في القصص، نكتبُ عن شخصياتٍ متخيَّلَة، نأملُ بأن تتجسدَ يومًا في الواقع. ولعلَّ أجملَ ما في هذه المجموعةِ القصصية، أنَّنا في لحظةٍ ما نتحوَّل إلى ما نقرؤه، فنحلمُ بدرّاجة جديدةٍ نستعيدُ بها دهشةَ الطفولةِ الأولى، يلفحُنا الهواء، وتأخذُنا إثارةُ المغامرة ونحن نتمسَّك بعَارضات قطارٍ قديم. ونتأمَّل حياةَ رجلٍ بأحلامٍ عادية غيرِ قادرٍ على تحقيقها، ونقفُ عاجزينَ أمام القسوة، ونقاومُ الظلمَ بالفن.
هذه قصصٌ من حياتنا، تحملُ داخلها أجزاءً من قلوبنا وأطيافًا من أحلامنا، وأمنياتٍ بعالمٍ أجمل. وهذا هو ما يفعلُه الأدبُ.
دائمًا ما نذكر أن اسم العمل هو المدخل الأول للنص والمُعرف الأول عنه، وكثيرًا ما يكون هناك اسماء متوافقة مع فكرة العمل بعد القراءة، وهناك أخرى تجعلك تعرف ما أنت مُقبل عليه، وأخرى تزيد من حيرتك ولا تعرف كيف يمكنك تفسيرها أو ما علاقتها بالعمل من الأصل.
في حديثنا هنا عن المدخل الأول للنص وهو الاسم (حواديت محلية الصنع) يمكنني القول تمامًا أن هذا هو الاسم الأنسب والأوحد لتلك المجموعة التي تمتلئ بالمحلية حد الانغماس فيها، الكاتب يحكي من داخل حياتنا بشكل بالغ العمق والرهافة، وفي الوقت نفسه بالغ البساطة والتفصيلية التي تجعلني أفكر لقد رأيت هذا الشخص، تحدثت مع ذاك، لقد مررت بهذا الموقف سابقًا، في نهاية المجموعة كنت أعرف أنني قابلت كل هؤلاء وأعرفهم جيدًا ربما سابقًا أو لاحقًا.
المجموعة تتكون من 16 قصة قصيرة جميعها مكثفة ربما إلا في قصة حواديت محلية الصنع التي تحمل اسم المجموعة وكأنها جمعت كل الحكايات الأخرى التي ود الكاتب أن يضعها في المجموعة كإشارة سريعة لهم.
القصة الأولى والتي تحمل اسم (عملات أبي) من أكثر القصص قربًا إلى قلبي، ودمعت عيناي في نهايتها وتوقفت أمامها للحظات، هي تحكي عن أب يحاول شراء دراجة جديدة لابنه المتفوق ولكن قصر ذات اليد يعيق هذا، النهاية كانت رقيقة ولمست قلبي.
في قصة السبنسة يضعك الكاتب في اختبار، هل يمكنك التقاط انفاسك؟ هل يمكنك أن تتخيل مصير هؤلاء الفتيان وكيف ستنتهي رحلتهم؟ لا نعرف وطوال الأحداث وأنا أنتظر الأزمة التي ستحدث ولم يخلف توقعاتي. في قصة (سكن) على الرغم من معرفتي المسبقة بنهايتها ولكن هذا لم يحد أبدًا من المشاعر التي وصلتني منها.
يمكنني القول أن الكاتب كان يعتمد على المشاعر في حد ذاتها، في بعض القصص كان يلتقط حدث ما وحده، وفي قصة أخرى تجده يشير إلى حياة كاملة من خلال هذا الحدث الأوحد، ولكن النهاية واحدة، الكاتب يضع يده على قصة كاملة محلية الصنع عن جدارة، من شارعك أو بيتك أو في عائلتك أو أصدقائك أو أشخاص قابلتهم يومًا.
أعتمد الكاتب على السرد بالفصحى في المقام الأول وفي بعض القصص كان الحوار بالعامية، ولكن في الحالتين تميزت اللغة بالقوة والبساطة في الوقت نفسه. أسلوب الكاتب من النوع السهل الممتنع، في كل قصة يمنحك بعض الجُمل التي تُعرفك تمامًا مدى تمكنه من لغته وأدواته، ولكنه لا يرغب في منحك لغة مقعرة أو تشبيهات منمقة فقط، هو يرغب في جعلك تشعر، تفكر في التفاصيل وتراها بعينك رؤية مختلفة تمامًا عما سبق، يمكنني القول أنه كان يلعب بشكل كامل على البساطة والحقيقة والتفاصيل الصغيرة اليومية والأشخاص المهمشين والذين يمكنك أن تمر عليهم في يومك دون أن تهتم بتفاصيلهم بصورة كبيرة، في لحظة ما شعرت أن الكاتب عاش كل هذا الواقع بالفعل خاصة أنه استخدم اسمه كبطل للقصة التي تحمل اسم المجموعة نفسها.
من المجموعات التي يمكنني ترشيحها لمن يرغب في البساطة والاستمتاع في الوقت نفسه، يمكن أن تكون فاصل بين كتب مرهقة وثقيلة على الرغم من أن هي ذاتها لم تتخلى عن العمق الإنساني الهادئ ولكنه مريح للقلب بالرغم من مأساويته في بعض القصص.
*اقتباسات:
� إلى.. نفسي، أستحقُّ أن أصفقَ لها مرَّةً بعدَ مراتٍ من جَلدي لذاتي. � (م� الأهداء)
� قد أكونُ بِدعًا بين الكُتّاب، لكنَّني أصدق المكتوب، نصف أو ربع كاتب ربَّما، لكنْ نقصانُ الإنسان في شخصي مُكتمل! �
� لم يعلم أنَّ لحظات القلق أطول، وثانية الخوف بمائةِ ساعة مما يعدّون. �
❞ هذا بيتي ونفسي وأصْلِي، هذا نَبتي وأرضي، ولن أترك أرضي، ادفنوني تحتَها إن أردتُّم لكني لن أتركها حيًّا. �
❞ على عكسِ العادةِ كنا نذهبُ نحن لملكِ الموتِ، نجتمعُ متكدسينَ في صالةٍ كبيرةٍ أصغرُ من كتلتنا، بحوائطٍ زيتيةٍ مزينةٍ بعبثِ كشطِ أقلامِنا كآثارٍ شاهدةٍ على أمواتِ دفْعاتٍ من قبلنا. �
� � الخوف يطلُّ عليَّ من كلِّ موقف وكلمة، وتقاطع مع البشر، الخوف يطلُّ عليَّ من الأمان ذاته! �
� عقلٌ لا يحتفظ بعبارات الاطمئنان، ويمحي بشبه كلمةٍ من ذمِّ صفحات من ثناء، عقلٌ بارع في البحث فيما وراء الأحداثِ والكلمات، ودائمًا لا يرتاح إلا للتَّفاسير المزعجة، وبالٌ مشغول برهْق باله. �
الكتاب : حواديت محلية الصنع النوع الأدبي : مجموعة قصصية الكاتب : علاء أحمد Alaa Ahmed دار النشر : السراج للنشر والتوزيع الطبعة الأولى: 2024 م - 1445 هـ عدد الصفحات: 85 - أبجد التقييم : ⭐⭐⭐⭐
على مدار شهر أغسطس ؛ شاركتني هذه المجموعة قراءاتي . ستة عشر قصة من الهدوء الصاخب، كان أجمل ما فيها الصدق الفني و رهافة الوصف، وعلى الرغم من استقلالية القصص إلا أنها - في وجهة نظري - دارت جميعها حول قيمة الكائن البشري ،والتي تتجلى تحت وطأة الضغوط، وقسوة الظروف، والبحث الدائم عن الخلاص.. تعد هذه المجموعة القراءة الأولى للكاتب ولن تكون الأخيرة . في انتظار جديده وعسى أن يكون قريباً ..
� كل مهملٍ في الحياة له أهميةٌ في ردْهات عقلي كلّ كلمة ألقاها صاحبُها دون بال أحتفظُ له بها في جيوبِ ذاكرتي، بل وأصونُها له من التلف بإعادة تدويرها وتأويلها. �
� الساعة عكس ما جُبلنا عليه، لا تعمل بنشاطِها المعتاد ونحن نراقبُ عملَها، لا تحتاج إلى الأعين للإتقان؛ بل تتقصَّع بين حانات دقائقها، بينما تنشط وتعْدو عندما ننام عنها ونتركُها وضميرَها. �
4.5 stars for me (Full review would be out soon on my Tiktok account) Damn that book was written so beautifully. It elicited a lot of emotions and tears. Some stories I loved more than others, that doesn’t mean that the others were not great as well The beauty and tragedy goes hand in hand with these stories
"حواديت محلية الصنع ". هي مجموعة قصصية متميزة وجديرة بالقراءة، تشرفت بقراءة مسودتها..
"حودايت محلية الصنع "
حواديت من وحي الواقع نسجها الكاتب بقلبه قبل قلمه و بأسلوبه الإبداعي الذي دائما ما يجمع بين البساطة والعمق وبسرديه تحمل من المشاعر والنقد ما يمتنع عليك معها أن تغلق دفّتي الكتاب قبل إتمامه في جلسة واحدة..
حواديت واقعية ستجد بعضها قد مررت بيه من قبل دون أنت تكترس لها، أو تترك في نفسك أي أثر وقتها ، أو هكذا شعرت، ولكنك هنا سوف تعيشها بعقلك ووجدانك ستراها مختلفة تماما ليس في تفاصيلها ولكن في مدى إدراكك وتأثرك بها..
غلاف أخضر اللون في منتصفه كرسي خشبي قديم الطراز، لا يجلس عليه أحد، ربما يدعو القارئ أن يجلس عليه ليستمع إلى حواديت الكاتب، حول الكرسي رسومات صغيرة لدراجة، وغطاء حديدي لزجاجة سباتس، وعملة معدنية من فئة الخمسة قروش، وطابع بريدي عليه الأهرامات، ومكعب دومينو عليه الرقمين ٥:٥، وصورة لزهرة أو ورقات شجر لم أعرف مغزاها إلا من الكاتب وقال إنها ورقة نعناع ، وهي لها علاقة بتراثنا الشعبي، والنعناع كمشروب..
قليلون هم من أهدوا أعمالهم لأنفسهم، ولا أتذكر منهم سوى يوسف السباعي في رواية أرض النفاق، والعبد لله نى عاصم وسألتها الناقدة إن كان هذا نوع من النرجسية؟ وأنا غلبان بصوت عادل إمام..
بالفعل شعرت لماذا يهدي الكاتب عمله هذا لنفسه بعدما قرأت المجموعة فهو يعترف أنه صاحب نفسٍ لوامة.. كما أنه يهدي حواديته الصادقة كما يقول لعمر وليلى أولاده..
في الغلاف من الخلف كتبت الكاتبة نورا ناجي عدة أسطر عن المجموعة موحية بشغف استعادتنا لدهشة طفولتنا..
مقدمة مدهشة للكاتب عن نفسه، يكشف لنا فيها ذاته وحقيقته، ويقول أن نقصان الإنسان في شخصه مكتمل..
تبدأ المجموعة بقصة بعنوان: "عملات أبي" وفيها يحلم طفل الإبتدائية المتفوق ويقول: � طوالَ الليل أُمنّي النفس، أتخيَّل لونها وشكلَها في حدود المسموح لي من التمنّي وليس الاختيار! ففي سوق المُستعمل نبحث عمّا يصلح لنا من بين قديمِ أمنيات الغير ليكون جديدَنا! � ولكن سوق المستعمل يخذله فلا يستطيع والده أن يشتري له دراجة مستعملة فيردد: � أقولُ في نفسي أنْ أكون الثاني على مستوى المدرسة والخامس على مستوى الإدارة التعليمية لا يكفي لأنْ أمتلك دراجةً مُستعملة، فضلًا عن رغبة أمّي وأبي في إسعادي، لماذا تكون النقودُ أغلى مما حقَّقته لماذا؟! � ولكن الواقع يكون أغلى وأثمن من العملات الورقية ويحدث ما لم يكن في الحسبان..
وفي قصة السبسنة التي جعلتني أجلس على الكرسي بتوجس خائفة من وقوع البطل لأجد أن من وقع هو حازم الذي كان يسخر منه..
وفي القصص الغريب، وأن تكون كلبًا، وسكن، يشعر القارئ بوجع لا حد له وغضب على حال الضعيف والفقير..
ثم يصل بنا الكاتب للقصة صاحبة عنوان الم��موعة حواديت محلية الصنع، وهي القصة المضحكة الباكية عن بكتيريا، وياله من اسم.. هل تخيلت يومًا أن تشتري الفلافل من عامل اسمه بكتيريا؟!
في قصة في قلبي خروف كان بها من خفة دم الكاتب الكثير، كنت سأحزن ��ن ذبح ولكن الذبح كان مصيرًا لغيره..
ثم نأتي لجنينة صابر وصابر الأول وترعة كان لابد وأن تسمى ترعة الشهداء بدلًا من المحمودية إذ مات عند حفرها اثنا عشَر ألفِ مصري.. ومثلما حفرت الترعة في قصة صابر الأول، ردمت الترعة في قصة صابر الثالث، وكانت النهاية موجعة فيهما معًا..
قصة جبر كما قصة أمل تبدأ جادة للغاية وتنتهي نهاية مباغتة..
قصة نظرة ذكرتني بأغنية فاتت جنبنا لعبد الحليم وفي القصة يقول علاء عن فتاته: � عينُها واسعة، زاد من قطرِها ذلك السياج الأسود من الكحل حولَها، وجهُها بتفاصيله كأنه مرسومٌ بقلم شديدِ السواد على سطح لبن مصفَّى، � ولكن ياللخسارة لم تنتهي القصة مثلما انتهت الأغنية..
في قصة الأجرة ضحك حد البكاء عن سائق المشروع الذي يعتبر ركابه جثثًا..
أما قصة الشيخ أحمد فهي قصة جميلة عن المقامات والموالد والحكايات التي نستمع إليها في عجب..
وفي القصة الأخيرة ابن باب الشعرية، اقرأ جملة شاعرية: "� في هذه الليلة، كنت تحتَ مظلَّة بيت قديم أتحاشَى المطر، وأستمع إلى صوتِ ترحيب الأرض به وهو يُعانقها، �
يتناص الكاتب مع القرآن الكريم في عذدة مواضع مثل: "لتنفجرَ الضحكات في هذا الموقف العسير، تتغشّانا ونحن على ثغورِ العتبة كما تغشاهم من قبْل أمنةً النعاسُ وهُم على ثغور الحرب." "جميعُهم مسترخون على مقاعدهم القابلة للانبساط. ونحن خُشُب مسنَّدة لا سبيل لنا غير ذلك" "� ثلاثةٌ ورابعهم خوفُهم �
وفي النهاية أقول أن أحلام بطلة روايتي "هذا جناه الأدب على أحلام" والتي كانت تقوم بتعديل الروايات وفقًا لأهوائها، قد قامت بتغيير اسم العمل إلى حواديت إنسانية محلية الصنع، فالمجموعة حملت من المشاعر الإنسانية الكثير، وها هو علاء أحمد يثبت لي هذا بقوله في قصة سكن: � مرَّت أيام وأيام. رُفع عن كاهلي فيها عبءُ الرجل وإن كان أمرُه في رأسي لا يَبرحني كعادتي دائمًا رأسي لا تتوقف طواحينُه، كل مهملٍ في الحياة له أهميةٌ في ردْهات عقلي كلّ كلمة ألقاها صاحبُها دون بال أحتفظُ له بها �
شكرًا علاء أحمد على هذه المجموعة الجميلة، وتمنياتي لك بمزيد من النجاح والإبداع..
الغلاف لون هادئ مريح بتصميم مواكب لأحداث المرحلة الراهنة من المقاطعة والاتجاه للمنتج المحلي دعمًا للقضية وربما هي رسالة خفية من الكاتب بما يتوجب علينا فعله.
يبدأ الكاتب بالتعريف عن نفسه ليجده غالبية مواليد الثمانينات وما قبلها واحدًا منهم كتذكرة دخول لقلوبهم دون أن يبدؤوا سماع أول حواديته.
يتحدث عن ضيق ذات اليد التي لا تسمح باقتناء الكتب فيلجأ لقراءة الشخوص والمواقف. تلك الأشياء الناقصة التي يكتمل بها وعي المرء للحاجة إليها بل وتقديره أهميتها.
هل كان هذا حماسيًا كبداية لقارئ من الجيل المعاصر ليتجرع شيئًا من الذم ولو خفيًا ذاك الذي اعتاد سماعه على لسان والديه"أنت مش مقدر النعمة إحنا كنا...."!
لا أعلم حقيقة إن كان سيدفعه هذا التعريف ليجازف بقراءة ما يبدو كادحًا بين ترف الحاضر أم سيؤثر السلامة!
ولأني لست ممن يمرر جملة فضلًا عن لفظة مما اكتسى بروح من كتب وأستشعره حقًا له طالما ارتضيت قراءته وواجبًا عليَّ أن أسمع ما بين السطور؛ سأتناول أول الغيث وثمالة القدح من الحواديت عملات أبي، وآخرها ابن باب الشعرية وسأترك ما بينهما لآخر يروي من قريحة رؤيته لها لعلها تنبت عما هو أفضل من رأيي.. كما أنهما بنهاية سعيدة على عكس غالبية الأخريات وهذا ما أحتاجه نفسيًا بصورة شخصية
(عملات أبي).
_نسبية الوقت "ما أطول ليل ننتظر صباحه، الساعة لا تعمل بنشاطها المعتاد ونحن نراقبها وتعدو عندما ننام عنها ونتركها وضميرها".
_التخيل المشروط بالواقع هل هو عقاب آخر لمحدودي الامكانيات ألا تتخطى حد المتاح حتى في الخيال وهل هذا من باب الوقاية من خيبة الأمل أن تتوقع الأقل فإن أتى الكثير فرحت وإن لم يأت فلا بأس. "المسموح لي من التمنى وليس الاختيار" فلا زالت الأمنيات تخضع للمسموح من غيره!
_الرضا وإقناع النفس أنها صفقة رابحة أن تأتي بالمستعمل ليكون جديدك
_حكمة الأمهات تلك التى ترافقنا في نصيحة تلقيها عليك بشكل عابر "تجاهل الوقت يجعله يمر" فتستعيد مع الحدوته كل الحكم المنسية على شاكلتها.
_شغف البدايات هل سيظل حقًا الحالم هذا على نفس النية من الحفاظ على ما تمنى حين يتملكه أم سيزهد فيه وينشغل بأمنية جديدة تؤجج شغفه وتثير سعيه"سأدخر من مصروفي لأعلق على جادونها جرسًا ومرآة....."
_كم من متظاهر بالقوة يحتاج إلى من يدعمه، وكم من مبتسم تئن دواخله كما الأب الذي يستعدل الحديد ليكون عمودًا لدعم مبني بينما يئن عموده الفقري من الألم.
_ هل قبلت شيئًا من قبل لا يلبي طموحاتك ولا يوافق ذوقك لضيق الفرص؛ سترى هذا الشعور يتجسد أمامك في نزول الولد والأب السوق لشراء الدراجة والتنازل عن مواصفات الدراجة واحدة تلو الأخرى ثم "الرضوخ للمتاح بدلًا عن المأمول".
_ "تزداد الأشياء جمالًا كلما زادت صعوبة امتلاكنا لها " دَونَّها الكاتب عن نظرة الولد للدراجة التي راقت له ولم يكف ما معهم لشرائها. _احتكار حاجة الشعوب وجشع التجار برفع الأسعار كما استغلال هذا الموسم (موسم الإجازة وانتهاء الامتحانات) فيعبر عما نمر به الآن.
_يكتمل جمال الحدوتة بنهاية لطيفة وإن لم تكن واقعية بتنازل صاحب دراجة الأحلام عن السعر المفروض تشجيعًا لتفوق الولد وتقديرًا لعجز الأب ولكن لا بأس من قليل من الأمل يكسبك جرأة طرق باب الحدوتة التالية.
... هل علينا أن نربي أبناءنا على أن للنجاح هدية كضريبة يدفعها الأباء لنجاح لن ينفع أحد قدر الناجح ولن يضر نقيضه سواه. لا أعتقد أن سياسة المقايضة هذه ستأتي بجيل قانع على عكس ما ذكر الكاتب من أن الولد لا يملك بعد خبرة تقدير الموقف ورفع الحرج عن الأب بينما نحن من يزرع الفكرة ويحصد نتاجها.
قفزت كثيرًا وكثيرا مما خالط ذهني وجاش في صدري خلال قراءتي لعملات أبي أو الدراجة كي لا أطيل بل وقد تغاضيت عن طرح رؤيتي في بن باب الشعرية فالبداية خير دليل على هوية الطريق ....
رحلة شيقة سيقطعها القارئ في هذا الكتاب ليخرج منها مفعمًا بالمعاني والمشاعر
تأتي حواديت محلية الصنع كهدية أدبية تأخذنا في رحلة دافئة بين أزقة الحارات المصرية، حيث تمتزج البساطة بالسحر، والواقع بالخيال. تتكون المجموعة من 16 قصة، تمتاز جميعها بأسلوب لغوي رشيق وخيال خصب، يجعلها بحق "محلية الصنع"، إذ تستلهم تفاصيلها من حياتنا اليومية، من ذكريات الطفولة وأحلامنا الصغيرة التي تتوق إلى عالم أكثر إنصافًا وجمالًا.
بين صفحات الكتاب، شعرتُ وكأنني أعود إلى أيام الزمن الجميل التي كانت أكثر دفئًا، حيث الشهامة والعلاقات الإنسانية الصادقة. كل قصة تحمل لمسة حنين وتأمل، وتجسّد عوالم مألوفة لكنها محمّلة بدهشة السرد وبراعة التصوير.
أكثر القصص التي لامست قلبي:
"عملات أبي" تحكي القصة عن أب يكافح لتحقيق وعده لابنه بشراء دراجة، غير أن العائق المادي يقف حائلًا أمامه. ومع ذلك، تأتينا النهاية محمّلة بالفرح والرضا، حيث يتمكن الأب أخيرًا من الوفاء بوعده. قصة تحمل دفئًا إنسانيًا خالصًا، وتُظهر عمق العلاقة بين الأب وابنه، وتحديات الحياة البسيطة المؤثرة.
"السبنسة" قصة مشوقة تدفعك إلى حبس أنفاسك منذ سطورها الأولى، فلا يمكنك التنبؤ بمصير الفتيان إلا مع لحظة النهاية، تلك اللحظة المنتظرة التي تشد القارئ بتوترها حتى وقوعها، فلا يملك إلا أن يواصل القراءة بلهفة، مترقبا ما سيحدث.
"الغريب" واحدة من أكثر القصص تأثيرًا، تحكي عن رجل غريب يأتي للعمل في مقهى ويتعامل بودّ زائد مع رواده، لتتكشّف من خلال الأحداث أحلام الناس البسيطة، حيث يوضح الكاتب أن حتى في الشقاء هناك درجات، وأن الطيبة قد تكون في بعض الأحيان غربة في ذاتها.
"في قلبي خروف" تدور أحداث القصة في "شارع الرحمة"، حيث نتابع قصة وحيد وخروفه، الذي يصبح موضع انتقام بعد نطحه لأحد أبناء سكان الشارع. القصة تجسّد ارتباط الإنسان بحيواناته، والعلاقة العاطفية التي قد تجمع بينهما، كما تعكس صراعًا بين الرحمة والرغبة في الثأر. يعيش القارئ لحظات ترقب ومواجهة، يختبر مشاعر الوفاء والخذلان والشجاعة والحزن، مما يجعلها واحدة من أكثر القصص عاطفية في المجموعة.
"جنينة صابر" و"المعدية" قصتان تحملان بُعدًا تاريخيًا، تتجلى فيهما علاقة الإنسان بأرضه، وارتباطه بها حد الدفاع عنها والتضحية لأجلها.
"الأجرة" قصة مستوحاة من موقف يومي مألوف، حيث يطالب السائق راكبًا بالأجرة، لكن المفارقة أن الراكب هذه المرة ليس سوى جثة هامدة. اللحظة التي يدرك فيها السائق الحقيقة تجعله يتراجع عن طلب الأجرة، بل ويرفضها عندما تُعرض عليه.
أسلوب الكاتب ومهارته السردية
يبرع علاء أحمد في تطويع لغته لرسم عوالم قصصه بدقة، فيجعل القارئ يشعر وكأنه يرى التفاصيل بأم عينيه. أسلوبه يجمع بين البساطة والجاذبية، ينسج شخصياته بحب، ويجعلها تتنفس على الصفحات وكأنها أشخاص حقيقيون نعرفهم ونصادفهم في حياتنا اليومية.
"حواديت محلية الصنع" ليست مجرد مجموعة قصصية، بل هي مرآة تعكس نبض الحياة في الحارة المصرية، بمآسيها الصغيرة وأفراحها العابرة، بحكاياتها التي قد تبدو مألوفة، لكنها مليئة بالسحر والدهشة.
اتسائل دائماً ماهو النص المناسب للتعبير عن الواقع، هل من الأنسب أن نكتبه كما هو بأكثر مفرداته ألماً وواقعية، أم أن نسبح في نسيج الرمزية ونغوص في أعماق الخيال. والإجابة أن لا إجابة. من حق الكاتب أن يختار أكثر مفرداته تعبيراً عن الوجع، ليبوح بها. وهذا ما فعله الكاتب علاء أحمد، ليعبر عن الواقع الأليم لطفل وإنسان وشاب ورجل، مر بالوجع وتعايش معه، وتجرعه منذ الصغر، فأراد أن يسرد مبكية على أوراق مجموعته، ليشاركنا فيها هذا الوجع. وبدأها بطريقة غريبة وصادمة نوعاً ما، في استهلال أسماه " تعريف لابد منه" وإن كنت أفضل أن استغله كقصة لكان أشد وقعاً وجمالاً.
المجموعة في بدايتها شعرت معها أنني أرى مشاهد من حياة رجل مصري مكافح طوال حياته فأراه وهو يسير مع والده ليشتري دراجته الأولى المستعمله، بعملاته القليلة. وحلمه الذي كان وسع العالم وقتها، وهدفه الأسمى ثم نراه مراهقاً وشاباً يندفع في مغامرة لركوب السبنسة، واعتبارها المغامرة الكبرى المحفوفة بالمخاطر، ونختبر معه دفقات الأدرينالين، وهبوطها ليحل الرعب والخوف.
ثم يكبر هذا الفتى، ويكافح في حياته، ونرى آثر كفاحه عليه، فيصبح الإنسان المتأمل لما حوله، في��عاطف مع الغريب، ويصف وجع جارته الباحثة عن السكن، ويحاول أن يساند بكتريا انسان الشارع البسيط، ويختلط به ليتعلم من حكاويه.
فلسفة الإنسان البسيط في التعلق بالأشياء. معظمنا من يربون الحيوانات الأليفة، نراهم ونسمع قصصهم في التعلق بهذا الكائن، ورعايته ومحبتهم له أكثر من الإنسان نفسه. فما رأيك بمن وجد خروفاً وتعلق به، ووجده كل ماله في الحياة، فكان لا يستيقظ ولا ينام إلا وهو بجانبه ويشاركه الطعام والحياة، واعتبروه أهل الحي عنصراً أساسياً، وعنصر داعم لإنسان بسيط ولحياته البسيطة فيقرروا أن يذبحوه لحادثة ما، فيرى أن حياته ستنهار بدونه، ويقاوم ويحاول الصمود ليستسلم في النهاية ولكن يهرب الخروف ويموت هو. هذا هو الإنسان البسيط ذو الأحلام البسيطة، قد تنهار حياته لأسباب واهية ولكنها كانت كل ما تساعده على مواجهة صعوبات الحياة. وهنا أرى فداءاً من نوع آخر فالكبش في التراث الديني هو رمز التضحية والفداء ولكن هنا الوضع جاء معكوساً، فهل هناك سبب؟ لقد قام صاحب الخروف بتقديم نفسسه قرباناً لأجل أن ينجو الخروف، لقد أراد أهل المنطقة التضحية بالخروف لينعموا بالسلام، وتهدأ الخصومة ولكن هذا الإنسان أبي إلا أن يعيش الخروف ويضحي نفسه هو، كأنه مسيح آخر ضحى بنفسه من أجل خراف الله.
مشاعر بكرية. في قصة نظرة، وقصة أمل، يستعرض معنا الكاتب المشاعر البكر الجميلة، سواءاً أثر النظرة الأولى على المعجب أو المشاعر البكر في أول سنى الزواج والتأثير السيئ للمحيطين في التأثير عليه وكيف يمكن أن نرمي بكل شئ عرض الحائط ليستمر الحب.
المجموعة بها الكثير والكثير من المشاعر التي تجعلنا نتألم ونتعايش مع أبطالها. وإن كنت أرى أن اللغة كانت أكثر تنميقاً مما يجب، وأعتقد أن الكاتب قد حرص عليها ربما لشدة واقعيتها.
حواديت محلية الصنع للكاتب علاء أحمد دار السراج تتكون المجموعة من ١٦ قصة كُتبت بأسلوب مُتقن نبكي في بدايتها على الطفل الصغير المتفوق الذي عجز أباه عن إسعادة رغم نجاحه ونبتسم للعوض الذي حصده.. نرى أثر الفقر في كثير من قصصها، كيف يموت الأشخاص ويفقدون كبريائهم وإنسانيتهم من أجل أقل القليل الذي يُعينهم على تجاوز هذه الحياة، الحب وأثره على النفوس، المحاولات البائسة للحصول على الأبناء، الخوف من كل شيء، الكرامات قصص على رغم اختلافها إلا أنك تشعر بواقعيتها وتتأثر بشخوصها.. اقتباسات ما أطول ليل ننتظر صباحه لا سيما عندما يكون في الصباح الذهاب لتحقيق الحلم الأسعد والأمنية الأقرب. -كل الذي خفته لم يحدث، ما حدث أنني فقط خفت! -بما أشعر. أنا أشعر الآن بالعجز عن توضيح شعوري.. لكنه ضيق ها هنا في صدري كأني أصعد للسماء، أو كتمان للأنفاس كأني تحت الماء، ودقات للقلب تتسارع كأني أهرب من وحش كاسر. أنا .. أنا خائف جدا يا دكتور. خائف من أي شيء؟ من كل شيء وتلك هي مصيبتي.
اسم الكتاب : حواديت محلية الصنع -قصص قصيرة اسم الكاتب :علاء أحمد التقييم : ٥/٥ عدد الصفحات: ١٥٩ دار النشر : دار السراج للنر والتوزيع مجموعة قصصية رائعة جداً تحتوي علي قصص واقعية جداً حواديت شيقة لها سمت الحكاية تجد فيها نفسك كقارئ مشاعرك التي تتغير ما بين ضحك وبكاء في وقت واحد ففي القصة الأولي وذلك الطفل المتفوق وحلمه البسيط في شراء دراجة حتي لو كانت مستعملة فتلك القصة الأولي تمثل في قول الله "كن فيكون " وما يُكتب لك لا يكون إلا لغيرك ولا تسأل غير الله وأن البشر هم اقصي استطاعتهم هي تنفيذ إرادة الله مدي روعة الكاتب واسلوبه وبساطته يجعلك كأنك تري المشاهد رأي العين تسمع وتري جمال وعمق السرد اللغوي والمشاعر التي تنتابك مع كل قصه من ضحك و بكاء وتشويق واثارة في آن واحد من قصه لأخري يجعلك الكاتب لا تستطيع أن تغلق الكتاب إلا مع آنهاء آخر صفحة
قلّما أنهي كتاب في جلسة واحدة،وقلماأحب المجموعات القصصية بل وأتجنبها إلا إذا كانت لكبار الكتاب المصريين كنجيب محفوظ أو إحسان عبد القدوس،او عالميين كتشارليز ديكنز او تشيخوف،واليوم أضعك بجانب الكبار بصفحات لاتتجاوز المائة والستين لامسْتَ قلوبناوأخضعتهالشتي الانفعالات،الترقب و الخوف والضحك والقهروالأمل،أخرجتها بتمكُنك المعهود وقوة أسلوبك وكلماتك الموحية التي أخالُها كتعاويذ يمكن تلاوتها علي صخرٍ أصم ولانندهش بعدها إذا نبتت عليه حياة.
This entire review has been hidden because of spoilers.
مصر منجم حكايات لا ينضب، يولد الإنسان فيها حكاءً، فهو ابن تاريخ عريق وبيئة غنية بالناس والطرائف والحكايا ولغة تتفجر ظرفًا. لهذا كثيرا ما يجمع كتابها بين الحرفة أو التخصص والكتابة. يتجول بنا علاء أحمد بين حواديث أهل مصر أو الطبقة الكادحة المسحوقة منها بلغة جميلة وعبارات تشي برقة نفس كاتبها. مجموعة خفيفة على النفس ثقيلة على القلب. تقرأ بجلسة واحدة
أخذني علاء أحمد إلى دهاليز الحارة المصرية، على الدراجة فالقطار ثم المعدية، عرفتي على السرسجية والسبنسة وحكى لي حكاية الكلب والخروف وصابر والشيخ أحمد، هذا النوع من القصص كأنه رحلة مدفوعة الدهشة لزيارة أم الدنيا 🇪🇬
١٦ حكاية معجونة بطعم الحياة اليومية لأنك ترى هؤلاء الأشخاص حولك في كل مكان.
الحواديت التي لمست قلبي : ( عملات أبي .. أروعهم) ( السبنسة/ الغريب/ سكن / الأجرة). التجربة الأولى مع الكاتب وحتما لن تكون الأخيرة لأن تجسيدة للواقع بقلم فنان يرسم لوحة وليس فقط تجسيدا بالعبارات.
مقدرتش أكمله. قرأت ١١ قصة من ١٦، وكنت بزق في نفسي عشان اخلصه وكان واخد مني وقت طوييييل على الرغم من انه كتاب قصير لكن أخيراً استسلمت النهاردة بعد قراءة قصة عم صابر (لم أقرأ القصص بالترتيب) ولما لقيت النهاية كئيبة زي اللي قبلها قلت كفاية كده. في الحقيقة التقييم لو على أول قصتين فقط فهم رائعين ومن أجمل ما قرأت. انبهرت من مستوى البلاغة لدى الكاتب والتشبيهات والوصف، يعني انا كنت مخيلة القصص بوضوح في خيالي كأني بتفرج على فيلم من وصفه الجميل، فتحمست جداً لقراءة الباقي لكن للأسف بقدر الحماس كان الاحباط اللي حسيت بيه. قصص نهايتها في غاااااية الكآبة لدرجة اني حسيت انها بدون مغزى وانا مش بحب النوع ده من الكتب. مجرد تعبير عن البؤس بدون أي بارقة أمل. بقيت اقوم بعد قراءة القصص وانا منزعجة ومخنوقة. غير قصة نظرة مثلاً: فعلاً حسيت ان ملهاش أي مغزى. حسيت بالاستفزاز. ممكن اعطي خمس نجوم للكاتب على اسلوبه اللغوي، لكن نجمتين لأننا مش ناقصين غم.
في البداية، قرأت العنوان عندما أعلن كاتب المجموعة عن صدورها، تخيلت من الغلاف والعنوان أن القصص ستكون مكتوبة بحبكات وتيمات حِرفية؛ الكرسي، الدراجة، طابع البريد، وقطعة الدومينو كلها أمور تشي بأن هذه المجموعة كتبت على مقهى ما، ثمة شارع سنطل عليه... في هذه المجموعة مشيت في ذلك الشارع، بعين فوتوغرافية ثاقبة، ترصد لحظات نغفلها بلا شك لأنها تحدث والسلام. جلست على المقهى، أراقب العمال، ورواد المقهى، ومكتب عرش المعلم! كنت أسير في الحياة بتقلبها، وهدوئها، وتململها. أبلغ وصف عن هذه المجموعة أنها قصص محلية الصنع، حدثت بالفعل في الواقع آلاف المرات، لكن ليس كلنا يحمل نظرة فوتواغرفية نستطيع ترجمت ما تصوره لكلمات. شكرا لأستاذ علاء إنه منحنا كقراء فرصة قراءة مجموعته الغالية وعرفنا على أبطال قصصه
اسم على مسمى .. حواديت مصرية خالصة.. الموضوع كله مشاعر يا انجذاب و تلاقى شخصى مع الحدوتة.. يا نفور و رفض لواقع موجود لا عايز افتكره و لا اقرأ عنه. الختام كان مسك بوصف جميل لما يخلفه سماع قرآن الحفلات فى النفس. تعريف لابد منه ★★★★� عملات أبى ★★★★� السبنسة ☆☆☆★� الغريب ☆☆★★� سكن ☆☆☆★� ان تكون كلبا ☆☆★★� حواديت محلية الصنع ☆☆☆☆� فى قلبى خروف ☆☆☆☆� "جنينة صابر" صابر الأول ☆☆☆★� "المعدية" صابر الثالث ☆☆☆★� جبر ☆☆☆☆� أمل ★★★���� نظرة ★★★★� خوف ★★★★� أجره ★★★★� الشيخ أحمد ☆☆☆★� ابن باب الشعرية ★★★★�
اشترى أبي لي دراجة من سوق الجمعة بالإسكندرية لأني نجحت في المدرسة ) جملة عادية جدا نسمعها يوميا والسؤال الذي يفرض نفسه هل هذه الجملة تستدعي أن نكتب عنها قصة في 11 صفحة الإجابة بكل تأكيد نعم طبعا وهذا هو دور الأديب الحقيقي وهذا هو ما فعله معنا الأستاذ المبدع/ علاء أحمد في مجموعته القصصية الشيقة والممتعة ( حواديت محلية الصنع ) فهو استطاع ببراعة مدهشة أن يحول الأحداث اليومية التي تحدث لي ولك وقد لا ننتبه إلى بعض تفاصيلها الصغيرة أو زواياها المختلفة في الرؤيا إلي حدث أساسي ننظر فيه بعيون مختلفة نتسلل إلي مشاعر أبطالها لنشعر بما يشعرون به فنقترب منهم أكثر فندرك الحقيقة فنجيد التصرف بعد ذلك عندما نلتقي بهم في رحلة الحياة. بين أيدينا. ففي القصة الأولى التي بعنوان ( عملات أبي) ننتقل مع الكاتب في رحلة قصيرة بين مشاعر الأب الذي يملك القليل من المال والابن الذي يريد تحقيق حلمه البسيط في شراء دراجة حتى ولو مستعمله ونظرات التاجر في سوق الجمعة. ونتابع مع الكاتب رحلته في المشاعر الإنسانية التي قد لا نراها تظهر على الوجوه ولكنه يستطيع الكشف عنها باحترافية وما بين مشاعر وكواليس البلطجي في قصة ( حواديت محلية الصنع ) إلي ذلك القهوجي في قصة ( الغريب ) أو ذلك المتشرد في قصة ( أن تكون كلبا) ثم في رحلة داخل أنفسنا يكشف لنا الكاتب عن مشاعرنا وذكرياتنا ويجيد الوصف والتعبير وكأنه يصفنا نحن ويصف ما مررنا به، وهذا نجده واضحا في قصتي ( جبر ) وقصة ( الأجرة) ولا ينسى الكاتب أن يقف بنا في محطة مهمة من محطات حياتنا الإجتماعية وارتباط الأماكن بنا ويكشف عن واقعنا المرير وهذا في قصتي ( سكن ) و( المعدية ) ويصل الكاتب إلي أعلى قمم المشاعر الإنسانية ويجيد أيضا التعبير عنها في واحدة من أروع قصص هذه المجموعة ( أمل) أما عن قصة ( في قلبي خروف ) فقد وصل إلي قمة العبقرية بهذا المزيج ما بين الكوميديا والمأساة وقد بلغ الوصف دقته ولا نملك إلا أن نضرب كفا بكف ونقول واقع عجيب. 🌹 الأسلوب غاية في الروعة 🌹 اللغة العربية الفصحى بسيطة وسهلة خالية من أي تعقيد 💚 إذا كان هناك عنوان آخر لهذه المجموعة فأنا أطلق عليها ( مشاعر محلية الصنع ) 📚نهايات القصص كلها جميلة وأعجبتني كثيرا 🌹 اقتباس 🌹 ( لم أر في الأدب العالمي مشهدا يضاهي بؤسي المتكرر عندما ينادى على اسمي في طابور الصباح مع زملائي الذين لم يسددوا المصروفات، أو أكون اختيار عين معلم الرياضيات الجاحظة وهي تنبش في وجوهنا المرتعدة بحثا عن ضحية يتلذذ بامتهانها على إجابتها الخاطئ)
ما هذا الجمال من اجمل المجموعات القصصية التي قرأتها هذا العام كأن الكاتب اختار القصص ملائمة للعنوان وللمعني الذي يريد أن يوصله للقارئ من القصة الأولي عملات ابي وحكايته لشراء الدراجة والنهاية الجميلة برغم ألم القصة نفسها السبنسة في القصة دي قلبي كان هيقف حرفيا الغريب وجعتني اوي سكن خلتني اعيط أن تكون كلبا واقعية حد البكاء حواديت محلية الصنع صاحبة العنوان قصة قد تكون عادية جدا لكنها ليست عادية في الحكي او المعالجة او الألم في قلبي خروف وجعت قلبي جدا جنينة صابر والمعدية حكاية مكررة في بلادنا للأسف جبر " دي اكتر قصة ع اد ما ضحكت عليها ع اد ما تذكرت ايام دراستي لاني كنت فاشلة جدا ف الجبر حتي بعدما عملت بالتربية والتعليم لايزال الجبر عقدتي أمل " قصة بتتكرر كتير حوالينا ولكن الناس لابد ان تحشر انفها في كل شيء نظرة " يمكن دي القصة اللي مش حزينة ف المجموعة الأجرة فجيعة الموت وجدعنة المصريين الشيخ احمد قد تكون تيمة مكررة لكن معالجتها عجبتني جدا ابن باب الشعرية كأنها حدثت وتحدث لجميع المصريين @@@ اقتباسات " وكعادة الأشياء تزداد جمالا كلما زادت صعوبة امتلاكنا لها " " لم يعلم أن لحظات القلق اطول وثانية الخوف بمائة ساعة مما يعدون, " وقبيل الوصول بدا لي اليقين من بعض العائدين يهمهمون أن الرجل قدد سكن" " كانت العديد من المقابر يعرضها اصحابها لايواء الميت ,,, كان يحتاج واحدة فقط منها كي لا يموت" " لسة بورقتها علي حطة اللي خالقها , وكل صنعته حلوة انما احنا اللي بنبوظ الصنعة" " قد فعل به القلق ما لم تفعله به الشيبة والشيخوخة" " اصبح الانجاب ليس مطلوبا لذاته, وانما لرفع الضغط والعبء النفسي الواقع عليهما من تأخره" " انا خائف فحسب وليس دليلا ان ما لم يحدث لن يحدث, أو نسبه حدوثه ستكون هي هي " " سمعت " كلا " وكأن روحي تقولها بثقة في وجه همومي في وجه كل سقوط وقلق وخوف.. كلا ان معي ربي سيهدين" @@ حبيت قلم الكاتب جدا واعتقد ان هقراله تاني قريب رحاب صالح
"حواديت محلية الصنع" 🔹أنا كمي شخص شرقي جداً يعني بحب الحاجات مصرية الهوية بزيادة أفلام عربي ابيض واسود ومسلسلات من أول ما دخل التليفزيون مصر، بالنسبالي بحة وبجة الي في السيدة زينب دول ديت عاطفي للغاية، بعشق العيد الكبير وطقوسه والدبح واللحمة الضاني والكوارع والممبار وما شابه وفي شم النسيم رنجة وبصل .
🔹عربية الفول دي بالنسبالي إغراء، عمري ما اتعاطفت مع الاكل الصيني ولا الياباني ولا الحاجات الغريبة دي .
🔹حتى لما بحس إني مخنوقة بحب أتمشي في شوارع مصر القديمة والحسين والغورية وباب الفتوح بحب الأجواء دي جداً وخاصة السيدة زينب في تجهيزات رمضان ومولد النبي . 🔹بعتبر أن الفانوس هو الصفيح أبو شمعة الحاجات المريبة الصيني دي مبعترفش بيها .
🔻🔻جت فترة لكتّاب كتير بدأوا يكتبوا قصص وروايات أحداثها في بلاد أجنبي وتقرا الرواية ولا القصة ولا حتى تشوف المسلسل مش إحنا ولا شبهنا ومعرفش ليه بندورة الإلهام من ثقافة تانية بدون داعي مش عايزة أقول إن معظمهم نحت من أفلام أجنبي اصلاً . 🙏🏻🙏🏻 لحد ما قرأت المجموعة القصصية "حواديت محلية الصنع" جماله في إن حواديته مصرية جداً بتمر عليك يومياً تقريباً ممكن متنتبهالهاش لكن لما تقرأ القصص تحس إنها على أد بساطتها عميقة جداً وتلمسك جداً.
🙏🏻🙏🏻الألفاظ والسرد سلس جداً من غير فزلكة ولا أفورة في المصطلحات والكلمات، تنفعل معاها كأن الشخصيات قاعدة معاك وبتحكيلك تفاصيل حياتها . #حوادبتمحليةالصنع للكاتب Alaa Ahmed السراج للنشر والتوزيع - Seraj for Publishing & Distribution #ريفيو #May_Saleh
"حواديت محلية الصنع" للكاتب علاء أحمد صادرة عن دار السراج للنشر قراءة إلكترونية على تطبيق أبجــد
مجموعات قصصية قصيرة مستوحى منها اسم العمل، محلية الصنع، وليدة بيئتها، الفقيرة في مظهرها والغنية في تفاصيلها. حواديت قد تبدو عادية في أحداثها لكن وصف الكاتب ولغته العذبة أضافت لها بعداً أكثر عمقاً وجمالاً.
تأتي مقدمة الكاتب عن نفسه ونشأته كقصة مضافة لحواديت الكتاب، لا تختلف عنها سوى في تعريف الكاتب بأن تلك الحكاية هي "عنه"، يعرّف الكاتب نفسه قائلاً: "قد أكون بِدْعاً بين الكُتّاب لكنني أصدق المكتوب، نصف أو ربع كاتب ربما، لكن نقصان الإنسان في شخصي مكتمل!".
ستة عشر حكاية تتأرجح بين الأمل والأسى و اليأس والموت والعوز، بلغة بديعة وتصوير غني بالتفاصيل يذكرك بأفلام محمد خان وداوود عبد السيد، تنتقل بين السبنسة والمعدية وسوق الجمعة ومقامات الأولياء، تتجول في الشوارع الهادئة ليلاً الخالية من المارة والآنسة بصوت المذياع.
تنوعت النهايات فتارة ساذجة سذاجة النهايات السعيدة للأفلام وهو مالم يتكرر سوى في أولى حكايات الكتاب " عملات أبي"، وتارة مقتضبة كنهاية "السبنسة" ودرامية في أغلب حكايا الكتاب كنهاية "سكن" البليغة: "كانت العديد من المقابر يعرضها أصحابها لإيواء الميت.. كان يحتاج منها واحدة فقط كي لا يموت.".
استطاع الكاتب أن يرى بعين الفنان الشارع المصري البسيط وحكاياه اليومية المكررة والباهتة، فأعاد إخراجها بالألوان في سلسلة من الحواديت المكتوبة بحرفية حكّاء متمكن.
الكاتب الحقيقي كتاباته لا يجب ان تنفصل عن مجتمعه ومشاكله ومعاناته مهما اختلف نوع الأدب الذي يقدمه
هذه المجموعة القصصية خرجت من رحم معاناة المهمشين والفقراء والمنسيين الذين يمثلون طبقة الأغلبية فى المجتمع المصري لا سيما فى وقتنا الراهن
مجموعة تتحدث عن مصر - الحقيقية - وليست مصر التى نراها فى الدراما والأفلام والاعلانات والتى لا تمثل الا نسبة بسيطة من المجتمع المصري
الكاتب خاض فى الوحل القابع فى براثنه فئة مجتمعية منسية تماماً لا يعيرها أحد اى انتباه ، بل فى حقيقة الامر يسعى الجميع لتجنبها أو انكار الحديث عنها وعن حقوقها لانها لا تليق بصورة مصر التى يتم تصديرها بشكل لا علاقة له بالواقع طيلة الوقت
مجموعة قصصية مؤلمة وصادمة لما وصل له حال هؤلاء المنسيين من جهل وفقر مدقع
تضم المجموعة ستة عشر قصة ، كل منها تحمل ألم ووجع لآمال ماتت ودفنت وأحلام تم وأدها وكرامة أهدرت
هناك علامات قصصية بارزة فى المجموعة من وجهة نظري تتمثل فى الأتي
- الغريب - أن تكون كلباً - سكن - حواديت محلية الصنع - المعدية - خوف - الأجرة - الشيخ أحمد
مجموعة قصصية مكتوبة بصدق كبير وواقعية مجردة وبعيدة عن التصنع والإدعاء وتزييف الواقع أو تجميله
ماذا يعني أن تقرأ للكاتب علاء أحمد ؟ ماذا تربح وماذا تخسر حينئذ؟! اسمح لي أن أجيبك بعفوية دون حذلقة، دون تفتيش عن كلمات براقة ذات وقع مدوي. أن تقرأ لعلاء أحمد يعني أن تسمع صوت نفسك قادما من أغوارك، صوت الأنا الحبيسة داخلك بكل ما تعانيه من ألم وكبت، خشية وترقب... أنت تقرأ لأنت أخرى تعرفها وتعرفك حق المعرفة دون مواربة دون تورية.. تصاحبك غصة فرِحة وعنفوان يرج دواخلك. تربح نفسك وأحلامك وكل ما لم تستطع يوما التعبير عنه، تخسر يأسك من أن تجد نصا يستحق قراءتك، تعود مؤمنا بأن هناك أدبا حديثا يستحق أن تقتطع من ميزانيتك لتقتنيه رغم كل الظروف المحيطة وأن تستهلك من وقتك الكثير رغم كل ما لديك من التزامات، تقرأ... تنتعش... تتنفس أدبا ذا مغزى وأنت في قمة سعادتك... علاء أحمد محفوظ جديد في طريقه لنيل نوبل ... مبارك الوفًا..
مجموعة قصصية للكاتب "علاء أحمد" - وهي مجموعة مليئة بآهات وبكاء الغلابة وحنين المغتربين! قصص عن مواقف لشخصيات منسية قد لا نشعر بوجودهم ولكنهم حولنا في كل مكان! قهوجي أو شياشجي، تلميذ مدرسة أو طالب جامعة، مسكين يريد سكناً أو مجذوب يبحث عن طعامه وسط النفايات!
لغة القصص هي العربية الفصحى الخفيفة والمليئة باللمسات المؤثرة والتعبيرات اللطيفة - تأثرت كثيراً ببعض القصص وتوقفت لأتأمل الكثير منها !
مجموعة جميلة وسأبحث عن كتابات الكاتب الأخرى لأقرأها!
اقتباسات
"طوالَ الليل، أتلصَّص على عقارب الساعة. أنظر لها خفية، أطبِّق نظريةَ أمي أنَّ تجاهل الوقت يجعلُه يَمر. لكنه لا يمرُّ، فالتجاهلُ لا يُصطَنَع من مَحض اهتمام ولا يُفتعل."
"كانتِ العديدُ من المقابر يعرضُها أصحابُها لإيواء الميت.. كان يحتاج منها واحدةً فقط كي لا يموت."
حواديت محلية الصنع كتاب رائع يحوي قصص واقعية صادقة جدا عبر الكاتب علاء أحمد في كل حدوتة بإحساس صادق جدا وكأنك أنت البطل أو كأنك تعرفه جدا وصور المشهد بحس مرهف عال حتي تعاطف القارئ مع الشخصية حد التأثر الشديد والبكاء لما اصابه من مواقف واقعية صادقة ربما قد تعرض أحدنا إليها في وقت ما اتعجب كيف حول الكاتب هذه المواقف العابرة التي ربما تحدث مرة واحدة علي الإطلاق في حياة أي شخص منا إلي ذلك الجمال والعمق في السرد والحكي.حتي لمست خلجات أنفسنا وحركت مشاعرنا الدفينة. حقيقي حضرتك صدقت المشاعر الإنسانية وأثبتت مدي نجاح سرد الألم في جاذبية القارئ والوصول إلي قلبه وأحاسيسه دمت مبدعا أستاذ علاء الأديب المنفرد 👏👏💐💐