What do you think?
Rate this book
440 pages, Paperback
First published January 1, 2001
" لا يعيد التاريخ نفسه، فالموتى لا ينهضون من القبور، والأشياء تفقد قدسيتها منذ اللمسة الأولى، والمؤرخ رجل أحمق، يختبىء خلف حركة الزمن؛ لذا يمتلك شجاعة خارقة في مواجهة الأباطرة الماضيين، ويرتعد خوفا من والٍ صغير يعاصره "
"يبدأ التاريخ العربي مثل حلم أسطوري رائق، كذكريات الخلق الأولى، ولكنه سرعان ما يتحول إلى كابوس عندما تستشري فيه بذرة الفساد."
" عندما بدأ الطبري يتأهب لكتابة تاريخه، قال لتلامذته قبل أن ينفضوا من حوله : أتنشطون لكتابة تاريخ العالم من آدم حتى وقتنا هذا ؟ تساءل التلامذة : كم يكون قدره ؟ قال الطبري : ثلاثون ألف ورقة، قالوا معترضين : إن هذا مما تفنى الأعمار قبل تمامه.. قال : إنا لله، ماتت الهمم، ولم يكن أمامه إلا أن يملي عليهم تاريخ العالم مختصرا غاية في الاختصار .."
" وكان الجبرتي يرى أن الغرض من التاريخ هو : الوقوف على الأحوال الماضية حيث هي، وكيف كانت، وفائدة العبر بتلك الأحوال والتنصح بها، وحصول ملكة التجارب بالوقوف على تقلبات الزمن، ليحترز العاقل من مثل أحوال الهالكين من الأمم المذعورة و يستجلب خيار أفعالهم، ويتجنب سوء أقولهم ويزهد في الفاني ويجتهد في طلب الباقي.. "
إنه زمن مليء باليأس حقا و لكنه لا يخلو من الأمل .. كان هناك رجال حالمون ، و كانت هناك انتفاضات ذبيحة ، و هناك رغبة تواقة للتغيير ، و ثورات كامنة تحت الرماد ، و ما زلنا في انتظار زمن عربي جديد ، و مخاض جديد ، و ولادة جديدة
بكيت عليها أن قلبي يحبها و أن فؤادي كالجناحين ذو رعش
نحن جميعا عرب ما بعد السقوط ، منذ أن تهاوت آخر معاقلنا في غرناطة و في كل يوم تنفتح في جلودنا ثغرة جديدة ، تسقط مدننا من الداخل قبل أن تنطلق المدافع و قبل أن يفكر العدو في اقتحامها