"عبد الرحمن رأفت الباشا" رائد من رواد الأدب الإسلامي وممن اجتهدوا في الدعوة إليه نظريا وتطبيقيا .
ولد "عبد الرحمن رأفت الباشا" عام 1920م في بلدة "أريحا" شمال سورية، وتلقى دراسته الابتدائية فيها، ثم تخرج في المدرسة الخسروية بحلب؛ وهي أقدم مدرسة شرعية رسمية في سورية.. أما دراسته الجامعية فتلقاها في القاهرة؛ حيث نال الشّهادة العالية لكلية أصول الدّين في الأزهر، وشهادة اللّيسانس أيضًا في الأدب العربي من كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول، ثم درجتي الماجستير والدّكتوراه من هذه الجامعة التي أطلق عليها فيما بعد اسم جامعة القاهرة.
اشتغل مدرسا فمفتشا، ثم كبيرا لمفتشي اللّغة العربية في سورية، ثم مديرا لدار الكتب الظّاهرية المنبثقة عن المجمع العلمي العربي في دمشق، وأستاذًا محاضرا في كلية الآداب في جامعة دمشق.. ثم انتقل إلى السّعودية للتدريس في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية؛ وقد شغل منصب رئيس قسم البلاغة والنّقد ومنهج الأدب الإسلامي، وكان عضوا في المجلس العلمي في الجامعة منذ أن وُجِدَ، وعُهِدَ إليه بلجنة البحث والنّشر في الجامعة ذاتها.
كعادتى دائما استمتع أشد الاستمتاع بسير الصحابة :)) و يكون الاستمتاع فى أوجِّه عندما يكون المؤلف عبد الرحمن رأفت باشا :) جزاه الله خيرا و رضى الله عن الصحابة و جمعنا بهم قريبا
من يعرفني جيدًا، يعرف أني أمقت الكُتب التي مضى الناس في الحديث عنها بما يفضي إلى بغضها في ثنايا قلبي، وهذا أمر غير صحي، ولكن؛ في كل مرة يخيب ظنّي بي فلا أبرح أدندن بالكتاب حتى أفضي إلى غيره. لق� كان كتاب صور من حياة الصحابة هو أكثر ما تردد علّي منذ أن دخلت إلى الحلقة، ولا أحصي عدد البرامج التي كانت من ضمن شروطها هو قراءة هذا الكتاب، وهذا ما جعلني أبغضه،، قد لا يبدو سببًا مقنعًا لكنّي هكذا .. فتعايشت معي نفسي التي ما تلبث أن يخيب ظنها. وأذكر أني قرأته ولكن لا أذكر أي شيء منه بتاتًا. حسنً� مالذي دعاك إلى قراءته بعد كل هذه الأعذار يا عبدالرحمن ؟!! دعن� أصدقك القول وأقول “مُكرهً� أخاك لا بطل� خرج� تلك الليلة في ساعة متأخرة بعدما أنتهيت من المذاكرة، وقد كان في المكان شخص أعزّه، وأقدّر ما يقوم به، فشاء الله أن أجلس أنا وإياه على نفس الطاولة وكلٌ منا منشغل بشغله، وبعدما حان وقت الإغلاق، هممت بأن أسلّم عليه ، فرّحب بذلك وتجاذبنا أطراف الحديث -أثناء خروجنا- .. ثم إنّ مرادي -وهذا طبعي- أني إذا وجدت شخصًا قد تميز بأمر أن أستشيره علّني أجد ما يقودني إلى ضالتي، وهكذا فعلت .. فسألت� عن الكتابة.. فسرد ما شاء الله له ثم قال : � خلّ كل هذي على جنب واقرأ كتاب صور من حياة الصحابة � فبع� أن مضى في شرح الخطوات الخمس للكتابة يقول هذه النصحية التي وقعت علّي كوقع الحبر على الورق.. � -أنتهت الحادثة بع� تلك الليلة ببضعة ليال ، أتصل شخصًا يريد العمل على مشروع، وكان المشروع يتضمن الكتابة، بل الأعجب من ذلك أنها تتضمن كتاب صور من حياة الصحابة ،، وهكذا حتى دلّني الله عزّ وجل على هذا الكتاب وأحاطت الظروف بي إلى قراءته.
عن الكتاب : � لا أظن أنّ شخصًا سيكتب كل هذا الكلام الذي بالأعلى على أمر لم يكن عظميًا. إ� كان من أمر تعلمته من الكتاب ، فهو أن الحياة مرةً واحدة ولا يسع للمرء أن يكون أبي ابن كعب، وخالد ابن الوليد وابو بكر، وعبدالله بن عمر في حياةٍ واحدة ، وليكن مشكاتك في عتمة الدنيا وغلسة الأيام هو كتاب الله، ورسول الله � وما أحاط بهما، فلا ينعم المرء من دونهما لأنهما هما منتهى حكايتنا السريعة .. حكاية الستين او قل إن شئت السبعين عام. قد يبدو كلامًا فضفاضًا لكن دعني أحكي لك حكاية علم من أعلام الإسلام ( وفي آخرِ أيَّامه في سجن القلعة الذي مات فيه يقول شيخ الإسلام: "وندمتُ على تضييع أوقاتي في غيرِ معاني القرآن" ) ق� يتغير قدواتك من فترة إلى أخرى، ولكن عليك ألّا تتنازل عن خيرة أسوة : { لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا }. �
مشروع الكتاب : وهي عادة أحاول إضافتها إلى رحلتي القرائية وهو إن أمكن وضع مشروع للكتاب فضعه. وهُن� كان مشروع الكتاب هو الكلمات، فجمعت الكلمات الجديدة علي ووضعتها في كناشتي الزرقاء. �
كتاب رائع يجسد صور من حياة الصحابة قال صلى الله عليه وسلم ( أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم)
أبطال هذا الجزء من الكتاب هم ؛
١- ابو عبيدة بن الجراح ٢- عبدالله بن مسعود ٣- سلمان الفارسي ٤- عكرمة بن ابي جهل ٥- زيد الخير ٦- عدي بن حاتم الطائي ٧- ابو ذر الغفاري ٨- عبدالله بن أم مكتوم
تعرفت على شخصية جديدة في هذا الجزء من السلسلة وهو الصحابي زيد الخير، أعجبت به، اسمه قبل إسلامه زيد الخيل، لقد توفي سريعًا بعد إسلامه حتى قيل إن فترة حياته وهو مسلم لا تكفي لارتكاب معصية، حزنت لأني أظن أنه كان سيكون عونًا كبيرا للإسلام في الفتوحات، وفرحت لأنه أسلم قبل أن يموت كافرًا.