What do you think?
Rate this book
أفكار خارج القفص
هذا الكتاب ليس للمتعة الذهنيّة المجرّدة، وليس الغرض منه نيل رضا القارئ وموافقته وتصفيقه واستحسانه؛ بل الغرض منه تعليمه التفكُّر، ومساعدته على تكوين ملكة للنظر والنقد والحكم. كل ذلك بطريقة غير مباشرة. فحين يُعاين القارئ المتفحّص منهج النظر ذاته وهو يُفكك الفكر السياسي ثم يُقرأ به الأدب ثم تناقش به بعض مسائل العقيدة والفلسفة ثم يتشكّل به دُعاء يستلهم سير الأنبياء؛ فإنه سيُدرك -ولو بشكل غير واع- وحدة المعارف الإنسانيّة، ومن ثم أهميّة وحدة منهج النظر والرؤية الكونيّة الحاكمة والمهيمنة على التناول. وسيُدرك أيضًا أن الفصل المصطنع بين العلوم والمعارف الإنسانية مُجرّد فصل مدرسي إجرائي لا قيمة له، ولا يتم تكريسه إلا لتوثين حقل من المعارف أو الافتراضات التي بُنيت عليها بعض النظريّات "العلميّة".
224 pages, Paperback
First published February 1, 2014
34 people are currently reading
1,092 people want to read
About the author
عبدالرحمن أبوذكري
14books2,071followers أديبٌ ومفكِّرٌ ومترجمٌ وناشرٌ مصريٌّ. وُلِدَ بالقاهرة، وتخرَّج في كلية اﻵدا�. نشر أكثر من مئتي مقال وورقة بحثية، تصب جميعُها في استعادة مركزية الوحي الإلهي وتجديد الاجتهاد الإسلامي في الفكر والحركة.
كتاباته حسب تاريخ النشر:
- أفكار خارج القفص (2014م)
- طير بلا أجنحة (2017م)
- تأملات مسلم (2020م)
- حضارة السوبرماركت (2021م)
- لماذا فشل الإسلام السياسي؟ (2025م)
ترجمات:
- ما بعد الدول القومية المسلمة: كليم صديقي (2013م)
- حركة فتح الله گولن: هيلين روز ايبو (2015م)
- نظرية الثورة الإسلامية: كليم صديقي (2018م)
- كل يوم: مولانا جلال الدين الرومي (2018م)
- جذور الثورة الإسلامية في إيران: حامد الگار (2021م)
- الفكر السياسي الإسلامي الحديث: حميد عنايت (2021م)
- الإسلام بين الشرق والغرب: علي عزتبيغوڤيتش (2023م)
- هروبٌ إلى الحرية: علي عزتبيغوڤيتش (2025م)
التحقيق:
- العروة الوثقى: السيد جمال الدين الأفغاني (2021م)
- ما هنالك؛ آخر أيام العثمانيين: إبراهيم المويلحي (2024م)
- تتمة البيان في تاريخ الأفغان: السيد جمال الدين الأفغاني (2025م)
- خاطرات السيد جمال الدين الأفغاني في إيران: تقرير فرصت الدولة الشيرازي (2025م)
كتاباته حسب تاريخ النشر:
- أفكار خارج القفص (2014م)
- طير بلا أجنحة (2017م)
- تأملات مسلم (2020م)
- حضارة السوبرماركت (2021م)
- لماذا فشل الإسلام السياسي؟ (2025م)
ترجمات:
- ما بعد الدول القومية المسلمة: كليم صديقي (2013م)
- حركة فتح الله گولن: هيلين روز ايبو (2015م)
- نظرية الثورة الإسلامية: كليم صديقي (2018م)
- كل يوم: مولانا جلال الدين الرومي (2018م)
- جذور الثورة الإسلامية في إيران: حامد الگار (2021م)
- الفكر السياسي الإسلامي الحديث: حميد عنايت (2021م)
- الإسلام بين الشرق والغرب: علي عزتبيغوڤيتش (2023م)
- هروبٌ إلى الحرية: علي عزتبيغوڤيتش (2025م)
التحقيق:
- العروة الوثقى: السيد جمال الدين الأفغاني (2021م)
- ما هنالك؛ آخر أيام العثمانيين: إبراهيم المويلحي (2024م)
- تتمة البيان في تاريخ الأفغان: السيد جمال الدين الأفغاني (2025م)
- خاطرات السيد جمال الدين الأفغاني في إيران: تقرير فرصت الدولة الشيرازي (2025م)
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 30 of 54 reviews
December 11, 2021
من مقدمتي للكتاب
في هذه الفقرات عرفت الفارق بين أنواع الكتابة: الكتابة كجذبة صوفيّة، والكتابة للارتزاق، والكتابة كحرفة يدويّة أشبه بالحفر على النحاس أو الخشب، والكتابة كهواية. ووجدت أن الكتابة تمثّل إلزامًا شخصيًا للمجذوب؛ إنها سبيله الوحيد لاكتشاف الذات والوجود. إن شغفه بها أشبه بشغف المدمن بالخمر التي يُعاقرها، شغفٌ لا ينبُع من العقل؛ بل من الظمأ� الظمأ الغامض إلى الكشف.
لكن الفارق بين جذبة السكّير وجذبة الكاتب أن الأول يُريد الذوبان في قنينته، بينما يُريد الثاني التجسُّد بين الصفحات. إن كلًا من السكّير والكاتب يعرفان بشكل واع أن ثمة تبعات لفعلهما، لكن التوهُّج الذي يصدُر عنه الفعل في لاوعيهما هو التبعة وهو المآل. إنه لا يستطيع التوقُّف أمام النتائج والمآلات المترتبة على هذا التوهُّج. إنهُ تحقُقٌ من حيثُ هو حالة نماذجيّة؛ إنه معنىً بذاته. معنى تتصاغر أمامه كل المعاني الأرضيّة وكل الأغراض والمصالح الدنيويّة. إنه أشبه ما يكون بالقنوت.
إن هذا الكاتب حين يولّد مقولاته الخاصّة، فإن هذه المقولات ليست هدف الكتابة الأصليّ؛ إنها هدف تابع يترتب على فعل الكتابة. إنه يكتُب أصلًا ليشحذ بصره وبصيرته، أو ليُدافع عن ضميره كما يقول أحمد مطر. إن الكتابة في هذه الحال أحد صور التحقُق الذاتي بالإيمان، ونتيجتها النهائيّة هي صورة الدعوة التي تتحرّك ذاتيًا بتزكية الداعي لنفسه. تتحرّك به كدعوة حيّة على الأرض. وأظن أني جمعت بين الكتابة كجذبة وكحرفة يديويّة. فإني أُعنى كثيرًا باختيار اللفظ عنايتي ببلورة المعنى؛ وأتتبع مدلولات الألفاظ المحوريّة وتطوّر استخداماتها في العربية وما يقابلها في اللغات الأخرى.
باختصار؛ فإن الكتابة عندي جمعٌ بين العمل الفني والعمل الفلسفي. وأنا في ذلك أشكل نسقي اللغوي ومعجمي الخاص بشكل تدريجي؛ يتجلى أشد ما يتجلى في المقالات الطويلة، وفصول كتبي التي لما تنتهي بعد. إنه نسقٌ يجمع بين التكثيف الذي أفدته من كتابة القصة القصيرة، وبين فن الفسيفساء اللغويّة ذي الطابع الشعري والذي يشكل لوحة فلسفيّة/فنيّة كاملة من أجزاء لغويّة بالغة الصغر؛ أجزاء تتكوثر بطريقة مخصوصة لتُشكّل نسقي الخاص. لذا، فاللغة في كتاباتي لا تنفصل عن الموضوعات التي أتناولها بها في الغالب الأعم، فهي ليست مجرد قوالب مصمتة: بل تكوين فنّي حيّ أكابده مكابدتي للأفكار. وفي هذا قد أشبه أوائل متكلمي المسلمين؛ الذين كانت اﻵل� الكلامية عندهم آلة لغويّة صرفة، مثلها في ذلك مثل اﻵل� الأصوليّة المبكّرة.
في هذه الفقرات عرفت الفارق بين أنواع الكتابة: الكتابة كجذبة صوفيّة، والكتابة للارتزاق، والكتابة كحرفة يدويّة أشبه بالحفر على النحاس أو الخشب، والكتابة كهواية. ووجدت أن الكتابة تمثّل إلزامًا شخصيًا للمجذوب؛ إنها سبيله الوحيد لاكتشاف الذات والوجود. إن شغفه بها أشبه بشغف المدمن بالخمر التي يُعاقرها، شغفٌ لا ينبُع من العقل؛ بل من الظمأ� الظمأ الغامض إلى الكشف.
لكن الفارق بين جذبة السكّير وجذبة الكاتب أن الأول يُريد الذوبان في قنينته، بينما يُريد الثاني التجسُّد بين الصفحات. إن كلًا من السكّير والكاتب يعرفان بشكل واع أن ثمة تبعات لفعلهما، لكن التوهُّج الذي يصدُر عنه الفعل في لاوعيهما هو التبعة وهو المآل. إنه لا يستطيع التوقُّف أمام النتائج والمآلات المترتبة على هذا التوهُّج. إنهُ تحقُقٌ من حيثُ هو حالة نماذجيّة؛ إنه معنىً بذاته. معنى تتصاغر أمامه كل المعاني الأرضيّة وكل الأغراض والمصالح الدنيويّة. إنه أشبه ما يكون بالقنوت.
إن هذا الكاتب حين يولّد مقولاته الخاصّة، فإن هذه المقولات ليست هدف الكتابة الأصليّ؛ إنها هدف تابع يترتب على فعل الكتابة. إنه يكتُب أصلًا ليشحذ بصره وبصيرته، أو ليُدافع عن ضميره كما يقول أحمد مطر. إن الكتابة في هذه الحال أحد صور التحقُق الذاتي بالإيمان، ونتيجتها النهائيّة هي صورة الدعوة التي تتحرّك ذاتيًا بتزكية الداعي لنفسه. تتحرّك به كدعوة حيّة على الأرض. وأظن أني جمعت بين الكتابة كجذبة وكحرفة يديويّة. فإني أُعنى كثيرًا باختيار اللفظ عنايتي ببلورة المعنى؛ وأتتبع مدلولات الألفاظ المحوريّة وتطوّر استخداماتها في العربية وما يقابلها في اللغات الأخرى.
باختصار؛ فإن الكتابة عندي جمعٌ بين العمل الفني والعمل الفلسفي. وأنا في ذلك أشكل نسقي اللغوي ومعجمي الخاص بشكل تدريجي؛ يتجلى أشد ما يتجلى في المقالات الطويلة، وفصول كتبي التي لما تنتهي بعد. إنه نسقٌ يجمع بين التكثيف الذي أفدته من كتابة القصة القصيرة، وبين فن الفسيفساء اللغويّة ذي الطابع الشعري والذي يشكل لوحة فلسفيّة/فنيّة كاملة من أجزاء لغويّة بالغة الصغر؛ أجزاء تتكوثر بطريقة مخصوصة لتُشكّل نسقي الخاص. لذا، فاللغة في كتاباتي لا تنفصل عن الموضوعات التي أتناولها بها في الغالب الأعم، فهي ليست مجرد قوالب مصمتة: بل تكوين فنّي حيّ أكابده مكابدتي للأفكار. وفي هذا قد أشبه أوائل متكلمي المسلمين؛ الذين كانت اﻵل� الكلامية عندهم آلة لغويّة صرفة، مثلها في ذلك مثل اﻵل� الأصوليّة المبكّرة.
January 21, 2016
ييييييييييييييييييح
أول شيء قلته بعدما أنهيت الكتاب :-D
أستاذ عبد الرحمن أبو ذكري ... أعلم أنك ستقرأ المراجعة ، فاسمح لي أن أوجه كلامي لك و كأني أحدثك ، و كما كنت تنتقي اللفظة انتقاء الفكرة ، فاسمح لي أن أقلدك لكن كلٌ حسب قدرته
قلتَ في مقدمتك بأن "الكتاب ليس للمتعة الذهنية المجردة" ، فلما شرعتُ في قراءة الكتاب شعرت بالملل الشديد ... يمكن لضعفي في اللغة و لأني كنت أقرأ الكتاب متعجلًا لأفهم مقصده ، عندها فهمت عبارتك تلك و تبادر لذهني عبارة " التدخين مضر بالصحة و يسبب الوفاة" فكلاكما يحمي نفسه من المساءلة :-D
و تركت الكتاب مدة طويلة حوالي ثلاثة أشهر ، بعدها عدت له و قد عدت للدراسة ، فكنت أقرأ بضع صفحات بتمعن في وقت فراغي ... فشعرت بقيمة الكتاب فعلًا
الكتاب يدور حول أشياء دقيقة تعرفها لكن لا تستطيع الحديث عنها ، على غرار الأستاذ بيجوفتش في كتابه الإسلام بين الشرق و الغرب
مضمون الكتاب أنه يعلي قيمة " الإنسان" ، يخاطب الإنسان ليوقظ إنسانيته
يسلك مسلك بيجوفتش في التفريق بين مصطلحات دقيقة اختلط فيها الحابل بالنابل ، و نفس أسلوب المهندس أيمن عبدالرحيم في هدم الأفكار لبناء قلاع شامخة من الأفكار هدفها رد القارئ للأصل و هو الوحي ،
تكلم عن مواضيع عبرت عني في الكثير أحبها إلي " الإسلام اللامنتمي" كما أسميه ، و فقرات أخرى جاءتني في وقتها فعلا ، فقرات تخاطب القلب فعلا
مأخذي على الكتاب أنه يحتاج لهامش جدا ، يذكر مصطلحات معقدة تحتاج تفصيلا يمكن في مجلدات ، كالأناركية و الإمبريالية .. و ليس الكل يعلمها ، و كذلك في الشعر ألفاظ يصعب فهمها على الكثير ، يمكن تبسيطها في الهامش
إجمالا ، الكتاب رائع ، و لا بد له من القراءة المتأنية مرة أخرى
و رسالة أخيرة ... الأسعار يا دار تنوير .... الأسعاااااااااار :-D
أول شيء قلته بعدما أنهيت الكتاب :-D
أستاذ عبد الرحمن أبو ذكري ... أعلم أنك ستقرأ المراجعة ، فاسمح لي أن أوجه كلامي لك و كأني أحدثك ، و كما كنت تنتقي اللفظة انتقاء الفكرة ، فاسمح لي أن أقلدك لكن كلٌ حسب قدرته
قلتَ في مقدمتك بأن "الكتاب ليس للمتعة الذهنية المجردة" ، فلما شرعتُ في قراءة الكتاب شعرت بالملل الشديد ... يمكن لضعفي في اللغة و لأني كنت أقرأ الكتاب متعجلًا لأفهم مقصده ، عندها فهمت عبارتك تلك و تبادر لذهني عبارة " التدخين مضر بالصحة و يسبب الوفاة" فكلاكما يحمي نفسه من المساءلة :-D
و تركت الكتاب مدة طويلة حوالي ثلاثة أشهر ، بعدها عدت له و قد عدت للدراسة ، فكنت أقرأ بضع صفحات بتمعن في وقت فراغي ... فشعرت بقيمة الكتاب فعلًا
الكتاب يدور حول أشياء دقيقة تعرفها لكن لا تستطيع الحديث عنها ، على غرار الأستاذ بيجوفتش في كتابه الإسلام بين الشرق و الغرب
مضمون الكتاب أنه يعلي قيمة " الإنسان" ، يخاطب الإنسان ليوقظ إنسانيته
يسلك مسلك بيجوفتش في التفريق بين مصطلحات دقيقة اختلط فيها الحابل بالنابل ، و نفس أسلوب المهندس أيمن عبدالرحيم في هدم الأفكار لبناء قلاع شامخة من الأفكار هدفها رد القارئ للأصل و هو الوحي ،
تكلم عن مواضيع عبرت عني في الكثير أحبها إلي " الإسلام اللامنتمي" كما أسميه ، و فقرات أخرى جاءتني في وقتها فعلا ، فقرات تخاطب القلب فعلا
مأخذي على الكتاب أنه يحتاج لهامش جدا ، يذكر مصطلحات معقدة تحتاج تفصيلا يمكن في مجلدات ، كالأناركية و الإمبريالية .. و ليس الكل يعلمها ، و كذلك في الشعر ألفاظ يصعب فهمها على الكثير ، يمكن تبسيطها في الهامش
إجمالا ، الكتاب رائع ، و لا بد له من القراءة المتأنية مرة أخرى
و رسالة أخيرة ... الأسعار يا دار تنوير .... الأسعاااااااااار :-D
January 22, 2024
قضيت في قراءة هذا الكتاب أكثر من تسعة أشهر. لم يكن كسلًا بل كان الكتاب يتطلب هذه الفترة، وأطول. بل أزعم أنه -وقد اقتنيتُ نسختي في عام 2015- كان يتطلب تسع سنوات من خوض آلام الحياة. وأظن أن "القفص" الذي يعنيه المؤلف في عنوان كتابه هو قفص الصدر، الذي خرجت منه تلك الخواطر الستمائة. من قلب كابَد هذه الحياة واصطلى بنيرانها، لتصادف -ربما- قارئًا لم يعُد يتوقف كثيرًا عند الأسماء والألفاظ، بل يتجاوزها إلى المسميات والجواهر، وإلى الذهب الذي يخرج كثيرًا من تلك الكلمات كما تخرج الأفكار والزفرات من الصدور المحترقة.
أحمد الديب
يناير 2024
أحمد الديب
يناير 2024
April 18, 2015
جاء في مقدمة الكتاب ( هذا الكتاب ليس للمتعة الذهنية المجردة ... بل الغرض منه تعليمه التفكر ، ومساعدته على تكوين ملكة للنظر والنقد والحكم . كل ذلك بطريقة غير مباشرة ... )
هذا هو هدف الكاتب من الكتاب ، أما عن محتواه فالكتاب عبارة عن مقولات متفرقة للمؤلف في مواضيع مختلفة ( الدين ، والسياسة ، والأدب ، والفلسفة ... ) وهو متمكن من ذلك لأنه قارئ نهم ، وأيضا ناقد .
رأيي الشخصي : هذه النوعية من الكتب أحيانا لا تستهويني ، لأنها قد تذكر لك أحيانا مقولة مجردة من سياقها الاجتماعي والسياسي أو الديني - وهذا موجود في الكتاب بنسبة محددة ، لكنه أيضا في بعض المقولات أعطى السياق ، وكانت المقولة أعمق للقارئ . أعجبني عمق الكاتب ، والاستشهادات المختلفة لمفكرين ينتمون لتيارات مختلفة ، إلا أنك تستطيع أن ترى بصمة واضحة للدكتور المسيري ، وللاستاذ علي عزت بيجوفيتش كما يسميه . أخيرا أعجبني تنوع الموضوعات التي ناقشها .
لذلك يستحق الاربعة نجوم
هذا هو هدف الكاتب من الكتاب ، أما عن محتواه فالكتاب عبارة عن مقولات متفرقة للمؤلف في مواضيع مختلفة ( الدين ، والسياسة ، والأدب ، والفلسفة ... ) وهو متمكن من ذلك لأنه قارئ نهم ، وأيضا ناقد .
رأيي الشخصي : هذه النوعية من الكتب أحيانا لا تستهويني ، لأنها قد تذكر لك أحيانا مقولة مجردة من سياقها الاجتماعي والسياسي أو الديني - وهذا موجود في الكتاب بنسبة محددة ، لكنه أيضا في بعض المقولات أعطى السياق ، وكانت المقولة أعمق للقارئ . أعجبني عمق الكاتب ، والاستشهادات المختلفة لمفكرين ينتمون لتيارات مختلفة ، إلا أنك تستطيع أن ترى بصمة واضحة للدكتور المسيري ، وللاستاذ علي عزت بيجوفيتش كما يسميه . أخيرا أعجبني تنوع الموضوعات التي ناقشها .
لذلك يستحق الاربعة نجوم
September 23, 2020
خواطر منشورة على مدى سنوات
متفاوتة تفاوتًا شديدًا
بعضها تستحقّ كتابًا يشرحها
وبعضها كان أفضل لو لم تُكتب
بلاغتها متواضعة
موسوعيّتها محدودة
اضطرادها جيّد
فيها بعض تكرار
لقضايا محدّدة
عمومًا جميل
متفاوتة تفاوتًا شديدًا
بعضها تستحقّ كتابًا يشرحها
وبعضها كان أفضل لو لم تُكتب
بلاغتها متواضعة
موسوعيّتها محدودة
اضطرادها جيّد
فيها بعض تكرار
لقضايا محدّدة
عمومًا جميل
July 22, 2016
للاسف انا مقدرتش استوعب كل الفكرة الي حاول يوصلها الكاتب بس ممكن ده يكون سببه زي الكاتب مقال ان الكتاب محتاج قراءة متأنية ومتكررة ، بس في بعض النقط عجبتني جدا وفضلت اني اكتبها
قال لي ربي : يا عبدي ، أرزقك من وراء حجاب ، ولو شئت لأمطرت عليك الذهب والفضة. لكنك حبيس دار الحجب ، وانا اسوق لك رزقي بين يدي الاسباب . فان ايقنت بحكمتي ، أرضيتك بقسمتي ، ثم رزقتك ما لا خطر علي قلب بشر ، وما انقص ذلك من ملكي شئ
نحن دوما نملك الخيار ، ان نكون اخيار او ان نكون اشرار . ان خياراتنا هي التي تصنعنا ، حتي لو اخترنا ألا نختار!
إن المعرفة إذا حبست في إطار الثقافة العقلية المجردة كانت عبئا علي صاحبها ومن ثم علي الانسانية ، بتبديد طاقتها الذهنية . إن المعرفة الحقة (العلم النافع) هي ما انعكس اثرة علي سلوك الفرد ، وحوله لطاقة دافعة لحركة المجتمع . إن كل معرفة لا ينبني عليها عمل صالح فلا قيمة لها وصدق القائل : الايمان هو ما وقر في القلب وصدقة العمل.
برغم أن الحداثة الغربية هي مجرد حزمة ، او متتالية إجرائية تاريخانية لا قداسة لها ، إلا ان الحداثيين العرب -الذين يحاولون عبثا التفلت من المقدس- يسبغون القداسة على الحداثة باعتبارها منتجا نهائياً ، ووثنا جديدا يقربون له القرابين بدلا من المقدس التقليدي الذي تفلتوا منه !
الحب يولد جنينا هش التكوين ، فإن لم نتعهده بالرعاية والغذاء تحطم علي مذابح الأنانية والتمركز حول الذات .
ليس الحب ألا تري أو تشتهي إلا سواها ، لكنه ألا تسكن إلا إليها .
يذكرني التنويريون في بلادنا بقيصر روسيا المقبور : بطرس الاكبر الذي كان في شبابه مبتعثا للدراسه في هولندا التي بهرته بنظافتها ورقيها ، وجعلته يحزن علي خراب روسيا وانحطاطها .وبعد ان قدح الرجل زناد عبقريته توصل الي ان سبب ثروة هولندا وتحضرها يكمن في كون رجالها منظمين وذوي شخصيات مرموقة لانهم يحلقون لحاهم بالموسي كل صباح ! علي عكس شعبه الذي تسبب لحاه الكثه المدلاه في تدهور احواله ! وما ان استوى علي العرش حتي امر باجتثاث اللحي الخائنة عدوة الامة الروسية وراح جنوده يلاحقون الملتحين بمعدات الحلاقين ! لقد كانت روسيا تطمع بالقفز لمصاف الدول الصناعية الغنية في اوروبا الغربية فكانت النتيجة الواقعية التي تحققت هي : تضخم أرباح الشركة الهولندية المنتجة لشفرات الحلاقة!
السعادة كالدفء إحساس داخلي ينبع من الانسان ذاته . ومن يحاول استمدادها من خارجه ، من الاشياء او من الاشخاص المحيطين به ، فلا يلبث أن يشقي .
النساء كقطرات الندي يقع بعضها علي غصن ناضر فيمتصها وتحيا له ويقع البعض علي غصن جاف اذا هزه الهواء سقطت عنه الي الارض خليل مطران
قال لي ربي : يا عبدي ، لو كان هذا الامر يصلحك لساعته ، لعجلت لك به ويسرته لك ، ولسخرت لك أسبابه من حيث لا تدري ولا تحتسب ، ولو اجتمعت الانس والجن علي غير ذلك . أولست أنا القاهر فوق عباده ؟ ومن يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر له ؟ لكن كل شئ عندي بمقدار . ولو اطلعت علي ما في علمي ، لا خترت ما قضي به حكمي .
الفقر هو القهر
الفقر هو استخدام الفقر لإذلال الروح
قال لي ربي : يا ابن آدم هذا نبيي يونس ألهمته تسبيحي ، لأنجيه وأرزقه بهذا التسبيح يقطينة شفاء وغذاء . وهذا نبيي أيوب صبر بحولي علي بلائي ، فأدركته نعمائي وقلت له :{ اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب } قيا عبدي ، إني قد جعلت زوال همك وشفاء سقمك معلقا بما لا تدركه من الاسباب . فاقصد من يجل الوصف عن الاحاطة بعظمته ، لتلحقك فيوضات رحمته.
قال الامام جعفر الصادق : عجبت لمن فزع من أربع كيف لا يفزع إلي أربع . عجبت لمن خاف كيف لا يفزع الي قوله تعالي :{ حسبنا الله ونعم الوكيل } ، فإني سمعت الله يقول بعقبها :{ فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء}
وعجبت لمن اغتم كيف لا يفزع الي قوله تعالي :{ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } ، فإني سمعت الله يقول بعقبها :{ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ } ، وعجبت لمن مكر به كيف لا يفزع إلي قوله تعالي :{ وأفوض أمري إلي الله إن الله بصير بالعباد } ، فإني سمعت الله يقول بعقبها :{ فَوَقَـهُ اللهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا } ، وعجبت لمن اراد الدنيا وزينتها كيف لايفزع إلي قوله :{ ما شاء الله لا قوة إلا بالله } فإني سمعت الله يقول بعقبها :{ إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا فعسي ربي أن يؤتين خيرا من جنتك } .
يروي ان امرأه العزيز قالت بعد أن حصحص الحق ببراءة الصديق يوسف : سبحان من جعل الملوك عبيدا بالمعصية ، وجعل العبيد ملوكا بالطاعة .
يخبرنا التاريخ ان الثورات تخلخل موازين القوي لتفرض واقعا جديدا علي الارض . فان كانت اضعف من ذلك وعجزت عن فرض واقعها المرتجي تحولت لحركة احتجاجية وظاهرة صوتية عديمة الجدوي لتجني مكاسبها اي من القوي التي تستطيع فرض واقعها الخاص علي الفضاء السياسي . إن الثورة لا تطالب كالشحاذين وتنتظر من يقوم بعملها نيابة عنها بل تغير بنفسها باليد
اكثر العوام يعبدون القوة ويقدسون البطش ! وما من طاغوت في تاريخ الانسانية إلا اصطفت وراءه الدهماء تصفق وتدعم وتؤله!
يروي أن الامام الصادق قال : من طلب ما لم يخلق ، تعب ولم يرزق . قيل : وما ذاك يا إمام ؟ قال : الراحة في الدنيا .
اللهم إني احمدك حمد من بسطت له الرزق فشكر ، وأثني عليك ثناء من قدر عليه رزقه فصبر .
عن امير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه كان يدعو قائلا : اللهم إن ذنوبي لا تضرك ، ورحمتك إياي لا تنقصك ، فاغفر لي ما لا يضرك ، وهبني ما لا ينقصك .
حنوك علي الاخرين ومشاركتهم أحزانهم يحررك من آلامك الشخصية ، ويجعلك أكثر تجردا .
عجبت ممن ضاق رزقه كيف لم يفزع الي دعاء الكليم موسي :{ رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير } ، فإن ابنة الرجل الصالح جاءت بعقبها تدعوه للقاء أبيها ، ورزق بدعوته زوجا وبيتا وعملا دام عشر سنوات !
الشعور أسمي من الفكر ، والحياة شعور دفاق . فإن هيمن عقلك علي شعورك ، فأنت حي كآلة . وإن هيمن شعورك علي عقلك ، فأنت حي كفراشة !
إن الجماهير تنعق مع كل ناعق وتجري في أثر كل أفاق ، ويمكن لاي محتال ان يقودها في الاتجاه الذي يريد ، ثم يتركها لمصيرها . أما القلة الواعية ، وهي دائما قلة ، فإنها ستسحق تحت أحذية الجماهير قبل أن تنطق ، إذا هي حاولت تنبيه تلك الجماهير إلي خطورة الدرب أو كذب القائد .
كن لا شئ في حضرته ، تكن كل شئ بمعيته... سبحانه .
لا أتعجب ممن يحرصون علي الوطن/الإله أكثر من حرصهم علي حرية وكرامة الانسان ، خليفة الله في الارض، فالذل لايفقد الانسان إنسانيته فحسب ، بل ينحرف به عن جادة التوحيد وينحدر به إلي درك الشرك. يحرصون علي المرعي والسياج الذي تتجمع عليه السائمة ، برغم ان المرعي مسلوب والسياج مفروض.
وطني هنا
وطني انا
مابين خفق في الفؤاد
وصفحة تحت المداد
وكلمة فوق اللسان
وطني أنا : حريتي
ليس التراب أو المباني
انا لا أدافع عن كيان حجارة
لكن أدافع عن كياني!
ما بين الذين يريدون ألا يفكروا وبين من يأبون إلا ان يكفروا ، ضاع العقل في حمأة الهوي
الإنتصار في معركة ... والحصول علي مكسب وقتي ... والوصول إلى السلطة. ..هذه كلها ليست هي قضية التاريخ. ..ولا معركة التقدم البشري ...بل هي عموما ليست من عوامل تحريك التاريخ إلي الامام او الخلف علي نحو واضح وضخم... إن الانتصار في معركة لا يعني الهزيمة الحقيقية للاعداء ، فحين لا تتوفر العوامل الحقيقية للنصر ... يصبح أي نصر مرحلي عملية تضليل ، واستمرار للسير الخطأ ، وتماديا في طريق الوصول إلي الهزيمة الحقيقة. ...هكذا سار التاريخ في مراحل كثيرة من تطوراته... كان النصر بداية الهزيمة ، وكانت الهزيمة بداية النصر !
وحين يصل انسان ما إلي الحكم ...دون ان يكون معدا إعدادا حقيقيا للقيادة ، ودون أن يكون في مستوي أمته. ..يكون وصوله علي هذا النحو هو المسمار الاخير الذي يدق في نعش حياته وحياة الممثل لهم...!
وقد يزعجك/يضجرك/يقلقك تأخر الإجابة ، فاذا نفذ القضاء المقدور.... عرفت أنه نفذ في وقته بغير زيادة ولا نقصان ، وأن التوقيت الرباني أقوم وأهدي .
رائحة الخبز الطازج ، والملابس المغسولة ، والطعام الذي نضج لتوه ، والوجود المغتسل بالمطر ، وتعرق الأطفال حديثي الولادة، والكتب الجديدة، والبحر تغسله شمس الشروق .... إنها رائحة البدايات الجديدة التي تتجاوز الحواس لتحمل البشري .... رائحة الامل !
من استظل بعظمة الله انكسرت في قلبه هيبة الخلق .
مخافة الله كل الحكمة...
اللهم جنبنا الغضب للنفس ، وعافنا من الرغبة في الانتصار لها ولو بالباطل ، اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه .
ومن تمام استقامة نفسك علي طريق الاخلاص ألا تري إلاه . ومن لم يتعلق بسواه ، أحبه واغناه.
ليس المهم هو كام كتابا قرأت ، الاهم هو بكم كتاب انتفعت !
الحب مراتب ، اعلاها تمام الخضوع للمحبوب ، وهو ما لا يكون إلا لله . أما حب البشر ، فاعلي مراتبه ان يكون المحبوب استكمالا لنقصك وسدا لثغرات نفسك. أن تكونا معا نفسا واحدة كما كنتما في البرزخ الاول. وهي وحدة لا تتحقق بالصراع ومحاولة الاخضاع بل بالتكامل الذي يجعل كلا منكما سكنا للاخر. والتكامل بين المحبين من البشر ، وانتفاء الصراع ، لايكون إلا بتصحيح تصور الطرفين ومفهومهما للحب. وانه ليس امتلاكا او إعاده تشكيل للطرف الاخر وفق مقاييس الاقوي .
اللهم اغنني بالافتقار لك ، ولا تفقرني بالاستغناء عنك .
قال لي ربي : يا عبدي ، أرزقك من وراء حجاب ، ولو شئت لأمطرت عليك الذهب والفضة. لكنك حبيس دار الحجب ، وانا اسوق لك رزقي بين يدي الاسباب . فان ايقنت بحكمتي ، أرضيتك بقسمتي ، ثم رزقتك ما لا خطر علي قلب بشر ، وما انقص ذلك من ملكي شئ
نحن دوما نملك الخيار ، ان نكون اخيار او ان نكون اشرار . ان خياراتنا هي التي تصنعنا ، حتي لو اخترنا ألا نختار!
إن المعرفة إذا حبست في إطار الثقافة العقلية المجردة كانت عبئا علي صاحبها ومن ثم علي الانسانية ، بتبديد طاقتها الذهنية . إن المعرفة الحقة (العلم النافع) هي ما انعكس اثرة علي سلوك الفرد ، وحوله لطاقة دافعة لحركة المجتمع . إن كل معرفة لا ينبني عليها عمل صالح فلا قيمة لها وصدق القائل : الايمان هو ما وقر في القلب وصدقة العمل.
برغم أن الحداثة الغربية هي مجرد حزمة ، او متتالية إجرائية تاريخانية لا قداسة لها ، إلا ان الحداثيين العرب -الذين يحاولون عبثا التفلت من المقدس- يسبغون القداسة على الحداثة باعتبارها منتجا نهائياً ، ووثنا جديدا يقربون له القرابين بدلا من المقدس التقليدي الذي تفلتوا منه !
الحب يولد جنينا هش التكوين ، فإن لم نتعهده بالرعاية والغذاء تحطم علي مذابح الأنانية والتمركز حول الذات .
ليس الحب ألا تري أو تشتهي إلا سواها ، لكنه ألا تسكن إلا إليها .
يذكرني التنويريون في بلادنا بقيصر روسيا المقبور : بطرس الاكبر الذي كان في شبابه مبتعثا للدراسه في هولندا التي بهرته بنظافتها ورقيها ، وجعلته يحزن علي خراب روسيا وانحطاطها .وبعد ان قدح الرجل زناد عبقريته توصل الي ان سبب ثروة هولندا وتحضرها يكمن في كون رجالها منظمين وذوي شخصيات مرموقة لانهم يحلقون لحاهم بالموسي كل صباح ! علي عكس شعبه الذي تسبب لحاه الكثه المدلاه في تدهور احواله ! وما ان استوى علي العرش حتي امر باجتثاث اللحي الخائنة عدوة الامة الروسية وراح جنوده يلاحقون الملتحين بمعدات الحلاقين ! لقد كانت روسيا تطمع بالقفز لمصاف الدول الصناعية الغنية في اوروبا الغربية فكانت النتيجة الواقعية التي تحققت هي : تضخم أرباح الشركة الهولندية المنتجة لشفرات الحلاقة!
السعادة كالدفء إحساس داخلي ينبع من الانسان ذاته . ومن يحاول استمدادها من خارجه ، من الاشياء او من الاشخاص المحيطين به ، فلا يلبث أن يشقي .
النساء كقطرات الندي يقع بعضها علي غصن ناضر فيمتصها وتحيا له ويقع البعض علي غصن جاف اذا هزه الهواء سقطت عنه الي الارض خليل مطران
قال لي ربي : يا عبدي ، لو كان هذا الامر يصلحك لساعته ، لعجلت لك به ويسرته لك ، ولسخرت لك أسبابه من حيث لا تدري ولا تحتسب ، ولو اجتمعت الانس والجن علي غير ذلك . أولست أنا القاهر فوق عباده ؟ ومن يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر له ؟ لكن كل شئ عندي بمقدار . ولو اطلعت علي ما في علمي ، لا خترت ما قضي به حكمي .
الفقر هو القهر
الفقر هو استخدام الفقر لإذلال الروح
قال لي ربي : يا ابن آدم هذا نبيي يونس ألهمته تسبيحي ، لأنجيه وأرزقه بهذا التسبيح يقطينة شفاء وغذاء . وهذا نبيي أيوب صبر بحولي علي بلائي ، فأدركته نعمائي وقلت له :{ اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب } قيا عبدي ، إني قد جعلت زوال همك وشفاء سقمك معلقا بما لا تدركه من الاسباب . فاقصد من يجل الوصف عن الاحاطة بعظمته ، لتلحقك فيوضات رحمته.
قال الامام جعفر الصادق : عجبت لمن فزع من أربع كيف لا يفزع إلي أربع . عجبت لمن خاف كيف لا يفزع الي قوله تعالي :{ حسبنا الله ونعم الوكيل } ، فإني سمعت الله يقول بعقبها :{ فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء}
وعجبت لمن اغتم كيف لا يفزع الي قوله تعالي :{ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } ، فإني سمعت الله يقول بعقبها :{ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ } ، وعجبت لمن مكر به كيف لا يفزع إلي قوله تعالي :{ وأفوض أمري إلي الله إن الله بصير بالعباد } ، فإني سمعت الله يقول بعقبها :{ فَوَقَـهُ اللهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا } ، وعجبت لمن اراد الدنيا وزينتها كيف لايفزع إلي قوله :{ ما شاء الله لا قوة إلا بالله } فإني سمعت الله يقول بعقبها :{ إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا فعسي ربي أن يؤتين خيرا من جنتك } .
يروي ان امرأه العزيز قالت بعد أن حصحص الحق ببراءة الصديق يوسف : سبحان من جعل الملوك عبيدا بالمعصية ، وجعل العبيد ملوكا بالطاعة .
يخبرنا التاريخ ان الثورات تخلخل موازين القوي لتفرض واقعا جديدا علي الارض . فان كانت اضعف من ذلك وعجزت عن فرض واقعها المرتجي تحولت لحركة احتجاجية وظاهرة صوتية عديمة الجدوي لتجني مكاسبها اي من القوي التي تستطيع فرض واقعها الخاص علي الفضاء السياسي . إن الثورة لا تطالب كالشحاذين وتنتظر من يقوم بعملها نيابة عنها بل تغير بنفسها باليد
اكثر العوام يعبدون القوة ويقدسون البطش ! وما من طاغوت في تاريخ الانسانية إلا اصطفت وراءه الدهماء تصفق وتدعم وتؤله!
يروي أن الامام الصادق قال : من طلب ما لم يخلق ، تعب ولم يرزق . قيل : وما ذاك يا إمام ؟ قال : الراحة في الدنيا .
اللهم إني احمدك حمد من بسطت له الرزق فشكر ، وأثني عليك ثناء من قدر عليه رزقه فصبر .
عن امير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه كان يدعو قائلا : اللهم إن ذنوبي لا تضرك ، ورحمتك إياي لا تنقصك ، فاغفر لي ما لا يضرك ، وهبني ما لا ينقصك .
حنوك علي الاخرين ومشاركتهم أحزانهم يحررك من آلامك الشخصية ، ويجعلك أكثر تجردا .
عجبت ممن ضاق رزقه كيف لم يفزع الي دعاء الكليم موسي :{ رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير } ، فإن ابنة الرجل الصالح جاءت بعقبها تدعوه للقاء أبيها ، ورزق بدعوته زوجا وبيتا وعملا دام عشر سنوات !
الشعور أسمي من الفكر ، والحياة شعور دفاق . فإن هيمن عقلك علي شعورك ، فأنت حي كآلة . وإن هيمن شعورك علي عقلك ، فأنت حي كفراشة !
إن الجماهير تنعق مع كل ناعق وتجري في أثر كل أفاق ، ويمكن لاي محتال ان يقودها في الاتجاه الذي يريد ، ثم يتركها لمصيرها . أما القلة الواعية ، وهي دائما قلة ، فإنها ستسحق تحت أحذية الجماهير قبل أن تنطق ، إذا هي حاولت تنبيه تلك الجماهير إلي خطورة الدرب أو كذب القائد .
كن لا شئ في حضرته ، تكن كل شئ بمعيته... سبحانه .
لا أتعجب ممن يحرصون علي الوطن/الإله أكثر من حرصهم علي حرية وكرامة الانسان ، خليفة الله في الارض، فالذل لايفقد الانسان إنسانيته فحسب ، بل ينحرف به عن جادة التوحيد وينحدر به إلي درك الشرك. يحرصون علي المرعي والسياج الذي تتجمع عليه السائمة ، برغم ان المرعي مسلوب والسياج مفروض.
وطني هنا
وطني انا
مابين خفق في الفؤاد
وصفحة تحت المداد
وكلمة فوق اللسان
وطني أنا : حريتي
ليس التراب أو المباني
انا لا أدافع عن كيان حجارة
لكن أدافع عن كياني!
ما بين الذين يريدون ألا يفكروا وبين من يأبون إلا ان يكفروا ، ضاع العقل في حمأة الهوي
الإنتصار في معركة ... والحصول علي مكسب وقتي ... والوصول إلى السلطة. ..هذه كلها ليست هي قضية التاريخ. ..ولا معركة التقدم البشري ...بل هي عموما ليست من عوامل تحريك التاريخ إلي الامام او الخلف علي نحو واضح وضخم... إن الانتصار في معركة لا يعني الهزيمة الحقيقية للاعداء ، فحين لا تتوفر العوامل الحقيقية للنصر ... يصبح أي نصر مرحلي عملية تضليل ، واستمرار للسير الخطأ ، وتماديا في طريق الوصول إلي الهزيمة الحقيقة. ...هكذا سار التاريخ في مراحل كثيرة من تطوراته... كان النصر بداية الهزيمة ، وكانت الهزيمة بداية النصر !
وحين يصل انسان ما إلي الحكم ...دون ان يكون معدا إعدادا حقيقيا للقيادة ، ودون أن يكون في مستوي أمته. ..يكون وصوله علي هذا النحو هو المسمار الاخير الذي يدق في نعش حياته وحياة الممثل لهم...!
وقد يزعجك/يضجرك/يقلقك تأخر الإجابة ، فاذا نفذ القضاء المقدور.... عرفت أنه نفذ في وقته بغير زيادة ولا نقصان ، وأن التوقيت الرباني أقوم وأهدي .
رائحة الخبز الطازج ، والملابس المغسولة ، والطعام الذي نضج لتوه ، والوجود المغتسل بالمطر ، وتعرق الأطفال حديثي الولادة، والكتب الجديدة، والبحر تغسله شمس الشروق .... إنها رائحة البدايات الجديدة التي تتجاوز الحواس لتحمل البشري .... رائحة الامل !
من استظل بعظمة الله انكسرت في قلبه هيبة الخلق .
مخافة الله كل الحكمة...
اللهم جنبنا الغضب للنفس ، وعافنا من الرغبة في الانتصار لها ولو بالباطل ، اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه .
ومن تمام استقامة نفسك علي طريق الاخلاص ألا تري إلاه . ومن لم يتعلق بسواه ، أحبه واغناه.
ليس المهم هو كام كتابا قرأت ، الاهم هو بكم كتاب انتفعت !
الحب مراتب ، اعلاها تمام الخضوع للمحبوب ، وهو ما لا يكون إلا لله . أما حب البشر ، فاعلي مراتبه ان يكون المحبوب استكمالا لنقصك وسدا لثغرات نفسك. أن تكونا معا نفسا واحدة كما كنتما في البرزخ الاول. وهي وحدة لا تتحقق بالصراع ومحاولة الاخضاع بل بالتكامل الذي يجعل كلا منكما سكنا للاخر. والتكامل بين المحبين من البشر ، وانتفاء الصراع ، لايكون إلا بتصحيح تصور الطرفين ومفهومهما للحب. وانه ليس امتلاكا او إعاده تشكيل للطرف الاخر وفق مقاييس الاقوي .
اللهم اغنني بالافتقار لك ، ولا تفقرني بالاستغناء عنك .
November 26, 2022
تقييم الخمس نجوم لأن الأستاذ عبد الرحمن لم يبخل علينا بسر الصنعة وهذا أمر جلل عند كل كاتب أو مفكر أو أديب، لقد كان فاتحا راحتيه لكل قارئ يبحث عن سبيل لتفكيك النص والغور في أعماقه، بل وكيفية الاستدلال بفن علي غيره، كانت هناك فقرات في الكتاب جعلتني أود لو أخذتها وبنيت عليها من عندي مقالا عريضا، فقلت لنفسي والله لقد استأثر بها المؤلف للقارئ، فالمقال بدايته غمسة فكرية أدخلنا المؤلف معه لثناياها دون تحذير أو خوف،،
أشكره شكرا جزيـلا من قلبي، بارك الله فيه.
أشكره شكرا جزيـلا من قلبي، بارك الله فيه.
September 1, 2021
كتب قليلة تلك التي تصل معها إلى درجة من الإعجاب بحيث تتمنى لو كنت كاتبها!
هذا كتاب تحبه وتعجب به، لكنك تشفق من أمنية كهذه وقد تخشى على نفسك من ألم هذا الصراع ولأواء تلك المكابدة الواضحين في كتابات عبد الرحمن أبو ذكري!
فهذا كتاب كما قال مؤلفه: (ليس للمتعة الذهنية المجردة)، وقد صدق؛ فالكتاب يحدوك إلى التفكر وإلى طرح الأسئلة و لربما استغرقتك الفكرة منه لعدة أيام!
على طريقة الكتابة الشذرية، وفي ستمائة شذرة شديدة التكثيف يأخذنا المؤلف في رحلة داخل عقله وروحه، رحلة في صورة ومضات مركزة لتعاطي هذه الروح مع مناحي الفكر والحياة، من أدب وفن وسياسة وقضايا الدعوة والحزبية، وغير ذلك� ورغم أن الكاتب لم يصنف تلك الشذور موضوعيًا، إلا إنها تتقاطع جميعها في فكرة مركزية الوحي الإلهي وهيمنته على العقل والروح اللذين يتفاعلان مع كل هذه الأنساق الثقافية .. هذا التفاعل الذي إن قدر له السداد عرج بصاحبه ليحلق متحررا من ربقة الأدلجة والتحزب إلى سعة العبودية لله وحده! ولعل ذلك سبب في تسمية الكتاب (أفكار خارج القفص)..
الكتاب ينبئك عن سعة اطلاع وعمق ثقافة مؤلفه لا شك في ذلك، لكن ليست هذه رسالة الكتاب، إنما مدار الأمر هو ثمرة هذا الاطلاع الواسع بعد تفاعله مع نفس صاحبه؛ ليُخرج لنا الكتاب استبصارات هي نتاج صراع حقيقي اعتمل في نفس صاحبه لسنوات، فأنتج -مستخدما لغة مكثفة- آراءه التي ربما وافقته أو خالفته فيها.
لم يقتصر الكتاب على تعليقات مؤلفه على الكتب بل امتد إلى تعاطيه مع الشخصيات والأحداث والأحزاب والجماعات بل وبعض المقطوعات الموسيقية والأبيات الشعرية، ويطبق في ذلك كله قاعدة أرساها ودوّنها في الشذرة التسعين: "القراءة في جوهرها عملية إعادة تأليف لما نقرأ، وهو ما يجعلها تعتمد كليةً على الخريطة الإدراكية للقارئ"؛ فتجده يقرأ الكتب، والشخصيات، والجماعات، ثم يعلق على كلٍ بوضوح واتساق مع النفس عجيبين.
تخبرنا شذور الكتاب عن تدين صاحبه الكاره للحزبية الدينية والمتمسك بالوحي الإلهي أساسا ومنطلقا لثقافته ومصاحبا لها لا ينفك عنها، ولم تغب عن الشذور بعض التأملات الصوفية ولا التعبير عن حب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وعليهم وسلم.
أكثر ما ميز الكتاب أن أفكار مؤلفه أصيلة نابعة من قناعاته، ومتسقة مع فكره، يدرج بها على نهج المفكرين الكبار لكن باستقلال ودون اجترار لأفكارهم.
أفدت من الكتاب معرفة أعمال أدبية وفكرية لم أطلع عليها، واكتساب زوايا جديدة للنظر فيها والتفاعل معها.
عاب الكتاب بعض التكرار في الأفكار، وشيء من حدة الأسلوب، وغياب قسمة موضوعية -ولو عامة- تصنف أفكاره؛ ليسهل الرجوع إليها.
(أفكار خارج القفص) كتاب مختلف في أفكاره وأسلوبه وطريقة تأليفه، تخرج منه بتصورات جديدة عن الله والكون والإنسان، قراءته الأولى مرهقة، أما الثانية فممتعة!
هذا كتاب تحبه وتعجب به، لكنك تشفق من أمنية كهذه وقد تخشى على نفسك من ألم هذا الصراع ولأواء تلك المكابدة الواضحين في كتابات عبد الرحمن أبو ذكري!
فهذا كتاب كما قال مؤلفه: (ليس للمتعة الذهنية المجردة)، وقد صدق؛ فالكتاب يحدوك إلى التفكر وإلى طرح الأسئلة و لربما استغرقتك الفكرة منه لعدة أيام!
على طريقة الكتابة الشذرية، وفي ستمائة شذرة شديدة التكثيف يأخذنا المؤلف في رحلة داخل عقله وروحه، رحلة في صورة ومضات مركزة لتعاطي هذه الروح مع مناحي الفكر والحياة، من أدب وفن وسياسة وقضايا الدعوة والحزبية، وغير ذلك� ورغم أن الكاتب لم يصنف تلك الشذور موضوعيًا، إلا إنها تتقاطع جميعها في فكرة مركزية الوحي الإلهي وهيمنته على العقل والروح اللذين يتفاعلان مع كل هذه الأنساق الثقافية .. هذا التفاعل الذي إن قدر له السداد عرج بصاحبه ليحلق متحررا من ربقة الأدلجة والتحزب إلى سعة العبودية لله وحده! ولعل ذلك سبب في تسمية الكتاب (أفكار خارج القفص)..
الكتاب ينبئك عن سعة اطلاع وعمق ثقافة مؤلفه لا شك في ذلك، لكن ليست هذه رسالة الكتاب، إنما مدار الأمر هو ثمرة هذا الاطلاع الواسع بعد تفاعله مع نفس صاحبه؛ ليُخرج لنا الكتاب استبصارات هي نتاج صراع حقيقي اعتمل في نفس صاحبه لسنوات، فأنتج -مستخدما لغة مكثفة- آراءه التي ربما وافقته أو خالفته فيها.
لم يقتصر الكتاب على تعليقات مؤلفه على الكتب بل امتد إلى تعاطيه مع الشخصيات والأحداث والأحزاب والجماعات بل وبعض المقطوعات الموسيقية والأبيات الشعرية، ويطبق في ذلك كله قاعدة أرساها ودوّنها في الشذرة التسعين: "القراءة في جوهرها عملية إعادة تأليف لما نقرأ، وهو ما يجعلها تعتمد كليةً على الخريطة الإدراكية للقارئ"؛ فتجده يقرأ الكتب، والشخصيات، والجماعات، ثم يعلق على كلٍ بوضوح واتساق مع النفس عجيبين.
تخبرنا شذور الكتاب عن تدين صاحبه الكاره للحزبية الدينية والمتمسك بالوحي الإلهي أساسا ومنطلقا لثقافته ومصاحبا لها لا ينفك عنها، ولم تغب عن الشذور بعض التأملات الصوفية ولا التعبير عن حب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وعليهم وسلم.
أكثر ما ميز الكتاب أن أفكار مؤلفه أصيلة نابعة من قناعاته، ومتسقة مع فكره، يدرج بها على نهج المفكرين الكبار لكن باستقلال ودون اجترار لأفكارهم.
أفدت من الكتاب معرفة أعمال أدبية وفكرية لم أطلع عليها، واكتساب زوايا جديدة للنظر فيها والتفاعل معها.
عاب الكتاب بعض التكرار في الأفكار، وشيء من حدة الأسلوب، وغياب قسمة موضوعية -ولو عامة- تصنف أفكاره؛ ليسهل الرجوع إليها.
(أفكار خارج القفص) كتاب مختلف في أفكاره وأسلوبه وطريقة تأليفه، تخرج منه بتصورات جديدة عن الله والكون والإنسان، قراءته الأولى مرهقة، أما الثانية فممتعة!
June 29, 2016
انا ممكن اعتبره الكتاب ده وبدون مبالغة أسوأ حاجة قرأتها
حاولت اتجاهل روح التعالم والتعالى على القارئ اللى فى المقدمة و ان كانت مش مستغربة من الكاتب لسابق معرفتى به من خلال متابعة صفحته على الفيس بوك و مشاهدتى لقاء له مع د حسام ابوالبخارى
شئ قبيح جدا ان كاتب يستفتح كتابه بإن رضا القارئ و استحسانه لا يعنيه وانه جاى يعلمنا التفكر والنقد وبقية الحاجات اللى مش هتلاقى له اثر فى الكتاب
ولكن حاولت اتخطى النقطة دى و اقرأ بموضوعية و استهداف الفائدة
الكتاب ممتاز جدا فى تعبيره عن شخصية المؤلف فعلا
و ده مش مدح بالمناسبة
هتلاحظ معايا ان الكاتب بيحب كلمة طوبيا واخواته اوى
انا احصيت تكرارها ٣٠ مرة(منهم ٦ فى نص صفحة)
وبعدين زهقت اكمل عد
حاولت اتجاهل روح التعالم والتعالى على القارئ اللى فى المقدمة و ان كانت مش مستغربة من الكاتب لسابق معرفتى به من خلال متابعة صفحته على الفيس بوك و مشاهدتى لقاء له مع د حسام ابوالبخارى
شئ قبيح جدا ان كاتب يستفتح كتابه بإن رضا القارئ و استحسانه لا يعنيه وانه جاى يعلمنا التفكر والنقد وبقية الحاجات اللى مش هتلاقى له اثر فى الكتاب
ولكن حاولت اتخطى النقطة دى و اقرأ بموضوعية و استهداف الفائدة
الكتاب ممتاز جدا فى تعبيره عن شخصية المؤلف فعلا
و ده مش مدح بالمناسبة
هتلاحظ معايا ان الكاتب بيحب كلمة طوبيا واخواته اوى
انا احصيت تكرارها ٣٠ مرة(منهم ٦ فى نص صفحة)
وبعدين زهقت اكمل عد
December 2, 2020
لا أعلم ماذا أقول، تملكني الكتاب عاطفيًا، وكنت قد انتهيت من قراءة كتاب علي عزت بيجوفيتش قبل البدء في هذا الكتاب بمدة قريبة، وتساؤلي لم يقف: هل بالإمكان أن أجد كتاب يعوّض وجود كتاب بيجوفيتش؟!
بنفس الاستراتيجية في قراءتي لـ(هروبي إلى الحرية) قرأت هذا الكتاب (أفكار خارج القفص)؛ كل يوم صفحة، صفحتين، فكرة، فكرتين، وأخذت 3 شهور للانتهاء منه.
الكتاب بكل اختصار، أفكار مرتبة، متفاوت زمن كتابتها، متقاربة إلى المعنى الشامل. توقفك الكثير منها، وتتمنى لو أطال أبو ذكري أكثر، ولكنها الأفكار التي تتوقف عندها وأنت تعلم أن لكل قارئ تأويله الخاص، وكل قارئ سيدرك أن الكثير من الأفكار هنا لا تكفيها السطور القليلة، بل هي عطشى للشرح الطويل المستفيض من المؤلف.
أحببت الكتاب، وأظن أني سأرجع له كثيرًا. �
بنفس الاستراتيجية في قراءتي لـ(هروبي إلى الحرية) قرأت هذا الكتاب (أفكار خارج القفص)؛ كل يوم صفحة، صفحتين، فكرة، فكرتين، وأخذت 3 شهور للانتهاء منه.
الكتاب بكل اختصار، أفكار مرتبة، متفاوت زمن كتابتها، متقاربة إلى المعنى الشامل. توقفك الكثير منها، وتتمنى لو أطال أبو ذكري أكثر، ولكنها الأفكار التي تتوقف عندها وأنت تعلم أن لكل قارئ تأويله الخاص، وكل قارئ سيدرك أن الكثير من الأفكار هنا لا تكفيها السطور القليلة، بل هي عطشى للشرح الطويل المستفيض من المؤلف.
أحببت الكتاب، وأظن أني سأرجع له كثيرًا. �
November 1, 2015
الكتاب مجموعة من الشذرات، والقصاصات، والخواطر المنثورة بغير وحدة موضوعية أو ترتيب منهجي، إذ تشمل جميع الموضوعات من سياسة، وفلسفة، وتصوّف، وأدب، ومقولات مقتبسة لآخرين؛ وهو ما قد يثير حفيظة القارئ لا سيما بعد أن استهلكت مواقع التواصل الاجتماعي هذا الشكل في الكتابات؛ إلا أن المتأمّل فيها يجد أنها بابٌ لولوج عالم أفكار الكاتب ومشاعره، إذ أنها حصيلة عشر سنوات من التأمل والبناء الفكري والتشكّل الوجداني. ولعلها أهم سنين عاشها الكاتب، وأهم خطى خطاها في رحلته الفكرية.
وعلى الرغم من الصورة الحديّة اليقينية لأغلب الأفكار، وخلوّ أغلبها من الحديث الذاتي عن شخص الكاتب وسيرته الذاتية (وإن اشتملت بعضها على ذلك)، إلا أنني اعتبرتها سيرة ذاتية له؛ وهو أمر غريب؛ ذلك لأنني كنتُ أظن من قبل أن اللغة، لقصورها وصورتها الحديّة؛ لا تستطيع أن تعبّر عن ذات المرء وتعقيده وتركيبه، وأن المخرج الوحيد من هذه الصورة الحديّة هو الأدب، بصوره المباشرة في السير الذاتية أو غير المباشرة في الأعمال الأدبية الأخرى؛ لأنه الأصدق والأكثر قابلية على التعبير عن هذا التركيب؛ وبالرغم من أن الكتاب قد اشتمل على العديد من الكتابات والخواطر الأدبية، إلا أن الأفكار الحديّة اليقينية، في صورتها العشوائية المتناثرة؛ كانت أكثر قابلية على التعبير عن شخص الكاتب.
نحن أفكارُنا، وأفكارنا ما هي إلا نتاج تجارب حياتنا ومكابدتنا؛ هذا ما عبّرتْ عنه مقاطع الكتاب، وإن لم تعرِف الوحدة الموضوعية؛ فقد عرفت الوحدة في نفس كاتبها، وهكذا الإنسان لا يقبل الخضوع تحت موضوع وحيد؛ وإن لم تعرِف الترتيب المنهجي؛ وهكذا أيضًا رحلة الإنسان الفكرية في الحياة.
والأهم من هذا كله، أن أفكارنا ليست ترديدًا لمقولات العلماء والفلاسفة الجامدة، والتباهي بنظرياتهم وتبنيها بشكل مُطلَق جامد باسم الثقافة، عن غير قناعات وتجارب حيّة؛ بل هي نتاج تجاربنا الشعورية وحياتنا الوجدانية، يؤثر كل منهما في الآخر، ويكون أحدهما امتثالًا للآخر.
أمّا هذه الحالة من السيولة المُطلَقة، ورفض الحديّة باسم التركيب؛ فهي حالة غير إنسانية هلامية وبلا هوية، ولا تتسق مع ذات الإنسان، التي تتبنى الرأي يقينًا اليوم، وتسائله غدًا، وتدرك خطأه بعد غد، وتُنضِج أفكارها وآراءها بالتجربة، والاتساق مع الذات.
هذا التركيب من اليقين ومساءلته هو نحن؛ وهو ما جاء الكتاب وأفكاره امتثالًا له، فحتى أفكار بعض المفكرين الذين ظهر تأثّر الكاتب بهم؛ كعلي عزت بيجوفيتش وسيد قطب وعبد الوهاب المسيري، لم يكن عرض أفكارهم في صورة جامدة مرددة لكلماتهم في غير سياقات حيّة، بل كانت نتاج تجربته الشخصية والتفاعل مع هذه النصوص والمعارف والأفكار؛ وإعادة صياغتها بما تمليه هذه التجربة على النفس.
وبذلك؛ حق أن تكون أفكار الكتاب معبّرًا صادقًا عن كاتبه، وسيرة ذاتية له، وإن كانت أغلبها في صورة موضوعية.
تتجلى من البداية العلاقة بين الكاتب والقارئ؛ فقد أوعز الكاتب في المقدمة الغرض الأساسي من الكتاب إلى تعليم القارئ التفكّر، “ومساعدت� على تكوين ملكة للنظر والنقد والحكم. كل ذلك بطريقة غير مباشرة�. كما تختفي هذه العلاقة في أحايين أخرى، إذ أن بعض الأفكار قد كُتِبت وكأن أحدًا لا يراها، وكأنها تعبيرٌ في لحظة عن الذات، أو تعليقٌ على أحداث بعينها، بصورة مُبتسرة أحيانًا، ولم تُكتَب لأي قارئ؛ كان السؤال ها هنا، وهل يمكن الجمع بين كليهما؟ أن يخاطب المرءُ الآخرين، ويعبّر عن ذاته في ذات الوقت؟ أن يشمل النص على معنى وعظي أو تعليمي؛ ولو بصورة غير مباشرة، ويكون معبّرًا عن أفكار ومعانٍ ذاتية؟
تساهم نصوص الكتاب المتناثرة في نسج خيوط العلاقة بين الكاتب والقارئ، حين يدرك الأخير أنه ليس أمام نص أو فكرة موضوعية بعينها، بل أمام شخص ما؛ ثم ما تلبث أن تجتره النصوص إلى حظيرتها مرة أخرى، وتخلق رابطًا ما بينها وبين تجربته الشخصية.
وقد ساهمت النصوص في تعزيز فهمي الشخصي عن العلاقة بين القارئ والنص؛ فبعض النصوص تتسق مع تجاربنا الخاصة فتتماهى معها، فإما أن تكون متفقة مع ما نؤمن به فكرًا وشعورًا، وجاءت فقط في صياغة مختلفة، أو تكون تعبيرًا عما عجز الفهم عن إدراكه، وكامن في شعورنا أصلًا، بالاتفاق أو الاختلاف؛ ومع هذه النصوص وجدتني أعيد صياغة الكثير من الأفكار في هامش الكاتب، وفقًا لتجربتي الشخصية، والمعاني الكامنة التي أثراها الكتاب في نفسي، أو ألهمني بها؛ أو ساهمت في الإجابة على سؤال ما، أو خلق سؤال جديد.
ويأتي بعضها الآخر كصورة لمعنى بعيد، لم يلتقِ معنا بعد؛ وهذه النصوص التي نقف أمامها حائرين بحذر، لئلا نقع تحت سطوة بريقها، فنتبناها بصورة قطعية، بغير تجربة شعورية تُصدّق على وجودها في الإدراك، أو نقع في فخ إطلاق الحكم عليها بصورة قطعية أيضًا.
وقد اشتملت نصوص الكتاب على كل هذه الصور من العلاقة بين الكاتب والنص، ومن ثمّ العلاقة بين الكاتب والقارئ.
لا تسمح طبيعة النصوص � تفكيكة كانت أو بنائية � بمحاكمة كاتبها، وإن سمحت بالاختلاف معها في أحايين كثيرة؛ ذلك لأن الكتاب قد اشتمل في بعض الأحيان على الفكرة ونقيضها، وكأن النقيض صورة للاكتمال؛ كما جاءت بعض الأفكار مبتسرة مقتطعة السياق؛ فتحار الأذهان أمامها، ويجد القارئ نفسه أمام خيارين، إما أن يرفض اقتطاعها من السياق بهذه الصورة، ويتجاوزها لما بعدها؛ أو يحاول البحث عمّا وراءها، في أفكار الكتاب بشكل خاص، أو أفكار الكاتب نفسه بشكل عام، أو خارج عالم الكاتب وكتابه، وتكون بذلك نواة لسؤال جديد في ذهن القارئ.
هذه العلاقة بين القارئ والنص، أو القارئ والكاتب، والتي تحوي بداخلها خطوطًا متشابكة بين السؤال والجواب (سؤال القارئ وجواب الكتاب، أو نص الكاتب ونواة السؤال الجديد في ذهن القارئ)؛ كانت التجربة الصادقة والذاتية هي صاحبة الدور الأكبر فيها؛ إذ يجد القارئ نفسه مضطرًا أن يسأل سؤاله هو، لا سؤال الكاتب، ويتأمل في التجربة الشعورية والفكرية ثم يبحث عن إجابة في النص، حين تلتقي تجربة القارئ الشخصية مع تجربة الكاتب؛ وعلى الرغم من الحدّية واليقينية لهذه الأفكار؛ فإنها، في الغالب؛ لا تسمح بتبنيها بشكل مُطلَق، أو طرح سؤال متكلّف غير حقيقي في ذهن المتلقي.
الكتاب في جوهره؛ يعبّر عن وحدة مستبطنة في نفس كاتبه، وهو أمر طبيعي؛ فنجد أن أغلب النصوص تدور في فلك رؤية الكاتب لمركزية الوحي، ووحدة الشهود في النظرة للكون والحياة والفكر والشعور؛ هذا فضلًا عن الإعلاء من شأن الجانب الروحاني والجواني على العوالم المادية البرانية، والذي يتضح في النزعة الصوفية، وبعض الكتابات الأدبية، ورفض الأنساق المغلقة لمؤسسات كانت أو جماعات، في الحاضر أو الماضي. كما انطوت النصوص على النظرة للتاريخ بوصفه صيرورة يرتبط فيه الحاضر بالماضي، وحوادث الآخرين بسير الأولين.
حتى الاقتباسات والتي غاب عنها أي تعليق للكاتب، ارتبطت بهذه المعاني، ولم تكن مجرد اقتباسات مقتطعة السياق، إذ دارت هي أيضًا في فلك الكاتب وعالمه، فاستحقت من القارئ الوقوف عليها للتأمل والتدبر، والبحث عمّا وراءها من معان.
مقال المراجعة ..
وعلى الرغم من الصورة الحديّة اليقينية لأغلب الأفكار، وخلوّ أغلبها من الحديث الذاتي عن شخص الكاتب وسيرته الذاتية (وإن اشتملت بعضها على ذلك)، إلا أنني اعتبرتها سيرة ذاتية له؛ وهو أمر غريب؛ ذلك لأنني كنتُ أظن من قبل أن اللغة، لقصورها وصورتها الحديّة؛ لا تستطيع أن تعبّر عن ذات المرء وتعقيده وتركيبه، وأن المخرج الوحيد من هذه الصورة الحديّة هو الأدب، بصوره المباشرة في السير الذاتية أو غير المباشرة في الأعمال الأدبية الأخرى؛ لأنه الأصدق والأكثر قابلية على التعبير عن هذا التركيب؛ وبالرغم من أن الكتاب قد اشتمل على العديد من الكتابات والخواطر الأدبية، إلا أن الأفكار الحديّة اليقينية، في صورتها العشوائية المتناثرة؛ كانت أكثر قابلية على التعبير عن شخص الكاتب.
نحن أفكارُنا، وأفكارنا ما هي إلا نتاج تجارب حياتنا ومكابدتنا؛ هذا ما عبّرتْ عنه مقاطع الكتاب، وإن لم تعرِف الوحدة الموضوعية؛ فقد عرفت الوحدة في نفس كاتبها، وهكذا الإنسان لا يقبل الخضوع تحت موضوع وحيد؛ وإن لم تعرِف الترتيب المنهجي؛ وهكذا أيضًا رحلة الإنسان الفكرية في الحياة.
والأهم من هذا كله، أن أفكارنا ليست ترديدًا لمقولات العلماء والفلاسفة الجامدة، والتباهي بنظرياتهم وتبنيها بشكل مُطلَق جامد باسم الثقافة، عن غير قناعات وتجارب حيّة؛ بل هي نتاج تجاربنا الشعورية وحياتنا الوجدانية، يؤثر كل منهما في الآخر، ويكون أحدهما امتثالًا للآخر.
أمّا هذه الحالة من السيولة المُطلَقة، ورفض الحديّة باسم التركيب؛ فهي حالة غير إنسانية هلامية وبلا هوية، ولا تتسق مع ذات الإنسان، التي تتبنى الرأي يقينًا اليوم، وتسائله غدًا، وتدرك خطأه بعد غد، وتُنضِج أفكارها وآراءها بالتجربة، والاتساق مع الذات.
هذا التركيب من اليقين ومساءلته هو نحن؛ وهو ما جاء الكتاب وأفكاره امتثالًا له، فحتى أفكار بعض المفكرين الذين ظهر تأثّر الكاتب بهم؛ كعلي عزت بيجوفيتش وسيد قطب وعبد الوهاب المسيري، لم يكن عرض أفكارهم في صورة جامدة مرددة لكلماتهم في غير سياقات حيّة، بل كانت نتاج تجربته الشخصية والتفاعل مع هذه النصوص والمعارف والأفكار؛ وإعادة صياغتها بما تمليه هذه التجربة على النفس.
وبذلك؛ حق أن تكون أفكار الكتاب معبّرًا صادقًا عن كاتبه، وسيرة ذاتية له، وإن كانت أغلبها في صورة موضوعية.
تتجلى من البداية العلاقة بين الكاتب والقارئ؛ فقد أوعز الكاتب في المقدمة الغرض الأساسي من الكتاب إلى تعليم القارئ التفكّر، “ومساعدت� على تكوين ملكة للنظر والنقد والحكم. كل ذلك بطريقة غير مباشرة�. كما تختفي هذه العلاقة في أحايين أخرى، إذ أن بعض الأفكار قد كُتِبت وكأن أحدًا لا يراها، وكأنها تعبيرٌ في لحظة عن الذات، أو تعليقٌ على أحداث بعينها، بصورة مُبتسرة أحيانًا، ولم تُكتَب لأي قارئ؛ كان السؤال ها هنا، وهل يمكن الجمع بين كليهما؟ أن يخاطب المرءُ الآخرين، ويعبّر عن ذاته في ذات الوقت؟ أن يشمل النص على معنى وعظي أو تعليمي؛ ولو بصورة غير مباشرة، ويكون معبّرًا عن أفكار ومعانٍ ذاتية؟
تساهم نصوص الكتاب المتناثرة في نسج خيوط العلاقة بين الكاتب والقارئ، حين يدرك الأخير أنه ليس أمام نص أو فكرة موضوعية بعينها، بل أمام شخص ما؛ ثم ما تلبث أن تجتره النصوص إلى حظيرتها مرة أخرى، وتخلق رابطًا ما بينها وبين تجربته الشخصية.
وقد ساهمت النصوص في تعزيز فهمي الشخصي عن العلاقة بين القارئ والنص؛ فبعض النصوص تتسق مع تجاربنا الخاصة فتتماهى معها، فإما أن تكون متفقة مع ما نؤمن به فكرًا وشعورًا، وجاءت فقط في صياغة مختلفة، أو تكون تعبيرًا عما عجز الفهم عن إدراكه، وكامن في شعورنا أصلًا، بالاتفاق أو الاختلاف؛ ومع هذه النصوص وجدتني أعيد صياغة الكثير من الأفكار في هامش الكاتب، وفقًا لتجربتي الشخصية، والمعاني الكامنة التي أثراها الكتاب في نفسي، أو ألهمني بها؛ أو ساهمت في الإجابة على سؤال ما، أو خلق سؤال جديد.
ويأتي بعضها الآخر كصورة لمعنى بعيد، لم يلتقِ معنا بعد؛ وهذه النصوص التي نقف أمامها حائرين بحذر، لئلا نقع تحت سطوة بريقها، فنتبناها بصورة قطعية، بغير تجربة شعورية تُصدّق على وجودها في الإدراك، أو نقع في فخ إطلاق الحكم عليها بصورة قطعية أيضًا.
وقد اشتملت نصوص الكتاب على كل هذه الصور من العلاقة بين الكاتب والنص، ومن ثمّ العلاقة بين الكاتب والقارئ.
لا تسمح طبيعة النصوص � تفكيكة كانت أو بنائية � بمحاكمة كاتبها، وإن سمحت بالاختلاف معها في أحايين كثيرة؛ ذلك لأن الكتاب قد اشتمل في بعض الأحيان على الفكرة ونقيضها، وكأن النقيض صورة للاكتمال؛ كما جاءت بعض الأفكار مبتسرة مقتطعة السياق؛ فتحار الأذهان أمامها، ويجد القارئ نفسه أمام خيارين، إما أن يرفض اقتطاعها من السياق بهذه الصورة، ويتجاوزها لما بعدها؛ أو يحاول البحث عمّا وراءها، في أفكار الكتاب بشكل خاص، أو أفكار الكاتب نفسه بشكل عام، أو خارج عالم الكاتب وكتابه، وتكون بذلك نواة لسؤال جديد في ذهن القارئ.
هذه العلاقة بين القارئ والنص، أو القارئ والكاتب، والتي تحوي بداخلها خطوطًا متشابكة بين السؤال والجواب (سؤال القارئ وجواب الكتاب، أو نص الكاتب ونواة السؤال الجديد في ذهن القارئ)؛ كانت التجربة الصادقة والذاتية هي صاحبة الدور الأكبر فيها؛ إذ يجد القارئ نفسه مضطرًا أن يسأل سؤاله هو، لا سؤال الكاتب، ويتأمل في التجربة الشعورية والفكرية ثم يبحث عن إجابة في النص، حين تلتقي تجربة القارئ الشخصية مع تجربة الكاتب؛ وعلى الرغم من الحدّية واليقينية لهذه الأفكار؛ فإنها، في الغالب؛ لا تسمح بتبنيها بشكل مُطلَق، أو طرح سؤال متكلّف غير حقيقي في ذهن المتلقي.
الكتاب في جوهره؛ يعبّر عن وحدة مستبطنة في نفس كاتبه، وهو أمر طبيعي؛ فنجد أن أغلب النصوص تدور في فلك رؤية الكاتب لمركزية الوحي، ووحدة الشهود في النظرة للكون والحياة والفكر والشعور؛ هذا فضلًا عن الإعلاء من شأن الجانب الروحاني والجواني على العوالم المادية البرانية، والذي يتضح في النزعة الصوفية، وبعض الكتابات الأدبية، ورفض الأنساق المغلقة لمؤسسات كانت أو جماعات، في الحاضر أو الماضي. كما انطوت النصوص على النظرة للتاريخ بوصفه صيرورة يرتبط فيه الحاضر بالماضي، وحوادث الآخرين بسير الأولين.
حتى الاقتباسات والتي غاب عنها أي تعليق للكاتب، ارتبطت بهذه المعاني، ولم تكن مجرد اقتباسات مقتطعة السياق، إذ دارت هي أيضًا في فلك الكاتب وعالمه، فاستحقت من القارئ الوقوف عليها للتأمل والتدبر، والبحث عمّا وراءها من معان.
مقال المراجعة ..
December 8, 2016
الحمد لله رب العالمين.
لا أذكر متى تحديدًا أبصرت هذا الكتاب هنا، ولكن ما أذكره يقينًا أن عنوان الكتاب ظل راسخًا في ذهني، وإن كنت كثيرًا ما أذكر اسمه خطأً (أفكار خارج الصندوق)!
كنت في كل مرة أرى فيها الكتاب أهرول مسرعًا لخانة البحث في (جوجل) أملًا في نسخة إليكترونية، وكان سعيًا مكللًا بالفشل.
ومع ذلك فإن هذا العنوان الحاضر بقوة في ذهني، لا زال يدفعني للبحث عنه باستمرار كلما لمحته هنا. إلى أن وجدته في مطلع شهر ديسمبر الحالي. ويا لها من صدفة عجيبة!
فوجئت بالكتاب حين اطلعت سريعًا على محتواه، ها أنا ألمح خواطر متناثرة هنا وهناك. ولكنني عندما قرأت مقدمته أيقنت أن هذا الكتاب يستحق (مكابدة) القراءة.
ليس كل من خط بيديه يجيد نظم أفكاره ومعتقداته في سطور قصيرة لا تتجاوز -إن كثرت- الصفحتين. فما بالك بمن يجمع كل ذلك في كتاب كبير بعض الشيء ليصل بينها برابط خفي؟
لكن -والحق لله- عبدالرحمن أبو ذكري كان استثناءً هنا، حيث أبدع في جمع خواطره وأفكاره التي دوّنها خلال عشر سنين، وأوجد بينها تناغمًا خفيًا تشعر بوجوده مع استمرارك في القراءة.
لم تكن هذه الخواطر مكتوبة في رتم واحد، بل تفاوتت في موضوعاتها وطولها لتقضي على الملل الذي قد يصاحب القارئ في رحلته داخل الكتاب.
استمتعت كثيرًا بهذا السفر العظيم. فجزى الله المؤلف خير الجزاء.
بعض الملاحظات الصغيرة:
يظهر انفعال المؤلف أحيانًا ليبرهن على حرارة كانت تملؤه وهو يتأمل أو يقرأ ثم يدون. ولعل هذا ما يفسر ورود بعض الألفاظ التي لا تليق بمحتوى الكتاب.
يكثر المؤلف من إيراد لفظي التوحيد والشرك، وكنت أتمنى أن يورد فقرة يشرح فيها فهمه لهاتين اللفظتين. لأن الإكثار من استعمالها قد يضعف من دلالتهما الظاهرة عند عموم القراء. بمعنى آخر، وردت هاتان اللفظتان في سياقات لا تتضح صلتها بها، فكان يستلزم ذلك توضيحًا.
-
والله أعلم
لا أذكر متى تحديدًا أبصرت هذا الكتاب هنا، ولكن ما أذكره يقينًا أن عنوان الكتاب ظل راسخًا في ذهني، وإن كنت كثيرًا ما أذكر اسمه خطأً (أفكار خارج الصندوق)!
كنت في كل مرة أرى فيها الكتاب أهرول مسرعًا لخانة البحث في (جوجل) أملًا في نسخة إليكترونية، وكان سعيًا مكللًا بالفشل.
ومع ذلك فإن هذا العنوان الحاضر بقوة في ذهني، لا زال يدفعني للبحث عنه باستمرار كلما لمحته هنا. إلى أن وجدته في مطلع شهر ديسمبر الحالي. ويا لها من صدفة عجيبة!
فوجئت بالكتاب حين اطلعت سريعًا على محتواه، ها أنا ألمح خواطر متناثرة هنا وهناك. ولكنني عندما قرأت مقدمته أيقنت أن هذا الكتاب يستحق (مكابدة) القراءة.
ليس كل من خط بيديه يجيد نظم أفكاره ومعتقداته في سطور قصيرة لا تتجاوز -إن كثرت- الصفحتين. فما بالك بمن يجمع كل ذلك في كتاب كبير بعض الشيء ليصل بينها برابط خفي؟
لكن -والحق لله- عبدالرحمن أبو ذكري كان استثناءً هنا، حيث أبدع في جمع خواطره وأفكاره التي دوّنها خلال عشر سنين، وأوجد بينها تناغمًا خفيًا تشعر بوجوده مع استمرارك في القراءة.
لم تكن هذه الخواطر مكتوبة في رتم واحد، بل تفاوتت في موضوعاتها وطولها لتقضي على الملل الذي قد يصاحب القارئ في رحلته داخل الكتاب.
استمتعت كثيرًا بهذا السفر العظيم. فجزى الله المؤلف خير الجزاء.
بعض الملاحظات الصغيرة:
يظهر انفعال المؤلف أحيانًا ليبرهن على حرارة كانت تملؤه وهو يتأمل أو يقرأ ثم يدون. ولعل هذا ما يفسر ورود بعض الألفاظ التي لا تليق بمحتوى الكتاب.
يكثر المؤلف من إيراد لفظي التوحيد والشرك، وكنت أتمنى أن يورد فقرة يشرح فيها فهمه لهاتين اللفظتين. لأن الإكثار من استعمالها قد يضعف من دلالتهما الظاهرة عند عموم القراء. بمعنى آخر، وردت هاتان اللفظتان في سياقات لا تتضح صلتها بها، فكان يستلزم ذلك توضيحًا.
-
والله أعلم
April 22, 2020
عن كتاب (أفكار خارج القفص)، للباحث المصري عبد الرحمن أبو ذكري.
لكنّ أكثر ما في هذه المقدّمة صِدقًا وحرارة، وتجاوبتُ معه حدّ الانصهار، هو حديث المؤلّف عن الفائدة التي استفادها لنفسه أثناء عمله على جمع وتنقيح مادّة الكتاب. لقد اكتشف حقيقة ذاته ككاتبٍ مجذوب ملتزمٍ بالكتابة طريقًا وحيدًا لاكتشاف الذات والوجود، شغوفٍ بالكتابة شغفَ الظامئ إلى الكشف، يجعل من ذاته سِقاءً يتجسّد بحياته وحرارته بين الصفحات، في حالةٍ عابرةٍ متجاوزةٍ يتّحد فيها الإنسان بالإيمان، والكاتب بالمكتوب، واللغة بالموضوع؛ الذات بالمعنى، والفاعل بالمفعول، والأداة بالمضمون.. حالة ينتشي فيها الكاتب متشبعًا بـ”فعل� الكتابة، وينتشي لها القارئ متشبعًا بـ”ناتج� هذه الكتابة من المقولات والأفكار.
المزيد عن الكتاب، في مقالتي قراءةٌ خارجَ القفص (1/ 2)، على الرابط:
وقت ممتع.
لكنّ أكثر ما في هذه المقدّمة صِدقًا وحرارة، وتجاوبتُ معه حدّ الانصهار، هو حديث المؤلّف عن الفائدة التي استفادها لنفسه أثناء عمله على جمع وتنقيح مادّة الكتاب. لقد اكتشف حقيقة ذاته ككاتبٍ مجذوب ملتزمٍ بالكتابة طريقًا وحيدًا لاكتشاف الذات والوجود، شغوفٍ بالكتابة شغفَ الظامئ إلى الكشف، يجعل من ذاته سِقاءً يتجسّد بحياته وحرارته بين الصفحات، في حالةٍ عابرةٍ متجاوزةٍ يتّحد فيها الإنسان بالإيمان، والكاتب بالمكتوب، واللغة بالموضوع؛ الذات بالمعنى، والفاعل بالمفعول، والأداة بالمضمون.. حالة ينتشي فيها الكاتب متشبعًا بـ”فعل� الكتابة، وينتشي لها القارئ متشبعًا بـ”ناتج� هذه الكتابة من المقولات والأفكار.
المزيد عن الكتاب، في مقالتي قراءةٌ خارجَ القفص (1/ 2)، على الرابط:
وقت ممتع.
July 18, 2020
في البداية لأن معرفتي بالكاتب كانت عن طريق مقالاته ظننت من العنوان أنها مقالات مجمعة، وعندما وجدتها فقرات، تخوفت من إنعدام الترابط ومما يسلبه العرض السريع من دون التفصيل.
لكن المقدمة كانت غير مألوفة و أربكتني بشكل ما ،ثم انسابت كل الفقرات بهدوء _رغم النبرة اللاذعة أحيانًا ومع تعذر الفهم الكامل لبعض المقاطع أحيانا أخرى _
للعجب أيضا هذا الفقرات المنفصلة تظهر على طول الكتاب مترابطة تماما، محطات عبور فكري ترسم لوحة واثقة وممتلئة.
لا أعلم إن كان الكاتب قد وصل إلى مراده ((أن يُعلم القارئ ملكة التفكير))ولا أظن أن هذا يصلح للقياس ،فمعبر أي كتاب في يد كل قارئ معبر فريد، لكنني أعلم أنني أحببت معبري.
لكن المقدمة كانت غير مألوفة و أربكتني بشكل ما ،ثم انسابت كل الفقرات بهدوء _رغم النبرة اللاذعة أحيانًا ومع تعذر الفهم الكامل لبعض المقاطع أحيانا أخرى _
للعجب أيضا هذا الفقرات المنفصلة تظهر على طول الكتاب مترابطة تماما، محطات عبور فكري ترسم لوحة واثقة وممتلئة.
لا أعلم إن كان الكاتب قد وصل إلى مراده ((أن يُعلم القارئ ملكة التفكير))ولا أظن أن هذا يصلح للقياس ،فمعبر أي كتاب في يد كل قارئ معبر فريد، لكنني أعلم أنني أحببت معبري.
June 20, 2024
ماشاء الله لا قوة إلا بالله، كتاب يستحق القراءة أكثر من مرة، تختلف أو تتفق مع الكاتب في بعض شذراته، إلا أن الصدق والشفافية واتساق الكاتب مع نفسه يجعل الكتاب رحلة عرفانية، يفسرها ما قاله الكاتب في المقدمة أن الكتابة عنده حالة من القنوت. اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى. الكاتب يحاول أن يدفعنا نحو الاعتصام بالله وبكتابه وبسنته، ثم في الوقت ذاته يدفعنا عن كتاباته بألا نستوثنها، أو نستصنمها كما عبر شيخنا فريد الأنصاري رحمه الله تعالى، فقد أدت الشذرات دورها وانسحبت من المشهد.
الكتاب يريد من القارئ أن يكون مسئولا عن اختياراته وقراراته وتوجهاته، يريد من القارئ أن يكون مسئولا عن المهمة المنوطة به، مسئولية الاستخلاف في الأرض، ونفس ذات الفكرة قد أشار لها على عزتبيغوفتش ، والذي يتجلى تأثر الكاتب به تأثرا كبيرا ، ليس على مستوى اختيار القوالب الشذرية ليصوغ أفكاره، بل على مستوى الوجدان والانصباغ بتجربة عزتبيغوفتش. ولحسن المصادفة، فقد قرأت لتوِّي تعليق الكاتب على كتاب الإسلام بين الشرق والغرب ترجمة يوسف عدس، فوجدت صدى لما له كثافة حضور في أفكار خارج القفص.
الكتاب يريد من القارئ أن يكون مسئولا عن اختياراته وقراراته وتوجهاته، يريد من القارئ أن يكون مسئولا عن المهمة المنوطة به، مسئولية الاستخلاف في الأرض، ونفس ذات الفكرة قد أشار لها على عزتبيغوفتش ، والذي يتجلى تأثر الكاتب به تأثرا كبيرا ، ليس على مستوى اختيار القوالب الشذرية ليصوغ أفكاره، بل على مستوى الوجدان والانصباغ بتجربة عزتبيغوفتش. ولحسن المصادفة، فقد قرأت لتوِّي تعليق الكاتب على كتاب الإسلام بين الشرق والغرب ترجمة يوسف عدس، فوجدت صدى لما له كثافة حضور في أفكار خارج القفص.
January 29, 2017
وراء كتابة كهذه، حالة عارمة من اللاطمأنينة (إذا سمح لي بيسوا باستخدام عنوان كتابه الأشهر)، ويسميها صاحب الكتاب (المكابدة)، فتلك التأملات والاقتباسات والتحليلات والتأويلات لا تنبئ إلا عن ذات قلقة (ليس القلق المرضي المفضي إلى التخبط أو التيه). إنما هو القلق نقيض الهدوء والدعة. ذات تعرف مصيرها، لكن قلقها ولاطمأنينتها ومكابدتها تنبعث من عوارض الطريق المغجعة. ذاك الذي يطلب الحذر، والعمل، والمعرفة، انطلاقا من أسئلة لا نهاية لها..
تلك اللاطمأنينة هي منشأ الإبداع عموما. فالكاتب الذي يرضي بمعرفة حصلها أو بمنجز حققه أو بمديح ناله، كاتب ميت. أو هو فاقد من الأساس لخصائص المبدع الأصيل.
الكتاب الذي كتب على مهل، يقرأ على مهل. إنه ابن الزمن. ابن الأيام والتجربة. والذي كتب على عجل هو ابن العاطفة والشعور الجارف واللحظة الراهنة، لذا فهو يقرأ مرة واحدة، دفعة واحدة. هي ليست قاعدة في القراءة. لكن هذا للتفضيل فقط. هنا في تلك الشذرات عصارة اطلاعات الكاتب على مدار سنين طويلة. وهنا تتكشف، كما لو أنها كتابة يوميات حيث مصادر الكاتب ومناهله، أساتذته، وملهميه، رؤيته للوجود والإنسان والمعرفة مطروحة في ثنيات كتابه..
لماذا الكتابة الشذرية (عموما) هي الأكثر صدقا، والأكثر جمالا، والأكثر تأثيرا؟ لأن كاتبها يعمد إلى اقتناص الفكرة ووضعها بزهد لغوي عال. بكلمات أقل. هي التي تتطلبها الفكرة. فلا فائض في الألفاظ، ولا زيادة في المعنى. إنما هي البلاغة. فالشذرات لا يبحث كاتبها عن مقدمة لعرض الفكرة، ولا تمهيد لشرح الباعث. ولا خاتمة لتوكيد المعنى.
قد تقرأ شذرة تثيرك حول: كيف تحقق وجودك إنسانيا كما في الشذرة رقم (11)، ثم تجد الإجابة، او توضيحا للإجابة بعدها بأكثر من مئتي شذرة، تحديدا عند الرقم (289). لفتة كتلك تشعرك بأنك عشت لفترة (سنفترض أنها فترة القراءة، أو فترة التأمل الطبيعي بعد القراءة)، داخل عقل الكاتب. عابرا معه آفقا تقترب أو تبتعد عن نقطة الإثارة. هنا أجد نقطة تلاق مع ما يسمى في الرواية بتيار الوعي، حيث تنتج الرواية من تداعيات للذهن، فنحصل على عمل محكم، يعطي معنى، على رغم أنه ظاهريا غير ذلك. هنا في الكتابة الشذرية، ستجد انك ظاهريا أمام عمل غير مترابط، إلا أنه غير ذلك..
كان هذا الكتاب متروكا، بركن هادئ بمكتبتي، ركن لا أتطلع لنبش ما فيه، لكن، ثمة قلق داخلي (مكابدة، ربما، بحسب مفهوم أبوذكري)، داهمني منذ شهور قليلة، حالة من لاطمأنينة بيسوا (كما أفضل استخدام الكلمة)، جعلتني أتطلع لما كنت لا أتطلع إليه من قبل، فأخرجت هذا الكتاب الذي قرأته على مهل. لقد أثارني، بقدر ما أعطاني اتجاه سير، يجمع، شتاتي، واضطرابي..
لذا أقول مطمئنا، بأن لا طمأنينتي تلاقت مع لاطمأنينة تلك الكتابة، ولو كان غير ذلك لما تحققت الفائدة. وهنا لا بد أن أشير لدور القارئ المهم في كتابة النص، أو، لأجل الدقة، في اعادة كتابته..
تلك اللاطمأنينة هي منشأ الإبداع عموما. فالكاتب الذي يرضي بمعرفة حصلها أو بمنجز حققه أو بمديح ناله، كاتب ميت. أو هو فاقد من الأساس لخصائص المبدع الأصيل.
الكتاب الذي كتب على مهل، يقرأ على مهل. إنه ابن الزمن. ابن الأيام والتجربة. والذي كتب على عجل هو ابن العاطفة والشعور الجارف واللحظة الراهنة، لذا فهو يقرأ مرة واحدة، دفعة واحدة. هي ليست قاعدة في القراءة. لكن هذا للتفضيل فقط. هنا في تلك الشذرات عصارة اطلاعات الكاتب على مدار سنين طويلة. وهنا تتكشف، كما لو أنها كتابة يوميات حيث مصادر الكاتب ومناهله، أساتذته، وملهميه، رؤيته للوجود والإنسان والمعرفة مطروحة في ثنيات كتابه..
لماذا الكتابة الشذرية (عموما) هي الأكثر صدقا، والأكثر جمالا، والأكثر تأثيرا؟ لأن كاتبها يعمد إلى اقتناص الفكرة ووضعها بزهد لغوي عال. بكلمات أقل. هي التي تتطلبها الفكرة. فلا فائض في الألفاظ، ولا زيادة في المعنى. إنما هي البلاغة. فالشذرات لا يبحث كاتبها عن مقدمة لعرض الفكرة، ولا تمهيد لشرح الباعث. ولا خاتمة لتوكيد المعنى.
قد تقرأ شذرة تثيرك حول: كيف تحقق وجودك إنسانيا كما في الشذرة رقم (11)، ثم تجد الإجابة، او توضيحا للإجابة بعدها بأكثر من مئتي شذرة، تحديدا عند الرقم (289). لفتة كتلك تشعرك بأنك عشت لفترة (سنفترض أنها فترة القراءة، أو فترة التأمل الطبيعي بعد القراءة)، داخل عقل الكاتب. عابرا معه آفقا تقترب أو تبتعد عن نقطة الإثارة. هنا أجد نقطة تلاق مع ما يسمى في الرواية بتيار الوعي، حيث تنتج الرواية من تداعيات للذهن، فنحصل على عمل محكم، يعطي معنى، على رغم أنه ظاهريا غير ذلك. هنا في الكتابة الشذرية، ستجد انك ظاهريا أمام عمل غير مترابط، إلا أنه غير ذلك..
كان هذا الكتاب متروكا، بركن هادئ بمكتبتي، ركن لا أتطلع لنبش ما فيه، لكن، ثمة قلق داخلي (مكابدة، ربما، بحسب مفهوم أبوذكري)، داهمني منذ شهور قليلة، حالة من لاطمأنينة بيسوا (كما أفضل استخدام الكلمة)، جعلتني أتطلع لما كنت لا أتطلع إليه من قبل، فأخرجت هذا الكتاب الذي قرأته على مهل. لقد أثارني، بقدر ما أعطاني اتجاه سير، يجمع، شتاتي، واضطرابي..
لذا أقول مطمئنا، بأن لا طمأنينتي تلاقت مع لاطمأنينة تلك الكتابة، ولو كان غير ذلك لما تحققت الفائدة. وهنا لا بد أن أشير لدور القارئ المهم في كتابة النص، أو، لأجل الدقة، في اعادة كتابته..
September 14, 2021
أفكار خارج القفص؛ كتاب من نمط الكتابة الشذرية، إذ يحتوي الكتاب على ستمائة نص؛ تبدو للناظر إليها للوهلة الأولى أنها نصوص مفككة لا يربطها رابط؛ ولكنها تظهر متكاملة مترابطة من ناحيتها الدلالية للمتأمل المدقق، فهي في نهاية الأمر تصدر عن رؤية واحدة للكاتب ومقصد محدد. فعند التأمل الدقيق في تلك النصوص سيجد القارئ أنها نتاج منهج واحد في النظر؛ بعين المنهج فكك المؤلف الفكر السياسي، وبه قرأ الأدب، وناقش مسائل العقيدة والفلسفة، ثم به يتشكل دعاء يستلهم سير الأنبياء. وبذلك سيٌدرك القارئ وحدة المعارف الإنسانية.
كتاب يدفعك دفعا للتأمل فيما تقرأ، ولتدقيق النظر فيه، ومراجعته مع ما تعتقد من أفكار وما تتخذه من مواقف، وكما ذكر المؤلف أن الغرض منه تعليم القارئ التفكر ومساعدته على تكوين ملكة للنظر والنقد والحكم. وستجد في الكتاب إجابات عن الكثير من الأسئلة التي تؤرق الباحث عن الحق
وذكر أبوذكري في مقدمة كتابه أنه استلهم هذا النوع من الكتابة من كتاب هروبي إلى الحرية للمفكر الرئيس البوسنوي علي عزت بيجوفيتش. كما ذكر أن كتب من الأدب العربي القديم قد تأثر بها أيضا، وعلى رأسها العقد الفريد، ومؤلفات الجاحظ خاصة كتاب البيان والتبين؛ وإن كان تأثيرها كامن في اللاوعي - كما أكد المؤلف-
وفي الكتاب سيجد القارئ أفكار وملاحظات المؤلف عن الدين والفلسفة والأدب والفن والحب والحياة والتاريخ وأحداثه، كما سيجد تعليقات من المؤلف على كتب، وعلى أحداث وقعت، وآيات قرآنية وأحاديث وأبيات شعر ومقتطفات كثيرة.
استفدت من كتاب أفكار خارج القفص كثيرا، وتعلمت منه الكثير، بل كانت الكثير من نصوصه باعثة للاطمئنان في نفسي
كتاب يدفعك دفعا للتأمل فيما تقرأ، ولتدقيق النظر فيه، ومراجعته مع ما تعتقد من أفكار وما تتخذه من مواقف، وكما ذكر المؤلف أن الغرض منه تعليم القارئ التفكر ومساعدته على تكوين ملكة للنظر والنقد والحكم. وستجد في الكتاب إجابات عن الكثير من الأسئلة التي تؤرق الباحث عن الحق
وذكر أبوذكري في مقدمة كتابه أنه استلهم هذا النوع من الكتابة من كتاب هروبي إلى الحرية للمفكر الرئيس البوسنوي علي عزت بيجوفيتش. كما ذكر أن كتب من الأدب العربي القديم قد تأثر بها أيضا، وعلى رأسها العقد الفريد، ومؤلفات الجاحظ خاصة كتاب البيان والتبين؛ وإن كان تأثيرها كامن في اللاوعي - كما أكد المؤلف-
وفي الكتاب سيجد القارئ أفكار وملاحظات المؤلف عن الدين والفلسفة والأدب والفن والحب والحياة والتاريخ وأحداثه، كما سيجد تعليقات من المؤلف على كتب، وعلى أحداث وقعت، وآيات قرآنية وأحاديث وأبيات شعر ومقتطفات كثيرة.
استفدت من كتاب أفكار خارج القفص كثيرا، وتعلمت منه الكثير، بل كانت الكثير من نصوصه باعثة للاطمئنان في نفسي
October 9, 2016
و مع أنني أكره هذا النظام في الكتب
نظام الفقرات و المقالات الصغيرة المتفرقة
إلا أن الكاتب عبد الرحمن يملكُ فِكراً لا يمكن إهماله و كتابه من الكُتب التي تُثري العقل حقا
و برغم التشابه الكبير ما بين نظامه و نظام كتاب هروبي الى الحرية ، الا انني فضلتُ كتابه أكثر بكثير من هروبي الى الحرية حتى بالنظر الى ضخامة فكر علي عزت بيجوفيتش ، وذالك لا ينقص من فِكره او من فكر فيجوفيتش و العياذ بالله
ولكن لكل كاتب مجال مُعين يبدع فيه
و عبد الرحمن ابو ذكرى أبدع في هذا المجال
فهو مما قرأت في الكتاب ، صاحب فكر نَيّر و بصيرة قوية بما حوله و واضحٌ وضوح الشمس تأثره بالدكتور عبد الوهاب المسيري طيّب الله ثراه
أسأل الله أن يُكمل ما أبتدأته القامات الفكرية السابقة كالمسيري و بيجوفيتش
و أن ييسر له كُل سُبل التوفيق ..
نظام الفقرات و المقالات الصغيرة المتفرقة
إلا أن الكاتب عبد الرحمن يملكُ فِكراً لا يمكن إهماله و كتابه من الكُتب التي تُثري العقل حقا
و برغم التشابه الكبير ما بين نظامه و نظام كتاب هروبي الى الحرية ، الا انني فضلتُ كتابه أكثر بكثير من هروبي الى الحرية حتى بالنظر الى ضخامة فكر علي عزت بيجوفيتش ، وذالك لا ينقص من فِكره او من فكر فيجوفيتش و العياذ بالله
ولكن لكل كاتب مجال مُعين يبدع فيه
و عبد الرحمن ابو ذكرى أبدع في هذا المجال
فهو مما قرأت في الكتاب ، صاحب فكر نَيّر و بصيرة قوية بما حوله و واضحٌ وضوح الشمس تأثره بالدكتور عبد الوهاب المسيري طيّب الله ثراه
أسأل الله أن يُكمل ما أبتدأته القامات الفكرية السابقة كالمسيري و بيجوفيتش
و أن ييسر له كُل سُبل التوفيق ..
April 6, 2015
من الصعب كتابة رأي فيما يكتبه المعلم ففي النهاية كثير من أفكارنا نتيجة لما علمنا هو
يقال أن الكلمات والأفكار تمس روح قارئها بقدر ما تصطدم بما توافقها ربما هذا ما جعل الكتاب قريبا من نفسي لأن جزء كبيرا منها قد عشناه و مس حياتنا
حتى القفزات التي كنت أرى إنها متناقضة الا أن هذاالتناقض وافق حياتنا
كل فكرة خارجة من القفص في هذاالكتاب خلفهاروايات وأفكار تتشابك وتتتنافر مع الواقع بشكل كبير
الكتاب كما قال كاتبه عنه بغرض تعليم القارئ التفكير ولتكوين ملكةالنظر والنقد والحكم
وفي النهاية أعتقد ان مدخل الكتاب أكبر معين على فهمه
يقال أن الكلمات والأفكار تمس روح قارئها بقدر ما تصطدم بما توافقها ربما هذا ما جعل الكتاب قريبا من نفسي لأن جزء كبيرا منها قد عشناه و مس حياتنا
حتى القفزات التي كنت أرى إنها متناقضة الا أن هذاالتناقض وافق حياتنا
كل فكرة خارجة من القفص في هذاالكتاب خلفهاروايات وأفكار تتشابك وتتتنافر مع الواقع بشكل كبير
الكتاب كما قال كاتبه عنه بغرض تعليم القارئ التفكير ولتكوين ملكةالنظر والنقد والحكم
وفي النهاية أعتقد ان مدخل الكتاب أكبر معين على فهمه
March 15, 2020
به الكثير والكثير من الدرر العلية.. لا تستوجب التأمل فحسب بل ما هو أكثر.. لكن كعادة هذا القالب فإنك تستشعر شيئا من الزهو هنا أو هناك حتى وإن لم يكن هذا حال المؤلف.. أيضا تستشعر أنه من المبكر صدور كتاب بهذه الطريقة لكاتب في سن يبدو أنها لا تزال شابة
July 23, 2016
الكتاب امتداد أصيل لمدرسة الفكر الإسلامي التي أعادت نقاش قضية التصور. لا يتذوق هذا الكتاب إلا من يكابد دينه. لي مقالة عن الكتاب بعنوان "مابين كتابين:أفكار خارج القفص وهروبي إلى الحرية".
March 19, 2021
كتاب رائع.
استمتعت بقرائته علي مُكث.
استمتعت بقرائته علي مُكث.
February 18, 2019
كتب الأفكار المقتضبة هذه .. متعبة في القراءة!
December 8, 2019
كتاب اجمل مافيه اسمه فقط ولو استغنى عنه القارئ الحريص على وقته وعقله كان أفضل له.
December 28, 2021
جمالية هذا الكتاب تكمن في كونه لم يكتب بالنمط المدرسي المعتاد ولكن كتب بأسلوب الشذرة القرآنية العميقة القريبة للروح وللانسان من حيث كونه من طين وأحاسيس وأفكار
كتاب متمرد جدا يطوف بك في دروب الأدب والفكر والسياسة والتاريخ والسيرة الذاتية واحداث ومواقف من الحياة الحديثة او بعض الأحداث التي وقعت فيعلق عليها ابو ذكري بأسلوبه الجزل الساخر والمصادم وحسه العرفاني المستغرق في الفكرة وفي الجواني أكثر من البراني بتعبيره
هذا كتاب يبهرك على مقدرته الفذة في استثارة فهمك وفكرك بل حتى غضبك وضحكك وتجد نفسك شيئا فشيء تبصر طريقة المؤلف وهو هدف نبيل وسامي أراده مؤلفه الاستاذ والاديب عبدالرحمن ابو ذكري
قد تتفق وتختلف معه في بعض المسائل بلا شك ولكنك لن تستطيع أن تنكر أنه استفزك واقلقك وسار على اتجاهك ثم عاد وقطع حدودك الحمراء كلها
كتاب نادر التكرار كتب بروح نازفة صادقة روح عابد متبتل وسط عالم مليء بالازعاج والصراخ بشعار معرفي براق
كتاب متمرد جدا يطوف بك في دروب الأدب والفكر والسياسة والتاريخ والسيرة الذاتية واحداث ومواقف من الحياة الحديثة او بعض الأحداث التي وقعت فيعلق عليها ابو ذكري بأسلوبه الجزل الساخر والمصادم وحسه العرفاني المستغرق في الفكرة وفي الجواني أكثر من البراني بتعبيره
هذا كتاب يبهرك على مقدرته الفذة في استثارة فهمك وفكرك بل حتى غضبك وضحكك وتجد نفسك شيئا فشيء تبصر طريقة المؤلف وهو هدف نبيل وسامي أراده مؤلفه الاستاذ والاديب عبدالرحمن ابو ذكري
قد تتفق وتختلف معه في بعض المسائل بلا شك ولكنك لن تستطيع أن تنكر أنه استفزك واقلقك وسار على اتجاهك ثم عاد وقطع حدودك الحمراء كلها
كتاب نادر التكرار كتب بروح نازفة صادقة روح عابد متبتل وسط عالم مليء بالازعاج والصراخ بشعار معرفي براق
May 11, 2023
لا أعلم لماذا قبل القراءة كنت أحمل عن الكتاب انطباعًا سلبيًا، الكتاب عمل أدبي يستحق الدراسة وليس فقط القراءة فهو جديد نسبيًا وقد يكون ليس أول عمل أدبي عبارة عن عبارات مقتبسة - سواء عبارات للكاتب أو لغيره- ولكن ذلك التناسق الغريب فالكتاب ينقلك إلي عالم حقيقي غير مزيف، ينقلك إلي شخص الكاتب نفسه تشعرك كأنه أعطاك المفتاح لدخول عالمه الخاص ولتتجول داخل ثنايا فكره ووجدانه، فلا تشعر بأي درجة من درجات التصنع أو أنه هناك نص مضاف من أجل تسويد الصفحات بل كل حرف في مكانه كأنها لوحة مرسومة بدقة متناهية في وجدان الكاتب، في نهاية الكتاب تشعر أنك أصبحت صديقًا حميمًا لهذا الكاتب تدمع عينك وأنت تنتهي منه، تشعر كأنك تفارق شخصا وليس كتابا.
September 26, 2020
عودة للكتاب بعد سنوات،القراءة الأولى صفقت وأعجبت بكل الكتاب ،والقراءة الثانية أدركت التباين والفروق بين ما كُتب فيه،أعتقد أن ثمار أبو ذكري هُنا وإن أصبح قامة فكرية بارزة سيكون هذا مرجعًا لأفكارة الأولى.
March 10, 2021
الكتاب رائع, افكار قد تراها متناثرة فى شتى المجالات لكنها بلا شك مترابطة و لها وحدة نابعة من تماسك عقل واحد, الكتاب هو تكرار لتجربة المفكر و السياسي و الرئيس علي عزت بيجوفيتش في كتابه هروبي للحرية, و يحاكي افكار كثيرة منه, و لكم وددت ان يفي الكاتب بوعده و يقدم ترجمته لكتاب بيجوفيتش هروبي للحرية.
December 21, 2017
ممتع جدا وخاصة في بدايته..
كثير من النصوص لامست قلبي جدا وكانت رسائل في وقتها تماما
صاحبني هذا الكتاب في سفر طويل وكان خير رفيق 🌼
كثير من النصوص لامست قلبي جدا وكانت رسائل في وقتها تماما
صاحبني هذا الكتاب في سفر طويل وكان خير رفيق 🌼
November 29, 2021
جميل جدا :))
Displaying 1 - 30 of 54 reviews
Can't find what you're looking for?
Get help and learn more about the design.