنا مع هشام العابر في رحلة طويلة خلال 3 مدن رئيسية، خضنا خلالها التعمق في حياة هشام وما جاسها من مشاعر وأحاسيس وأحداث ومواقف ومشكلات وغيرها، باختصار أبدع بها تركي الحمد أيّما إبداع!.
هذه الثلاثية عظيمة، عميقة، وجريئة، كثيراً ما ذكرتني بشقة الحرية وكلا العملين أنصح بقراءتهما فعلاً، لأنها أعمال عميقة وسياسية وتمثل حقبة تاريخية من الزمن الغابر السحيق.
اقتباسات: "كان في الماضي من محبي العزلة والخلوة والبعد عن الناس، ولكنه اليوم يبحث عن أي إنسان. العزلة جميلة، والخلوة مع الذات أحياناً لذيذة، ولكن أن تختار أنت ذلك، لا أن يُختار لك فالحياة في النهاية هي لحظة اختيار ولكن أين هو الاختيار؟"
"كم هي عاجزة هذه اللغة حين لا تستطيع أن تترجم معاني نحسها ولا نقدر أن نعبر عنها. إنها تتحول إلى سجن أين منه السجون المعهودة"
"مشكلتنا دائماً أننا نأخذ كل شيء في الحياة على أنه من البداهات، ولا نعلم قيمة الشيء إلا إذا فقدناه هذه هي المأساة"
"إن الحرمان من الحرية شيء شنيع. الموت أهون. الإنسان هو الحرية يا صاحبي، وغير ذلك هراء نعم هراء"
الرواية العربية التي تستحق أكثر من خمس نجوم. عشت مع هشام لحظاته وفكرت معه كثيرا. قصته أخذتني بكل ما فيها. كنت أتنفس معه واتوه معه، حتى صرت أخاف عند خوفه وأفرح عند فرحه. شعرت بعمقه عندما غاص في ذاته في "الكراديب". تعمقه الميتافيزيقي رهيب وكنت اتوه معه. شعرت أن هناك من يواجه ما أواجه ويحاول أن يفهم. عرفت أن من حوله خاف من كلامه ولكنهم يشعرون بأنفسهم من حوله. هشام كان يطرح ما يخافون أن يتكلموا فيه ويفكك المعرقلات الاجتماعية التي زرعت في الذهن. كان يواجه المنغسات. ولكن هل هذه الافكار تنغس؟ أم هي وسائل للوصول للحقيقة؟ وهل توجد حقيقة مطلقة؟ أم أن السبيل هو المكان؟
عرفت لماذا خاف جمع من رجال الدين من ثلاثية تركي الحمد. فهمت سبب كل هذا التحسس. عرفت العمق الفكري الذي يملكه صاحب الثلاثية وسط أشباح عشقت السوط ولا ترى الوعي الا قبحا. عرفت لماذا الوعي مخيف للمتاجرون بالدين. هناك من قال أن شخصية هشام العابر تجسد أيام الحمد في ذلك العمر، وإن كان كذلك فذلك شهادة انه انسان عميق جدا. يمتلك شخصية عميقة، مخيفة، طبيعية الهوى، عالية الفكر، كثيرة الأخطاء والتأمل. هناك كثيرون من قرؤوا رواية "الشميسي" وتحسسوا من شهوات هشام الطاغية على حيات. منهم من قال تاه الكاتب في الجنس والخمر والشهوات الجسدية ولكنه من خلال تلك الرواية كان يكون شخصية هشام التي تعرف ولا تعرف. تفقه ولكنها تبحث. في "العدامة" عرفنا هشام مبدئيا وفي "الشميسي" ظننا انه تاه في الجنس ونسي الكتب والفكر ولكن الناظر من وجهة نظر ارنست بيكر او اوتو رانك قد يعلم جيدا ان الجرعة الفكرية الأولى كانت شديدة على هشام ووجب عليه الغوص في مواطن جسدية ليرى ان كان الكمال هناك. واما "الكراديب" فقد ثبتت شخصية هشام العارف الذي لا يعرف بصورة جلية.
ثلاثية الحمد قد تساعد الشخص على معرفة الفرادة الانسانية وتجعل الشخص يشكك من قوالب علماء النفس الذين اذا رأو منك حركة جعلوك في قالب.
* لذة الصمود تفوق ألم التعذيب. . اﻷل� مجرد سويعات و أيام ،أما لذة الصمود فتبقى معك طول العمر. إنها تمنحك إحساسا بالكرامة و احترام الذات لا يوصف. و ما هو اﻹنسا� إلا مجموعة من أحاسيس الكرامة و الاحترام.
* الجماهير ؟اﻷم� ؟.. ما هي هذه اﻷشيا� ؟إن كانت هذه اﻷشيا� هي ما نراه في الشارع ،فيا لها من مسكينة ،فنحن نحملها أكثر من طاقتها ،و نتوقع منها أكثر من طبيعتها. إنها تريد أن تعيش و حسب. هل نعرف ذلك ،و نوهم أنفسنا بغير ذلك ،فيتحول الوهم إلى حقيقة ؟
رائعة بقلم تركي الحمد و هي رواية من ثلاثية تشمل : الشميسي , العدامة و الكراديب ,, عندما قرأتها لم أكن أعلم أنها سلسلة متصلة ,, لقراءة أفضل أنصح بقراءة المجموعة على التوالي : الشميسي العدامة الكراديب و هذه الثلاثية , من وجهة نظري , هي أجمل ما كتب تركي الحمد
لم تجذبني احداثها كما جذبني الجزئين السابقين، احداث بطيئة وتبعث بالملل زيادة على ذلك استفزني التطاول على الذات الالهية!!! لكن النهاية اثرت فيني بعمق فلم يعد الزمان هو الزمان ولا المكان هو المكان فدخل الكراديب في زمن وخرج"بعد ثلاث سنوات" في زمن اخر مختلف كلياً!!